رواية جانا الهوى كاملة بقلم ايماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الثلاثون 30
الكل عيونهم متعلقة بالعربية اللي بتتقلب لحد ما استقرت وساد صمت تام ، محدش قدر يقطعه ، فجأة العربية انفجرت وأي أمل اتنسف بانفجارها.
عيونهم ثابتة على الشاشة محدش عارف ينطق أو يتنفس، الكل بينفض دماغه وكأن اللي شافه ده لقطة من فيلم مثلا وتمثيل ودلوقتي يجي المخرج ويقول كت ويطلع الممثل ، فاتن الدنيا لفت بيها بتحاول تفهم اللي شافته ده ايه ؟ هل حقيقة ؟ تمثيل ؟ خيال ؟ ماهي ممكن تتقبل أي مسمى غير انه يكون حقيقة، شاب لسه مادخلش دنيا وشال مسئولية كبيرة ومالحقش يتهنى يموت بالشكل ده؟ عيطت بوجع أم فقدت ابنها؛ رغم الفترة القليلة اللي عرفته فيها بس حبته واتعلقت بيه ، افتكرت مكالمته ليها بعد بنتها ماكلمته قدامها
فلاش باك
فاتن بتعجب من اتصال سيف بيها: خير ياابني في حاجة ولا ايه؟
سيف بابتسامة: هو أنا ماينفعش أطمن عليكي غير لما يكون في حاجة ولا ايه؟
نفت بحيرة: لا طبعا انت زيك زي نادر بس استغربت
رد بابتسامة: ماتستغربيش ولا حاجة ، ربنا يعلم اني بحبك زي أمي بالظبط وبحب أشاكس فيكي
ابتسمت بسعادة على رده اللي خطف قلبها وردت بهزار: أنا عرفت بنتي وقعت في حبك ليه
رد بتساؤل: ليه؟
جاوبته بضحك: علشان كلامك الحلو اللي محدش بيعرف يرد عليه .
ضحك هو كمان ووضح: والله ما كلام دي حقيقة وبعدين بنتك لو بتحبني علشان كلامي حلو أنا طيب بحبها ليه؟
جاوبته بتفكير: علشان طولة لسانها مثلا؟
ضحك بصوت عالي ورد: لو سمعت كلامك ده أنا مش عارف ممكن تعمل ايه ، وعلى فكرة حبيت طولة لسانها اه مش هنكر بس أنا بحبها كلها على بعضها.
ابتسمت باطمئنان: ربنا يسعدكم ياابني ويتمملكم على خير ، وماتضايقش من هبلها هي دلوعتنا كلنا فقفلنا عليها وحاصرناها في نقطة انها صغيرة دايما وليها مذاكرتها وبس.
رد بتفهم: أنا عارف كل ده وفاهمه من أول ماعرفتها وبالعكس مش متضايق أنا فرحان بيها في كل حالاتها، محدش منكم بس يضايقها ولا يزعلها لو سمحتم لحد ما توصل عندي
ردت بتهكم: هي دي حد بيزعلها؟ دي تزعل بلد
ضحك ورد : انتي كدا بتيجي على خطيبتي ياحماتي وأنا ما أسمحش
قالتله بضحك: براحتك يا أخويا أنا نصحتك.
عادت للواقع ودموعها بتنزل تلقائيا وحست انه كان بيكلمها يودعها ويوصيها على همس، شهقت بحسرة وحاسة ان الحياة انتهت؛ لان لو ده حقيقة معناه ان مش بس سيف انتهى لا دي كمان بنتها انتهت معاه ، ده نادر ابنها لسه ما اتخطاش علاقته العابرة مع بسمة اللي موتها دمر ابنها لكن هنا بنتها روحها متعلقة بسيف دي مش عايزة تصبر تخلص دراستها وهو خطيبها فما بالك لو حد قالها هتقضي عمرك كله من غيره ؟
قلبها رافض يصدق انه بجد كان جوا العربية دي .
خاطر باصص للشاشة وبيراقب ألسنة النار وعمال يقنع نفسه ان دي مش حقيقة ، ده مقلب أو أي سباق بنته جايباه مش سيف أبدا ، سيف اللي من ساعة ماعرفه وهو اعتبره ابنه واحترم صدقه ودفاعه عن حبه، اتحمل فوق طاقته علشان يعيش مرتاح فجأة كله ينتهي؟حاسس بألم قوي ورافض يستوعب، مابالك ببنته؟ مش هيخسر عيل تاني يغرق في حزنه وذكرياته ، طيب قبل كده وماعرفش يواسي نادر دلوقتي هيواسي بنته ودلوعته اللي بتعشق سيف ازاي ؟ ده هو نفسه مش عارف يواسي نفسه ويادوب قابله كام مرة ومش عارف يتقبل أو يستوعب موته فازاي هيواسي بنته اللي بقالها قد ايه بتحبه ومستنياه يطلع من مشاكله ودلوقتي بعد ما طلع منها وبعد ما حط في ايديها دبلته اللي عليها اسمه يسيبها ؟ يا ريته سابها كان هيبقى أهون إنما ده ساب العالم كله .
همس ، همس قلبها بيدق بعنف مع العربية وهي بتتقلب لكن لما العربية انفجرت تقريبا قلبها وقف وبطل يدق أو ده اللي هي حسته ، قلبها وقف بالفعل ، الدنيا كلها وقفت واختفت من حواليها وكل اللي شايفاه سيف وبس .
شافته يوم ما خبطته بالساندوتش واتنرفز عليها بالتومية بتاعتها .
شافته لما قفل الباب في وشها وطردها من المحاضرة بس قبل ما يقفل همس وقالها: اتطردتي من محاضرتي اتعايشي مع الواقع .
شافته لما نزلها من فوق عربيته .
شافته لما قالها مش مستني منها اعتذار أبدا ولو عايزة تعتذر يبقى برا المحاضرة وهو راجل عادي مش دكتور .
شافته لما كان قاعد على الرصيف منهار وهي ماقدرتش تسيبه وتمشي .
شافته لما حطت في ايده دبلتها وعليها حروفهم هما الاتنين.
شافته لما عيطت ولما ابتسمت ولما فرحت ولما غرقت ولما وقعت ، شافت كل ذكرياتها معاه وآخرهم من شوية لما أخدها في حضنه .
ازاي ممكن تتحرم من الحضن ده ؟ ازاي تتحرم من ابتسامته ؟ ازاي تتحرم منه هو ؟
طيب ازاي تتنفس دلوقتي لأنها بجد بتتخنق ومش بتتنفس ؟
أخيرا أخدت نفسها وشهقت بقهر وكأنها بتغرق وحد طلعها فبتاخد نفسها بالعافية وتشهق .
الكل انتبه على شهقاتها اللي بتزيد و آااه بتقولها بقهر وحالة هيستريا جتلها مع صوتها اللي بيعلى ، أمها قامت تضمها بس بتزقها ، هي بالفعل بتغرق وبتحاول تتشبث بأي حاجة بس مش عارفة ومش قادرة ، بتنهج وبتشهق وبتاخد أنفاس سريعة طويلة يمكن الهوا يدخل صدرها من تاني بس مفيش فايدة ، كل اللي بيقرب منها بتزقه أو يمكن بتتعلق فيه علشان يطلعها من الغرق اللي هي حاساه بس مفيش فايدة .
هند أختها مراقباها ودموعها بتنزل ومتجمدة مكانها مش عارفة تتحرك ، بدر جنبها مصدوم وعيونه لمعت بدموع وحس انه فقد أخوه ؛ مش مستوعب اللي حصل، بيكلم هند بتشتت واضح بس هي مش سامعاه .
