رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري
رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الخامس والعشرون 25
- بارت ٢٥
مروة .. معرفش بيقول انها باين بتحب واحد تانى وكانت واخداه هو كوبرى عشان تغيظ بيه حد تانى حاجة كدة يعنى .. المهم هو اكتشف ده وعشان كدة سابها وقرر يدور على حد بيحبه ويخلصله وطبعا ملقاش غيرى انا
رحاب بشك .. مش عارفة فى حاجة غريبة فى الموضوع ده .. ادم عمره ما حاول يقرب منك ولا حتى كان بيتجاوب معاكى وكان جاف جدا فى معاملته
ازاى فجأة كدة باة بيحبك وعايزك وكل الكلام ده
مروة .. عشان اتخدع وقلبه اتجرح فدور على اللى تداوى جرحه يا رحاب .. وانا لازم اكون قد ثقته دى واكسب قلبه
هعمل كل حاجة عشان اوصل لقلبه
رحاب .. لأ دى مش شخصية ادم .. فيه حاجة غلط الموضوع ده كله على بعضه كدة مش راكب
مروة .. هو انتى ليه دايما مصممة تحبطينى وتضايقينى .. حتى لما ادم جه لحد عندى برضو مصممة تبعدينى عنه
انا مش هبعد يا رحاب وهفضل متمسكة بيه
رحاب .. انا مبحبطكيش ولا حاجة .. انا بس مستغربة
مروة .. طيب ياختى خليكى مستغربة كدة وانا هروح اكلمه باة .. وحشنى اوى
كان مبتسما حالما يفكر بملك وعشقه الشديد لها .. كيف سيستطيع البعد عنها .. فهو لا يقوى مقاومة استراق النظرات لها بين الفينة والاخرى .. لا يرتاح قلبه الا عند سماع صوتها والاطمئنان عليها حتى بمعاملتها تلك الجامدة له فهو يعشقها بكل حالاتها .. تبسم بهيام وعيون ملتمعة حين تذكر شراستها وحدتها معه .. والتى تخفى وراءهم عشقها وضعفها الشديد تجاهه
ولكنه الان مطلوب منه البعد عنها نهائيا .. وهذا ما يؤلمه ويحرق روحه ..كيف له ان يبتعد عنها
اخذت افكاره تتقاذف بداخله كالاعصار لن يستطع تهدئته حتى اتاه اتصالا من مروة
تحولت ملامحه فجأة الى العبوس والحقد وعيون تمتلئ بالشر
حاول صبغ نبرة صوته ببعض اللطف والهدوء والذى ينافى تماما نيران غضبه الداخلى قائلا
ادم .. الو ..
مروة .. الو .. ازيك يا ادم عامل ايه
ادم .. الحمد لله وانتى عاملة ايه دلوقتى
مروة .. كويسة بس الحرق لسة تاعبنى شوية
ادم .. معلش سلامتك .. حطيتى كريم ولا حاجة ؟
مروة وقد اسعدها اهتمامه .. الله يسلمك .. اه حطيت بس لسة معملش مفعول
ادم .. معلش ابقى خلى بالك بعد كدة
مروة .. خايف عليا يعنى ؟
ادم .. اكيد
مروة .. خلاص وانا هخلى بالى من نفسى بعد كدة عشان خاطرك
ادم .. طيب تصبحى على خير باة انا كنت داخل انام مرهق اوى
مروة .. ليه انت عملت ايه بعد ما مشيت
ادم .. ولا حاجة روحت .. بس اشتغلت فى المشروع كتير مع عمر وتعبت
مروة .. اه صحيح انت كلمت عمر عليا ؟
ادم ..لا طبعا .. مش احنا اتفقنا مش هنقول لحد
مروة .. اه بس عمر ده صاحبك اوى يعنى وقلت اكيد هتقوله
ادم بحدة .. مروة .. لا عمر ولا غيره هيعرفو اى حاجة عننا .. هما شهرين نستحملهم زى ما اتفقنا .. كلامى خلص فى الموضوع ده
شعرت بالخوف من حدة ادم معها فحاولت تلطيف الجو خوفا ان يتركها ..خلاص اللى تشوفه يا حبيبى .. انا كنت بسأل بس
ادم فى نفسه .. حبك برص يا بعيدة ما تتنيلى تقفلى باة
ادم .. واديكى عرفتى ردى .. سلام باة عشان عايز انام
مروة .. طيب متزعلش .. تصبح على خير
ادم .. وانتى من اهله .. باى
اغلق الهاتف سريعا قبل ان تتفوه بكلمة اخرى قائلا فى نفسه
اخبرنى ادم .. كيف ستكمل لعبتك مع تلك الفتاة وانت تتهرب من مجرد حديث معها .. فأنت لا تقوى يا رجل على التعامل معها بل ولا تطيقها او تتحمل وجودها بحياتك من الاساس
كيف لك ان تمثل عليها الحب وانت لا تتحمل حتى رؤيتها .. تتمنى ان تخنقها بيدك فى كل دقيقة وبالكاد تمنع نفسك .. اذا كيف ستتحملها بحياتك
ليرد على نفسه قائلا .. سوف اتحمل لأجلك ملك .. سأفعل المستحيل كى احميكى وتظلى بخير دائما
اعدك حبيبتى .. ستكونين بأمان من اليوم ولو كان الثمن هلاك قلبى
.....
صباحا فى الكلية
وجدته جالسا يرتشف قهوته فذهبت اليه قائلة
مروة .. صباح الخير
ادم متفاجئا .. مروة ! صباح النور
وجدها تجلس بجانبه فقال مستنكرا
ادم .. بتعملى ايه .. مينفعش اعدتنا دى
مروة .. لسة الكلية فاضية يا ادم ومحدش هيشوفنا
ثم استطردت .. ده انا جيت انهاردة بدرى مخصوص عشان نلحق نعد مع بعض شوية قبل ما حد ييجى
وكمان عملت بيتزا نفطر بيها سوا
ادم .. لا شكرا انا فطرت خلاص وبشرب قهوتى
مروة .. ايه ده يعنى مش هتدوق البيتزا بتاعتى .. ده انا بعملها حلو اوى
ادم .. تسلم ايدك بس فعلا مش قادر
مدت يدها امام فمه بشريحة من البيتزا قائلة
مروة .. طب دوقها كدة وانت هتغير رأيك .. صدقنى
هم ان يأكل منها حين لمح ملك تأتى من الخلف بصحبة عاليا فابتعد عنها سريعا قائلا بارتباك
ادم .. انا نسيت .. ده عمر .. عمر مستنينى فوق من بدرى هقوم اروحله
تركها وذهب سريعا قبل ان تراه ملك حين لاحظت مروة ارتباكه قائلة
مروة .. هو ماله قام جرى كدة ليه فجأة .. ثم نظرت على الطعام الذى اعدته باحباط قائلة
مروة بحزن .. وحتى الاكل اللى وقفت اعملهوله مخصوص
مرضيش يدوقه .. ليه بيعمل معايا كدة
التقطت رحاب شريحة من البيتزا امامها قائلة فجأة لتقطع افكارها
رحاب .. الله الله بيتزا مرة واحدة .. شكلها يجنن
مروة بحزن .. كنت عاملاها لادم .. ومأكلش منها
رحاب .. هو الخسران ده يخربيت جمالها .. تسلم ايدك يا ميرو
مروة .. كان نفسى يدوقها بس .. صحيت بدرى اعملهاله مخصوص
رحاب .. طب وهو مأكلش منها ليه
مروة .. قال فطر .. ولما حاولت اأكله بنفسى لقيته فجأة وقف كدة وقال صاحبه مستنيه ومشى
رحاب مستمتعة بمذاق البيتزا .. يخربيتك يابت يا مروة .. انتى عملاها ازاى بالجمال ده جوعتينى
مروة بانفعال .. انا بقول ايه وانتى فى ايه يا رحاب .. ما تركزى معايا شوية
رحاب .. معاكى والله .. بس اصل البيتزا لا تقاوم .. اول مرة اعرف انك بتعملى اكل جامد كدة
مروة .. طلعت حلوة عشان لادم .. بس طلعت من نصيبك بالهنا والشفا
رحاب .. لا هنا ايه وشفا ايه بس انا مش هعتقك الا اما تدينى الطريقة بالتفصيل .. ابعتيهالى حالا
حينها رأت ملك قبالتها تتناول فطورها مع عاليا
ظلت تنظر لها بحقد وكره تنتابها شكوكا انها السبب فى انصراف ادم فجأة
مروة .. معقول عشان ملك !!
