رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات
رواية جعفر البلطجي الفصل الرابع و العشرون 24
دلف جعفر للداخل وهو يسأل عنه حتى دله واحدًا على مكتبه، ذهب جعفر إلى مكتبه وطرق عده طرقات على باب المكتب، سمع صوته يسمح لهُ بالدلوف على الفور، فُتِح الباب ودلف جعفر بهدوء وأغلق الباب خلفه واقترب من مكتبه ووقف أمامه وهو يَمُدّ يده ويصافحه قائلًا:صباح الخير
تعجب الآخر كثيرًا ولكنه مدّ يده وصافحه قائلًا:صباح النور
تحدث جعفر بهدوء وابتسامه خفيفه تُزين ثغره وهو ينظر لهُ قائلًا:جعفر عدنان
تذكر هو وقال بأبتسامه:أهلًا وسهلًا نورت أتفضل
جلس هو وجلس جعفر أيضًا ونظر لهُ وهو يبتسم بخفه بينما تحدث هو وقال بأبتسامه:انا عارف إن اللي بعتك ليا عرفك عليا بس أحب أعرفك بنفسي تاني قبل ما نبدء كلامنا الطويل .. انا اللواء ليل سالم الدمنهوري … قبل أي حاجه انا إنسان زيي زيك .. بحس باللي قدامي وبقدره وبعمل معاه اللي أقدر عليه .. طالما لجألي حتى لو أول مرة أشوفه زيك باستقبله بصدر رحب … زميلك سراج كلمني في الحقيقة ومكنش متوقع أني هرّد عليه وحكالي عنك وعن المشاكل اللي نازله على دماغك مبتخلصش فعشان كدا يا جعفر انا حابب أسمع منك أكتر وقبل ما تبدء كلام بلاش الرسميات انتَ قد أحفادي
تحدث جعفر بهدوء وهو يقول بأبتسامه خفيفه:أيوه بس حضرتك ليك مقامك
ليل:زي ما قولتلك انا إنسان زيي زيك في الآخر انا مبحبش اتكبر على حد ولا أتغر ولا أحسسه أنه قُليل … أحنا اللي بنعمل للحاجه قيمة يا جعفر مش هي … انتَ شكلك ابن ناس بس الأيام جت عليك زيادة عن اللزوم .. وفي سؤال بيدور في دماغك دلوقتي حالًا ومش لاقيله إجابه مش كدا
أردف بها وهو ينظر لهُ نظره ذات معنى وهو يستند بمرفقيه على سطح المكتب، بينما صُدم جعفر وهو لا يعلم كيف عَلِم ذلك فأبتسم ليل وقال:انا بفهم الناس من أول نظره .. وبعرف هما بيفكروا في ايه حسب طبيعه الموقف اللي هما فيه … جعفر البلطجي سته وعشرين سنه متجوز وعندك أخت أصغر منك وساكن في حارة درويش غير مُتعلم لأسباب خاصة بيك … مش كدا برضوا ولا غلطت في حاجه
لم يتحدث جعفر من هول الصدمة بينما أبتسم ليل أكثر وقال:انا عارف عنك كل حاجه يا جعفر … عارف أنك مش بأيدك تبقى في الحال اللي انتَ فيه دلوقتي، عارف أنك أتحرمت من حاجات كتير أوي في حياتك واشتغلت من صغرك في كل حاجه عشان تصرف على تعليم أختك عشان تبقى أحسنّ منك … في الحقيقة انتَ بتفكرني بنفسي لما كنت في سنك … كنت مسئول عن ولدين وبنت بعد وفاة أبويا … بس حابب أقولك حاجه يا جعفر .. الظروف اللي الواحد بيمر بيها وتجبره على
العيشه فيها والشدة والأزمات والضغوطات كل دول مع الأيام بيعلموك حاجات كتير أوي .. الفلوس يا ابني مش كل حاجه انتَ معاك الأحسن منها صدقني … ظروفك دي اللي خلتك راجل بجد بيخاف على مراته واخته وهما دايمًا رقم واحد قدامه .. بعد ما تمر الشدة والأزمات وكل المشاكل اللي انتَ فيها هترتاح وهتعيش مبسوط هي فترة صعبه انا عارف بس هتعدي وطول ما انتَ كويس مع الكل ومحبوب من الناس هما مش هيسيبوك في حالك
تحدث جعفر بهدوء وهو ينظر لهُ قائلًا:انا تعبت أوي … مبقتش قادر بعد ما كنت عامل زي الجبل مفيش حاجه قادرة تهزّه … كل اللي عيشته كان كدب في كدب … وأهو الواحد متحمل لحد ما يشوف أخرتها ايه
ليل:تأكد يا جعفر أنك جيت للشخص الصح ويمكن ربنا حطني في طريقك عشان أعملك حاجه .. سراج قالي على واحد أسمه فتحي معاه دراعه اليمين زي ما بيقولوا أسمه فتوح مش سايبينك في حالك
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول:بالظبط
ليل:أحكيلي بالتفصيل
في منزل كيڤن
روزلين:لدينا الكثير من الأعمال الهامة يا رفاق
كاثرين بأبتسامه جانبيه:هل سنذهب في رحلة صيد الفرائس أم ماذا
روزلين:لا .. سوف نذهب إلى مكانٍ ما ألم تشتاقين للتدريبات العنيفة
نظرت كاثرين لأيميلي التي كانت تنظر أمامها وهي تقول بصدمه:يا إللهي
روزلين بتساؤل:ماذا يحدث ؟
إيميلي:لقد أعتقل الزعيم كين
روزلين بصدمه:ماذا
نظرت لهما إيميلي وقالت:عليّ الذهاب لهُ على الفور