نادر طلع من أوضته وشاف حالتهم وأخته اللي بتجاهد علشان تتنفس قرب منهم وبيسأل مالهم بس محدش بيرد ومش فاهم مالهم ؟
زعق بقلق: في ايه ؟ حد يفهمني .
أبوه يادوب رفع دماغه بصله وحرك راسه بألم وبوجع حسرة ودمعة نزلت منه ، وهو هيتجنن ومش فاهم فكرر تاني بخوف: في ايه ؟ مين حصله ايه ؟
أخيرا بدر اللي رد عليه بصوت بيجاهد انه يمنع دموعه : العربية انفجرت .
بص للشاشة وشايف ناس كتير وأصوات كتيرة ونار مولعة في عربية بس ساعتها الشاشة اتقفلت أو تقريبا البث وقف .
بص لنادر بشك وخايف يسأل : عربية مين ؟
بدر أخد نفس طويل قبل ما ينطق اسمه بحزن : عربية سيف وهو فيها .
لوهلة مافهمش أو ما استوعبش بس بص لأخته بسرعة وراحلها وقعد وراها وضمها أو كتفها المهم انه ثبتها في حضنه لان أمه قصادها بتحاول تضمها لكن مش عارفة فهو وراها كتفها تماما وقالها من بين صدمته: اتنفسي يا همس ، اتنفسي .
أخته بتشهق وهو بيكرر ويطلب منها تتنفس وبس : خدي نفس ورا نفس أيوة كده اتنفسي ، اتنفسي وبس مش مطلوب منك أي حاجة دلوقتي غير انك تتنفسي .
افتكر لحظة موت بسمة وإحساسه ساعتها وانهياره بس نفض أفكاره؛ مش وقته يفكر في نفسه المفروض يفكر في أخته الصغيرة اللي حياتها انتهت قبل ما تبدأ ، هو ماعرفش يخرج من حالته مع ان حبه لبسمة كان فترة بسيطة والظروف بعدتهم عن بعض وده عظم أحاسيسهم وبعدها موتها ونكرانه لتعبها دي كانت أكتر حاجة واجعاه لكن أخته كان عشق صافي ، أيوة بتعشق سيف وهو كان بيعشقها ، ازاي أخته هتواجه بكرا وبعده ؟ ازاي هتكمل ؟
بدر نطق بأمل : يمكن ما يكونش هو أصلا اللي في العربية .
كلهم بصوله وهو مش عارف اللي بيقوله صح ولا غلط بس نظرة الأمل اللي في عيونهم خوفته لكن كمل : احنا شوفناه بقناع وافترضنا ان هو ، يمكن مش هو ؟
فاتن بصتله بلهفة : طيب خلينا نتصل بعيلته.
بصت لجوزها تستمد منه القوة بس جوزها عينيه على بنته اللي انفصلت عن العالم كله بتجاهد بس علشان تتنفس .
فاتن وقفت تجيب موبايلها بس بدر وقفها : لنفترض ان عيلته لسه ما تعرفش ؟ أو هو مش في البيت أصلا هتقوليلهم ايه ؟ هتسأليهم ازاي ؟
فاتن بصتله تحاول تلاقي كلام تقوله بس مفيش ، دموعها نزلت وعيطت بصوتها كله وقعدت على الأرض ، بدر مسكها يحاول يمنعها ويضمها بس هي انهارت .
نادر فضل ضامم أخته وهو قاعد وراها ومن وقت للتاني بيفكرها تتنفس وبس وهمس مش عارفة تعمل ايه ؟ تعيط ؟ تتكلم ؟ تصرخ ؟ عايزة تستنجد بأي حد بس كل حاجة في الدنيا كله ضدها ، أفكارها كلها بتعيد كل ذكرى ليها مع سيف ، من وقت للتاني بتسمع من بعيد صوت أخوها بيفكرها تتنفس فبتاخد نفسها بالعافية .
دموعها جامدة مش قادرة حتى تعيط وده واجعها أوي ، يمكن لو صرخت أو عيطت الغصة اللي جواها دي تهدا شوية أو الألم ده يهدا بس هي زي ما تكون حد بنجها فجسمها كله خارج إرادتها ، بس ليه تتنفس أصلا؟ ما هو عالمها كل اتهد ليه تعيش؟ يمكن لما ماتتنفسش تموت وتروحله، كدا كدا مش هتقدر تكمل من غيره ، حياتها مرتبطة بيه ولما راح حياتها انتهت، استسلمت لنبضاتها اللي وقفت ورفضت تسمع كلام أخوها اللي بيصرخ ويقولها تتنفس وانسحبت عن الواقع وهي بتغمض عينيها باستسلام وسط صراخ أهلها باسمها.
كريم قاعد وأمل جنبه بتحاول تهديه وخصوصا ان موبايل سيف ومؤمن الاتنين مغلقين وده مجننه بزيادة ، راقبوا السباق وشافوا العربية وهي بتتقلب وبعدها الانفجار والاتنين مصدومين عيونهم متعلقة بالشاشة.
أمل دموعها نازلة وهي بتتخيل لو حبيبها راح منها في غمضة عين بالشكل ده ؟ بصت لكريم اللي مصدوم ومرة واحدة رمت نفسها في حضنه وهي مرعوبة من غدر الأيام بالشكل ده .
كريم حاول يتماسك قدامها وبعدها بهدوء وهو بيردد: اهدي ، أنا لازم أقوم و….
اتعلقت فيه ومسكته بعنف : انت مش هتبعد عني انت …
قاطعها بجدية : في ايه يا أمل ؟ أنا مقدر إحساسك بس لازم أروح هناك وأعرف الدنيا فيها ايه ؟ أنا تخيلت اختفاء مؤمن بالشكل ده هو وسيف انهم بيدبروا حاجة لكن مش التخلف ده – صوته اهتز بألم وكمل بغضب وغصة – ولو هو مات في العربية دي يستاهل ، أقسم بالله يستاهل لأنه لو شارك في السباق ده في التوقيت ده بعد ما وصل لحبيبته وحط خاتم في ايدها وربطها بيه مدى الحياة ويروح يرمي نفسه للموت بالشكل ده فهو إنسان أناني ويستاهل .
أمل مسكت دراعه لما لاحظت انفعاله ومحاولاته انه يداري مشاعره واترجته: طيب ممكن تهدا انت كمان زي ما بتطلب مني أهدا ؟ خليني آجي معاك طيب .
بصلها باستنكار : تيجي معايا فين ؟ أولا المكان ده في الصحراوي وبعدين الدنيا هتكون مقلوبة دلوقتي ، أنا لازم أتحرك يا أمل .
سابها واتحرك والخوف ماليه وكل شوية يمسك موبايله يرن على مؤمن بس برضه موبايله مغلق .
وصل للمكان وزي ما توقع الدنيا مقلوبة من بوليس وإسعاف وهرج ومرج وناس كتير ومش عارف ازاي وسط الزحمة دي كلها ممكن يوصل لمؤمن ؟
بدر حاضن مراته اللي بتعيط ومش عارف يعمل ايه أو يتصرف ازاي بس بيراقب الكل وهم منهارين بصمت خصوصا بعد وقوع همس اللي أسعفوها بس رفضت تصحى وكأنها أجبرت عقلها على الدخول في غيبوبة.
مسك موبايله وبمحاولة فاشلة منه رن على سيف بس موبايله مغلق .
فتح السوشيال ميديا يمكن يلاقي أي أخبار جديدة أو تكذيب الخبر مثلا بس للأسف اتفاجئ بخبر الحادثة مالي كل الفيس .