رحاب .. بتقولى ايه ؟!
مروة ..ها .. لأ مفيش .. تعالى اكتبلك الطريقة
....
بعد انتهاء المحاضرات .. استغلت فرصة وجود ملك قريبة من محيط ادم لتقف جواره وتخلق حديثا بينهم
مروة .. ادم ما تيجى معايا وانا بجيب مذكرات الميدترم انا مش عارفة ايه اللى مهم اجيبه وايه اللى مالوش لزمة
ادم .. مذكرات ايه انتى عارفة كويس انه مينفعش طبعا .. وبعدين قلتلك ميت مرة متقفيش معايا فى الكلية وانتى مصممة يا مروة
مروة .. عادى يعنى انت مندوب الدفعة وطبيعى اتكلم معاك اسألك على حاجة او اخد رأيك فى حاجة
انت ليه مكبر الموضوع
ادم .. لا مش طبيعى واصلا انا مليش كلام مع اى بنات هنا ولا حتى انتى فيه مندوبة البنات بتسألها
اخذت تسلط انظارها نحوهم بغيرة شديدة حيث احرق قلبها مشاهدتهم يتحدثان سويا فظلت تتابعهم ابية ان تزيح نظرها عنهم حين لاحظت ذلك مروة فتقربت منه اكثر قائلة وهى تنظر بعيونه
مروة .. بس انا مش عايزة حد غيرك .. ثم امسكت بياقة قميصه لتقترب منه اكثر قائلة بدلال
مروة .. عايزة حبيبى هو اللى ييجى معايا ونختار سوا
انتفض مبتعدا عنها لينتزع يدها الممسكة بقميصه ... تلاقت نظرات عيونه مع ملك حين القى نظرة سريعة عليها ثم سرعان ما عاد ينظر لمروة بغضب قائلا بحدة مستنكرا
ادم .. ايه اللى بتعمليه ده احنا فى الكلية وميصحش كدة
ابتسمت ملك حين ابتعد عنها ولاحظت تعنيفه لها فاطمأن قلبها مدركة انها من تحاول التقرب منه كالعادة ولكنه لا يتجاوب معها واصبحت قادرة الان فقط على الانصراف من امامه لتعود لمنزلها براحة وامان
بينما توجه عمر اليه ينظر لمروة الواقفة بجواره بتعجب قائلا
عمر .. ايه يا ادم مش هنروح ولا لسة اعد
ادم .. لا انا كمان هروح يلا
مروة بغيظ .. بس لسة مردتش على سؤالى يا بشمهندس
نظر لها بغضب ثم اعاد نظره لعمر قائلا بحرج
ادم .. طب معلش يا عمر استنانى عالبوابة وانا هحصلك
تعجب عمر واخذ ينظر لمروة باستغراب وشك ثم نظر لادم بشك وانصرف سريعا
امسكها من ذراعها بعنف وقد اطمئن لانصراف ملك قائلا بحدة
ادم .. انتى وبعدين معاكى يا مروة .. مصممة ليه تضايقينى وتطلعى غضبى فيكى !
مروة بانفعال .. انا مش شايفة اى سبب يخليك تضايق .. بالعكس المفروض تكون مبسوط لما تحس انى بحبك ومهتمة بيك وعايزاك تكون معايا
ادم بانفعال .. مش فى الكلية .. انا اتفقت معاكى من الاول اننا مش هنبين اى حاجة ومش هنتعامل مع بعض فى الكلية .. لكن انتى ما شاء الله عليكى مبتسيبيش فرصة الا وتيجى تقفى معايا
مروة .. ادم انا معنديش مشكلة حد يعرف اللى بيننا
ادم بعصبية شديدة .. بس انا عندى .. واتفقت معاكى من الاول وفهمتك اسبابى يبقى تلتزمى باتفاقنا يا اما مش هكمل بالوضع ده
مروة .. انت ليه متعصب عليا كدة علطول انا بدأت اتضايق من اسلوبك ده ..من الصبح وانت مش طايق وجودى ولا طايقلى كلمة .. انا لو عملت حاجة ضد رغبتك فده عشان نقرب من بعض اكتر .. مش مستاهلة تتعصب بالمنظر ده عليا
ادم محاولا صبغ صوته ببعض الهدوء خوفا ان ينكشف تمثيله .. حقك عليا انا مقصدش ازعلك
انا بس عندى مشكلة كبيرة جدا مخليانى متعصب من الصبح فجت فيكى باة معلش
مروة باهتمام .. مشكلة ايه خير ؟
ادم .. متشغليش بالك حوار مقرف كدة وبحاول احله
مروة باصرار .. ايوة ايه اللى حصل فهمنى
ادم بغضب .. اكتشفت ان خطيب اختى بيخونها مع واحدة تانية
مروة بارتباك .. ب ب بيخونها !! ازاى !! وانت عرفت منين ؟!
ادم بغضب محتقن .. شوفته معاها وكان ماسك ايدها وبيقولها كلام فيما معناه يعنى انه هيسيب اختى عشانها .. ثم نظر بعيونها بحقد ليردف .. يعنى الحقيرة عارفة كمان انه خاطب وموافقة شوفتى القرف
مروة بارتباك اكبر .. و ووانت تعرفها ؟ معانا فى الكلية ولا .. ولا من برة ؟؟
ادم بخبث .. لا معرفهاش شوفتها من ظهرها .. بس شكلها من الكلية كانت ماسكة مذكرات فى ايديها
ثم نظر لها بعيون ارعبتها قائلا .. بس هعرفها .. وهطلع عينهم هما الاتنين وافضحهم فى الكلية كلها
مروة بخوف .. وانت .. وانت هتعمل ايه .. وهتعرفها ازاى
ادم .. انا عملت خلاص وواجهت خطيبها .. واعد يعتذر ويقول انه غلطان وندمان وانها بالنسبة له كلبة ولا تسوى وان اختى برقبتها
مروة بغيظ .. هو قال كدة ؟!
ادم ناظرا بعيونها بتركيز .. قال ووعدنى مش هيعرفها ولا يكلمها تانى .. بس انا مش مصدقه وحسيت انه هيرجع يكلمها تانى .. او عالاقل هيرد عليها
وبصراحة تبقى خدمتنى خدمة عمرى لو كلمته
مروة بصوت مرتجف .. ل ل ليه ؟!
ادم .. لانى هكرت موبايله .. اى مكالمة او رسالة هتجيله منها هشوفها .. وساعتها هعرف مين الحقيرة دى وافضحها .. وبالمرة اشوف هيرد عليها ويستاهل يتفضح هو كمان ولا اتعدل فعلا ومش هيعبرها تانى
ثم نظر بعيونها نظرة سلبت انفاسها تشعر وكأنه يقصدها قائلا ... يعنى احسنلها متكلموش تانى وتمسحه من حياتها تماما .. ولو امها داعية عليها تفكر بس تكلمه
مروة .. وهو .. هو مقلكش هيا مين ؟!
