رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار عبر مدونة دليل الروايت
رواية عروس رغما عنها الفصل الخامس و العشرون 25
دموعها تتدفق بقوة وهي تنظر من نافذة سيارة الاجرة …قلبها يؤ*لمها علي جدها القابع بالمشفي …لهذا اختفت والدتها وهي بغب*اءها لم تهتم ….كانت منشغلة بمشكلة ادم ونست ذلك الذي رباها واحسن إليها …هي لن تسامح نفسها ابدا ان حدث له شئ…فهي تعرف داخلها انه مر*ض بسببها هي …ما قالته له كان قا*سي جدا ولكن ما
عرفته عن جدها كان اكثر ق*سوة …دائما كان جدها هو مثلها الاعلي…رغم ما بينهما من خلافات بسبب اختلاف التفكير الا انها تحبه كثير وتعتز به ولكن ما عرفته هز صورته في عقلها …حكت جبهتها بتعب وهي غير قادرة علي التوقف عن البكاء …كانت تشعر بشئ ثقيل يجثم علي قلبها….
بجانبها …كان جالس ادم ينظر إليها بحزن بالغ وهي تبكي بتلك الطريقة …لا يعرف كيف يخفف عنها …هو يعرف مرارة الخوف من الفقد …الم يفقد والده من قبل وبسبب هذا تد*مر كليا !!…شعر ان ظهره انك*سر وان حياته انتهت!!! وايضا كاد ان يفقد والدته وهذا سبب له الر*عب علي الرغم من الكرا*هية التي يكنها لجابر الا انه لم يتمني ابدا ان يحدث له شيئا…هو ليس بهذا السوء …
امتدت كفه الي يد مهرا وامسكها بقوة وهو يتمتم:
-هيكون كويس يا مهرا متقلقيش….
لم تخفف كلماته من ال*مها بل انف*جرت بالبكاء …اع*تصر قلب ادم بعن*ف وهو ينظر إليها …كان عاجز عن التخفيف عنها …كان عاجز للغاية ….
…..
وصلا أخيرا الي المشفي لتركض هي نحو المشفي بينما توقف ادم …قبل أن تلج مهرا نظرت إلي ادم بحيرة وقالت:
-ادم …
ابتلع ريقه وقال:
-انا هستناكي هنا يا مهرا روحي اطمني علي جدك …
-ده جدك انت كمان !!
هتفت بإنفعال لتبرق عينيه الزرقاء بخط*ورة ويرد:
-جابر عزام مش جدي يا مهرا …لو سمحتي روحي وانا هستناكي ….
لم تجادله أكثر من هذا ودخلت …كانت متعبة كثير من أن تناقش …مصدومة منه للغاية …كيف يمكنه أن يكون قا*سي القلب بهذا الشكل …هذا جده أيضا …كيف يحق*د علي رجل قد يم*وت!!!كانت حقا غاضبة منه …اقتربت مهرا من الاستقبال وهي تستعلم عن جدها …
….
كانت مروة تقف أمام الطبيب وابتسامة راحة تزين وجهها …لا تصدق أن عمها قد استيقظ من الغيبوبة …كانت تشكر ربها كثيرا ودموعها تتدفق من عينيها الذابلتين!!!!
-يعني يا دكتور هو كويس ؟!
تنهد الطبيب وقال دون راحة:
-بصراحة الوضع صعب …قلب استاذ جابر ضعيف جدا ومحتاج عملية المشكلة أن جراحة القلب في سنه مش مضمونة والأدوية مش هتساعده انا قولتله الكلام ده قبل كده بس هو طنش ومهتمش …
وضعت كفها علي فاها فأكمل هو :
-القرار يرجعلك يا مدام مروة ليكي ولاستاذ جابر …شوفي حضرتكم هتقرروا ايه وقولولي….
اختنق صوتها وهي تقول:
-حضرتك بتقول أن الحلين فيهم خط*ر …طيب انهي حل خطورته أقل …
-اننا نعمل العملية …عموما هو اتنقل دلوقتي لاوضة عادية حاولي تقنعيه يعمل العملية…
قال بأسف ثم تركها لتتراجع وتستند علي الحائط وهي تشعر أن العالم يميد بها بينما دموعها تزداد تدفقا!!لقد كان يعرف أن قلبه يحتاج لجراحة ولكنه رفض بعناد كبير ….ماذا سيحدث الان …
فكرت بخوف وهي تمسح دموعها …
-ماما !!!
صوت مهرا أتاها كالمنقذ …نظرت مروة الي مهرا وما زالت الدموع معلقة بأهدابها…
-مهرا !!
قالتها مروة بيأس لتقترب مهرا وتضمها بقوة وهي تبكي وتقول :
-هيكون بخير يا ماما متقلقيش . .هيقوم منها …جدي قوي …
-كلام الدكتور مش مطمن المرادي !
ابتعدت مهرا وامسكت كفها وهي تقول بقوة:
-هو كلامه دايما مش مطمن بس جدي بيقوم كل مرة ..وهيقوم المرة دي متقلقيش …
وضعت مروة كفها علي قلبها المتفق وقالت :
-اتمني يا مهرا …اتمني من كل قلبي أنه يقوم منها أنا بجد مرعوبة عليه …
………
ولجت مهرا الي الغرفة التي وضعوا جدها به وهي تمسح دموعها وتكافح لرسم ابتسامة رائعة علي شفتيها …كان قلبها يخفق بقوة وهي تراه علي الفراش شاحب الوجه …يبدو عليه التعب ..غاص قلبها في صدرها وهي تشعر بالأ*لم والذ*نب …هي من تخلت عنه …هي ….لقد وصل إلي تلك الحالة بسببها …كانت مهرا تلوم نفسها وهي لا تستطيع التوقف عن البكاء ….كانت تريد أن ترتمي بين ذراعيه وتطلب منه الغفران علي ما فعلته ولكن هل تستحق غفرانه بعد أن تخلت عنه !!..
اقتربت من جدها وامسكت كفه ودموعها تتدفق ….فتح جابر عينيه بتعب وقال:
-كان لازم ابقي في خط*ر وتعبان عشان تزوري جدك يا مهرا.
انف*جرت مهرا بالبكاء وهي تردد :
-اسفة …اسفة يا جدي …
تحشدت الدموع في عيني جدها وقال:
-مهرا أنا معنديش اغلي منك …أنا مبحبش قدك يا مهرا …وميهمنيش حد غيرك …أنتِ عارفة كده صح ؟!
هزت راسها وهي تخ*تنق …اخ*تنق صوتها وقالت:
-وانا عمري …عمري ما هتخلي عنك تاني يا جدي ..عمري …
ثم قبلت كفه وهي تقول:
-انا هفضل معاك دايما وهتطلع من هنا وتروح بيتك ….
ابتسم جابر ودموعها تتدفق ثم قال بصوت متعب:
-ريحتيني يا مهرا …روحي دلوقتي ارتاحي عشان أنا كمان هرتاح …
هزت مهرا رأسها وهي تمسح دموعها وتخرج !!
…….
ودعت مهرا والدتها ثم خرجت من المشفي ووجدت ادم في انتظارها ….
….
في الطريق الي المنزل لم تتكلم مهرا …فقط كانت تجيب بإقتطاب علي اسئلة أدم ….
..
وصلا الي المبني التي تقبع بها شقتهم ثم صعد ادم وهي …
…
ما أن دخلا المنزل حتي قالت مهرا وهي تغ*لي من الغضب:
-انا مش قادرة اصدق انك بتح*قد علي واحد حالته خطيرة بالشكل ده وممكن يمو*ت …
زحف البرود الي ملامح ادم رغم الب*راكين التي انفجرت داخله وقال:
-مهرا ياريت متتدخليش في الموضوع ده وزي ما قولتلك جدك هتزوريه دايما ومش همنعك منه ابدا …
-طبعا لا انت ولا غيرك تقدر تمنعني اصلا !,
قالتها بتحدي ليحاول هو تهدئة نفسه مراعاه لوضعها ويقول :
-ادخلي دلوقتي يا مهرا الاوضة وارتاحي …قصتي مع جابر عزام انتِ ملكيش دخل بيها …
-لا ليا دخل !!
صرخت بعن*ف واكملت :
-لما الاقيك بتك*ره جدي بالشكل ده يبقي ليا دعوة ….انت ازاي كده ..ازاي ممكن تك*ره واحد وهو بيمو*ت …ازاي مش قادر تسامح ازاي …ده جدك …جدك اللي بتعامله بج*حود ده …صحيح هو اذ*اكم وانا بعترف بس حاول يعوضك وانت رفضت …
امسك ادم ذراعها بعن*ف وقال :
-ده أنا …وايوة أنا عمري ما هبطل اك*ره جابر عزام …عمري …أنتِ مش عاجبك الوضع ده امشي وسيبيني ….غيرك عملتها وانا نسيتها عادي …الحياة مبتوقفش….لكن تجبريني اسامح الشخص اللي كان السبب في مو*ت ابويا ده مستحيل …متحاوليش تستخدمي حبي ليكي كورقة ضغط يا مهرا…لأن صدقيني كر”هي لجابر عزام اكبر من حبك …اكبر من حبي لاي حد …لو أنتِ نسيتي أنه ذ*ل امي أنا عمري ما هنسي …المشهد ده هيفضل عالق في ذاكرتي لحد ما امو*ت …عمري ما انسي ذ*ل امي ولا مو*ت ابويا عمري …
انسابت دموع مهرا وهي تشعر بأ*لم في قلبها …اقتربت حسناء ووضعت كفها برفق علي كتف مهرا …نظرت إليها مهرا فجأة ثم انف*جرت بالبكاء وهي تقول:
-شوفتي يا طنط …شوفتي بسهولة كده هيتخلي عني
ربتت حسناء علي ظهرها ثم ضمتها بقوة وهي تفكر بيأس أن رغم تربيتها الحسنة لأدم الأ أنها فشلت في ازالة الكر*ه القابع داخله نحو جابر عزام …الكره الذي سوف يؤ*ذيه هو اولا !!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عروس رغما عنها ) اسم الرواية