( حادث مروع يقضي على رجل الأعمال سيف الصياد )
( لعبة انتهت بمقتل الدكتور الجامعي سيف الصياد)
استهتر بحياته وشارك في سباق الموت ليكون الموت بالفعل نصيبه )
( سباق الموت الاسم على مسمى فقد لاقى الدكتور سيف الصياد مصرعه حين شارك في ذلك السباق )
كل واحد ناشر الخبر بعنوان وصورة شكل المهم ان النتيجة واحدة .
هند رفعت عينيها له وبصوت مهزوز سألته: الخبر صحيح ؟
بصلها بخوف: الصبح هنروح بيته ونتأكد ، يعني من امتى بناخد أخبار من الميديا ؟
الكل فضل قاعد مكانه محدش عنده المقدرة يتحرك ونادر قاعد ضامم أخته اللي مغمضة عينيها وماعندهوش الجرأة يكلمها أو يفتح بوقه بحرف .
آية في اوضتها موبايلها رن واتفاجئت لما شافت رقم حازم بيرن عليها ، تجاهلته فترة بعدها رن تاني فردت بغيظ : انت عندك عين بجد تكلمني ؟ يعني ….
قاطعها بإيجاز : أخوكي فين يا آية ؟
استغربت سؤاله : وانت يهمك ايه في أخويا ؟ أنا هقفل وإياك ….
قاطعها تاني بس بنبرة توسل استغربتها أكتر: اوعي يكون شارك بجد في السباق واوعي يكون جوا العربية دي .
قلبها دق بعنف وسألته بتوتر: سباق ايه وعربية ايه ؟ بتتكلم عن ايه ؟ انطق يا حازم .
اتردد ومش عارف يعمل ايه بس طالما اتصل يبقى يتكلم فقال بتردد : سباق سبيدو ، في عربية اتقلبت وانفجرت فقوليلي ان سيف في أوضته نايم وما راحش السباق ده أرجوكي يا آية .
هزت دماغها برفض للي بتسمعه : سيف أكيد في أوضته – قامت بسرعة لأوضته تفتحها بس الأوضة فاضية وظلمة ، حست ان قلبها هيقف ورددت بخفوت : الأوضة فاضية .
حازم غمض عينيه وردد بحزن: يبقى شارك بس أقسم بالله يا آية قالي انه بس هيبلغ الصحافة يصوروه عند خط النهاية ويعمل شوشرة لاسمه في البيزنس أو الجامعة لكن مش كده أبدا مش كده .
آية قفلت في وشه واتصلت بأخوها بسرعة بس موبايله مقفول ، قعدت على الأرض مش عارفة تعمل ايه ؟ دموعها نازلة بغزارة مش عارفة توقفها ، وقفت علشان تروح لأبوها بس هتقوله ايه ؟ سيف مات ولا لا؟
قعدت تاني على الارض تعيط وتفكر ازاي ممكن تعيش في الحياة لو أخوها مش معاها ومش ساندها ؟
عز في أوضته صحي من نومه هو ومراته على موبايله بيرن وحد غريب بيكلمه : عز الدين الصياد والد سيف الصياد ؟
اتعدل بسرعة وقلبه نبض بعنف لان السؤال ده ما يبشرش بخير ورد بتوتر : أيوة أنا في ايه ؟
– حضرتك مطلوب في مشرحة (……..) تتعرف على الجثة .
عز مش قادر يفهم هو بيقول ايه وردد ببلاهة : أتعرف على جثة مين ؟ انت بتقول ايه ؟
مراته جنبه شهقت وحطت ايدها على قلبها ودموعها نزلت وكأنها عارفة ان في مصيبة هتتحط فوق راسهم .
⁃ جثة ابنك سيف الصياد .
عز بعدم تصديق: جثة ابني ازاي يعني ؟ انت بتقول ايه ؟ ده ايه الهزار الرخم ده ؟ اقفل واياك تتصل تاني .
⁃ لو سمحت يا فندم حضرتك مطلوب علشان ….
عز قفل موبايله وبص لمراته واتكلم باهتزاز : واحد بارد قال ايه أتعرف على جثة ابني ، أنا هروح لسيف أوضته .
سلوى لطمت خدها بصدمة وهو قام بخطوات سريعة خرج وسلوى وراه و فتح باب أوضته بس لقاها ظلمة واتفاجئ بآية بنته قاعدة على الأرض بتعيط ، مد ايده تجاه النور وسلوى أول ما شافت بنتها كدا قعدت هي كمان تعيط بقلب مكلوم وعز بينقل نظراته بينهم فزعق بعدم تصديق : بتعيطوا ليه ها ؟ علشان تليفون سخيف من حد أسخف ؟ سيف برا وشوية كده وهيرجع ، أنا هتصل بيه .
سابهم وراح أوضته بسرعة يجيب موبايله يرن على ابنه اللي موبايله مغلق ، رن مرة بعد مرة بس الموبايل مغلق ، قعد على السرير وبيسأل نفسه هل ممكن يفضل يرن والموبايل يفضل مقفول كده ؟ هل ممكن ما يشوفش ابنه تاني ؟
بص للكومود جنبه عليه صورة تجمعهم هم الأربعة وشوشهم بتضحك معقول الصورة دي ما يتجمعش أفرادها من تاني ؟
وقف رافض يصدق اللي بيحصل بس هيروح ويشوف الجثة اللي كلموه يشوفها علشان بس يقولهم ان ده مش ابنه .
لبس هدومه وايديه بتترعش ورجليه مش شايلاه بس لازم يظهر قوي على الأقل لحد ما يخرج من بيته .
اتصل بنصر يقابله بسرعة علشان يوصله لأنه مش هيقدر يسوق أبدا .
بصلهم وهو خارج بوجع: هروح علشان بس أثبتلكم ان سيف بخير وهرجع بيه أو هو هيرجع قبلي كمان .
سابهم واتحرك بصمت هو ونصر ودموعه بتنزل غصب عنه وهو مصمم ان ابنه بخير لحد ما وصلوا للمستشفى اللي بلغوه بيها ، دخل وهناك كان في هرج ومرج كتير ومش عارف يروح فين ولا يجي منين وكل ما رجليه تخونه نصر يسنده .
كريم لمح عز فراحله بسرعة وقرب منه بتعجب : عمي مين كلمك ؟
عز بصله واتعلق بدراعه بتوسل: قولي ان سيف مش هنا وبيضحكوا عليا .
كريم أخد نفس طويل وحاول يتماسك : مش عارف أوصله ورفضوا يخلوني أدخل أتأكد وقالوا أفراد العيلة بس .
عز ماشي معاه ونصر ماسكه من ايد وكريم من الناحية التانية والاتنين بيسندوه لحد ما وصل قدام باب عليه اتنين عساكر سألوه : انت تقرب للمتوفي ؟
استغرب المسمى ده وحرك راسه برفض : ده مش ابني اللي جوا انتوا فاهمين ؟ مش ابني وأنا جاي علشان بس أقولكم انه مش ابني .
كريم بصلهم بتوضيح: ده والده و ….
قاطعه عز باستغراب وزعق : انت ليه مفترض ان اللي جوا ده سيف ابني ها ؟ سيف محترف في السواقة مش هيموت هو في حادثة انت فاهم ؟ ده مش ابني .
العساكر فتحوا الباب : اتفضل طيب .
دخل عز وأول ما شاف السرير اللي عليه حد متغطي رجليه خانته بس كريم ونصر الاتنين لحقوه و وقفوه وهو زقهم بانهيار : أنا كويس ، ده مش ابني وهتأكد دلوقتي ، مش ابني .
كريم مسك دراعه بحزن: بلاش يا عمي تروح تشوفه ، خلينا نتعرف عليه من تحليل ال DNA يمكن ما تتعرفش عليه .