ادم .. لا مسألتوش .. وانا يعنى هعرف كل بنات الكلية يا مروة !! وبعدين ما ممكن يضحك عليا ويقول على اى حد
انما هيا لما تكلمه هعرفها من رقمها وهعرف انتقم منها
مروة .. لا .. لا ان شاء الله مش هتكلمه تانى ..وهتبعد عنه لما تلاقيه بعد عنها
ادم .. هنشوف .. معلش دوشتك معايا .. بس عشان تعذرينى لما تلاقينى متعصب ومتزعليش
مروة بشرود .. لا ولا .. ولا يهمك
ادم .. طيب انا هروح باة احسن الواد عمر بقاله كتير مستنينى .. هبقى ابعتلك رسالة فيها الملازم المهمة اللى تجيبيها
مروة .. شكرا
ادم .. يلا سلام
تركها تائهة خائفة بينما ظل يراقبها من بعيد ليرى ماذا ستفعل بعد ان ارعبتها كلماته وتهديداته
تجمدت بأرضها لم تقوى التحرك حيث ظلت تفكر محدثة نفسها قائلة
مروة .. ماذا يعنى ذلك !! أيمكن ان يضيع منى مرة اخرى !! بعد انتظار سنين كى يكون معى وبجانبى ايمكن ان يتركنى مرة ثانية وتتبخر احلامى وسعادتى تلك !!
لا لن اسمح بذلك .. ولكن ماذا ان علم بأمرى .. ان علم ان تلك الفتاة الخائنة التى يبحث عنها تكون انا !! كيف سيرانى وماذا سيفعل بى !! كيف سأقنعه ان كل ما فعلته كان لأجله .. لاننى احبه .. كيف سيدرك ان كل خططى ومؤامراتى تلك كانت فى سبيل التقاء طرقنا سويا
ماذا عساى افعل الان !!
اهم شئ الان ان امسح كل شئ يخص سليم معى .. يجب ان امحيه من حياتى تماما .. فربما يقع هاتفى بيد ادم يوما ويكتشف حقيقتى
ثم اخذت تمحى كل ارقامه ورسائلها معه وحتى حساباته على مواقع التواصل الاجتماعى كى تقطع صلتها به نهائيا
كل ذلك يحدث تحت انظار ذلك الذى يراقبها بالخفاء
شعر بانتصاره عليها حيث استطاع قيادتها لما يريده وقامت بالفعل بازالة كل ما يخص سليم
وهنا تأكد انها لن تحاول التواصل مع سليم مرة اخرى
غادر الكلية بقلب سعيد لنجاح خطته ولكنه ما ان عاد للمنزل حتى وجد عمر يجلس قبالة باب الشقة ينتظره بوجوم وملامح لا تبشر بالخير ابدا
تجاهله ادم مدركا ما يريد الوصول له وهم ان يدخل غرفته حين اتاه صوت عمر الصارم من خلفه
عمر .. قلتلى مش هقدر اقولك حاجة دلوقتى وسيبتك برحتك .. ثم نظر اليه باستياء قائلا .. لكن ايه حكاية مروة دى اللى كل ما اشوفك الاقيها لازقالك وانت مبتمنعهاش
نظر له ادم بجمود دون رد
عمر بعصبية ممسكا بذراعيه يهزه معنفا اياه قائلا بحدة
رد عليا .. فين ادم اللى مكنش بيسمح لواحدة تقرب منه ..
ليه سايبها تقرب منك ومبتصدهاش زى الاول .. حليت فى عنيك ولا ايه !!
ظل ناظرا اليه دون رد ايضا ليردف قائلا بلوم
عمر .. امال ايه باة انا بحب ملك وهرجعها ومش هسيبها .. ايه كل ده كان كلام !! مفكرتش فيها !! .. مفكرتش هيجرالها ايه لما تشوفكم سوا .. معقول متهمكش للدرجة دى !!
لم يحتمل كلامه وظنونه اكثر فثار قائلا
ادم بانفعال .. متهمنيش !! اذا كنت كل اللى بعمله ده عشانها .. متظلمنيش يا عمر انت مش عارف حاجة خالص .. واحسنلك متعرفش
عمر باصرار .. لا باة لازم اعرف .. لازم افهم ايه اللى مغيرك كدة استنيتك كتير تتكلم لحد ما صدمتنى بتصرفاتك .. حاسس انك مبقتش ادم اللى اعرفه .. بقيت واحد تانى جديد عليا .. انطق يا ادم وقولى فيك ايه
ادم .. مستعد يعنى تسمع وتفهمنى !! طب مستعد متطلعش ولا كلمة من اللى هقولهالك برة مهما كان حجم المفاجأة بالنسبة لك ومهما اللى حكيتهولك عدى حدود المنطق والخيال ؟!
طب مستعد تدوس على قلبك ومتعرفش اى حد الحقيقة حتى لو لقيته بيموت ادامك ؟!
مستعد يا عمر لكل ده ؟! معتقدش هتقدر
وعشان كدة انا مريحك من العبئ ده ومش عايز اشيلك حمل تقيل .. كفاية اللى انا مستحمله وحاطط جزمة فى بقى وساكت عشان حياة اللى غاليين عندى متدمرش
عمر بقلق وتعجب .. ايه كل ده يا ادم .. ليه كل ده !
ادم منفعلا وقد فاض به ليقذف قنبلته بوجهه .. عشان اكتشفت ان سليم بيخون اختى يا عمر .. عرفت ليه
تحب تعرف كمان بيخونها مع مين .. مع مروة .. مروة وسليم متخيل !!
ليكمل بغضب مكبوت .. مروة اللى انت جاى تقولى مبصدهاش وبقرب منها
وانت متعرفش انا اد ايه بتمنى اخنقها واولع فيها فى كل ثانية .. قال ايه حليت فى عنيا .. متعرفش انى بحتقرها ومش طايق حتى ابص فى وشها .. لكن صابر ومستحمل .. وكله عشان .. عشان ملك
ملك اللى الحقيرة دى كانت عايزة تموتها .. ثم التمعت بعيونه دمعة لاول مرة امام عمر وشعر بغصة بحلقه حين اردف قائلا ..
كانت عايزة تاخد عشقى منى .. وصلت بيها الحقارة انها تاخد الروح اللى عايش بيها والنفس اللى بتنفسه
انا بكرهها .. بكرهها ونفسى انتقم منها واتشفى فيها .. نفسى اخنقها بايدى بس للاسف حتى دى مش قادر عليها
ارتمى بثقل جسده على المقعد بتعب وقد شعر ببعض الارتياح حين اخرج الشحنة التى بداخله ثم استند بذراعيه على قدميه واضعا وجهه بين يديه بحزن شديد وشعور بالعجز والحسرة
لم يشعر بذلك المتجمد امامه والذى صعق من كلمات ادم التى حقا عدت حدود الخيال .. ظل ينظر له بذهول يشعر بقدميه قد بدأت تخونه فلم تعد تستطع حمله .. سار ببطئ وصعوبه مرتجفا ليجلس هو الاخر باقرب مقعد يحاول استيعاب ما قاله
عمر بصدمة .. وانت .. عرفت .. كل ده ازاى ؟!
رفع وجهه له قائلا بهدوء .. هحكيلك .. بس توعدنى مهما حصل الكلام ده ميخرجش برة
عمر .. ولا حتى ملك !!
ادم .. ده بالذات ملك يا عمر مش عايزها تعرف .. انا مكنتش عايز اقولك حاجة عشان عارف ان عاليا هتعرف .. مش عيب فيك بس غصب عنك مش هتقدر تسكت
لكن انا بترجاك يا عمر تسكت .. لو خايف على ملك زيى لازم متنطقش بكلمة .. لو حتى بتموت ادامك متعرفهاش حاجة .. اتفقنا ؟
عمر .. طيب فهمنى بس كل حاجة بالتفصيل عشان انا عقلى هيشت ومش قادر استوعب
....
ملك .. عاليا .. هو انا لو قلتلك انى بحب ادم وعايزة ارجعله هتضربينى ؟
عاليا بغيظ .. لا ابدا يا حبيبتى اضربك ليه .. هو انتى قرفتينى ولا طلعتى عينى لا سمح الله عشان ترجعيله .. اطلاقا .. انتى بس طلعتى عين اهل اللى جابونى عشان تتعطفى وتتكرمى وتسامحيه .. يعنى مش تستاهلى الضرب انتى تستاهلى تتلسعى بالشبشب على دماغك اقسم بالله
ملك بحرج .. ما اصل انا يا لولو لما شفته انهاردة مع مروة .. مقدرتش .. حسيت انه بتاعى انا بس ومينفعش حد غيرى يتكلم معاه .. بصراحة كنت هولع منها
عاليا .. بركاتك يا شيخة مروة كان فينك من زمان عشان ترجعى للمجنونة دى عقلها وتخلى الحجر ينطق
ملك .. بطلى رخامة باة مروة ايه وبتاع ايه دلوقتى .. انا غيرت عليه اوى يا عاليا .. حسيت الغيرة اللى جوايا ممكن تحرق الكلية كلها
عاليا .. ما قلنا كدة من الاول عملتيلى فيها المرأة الحديدية .. يابنتى انتى بتعشقيه مش بتحبيه بس انا صحبتك وادرى واحدة بيكى .. وان كان عاللى عمله فاعتقد كدة انك ربتيه وادتيه درس مش هيكرره تانى
ملك .. يعنى انتى شايفة كدة؟!
عاليا .. والنبى اه .. والله اه .. وحياة ربنا اه صالحيه وخلصينا باة تعبتينى
ملك .. ههههه .. خلاص بكرة هتكلم معاه .. وان شاء الله خير
عاليا .. تصدقى انا باة نفسى هو يتقل عليكى وميرضاش يكلمك .. نفسى يطلع عليكى من اللى عملتيه فيه بصراحة
ملك .. كدة يا لولو ده انا صبحتك حبيبتك اهون عليكى
عاليا .. اه تهونى وانتى اللى عملتيه شوية .. خليه يعلمك الادب انتى كمان
ابتسمت بهيام قائلة .. لا دومى مش هيهون عليه يزعلنى .. وهيتصالح علطول
عاليا .. يلا ورينى شطارتك باة وليكى عليا اجيبلكم هدية كتشجيع منى لو اتصالحتو
ملك ... هههههه والله انتى عسل .. انا كنت بفكر اكلمه اصله بصراحة وحشنى اوى ومكلمنيش انهاردة فى الكلية خالص
عاليا ... مش بتقولى سديتى نفسه امبارح لما كلمتيه تطمنى عليه وقفلتى فى وشه .. عايزاه يكلمك ازاى يعنى اكيد خاف على كرامته تمرمطيها اكتر من كدة
ملك .. ممم عندك حق انا زعلته امبارح .. بس باذن الله هصالحه بكرة .. خلينا ننسى باة اللى حصل ونركز فى اللى جاى
....
بعد ان قص عليه كل ما حدث معه بداية من رؤيته لسليم مع مروة وانتهاءا بكلام شادى عنها
عمر .. يانهار ابيض معقولة هيا اللى حبست ملك فى الاسانسير .. انا بجد دماغى هتقف
ادم .. امال انا اعمل ايه .. انا كنت حاسس ان عقلى اتشل مبقتش قادر افكر .. ملقتش حل غير انى اتقرب من مروة عشان تبقى تحت عينى واسيطر على تصرفاتها واعرف كمان بتفكر فى ايه وناوية على ايه
عمر .. انا برضو مش قادر افهم استفدت ايه من ارتباطك بيها
ادم .. يابنى اللى زى مروة دى مريضة كل البلاوى اللى بتعملها دى عشان توصلى .. ومفيش حاجة كانت هتوقفها عن كل ده غير انها تحس انها وصلتلى خلاص .. ساعتها مش هيكون فيه اى داعى تخطط وتدبر ولا حتى هتفكر تأذى ملك خصوصا لما تتأكد انى سيبتها ومبقتش فى دماغى خلاص
ودى اول حاجة عملتها فعلا وصلتلها انى كارهها ومش طايقها وشايفها خاينة وكدابة عشان تشيلها من حساباتها
ومتنساش لولا خروجتى معاها مكنتش عرفت اللى عملته مع ملك .. ولا كنت انتقمت لملك وحرقتها زى ما عملت فيها .. دى البداية بس
عمر .. طب وسيرين هتعمل معاها ايه
ادم .. بص هيا لازم تسيبه .. مش هسيبها تكمل معاه بس مينفعش تيجى منه .. سيرين رقيقة اوى وحساسة وحاجة زى كدة هتدمر نفسيتها وتوجع قلبها
عشان كدة انا كان كل همى انه ميسيبهاش ويقطع علاقته بمروة وفهمته انها كانت بتلعب عليه وانا اللى خليتها تعمل كدة عشان ميفكرش يكلمها تانى
وطبعا خوفت مروة انى مهكر تليفونه ولو كلمته هجيبها
فاستحالة هيكلمو بعض تانى وانا متأكد من كدة
واللى ناوى اعمله ان اجيب سيرين تعيش معايا هنا واخليها هيا اللى تسيبه بارادتها .. ساعتها مش هتتجرح ولا تتعذب
عمر .. وازاى هتخليها تسيبه ؟!
ادم .. طول ما هيا بعيدة عنى مش هقدر اثبتلها انه مبيحبهاش ولا هيا كمان بتحبه .. لكن لما تيجى وتعيش معايا هوريها اد ايه هو ميستاهلهاش وهى اللى هتحس بده بنفسها
عمر .. مممم طب وملك يا ادم .. هتعمل ايه معاها
تنهد تنهيدة طويلة بث بها المه وحرقته وحيرته قائلا .. والله ما عارف هعمل ايه .. بس اللى متأكد منه انى لازم ابعد عنها .. طول ما هيا بعيد هتفضل فى امان .. لازم افضل بعيد عنها لحد ما الخطة تكمل واخلى مروة هيا اللى تسيبنى بعد ما اديها درس عمرها
عمر .. طب ما تقولها كل حاجة وتفهمها .. بدل ما تفهم غلط وتتجرح
ادم بحزن .. صدقنى نفسى يا عمر .. بس للاسف مينفعش
عمر .. ليه؟
ادم .. اولا ملك صاحبة سيرين وقريبين من بعض جدا .. استحالة هتعرف ان سليم بيخونها ومش هتقولها خصوصا ان سيرين بتكلمها عنه كتير .. وملك شخصيتها طيبة وبريئة وحنونة هيصعب عليها سيرين وهتقولها .. وساعتها كل اللى عملته هيتهد وسيرين هتتصدم صدمة كبيرة وجايز متقدرش تفوق منها
ثانيا باة وده الاهم انى مينفعش اقولها ان حياتها فى خطر .. ولا ينفع تعرف ان مروة اللى كانت هتموتها
لو عرفت هتفضل خايفة ومرعوبة طول الوقت .. هتتشتت ويمكن كمان دماغها تخليها متجيش الكلية تانى وده مينفعش دى سنة تخرج ولازم تركز فيها وتجيب تقدير حلو
لو فضلت خايفة وقلقانة لا هتعرف تركز ولا تشتغل
وفيه كمان سبب تالت .. ان لازم مروة تحس فعلا اننا سايبين بعض بجد .. لو فهمتها هيبان علينا اننا بنتعامل كويس وممكن نغلط مرة ونقرب من بعض او نتكلم ومروة تشوفنا وساعتها هتكشف كل كذبى وتمثيلى عليها وجايز تأذيها او تحاول تموتها تانى
عشان كدة لازم نحبك الدور صح لحد ما اوصل للى عايزه وانجى ملك .. انا مستعد اعمل اى حاجة فى سبيل انها تفضل فى امان حتى لو هموت قلبى عشانها
فهمت باة انا ليه مش عايز اقول لملك .. وليه لازم تفضل بعيدة
عمر .. ايه كل ده .. حملك تقيل اوى يا صاحبى وانا مش عارف اعملك حاجة ولا اشيل الحمل معاك
ادم .. كل اللى عايزه منك متقولش لحد اى حاجة .. لحد ما نخلص وساعتها هروح لملك واحكيلها كل حاجة واطلب ايديها رسمى
....
صباحا فى الكلية .. وجدته يجلس وحيدا
فجلست بجانبه لتمد يدها له بقطعة من الكيك قائلة بدون مقدمات
ملك بابتسامة .. المرة دى عملاهالك مخصوص .. يارب تعجبك
ادم متفاجئ بها وقد اخرجته من شروده .. ملك !
ملك .. ياااه ده انت مش هنا خالص .. ايه اللى شاغل تفكيرك اوى كدة
ادم .. ولا حاجة سرحت شوية بس .. انتى عاملة ايه؟
ملك ... الحمدلله .. مش هتاكل الكيك اللى بتحبه ؟
ادم ملتقطا قطعة منها .. طبعا هاكله و انا من امتى بقدر اقاوم حاجة من ايدك .. ثم نظر بعيونها نظرة اهلكتها قائلا
ادم .. عاملاه عشانى فعلا ؟
ارتجف قلبها وقد عادت له دقاته المتسارعة بعنف والتى افتقدتها منذ زمن
لتومئ برأسها مبتسمة علامة الايجاب وقد احمرت وجنتاها خجلا
ادم مغمضا عيونه مستمتعا بمذاق الكيك .. الذ كيك باكله من ايدك .. انا كنت جعان اوى فعلا لحقتينى
ملك مبتسمة بسعادة .. بالهنا والشفا
سكتت قليلا ثم نظرت له باهتمام قائلة ببعض التردد
ملك .. ادم انا .. انا ...
ادم باهتمام .. قولى يا ملك انتى ايه ؟
ملك .. انا .. بصراحة كنت محتاجاك تساعدنى فى المشروع
ادم بمزح .. انا بقول برضو الكيك ده مش لله فى لله كدة اكيد وراه حاجة
ملك بحرج .. احم لا والله ملوش دعوة .. بس انا فيه حاجات مش فاهماها وكنت عايزاك تعد معايا تفهمهالى .. لو وقتك يسمح يعنى
ادم ناظرا بعيونها بعشق قائلا بتلقائية .. انا وقتى كله ليكى يا لوكتى .. شوفى عايزة نعد امتى وانا تحت امرك
تعلقت عيونها بعيونه بنظرات ممتلئة بالعشق والشوق الشديد وكأنهم انتقلو بقلوبهم لعالم اخر لا يمت لواقعهم بصلة .. عالم موازى لا يشغله سوى ادم وملك ❤️
حتى قطعت لحظات الصمت هذه قائلة وقد افاقت من ثمالة عشقهم
ملك بخجل .. شكرا يا ادم
ادم .. تحبى نعد انهاردة ؟
ملك .. منا كنت هقولك انهاردة بس عندنا ميتنج مع الدكاترة
ادم .. خلاص خليها بكرة بعد المحاضرات
ملك .. لا مش هينفع عندى مشوار مهم مع ماما
ادم .. طب امتى ما انهاردة الاربع و التسليمات الاحد مش هتلحقى كدة
نظرت له بحرج قائلة بتردد
ملك .. ممكن يعنى .. يعنى لو ينفع نعد فى الكافيه اللى جنب الكلية يوم الجمعة
نظر لها مبتسما قائلا بسعادة .. والله لو انتى معندكيش مانع ياريت .. ده انا اتمنى
ثم اردف قائلا رغما عنه
ادم .. انا اصلا محتاج اتكلم معاكى اوى .. فيه حاجات كتير لازم تعرفيها
ملك .. انا عارفة انت عايز تقول ايه .. وفاهمة اللى جواك .
ادم .. لا انتى مش عارفة حاجة .. ومحتاجين نتكلم ضرورى .. محتاجك تسمعينى وتفهمينى
ملك .. خلاص لما نتقابل نتكلم وقول كل اللى انت عايزه .. وهسمعك يا ادم
ادم بأمل .. بجد يا ملك .. اعتبر ده وعد ؟
ملك .. وعد يا ادم هسمعك للاخر واسيبك تطلع كل اللى جواك عشان ترتاح
ادم .. خلاص اتفقنا .. تذكر فجأة مروة فظل يتلفت حوله يمينا ويسارا خشية ان تراهم سويا فتعجبت ملك قائلة
ملك .. انت بتدور على حد ولا ايه ؟
ادم مرتبكا .. ها .. لا ده .. ده عمر المفروض كنا هنتقابل بس مش عارف راح فين
ملك .. هو مجاش الكلية معاك ولا ايه
ادم مرتبكا .. لا مقدرش .. مقدرش يصحى فقلتله يحصلنى .. بس شكله لسة نايم .. ثم استأذن منها قائلا بنفس الارتباك
ادم .. عن اذنك هروح اكلمه اشوفه فين
ملك باستغراب .. طيب روح
تركها وانصرف مسرعا من امامها بينما ظلت هى تنظر له بتعجب من تصرفاته تلك الغريبة عليها
...
فى محافظة سوهاج .. وتحديدا بمنزل عم عاليا
عديلة .. ولَدَك زعلان جوى يا حچ رفعت وعم يجول اننا مهملينه اجديه ومعنسألش فيه واصل .. بعد ما اديناله امل نچيب عاليا حدنا اهنيه ونچوزهاله معملناش ايوتها حاچة .
رفعت .. وانا كان فى يدى حاچة ومعملتهاشى .. ما على يدك البنية لسة بتدرُس فى مصر ومعينفعش تيچى دلوجت
عديلة .. اجَلَّها تتحدت مع خالتها وتعرِّفها لاجل ماتحكى مع بت اختها وتوعيها زين
رفعت .. معارفش هيكون ايه جولها .. عالعموم اكلمها ونشوف
اتصل الحاج رفعت هاتفيا بسميحة خالة عاليا حتى اتاه ردها
سميحة .. سلام عليكم .. ازيك يا حج رفعت
رفعت .. وعليكم السلام ورحمة الله .. اهلا بيكى يا ست سميحة .. كِيفك وكِيف عاليا بنيتى
سميحة .. الحمدلله احنا بخير .. انتو عاملين ايه وحاجة عديلة اخبارها ايه
رفعت .. كلياتنا زين نحمِد ربُنا .. كنت رايد اعملكم زيارة اجديه لاجل ما اطَّمن على عاليا واحوالها
سميحة .. ياخبر يا حج رفعت ده انت تآنس وتشرف فى اى وقت .. احنا اعدين فى بيت اختى اليومين دول اتفضل نورنا
رفعت .. عتحكى چد اعدين ببيت اخوى صُح ؟
سميحة .. اه هيا مصممة تعد هنا وانا مرضتش اسيبها لوحدها فاعدة معاها
رفعت .. خير ماعمِلتى هيا ديه الاصول برضك .. خلاص عالفجرية اجديه اتكل على الله
سميحة .. مستنيينك دى عاليا هتفرح اوى لما اقولها
.....
بعد انتهاء المحاضرات قامت مروة بالاتصال بادم حيث ظل مختفيا عن انظارها طوال اليوم
تأفف قائلا فى نفسه .. يادى النيلة انتى موراكيش غيرى ماتحِلِّى عنى باة .. ثم اجابها قائلا
ادم .. ايوة يا مروة
مروة .. ايه يا ادم انت فين مختفى طول اليوم مشوفتكش خالص
ادم .. مشغول يا مروة .. عندى شغل فى المشروع وسكاشن عشان الميدترم .. انتى معندكيش سكاشن ؟
مروة .. لا عندى بس كنت عايزة اشوفك .. انت فين طيب
ادم .. لا انا عندى ميتنج مع الدكاترة ولسة ادامى ساعتين
مروة بغيرة .. اه والميتنج ده باة ملك موجودة فيه ؟
ادم .. اه طبعا مش مندوبة معايا
مروة ... مممم طيب انا هستناك لما تخلص ونروح سوا .. وبالمرة نجيب المذكرات مع بعض
ادم .. لا طبعا بقولك ادامى ساعتين ويمكن اكتر .
مروة .. عادى هعد اشتغل شوية على ما تخلص
ادم .. لا يا مروة قولت مينفعش .. ولو عالمذكرات هبعتلك الحاجات المهمة فى رسالة دلوقتى .. يلا سلام عشان داخل الاجتماع
اغلق الهاتف سريعا دون انتظار ردها بينما عاودتها مشاعر الحقد والغيرة الشديدة لوجود ملك معه .. بل وانتابها الشك ان يكون خائفا على مشاعرها ان علمت بعلاقتهم خصوصا بعد رفضه انتظارها وذهابهم سويا
اذا لابد ان تعرف ملك بعلاقتنا بأسرع وقت ممكن .. كى لا يكون هناك اى فرصة لتقاربكم مرة اخرى
ولكن كيف .. وقد منعنى من التحدث او الظهور معه .. كيف سيصلها الخبر دون ان يشك بى ..
ظلت تفكر وتفكر فى طريقها للمكتبة .. ووسط تفكيرها لمحت عاليا بطريقها يبدو انها الاخرى تريد شراء بعض المذكرات
اتتها فكرة فاتصلت برحاب فورا كى تقابلها عند المكتبة
ولحظها وجدتها هناك فاسرعت لتلحق بها وعيونها مسلطة على عاليا
و ما ان وصلت هناك حتى قالت بصوت مرتفع يصل لاسماع عاليا
مروة .. استنى يا رحاب متجيبيش كل حاجة .. ادم بعتلى الحاجات المهمة بس اللى نجيبها استنى نشوفها .
رحاب .. بجد ادم اللى قال نجيب دول ؟
مروة .. ايوة يابنتى ده كان عايز ييجى معايا نجيبهم سوا بس عنده ميتنج مع الدكاترة .. فقلتله هجيبهم انا واجيبله معايا كمان
رحاب .. يعنى نعمل حسابه فى نسخة ؟
مروة .. اه طبعا .. انا كنت ناوية استناه واديهمله واحنا مروحين مع بعض بس هو مرضيش .. لتكمل باستفزاز .. حبيبى مهنش عليه اعد استناه كل ده وقاللى روحى عشان متتعبيش
كل ذلك يحدث على مسمع عاليا التى صعقت من حديث مروة غير مصدقة بل لا تستطيع تصديق ما تسمعه اذناها
عاليا بذهول .. ادم !! .. وحبيبى !!
رحاب .. واضح انه هيطول فمش عايز يضيع وقتك
مروة بخبث .. يجنن يا رحاب بيخاف عليا ويهتم بيا اوى .. رغم ان مبقالناش كتير مع بعض بس حاسه انى اهم حاجة عنده
هنا لم تستطع عاليا سماع كلامها المسموم اكثر فانصرفت مسرعة تحت انظار تلك المبتسمة بشماتة وفرحة لنجاح خطتها وقد قادتها للجنون فأخذت تحدث نفسها بلا وعى
عاليا .. هو ايه اللى انا سمعته ده !! .. ادم ومروة !! لالالا اكيد فيه حاجة غلط
يمكن ادم تانى .. بس دى بتقول عنده ميتنج .. وكمان مفيش غير ادم واحد فى الدفعة .. ياربى انا هتجنن معقول ده يكون حقيقى !!
لالا انا احسن حاجة اسأل عمر اه هو اقرب واحد ليه ولو فيه حاجة هيكون عارف اكيد
ظلت تبحث عنه بالكلية فى كل مكان حتى وجدته يرتشف قهوته بالكافيتريا فذهبت اليه سريعا قائلة
عاليا بلهفة .. عمر صحيح اللى سمعته ده .. ادم على علاقة بمروة ؟!
لم يتفاجئ قائلا ببرود شديد دون النظر اليها .. معرفش .
عاليا .. متعرفش ازاى يعنى هو مش صاحبك ؟
عمر ناظرا لها بجمود
عمر .. صاحبى اه بس مليش علاقة بخصوصياته .. وان كان بيحكيلى حاجة فمن باب بياخد رأيى او بيفضفض لكن مليش انى اتكلم عنه
عاليا بذهول .. يعنى الكلام صح .. ما انت متفاجئتش ولا حتى استغربت .. معقول ادم يعمل كدة فى ملك !!
ثم اكملت بسخرية .. امال ايه باة ندمان وعايزها تسامحه كل ده كان تمثيل !! ملك كان عندها حق لما مدتوش ثقتها تانى
عمر .. نفسى تبطلى تدخلينى بينهم .. هما احرار فى علاقتهم مع بعض وانا مليش علاقة بيهم يا عاليا ..فلو سمحتى بلاش تدخلينى بينهم تانى
وعشان تبقى فاهمة ادم متغير بقاله فترة ومش راضى يتكلم معايا زى الاول .. فانا معرفش عنه حاجة
عاليا بانفعال .. طبعا ماهو صاحبك ولازم تقف فى صفه .. حتى وانت شايفه غلطان عشان ترفع عنه الحرج بتنكر معرفتك بالمصيبة اللى عاملها .. عارف انا كنت علطول بدافع عن ادم قصاد ملك وبقف فى صفه .. وكتير شجعتها وحاولت معاها عشان تسامحه وترجعله .. كنت فاكراه بيحبها بجد وهيا اللى ظالماه
ثم اكملت بمرارة .. بس واضح انى كنت غلطانة وهيا اللى صح .. طلعت مش فارقة معاه وفعلا عمره ما حبها .. لتردف بحسرة .. زي منا كمان مفرقتش معاك ولا همك بعدنا
للاسف انت زيك زى صاحبك .. انت كمان عمرك ماحبيتنى وكان كله تسلية وتقضية وقت .. تمام زى ما صاحبك قال
تجحظت عيناه ناظرا لها بغضب محتقن وعيون حمراء من شدة الغضب والغيظ كانت كفيلة ان تسلبها انفاسها رعبا ..
امسك بذراعها بعنف ليترك الكافتيريا جاذبا اياها خلفه بغضب شديد .. ظل يسير بخطوات سريعة ومازال ممسكا بذراعها بينما تحاول هى التخلص من قبضة يده قائلة
عاليا .. سيب دراعى يا عمر .. مينفعش كدة اقف
ولكنه لم يعطِ اى اهتمام لكلامها حينما صاحت به
عاليا بانفعال .. ميصحش اللى بتعمله ده الناس بتتفرج علينا .. سيبنى بقولك
ولكن كل ذلك كان دون جدوى فقد اعماه غضبه ابيا ان يتركها ليظل جاذبا اياها خلفه بغضب مع محاولاتها لانتزاع ذراعها منه حتى توقف فجأة بمكان هادئ خالى من البشر ليفلت يدها فجأة بقسوة قائلا بغضب مجنون وقد فقد اعصابه
عمر بانفعال شديد .. انتى انسانة غبية عديمة الاحساس .. بعد كل ده بتقوليلى انا محبتكيش !! كل اللى طلعتى بيه من علاقتنا انك متهمنيش وكنت بضيع وقت !!
عشان كدة لما عرفت انك هتتجوزى ضربت مشوار ٣ ساعات من السخنة عشان اشوفك بس ٥ دقايق .. قوليلى جيتلك ليه تحت بيتك لو انا بضيع وقت !! .. ما كان احسنلى استمتع بوقتى ده فى السخنة .. ليه لما عرفت مقدرتش اتحكم فى اعصابى وغضبى وبقيت بكسر فى كل حاجة ادامى زى المجنون وكل ده ومكنش فيه بيننا اى حاجة اصلا !! .. ليه حسيت روحى بتتسحب منى وهموت خلاص !! .. وليه رجعت من عندك سايق على اعلى سرعة فى نص الليل زى المجنون لحد ما العربية اتقلبت بيا وكنت هروح فيها !!
ظلت تستمع لكلماته بذهول حتى انتابتها القشعريرة عند ذكره للحادثة
عاليا بذهول .. العربية اتقلبت بيك !!
عمر بعصبية مفرطة .. ايه متعرفيش !! متعرفيش انى عملت حادثة ليلة فرحك وكنت هموت .. كل ده عشان ايه عشان مبحبكيش صح؟! .. عشان انتى مجرد واحدة بتسلى بيها
لو كنت عايز اتسلى كنت شوفتلى واحدة فاضية اتسلى معاها .. مش واحدة مخطوبة وهتتجوز اروحلها ليلة فرحها واضحى بروحى بسببها
لكن انا لقيت روحى بتنجذبلك غصب عنى .. ودى كانت جريمتى انى حبيتك غصب عنى من قبل ما اعرف عنك حاجة
ثم امسك بذراعيها يهزها بعنف قائلا ..
عمر .. لو انتى بعد كل ده مش حاسة بمشاعرى واللى فى قلبى ناحيتك .. تبقى حجر عديمة القلب والاحساس ومتستاهليش اللى جوايا ليكى.
عاليا بصدمة .. انا .. انا معرفش كل ده.. ولا اعرف انك لما جيتلى كنت فى السخنة
ثم اكملت بدموع ملتمعة بعيونها .. واول مرة اعرف انك عملت حادثة ب .. بسببى انا
بس لقيتك بعدت عنى خالص وده اللى خلانى اقول انى مش فارقة معاك
عمر بانفعال .. وبعدت ليه يا عاليا .. مش ده كان اختيارك .. مش جيتلك وصارحتك بكل اللى جوايا ورفضتينى .. رفضتى حبى بعد ما قلت الدنيا ضحكت ليا تانى وهتبقى ليا .. كنتى عايزانى اعمل ايه ساعتها افرض نفسى عليكى بالعافية !! اى واحد مكانى عنده احترام لنفسه هيعمل كدة مهما كان روحه فيكى هيحترم كرامته ورجولته ويبعد بهدوء
عاليا من بين دموعها .. بس انا .. مرفضتش حبك .. انا بس قلتلك نأجل الموضوع شوية
عمر بانفعال اكبر .. نأجل ايه انتى مجنونة !! .. هو من امتى كانت مشاعرنا بايدينا وبنقدر نتحكم فيها .. عايزانى اأجل مشاعرى ناحيتك ازاى يعنى ؟! وليه اصلا ! ومع ذلك بعدت لحد ما تاخدى وقتك اللى طلبتيه .. عايزة ايه تانى !!
عاليا ببكاء .. يعنى اللى خلاك تصبر كل ده كنت ممكن تستنى شوية كمان
عمر بانفعال ثائر .. فاض بيا يا عاليا .. فاض بيا ومبقتش مستحمل خلاص .. استنيتك كتير ومبقاش عندى طاقة تانى استنى .. خصوصا انى لحد انهاردة مش متأكد اصلا من مشاعرك ناحيتى تخيلى !! . مسمعتش منك كلمة حب واحدة تخلينى اقدر اصبر واستحمل .. ولا حتى عايزة تفهمينى محتاجة وقت لايه
عشان كدة فضلت ابعد عنك واسيبك تقررى برحتك انتى عايزة ايه من غير اى ضغط منى .. ولو اكتشفتى انك مبتحبنيش متتغط....
وضعت يدها على فمه لتقطع كلامه قائلة بسرعة وتلقائية
عاليا باندفاع .. انا بحبك يا عمر .. صدقنى بحبك اوى
ارتجف قلبه وقد تجمد فجأة بمكانه اثر لمستها الاولى له
الى جانب كلمتها الرقيقة التى طالما حلم بها
ظل ينظر لها بذهول وعدم تصديق يشعر وكأنه بحلم جميل يتمنى الا يفيق منه ابدا
وفجأة تغيرت نبرة صوته للهدوء الشديد قائلا
عمر بصوت مبحوح وعيون متوسلة .. قلتى ايه ؟
عاليا بخجل .. احم قلت بحبك
عمر .. ده بجد ولا انا بحلم
عاليا .. يعنى انت مش عارف ؟!
عمر .. عارف ايه !
عاليا .. مش عارف مشاعرى من ناحيتك ؟! .. انا كتير اوى حاولت اتجاهل اللى جوايا واسيطر عليه بس مكنتش بقدر .. حتى وانا مخطوبة كنت بجاهد نفسى كتير عشان مفكرش فيك .. عشان محسش انى خاينة .. بس غصب عنى كنت بتيجى فى دماغى كتير واعد اسرح فى كلمة قلتهالى ونظراتك ليا .. بس كنت بتضايق من نفسى اوى ساعتها واحس انى انسانة خاينة ومش كويسة
ولما قابلتك فى البلد .. حسيت كأن ربنا بيهادينى بيك على محاولاتى انى ابعد عنك .. كأنه بيقولى انتى اتعذبتى كتير عشان متعمليش حاجة غلط ودلوقتى تستحقى تعيشى مع الانسان اللى قلبك اختاره
ظل يستمع لها بعيون عاشقة مذهولة غير مصدقا ما تقوله بعد طول صبر وعذاب فى بعده عنها
عمر .. امال ليه بتعذبينا يا عاليا .. لو فعلا بتحبينى زى ما بتقولى ليه مصممة تبعدينا عن بعض ؟!
عاليا بدموع .. عندى اسبابى يا عمر .. ومش دايما بنقدر نقول اللى جوانا .. بس انا صارحتك بمشاعرى عشان تعرف انى متأكدة من احساسى ناحيتك لانى مقدرتش استحمل انك تفكر كدة .. لكن محتاجاك تصبر عليا شوية .. واوعدك هنكون مع بعض قريب
عمر .. انتى خايفة من حاجة ؟
عاليا بحزن .. حاجة واحدة ؟! .. حاجات
عمر بحنان .. متخافيش من اى حاجة طول ما انا جنبك يا حبيبتى .. انا بحبك وشاريكى ومش عايز من الدنيا دى كلها غيرك
عاليا من بين دموعها .. صدقنى بحاول
عمر .. والمطلوب منى دلوقتى نتعامل صحاب عادى صح ؟
اومأت برأسها علامة الايجاب بخجل
عمر .. حاضر يا عاليا .. انا هصبر واستنى لحد ما تطمنى خالص وتشيلى كل المخاوف دى من قلبك
وهحاول اعمل كل اللى اقدر عليه عشان اطمنك
عاليا بامتنان .. شكرا .. خلاص مش زعلان ؟
عمر بعشق .. مبقدرش ازعل منك اصلا .. وبعد اللى قلتيه ده خلاص مبقتش عايز حاجة تانى
عاليا ... مممم طب وادم يا عمر .. ناوى فعلا يسيب ملك ؟
عمر بتنهيدة .. هيا اللى سابته يا عاليا .. هو حاول معاها كتير عشان يرجعها ولقى مفيش فايدة
عاليا بانفعال .. اه فيسيبها ويروح يرتبط بواحدة غيرها صح ..هو ده الصح من وجهة نظرك ؟! بدل ما يتمسك بيها ويأكدلها انه بيحبها يروح يجرحها ويوجعها تانى !
عمر .. ومين قال انه معملش كدة ؟! بصى انا قلتلك معرفش تفاصيل
وبعدين ياريت تخرجينا من حياة ادم وملك خالص .. علاقتنا ببعض ملهاش اى علاقة بيهم ومش معنى ان ادم يعمل حاجة غلط انى هغلط زيه ولا ادم وحش يبقى اكيد انت وحش زى صاحبك .. خرجينا من حياتهم عشان ترتاحى
انا غير ادم هو حاجة وانا حاجة تانية حتى شخصياتنا مختلفة تماما فبطلى تربطى بيننا
عاليا بحزن .. بس ملك صعبانة عليا اوى ومبقدرش اخرجها من تفكيرى .. غصب عنى ببقى عايزاهم يتصالحو ويكونو كويسين ومبسوطين
عمر .. احنا علينا النصيحة وبس .. وهما احرار بعد كدة فى علاقتهم ببعض دى حياتهم فى الاخر وملناش اننا نتحكم فيها
عاليا .. عندك حق .. هما احرار .
.....
كان يجلس قبالتها بالاجتماع الذى اقيم مع دكاترة القسم لمناقشة بعض النقاط الهامة للدفعة
فقد كان اجتماعا شيقا مثمرا جدا لم يخلو من نظرات ادم العاشقة لملك بين احاديثهم والتى ارجفت قلب ملك عند رؤية عشقه لها بعيونه ونظراته التى تذيبها شوقا له
ولكنها كانت تحاول جاهدة التركيز بالاجتماع حيث قدمت عدة اقتراحات اعجبت ادم كثيرا فأشاد بها مادحا اياها بشدة وسط دكاترة القسم مما ادخل الفرحة قلبها لاهتمامه الملحوظ بها
بعد انتهاء الاجتماع وانصراف الدكاترة
ادم باعجاب .. ايه الافكار الجامدة دى بس .. افحمتيهم
ملك بحرج .. احم .. شكرا
ادم .. مبجاملش انا وانتى عارفانى دبش .. بس فعلا افكارك جديدة ومميزة جدا
ملك .. وانت كمان اديت حلو اوى
ادم بمزح .. لا دى انا متأكد انها مجاملة
ملك .. ههههه ليه يعنى
ادم بعشق .. لانى كنت مركز معاكى طول الاجتماع ومشغول بعنيكى فمركزتش معاهم اصلا
احمرت خجلا وظلت تنظر له بصمت حين قال
ادم مغرما بها .. بتكلم بجد يا ملك عنيكى دى بتتوهنى اصلا وتنسينى نفسى وانا فين .. لما بركز فى لمعة زرقانها بحس كأنى بغرق فى بحر كبير ومبعرفش اخرج منه .. ولا ببقى عايز اخرج منه اصلا
ملك بخجل .. احم .. انا .. انا لازم اروح اتأخرت اوى
ادم .. ملك
ملك ملتفتة له .. نعم يا ادم
ادم .. انا هستنى يوم الجمعة بفارغ الصبر .. وحشنى اتكلم معاكى اوى
ملك بابتسامة .. وانا كمان
......
عند عودته للمنزل وجد عمر يقوم باعداد حقيبته استعدادا للرحيل مما اثار دهشته قائلا
ادم .. ايه ده بتلم حاجاتك ليه؟
عمر .. لازم اسافر انهاردة .. حجزت تذكرة ومعادى بالليل
ادم باستغراب .. هتسافر انهاردة !! ازاى وعندنا كلية بكرة .. مش علطول بتستنى للخميس
عمر .. لا مش قادر استنى لازم اخلص الموضوع ده فى اسرع وقت عشان ارتاح
ادم .. موضوع ايه انا مش فاهم حاجة
تنهد تنهيدة طويلة ثم جلس امامه قائلا .. انا وعاليا اتكلمنا انهاردة .. وصارحنا بعض بكل اللى جوانا .. اتكلمنا بصراحة ووضوح وحكيتلها كل اللى عانيته من ساعة ما عرفتها
واعترفتلى هيا كمان بحبها
ادم بسعادة .. بجد .. طيب كويس جدا بس مش باين عليك مبسوط ليه المفروض تكون طاير من السعادة دلوقتى مش ده اللى كنت عايزه
عمر .. لا انا فرحان طبعا بس قلقان ومحتار جدا .. فيه حاجة منعاها عنى انا مش قادر اعرفها .. مصممة نفضل اصحاب وبس لفترة .. لسة محتاجة وقت ومصممة على قرارها حتى بعد كلامنا انهاردة
ادم .. ومقالتش محتاجة الوقت ده لايه ؟
عمر .. بص هيا مش راضية تقول .. بس انا فهمت انها قلقانة .. فيه حاجة مخلياها محتارة ومش مطمنة .. ايه هيا معرفش .. بس انا قررت اعمل كل اللى اقدر عليه عشان اطمنها .. وعشان افهم ايه اللى بيخليها تبعد عنى
عشان كدة قررت اسافر واتكلم مع خالتها .. يمكن اقدر اعرف منها حاجة .. وكمان هعترفلها بمشاعرى عشان عاليا تتأكد انى جد ومش بتسلى زى ما بتقول
ادم باندهاش .. تتسلى !!
عمر بغيظ .. مش كلمتك دى ياخويا .. ما اصل كل الكلام اللى بيطلع من حضرتك باة محسوب عليا انا كمان .. وانت ما شاء الله عليك بترمى طوب ولا بيهمك ويطلع عليا انا فى الاخر
ادم بحزن .. يعنى خلاص هتمشى وتسيبنى هنا اتجنن لوحدى .. ده انا مبقتش عارف اعمل ايه وكنت جايلك عشان تساعدنى اخد قرار .. ثم استند بذراعيه على قدميه واضعا رأسه بين يديه بيأس قائلا .. انا بجد تعبان اوى وحاسس انى عاجز مش عارف اعمل حاجة .
عمر بقلق .. هو حصل حاجة جديدة ولا ايه ؟!
ادم بألم .. مش قادر ابعد عنها يا عمر .. انا بحبها اوى بجد ولما بشوفها بحس كأن مغناطيس بيجذبنى ليها وفى لحظة بنسى كل قرار اخدته .. مش هقدر انفذ اللى بفكر فيه وخصوصا بعد ما حسيت انها خلاص هتسامحنى .. لاول مرة انهاردة احس بلطفها وتجاوبها معايا واشوف لمعة حبها فى عنيها .. لاول مرة احس بنفس المشاعر اللى كانت بيننا زمان .. اعدت كتير اوى مستنى اللحظة دى ولما جت حاسس انى متكتف مش عارف اتصرف
....
ياترى ايه اللى هيحصل 🤔
توقعاتكم باة 😉😉
•تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية