رواية جانا الهوى كاملة بقلم ايماء محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جانا الهوى الجزء (2) الفصل الخامس و الثلاثون 35
دخول سيف صدم الكل وعمل حالة من الذهول والفرحة والغضب لعصام وحازم.
عز بص لابنه بابتسامة : اتأخرت ليه ؟
ابتسم ومد ايده اللي ماسك بيها همس ورد بهدوء: انت عارف عقبال ما جهزت حبيبة قلبي أخرتني .
همس بصتله واتحرجت وهو شدها ووقف على رأس الطاولة من الناحية التانية وهمس في ايده وبص لكريم وجماعته بابتسامة : سوري يا كريم على التأخير .
الكل بدأ يتكلم وهو سكتهم بجدية: عارف ان كانت في إشاعة اني شاركت في سباق أهبل بس زي ما انتوا شايفين دي مجرد إشاعة سخيفة طلعها – بص لعصام وحازم وكمل بتهكم – حد أسخف ، أنا يادوب سافرت كام يوم لبلد خطيبتي علشان أخطبها وأتفق مع عيلتها على ميعاد الفرح – بص لهمس وابتسم بفخر – دي باشمهندسة همس خطيبتي واللي بسببها اختفيت الكام يوم اللي فاتوا .
عرّف الكل بهمس وقعدها على أقرب كرسي جنبه على طاولة الاجتماع تحت صدمة عصام وحازم اللي واقفين زي التمثالين وقعد وبص للي حواليه بجدية: نبدأ اجتماعنا ، أكيد عز الصياد ادالكم فكرة مسبقة عن شراكتنا مع المرشدي جروب وعبدالرءوف جروب وطبعا زي ما انتوا سبق وعارفين عن الصفقة اللي عملناها مع الشركة الأم اننا مندوبين ليها في الشرق الأوسط كله ، فالخطوة دي ما هي إلا تحصيل حاصل – بص لعصام اللي لسه ما فاقش وكمل بقوة – بالنسبة لأي أسهم اتباعت النهارده هترجع وعصام المحلاوي ده آخر اجتماع له معانا لأنه هيتنازل عن كل أسهمه .
عصام بصله بذهول : أتنازل عن أسهمي هنا ؟ ده مين قال الكلام ده ؟
ابتسم ببرود ورد: أنا بقوله .
كريم ابتسم بسخرية وعلق: ده اتصدم
سيف ابتسم وبص لإمام اللي اداله ملف فأخده وحدفه بطول الترابيزة ناحية عصام اللي مد ايده بسرعة مسك الملف قبل مايقع ، وفتحه وبدأ يقرؤه .
سيف كان مسترخي على كرسيه وبيتكلم بهدوء وهمس مراقباه ومعجبة بكل حركاته وهمساته وهدئه ، مع انها بتتفرج بس لكن متوترة جدا وحاسة انها بتتفرج على فيلم إثارة ، فكرت لو حد يجيبلها لب تتسلى بيه وهي بتتفرج عليهم ، كشرت ونفضت دماغها ايه اللي بتفكر فيه ده ؟ الراجل اللي قدامها كان هيحرمها من حبيبها .
انتبهت على عصام بيضحك بتهكم وعلق : ده تنازل بجد ؟
سيف ببرود : امال بهزار ؟
عصام بصله بسخرية : وازاي هتخليني أمضي ؟ عندي فضول أعرف .
سيف ابتسم باستمتاع : انت عارف مشكلتك ايه يا عصام ؟ انك بتاخد معلوماتك من جواسيس – عينيه كانت على حازم وكمل بمغزى- والجواسيس دول خونة وبما انهم بيخونوا أولياء نعمتهم ازاي متخيل انهم هيصونوك ؟
عصام بص بشك لحازم اللي مش فاهم ايه اللي بيحصل ؟
سيف ابتسم بمكر: طبعا بتشكوا في بعض ، انت صدقت كلب بيجري ورايا عمري كله وعملتله قيمة وحجم أكبر من حجمه بس في النهاية – كمل بقوة وعينيه في عين حازم – ده مجرد كلب .
عصام زعق بغضب: ايه الكلام ده ؟ أنا مش همضي على التنازل ده و وريني هتخليني أمضي ازاي ؟
سيف بص لمريم : هو وصل ؟
مريم : وصل يا فندم .
سيف : دخليه .
كلهم بصوا للباب اللي دخل منه سبيدو بصوته العالي: سيف الصياد ، باشاااااا .
سيف وقف وسلم عليه وكان سلام اصحاب مش مجرد معارف ، سبيدو بعدها بص لمؤمن بابتسامة : الدخيلي باشا حبيبي .
مؤمن وقف سلم عليه كمان وبعدها سبيدو بص لكريم وشاور بدماغه بترحيب : كريم باشا
كريم التفتله بهدوء : سبيدو ازيك
عصام ما نطقش حرف واحد بعد دخول سبيدو ، بص لحازم اللي متوتر وعايز يخرج من المبنى ده بأي شكل .
سيف بعد وصلة السلام دي قعد و بص لسبيدو بابتسامة : جايبلي معاك ايه ؟
سبيدو ابتسم وقلع الشنطة الكروس اللي معلقها وطلع منها لاب وبص لعصام بحماس : ده اللاب بتاع مدحت عليه كل التسجيلات وعليه كل القطايف والحلويات اللي ممكن تحتاجها .
سيف ابتسم و بص لعصام بجدية: امضي وهسيبك تخرج من الأوضة دي انت والكلب اللي وراك .
عصام وقف مصدوم وبص لسبيدو اللي ابتسم بسخرية : حازم الظاهر نسي يقولك ان علاقتي بسيف مش مجرد معرفة أو سباق احنا اصحاب ، بس الظاهر انه افتكر ان كل الصحاب من نوعيته بيطعنوا في الظهر ونسي ان في أصحاب بيفضل ولاؤهم لبعض العمر كله .
حازم بتوتر : أنا ماليش دعوة أنا بس …
قاطعه سيف ببرود: انت تخرس خالص ، اوعى تتخيل اني هعدي تطاولك ده على خير أو هخليه يمر مرور الكرام ، انت قليت أدبك ودلوقتي دوري أعلمك الأدب – بص لعصام – اخلص منه بس هو الأول وبعدها هلعب معاك .
عز وقف : خلونا نأجل الاجتماع ده ليوم تاني ، النهارده هنحتفل بخطيبة ابني وبتواجدها معانا ، ياريت الكل يتفضل تحت معايا مكان الاحتفال – بص لابنه وكمل بمغزى- حصلني بعد ما تنظف الشركة من المتطلفين – بص لهمس بابتسامة- تعالي معايا يا همس خليني أعرفك على الكل وخلينا نسيبهم يتخانقوا براحتهم .
همس بصت بتردد لسيف اللي ابتسملها ورفع ايدها لشفايفه باسها بلطف: روحي وشوية و هحصلك .
الكل وقف ماعدا كريم ومجموعته وخرجوا مع عز وهمس ، حازم جه يخرج بس اتفاجئ بمروان في وشه داخل وزقه معاه لجوا بقوة: انت هتفضل هنا معانا.
مروان دخل وبص لسيف : الحفلة تمام والكل مستنيكم .
سيف ابتسم وشكره وبعدها بص لعصام بهدوء: امضي وزي ما قلتلك هسيبك تخرج من الأوضة دي .
عصام بصله بتحدي : ولو قلتلك مش همضي هتعمل ايه ؟ مش هتنازل يا صياد .
كريم علق بسخرية : معلش سؤال سريع ، هل انت متخيل انك ممكن تقف في وشنا احنا الخمسة ؟ يعني أي عقل يقولك ممكن تقدر ؟
عصام بصله باستخفاف : كلكم شوية عيال ، لسه متخرجين والدنيا لسه ماجتش عليكم وكلكم أقدر أفعصكم تحت جزمتي .
كلهم بصوا لبعض وضحكوا وسيف بص لسبيدو ورد بمغزى: العيال دول لعبوا بيك وخلوك صدقت اني مت في العربية اللي بوظتها .
ابتسم عصام بتهكم: وطالما انت مش ميت فالتسجيلات اللي معاك دي ولا تهزني .
مروان قرب : وفريقك اللي اقتحم الشركة ؟ ومحاولة قتلي وخطفي ؟ صوتك ملعلع وانت بتقول لمدحت اخطفه واعرف ايه اللي عنده ولو عارف حاجة نقتله ، نسيت ؟
سبيدو كمل: بص كل أوامرك الو-سخة لمدحت متسجلة ، الظاهر انه ماكانش بيثق فيك .
عصام بص لسبيدو وسأله بمكر: قلتله انك قبضت مليون علشان تبيعه ؟
سبيدو رد بسخرية : هو نص مليون بس هتنصب ؟ مش قلت النص التاني بعد ما يشارك في السباق ؟
عصام سكت ومش عارف يقول ايه ؟
نادر بص لسيف وسأله بهدوء: هو احنا معلش مستنيين ايه ؟ ما تطلب البوليس وقدم التسجيلات دي وهتوديه في داهية ، بعدين هو مش في واحد مات في السباق بجد ؟ هو قتله اهو جريمة كمان .