بصله باستغراب : هو في أب ما يعرفش ابنه ؟ لو سيف هعرفه لو مش سيف خلاص .
كريم وضح : العربية انفجرت يا عمي واللي قدامك – مش عارف ازاي يكمل الجملة ولا يقول ايه – بقايا مش هينفع .
سابه عز وراح شد الغطا اللي قدامه بس المنظر اللي شافه محتاج ل ١٠٠ سنة علشان يمحيه من قدامه.
لحم أسود ، ده فقط اللي شافه ، مجرد شيء أسود محروق تماما لا له ملامح ولا له شكل .
وقع على الأرض ينهج ويردد بانكسار : لا لا ده مش ابني لا لا ده لا يمكن يكون ابني .
كريم ونصر وقفوه وخرجوه برا وهو بيردد لا وبس .
طلب دكتور وحقنوه بمهدئ يمكن يقدروا بالفعل يهدوه شوية .
كريم موبايله رن كان أبوه بيطمن وصل لايه لأنه عرف من أمل اللي حصل ، كريم حكى لأبوه اللي حصل لعز وعجزه انه يساعده .
حسن بلغه انه هيجيله وبالفعل خلال نص ساعة كان قدامه وسأل بحزن : حالته ايه ؟
كريم حرك راسه بأسف : مش مستوعب اللي حصل وعمال يردد ان ده مش ابنه .
سأله باهتمام : وهو ابنه ؟ اتأكدتوا ؟
كريم أخد نفس طويل بألم : سبيدو اتقبض عليه وقال ان سيف الصياد مشارك ودي عربيته وشافه وهو بيركبها واتحرك بيها قدامه ، يعني للأسف ده فعلا سيف .
حسن بص ناحية عز و للحظة حط نفسه مكانه أو بالفعل هو كان مكانه لما ابنه اتعرض لحادثة وقت العاصفة وخسر كليته والدكتور قاله يستعد ويهيئ نفسه لموت ابنه .
لقى نفسه غصب عنه بيمسك دراع كريم ويضغط عليه وعينيه على عز ودعاء صامت جواه ان ربنا يقويه .
كريم لاحظ حالة أبوه وطبطب على كتفه : بابا أنا بخير وده مش وقت تفكيرك كدا .
حسن بصله وحط ايده على وشه بخوف : الحمد لله انك بخير فعلا يا ابني ، مش عارف ممكن أقوله ايه وممكن أواسيه بايه ؟ وهل في كلام ممكن يواسي أب على خسارة ابنه وسنده ؟ سيف كان سنده وهو اللي وقفه على رجليه وهو ….
قاطعه كريم بغضب وغصة : وهو قبل ما يشارك في سباق زي ده كان لازم يعمل حساب الناس اللي في رقبته دي .
حسن مسك دراعه : كريم هو لما شارك مااتوقعش النهاية دي ، اللي عرفته منكم انه بطل سباق وانه عمره ما خسر في أي سباق فهو شارك زي ما كان بيشارك بس
قاطعه كريم بحزن على صاحبه : بس رصيده خلص وده اللي ماعملش حسابه ، ماعملش حساب كسرة أبوه وأمه وأخته ولا عمل حساب حبيبته اللي اداها أمل لحياة حلوة و أخده منها بالشكل ده، للأسف ماعملش فعلا حسابه .
حسن وقفه : يلا نساعده ونوصله بيته ونشوف ايه المطلوب ونعمله دول مالهمش حد دلوقتي يساعدهم ، خلينا نساعدهم احنا يا كريم – بص حواليه وسأله- فين مؤمن ؟
كريم بصله بغيظ أكبر : لما أشوفه هقتله بايدي هو كمان لأنه قالي ان سيف مش هيشارك أو هيحاول يقنعه ودلوقتي بعد اللي حصل قفل موبايله واختفى لأنه عارف كويس اني لو شوفته هقتله .
قاطعهم دخول مروان بيدور بتشتت وبيتلفت حواليه فكريم ناداله: عمي هنا تعال.
مروان بص ناحيته وبعدها بص لكريم بصدمة: هو اللي حصل ده بجد ؟ طيب ليه ماقاليش ؟ ليه ماأخدنيش معاه ؟ ليه عمل كده ؟
كريم مسك دراعه بتفهم : اهدا كل اللي بتقوله ده مالهوش لزوم دلوقتي عز هيحتاجك جنبه أكتر من أي وقت .
بص ناحيته وبيفتكر طول السنين اللي فاتت وهو كل شوية يقولهم ابني راجع ، ابني هيمسك مكاني ، ابني هيسندني ، ابني ابني ابني …
ازاي هيعيش دلوقتي بدونه ؟ ازاي هو هيتحمل يشوفه بينهار كده قدامه ده بيعتبره طول عمره زي أبوه وسيف أخوه؟ سؤال للأسف مالهوش إجابة .
شذى سمعت خبر موت سيف واتصدمت بيه ماكانتش عارفة تعيط ولا تفرح ؟ نزلت لأبوها بسرعة: هو الخبر ده صحيح ؟
أمها بصتلها : خبر ايه ؟
كررت وتركيزها مع عصام: بابا الخبر صحيح ؟
شيرين بصتله بنفاد صبر: خبر ايه يا عصام ؟
بص لبنته : اه صحيح ، مات فعلا .
شيرين رددت بصدمة : مين اللي مات؟ قولوا وقعتوا قلبي .
بص لمراته ورد ببساطة: سيف الصياد عمل حادثة وعربيته انفجرت وهو جواها .
شيرين ضربت على صدرها بصدمة: يا لهوي ، لا حول ولا قوة إلا بالله ، إنا لله وإنا اليه راجعون .
شذى بصت لأمها بدهشة : انتي هتزعلي عليه ولا ايه ؟
أمها بصتلها بتأكيد: اه أزعل شاب في سنه ده يموت كده ؟ وأبوه وأمه يا ترى عاملين ايه ؟ – بصت لجوزها- خلينا نروحلهم يا عصام و ….
وقفها وزعق بغيظ: اللي مات ده ساب بنتك ، خطب غيرها امبارح وكان هيفضحنا بخبر خطوبته لو انتشر ، طردني برا الشركة وخسرني ملايين ، ده موته أجمل حاجة حصلت السنة دي.
شيرين بصت لجوزها مذهولة من الوش اللي أول مرة تشوفه ، هي أيوة عارفة انه بيدمر الشركات وبعدها يشتريها ويضيفها لمجموعته بس الموت ده حاجة تانية خالص ، الموت بالذات مافيهوش أبدا شماتة .
شذى استغربت نظرات أمها واستغربت لخبطة إحساسها ، جزء منها بيقولها تزعل لموته بس جزء أكبر شمتان فيه وخصوصا انه كان هيعلن خطوبته بالبنت إياها وساعتها كانت هتحط وشها في الأرض وخصوصا قدام نادر اللي قالها انه كان مغمض وذوقه وحش لما اختارها واتحسن لما خطب أخته هو.
أخيرا أطول ليلة مرت على الكل بحلوها ومرها لكن للأسف ماكانش فيها حلو أبدا ، كانت ليلة حزن و وجع وانهيار .
خاطر وقف وبص للكل بحزن : قوموا هنروح بيته وإن شاء الله هنفوق كلنا من الكابوس ده ، وإن شاء الله هيطلع كابوس .
نادر مسك دراع أخته وكلمها بهدوء : قومي يا همس يلا .
اتعدلت والدنيا كلها لفت بيها وهو لاحظ ده : بالراحة و واحدة واحدة. ساعدها تقف وكل ما بتقع هو بيسندها .