خرجت إيميلي من المنزل وهما خلفها ومن ثم ركضن بسرعه فائقه إلى محكمة مصاصي الدماء، أثناء ركضهن تحدثت كاثرين وهي تقول:لما قد يعتقلوه
إيميلي بحده:لا أعلم ولكني لن أتركه وحده
روزلين:انتِ تُعرضين نفسكِ للخطر إيميلي
إيميلي:لا يَهُم كُل ما يَهُم الآن هو كين
في منزل جعفر
كانت بيلا تُرتب ثياب جعفر بهدوء، لحظات ودلف جعفر من الخارج وهو يقول:مساء الخير يا اللي هنا
ألتفتت برأسها ونظرت لهُ وقالت:مساء النور
دلف جعفر وجلس بجانبها بينما تحدثت هي قائله:عملت ايه طمني
جعفر:الحمد لله … قرر يُقف جنبي
نظرت لهُ وقالت:بجد
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه وقال:بجد
بيلا بأبتسامه وفرحة:طب كويس أنه وافق انا كنت مقلقه أوي من اللحظة دي .. قولتوا ايه بقى ومين دا
زفر جعفر وقال بأبتسامه وهو يستند بيده اليُمني على الفراش:دا يا ستي اللواء ليل سالم الدمنهوري راجل مُحترم أوي وطيب بطريقه انا مكنتش مُتخيلها لما أتكلمت معاه أرتحت وهو من النوع اللي بيحب يسمع أوي حكيتله على كل حاجه بخصوص فتوح والناس دي .. خد مني المعلومات اللي تخصهم كلها وحط حراسة علينا عشان لو حد منهم قرر يعمل أو يقرّب مننا يتحركوا هما .. هو عايز يمسكهم من غير ما يحسوا بأي حاجه
بيلا:عاملهم كَمين يعني
جعفر:بالظبط عشان يوم ما يحصل حاجه يتمسكوا مُتلبسين
بيلا:كويس ياريتك كُنت روحتله من بدري يا جعفر
جعفر:كُل حاجه بمعاد يا بيلا
بيلا:طب انتَ ناوي على ايه دلوقتي
جعفر:عايز أشوف جميلة … عايز أندّمها على كل لحظة عيشتها معاها وجع ومُر وقرف وشقى
وضعت يدها على كتفه وهي تقول:فكر كويس قبل ما تروح وتواجه يا جعفر
جعفر:فكرت ودا هو الصح .. بيلا الست دي خطر عليا وعليكي وعلى كل اللي حواليها … دي واحده الشر ماليها
كانت بيلا ستتحدث ولكن قاطعها صوت أرتطام بالخارج فنظرت للخارج ومعها جعفر ودلف في هذه اللحظة هاشم وخلفه جنة، صُدمت بيلا ونظرت لجعفر الذي نظر لهما ثم عاودت النظر إليهما وقالت بصدمه:أنتوا دخلتوا هنا أزاي
هاشم:أخاف أقولك تطُبي ساكته مننا بس هقولك برضوا
جعفر:ايه يا عم انتَ انا مش مستغني عنها
نظر لهُ هاشم بتحدي وقال:دخلنا من شباك الصالة
شهقت بيلا بصدمه وصفع جعفر رأسه وهو يُتمتم بغضب بينما نظرت لهُ بيلا وأردفت بصدمه:انا قفلاه والله العظيم
نظرت لهاشم وقالت:انتَ فتحته أزاي
هاشم بأبتسامه:عيب عليكي يا مرات اخويا انا مصاص دماء طب بُصي الحركة دي
قام بالإنتقال بسرعته الفائقة إلى الخارج تحت صدمه بيلا فأبتسم هو ونظرت هي لجعفر الذي نظر لها وقال:حقك عليا انا هربيه
قام هاشم بمُناداتها قائلًا:بيلا
نظرت لهُ بيلا وأبتسم هو وأنتقل مره أخرى بسرعته الفائقة ووقف أمامها وهو يقول بأبتسامه وعينان حمراوتان:مرحبًا زوجة أخي
صرخت بيلا بفزع وضحك هو بملئ فاهه وعاد للخلف تحت نظرات جعفر الذي كان ينظر لهُ بغضب والذي نهض واقترب منه سريعًا وامسكه قائلًا:انا قولت ايه انتَ مُستفز ليه ياض
ضحك هاشم أكثر وقال:بهزر معاها يا عم
صق جعفر على أسنانه قائلًا:وانا قولتلك بتخاف يا مُستفز مُصمم تعند معايا ليه
أبعده هاشم عنه بأبتسامه وقال:أديك قولتها … عشان انا مُستفز
نظر لهُ جعفر بضيق وتحدث وهو يرفع سبّابتها أمام وجهه وهو يقول:أنا بحذرك للمره التانيه يا هاشم … كله إلا بيلا عندي
غمز هاشم بطرف عينه اليُمنى وقال:أيوه … من حقك طبعًا واخد بالك انتَ
جنة:لم نفسك بقى
حرك جعفر رأسه بقله حيله ونظر لجنة مره أخرى وقال:نورتي
أبتسمت جنة وقالت:منور بناسُه
جلس جعفر مره أخرى وقال:كنت عايز أتكلم معاكوا شويه وافهم شويه حاجات كدا مش عارف أفهمها
جنة:عارفه
نظر لها جعفر قليلًا ثم قال:لا كدا كتير بقى
ضحكت جنة وقالت:بنقرأ الأفكار يعني حضرتك دلوقتي كتاب مفتوح لينا
جلس هاشم أمامه وهو يقول:بالظبط يعني لو بتفكر في واحده كدا ولا كدا بيلا هتكون عارفه
أردف بكلماته الأخيره وهو يُشير لبيلا فنظر لهُ نظره ذات معنى وأبتسم بجانبيه وقال:مراتي عارفه انا ايه كويس وللأسف مبندخلش الشياطين ما بينا
أنهى حديثه وهو يبتسم أبتسامه سمجه بينما قال هاشم:انتَ رخم أوي يا زوول
جعفر بأستفزاز:عارف
نظر لجنة وقال:ها يا جنة
هاشم:ايه قلة القيمة دي ؟!