كريم بص لعصام وقال ببرود : اقتحام شركة ، محاولة قتل مروان ، خطفه ، تحريض لقتل سيف الصياد ، تخريب عربيته ، قتل الشاب اللي شارك في السباق ، ده غير كل التلاعب اللي عملته هنا في الشركة وسامح اللي خليته يسرق ويختلس بناء على أوامرك وكل ده هيتقدم للنائب العام – بص لإمام وسأله بحيرة – هو كده بنتكلم في كام سنة يا أستاذ إمام ؟
إمام وكأنه بيفكر : يعني بنتكلم من ٤٠ ل٥٠ سنة ، انت بتتكلم في محاولة قتل مع سبق الإصرار يعني مش بعيد تتحول أوراقه للمفتي .
سيف وقف وطلع قلم وراح جنب عصام وحطه فوق الملف : اتنازل وزي ما قلتلك هسيبك تخرج ومش بس كده هتاخد اللاب في ايدك .
عصام بصله بشك : وأنا أعرف منين ان اللاب ده بجد بتاع مدحت ؟
سيف بص لسبيدو اللي فتح اللاب : هشغلكم آخر حاجة عجبتني بصراحة
شغل تسجيل لعصام : وبكده نخلص من سيف الصياد للأبد وبعدها الطريق يفضى للشركة ، برافو عليك يا مدحت ، ليك عليا لو الموضوع كمل للنهاية وسيف مات هديلك اللي تطلبه .
عصام بلع ريقه بالعافية وسبيدو بص لسيف : أشغله بتاع مروان ؟ ولا كلامه مع سامح ولا ايه ؟ الخمس سنين الأخيرة كلها هنا ، كل مكالمة مهمة مع مدحت هنا .
سيف بصله بابتسامة : ما تشغلش حاجة هو هيمضي وياخد اللاب كله يعمل بيه ما بداله .
عصام بصله بترقب: يعني اللاب في مقابل الأسهم ؟
سيف ابتسم ببرود: بالظبط اللاب في مقابل الأسهم .
عصام بتردد : وبعدين ايه اللي هيتم ؟ انت …
قاطعه بجدية: أنا يكفيني انك تخرج برا شركتي امضي واخرج باللاب وده وعد مني هسيبك تخرج من هنا .
عصام مسك القلم ومضى على الورق واتنازل عن أسهمه وبعدها المحامي أخد الورق وراح لكريم : تمضي شاهد ؟
كريم أخد القلم ومضى هو ومؤمن ونادر شهود على تنازل عصام عن أسهمه .
إمام أخد الورق وراح لسيف اللي رجع مكانه : مبروك عليك شركتك كاملة يا باشمهندس ، امضي .
سيف أخد القلم ومضى هو كمان بعدها بص لعصام بحدة: خد اللاب والكلب بتاعك واخرجوا .
عصام وقف وبتردد أخد اللاب من قدام سيف بعدها بص لسبيدو اللي رجع خطوة لورا وبشكل مسرحي شاورله يخرج .
فتح الباب و وراه حازم اللي مش مصدق انهم هيخرجوا من هنا بس يادوب خرجوا من الباب لقوا اللواء أسامة برجالته برا الباب، أسامة مد ايده لعصام بابتسامة: شكرا بس اللاب ده يخصني .
عصام رجع لورا بصدمة وبص لسيف اللي واقف عند الباب : انت وعدتني
ابتسم بمكر : وعدتك تخرج برا أوضة الاجتماعات وتاخد اللاب في ايدك وأعتقد اني نفذت وعدي .
أسامة بصله : عصام المحلاوي انت مطلوب القبض عليك .
عصام زعق بتوتر: بتهمة ايه ها؟ ماهو قدامك واقف اهو .
أسامة بتوضيح: قتل هيثم عبد السلام و…
قاطعه بصراخ: ويطلع مين ده ها؟ أنا حتى ماأعرفهوش .
أسامة : ده اللي كان جوا العربية اللي انفجرت نتيجة لعبك فيها .
عصام بتحدي : أنا مالعبتش في عربيات و…
قاطعه بقوة : التهم كتيرة ده لسه في محاولة قتل سيف الصياد ومحاولة قتل مروان والسطو على الشركة وتحريض بالقتل واختلاس وسطو مسلح وليلة كبيرة سيادتك ، اتفضل وهناك هنقولك التهم ونتناقش فيهم تهمة تهمة ما تقلقش – بص لسيف وابتسم- مبروك رجوعك لشركتك .
عصام بصلهم بجنون: انتوا متفقين مع بعض ؟ انتوا بتلعبوا بيا ؟ ما تعرفوش أنا ورايا مين أنا مش هسكت و
قاطعه سيف بملل: طلعه برا شركتي لو سمحت عاملنا إزعاج – جه يدخل بس رجع وكمل – وما تنساش الكلب بتاعه .
حازم اتراجع بخوف : أنا ماعملتش حاجة أنا
قاطعه أسامة باتهام : انت شريك في كل حاجة وليك كام تسجيل حلوين هيعجبوك ، هاتوهم الاتنين – بص لسيف قبل ما يخرج بيهم – هحتاجك انت وسبيدو كتير .
سيف وافقه بهزة من راسه ودخل لأصحابه وقال بارتياح : خلصنا منه أخيرا .
مؤمن وقف بحماس: نقول مبروك يعني ؟ هتتجوز امتى علشان تبقى مبروك كبيرة شاملة ؟
سيف بصله بحيرة : والله ما أعرف قبل الموال ده أبوها كان رافض ، لسه ما اتكلمتش معاه تاني .
كريم علق : بعد الموال ده هيوافق بإذن الله ، انت روحله بس دلوقتي وهو لسه متأثر بموتك وانهيار بنته والليلة دي لو الموضوع هدي انسى يوافق ، اضرب على الحديد وهو سخن .
سيف بصلهم بحيرة: أروحله دلوقتي يعني ولا ايه ؟
مؤمن مسك دراعه : مش في حفلة تحت على شرفك ولا بيتهيألي ؟ يا ابني انزل لموظفينك .
سبيدو علق بمرح : أهم حاجة الحفلة اللي تحت دي فيها أكل ؟ هموت من الجوع .
كلهم ضحكوا وسيف قال: يلا طيب ننزل ننضم للناس تحت – بص لنادر بابتسامة – أنا مارحبتش بيك كويس ، العيال دول اصحابي وزمايلي من زمان بس انت لسه الظروف ماسمحتلناش نتعرف كويس .
نادر ابتسم : اعتبرني زيهم وما تعاملنيش اني غريب ياريت ، بعدين الأيام جاية كتير والظروف أعتقد هتجمعنا أكتر وأكتر وخصوصا بعد ما اديت رقمي لأخو خطيبتك .
كلهم بصوا لسيف اللي دافع عن نفسه : هو اللي طلبه وقال عايز يشكرك أما عايز ايه بجد والله ما أعرف وما حبيتش أحرجه .
كلهم بصوا لنادر ومؤمن مسك دراعه بفضول : ايه الحكاية ؟ ها؟
نادر رفع ايديه بابتسامة: لا خرجوني برا الموضوع ده ، أنا الموضوع ما يخصنيش علشان أتكلم فيه ، لما هما يكونوا مستعدين يتكلموا هيتكلموا .
مؤمن بتفكير : هما؟ ومستعدين ؟ مين هما طيب ؟
كريم خبطه في كتفه بحنق: ما قالك ما يخصهوش اسكت بقى .
مؤمن بصله بعبوس : مش أفهم ولا ايه ؟
كريم : ولا ايه اسكت بقى .
سبيدو علق بابتسامة : طيب والله وحشتني لمة زمان لما كنا بنسهر مع بعض ، اينعم كريم باشا ماكانش بينورنا أوي بس برضه وحشتني ، تعالوا أعملكم سهرة ايههههه ، مرة في العمر .
كريم بهزار : أيوة علشان تجيب أجلنا بعدها .
كلهم ضحكوا ومروان قاطعهم بدخوله: انتوا بتعملوا ايه هنا ؟ الكل تحت مستنيكم يلا ، بعدين والدتك بتسأل عليك والكل مش هي بس .
كلهم نزلوا مع بعض ودخلتهم كانت ليها هيبة والأنظار كلها اتعلقت عليهم ، سلوى أول ما شافت ابنها راحت عليه فضمها وباس ايدها ، الكل بدأ يسلم عليه ويباركوا على سلامته .
همس مراقباه وهي واقفة جنب آية ومبتسمة ومستنية يوصل عندها ، انتبهت على آية اللي علقت بهزار : ايه بتبصيله كده ليه ؟ ما تخافيش مش هيطير وهيجي عندك .
ابتسمت بإحراج: مش حكاية هيطير لا .
