رواية بنتي فين كاملة بقلم مارينا عطيه عبر مدونة دليل الروايات
رواية بنتي فين الفصل السادس عشر 16
” أية اللي صدمك قوي كدة”
_ أصل يعني..أنا بس أتفجأت.
إبتسم.
_ يعني أول مرة في حياتي يعدي عليا الموقف ده.
‘حاولت الملم كلامي وأهندم ردي بشكل يليق بالمنصب اللي وضعني فيه.
_ هو طبعًا شيء يشرفني والله، بس أنا مش عارفة إذا كنت هكون مسؤولة عنه ولا.
في الأول طبعًا أنا حابة اقوم بده بِصدر رحب، بس في الحقيقة أنا غير مستعدة أني أعمله.
روان بصت ليا بإستغراب على كلامي وردي.
رد هو.
” لية مش مستعدة علشان الدراسة يعني؟ لو على الدراسة فعادي متخافيش من ده هنحدد الوقت اللي يناسبك طبعًا وهنعمل لك قاعات مفتوحة هنا..زي ندوة كدة مرة في الاسبوع كبداية للموضوع”
حسيت أن الموضوع دخل في الجد..ولا الموضوع كبير أنا مش قدة!
” أية خايفة من حاجة تانية ؟”
كنت مترددة مش عارفة أجاوبه، عاوزة أقوم أسحب شنطتي وأجري على برة من الخوف والتوتر اللي وقعت فيه مرة واحدة!
كنت بحاول الملم شُتاتي وأهدي من نفسي، اتعودت إني لما احس بتوتر أو أحس أني هلغبط في الكلام أعد جوه نفسي من واحد لـ عشرة لغاية ما أجمع الكلام اللي أنا عاوزة أقوله فعلًا وأكون بقيت أهدأ، علشان بسبب سرعتي في الكلام بيحصل كوارث حقيقة!
_ يعني..أنا حضرتك..قصدي أنا لا أستاذة جامعية ولا واخدة دكتوراة في التنمية.
” عارف و علشان كدة أنا شايف لك مستقبل حلو أوي في المجال ده”
_ يعني أية ؟
” بمعنى أن أكيد مش هيبقى كل كلامك معاهم في أنك توعيهم على موضوع الإبتزاز ده زي ما عملتِ قبلي كدة وبس! مش كل النقط تتخلص في كدة وبس يعني ببساطة مش دي كل المواضيع بتاعت الشباب، أحنا كليتنا مختلفة شوية وأنتِ عارفة كدة فـ بنحاول نغير من ده دايمًا ومنبقاش شبه حد ولا شبه بعض، علشان كدة..في دورة تدريبية هتقوم هتبقى لشهور معينة معرفش لسة قد أية..
الدورة دي هيكون فيها دكاترة نفسيين وأخصائيين أجتماعيين وكمان اساتذة جامعة كتير واساتذة تسويق في التسويق الإلكتروني يعني، وغيرهم كتير…
ناس بدأت من الصفر وناس حارب وناس خدت الريسك ودخلت بأخر فلوس في جيبها مشروع، اللي نجح واللي فشل واللي وصل واللي لسة على السلم..ببساطة كدة الدورة دي هتكون شاملة حاجات كتيرة جدًا علشان كدة هتطول مدتها ولسة محددناش كام”
كنت حاسة إني أنبهرت بطريقته وطريقة عرضه للموضوع.
كمل كلامه.
” في البداية ولفترة كبيرة هتكون مجانية بشكل كامل، بعدين هتبقى بفلوس ومش كتير برضه ولسه بحاول مع الجامعة أنها تبقى مجانية بشكل كامل لطول فترة التدريب
وأختلاف الأراء بنا يعني ولسة موصلناش لحل يرضي الطرفين.
أنتِ عارفة في النهاية أن مفيش حد هيبقى مهتم بحاجة زي كدة في الجامعة، وأن كل الشباب هنا عمومًا مبقاش ميولهم غير في حاجة واحدة بس هي أنهم ينجحوا وخلاص ويتخرجوا حتى لو عارفين أن بعد ما يخلصوا مش هيلاقوا شغل أصلًا”
خد نفس عميق وكمل كلامه.
” بصراحة كدة علشان مبحبش أكذب ولا أجامل، أنا محتاجك أنتِ تقومي بالدور ده، هتساعديني هينفع!”
رديت عليه بفضول.
_ أساعد حضرتك أزاي!
” محتاج منك ندوة بسيطة للطلاب والطالبات هنا لحضورهم الدورة التدريبة دي وأنا مش سهل أني أختار أي حد، أنا عارف أنك هتقدري تعمليها..كمان دورك مش هيقف على هنا وبس”
_ أومال أية؟
” دورك مش هيقف أنك تدعيهم للدورة التدريبة دي بس اللي طبعًا بتزود من خبراتهم في الحياة وهيطلعوا منها كسبانين حاجات كتير..بُصي أحنا نبدأ بس بأول خطوة وبعدين كله هيجي ورا بعض، يعني دلوقتي بُصي خدي كدة….”
كان واقف قدام المكتب بيخرج حاجة من الدُرج.
” دول كروت للندوة، لو خلصيتها فعلًا ليكِ مكافأة مادية ومعنوية وأعتبريه شُغل جاي لك”
‘كنت باصة عليه وأنا متردده، مكنتش كتير الكروت دي يعني عدد كويس بالنسبة لكل الجامعة! كنت ببص على روان وشايفها بتهز ليا راسها أني أوافق.
مديت إيدي علشان أخد الكروت..سحبتها منه وبدأت أفتح أول كارت.
كان شكله بسيط قوي ورغم كدة فهو شكله فخم ويخلي الواحد يتشد أنه يحضر، يعني حتى الناس اللي هتيجي ناس معروفة وموثوق فيها وشاطرة في مجالها وأعتقد أنهم علشان مشهورين سوشيال ميديا فكل الطلاب ممكن يحضروا أو على الأقل جزء منهم.
أخدت الكروت وسندتها على الشنطة وإبتسمت له.
” أنا عارف أنك قدها يا جميلة وصدقيني الموضوع مستقبل ليكِ أكتر من أنه مجرد ندوة وخلاص! بُكرة وبعدوا هتعرفي كلامي كويس وهتيجي تشكريني بنفسك”
‘هزيت راسي له بـ إبتسامة.
” عايز أقولك أن فعلًا كل الموضوع ترتيب من عند ربنا، لإني مكنتش بخطط لكده أبدًا أو أنه حد هو اللي يقوم بالدور ده قبل كدة محصلتش، بس كل ده حصل بترتيب من ربنا يخليكِ تتحطي قدامي وأختارك ومخترش حد تاني حتى ينافسك لأن زي ما قولت لك اللي جاي هيكون حلو أوي ليكِ بجد وأنا على نفسي متفائل”
شكرته أوي وخرجت.
كنت حاسة إني في صدمة أو في حاجة مش قادرة أفهمها في الموضوع يعني الموضوع يشبه للروايات والأفلام ماهو مش معقول حظي حلو كدة بالشكل ده ومش معقول يكون بجد ربنا بيحن عليا وبيعوضني عن كسرة خاطري اللي أدشدشت بسبب أقرب الناس ليا، الموضوع مكنش مُريح ليا في البداية.
روان شافتني سرحانة فـ أتكلمت.
° أية!
رديت عليها بتوهان.
_ أية !
° لا متقوليش أنك لسة بتفكري أو مش موافقة!
سكت شوية وأنا سرحانة في سؤالها.
_ مش عارفة.
° لا يا جميلة كدة بقى تبقي بتهزري أو مش عارفة قيمة الموضوع اللي أنتِ داخله.
_ منا مش عارفة أية قيمته!
° أنتِ عارفة يعني أية يختارك من وسط آلاف الطلاب دول ويختارك أنتِ اللي تقومي بالدور ده! معنها أنك هتتعرفي، وهتكوني قريبة أوي من الدكاترة هنا غير أنه هيوصي عليكِ جامد لما يشوف شطارتك في الموضوع وده غير كل ده يعني هتعرفي تقنعيهم بقلب قوي كمان.
_ لية؟ لية يعني ؟
أنتهدت وخدت نفس عميق.
° علشان جربتِ الوج*ع يا جميلة، ودوقتيه بأشد أنواعه فهيكون عندك سبب قوي أوي أنك تدافعي عنه بكل ما فيكِ، الموضوع مش وحش بالعكس ده طبطبة ربنا على قلبك، ومتخافيش أنا هكون معاكِ.
جملة روان الأخيرة أنها هتكون معايا، وبعدها تطبطب على إيدي وتروح حضناني بالشكل ده.
خلاني أحس أني اللي مدقتهوش في بيتي ومع أهلي دوقته في العلاقة دي، دوقته في حلاوة علاقتنا سوا أنا وهي.
خلاني أحس أن في عطاء بدون مقابل..بدون ما يطلع لها أي مصلحة يعني أنها تكون معايا، هي بس عايزة تكون معايا وعايزة تسندني ودي كل مصلحتها!
الموضوع كان بسطني بصراحة مقدرش أقول غير كدة، الموضوع كان عامل زي المياة الساقعة اللي روحت البيت شربتها بعد يوم طويل كله حر وفرهدة وقط..ع نفس! الموضوع كان خفيف وحلو.
أول شارع بيتنا بحس دايمًا بقبضة قلب وخنقة لدرجة أني بكون عاوزة الف رجلي وأرجع مكان ما جيت أو حتى أقعد على الرصيف للصُبح مش مهم، جايز يكون الشارع أحن من كل اللي مريت بيه.
روحت البيت دخلت أوضتي على طول وقفلت على نفسي.
الباب خبط.
_ مين؟
رد صوته..صوت بابا..مش عارفة أقول له عليه أنه بابا ولا مقولش.
فتحت له الباب كان في إيده جوانتي.
“- بعمل صنية بطاطس تحبي تاكلي!”
بصيت ليه وسكت.
_ أومال ماما فين؟
“- مع أخوكِ”
سكت بعد رده.
“- مش حابة تتطمني عليه؟”
_ كفاية أنتوا أطمنتوا.
مسك إيدي وقعد جمبي.
“- هي مش هتيجي دلوقتي”
_ تمام.
“- احتمال تقعد شوية”
_ تمام
“- هتقعد مع سَليم”
_ تمام.
مش عارفة لية مصمم يقول ليا الأخبار! أنا واحدة مش معتبره نفسي من أهل البيت، فليه مصمم يدخلني في التفاصيل.
ملقيش فايدة مني وكان حاسس أني مش باصة عليه ولا عايزة أتكلم معاه.
لمحته وهو خارج مكس..ور النفس وأنا متعودتش أخلي حد يحس بنفس كسر..تي علشان كدة أتكلمت.
_ وحضرتك مش هتروح معاهم؟
رد بسؤال.
“- عوزاني أروح معاهم!”
_ لا مش قصدي بس بتقول أنهم هيطولوا يعني ففكرت أن حضرتك هتروح.
“- لا متخافيش هي مش هتطول كتير وهتيجي”
كان لسة بيحرك نفسه علشان يخرج من الأوضة ويقفل الباب وراه فـ سألت لغرض أنه يجي يكلمني مش علشان عاوزة أطمن.
_ هو سَليم ماله؟
لما سمع سؤالي حسيت بوشه أنه أبتسم دخل الأوضة وقعد على السرير.
“- عاوزة تعرفي!”
_ امممم
“-هيتحجز في مصحة نفسية ”
رديت بيأس.
_ دي عرفتها في حاجة تانية ؟
“- سَليم مدم..ن لأصعب أنواع الادم..ان وحالته صعبة وخط..يرة وهتطول في علاجها”
رديت بسؤال.
_ مدم..ن ؟
“- في حالة خط..يرة”
خدت نفس عميق وأتنهدت.
_ تعرف يا باب…تعرف إني كنت عارفة!
أستغرب مني لأني مكملتش كلمة بابا.
“- أزاي”
_ تفتكر حضرتك دي حركات ناس طبيعة! أنا شوفته بيكلم بنات على النت وفاتح الكاميرا والبنت…يعني زي ما حضرتك فاهم وقولت لماما قالت ليا ولد يعمل اللي هو عاوزة.
ولما دخل عليا هنا..
ولما مكنش للحظة بس يحاول يهدني من معاملتكم معايا و…و..
مفيش حاجة خلاص.
أنا كنت مقررة أني متكلمش، أزاي أتسحبت من لساني وبدأت أتكلم مش عارفة! أنا كنت هقول له على حاجة واحدة بس وهسكت مش هتكلم تاني خالص!
سكت مردتش أتكلم تاني.
_ معلش..أنا آسفة.
قرب عليا وطبطب على كتفي.
“- هروح أخرج البطاطس من الفُرن”
أبتسمت له وهو خارج وبيسحب باب الأوضة.
“- على فكرة عاملها علشانك ”
أول مرة حد يقول ليا حاجة زي كدة في البيت ” علشانك”
منكرش أني أنبسطت وقررت أني اتعشى معاه.
“- محر..وقة مش كدة؟”
ضحكت.
_ شوية اه.
رغم أنه بيحاول يبين أنه كويس بس كان باين في عيونه أنه مهموم وفي حاجة خانقه قلبه.
أكيد يعني الموضوع ممرش عليه مرور الكرام، وأكيد متضايق ومخـنوق بسبب سَليم.
بس غريبة أنه يسيب ده ويرجع يقعد هنا، أكيد مش راجع علشان يقعد معايا يعني.
كنت قاعدة باكل وأحنا ساكتين لاحظت أنه مبيكلش.
_ مبتكلش لية؟
مردش عليا كان سرحان فعدت عليه السؤال ده ومردش! فلمست إيده علشان ينتبه ليا بص ليا وأبتسم.
_ متقلقش هيكون كويس.
قولتها وشيلت الأطباق ودخلت المطبخ.
فدخل أتكلم.
“- ممكن تعملي ليا شاي؟”
هزيت راسي.
عملت له اللي طلبه مني ودخلت الصالة أدهوله.
حطيت على التربيزة وكنت هقوم أمشي بس لقيته بيمسك فيا!
“- أستني يا جميلة”
رجعت لورا..
_ أية ؟
“- عايز أتكلم معاكِ”
قعدت جمبه.
“- أنتِ زعلانة مني؟”
يااه..زعل! زعل أية اللي بيتكلم عليه، أنا اللي في قلبي عدى المرحلة دي من زمان قوي يعني..اللي في قلبي أكبر من كدة بكتير وميسعش الكلام اللي محتاجة أقوله ولا عتابي اللي باين جوه عنيا ولا قلبي اللي بينبض دلوقتي وهو بيكلمني!
عدم ردي كان كفاية عليه، عارف أحساس أن حد يدوس على رجلك اللي متخي..طة ومكسورة وخلصانة خالص ومش قادر تحركها شبر واحد ولا حتى نُص شبر، وتشوفه بعينه بيدوس بالقصد عليك علشان يسمع منك صراخ كلمة ” اااه” وفي الأخر يرُد بكل البرود اللي في الدنيا ويقول لك ” أية ده هي بتوجعك؟”
” سوري..اسف..مكنش قصدي..اصل مكنتش شايف..اصل أنت اللي جيت في وشي..معلش دلوقتي تخف بقى متعملش حوار، أنشف كدة شوية ومتبقاش طري!”
وكأنه لا حاسس بوجعك ولا بيحبك تشوف مستريح فبيدوس عليك أكتر علشان تكمل حياتك في آلم.
مكنتش عارفة أرُد..هرد أقول اية!
ما هو أصعب حاجة في الحياة شعور الخذلان من أقرب الناس لينا، من أهلنا.
أعتقد أن مرضه ميتدواش.
“- أنا عارف أنك أستحملتِ كتير وشيلتِ كتير و…”
قاطعته في الكلام.
_ ده مش وقته..ولا اوانه.
“- أنا حاسس إني بخسر كتير..مش عاوز أكون خسرت كل حاجة قبل ما أم..وت”
‘يمكن علشان سيرة الم*وت نفسها بتوترني، بتخيل حياة الشخص دي بعد ما يفارق حياته هيكون فين؟ وبتخيل حياة أهله والناس القريبين منه هيعملوا أية من غيره، خصوصًا لو كان شخص طيب ورحيم بحياة الناس اللي حواليا.
أنا مكنش عندي مشكلة معاه بحد ذاته زي أمي، يعني مفتكرش مرة أنه مد إيده عليا ولا جرحني بكلمة ولا حتى بصلي بصة مش كويسة ! كل اللي وجعني منه أن وجوده كان زي عدمه، كان موجود بس مكنش بيدافع عني وكان ساكت طول الوقت، كل حاجة وجعاني كان ممكن هو يوقفها لو بس مخفش أني أعرف أنه مش ابويا..
وأية المشكلة الاب هو اللي ربى مش اللي خلف! بس المهم يربي كويس وبحُسن نية وبحنية!
“- أنا مش عايز تكوني زعلانة مني ولا واخدة على خاطرك مني”
عنده مشكله من زمان أنه مبيتكلمش كتير ولما بيتكلم مبيعرفش يوصل اللي قدامه اللي عايز يقوله، ولا بيعرف يفهم اللي جواه علشان يعرف يقوله برضه.
“- أنا عارف…أنك…”
دمع! دموعه نزلت قدامي وأنا قصاده قاعدة بسمعه كنت مستنية أنه هو يحضني أكيد هيكون حضنه أخف وأهدأ منها، أكيد مش هحس بقسا..وة حضنه.
وأنا نقطة ضعفي بقيت أني أشوف حد مك..سور زي!
فقمت أنا وطبطبت عليه.
بكا
بكااا بحُرق…ة وجعت قلبي قوي مكنتش أتوقع أن عنده كم المشاعر ده!
مكنتش أتوقع أنه شايل كل المشاعر دي في قلبه وساكت.
“- أنا مش عايزك تضيعي مني..سامحيني سامحيني يابنتي!”
كان مشهد حزين بسيط مكون من دقايق أو أكتر من كونه أنه دقايق بس أنا محستش بنفسي غير وأنا بقوم أحضنه وأطبطب عليه وأمسح دموعه والقيه بيحضني وأعيط معاه وصوتنا يعلى في العياط بالشكل ده كأنه أخر زمن هعيط فيه!
مقالش حاجة تشفي قلبي، مقالش حاجة تانية غير أنه قالي “سامحيني” بدون دخول في أي تفاصيل..بس هو بيقولي
يا بنتي!
منكرش أني حسيت بلُطفة أكتر منها، وحسيت أن قلبي مطمن.
وقتها فضلت جمبه حبه حلوين علشان يكون أحسن وأخف..
حسيت أني أنا اللي محتاجة يفضل جمبي.
كنت محتاجة أقول له أنه مش محتاج يثبت لنفسه أنه غلطان في نظري ومحتاج مسامحة لأني حطيت له عذر وبدأت أتقبل خوفه اللي كان وبدأت أحس أني قربت اسامحه! رغم كل الصراعات اللي كانت جوايا.
بس اتحديت نفسي أنه برضه بيحبني! هو مكنش بيعمل اي حاجة غير أنه كان بيحاول يخليها متض..ربنيش وهي دايمًا تقول له أسُكت أنت.
فضلنا نحكي معرفش في أية، فضلت كمان أطمنه وأقول له أنه سَليم هيكون كويس وأنه ميقلقش.
كان بيسمعني بـ أهتمام قوي بصراحة مشفتهوش فيهم عن قبل.
بس أخر الحوار بنا قال ليا حاجة غريبة قوي.
” – طريقتك حلوة في الكلام يا جميلة بتعرفي تقنعي وتطمني اللي قدامك!”
دخلت أوضتي وحاولت انام وفي الليلة دي الوحيدة اللي مكنتش عارفة أحدد مشاعري إذا كنت مخنوقة ولا فرحانة ولا عايزة أعيط ولا عايزة أقوم أرقص.
أحساس أن لما تحس بضيقة دايمًا وتحس أنك تايهه وفجأة شخص يكلمك يرتب لك كل كركبتك وأحساسك المتلغبط ده مبيحصلش كتير ولا بيحصل مع ناس كتير، بس دايمًا كان آدم بيظهر في المواقف دي.
رن عليا رديت.
= لقيتك مسألتيش أنهاردة فقولت اكلمك.
استغربت.
_ أية ده هو مفروض أسأل كل يوم ؟
= ما هو أنا مكس..ور! ااااه يا رجلي.
_ لا ولله!
= اه والله!
سكتنا شوية.
= مش عارف لية حسيتك تايهه في شبر مياة فقولت أكلمك بقى أنقذك.
ضحكت على طريقته الغريبة.
_ وأنت عرفت منين بقى ده؟
= عادي حسيت هو حرام أحس؟
_ لا مش قصدي بس
= يعني حسيت صوتك تايهه شوية كدة من أول المكالمة.
_ أية هو باين قوي كدة؟
= اللي يعرفك ويحبك يبان اه انما اللي ميعرفكيش فهو لا.
قلبي دق..
هو أكيد بيحبني صح! أكيد مكنش قال ليا الجملة دي يعني.
حكيت له العرض اللي أتعرض عليا من عميد الكلية ورحب جدًا بالفكرة وشجعني وقال ليا أني لازم اقوم بيها وأني هقدر ومخفش.
وأنه هو كمان هيكون جمبي!
عادي كانت عادية من روان، مش عادية بالمعنى الحرفي ليها بس عادية أنها صاحبتي الوحيدة ولازم تقول ليا كدة، أنما هو! مكنش عادي أنه يقول ليا كدة في الحقيقة.
كان غريب عليا أني اسمع منه.
” متخافيش طول ما أنا معاكِ”
غريبة مش كدة! لكنها لطيفة أوي في الحقيقة، لُطف الجملة مخلنيش أعرف انام الليل كله لغاية ما قابلت روان الصُبح.
° هو قال لك كدة!
_ والله أيوة.
° اااه ولعبت يا زهر.
قرصتها.
_ خفي هزار.
° أقط..ع دراعي انه هيجي يطلبك مني وأنا مش هوافق.
ضحكت.
_ يسلام!
° اااه طبعًا هديكِ ليه كدة بالساهل، مش لازم أطلع عينه!
_ طب امشي ياروان..امشي.
وصلنا الكلية وبدأت أعمل اللي اتطلب مني.
مكنتش بوزع الدعوة كدة وخلاص بالعكس كنت بتكلم مع كل حد بدهالها وبشرح له الفكرة بأجمل طريقة ممكنه حصلت!
شباب وبنات بقى كله.
وفي منهم كتير كان بيعجبهم كلامي لدرجة أنهم بيخرجوا موبيلهم علشان يصوروا اللي بقوله.
واضح أني كنت بقول كذا حاجة بتيجي على الج..رح علشان كدا كانت بتعجبهم!
لامحت روان بتعمل زيهم.
خلصت كل الكروت اللي معايا، وعلى بليل لقيتني متضافة في جروب على الواتساب.
لما دخلت لقيته مُغلق ومبعوت فيه فيديوهات ليا من روان.
ومكتوب.
” ده جروب علشان الندوة ياريت اللينك يتنزل على جروب العام للكلية وندخل فيه كلنا يا جماعة”
وعملتني أدمن.
بصيت عليه لقيت فيه آدم!
لقيته بيرن بعدها بشوية!
= أنا مبهور بيكِ.
_ بجد؟
قولتها بفرحة.
= والله بجد أنتِ مبهرة يا جميلة..مبهره وحلوة، حلوة أوي.
يلهوي!
طب وقلبي اللي دق دلوقتي وفرح ذنبه أيه!
كل كلماته كانت تشجيع وسألني سؤال غريب.
فجاوبته أني هشوف العميد وأرد عليه.
لما قفلت معاه لقيت أن الجروب في ناس كتيرة قوي بقيت فيه! بصيت على الفيس لقيت روان نزلت اللينك وناس كتير معلقة ودخلت فيه.
من ضمنهم كان عميد الكلية بنفسه ! كتب مسدج أنه يشكرني قدام الدفعة على الجروب.
فـ أستغليت الموضوع ورديت بالعفو على شُكره وسؤال
” الدعوة عامة للجميع صح ؟ حتى من برة الكلية ؟”
ورد بالفعل في نفس الوقت بـ الموافقة.
وقتها روان دخلت تبعت ليا على خاص ” غمزة”
فرجعت أرُد على آدم بالموافقة.
أنا لما بفرح بحس بالجوع.
فنزلت أجيب أي حاجة حلوة من تحت.
وطولت شوية علشان قررت أتمشى وأنا مبسوطة لأول مرة.
خلصت حاجاتي وقربت من البيت بتاعنا.
لقيتها بتقرب مني.
أمي..
جاية وتحت عينها اسود وشكلها خاسس رغم أنها متطولتش هناك.
“- كنتِ فين؟”
_ كنت بشتري حاجة.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بنتي فين ) اسم الرواية