جعفر:يلا يا جنة
ضحكت جنة بخفه وقالت:ماشي يا سيدي .. عايز تعرف أزاي بقينا مصا.صين د.ماء مش كدا
حرك جعفر رأسه برفق فقالت هي:كُنا عايشين مع مصا.صين د.ماء من الأصل بس مكانوش بيبينولنا حاجه … ناس عادية زينا زيهم يعني … في مره هجم علينا ناس كتير أوي كانوا متحو.لين ساعتها وحصلت معركة كبيرة أوي بينهم أنتهت بأن واحد عضني انا وهاشم بعد ما عرف أننا مش منهم … العضة كانت قويه وطالما أتعضيت يبقى كدا خلاص بقينا منهم … مره بعد مره بقينا متعطشين للد.م أكتر وأكتر والناس اللي كنا عايشين معاهم دول كانوا جنبنا وعملوا اللي عليهم لأنهم مينفعش يسيبونا واحنا في الحالة دي لأننا هنعمل كوارث لو أتسابنا … زي أننا هننزل هنا وأي واحد هنسحبه ونخلص عليه … هناخده حي ونسيبه جثة … فمكانش ينفع يخلونا كدا وأتغذينا على د.م الحيوانات لفترة لحد ما ظهرت طاقتنا وقدرنا نسيطر على تعطشنا للد.م وقدرنا نتحكم في نفسنا لو شمينا ريحة أي د.م بشري
جعفر:وازاي تتعافوا من اللي أنتوا فيه دا ؟!
هاشم:لو عايزين نتعافى هنستعين بيهم عشان يقدروا يرجعونا بشر تاني … هما مصا.صين د.ماء أصليين لكن انا وجنة نص بشري ونص مصا.ص د.ماء يعني نعرف نكون دا في أوقات ونعرف نكون دا في أوقات … العضة منهم بجون دي مفيهاش معلش
جنة:أحنا نقدر نحس بيكوا وبوجعكوا
نظرت لجعفر وهي تقول:زي ما جعفر موجوع دلوقتي
نظر جعفر للجهة الأخرى بينما قالت هي:على العموم … أحنا مش هنأذيكوا بس نقدر نأذي أي حد يأذيكوا … جعفر
نظر لها جعفر بينما نظرت هي لهُ وقالت:انا حاسه بالطاقة اللي جواك
عقد جعفر حاجبيه وقال:مش فاهم طاقة ايه اللي بتتكلمي عليها
نظرت لهُ جنة بعينيها الحادة وقالت:طاقتك اللي بتحضر لما تكون قوي وجبار ومحدش يقدر عليك … في حد مقويك من غير ما تحس يا جعفر .. والشخص دا انا عرفاه كويس أوي
نظر جعفر لبيلا ثم نظر لها مره أخرى وقال بتساؤل:مين ؟
جنة:شوف انتَ
جعفر:سراج
أبتسمت جنة بجانبيه وقالت:براڤو عليك .. هو
جعفر:بس أزاي انا مبحسش بحاجه
جنة:لو حسيت هتتعب … شِبه بينيمك مغناطيسيًا عشان متحسش بأي وجع جسدي هتحس بيه … دي حاجه خاصة بينا نقدر نعملها في أي بشري .. نقدر نخليك نسخه من مصا.ص الد.ماء مع إنك مش هو انتَ واحد بشري عادي … بس دي قوة مش عند أي حد يعني قوة نادرة … والظاهر أنها موجوده عند سراج … عدوك يقدر يشوفك بالهيئة دي غيره لا وسراج هو المُتحكم في كل دا
نظر جعفر لبيلا وهو يتذكر المره التي هلع فيها فتوح عندما قال بأنه مصا.ص د.ماء، نظرت جنة لبيلا وقالت:متخافيش من جعفر … جعفر مفيهوش حاجه كل دا تحكُم من سراج عشان ميخليش حد يأذي جعفر
نظر جعفر لها وقال بأهتمام:يعني لو معنى كلامك كدا فعلًا لو حصل هجوم من أي مصا.ص د.ماء تاني عدو ليه يقدر يخليني أحارب معاهم
جنة:طبعًا ويوم ما ييجي زعيم مصا.صين الد.ماء عشان يتأكد إن مفيش بشري بينهم هيخليك تتجسد في صورة مصا.ص الد.ماء مش شرط انتَ لوحدك بيلا ممكن تبقى معاك وعشان يمنعه أنه يشم ريحه د.مكوا هتشربوا عصير قرع … لأنه بيمنع أي مصا.ص د.ماء يشم ريحه البشريين مهما كانت قوته … دا عالم كبير أوي يا جعفر حاول تبقى بعيد عنه على قد ما تقدر عشانك وعشان بيلا
هاشم:جنة بتتكلم صح حاول تاخد حظرك على قد ما تقدر ممكن حد فيكوا يتأذي في أي لحظه ودول شبه الوحوش
بيلا:هو انا قريت أن قواكوا كتير وكلكوا مش زي بعض وعنيكوا ألوانها مختلفة دا بجد
هاشم:بالظبط .. أي حاجه قريتيها عننا صح
نظرت بيلا لجعفر الذي نظر لها وشرد، تحدثت جنة وهي تقول بأبتسامه:طيب هنسيبكوا أحنا بقى وهنروح وزي ما قولنالك يا جعفر خُد حظرك
نظرت لهاشم وقالت:يلا يا هاشم
نهضا وذهبا تحت نظرات بيلا التي كانت تُتابعها وشرود جعفر فيما قالته شقيقته
في اليوم التالي
صلاح:أزهار انا رايح الشغل محتاجه حاجه أجيبهالك وانا راجع
تحدثت أزهار من الداخل وهي تقول:لا يا صلاح ترجع بالسلامة
خرج صلاح بهدوء وأغلق باب المنزل خلفه بينما خرجت أزهار بعدما خرج هو وذهبت إلى الغرفة سريعًا وأبدلت ثيابها وخرجت مره أخرى أخذت هاتفها وحقيبتها وخرجت من المنزل
في منزل جعفر
كانت بيلا تجلس وتنظر لجعفر الذي كان ينوي الخروج بهدوء، تحدثت قائلًا بهدوء:هتعمل اللي قالك عليه
نظر لها جعفر وحرك رأسه برفق قائلًا:أيوه … طالما دي حاجه في مصلحتنا يبقى هعملها مهما كانت ايه هي
بيلا:وبعدها هتعمل ايه
جعفر:مش انا اللي هعمل … هو اللي هيعمل انا دوري هنا شبه أنتهى خلاص دوره هو هيبدء من بعد ما أعمل اللي قالي عليه
بيلا:عامل حساب أي غدر ممكن يحصل في أي لحظه
نظر لها جعفر وقال:من ناحية مين اللواء
حركت رأسها نافيًا وفهم هو مقصدها وقال:اه عامل حساب الغدر اللي هتغدر بيه .. عامل حساب كل خطوة وعارف نتايجها ايه كويس قدام … انا هخلص وهكلمك عشان هعدي أخدك ونرجع الحارة تاني
أردف بكلماته الأخيرة وهو ينظر لإنعكاس صورته بالمرآه واحتدت نظرته وهو ينوي على دمار شديد اليوم، نهضت بيلا واقتربت منه بهدوء ووقفت بجانبه وهي تنظر لهُ وتقول بهدوء:انا قلقانه من غموضك دا
نظر لها جعفر وقال بعدما أستدار بجسده:الخوف والقلق دول حاجه طبيعيه ومش هلومك .. من حقك تقلقي … بس مش من حقك تقلقي من خسارتي … عشان انا لما بحط حد في دماغي مبسيبهوش غير وانا واخد حقي منه بزيادة … وانا راهنت على مكسبي النهارده وهاخد حقي وحق أخواتي الليلة دي .. ويا قاتل يا مقتول
أزداد خوفها وقلقها بعد حديثه ونظرت للجهة الأخرى والخوف يحتل معالم وجهها، وضع جعفر راحتيه على ذراعيها ونظر لها وقال:بيلا صدقيني النهاردة مهم أوي بالنسبالي لازم أخد حقي مهما كان التمن في النهاية
نظرت لهُ بيلا وهي تقول بخوف:حتى لو كنت انا التمن دا
حرك رأسه نافيًا وهو يقول:لو انتِ التمن فمش هعمل أي حاجه ممكن تكون سبب في بُعدك عني … انا مش هسمح لأي حد يفكر يأذيني فيكي ولو للحظة … انا مش عايزك تقلقي من حاجه انا عامل حسابي في كل حاجه … أتفقنا
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بينما قال هو:هروح أخلص المشوار دا وأجي أخدك ونمشي … أتفقنا
حركت رأسها برفق وقالت:خلّي بالك من نفسك يا جعفر
حرك رأسه برفق وقال بأبتسامه خفيفه:متخافيش عليا
تركها جعفر وذهب أخذ هاتفه وأغراضه تحت نظراتها وخرج، زفرت بيلا وهي تنظر لأثره وقالت بقلق:ربنا معاك ويبعد عنك الشر وترجعلي بالسلامة
خرج جعفر وسار في طريقه إليهم وهاتف لؤي وانتظر قليلًا حتى سمعه يُجيبه قائلًا:عم الناس واحشني يا راجل
جعفر:متقلقش هتشوفني كمان ربع ساعه عايزك تاخد مُنصف وتحصلني على المكان اللي أتفقنا عليه
لؤي:خدت القرار ولا ايه
جعفر:أيوه خدت القرار والنهاردة الزفة .. أخلص من غير رغي كتير مش عايز أصدع من دلوقتي
أغلق بوجهه بينما تحدث لؤي بعدما أنزل الهاتف من على أذنه وهو يقول:طول عمرك قليل الذوق ومش متربي … يا مُنصف يلا عندنا طالعه
في مكان آخر
خرجت أزهار وهي تحمل حقيبة بلاستيكية صغيره وفي طريقها للعودة إلى المنزل مره أخرى
في مكان آخر
كان صلاح يقود سيارته في طريقه لمقر عمله في حين سمع صوت هاتفه يعلنه عن أتصال، مدّ يده وأخذه وكان المتصل جعفر، تعجب صلاح ولكنه أجاب قائلًا:الو
جعفر:صباح الخير
صلاح:صباح النور عامل ايه
جعفر:تمام … لو فاضي تقدر تجيلي بليل
صلاح:على الساعه كام كدا
جعفر:على عشرة كدا
صلاح:تمام أبعتلي مكانك فين بالظبط وانا هخلص شُغلي على طول واجيلك
جعفر بهدوء:تمام
أغلق معه وتعجب صلاح كثيرًا ولكنه سيعلم على أيا حال، بينما أغلق معه جعفر وهو ينوي على الكثير اليوم
على الجهة الأخرى
وصلن ثلاثتهن وقالت روزلين وهي تنظر لها:أأنتِ مُتأكدة من ما ستفعلينه إيميلي
تركتها إيميلي ودلفت بينما نظرت كاثرين لروزلين ثم دلفت خلفها
دلفت إيميلي بغضب ولكن أوقفها أحد رجال الزعيم الذي أشار لها فتوقفت إيميلي وتحولت عيناها للون الأحمر ونظرت للذي كان يمنعها والذي كان ينظر لها أيضًا بعينيه الحمراء، أبعدت يده عنها بعنف وهي تقول:لن يستطيع أحد أن يمنعني
أوقفها مره أخرى وهو يقول:ولكن أنتِ تعلمين القواعد جيدًا
صرخت بهِ إيميلي وهي تقول بغضب:سأدلف رغمًا عنك
دفعته عن طريقها وهي تقول:أبتعد عني
دلفت إيميلي وخلفها كاثرين وروزلين إلى القاعه الضخمة والرجال خلفهن، أقترب منها الرجُل وكان سيمنعها ولكن أوقفه راچ حاكم مصا.صي الد.ماء وهو يقول:توقف
توقف الرجُل ونظر لهُ بينما نظر راچ لأيميلي ببرود وقال بأبتسامه:مرحبًا إيميلي
نظرت لهُ إيميلي بحده وقالت بغضب:أين كين
راچ:آه .. كين … معي
إيميلي:أُريد أن أراه
راچ:بالطبع
نظر لإحدى رجاله وفهموا هم وذهبوا تحت أعين إيميلي التي كانت تنظر لراچ بغضب وخلفها كاثرين وروزلين، تحدث راچ بأبتسامه وهو يقول:يبدوا أنكِ تُحبينه كثيرًا
إيميلي بحده:ماذا ترى
راچ بأبتسامه:أرى أُنثى ستحرق العالم أجمعه من أجل الرجُل الذي تُحبه
أقتربت إيميلي قليلًا وهي تقول بحده:سأسحق من يؤذيه ولو كان بالخطأ … كين بالنسبة إلي خط أحمر لا يُمكن لأحد أن يتخطاه مهما حدث
راچ بأبتسامه:لا أُريدك أن تنسي إيميلي بأنني زعيم مصا.صي الد.ماء … لا تنسي شيئًا كهذا يجب عليكِ أن تتذكري طوال الوقت هذا الشئ
جاء رجال الزعيم ومعهم كين الذي نظر لها وقال:إيميلي
ألتفتت إليه إيميلي وركضت إليه وعانقته بقوه وهي تقول:ماذا حدث كين لما أنت هُنا
راچ:لقد قام بمخالفة قاعدة من قواعد مصا.صي الد.ماء
نظرا لهُ بينما أكمل هو وقال:لقد جلب بشريان هُنا وهذا مُخالف لقواعدنا
كين:هُما لم يفعلان شيئًا ويعلمان جيدًا قواعدنا وماذا عليهما أن يفعلا
إيميلي:نحن نعلم القواعد جيدًا ولكن مثلما تضع قواعدك أنت وضعت أيضًا بأنهم ماداموا ليسوا خطر علينا فلا يوجد شئ ليمنعهم من البقاء … أليست هذه هي ليحتك أيها الزعيم أم ماذا
راچ بأبتسامه:يُعجبُوني كثيرًا ثقتكِ بنفسك وأنتِ تتحدثين … أنت ستأخذ فتاة لا مثيل لها كين .. أُحييك كثيرًا … تهانينا عزيزي
إيميلي بحده:أظن بأن لا يوجد لديك سبب لأعتقاله الآن لذلك أتركه
شبك راچ أصابعه وهو يقول:بالطبع سأتركه يذهب … ولكن يلزمه عقاب صغير للغاية
إيميلي بحده:لا لن أسمح لك بذلك
أشار راچ لرجاله الذين تحركوا وأمسكوا بِإيميلي وأبعدوها عنه تحت أعتراضها وصراخها بهم
في مكانٍ آخر
فُتح الباب الضخم ليُصدر صوت صرير مُزعج ويدلف بعدها جعفر الذي كانت معالمه جاده وصارمه، دلف بهدوء وهو ينظر أمامه بجمود ودلف خلفه لؤي ومُنصف بهدوء وهما يلحقان بهِ، لحظات من السير حتى وقف فجأه أمامهم وهو ينظر لهُ بجمود وخلفه صديقاه، رفع رأسه ونظر لهُ بهدوء بينما كان جعفر ينظر لهُ بجمود، لحظات من الصمت قطعها جعفر وهو يقول:حرمت ولا لسه يا فتحي
تحدث فتحي وهو ينظر لهُ قائلًا:عايز ايه تاني مني يا جعفر … انتَ مكفكش اللي عملته معايا جاي تكمل عليا
جعفر بجديه:لا يا فتحي … انا مش جاي أكمل عليك ولا حاجه … انا جاي أقولك إني هسيبك تخرج انتَ ورجالتك
رفع سبّابته وهو يقول بتحذير:بس حذاري يا فتحي تفكر تعمل حاجه كدا ولا كدا … انا هسيبك تمشي عشان انتَ أتربيت بزيادة بس قسمًا بالله لو شيطانك لعب في دماغك بحاجه كدا ولا كدا انا مش هسيبك … والمره دي بجد مش أي كلام … مش هعمل زي ما عملت فيك دلوقتي لا … أوحش وأشد من اللي بعمله فيك دلوقتي .. ياريت تتلم بقى وتحرّم
نظر جعفر لصديقاه اللذان فهما نظرته وتحركا كي يُحررا قيودهم أمام عينان جعفر الذي كان يُتابعهم بهدوء، حررا قيودهم بعد مرور القليل من الوقت ووقف فتحي وهو يترنح وينظر لجعفر الذي كان ينظر لهُ بهدوء، تحدث فتحي وهو ينظر لهُ قائلًا:لا يا جعفر .. بيتهيقلك … انا مش هتبهدل واتحبس كل دا وأسكت … لا ومين مين منك انتَ … لا يا جعفر بتحلم انا مش هسكت ولا هسيب حقي ومسيري أنتقم منك واخد حقي … منك انتَ واللي معاك
لؤي بحده:ايه دا انتَ لسه مخرجتش بتهدده قدامنا
نظر فتحي بحقد لجعفر الذي كان ينظر لهُ بحده وجمود، أبتسم جعفر أبتسامه جانبيه لم يفهمها فتحي الذي كان ينظر لهُ بقلق، أفسح جعفر الطريق لهُ وهو يُشير لهُ قائلًا:مبروك عليك الإفراج المؤقت يا فتحي .. أتفضل انتَ ورجالتك
أردف بكلماته الأخيرة وهو ينظر لرجال فتحي بينما تحدث لؤي وهو يقول:يلا يا فتحي بدل ما نرجع في كلامنا أخلص
نظر لهم فتحي للحظات قبل أن يتركهم ويخرج من المكان بأكمله هو ورجاله، نظر لهم جعفر وأصدقائه بهدوء وتحدث مُنصف وهو ينظر لجعفر قائلًا:اللي انتَ كنت عايزُه حصل ممكن أعرف بقى بتفكر في ايه وليه جاي تخرجه دلوقتي
تحدث جعفر وهو ينظر لأثره قائلًا:انا عارف كويس انا بعمل ايه … كل اللي عايزُه منكوا تكونوا ورايا وعنيكوا مفتحه لأي حركة كدا أو كدا
لؤي:انتَ عارف هتعمل ايه يعني ولا ايه انا خايف عليك يا صاحبي
نظر لهُ جعفر وقال بنبره جادة:متخافش … انا مخطط لكل حاجه ودلوقتي يلا عشان نشوف اللي بعده
في منزل جعفر
كانت بيلا تجلس وهي تقطف الملوخية بهدوء وهي تُشاهد التلفاز وتبتسم بخفه، عدة طرقات على باب المنزل أخرجتها مما كانت تفعله، نظرت للباب ثم وضعت الملوخية جانبًا ونهضت بهدوء واقتربت من الباب بهدوء ووضعت الحجاب على رأسها ووقفت خلف الباب وهي تقول:مين برا
أجابها صوت أنوثي وهي تقول:انا أنهار جارتك اللي قصداك
فتحت بيلا الباب ونظرت لها وقالت بهدوء:أتفضلي
أنهار بأبتسامه وحرج:معلش يعني لو مفيهاش إزعاج ممكن بصلتين لأن البصل خلص عندي وانا لوحدي وزي ما انتِ شايفه في شهور حملي الأخيرة ومش قادره أنزل واطلع
بيلا بأبتسامه ودودة:لا ولا إزعاج ولا حاجه ثواني
حركت رأسها برفق ودلفت وتركتها تقف تنتظرها بالخارج، دلفت بيلا للمطبخ وأخذت القليل من البصل والقليل من الطماطم، كانت أنهار تقف وتستند بيدها على الجدار بجانبها وتنتظرها، رأت بيلا تقترب منها وهي تنظر لها بأبتسامه، وقفت أمامها ومدّت يدها لها بهم وهي تقول بلُطف:أتفضلي
نظرت أنهار للبصل والطماطم وقالت:بس انا مطلبتش غير بصلتين بس
بيلا بأبتسامه:خليهم لأي وقت متضمنيش
أنهار برفض:أيوه بس يعني عشان انتِ تشوفي حالك معلش
بيلا:خُديهم يا أنهار انا عندي جوه الحمد لله خليهم عندك للضرورة
وبعد إلحاح بيلا عليها خضعت أنهار لها وأخذتهم منها وهي تقول بإبتسامه:شكرًا أوي انا والله ما عارفه أقولك ايه
بيلا بأبتسامه:متقوليش حاجه الجيران عند بعضها برضوا ربنا يقومك بالسلامة
أنهار بأبتسامه:تسلميلي يا …
بيلا بأبتسامه:بيلا
أتسعت أبتسامه أنهار وقالت:شكرًا يا بيلا كتر خيرك
جاء جعفر في هذه اللحظة ورأى أنهار تقف وتتحدث مع بيلا وبيدها صحن بهِ بصل وطماطم فأقترب منهما وأنتبهت لهُ أنهار وأبتعدت فرأته بيلا وقال هو وهو ينظر بعيدًا:مساء الخير
أنهار بهدوء:مساء النور
أفسحت لهُ بيلا الطريق ودلف هو وعادت هي ونظرت لأنهار التي قالت:تسلمي كتر خيرك
بيلا بأبتسامه:العفو
ذهبت أنهار لمنزلها مره أخرى وأغلقت بيلا الباب ودلفت، أقتربت من جعفر الجالس على الأريكة وجلست بجانبه وقالت:عملت ايه
حرك رأسه برفق وهو يقول:عملت اللي لازم يتعمل
وضعت يدها على كتفه وهي تقول:دا الأحسن والصح ليك انتَ .. هو دلوقتي تحت عينه وأي حركة كدا أو كدا هيتمسك وانتَ الكسبان في الآخر
حرك رأسه برفق دون أن يتحدث فصمتت هي قليلًا ثم قالت:ناوي على ايه بعد كدا يا جعفر
جعفر:معادنا بليل .. جهزي الشنط
بيلا:أخر قرار
حرك رأسه برفق وهو يقول:أيوه … هلّم أخواتي في حضني مره تانيه .. كفاية أوي لحد كدا كل واحد لازم ياخد حقه وزيادة
ربتت على كتفه وهي تقول بمواساة:خير إن شاء الله متقلقش
زفر جعفر بهدوء وقال:يارب … مين اللي كُنتي واقفه معاها دي
بيلا:دي أنهار اللي ساكنه قدامنّا كانت عايزه بصلتين وصعبت عليا مش قادرة تنزل ولوحدها فأديتها اللي شوفته
نظر لها جعفر وأبتسم قائلًا:بحب طيبتك وحنيتك مع الناس … مش بخيلة ولا تعرفي تقولي لحد لا
بيلا بأبتسامه وهدوء:لو كانوا آخر حاجه عندي وانا محتاجاهم هديهوملها … انا أقدر أروح واجي وأطلع وأنزل لكن هي لا .. مسيري هكون مكانها وأهو الاقي اللي يساعدني
نظر لها جعفر نظره ذات معنى بينما نظرت هي لهُ بأبتسامه ووضعت رأسها على كتفه بينما كان جعفر ينظر لها وهو لا يعلم بماذا يشعر بينما رفعت رأسها ونظرت لهُ بأبتسامه وقالت:مالك
نظر لها جعفر قليلًا قبل أن يستفيق من شروده ويقول:لا مفيش حاجه انا سرحت شويه
بيلا بأبتسامه:ايه مصدوم … مش عايز تبقى أب ولا ايه
نظر لها جعفر وقال:لا طبعًا أكيد عايز بس فاجئتيني
ضحكت بيلا بخفه وقالت:دا مسيرنا في الآخر مش كدا ولا ايه انتَ تقعد تزعق أكتر من الأول لدا ولدا عشان صوتهم العالي وانا أزعق عشان دا معملش الواجب ودا مبيسمعش الكلام وفي وسط الزعيق دا كله جعفر يشخط في الكل جامد والكل يسكت ويقوم عامل فيها بقى الراجل المصري وكلمتي تمشي زي الساعة في الوقت اللي أقول عليه
ضحكت بيلا وهي تُكمل حديثها قائلة:مش مُتخيلة بجد انا في وسط حالة الزعيق دي هبقى كل اللي بعمله هو إني أضحك وبس .. بضحك على جنان جعفر وهو مش عارف يسكت مين ولا مين
ضحكت أكثر وقالت:بجد مش مُتخيلة ومُتحمسة أوي للأيام دي
كان جعفر يُتابعها طوال الوقت وهو مُبتسم وتتسع أبتسامته عندما تتخيل موقفًا كوميديًا لهُ، وعندما أنتهت نظرت لهُ بأبتسامه وحاوطها هو بذراعه وضمها لأحضانه وهو مُبتسم ويتخيل حديثها وكأنها حقيقه أمام عينيه الآن والأبتسامه لا تُفارق ثغره
في المساء
أنهت بيلا تجهيز الحقائب وأخذتهم وخرجت لجعفر الذي كان يتحدث في الهاتف ويقف بالنافذة، وقفت بيلا خلفه تنتظره وبيدها الحقائب، سمعت عده طرقات على باب المنزل فذهبت كي تفتح الباب وكان جعفر مندمجًا بالحديث في الهاتف، فتحت الباب ورأت سراج أمامها فنظرت لهُ وقالت:أتفضل يا سراج
دلف سراج وهو يقول:خلاص كدا
حركت رأسها برفق وهي تقول:اه جهزت الشنط وجعفر هيخلص المكالمة اللي معاه ونتحرك
نظرت للخارج بعدما سمعت صوت أنهار وهي تقول:مساء الخير
بيلا بأبتسامه:مساء النور
مدّت يدها بالصحن وهي تقول بأبتسامه وشُكر:أتفضلي شكرًا جدًا لزوقك
أبتسمت بيلا وقالت:بقى دا أسمه كلام برضوا
أنهار بأبتسامه:كتر خيرك يا حبيبتي كُلك زوق تسلمي
أخذته بيلا وقالت أنهار بأبتسامه:عن أذنك
بيلا بأبتسامه:أتفضلي
عادت أنهار لمنزلها وأغلقت بيلا الباب خلفها وذهبت للمطبخ وضعت الصحن وخرجت مره أخرى، بينما أنهى جعفر مكالمته وألتفت وهو ينظر لسراج وقال:جيت أمتى
سراج:بقالي دقيقتين
حرك جعفر رأسه واقترب منه وهو يقول:تمام
سراج:خلاص كدا
نظر لهُ جعفر وحرك رأسه برفق وهو يقول:مسيرها هتخلص يا سراج … عاوز ألمّ أخواتي حواليا … كفاية فُراق لحد كدا
سراج:عندك حق
جعفر بتساؤل:مها فين ؟
سراج:تحت مستنياك
أقترب جعفر من بيلا ومال بجزعه وحمل الحقائب وقال:يلا
كانت ستميل وتأخذ الحقيبة ولكن سبقها جعفر الذي ترك الحقيبة التي كانت بيده وأعطاها لها، أخذتها منه وعاد هو وحمل الحقيبة وخرجت أمامه وهو خلفها وخلفه سراج الذي أغلق باب المنزل ورأه، نزلوا من الأعلى ورأتهم مها التي أقتربت منهم وقالت بأبتسامه:عاش من شافكوا حاسه إني مشوفتكوش بقالي كتير
أبتسم جعفر وقال بمشاكسه:هترجعي تشوفيني أربعه وعشرين ساعه تاني متخافيش
خرجوا في طريقهم للحارة سارت مها بجانب بيلا وسراج بجانب جعفر الذي قال:ناوي على ايه يا صاحبي
تحدث جعفر وهو ينظر أمامه بهدوء وقال:ناوي على كل حاجه … ناوي أصفي حساباتي واخد حقي وحق أخواتي … كفايه أوي لحد كدا يا سراج … لازم كل واحد يشوف حالُه ويرجع مطرح ما جه
سراج:مع إني مقلق شويه بس ماشي … خير إن شاء الله
جعفر:عرفت آخر الأخبار
سراج:اه عرفت .. شوفتهم في المنطقة الصبح قولت جعفر عملها
جعفر:خلينا ماشيين ورا كلام اللواء ليل الدمنهوري … أما نشوف أخرتها ايه
نظر لهُ سراج وقال:أخرتها فُل وياسمين … خليك واثق في ربنا ثم فيه وانا بقولك مش هيخيب ظنك فيه
جعفر:انا بعمل كل دا عشان خاطر أخواتي وبيلا … واكترهم مها … مها اللي كانت معايا طول السنين اللي فاتت دي كلها تستحق تعيش عيشه كويسه وتشوف نفسها … عايز مأثرش من ناحيتها في حاجه
سراج:انتَ اللي بتقول كدا يا صاحبي … دا اللي هي وصلتله دلوقتي دا بفضل ربنا ثم بيك .. انتَ اللي صرفت عليها وأشتغلت في كل حاجه مسبتش مكان مشتغلتش فيه … انا شاهد على كل دا وكلمة الحق تتقال انتَ راجل شهم وجدع وصاحب صاحبه وتستاهل يتعمل عشانك أي حاجه … انتَ لو مش كويس وبتساعد الناس يا صاحبي مكانش ربنا حبب فيك خلقُه دي كلها دا الصغير بيحبك قبل الكبير عاوز ايه تاني أكتر من كدا
جعفر برضا وأبتسامه خفيفه:الحمد لله … المهم مش عايز أي تهور خليك في ضهري عشان لما أحتاجك الاقيك
سراج:سداد يا معلم
دلفوا للحارة وساروا وسط أهل الحارة الذين بدأوا بالأنتباه لهُ وبدأت النساء يُزغرطن والرجال تُهلل بعودته مره أخرى
_يا ألف نهار أبيض دا الحارة نورت بيك يا بلطجي
_نورت حتتك يا ابني
كان أهل الحارة يُرحبون بهِ بسعادة كبيرة وهم لا يُصدقون بأنه قد عاد مره أخرى، ألتفتت إليه بيلا وهي تنظر لهُ بأبتسامه بينما بادلها هو أبتسامته، وصلوا إلى المنزل ووقفوا وجعفر ينظر لهُ، أقترب طفل وهو يقول:حمدلله على سلامتك يا بلطجي الحاره كانت وحشه من غيرك أوي
نظر لهُ جعفر وصافحه كما أعتاد في كل مره يراه فيها وهو يقول:ايه يا أسمر الدنيا كانت عامله ايه من غيري
تحدث الطفل ذو الثانية عشر عام وهو يقول:عيب عليك يا صاحبي أسد وكأنك موجود بس برضوا كنا مفتقدينك وخصوصًا انا
ضحك جعفر وقال:وأديني رجعت يا سيدي أهو أوعى بس تكون عملت مشاكل زي عوايدك
_عيب عليك يا عم دا انا تربيتك أحنا مش بتوع مشاكل أحنا بننادي عليها بس من بعيد لبعيد لو هنسلك فيها خلصانه لو معقربه مش سكتنا
ربت على خصلاته وهو يقول بأبتسامه:جدع يا أسمر تربيتي
سراج بأبتسامه:أهو أسمر بقى كان منيم الحتة من المغرب كأن جعفر موجود
أبتسم جعفر لهُ وقال:أبقى تعلالي بُكرا بقى عشان عايزك في كام حوار كدا محدش هيعملهم غيرك
أبتسم هو وقال وهو يُحرك يديه في الهواء ويقول:خلصانه يا زميلي
ذهب أسمر وحرك جعفر رأسه بقله حيله وهو مُبتسم، نظر لهُ سراج وقال:ها … هتطلع
نظر جعفر للأعلى وزفر بهدوء وهو يقول:هطلع
في الأعلى
كانت جميلة تجلس ويبدوا بأنها تقوم بتحضير الجان، عده طرقات على الباب أخرجتها من ما تفعله، فتحت عينيها ونظرت للباب نظره غير عادية، فتحت جميلة الباب وجحظت عيناها بشده وهي ترى جعفر أمامها ينظر لها بأبتسامه جانبيه ونظره خبيثه تحمل الكثير والكثير
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية جعفر البلطجي ) اسم الرواية