سألتها باهتمام : امال ايه ؟
بصتلها وبصتله وهي بتقول بشرود: حكاية انه في لحظة كان هيروح مني ، لما شوفت العربية – أخدت نفس طويل علشان تقدر تكمل – حسيت ان ، مش عارفة أوصفهالك ازاي بس عارفة لو بتتفرجي على فيلم وحد جه وقفلك الفيلم ، ده اللي حسيته ان حد وقف حياتي ، مش قادرة أفكر ، مش قادرة أتحرك ، مش قادرة أتنفس ، مش قادرة أعمل أي حاجة أنا بس اتجمدت عايزة أصرخ أعيط أنطق أتنفس ، متخيلة حتى النفس مش عارفة أتنفسه؟ لدرجة ان نادر أخويا جه ضمني وبيهزني يقولي اتنفسي ، سامعاه وعايزة أتنفس بس مش عارفة – بصت للأرض وأخدت نفس تاني ورجعت ابتسمت بحزن – إحساس غبي ربنا ما يكتبه على حد ، ودلوقتي هو قدامي ، هبصله ازاي ؟ هو روحي اللي اتردت ليا من تاني ، فمش خايفة انه يطير بس عايزة عينيا تشبع منه .
آية استغربت كمية الحب ده ومسكت ايديها الاتنين : ماكنتش متخيلة انك بتحبيه للدرجة دي ! أيوة هو بيحبك ولمست الحب ده بس ما تخيلتش انك انتي كمان بتحبيه أوي كده .
همس بصتلها بهدوء : أنا عارفة انك أخته ومش المفروض أقولك الكلام ده بس يا آية أنا لو سيف بيحبني ربع ما أنا بحبه يبقى يا بختي هكون أسعد إنسانة في الدنيا دي .
اتفاجئوا الاتنين بسلوى وراهم بتقول بابتسامة: هو بيحبك أضعاف ما انتي بتحبيه ومش هو بس كلنا بنحبك يا همس .
همس اتحرجت و وشها احمر ومش عارفة تعمل ايه فسلوى شدتها ضمتها بحب : انتي ملكتي قلوبنا كلنا مش بس قلب ابني – بصت لوشها وكملت بفخر- ما تبصيش للأرض وارفعي راسك لفوق انتي حبيبة سيف الصياد .
همس بصتلها بتردد وتوتر وهي ربتت على ايدها وهي بتردد بتأكيد : انتي حبيبة سيف الصياد ، ابني .
آية اتدخلت بمرح : هنياله يا عم ، ماما بتحب سيف وبتحب كل اللي سيف يحبه .
سلوى ضمتها : دي بكاشة عيلتنا الصغيرة اللي مهما نحبها برضه قليل ومش كفاية .
كشرت آية : شوفتي بقى دايما ظالميني
سلوى ضحكت : شوفتي انتي مش بقولك ؟
همس ضحكت عليهم الاتنين وحست انها هتكون مبسوطة معاهم ، مجرد إحساس غمرها في اللحظة دي انها هتكون مبسوطة وسط العيلة دي .
قاطعهم وصول سيف ورا همس و حط ايديه على كتافها الاتنين وهو وراها سأل بمرح: بتنموا على مين كده ؟
همس ابتسمت بخجل وما نطقتش بس اكتفت بوقوفه معاهم وآية أخته جاوبته بمشاكسة : بننم عليك طبعا .
بص لهمس بتنبيه : ما تصدقيش البت دي ، أي حاجة تقولها ما تصدقيهاش دي نصابة .
همس لفت وشها بصتله بتحدي : قالتلي انك بتحبني .
سيف اتراجع وأخته وأمه ضحكوا وآية علقت بشماتة: شوفتي يا بنتي ؟ اهو حاولت أحسن صورته مفيش فايدة .
همس كشرت بهزار : يعني انت ما بتحبنيش وهي بتضحك عليا ؟
سيف مسك ايدها ورد بسرعة: لا لا صدقيها في دي بالذات صدقيها.
همس بصتله بعبوس : مش مصدقاك .
سلوى بضحك : بصي عيالي الاتنين نصابين ما تصدقيش فعلا حد فيهم .
سيف بص لأمه بذهول: ايه يا ساسو خفي تعومي يا حبيبتي ما تروحي تشوفي جوزك فين ؟
عز قرب : جايبين في سيرتي ليه ؟
همس بصتله : أصل ماما بتقولي ان عيالها الاتنين نصابين وما أصدقش حد فيهم .
سيف لأبوه باستنجاد: قولها انت أنا نصاب ؟
عز بص لهمس بتأكيد : ده أكبر نصاب في الدنيا ، بيبلفك كده بكلمتين ويحطك في جيبه ، اوعي تصدقيه .
سيف بصلهم بصدمة: تصدقوا بقى أنا غلطان اني جيبتها معايا تشوفوها ؟ أنا نصاب ماشي هاخدها وأمشي من هنا ، تعالي يا بنتي نشوف ناس بيحبونا نقف معاهم .
سلوى مسكت دراع همس بمشاكسة : دي حبيبتنا احنا خلاص ، العب بعيد .
سيف ضحك : لا لا كله إلا كده – حط ايده على قلبه وبص لمامته- بعدين يهون عليكي ابنك تاخدي قلبه منه كده ؟
سلوى ابتسمت : لا ما يهونش عليا ، خد حبيبتك اهيه .
سيف مسك دراع همس بس أبوه مسك دراعها التاني بضحك : شوفتي بعينك بقى ضحك عليها بكلمتين ازاي ؟ هو ده اللي بقوله .
سيف شدها جامد بغيظ : لااااا كده كتير ها؟ يلا يا بنتي من هنا .
كلهم ضحكوا وهو شدها بعد بيها بس أبوه وقفه : سيف .
وقف وبص لأبوه : انت يا ابني مش كنت باعتك تجيب همس علشان الصور ؟ أخدتني في دوكة ونسيتني أصلا .
سيف ابتسم : إذا كنت أنا نفسي نسيت ، اسبقني انت وأنا هحصلك- بص لهمس – بقولك في مؤتمر صحفي وشوية صحفيين كتير عايزين كام صورة علشان يكدبوا خبر الحادثة ده ، هنطلع نتصور .
سابت ايده : طيب اطلع ، مستني ايه ؟
مسك ايدها تاني باستغراب : بقول هنطلع مش هطلع ، انتي خطيبتي وجه الأوان اللي أعلن فيه انك خطيبتي للعالم كله .
أخدها من ايدها وطالع وشاور لكريم ومؤمن ونادر علشان ينضموله .
دخل كريم وشلته الأول والصحافة بتصورهم وبعدها دخل سيف وهمس في ايده والكل اتجمع حواليهم بيصوروهم من كل اتجاه ، همس العالم ده كله جديد عليها ، حست برهبة ، فضغطت تلقائيا على ايده وهو حس بتوترها ، قرب وهمسلها بحنان: اهدي وابتسمي وبس .
بصتله بتوتر: أنا مش عارفة أبص فين ؟
ابتسم وبص لعينيها : في كل اتجاه شوية هم بياخدوا صور كتيرة وفي الآخر بينشروا أكتر لقطة تعجبهم فما تشغليش بالك واسترخي .
رسمت ابتسامة عملية على وشها وعملت زي ما قال وبتبص في كل اتجاه شوية .
سيف اتحرك بيها وقف جنب أبوه وكلهم وقفوا بس هو حرك همس خلاها بينه وبين أبوه بحيث يقف هو جنب كريم ومؤمن ونادر .
عز اتكلم : طبعا زي ما انتوا شايفين موضوع الحادثة وكل الحوار ده كان إشاعة كيدية للإضرار بسمعة ابني أو تشوية صورة الدكتور الجامعي .
صحفي : عصام المحلاوي فين دلوقتي ؟
سيف رد : السؤال ده مش لينا اسأل في اللي يخصنا احنا .
صحفي : خطيبتك شذى المحلاوي مش معاك ليه ؟ ومين اللي معاك ؟
سيف : خطوبتي أنا وشذى اتفسخت من فترة واللي معايا حاليا باشمهندسة همس خاطر خطيبتي .
هند في البيت ماسكة موبايلها بتقلب فيه ومرة واحدة شافت اللايف من شركة الصياد ، جريت بسرعة عند أمها وأبوها اللي قاعدين في الصالة بيتكلموا : في لايف من شركة الصياد ، همس وسيف مع بعض .
فاتن بفضول : هاتي طيب ورينا .
قعدت جنبهم بس الموبايل صغير والتلاتة مش عارفين يشوفوا ، أبوها بصلها : هو ما ينفعش تشغليه على الشاشة زي ما همس عملت يومها ؟
هند كشرت بتفكير : هجرب طيب استنوا .
شغلت التليفزيون ووصلت جهازها بيه وعرضت اللايف على الشاشة وكلهم قعدوا يتفرجوا .
صحفية : مسكة ايديكم ونظراتكم بتقول ان دي مش مجرد خطوبة عادية وفي قصة حب ، فامتى الحب ده بدأ ؟ لأنك لسه فاسخ الخطوبة من فترة بسيطة جدا! ولا نقدر نقول انه كان حب سري ومستمر من فترة ؟
همس اتوترت وضغطت على ايد سيف بشدة وهو حاسس بيها بس مش هينفع يطمنها دلوقتي ، بص للصحفية بحزم: المؤتمر الصحفي ده المفروض علشان نتكلم عن البيزنس وعن الشراكة الجديدة مع المرشدي جروب مش علشان نتكلم عن حياتي العاطفية ، بس هجاوبك أنا وهمس قصة حب ومن فترة طويلة أيوة بس انفصلنا نتيجة سوء تفاهم والحمد لله سوء التفاهم اتحل .
الصحفية تاني : في إشاعة بتقول ان خطوبتك من الدكتورة شذى المحلاوي كانت صفقة قصاد مساعدة عصام المحلاوي وإنقاذ شركة الصياد من الإفلاس نتيجة ديون الشركة للبنك.
سيف بصلها وحافظ على ابتسامته : طيب لو الكلام ده صحيح فايه الفايدة اللي هتعود على المحلاوي علشان يدخل بنته صفقة خسرانة زي دي ؟ يعني شركة بتفلس ومديونة للبنك يقوم يدي بنته ليهم ؟ يعني مفيش منطق في الكلام حتى ، ارتباطي بالدكتورة علشان نقفل القصة دي كان مجرد تعارف بين عيلتين ومفيش مانع للارتباط وارتبطنا بالفعل بس كل واحد فينا له شخصية مختلفة عن التاني فماكانش في أي توافق بينا وبناء عليه قررنا اننا مختلفين ومش هنعرف نتلاقى .
الصحفية : طيب …
قاطعها سيف بصرامة : وبس كلام في حياتي العاطفية ، لو مفيش أسئلة تانية نـ
قاطعه كتير عايز يسأل .
صحفي : كريم المرشدي ليه فكرت في شراكة بينك وبين الصياد جروب ؟
كريم : شركتين من أكبر الشركات في الشرق الأوسط للإلكترونيات أعتقد الشراكة دي كانت خطوة مؤجلة مش أكتر ، يعني اتأخرنا أوي لحد ما عملناها .
استمر المؤتمر لأكتر من ساعة والأسئلة مش بتنتهي لحد ما عز أعلن انتهاء الأسئلة .
سيف وهمس وهما خارجين حد وقفهم : ممكن صورة للمجلة ؟ لو سمحتوا .
سيف سمحلها تصور بس البنت علقت : ينفع تقربوا أكتر من بعض ؟ يعني عايزين نظهر الحب في الصورة دي .
سيف بصلها بصرامة : الحب ده حاجة خاصة بينا احنا مش للتصوير ، خدي صورتك أو ما تعطلينيش .
البنت صورتهم ومشيت وهمس بصت لسيف : تصدق شخصيتك كبيزنس مان مش لطيفة .
بصلها بذهول: نعم ؟ ليه ؟
بصتله بعمق وكأنها بتشوف جانب منه أول مرة تشوفه أو هي بالفعل أول مرة تشوف الجانب ده : انت صارم وحاد جدا وما بتبتسمش حتى مجرد ابتسامة ، ردودك حادة ، أنا كل الأسئلة اللي جوا دي ماكنتش هعرف أجاوب وكنت هموت من التوتر بس انت ماكانش في أصلا عندك أي مبالاة ، عادي جدا ، الشخصية دي لو ظهرتلي في البداية ماأعتقدش كنت …
قاطعها بدهشة : كنتي ايه ؟ حبيتيني ؟ همس الشخصية دي ما اتولدتش في يوم وليلة وبعدين الصحافة والصور دي من زمان ومن سنين واتعودنا ازاي نتعامل ونتكلم معاهم ، بعدين لو اتوترتي أو اتلخبطتي هيألفوا هم ألف قصة وقصة علينا فكان لازم أكون صارم معاهم ولازم ردودي تبقى قاطعة وفي نفس الوقت بدون غلط في أي طرف .
مطت شفايفها باقتناع : لاحظت حرصك ما تغلطش في شذى أو أبوها .
وضح : لأنه ما ينفعش ، هي بنت أولا وثانيا هي مالهاش ذنب في كل اللي حصل ده ذنب أبوها ، وأبوها هيتعرف اللي عمله بس ما يكونش عن طريقي ، فهمتي يا حبيبتي؟ المهم تعالي ندخل جوا نشرب أي حاجة .
وقفوا على جنب ، شاور لحد جاب صينية عليها عصير فأخد منه وناول همس : جربي ده هيعجبك .
أخدته وهو أخد كوبايته وشكر اللي ادالهم وبعد .
همس بصتله : ده ايه ؟ لونه فيروزي حلو وفيه شرايح ليمون ونعناع وتلج ، اللون ده ايه بقى ؟
ابتسم : دوقي واعرفي انتي ايه ؟
داقت كان ساقع بس منعش وبصتله بحيرة : مش عارفة بس هو فيه سفن وأطعم كتير أوي بس حلو عجبني .
ضحك وهز دماغه : كنت عارف انه هيعجبك ، دي فعلا سفن وفيه زي ما قلتي بس فيه نكهات بتتضاف عليه زي كرز وتفاح وتوت، بتديله اللون ده والطعم الغريب ده .
سكتوا وهي بصتله : عيلتك لطيفة أوي ودمهم خفيف .
ابتسم وعينيه عليهم : اه فعلا بيحبوا الهزار كتير ، بعدين الفترة الأخيرة دي أو السنة الأخيرة دي كانت صعبة على الكل ، أيوة بيضحكوا بس علشان مفتقدين الضحك ، احنا محتاجين حاجة تدخل بيتنا تنوره وتمسح شوية الحزن اللي كان مغيم على البيت .
بصتله بحب : قصدك ايه ؟
بص لعينيها وكلمها بعشق صافي: محتاجك انتي في بيتي – مد ايده لشعرها وهمس بشغف – انتي النور اللي عايزه يدخل حياتي ينورها ويبدد الحزن اللي غيم عليها ، عايزك انتي في بيتي وفي حضني .
همس بصتله بهيام ومتيمة بحبه واتمنت لو ياخدها في حضنه ، هي محتاجة يضمها ، رفعت وشها له وهمست باسمه : سيف …
قاطعهم سبيدو بصوته العالي : ايه يا عم روميو فين الهممم مش قلت في بوفيه ؟ أنا جعان.
سيف مسك ايد همس ضغط عليها وبعدها بص لصاحبه وبيعرّف همس : ده سبيدو الفصيل زي ما انتي أكيد لاحظتي .
سبيدو ابتسم وحط ايده على صدره بيعرفها بنفسه : اه أنا سبيدو الفصيل .
ابتسمت وهترحب بيه بس كشرت وردت بانفعال : ده اللي كان عايزك تشارك في السباق ومش بيهتم لحياتك ؟
سبيدو اتراجع : والله أبدا ، مش هنكر اني في البداية كنت عايزه يشارك بأي شكل وتمن وصدقت حازم لما قالي انه بيساعده وعايز بس يخرجه من حالة هو فيها لكن أول ما فهمت انهم بيلعبوا ويخططوا قلت لسيف كله ، اسأليه اهو قدامك اهو .
سيف بصله بابتسامة: انت بكاش والله ، يالا انت لحد قبل السباق بلحظة كنت بتقنعني أشارك
ابتسم بحرج : ماأنا ماكنتش أعرف ان العربية بايظة ، المهم أعتقد صلحت غلطي اهو وعدلت الدنيا معاك ؟ براءة أنا كده ؟ فهمها اني صاحبك بجد .
مؤمن معدي من جنبهم بس سبيدو مسك دراعه وشده : ايه الرخامة دي ؟ يا ابني هتوقعني .
سبيدو بصله : مش أنا صاحب صاحبه يا عم ؟
مؤمن بصله وابتسم : لا انت بتاع مصلحتك علشان السباق .
سيف ضحك هو وهمس وسبيدو اعترض : يا عم وروبنا ما علشان سباق ، بطلوا رخامة بقى أنا اه بحب السباق بس – بص لسيف- بقالك كام سنة عمري رخمت عليك وقلتلك شارك ؟ مش احترمت انك بعدت ؟ ما اتكلمتش غير لما حازم الواطي قالي انك في مشاكل ومحتاج حاجة تغير مودك وترجعك تاني فكلمتك غير كده لا .
سيف هز دماغه بجدية : دي حقيقة فعلا .
مؤمن كمان ربت على كتفه : بس يا سبيدو – بص حواليه يشوف كريم فين ولما لقاه مع نادر بعيد بص لسبيدو بسرعة – عايز سباق مع سيف أنا وهو وبس جهزلنا مكان و …
قاطعته همس بذهول: و ايه ؟ ها؟ بعدين انت بتتكلم موطي صوتك وبتتلفت حواليك خايف مين يسمع ؟
مؤمن بصلها بتوتر : أنا ولا أي حد ، أنا بس مش عايز حد يلقط كلمة كده ولا كلمة كده .
همس ضيقت عينيها وبصتله بشك فبص لسيف بخوف: هي هتتحول ولا ايه ؟ ايه النظرة دي ؟
سيف ابتسم وايده حواليها: لا دي بس حطتك تحت جهاز كشف الكدب .
همس مسكت ياقة سيف ببراءة : هو بيبص بيدور على مين يا حبيبي ؟
سيف بص لمؤمن بمرح : طالما قالت يا حبيبي فدي وسيلة ضغط وأنا تحت الضغط بعترف .
مؤمن : واطي واطي يعني .
سيف : انت ما بتعترفش تحت الضغط ده ؟
مؤمن ضحك : أنا بعترف من غير ضغط أصلا وببيع وقتي .
سيف ضحك : اه كريم قالي لما بعته لأبوه وجريت .
مؤمن افتكر : الجري نص الجدعنة ، إلا هو ماقالكش استخبى فين يومها ؟ هموت وأعرف استخبى فين ومش راضي يقول لا هو ولا أمل رضيت تنطق .
همس واقفة مستمتعة بحوارهم وسألت بفضول : أمل مين ؟
سيف بصلها : مراته .
همس اعترضت وبصت لمؤمن : انت عايز مراته تفتن عليه ؟
مؤمن كشر : يا عم ده هزار تفتن ايه ، بس لا أمل دي لا يمكن تتكلم كلمة على كريم .
همس هزت دماغها بحيرة: انتوا توهتوني ، سيف هو بيخاف من مين ؟
سيف شاور على كريم اللي لاحظ انهم بيشاوروا عليه فبصلهم وحرك دماغه يسألهم مالهم بس مؤمن شاورله مفيش ، لحظات وانضملهم هو ونادر : في ايه؟ بتتكلموا عني ليه ؟
همس ردت بسرعة : بيتكلموا عن أمل عايزينها تفتن عليك .
كريم بصلها بذهول وبعدها بصلهم : أمل تفتن عليا ؟ لا يمكن بس تفتن على ايه ؟
سيف : استخبيت فين لما الواطي ده باعك ؟
كريم ضحك جامد وبص لمؤمن : موت بغيظك ولا هقولك .
مؤمن بتوعد : ماشي ماشي ، طيب قولي وهاخد إياد ليلتين عندي .
كريم ضيق عينيه بتفكير : عرض مغري الصراحة .
همس شدت سيف وكلمته بهمس : مين إياد ؟
سيف جاوبها : ابنه .
همس باستغراب : ياخده ليه عنده ؟
سيف بصلها وابتسم : هفهمك بعدين اسكتي دلوقتي .
سبيدو قاطعهم بنفاد صبر : لاحظوا اني جعان وهفضحكم بعد شوية يا أغنى رجال أعمال في مصر وهخلي كل الصحافة دي تصورني وأنا بقول اني جعان ومش عايزين تأكلوني .
كلهم ضحكوا بس همس علقت بشماتة : طالما بتعمل سباقات مالكش أكل .
سبيدو بص لسيف بغيظ : خطيبتك ، دي خطيبتك – بصلها – مش هخليه يشارك يا ستي في سباقات بس مرضية كده ؟
همس : والسباق اللي مؤمن عايزك تعمله ليهم هما الاتنين ؟
كريم بص بترقب لمؤمن اللي علق بتهرب : مين ؟ فين ؟ تقريبا حد بينادي عليا .
كريم مسكه من قفاه بغيظ : تاني سباق ؟
مؤمن بصله بتبرير: ده ودّي بينا كده – عينيه لمعت – ايه رأيكم لو نوسعه ، نادر ليك في السباق ؟ تعالوا نتسابق احنا الأربعة كده .
سيف عينيه لمعت مع الفكرة ونادر بصلهم مش فاهم أصل الموضوع : نتسابق ازاي يعني ؟
سبيدو اتدخل : محسوبك أكبر منظم للسباق في الوطن العربي ، سباق عربيات يعني .
همس وضحت باتهام: بيعمل سباقات في الدارك ويب .
سيف شدها : ما تهدي انتي دلوقتي ، بعدين انتي عرفتي الدارك ويب ده منين ؟ – بص لكريم بلوم- ربنا يسامحه اللي كان السبب .
كريم بصله ببرود : فعلا ربنا يسامحه اللي دخلنا كلنا في قصة الدارك ويب .
سيف باستغراب : انت بتبصلي أنا ؟ أنا ما دخلتش سيادتك اللي دخلت وسيادتك اللي دخلتها .
كريم بذهول : انت بجد بتلومني أنا ؟ مش انت والواطي اللي روحتوا خططتوا مع سبيدو ونفذتوا في السر .
همس وقفت قدام سيف : بسسس انتوا هتتخانقوا ولا ايه ؟ سيبتوا ايه للعيال ؟
نادر : عندها حق فعلا ، سيبتوا ايه للعيال ؟ سبيدو لو عملت سباق أنا ماعنديش مانع أشارك فيه مع الواطيين دول .
كريم بصله بذهول : هتشارك ؟
نادر : مش احنا الأربعة بس لوحدنا ؟ اه فور فن .
قاطعتهم سلوى اللي كانت عايزة همس تعرفها على بعض الشخصيات فأخدتها منهم .
استنوا لحد ما بعدوا بعدها مؤمن قال لكريم: اهو قالك فور فن ، بعد ما الواد ده يرجع من شهر العسل بتاعه نحدد ميعاد.
سيف ردد بتعجب: شهر العسل بتاعي ؟ اللي هو امتى ؟
مؤمن حط ايده على كتفه : بص احنا نروح لأبوها كلنا كده ونحدد ميعاد لفرحكم الأسبوع الجاي مثلا ، ونفضل وراه لحد ما يوافق .
سبيدو باستعجال: أنا موافق هقنعهولكم أنا عندي طريقة إقناع مافيهاش ياما ارحميني بس أكلوني .
نادر علق : ما أنصحكش ، لو بعتله مؤمن وسبيدو هيرفضك انت كلك باصحابك .
سيف بصله بتأيبد : في دي عندك حق .
مؤمن : طب والله أنا غلطان ، بقى عايز أجوزك وألم شملكم – بص لكريم فجأة – ما تيجي نبعته الفندق اللي روحناه في شهر العسل؛ كان حلو .
كريم ابتسم : تصدق فكرة ؟ طيب ما تشوف لو لقيتلهم حجز احجزلهم ، كمان أنا هحاول أحجزله في الشاليه بتاع المالديف .
مؤمن اعترض : لا مش حلو ، ايه يا عم العزلة دي ؟ دي مقطع .
كريم بصله : ايش فهمك انت ؟
سيف وقفهم : انتوا بتتكلموا عن ايه ؟ حسستوني ان أبوها وافق وبدور على مكان شهر العسل! – بص لكريم بحماس – بس ايه المكان المعزول بتاع المالديف ؟
مؤمن علق : مش هيعجبك ده شاليه وسط اللا شيء ، لا شيء حرفيا وسط الميا علشان توصله بلانش ، حياة بدائية تماما ، تخيل شاليه خشب دورين الدور الأول صالة كبيرة فيها المطبخ والحمام ركن صغير كده وفوق أوضة نوم مالهاش حيطان ولا سقف ، الحيطان إزاز كلها وبتتفتح كلها تحس انك في الهوا كده والسما فوقك ومفيش مخلوق على بعد ألف كيلو ، صمت تام ، عزلة تامة .
سيف باصصله بذهول : من الوصف بتاعك أنا هموت لو ماروحتهوش – بص لكريم – لازم أحجز فيه .
كريم ضحك : قوله البأف ده .
مؤمن : يعني أنا رايح شهر عسل أفسحها ، أفرجها على الدنيا مش أقطعها عن العالم كله ؟
سيف بصله بتأكيد: أنا رايح شهر عسل أنعزل عن العالم كله معاها ، ما أفسحها بعدين ، ما الفسح والخروج مش بيخلصوا .
مؤمن بعدم اقتناع : وانت اللي هتخلص ؟ ما انتوا مرزوعين مع بعض العمر كله .
نادر بصله بإعجاب : تصدق منطق برضه ، هو عنده منطق يحترم .
كريم : لا شهر العسل ده حاجة خاصة بالزوجين وبداية لعلاقتهم وحياتهم ، الفسح ، اللعب ، الخروج كله ده يتعوض لكن حياتهم الخاصة دي في بدايتها وكل واحد بيفهم التاني وبيحاول يتأقلم معاه دي مش بتتعوض دي أحاسيس لأول مرة وبس .
نادر بصله بإعجاب : وانت كمان عندك منطق حلو ويحترم .
سيف ضحك وبص لنادر : يعني انت دلوقتي مؤيد لمين فيهم بالظبط ؟ مافهمتش أنا .
نادر ضحك : هل انت متخيل انك وسط الاتنين دول ممكن تأيد حد ؟ الاتنين بيقنعوك بمنطقهم وتفضل في النص كده حيران ، بص واحد شقي وبيحب اللعب والجري والتنطيط والتاني هادي وراسي ورومانسي انت بقى ميال لايه أكتر ؟ حسب شخصيتك قرر تأيد مين فيهم ؟
سيف بص للاتنين : أنا بأيد الاتنين ، أنا بحب الجري والفسح والتنطيط بس في نفس الوقت بحب الهدوء والعزلة جدا .
نادر اقترح : يبقى أسبوعين هنا وأسبوعين هنا ، بسيطة وسهلة ومش مستاهلة خناق .
همس وآية انضموا وآية بصت لأخوها : البوفيه جاهز بس ايه هي اللي بسيطة وسهلة ومش مستاهلة خناق ؟
نادر وضح : لا بس بيتخانقوا على مكان شهر العسل ، في مكان صاخب ولا معزول ؟
آية باستغراب : شهر عسل مين ؟ مين هيتجوز ؟
أخوها بصلها بدهشة : أنا هتجوز ، ايه مين هيتجوز دي ؟
همس بصتله وبتهكم : انت قابلت بابا وأقنعته ووافق وبتدور على شهر العسل فين ؟
سبيدو دخل في الكلام : اه شوفتي؟ المهم أنا سمعت البوفيه جاهز فين أمه ؟
مريم نادت على آية واتحركت معاها وسبيدو راقبها لحد ما بعدت بعدها بصلهم بذهول: مين الصاروخ دي ؟ ده ايه الجمال ده ؟ شوفتوا وهي بتقول – بيرقق صوته – مين هيتجوز ؟ أنا عايز أتجوزها.
كلهم كبتوا الضحك وسبيدو اتفاجئ بسيف بيمسكه من قفاه بغيظ وغضب: تتجوز مين يالا انت ؟
سبيدو بصله مستغرب مسكته : في ايه أنا قلت ايه ؟ مالك بس استهدى بالله .
مؤمن وضحله : دي أخته .
سبيدو بصله ورفع ايديه بخوف: والله ما كنت أعرف طيب ، آخر مرة شوفتها كانت بفيونكات .
سيف بغيظ ولسه مش سايبه : بفيونكات ولا غير فيونكات احترم نفسك ، أي حد جوا المبنى ده تبعي ويخصني وعينك في الأرض لحد ما تخرج منه فاهم ولا أخليك تحصل عصام وأقول لأسامة انك متفق معاه ؟
سبيدو بصله بذهول : وأهون عليك ؟
سيف بصله بتأكيد: تهون طبعا قال صاروخ قال ، صاروخ لما يشيلك .
سبيدو رفع ايديه : خلاص أني آسف ، والله ما أقصد بس انتوا عارفيني وأنا جعان ما بشوفش كويس .
قاطعهم عز بيكلم ابنه : البوفيه اتفتح يلا هات اصحابك وخطيبتك ويلا .
سبيدو شد نفسه ووقف جنب عز بسرعة : اه يا عمو بالله عليك بقالي ساعة بتحايل عليه يلحقني بأي حاجة ولا معبرني .
عز بصله : طيب يلا تعال – بص لسيف – يلا انت كمان .
سبيدو اتحرك مع عز ومؤمن فتح في الضحك : والله مصيبة الواد ده .
كريم حط ايده على كتفه : هو فعلا مصيبة بس مش هو لوحده ، بقى عايز تعمل سباق لينا ؟
مؤمن شال ايده : عمو عز بيناديني أروح أشوفه عايز ايه ؟
سابهم وخلع وكريم تابعه بذهول: شايفين الواطي ؟
نادر علق : يعني أكيد انت مااديتلهوش لقب واطي لله في لله
كريم بصله : أكيد ، بس غريبة ان انت موافق على موضوع السباق ده !
نادر بصله : ليه لا ؟ مش احنا كده مع بعض وفي مكان مفتوح و just for fun ؟ ليه لا ؟
كريم بص لسيف : وانت ؟ طبعا موافق ؟
سيف بص لهمس اللي مستنية إجابته فرد بغيظ: بتسألني قدامها يعني ؟ ماشي يا كريم ، يلا ننزل البوفيه يلا .
نزلوا كلهم، وراحوا البوفيه وهمس قربت من سيف بتساؤل: هو بجد موضوع السباق ده ؟
سيف بصلها ولمح خوف في عينيها : لا يا حبيبي ، ده هزار مش أكتر ، أنا حاليا مش في بالي غير حاجة واحدة بس .
سألته باهتمام : ايه هي ؟
⁃ أقنع أبوكي نتجوز الأسبوع الجاي .
بصتله بذهول ومش مصدقه اللي سمعته ورددت : الأسبوع الجاي ؟
ابتسم : اه الأسبوع الجاي ، كفاية بقى تعبنا والله تعبنا .
خجلت وهربت من عينيه بصت للأكل : إلا هو ده فطار ولا غدا ولا ما بين بين ؟
ابتسم وقبل تغييرها للموضوع : ده سناكس لا هو فطار ولا هو غدا – مد ايده أخد قطعة من الساليزونات هو بيحبها وقربها لبوقها – دوقي دي أكتر حاجة بحبها في الليلة دي كلها .
أكلتها وعجبتها وهي ساكتة ، سيف عمل طبق ليهم هما الاتنين وأخدها و راحوا مكتبه وأول ما دخلت ابتسمت للذكرى : مكتبك حلو ، نسيت أقولك المرة اللي فاتت .
ابتسم زيها وقلدها : أنا هقتلكم مدير شركتكم .
ضحكوا الاتنين بعدها قربت منه بمرح : قلبك أبيض بقى ، أصلا أنا بعد ما شوفتك النهارده في الاجتماع وقدام الصحافة هخاف منك .
مسك وشها خلاها تواجهه وقالها بحب : حبيبتي أنا معاكي انتي على طول سيف وبس ، هنا في الشركة ، في الجامعة ، في أي مكان أنا حبيبك وبس .
اتعلقت عينيها بعينيه وهو شدها عليه يضمها وأول ما قربت منه بهدوء شدها أوي لصدره وضمها جامد وهو بيردد : وحشتيني ، وحشتيني يا همس .
لفت ايديها حواليه وشدته جامد عليها : وانت كمان وحشتني يا سيف .
بعدها أخيرا عنه بس فضل ماسكها : هكلم عمي ومش هسيبه لحد ما أحدد ميعاد فرحنا .
اتنهدت بابتسامة : باذن الله .
شافت كرسي مكتبه الكبير وجريت عليه بحماس وسط استغرابه اللي اتحول لضحكة على طفولتها، قعدت عليه بابتسامة واسعة ولفت بيه كذا مرة ومسكت قلمه على المكتب وقالتله بنبرة حاولت تخليها جدية: فين الورق اللي همضيه؟ أو أبصمه؟
ضحك على أسلوبها ورد بتهكم: هو فين سيدة أعمال تقول كدا؟ وبعدين تبصمي ايه يابنتي؟ انتي في الشئون؟
ضمت حواجبها بعبوس وردت : انت بتحبط مشاعري كشخصية ليها كيانها ليه؟ هات أبصم
قرب منها وحاوط الكرسي من الجنبين ومال عليها بعبث: هخليكي تبصمي عينيا بس على ورق فرحنا ياحبيبي
بصتله بحماس: ونتصور صباعي مع صباعك صورة كتب الكتاب؟
ضحك وهز راسه بتأكيد: ونتصور صورة كتب الكتاب ، بس زودي بقى قبلة كتب الكتاب
اتكسفت وماعرفتش ترد فحمحمت بتوتر: على فكرة عيب كدا ، نادر مش هيسيبك
رفع حاجبه باستنكار: نعم يااختي ؟ نادر ايه؟ هتبقي مراتي ياحبيبتي
ضحكت عليه ورفعت كتفها بمرح: براحتكم اتصافوا سوا
بصلها بغيظ: هاخدك وأخطفك ومحدش هيعرف يوصلك
ردت بحماس: ياريت
ضحك ورد : قريب ماتستعجليش
شاور ناحية الأكل : تعالي ناكل
قامت وقعدوا جنب بعض وهو بيأكلها بايده فسألته فجأة : هنمشي امتى ؟
استغرب سؤالها : لو تحبي دلوقتي يلا، براحتك يعني .
هزت دماغها : لا لا مش القصد بس مجرد سؤال ، انت ليه اتضايقت ان سبيدو عاكس أختك ؟
بصلها بذهول : المفروض أعمل ايه ؟ أفرح ولا …
قاطعته : لا لا مش القصد ممكن التعبير خاني ، أقصد أسألك انت عندك مشكلة ان حد من اصحابك يحب أختك ؟
فكر لحظات قبل ما يبصلها ويجاوبها : ماعنديش مشكلة ان حد من اصحابي يحب أختي بس مشكلتي في الطريقة يا همس ، حبها بس عبر عن حبه ازاي ؟ هنا القضية .
سألته تاني : طيب سبيدو لو….
قاطعها : سبيدو لا وألف لا، انتي أكيد فهمتي أسلوب حياته ، سباق ورهان وسهر ودارك ويب وأمور كتيرة مش قانونية يا همس ، فمش دي الشخصية اللي أوافق انها ترتبط بأختي .
سألته عن كريم ومؤمن ونادر فجاوبها بابتسامة : التلاتة متجوزين ومخلفين كمان يا همس ، كريم اتجوز بعد عاصفة حب ومؤمن اتجوز أخت نادر ونادر اتجوز صاحبة مرات كريم .
بصتله بذهول : ايه اللفة دي ؟ لا عايزة تفاصيل .
ابتسم ورفع كتفه : معرفش تفاصيل كتيرة بس اللي أعرفه ان وقت العاصفة اللي كانت من فترة دي لو تفتكري أكيد أخدتي إجازة ساعتها من الكلية – هزت دماغها بتأكيد فكمل- ساعتها أمل دي كانت مسافرة واتقطع بها الطريق في كافيتريا لوحدها وعمال الكافيتريا حاولوا يعتدوا عليها فهو اتدخل وأنقذها بس اتضرب في كليته الوحيدة وكان هيموت فيها وهي كمان اتضربت بس اتبرعتله بكليتها ودي كانت بداية ملحمة حب ، بس ده اللي اتحكالي .
كشرت بغيظ : ايه لا أنا عايزة باقي الحكاية يا سيف .
ابتسم : معرفش وأكيد مش هروح أقوله ايه باقي قصة حبك ؟
استغربت : ليه ؟ أنا لو شوفت مراته هقولها تحكيلي بالتفصيل الممل .
وضحلها : أيوة انتوا كبنات بتحكوا بالتفصيل الممل احنا بنكتفي بالعنوان .
سرحت في كريم ومراته أمل اللي كلمتها فمسك وشها بتنبيه : إياكي تكوني بتفكري تروحي تسألي كريم ؟
بصتله باستغراب وعينيها وسعت ببراءة فاتأكد ان تفكيره صح فهز دماغه بيأس : يا مجنونة .
علقت بتعجب : عرفت منين بفكر في ايه ؟ – سألته وهي رافعة صباعها في وشه – انت حاططلي جهاز تصنت في دماغي ؟
بصلها شوية وبعدها ضحك : والله مجنونة وبس .
سكتوا شوية بعدها قالها : هعرفك على مرتاتهم كلهم وأكيد هيحكولك تفاصيل حبهم .
ابتسمت وهزت دماغها بموافقة.
سبيدو واقف لوحده طلع موبايله بيصور كل اللي حواليه وبيتكلم بهدوء وهو فاتح لايف .
لمح سيف وهو رايح ناحية مكتبه فراح وراه يصوره مع همس ، ابتسم لان الباب مفتوح فقرب صورهم وابتسم لحبهم وخصوصا وسيف بيأكل همس بايديه ، جه يبعد علشان يعرف يتكلم براحته ويعلق يادوب مشي خطوتين وقفته آية بشك : انت بتعمل ايه ؟
بصلها بارتباك و وقف اللايف : ولا حاجة ؟ عادي .
جه يبعد بس وقفت في وشه : هات الموبايل اللي كنت بتصور بيه .
بصلها وحاول يبتسم : مش فاهم بتتكلمي عن ايه ؟
وقفت قصاده وقربت وشها وكلمته بنبرة تهديد: مش عايزة أتعامل معاك بأسلوب مش هيعجبك هات الموبايل .
سبيدو عجبه هجومها وشراستها المتناقضة مع جمالها فرد بهيام: عامليني بأي أسلوب أنا راضي بيه .
استغربت كلامه ورجعت خطوة لورا باقتضاب: تمام اتفقنا .
علت صوتها ونادت على أخوها اللي راحلها بسرعة : في ايه مالكم ؟
سبيدو ابتسم : مفيش حاجة يا سيف .
آية علقت : لا في سيادته …
سبيدو قاطعها : سيادته غلبان بس عمل ايه ؟
آية مدت ايدها بغيظ: طلع الموبايل حالا .
سيف تابعهم بتعجب: ليه يطلع موبايله ؟ في ايه يا آية ؟
آية بصت لأخوها : سيادته كان معاه موبايل وفاتح لايف وبيصورك انت وهمس بس اللايف غريب ، ولما شوفته خباه في جيبه.
سيف بص لسبيدو وحاول يتماسك : هات الموبايل وريني .
سبيدو : يا سيف اسمعني هي …
ما سابهوش يكمل الكلمة ومسكه من هدومه بيشده لبرا ، مؤمن وكريم كانوا رايحين عنده علشان يبلغوه انهم هيمشوا بس لاحظوه وقربوا منه بسرعة وقفوه ومؤمن مسك سيف بدهشة: في ايه تاني ؟
كريم بص لسبيدو بجدية : عملت ايه ؟
سبيدو بدفاع : ماعملتش حاجة .
آية وراهم هي وهمس وآية علقت باتهام: شوفتك بتصورهم .
كريم بصلها باستفسار: بيصور مين ؟
آية : بيصور سيف وهمس لايف ولما شوفته وقف اللايف وحط الموبايل في جيبه .
سيف مسكه بالعافية وغضب وبيفتش في هدومه وهو حاول يوقفه بس مؤمن مسك دراعه : بلاش .
سيف طلع الموبايل وبص لسبيدو بتهكم : ماكنتش بتصورنا ؟
سبيدو : افهموني يا جماعة .
سيف فتح اللايف واتفاجئ انه فاتح اللايف على الدارك ويب وشاف كمية الكومنتات اللي بتتكتب واللي بيطلب ان الاتنين يشاركوا في سباق واللي بيتغزل في همس ، بص لسبيدو بغضب أهوج: ده ايه معناه ؟
كان هيمد ايده بس سبيدو اتراجع : بس حاول تفهمني .
سيف رفع الموبايل في وشه وسأله بصوت عالي: أفهم ايه ؟ فاتح لايف على الدارك ويب ليا ولخطيبتي وعيلتي ؟ انت اتجننت ولا بتعمل ليه كده ؟ فهمني
سبيدو بص للكل وكلهم نظرات الاتهام في عيونهم : لازم الكل يعرف انك عايش والكلام بس مش بيتصدق فكان لازم لايف .
سيف اتصدم وردد ببلاهة : نعم ؟ تفتحلي لايف أنا وخطيبتي على الويب عندك ؟ ليه ؟
سبيدو بهدوء : علشان أنا محتاج أعمل ده .
سيف فضل باصصله لفترة وبعدها بص لهمس ورجع بصله وبكل قوته ضربه في وشه ضربة وقعته ، ورايح يكمل بس كريم مسكه هو ومؤمن ومنعوه يكمل .
سبيدو وقف بيمسح الدم اللي نزل من بوقه من عنف ضربة سيف ورد بصراخ : أنا حميتك وحميت حياتك وخلصتك من كابوس مسيطر عليك ، ومستكتر عليا لايف أعرف بيه الناس انك عايش ؟
سيف زعق بغيظ : لما تصورني بدون إذني وتقولي عايز لايف ليا أنا وخطيبتي عندك في أوسخ مكان في النت يبقى المفروض أقتلك مش أضربك .
كريم اتدخل بحدة : ليه لايف؟ ماهي الصحافة هتعلن انه عايش، يعني بجد ليه ؟
سبيدو بينزف من أنفه وبوقه وبيبص حواليه ، آية دخلت جابت مناديل وهتديهاله بس سيف شد من ايدها العلبة وزعق : خدي همس وامشي من هنا انتي وهي .
دخلوا الاتنين بدون نقاش وهو حدف العلبة في وش سبيدو وزعق : اشرحلي علشان أفهم .
سبيدو مسح الدم وبصلهم : الكل فاهم انك ميت وده ضر بشغلي يا سيف ، زي ما أنقذت شغلك انقذ انت كمان شغلي ، انت مش متخيل الخسارة اللي خسرتها قد ايه بعد المراهنات دي – كريم هيعلق بس هو بصله ومنعه – لو سمحت يا كريم وفر محاضراتك عن المراهنات والسباق وخلونا في حقيقة واحدة اني اتأذيت وجامد- بص لسيف – لو طلبت منك لايف يكدب اللي حصل هتوافق ؟
سيف زعق بغضب: أوافق أرفض أنا حر لكن ما تصورنيش بدون إذني ، ما تصورش خطيبتي بدون إذني .
سبيدو زعق هو كمان : خطيبتك مش مقصودة يهمني انت وبس تكون موجود ولو عارف انك هتوافق كنت طلبت منك ، يمكن يكون أسلوبي غلط ويمكن أكون غلط بس محتاج لايف ليك مش مجرد صورة لان الفيس وجوجل مليانين صور لكن يهمني لايف يتنشر عن طريقي في الويب عندي – مد ايده لسيف – هات الموبايل .
سيف بصله بذهول تام وبعدها بص للموبايل ورفع ايده علشان يحدفه في الحيط يكسره بس كريم مسك ايده وأخده منه : مش دايما الحل في التكسير لانك حتى لو كسرت الموبايل اللايف هيفضل موجود .
قفل اللايف وحذفه واداله لسبيدو : كان ممكن تطلب منه لايف لوحده في أي مكان وتتصوروا انتوا الاتنين مع بعض أو انتوا التلاتة حتى وما أعتقدش انه كان هيتأخر لكن تفتح لايف له هو وخطيبته معاه وعيلته كمان فده غلط ولا يغتفر كمان .
مؤمن بصله : سبيدو امشي دلوقتي وبعدين نتكلم .
كريم شد سيف ودخله جوا : اهدا خلاص الموضوع اتحل .
سيف بصله بعصبية: تخيل اللايف ده يتنشر ويحصل من وراه أي مصيبة ، انت عارف العالم ده عامل ازاي ؟
كريم علق : هو مش قصده يأذيك برضه يا سيف ، أيوة تصرفه غبي بس بدون قصد منه .
انضملهم مؤمن : خلاص ماشي ، ايدك عاملة ايه ؟
سيف بصله باستغراب : ايدي ؟ ايدي مالها ؟
مؤمن مسك ايده اللي كانت حمرا من آثار الضربة : في ان صاحبك ده اتخانق مع واحد قبل فرحه وضربه بايده وأهملها وانتهت بعملية كانت هتشل ايده تماما وقت شهر العسل ، وأخد أسبوع في المستشفى وكان هيخسر ايده تماما ولحد الآن ايده بتوجعه لو أجهدها .
مسك ايد كريم ورفعها لسيف شاف أثر العملية : وكانت البداية ضربة زي كده برضه .
سيف بضيق : أخو همس دكتور هبقى أكشف عليها .
مؤمن رفع ايديه باستسلام : اللهم بلغت اللهم فأشهد ، صاحبك ليلة الفرح قضاها في المستشفى يعيط بايده وخلى الدكتور يحقنه فيها علشان بس يبطل عياط .
كريم ضربه في كتفه : انت غلس ليه ؟ مين ده اللي كان بيعيط ؟
مؤمن بصله : تنكر انها بوظت ليلة فرحكم وروحنا المستشفى بايدك ؟ تنكر انك عملت عملية فيها بعد ما كنت بتموت منها حرفيا في شهر العسل ؟
كريم بص لسيف باستسلام : روح اكشف على ايدك .
كلهم ضحكوا على أسلوب كريم ، سيف لمح همس بتشاورله فبصلهم : هروح أكشف أنا مش ناقص مآسي تانية ، هشوف همس .
مؤمن مسك دراعه قبل ما يروحلها : بقولك احنا هنخلع بقى سايبين عمي حسن لوحده في الشركة وزمانه بيصوت .
سيف شكرهم على وقفتهم معاه بس وقفهم : نادر فين ؟
كريم : جاله تليفون مهم واضطر يمشي وقالنا نعتذرلك.
سيف ابتسم : انتوا اللي اعتذروله اني مش عارف أوجب معاه بأي شكل .
مشيوا وهو تابعهم بعدها همس قربت منه بخوف : انت كويس ؟
سيف ابتسم وبصلها : كويس يا حبي ، يلا نمشي بقى ، خليني أقول لأبويا ونمشي .
راح استأذن منه وأخدها ونزلوا الاتنين لعربيته ، حط المفتاح يدور عربيته بس لاحظ ان ايده وجعته وهي لاحظت فسألته بقلق: مالك ؟ ايدك مالها ؟
بصلها : الظاهر ان كلام مؤمن صح – فتح ايده وقفلها بصعوبة – ايدي وجعتني من ضربة الزفت ده .
مسكت ايده هي ودلكتها بخوف عليه وهي ماعندهاش فكرة هي بتعمل ايه فيه بحركتها دي ، وصل لقمة تحمله فشد ايده وقال بعاطفة : همس أنا كويس ، خلاص يا حبيبتي .
اعترضت بعيون بتلمع بالبكاء : لا ايدك واجعاك خلينا نروح لنادر طيب زي ما طلب مننا .
وافقها واتحرك بعربيته خرج من الشركة واتحرك على الطريق بعدها سألها : تحبي نروح أي مكان تاني الأول ؟
رفضت بهدوء : نروح لنادر الأول يطمنا وبعدها براحتنا .
بصلها واستغرب حالتها : همس بصيلي .
كانت باصة قدامها ورفضت تبصله فمسك ايدها وأمرها بحنو : بصيلي .
بصتله وشاف في عينيها حاجات كتيرة لخبطته ، مابقاش فاهم ده حب ولا احتياج ولا خوف ولا رعب ولا شوق ، بص للطريق وبعدها ركن على جنب لانه مش فاهم ومش عارف هي مالها ؟
ركن وفك حزامه والتفت ناحيتها رفع وشها بهدوء : كلميني هنا فيكي ايه ؟ مالك ؟ أنا ليه مش عارف أفهم عينيكي ؟
دموعها لمعت وبصتله و واجهت عينيه بحزن: علشان فيهم لخبطة كتيرة أوي يا سيف ، مليانين حب ولهفة وشوق ليك ، مليانين رعب وخوف مالهوش أول من آخر .
مد ايده مسح دمعتها اللي نزلت وقربها منه بحيرة : ليه الخوف ده ما أنا معاكي اهو وجنبك ، همس مفيش حاجة ممكن تبعدنا تاني .
دموعها نزلت بغزارة : إلا الموت مش دي جملتك قبل كل ده؟ قلتلي كده ، مفيش حاجة هتبعدنا إلا الموت وروحت بعدها مت يا سيف ، مرة واحدة خسرتك وانت مت وموتني معاك .
مسك وشها وبيحاول يمسح دموعها ومش عارف ليه انفجرت كده ولا هي كانت مهددة بالانفجار ده وهو مش واخد باله ؟ غمغم بحنان: همس أنا معاكي وجنبك اهو حقك عليا ، أقسم بالله ما كنت أعرف ان كريم قالك .
ردت بصوت مهزوز من بين دموعها : أنا شوفتك بتدخل العربية وشوفت العربية بتتقلب وبعدها انفجرت ، أنا مهما أوصفلك مش هقدر أقولك حالتي كانت ايه يا سيف ساعتها ؟
ضمها لصدره بوجع لوجعها: حقك عليا ، حقك عليا ، غصب عني والله ، سامحيني حقك عليا .
صارحته برعشة في صوتها وسط دموعها: كنت بتخنق أو بغرق مش عارفة أعمل ايه ؟ عايزة أصرخ بس صوتي مش لاقياه ، عايزة أعيط بس مفيش دموع ، عايزة أتنفس بس ماكنتش عارفة ازاي ؟ ماكنتش عارفة ازاي يا سيف ؟
ضمته أوي وهي مرعوبة انه يبعد عنها من تاني ، حس بقمة عجزه وهو مش عارف حتى يطمنها .
ضمها بقوة يدخلها جوا ضلوعه وما نطقش لانه عارف ان مفيش كلام ممكن يقوله يهون من إحساسها بس ضمها يمكن حضنه يديها الأمان اللي هي محتاجاه .
كملت بوجع: نادر قال يمكن إشاعة والصبح هنروح بيتكم نتأكد ، دخلت بيتكم لأول مرة بس ماكنتش في استقبالي يا سيف ، دخلت لوحدي لقيت ناس لابسين أسود وبيقولوا انك مش موجود ، بيقولولي حبيبك مات وسابك لوحدك ، بصيت لنادر وطلبت منه يقولهالي صريحة علشان مش عايزة أصدق ولما قالها انهرت ، فتحت عينيا في أوضتك وعلى سريرك ، أول ما فتحت عينيا شميت ريحتك وابتسمت وافتكرت انه كان كابوس بس صحيت ولقيتني على سريرك بس الكابوس حقيقة ، كنت بتمنى أموت ، مش عايزة أعيش في الدنيا لو انت مش فيها ، بيدخلوني أوضتك ليه وانت مش فيها ؟ بيحسروني على الحياة اللي كنت هعيشها معاك ؟
شدد ايديه حواليها بندم : حقك عليا اني ماكنتش في استقبالك وحقك عليا في كل دمعة نزلت من عينيك ، سامحيني بجد بس كل ده كان غصب عني ، حقك عليا ألف مرة .
فضل حاضنها كتير مش عايزها تبعد عنه وهي مش عايزة تبعد عن حضنه ، طمنت نفسها انه خلاص معاها حاولت تتعدل بس هو ماسكها جامد فهمست اسمه ، سابها تبعد ومسك وشها مسح أي آثار لدموعها بايديه ومسك وشها بابتسامة حانية : كفاية عياط اتفقنا ؟
وافقت براسها فابتسم بحب: عيطتي وسيبتك تعيطي وتفضي كل المشاعر المكبوته جواكي ، مش عايز عياط تاني .
اتعلقت بعينيه بلهفة: مش هتبعد عني تاني ؟
ابتسم بوعد: أبدا، مش هبعد عنك تاني .
ضيقت عينيها بتهديد : مش هتشارك في أي سباق حتى لو فور فن ؟
بص لايدها على صدره ومد ايده مسك ايدها التانية باسها وحطها على وشه وحاضنها بايده وبص لعينيها بشغف : طيب دي ازاي ؟ ازاي وانتي لو إحساسك ربع إحساسي فأنا مشتاقلك طول الوقت ؟ مشتاقلك وانتي قصاد عيني دلوقتي وبتمنى لو انتي في اللحظة دي مراتي وأقدر أشبع من كل حاجة فيكي ، أشبع من عينيكي ، من حضنك ، من شفايفك منك كلك على بعضك يا همس ، فانتي قوليلي ازاي دي أعملها ؟ انتي قوليلي ازاي نبطل الشوق واللهفة والنار اللي بتولع من نظرة أو لمسة ايد حتى ؟
كل نواقيس الخطر ضربت بس هيهات العقل كان مغيب تماما والحب وبس اللي بيتنفس حاليا ومسيطر عليهم .
- تابع الفصل التالي عبر الرابط: (رواية جانا الهوى) اضغط على أسم الرواية