هند بصت لجوزها : خليك هنا علشان أنس ، مش حلو أبدا ناخده هناك لو اللي حصل ده بجد بلاش يجي .
بدر مسك دراعها : بس عايز أكون معاكي ، خلينا نسيبه هنا لوحده و…
قاطعته هند بإصرار : بلاش يا بدر ، أنا كويسة وهفضل مع همس وماما وبعدين يمكن تكون دي إشاعة وأتصل بيك تيجي انت وهو .
أمن على كلامها بس جواه يقين ان دي مش إشاعة .
كلهم اتحركوا بصمت تام ، خاطر قعد جنب ابنه وهمس قعدت في النص بين أختها وأمها ومحدش فيهم قادر ينطق حرف واحد .
نادر شغل برنامج ال GPS ومستغرب ازاي امبارح طلبه من سيف علشان يخرج من المستشفى ويجيلهم بنفسه وازاي النهارده بيروح بيته في الظروف دي ؟
أخيرا وصل قدام ڤيلا ضخمة وخاطر بصلها : أيوة هي الڤيلا دي ، هو ده بيته ، بس غريبة ان البوابة مفتوحة كده، ادخل بالعربية يا نادر لجوا ، بيركنوا جوا يا ابني .
دخل نادر بالعربية واتفاجئ ان في عربيات كتيرة بس خاطر علق بأمل: أكيد الناس دي كلها زينا جايين يتأكدوا ان الخبر ده مش صح وهنلاقي سيف طالع يقابلنا بنفسه دلوقتي .
نزلوا وهمس ماشية معاهم لكن عينيها بتدور عليه ، ازاي تدخل بيته لأول مرة وهو مش معاها وماسك ايديها وابتسامته مالية وشه ويعاكسها في كل خطوة ؟
دخلت من الباب بس اتفاجئوا بناس كتير لابسين أسود وصوت عياط ونحيب وهي بتهز دماغها برفض لأنها طول الليل وهي بتصبر نفسها ان ده كابوس هو هيصحيها منه لكن دلوقتي ده واقع ، واقع صعب ومطلوب منها تتقبله .
صدمة والكل ثابت في مكانه؛ لان كلهم صبروا نفسهم ان دي إشاعة وأجلوا الحزن اللي في قلوبهم للوقت ده ودلوقتي مش عارفين يواجهوه ازاي ؟
سلوى لمحت همس فوقفت وقربت منها وهي بتصرخ وبتعيط : سيف راح يا همس ، سيف سابنا وراح يا همس ، سيف كان المفروض يكون هنا ويستقبلك بنفسه ، سيف راح سابني وراح.
وقعت على الأرض وبتنتحب وفاتن قربت منها ضمتها وبيعيطوا مع بعض وهمس واقفة بجمود مكانها عايزة حد يضربها أو يهزها أو يخرجها من اللي هي فيه .
هند مسكت أمها اللي قعدت على الأرض وحاولت تنطق بس مالقتش كلام تقوله ، وقفت وبصت لأختها الجامدة ومسكت دراعها فهمس بصتلها بتيه بعدها نادر مسك دراعها هو كمان بخوف: همس انطقي اتكلمي ، صرخي حتى
نطقت بهمس وعدم وعي : هو سيف فعلا مات ؟
الدموع جامدة في عينيها وهو مش عارف يقولها ايه : أنا عارف انك…
قاطعته بصراخ: قولها لأني مش هصدق غير لما أسمعها ، قولها يا نادر .
نادر بص حواليه، الكل بينهار بطريقته لكن أخته جامدة وهو جامد مش عارف ازاي ينطق اللي هي بتطلبه منه ؟
زعقت فيه بهيستريا : قولها علشان أصدقها .
أبوها قعد على أقرب كرسي وهو مش قادر ينطق أو يتكلم ليه عارضه ؟ ليه ماقالهوش يتجوزها امبارح؟ يمكن ماكانش راح للسباق ده ، ليه كان غبي بالشكل ده ؟ لمح عز اللي تايه عن الكون باللي فيه وحاول يروح عنده بس هيروحله ليه وهيقوله ايه وايه فايدة الكلام أصلا ؟
بص لبنته وابنه اللي دموعه نزلت وبيردد : سيف مات يا همس .
أخدت نفس ورا نفس وبتحاول تتماسك بس جسمها خانها وانهارت بين ايديه .
عواطف الشغالة قالتله يطلعها فوق ترتاح وآية وقفت بالعافية شاورتله يجي وراها ، طلعت و سلوى قامت وراهم وبصت لفاتن بألم : همس حبيبته وكانت أغلى ما في قلبه ولازم تكون كويسة ابني هيزعل مني لو ما اهتمتش بحبيبته – بتردد وهي بتعيط – سيف هيزعل لو همسته زعلت .
فاتن قامت معاها بوجع وطلعوا فوق راقبوا نادر وهو بيحطها على سريره وبيحاول يفوقها .
نادر بص لأمه : خليني أنقلها المستشفى عندي.
سلوى قربت منها : خليها تفوق بس وطمنا عليها وأي حاجة تحتاجها هنجيبها .
همس فتحت عينيها بس ابتسمت وأخدت نفس طويل وبتغمغم باسمه بدون وعي: سيف، انت جنبي؟ كنت عارفة انك مش هتسيبني .
أمها نادت عليها بقلق : همس انتي كويسة .
فتحت عينيها بصدمة وبصت حواليها باستغراب هي فين ؟ واتعدلت مرة واحدة وهي بتردد بجنون : أنا شامة ريحته ليه ؟ ريحته حواليا .
سلوى بعياط : انتي في أوضته وعلى سريره .
بصت حواليها وبتصرخ : بتدخلوني أوضته ليه ؟ بتجيبوني هنا ليه ؟ أعمل ايه بأوضته وهو مش فيها ؟ قالي إننا هنفضل مع بعض ، هنعيش حياتنا سوا ، قالي هخليكي تكملي حلمي وحلمك وتبقي أصغر وأحلى دكتورة في الهندسة ،
قالي هكون معاكي لحد ما نكبر ونعجز مع بعض
قالي هنخطف من الدنيا أوقات نهرب من كل الناس ونسافر في مكان كله بحر محدش فيه غيرنا
قلتله بخاف من الميا قالي هعلمك العوم.
فضلت تصرخ كتير وتندب حظها وتفتكر كل كلمة بينهم ومهما يهدوها أو يسكتوها مفيش فايدة البركان انفجر ومحدش قدر يقف في وشه .
سبيدو في القسم بيتحقق معاه والدنيا كلها مقلوبة وهو بيحلف ان العربية سليمة واللي حصل ده مجرد حادثة مالهوش يد فيها .
عصام بعتله محامي خاص بيه وأول ما بقوا لوحدهم المحامي بلغه انه يصمم على أقواله وهو هيطلعه منها بس المهم يفضل ثابت على أقواله مالهوش دعوة والعربية سليمة وحتى لو العربية فيها حاجة فهو مالهوش دعوة .
أنس طول اليوم ملاحظ حالة أبوه وعايز يسأله في ايه ومالهم بس كل ما بيقرب منه بيتراجع ، سأله عن هند بس قاله انها مع عيلتها .
أخيرا قرر يعرف بنفسه ايه اللي بيحصل؟ وليه أبوه كل شوية يبص للتليفون؟ فتح الفيس وبدأ يقلب فيه يمكن يوصل لحاجة بس اتصدم أول ما شاف الخبر ، رمى الموبايل من ايده وحرك راسه برفض ، قام يجري على أبوه : بابا .
بدر بصله ولاحظ نظراته وخوفه فقرب منه : في ايه مالك يا أنس ؟
أنس رفع عينين مليانين دموع : هو عمو سيف مات صح ؟
بدر أخد نفس طويل ما عرفش يداري حزنه وماعرفش يرد بأه أو لا.
أنس وصلتله إجابة سؤاله من نظرات أبوه وهنا ساب دموعه تنزل : أنا حبيته يا بابا ، اعتبرته صاحبي .
بدر ضم ابنه بحزن: وهو برضه اعتبرك صاحبه وحبك .
عيط في حضن أبوه شوية وبدر بيحاول يتماسك ويسيطر على دموعه علشان ابنه اللي بعد وبصله بألم: هو أنا ليه حظي كده ؟ ليه بخسر كل حد بحبه ؟
بدر مسح دموعه بوجع: ليه يا حبيبي بتقول كده ؟ انت ماخسرتش حد وسيف عمره كده انتهى .
أنس مسح دموعه بكف ايده : ماما قلتلي انها ميتة وقبلت انها ميتة بس بعدها عرفت انها عايشة وحبيتها بجد ، اه هي وحشة بس حبيتها يا بابا ، كان نفسي تكون أمي ويكون عندي أم وأب وبعدت هند عني وزعلتها وزعلتك وبعدها خسرت أمي ، ودلوقتي خسرت سيف ، كان امبارح موجود وخسرناه كلنا .
بدر مسك وش ابنه : حبيبي الموت حق وكلنا هنموت وأمك انت ما خسرتهاش هي اللي خسرتك مش انت ، وسيف دي حادثة يعني قضاء وقدر محدش مسئول عنها .
أنس بص لأبوه : ما أنا ممكن أخسرك انت كمان في لحظة زي كده
بدر ضم ابنه يطمنه: أنا معاك اهو يا حبيبي وربنا يخليك ليا يارب ونفضل مع بعض ، أنا وانت وهند هنفضل مع بعض بإذن الله ، مش بايدينا حاجة غير اننا ندعي ربنا يكون رحيم بينا ويخلينا مع بعض ما نفترقش أبدا .
أنس ضم أبوه : هدعي ربنا على طول اننا نفضل مع بعض – بصله وسأله- هي همس عاملة ايه يا بابا ؟ هي كانت بتحب عمو سيف قوي .
بدر بحيرة : والله ما عارف يا أنس هندعي ربنا يصبرها يا حبيبي ، ندعي ربنا .
كريم على الظهر روح بيته مهدود و تعبان مرهق نفسيا وجسديا ، أمل أول ما شافته سألته باهتمام : أخبارك ايه ؟ وهم عاملين ايه ؟
كريم حكالها كل التفاصيل اللي حصلت وهي سمعتها بذهول مش مصدقة ان كل ده حصل .
شال ابنه وضمه وابتسم في وشه بحزن مش عارف يداريه بعدها بصلها بانتباه : مؤمن ظهر ولا لسه مختفي ؟
ردت بتردد : ظهر وفي أوضته فوق .
كريم طالع أوضته وقبل ما يدخل لقى مؤمن فتح بابه وبصله بتوتر : كريم أنا….
قاطعه بحزم : ولا حرف ، مش عايز أسمع صوتك أصلا وياريت لو تطلع من البيت كله وتروح بيتك ، مش عايز حتى أشوف وشك هنا .
مؤمن قرب منه : يا ابني اسمعني بس الأول وبعدها….
كريم هز دماغه برفض : مش عايز أسمع أصلا – صوته علي بغضب – مش عايز أسمع أي مبررات منك ، طالما انت ماكنتش موجود وروحت خططت انت وهو وخططكم باظت بالشكل ده و خربتوا الدنيا فما تتكلمش دلوقتي لأني مش عايز أسمعك خلاص ، كنت عايز أسمع امبارح لكن النهارده لا .
مؤمن مسك دراعه بتوضيح : يا ابني اهدا واسمعني طيب الأول اللي حصل ده قضاء وقدر .
كريم شد دراعه بعنف ودخل أوضته ورزع الباب في وش مؤمن اللي فضل جامد شوية مش عارف يعمل ايه ؟ يسيبه ؟ يروح يحضر العزا ؟ يعمل ايه مش عارف .
ملك راحت بيت أبوها وفايزة رحبت بيها بسعادة، كانت طول اليوم كل شوية تمسك موبايلها تتأكد من شحنه أو تشوف حد رن عليها أو لا لكن للأسف بدون فايدة .
طلعت الجنينة تتمشى وتقعد شوية ، لمحها نادر اللي كان راجع من الشركة فراحلها بسرعة سلم عليها ورحب بيها انها نورت بيتها أخيرا .
قعدوا مع بعض وهو حس بحيرتها : مالك فيكي ايه ؟
بصتله بحزن : ما رنش تاني عليا ولا مرة بعد امبارح .
بصلها باستغراب : أكيد مش هيرن طبعا النهارده.
استغربت هي أكتر : أكيد ليه ؟ مفيش عملية بتاخد النهار كله و…
قاطعها أخوها : يا بنتي أكيد هو في الجنازة مش هيسيبها ويقوم يكلمك .
رددت ببلاهة و وقفت برعب : جنازة ؟ جنازة مين ؟ انت تعرف ايه ومخبيه ؟
قعدها تاني : انتي ما فتحتيش موبايلك يعني النهاردة ؟ الخبر في السوشيال كله .
رددت : مفيش غير خبر سيف الصياد وزعلت عليه بس نادر ايه علاقته بسيف ؟ يعرفه منين ؟
وضحلها : يا بنتي سيف خطيب أخته ، فاكرة حبيبته المجهولة اللي عمل كل اللي عمله علشانها ؟ هي بقى أخت دكتور نادر بتاعك ده .
ملك شهقت بصدمة : حبيب أخته ؟ هي همسته دي تبقى أخت نادر ؟
أكد : أيوة أخته .
سألته باهتمام : مين قالك انت ؟ أكيد غلطان لا.
رد بهدوء : يا بنتي لما كلمني سألته جاب رقمي منين قالي من سيف فسألته يعرفه منين قالي خطيب أختي .
ملك دموعها لمعت وأخوها استغرب : انتي بتعيطي ليه دلوقتي ؟ اه موت سيف مأثر فينا بس ليه العياط دلوقتي ؟يعني معرفتك بسيف عابرة.
رددت وهي بتمسح دموعها : معرفتي بيه عابرة بس نادر حبيبته الأولى ماتت وماعرفش يتخطى موتها ودلوقتي حبيب أخته مات متخيل حالته ؟ حياة أخته اتدمرت وموت سيف هيصحي فيه هو كل الذكريات اللي كان بيدفنها طول السنين اللي فاتت ، موت سيف هيصحي وجعه كله من تاني – بصت لأخوها ودموعها بتنزل – أنا خسرت نادر تماما .
فتحت في العياط وهو قام ضمها : اهدي بس وبطلي تسبقي الأحداث ، أزمة وهتعدي بإذن الله .
عصام مع مدحت دراعه اليمين: في أي حاجة تديننا في موت سيف ؟
مدحت هز دماغه : عيب يا باشا مفيش أي حاجة تربطك بالليلة دي ولو في حد شك في أي حاجة اللي هيشيل الليلة دي سبيدو ، هو اللي على طول بيعمل سباقات غير قانونية ، موقفنا سليم .
عصام بصله بتوتر : ولو سبيدو اتكلم ؟
رد بهدوء : هيقول ايه ؟ عصام طلب مني أقنع سيف بانه يشارك في السباق ؟ ولو فين المشكلة ؟ حد ضربه على ايده علشان يشارك ؟ حد أجبره يشارك ؟ يا باشا موقفك سليم وسبيدو مهما يتكلم مفيش أي حاجة ممكن تضرك أو يرجعلك اطمن .
سبيدو في السجن الاحتياطي والعسكري جه أخده أوضة تانية ودخله واحد قعد قصاده بهدوء .
سبيدو بتوتر : انت مين وعايز ايه ؟
جاوبه بهدوء : أنا الأستاذ إمام المحامي .
سبيدو وقف : أنا عندي محامي مش عايز شكرا .
جه يتحرك بس إمام وقفه بجدية: اقعد هنا واسمعني للآخر وإلا قسما بالله ما هتشوف شكل الشارع من تاني وده وعد مني لانك الظاهر ما تعرفنيش فعلى الأقل خليني أعرفك بنفسي .
سبيدو رجع وبصله باهتمام: انت محامي وبعدين ؟
وضح : أنا محامي عيلة الصياد وأقسم بالله ما هخليك تخرج من هنا تاني وده وعد مني .
سبيدو قرب وسند على الترابيزة : مش هتقدر تخليني هنا ولو وحط ألف خط تحت لو ، لو هتحبس هيكون بسبب السباق الغير قانوني وبس وده حكمه ايه ؟ وبمحامي شاطر هيكون ايه ؟
إمام بصله بتدريس: خلصت كلامك ؟ طيب اسمع كلامي ، العربية اللي سيف شارك بيها السباق كانت عربيتك واللي مسئول عن صيانتها انت فهنا تخريب العربية ده جريمة وموت سيف عن طريقها دي جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد وصدقني مش هقبل فيك أقل من إعدام .
سبيدو زعق : أنا ماليش دعوة أنا …
قاطعه بهدوء : انت تقول اللي تقوله العربية دلوقتي بتتفحص وتقرير الطب الشرعي هيطلع ولو فيها مسمار ناقص هتشيل الليلة ومش هتتحاكم على سباق غير شرعي يا حيلتها هتتحاكم بتهمة القتل – وقف – أنا قلت اللي عندي ودلوقتي هات محاميك الشاطر لأني مش هسيبك تشوف نور الشمس تاني من برا القبضان .
سابه وخرج وسبيدو قعد في مكانه لحد ما العسكري دخل شده و وداه لزنزانته وهو قعد في سريره يفكر هل المحامي ده صادق ولا كداب ؟ بس عصام أكدله انه مالهوش علاقة وأكبر تهمة هيتحاكم فيها هي السباق فقط ، بس هل ممكن يكون عصام خرب العربية علشان يقتل سيف وهو يلبس الليلة دي ويتهموه بالقتل ؟ لازم يكلم عصام ولازم يعرف العربية حد لعب فيها ولا لا؟
ملك طلبت من أخوها يروحوا يعزوا فأخدها وراح ، دخلت ودموعها نزلت تلقائيا أول ما لمست الحزن اللي في كل الوشوش حواليها ، دخلت تعزي سلوى وآية وقعدت وعينيها تلقائي بتدور على همس أو نادر .
مروان بيستقبل الناس في بيت عز ويقعدهم ويمسك دراع عز يوقفه يسلم ويقعده تاني وكأنه مسلوب الإرادة بس بيقف ويقعد .
قد ايه الدور ده صعب وتقيل على أي حد يقوم بيه فما بالك لو ده صاحبك ورفيقك عمره كله ؟
لمح من بعيد حازم بيقرب فخرج بسرعة وقف في وشه بعصبية: انت فاكر نفسك رايح فين ؟
حازم بصله : هعزيهم ده برضه كان صاحبي .
بصله بذهول : صاحبك ؟ صاحبك اللي خنته وبعته ، صاحبك بامارة ايه ؟ اطلع برا يا حازم وإلا هنادي الأمن يطلعوك فبلاش تعمل شوشرة .
سابه ودخل لعز وسلوى طلبت منه يطلعه أوضته يرتاح شوية.
آية لمحت حازم واقف برا في الجنينة فخرجت زي المجنونة : جاي ليه ها ؟ – ضربته في صدره وزقته – جاي ليه يا حازم ؟ عايز تشمت فينا ؟ اشمت بس غور من هنا ، اطلع برا البيت ده .
حازم مسك ايديها يحاول يوقفها : اهدي يا آية واسمعيني أنا عمري ما تمنيت الأذية له أنا …
قاطعته وهي بتحاول تخلص ايديها منه وبيزعقوا قصاد بعض لحد ما قاطعهم صوت قوي: قالتلك ابعد من هنا فابعد لو سمحت .
حازم اتفاجئ بحد بيشده ويبعده عن آية : برا البيت ده حالا – حاول ينطق بس قاطعه بحزم– قلت برا وإلا هطلبلك الشرطة يطلعوك غصب عن أنفك .
حازم باستنكار : أنا بس عايز أعزي .
رد عليه بقوة: وعرفت ان وجودك غير مرغوب فيه فاتفضل من هنا.
خرج تحت أنظارهم وراقبوه لحد ما اختفى هنا آية انهارت على الأرض : سيف لو هنا ماكانش اتجرأ يدخل البيت ده ، هنتبهدل من بعدك يا سيف .
قعد قصادها وقال بجدية: أنا عارف ومقدر إحساسك بس ما ينفعش تنهاري بالشكل ده ، انتي لازم تظهري قوية ، لازم تكوني قوية ، انتي دورك بقى صعب ولازم تبقي قده ، والدك و والدتك هيحتاجوكي أوي جنبهم فلازم تكوني قصادهم .
حركت راسها برفض لكلامه وردت ببكاء : بس أنا مش قوية ولا عمري كنت قوية ولا هقدر أسد مكانه أبدا .
مسك ايدها بتأكيد : ولا في أي حد ممكن يسد مكانه بس مطلوب منك تكوني سندهم هما الاتنين يستمدوا منه القوة حتى لو هتمثلي انك قوية .
بصتله كتير وبعدها سألته : انت مين ؟
ابتسم بحزن : أنا باسم صاحبه وللأسف مااتعرفتش عليكم في ظروف أفضل من دي ، دلوقتي قومي يلا.
وقف و وقفها معاه : مثلي دورك واقفي جنبهم لحد ما يعدوا الأزمة دي وساعتها بس انهاري .
همس فتحت عينيها بصت للسقف اللي أول ما شافته عرفت انها في أوضته ، غمضت عينيها تاني ودموعها نزلوا، ليه مصممين يدخلوها أوضته ؟ ليه مصممين يخلوها تشم ريحته في كل حاجة حواليها ؟
فضلت جامدة مكانها بتعيط بصمت بدون ما نفس يطلع منها ، مش عايزة حد يسمعها ، مش عايزة حد يجي يواسيها مش عايزة تسمع كلمة من حد ، عايزاهم بس ينسوها ، لفت ودفنت وشها في مخدته وريحته احتوتها أكتر ، حلمت ألف مرة تكون معاه بس هو جنبها وعينيه في عينيها .
غمضت عينيها وبتتنفس زي ما أخوها كل شوية يقولها مش مطلوب منك غير تتنفسي وبس ، فتحت عينيها بس المرة دي هو قصادها نايم جنبها ومبتسم و وشه قصاد وشها ، دموعها نزلت فمد ايده مسحهم واتكلم بهمس : هشششش ، بتعيطي ليه ؟ أنا جنبك وقدامك .
همست بألم: بس انت مش جنبي انت سيبتني لوحدي .
ابتسم بهدوء: وهو في حبيب بيسيب حبيبه برضه ؟ أنا قدامك اهو ، مدي ايدك والمسي وشي واتأكدي بنفسك .
مدت ايدها بتردد وهي بتهيئ نفسها انه هيختفي بس مسك ايدها حطها على وشه : أنا اهو قدامك يا أجمل همس في الدنيا كلها ، أنا بين ايديكي ومعاكي ، ازاي تصدقي اني ممكن أبعد ؟ حتى الموت مش هيفرقنا عن بعض .
بصتله بصدمة : قصدك ايه ان حتى الموت مش هيفرقنا ؟ يعني انت دلوقتي قدامي بجد ولا انت ميت وبيتهيألي ؟ سيف أرجوك مش هقدر أتحمل .
مد ايده لوشها وابتسم : أنا معاكي اهو عايزة ايه تاني ؟ اهدي بقى وتعالي لحضني أخبيكي جواه تعالي .
قربت منه بس في حد بيشدها ، بتمد ايدها تمسك ايده وتنادي عليه بلهفة: سيف خليك جنبي ، سيف ما تبعدش عني ، سيف علشان خاطري اوعى تختفي ، سيييييف
صحيت واتعدلت مرة واحدة وأمها قدامها بتعيط : وبعدين معاكي هتفضلي لامتى كده ؟ أخوكي مش هيقدر يديكي مهدئات تاني غلط عليكي .
بصت حواليها بتوهان : كان معايا يا ماما ، كان قدامي هنا ومسح دموعي وقالي انه معايا مش هيسيبني ، لمسته بايدي – بتشاور لأمها بايديها – أيوة لمسته بايدي دي وقالي أنا اهو معاكي لمسته يا ماما صدقيني ، هو معايا هنا .
بتعيط وأمها قعدت قدامها ضمتها ومش عارفة تقولها ايه وهي بتردد انه كان معاها .
بعدت عن حضن أمها و وقفت بانهيار: أنا عايزة أمشي من هنا ، مش عايزة أفضل هنا في مكانه ، مش عايزة أفضل هنا ، ريحته في كل حاجة حواليا ، مش عايزة أكون هنا طول ما هو مش هنا ، رجعيني بيتي ، خلينا نرجع يا ماما .
أمها وقفت ومسحت دموعها : طيب اهدي ، هنزل أشوف أخوكي فين؟ استني هنا .
سابتها وخرجت وهي قعدت على طرف السرير ، لمحت زي برواز على الكومود بس لاحظت ان الصور بتتغير فقامت تبصله ومسكته كان صورهم مع بعض ، كل صورة اتصوروها بتتعرض ورا بعض ، كل صورة بذكرى وكل صورة ألف حكاية وراها ، سابته من ايدها وشالت الفيشة بتاعته علشان يبطل عرض حكايتهم .
قامت من مكانها دخلت عند الدريسنج وفتحت دولابه تشوف هدومه والبدل بتاعته وبصت حواليها فين كانت هتحط هدومها هي ؟
قفلته بعنف ولمحت ساعته على التسريحة مسكتها وافتكرت كل مرة بيبص في ساعته وهو في المحاضرة بس مش دي الساعة اللي بيلبسها ، فتحت كذا درج وشافت في درج فيه كذا نظارة شمس شافت النظارة اللي كسرتها نصين ، حاططها لوحدها وكأنها عزيزة عليه .
قامت من مكانها وخرجت برا الأوضة بس قعدت مكانها على الأرض وسندت على الباب مش قادرة تنزل للناس اللي تحت ولا قادرة تدخل لمكانه هو وبتتمنى لو الموت يرحمها هي كمان وبتردد بتشتت: الهوى فرقنا ياسيف
ملك قاعدة وبتدور بعينيها على نادر في كل حد داخل وخارج لحد ما لمحته داخل بس قبل ما تقوم فاتن راحتله وشدته لفوق .
وهناك شافوا همس على الأرض برا الباب فأخوها جري عليها وهي بصتله بوجع: خرجني من هنا يا نادر أرجوك .
قبل ما يرد اتفتح باب وخرجت منه سلوى جريت عليهم بلهفة: مالها همس ؟
فاتن بصتلها : بخير ، هتكون بخير .
بصت لنادر : أختك بخير يا دكتور ؟
نادر وقفها معاه وضاممها : هتكون بخير بس أنا هاخدها وأمشي دلوقتي .
فاجئهم صوت عز وراهم خارج من أوضته ومروان سانده : ليه هتاخدها ؟ خليها هنا معانا دي من ريحته .
همس بصتله ودموعها بتنزل بقهر : أنا آسفة سامحني بس مش قادرة أفضل هنا ، هنا صعب أوي ، المفروض هو يكون معايا هنا مش أنا لوحدي أبدا ، سامحوني بس مش قادرة أفضل هنا ، سامحوني .
عز هز دماغه بتفهم : روحي يا بنتي روحي ، مروان دخلني جوا يا ابني .
دخل لأوضته ومراته بصتلهم وبصت ناحية الباب ، فاتن قربت منها بتفهم: روحي لجوزك وصبروا بعض ، ربنا يربط على قلوبكم ، بكرا هجيلك بإذن الله .
نادر نازل وأخته في حضنه دافنة وشها في كتفه ومستخبية من العالم كله في حضن أخوها ، اتقابلت عينيه هو وملك وهنا هي شافت حزنه في عينيه ، حزنه على حبه اللي راح منه زمان وعلى أخته اللي راحت منه دلوقتي ، اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة هو حرك دماغه فيها وكأنه بيقولها لا خلاص كله انتهى ما تقربيش .
راقبته وهو بيبعد ويختفي ويتقفل الباب وراه علشان ترجع للواقع انها خسرت حبيبها هي كمان .
مؤمن رجع بيته آخر النهار ودخل الفيلا الأول قبل ما يدخل الملحق بتاعه ، شاف ناهد قاعدة هي وأمل سلم عليهم وسألهم عن كريم ، أمل جاوبته : كريم في الجنازة رجع الظهر غير هدومه وريح شوية ورجع تاني .
مؤمن قرب منها وقعد قصادها : ينفع تطلبيه؟ اتصلي بيه يا أمل .
استغربت : طيب ما تكلمه انت !
بصلها : يا نونا هو اللي متسرع ومش عايز يسمع أو يفهم و …
قاطعته أمل بغيظ : هو اعتمد عليك يا مؤمن وانت قفلت موبايلك اليوم كله وفي الآخر ماعرفتش تقنع سيف اللي دفع حياته تمن تهوره .
مؤمن أخد نفس طويل وطلب بهدوء : طيب ممكن تتصلي بيه ؟ لازم أكلمه .
بتردد طلعت موبايلها واتصلت بكريم اللي رد عليها بس اتفاجئ بمؤمن بيكلمه : كريم بالله عليك اسمعني وبعدها اقفل يا سيدي ما تتكلمش بس اسمع .
كريم استنى لحد ما خلص جملته وبعدها علق : بلاش تضطرني ان حتى مراتي ماأردش عليها ، ما تاخدش موبايلها تاني يا مؤمن لما أكون مستعد أتكلم معاك هرد عليك .
عز اتفاجئ بدخول عصام المحلاوي وعلشان الناس وقف يقبل عزاه
عصام بحزن مصطنع: البقاء لله وربنا يصبرك يا عز يا أخويا .
رد بالعافية : الدوام لله وحده .
عصام قرب منه وشد على ايده بمكر : بما ان ابنك مات وضهرك اتكسر فأنا مستعد أدفع دين البنك كله وأعتبر ده تمن الشركة ، انت مش هتقدر توقفها واللي كان موقفها مات فبلاش هو يموت وانت تتسجن ، مراتك وبنتك محتاجينلك هشتري الشركة بديون البنك ايه رأيك ؟
عز بصله بصدمة ومش عارف ولا لاقي رد بس هو من غير سيف ظهره اتكسر .
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية