رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري
رواية انت عشقي وقسوتي الفصل السابع والعشرون 27
- بارت ٢٧
رفعت .. عشوفلها شغلانة عندينا اذا كانت رايدة شغل
سميحة .. ماهو برضو مش اى حاجة يا حج .. لازم يكون فى تخصصها وكمان هيا طموحها تشتغل فى شركة كبيرة مش اى مكان وخلاص .. دى مهندسة مش اى حاجة
رفعت .. انا جولت اللى عندى يا ست سميحة .. وانتى وعيها زين ان بعد ما تخلص هناخدها تعيش حدانا
سميحة .. هيا اصلا مش هتوافق وانا استحالة اسيبها تعمل حاجة غصب عنها
نهض من مكانه قائلا بانفعال .. معنديناشى بنات تجول لاه .. انا عمها وبمجام ابوها وانا ادرى بمصلحتها .. عن اذنك
انصرف تاركا اياها بحالة خوف وقلق شديد جدا تشعر ان الكون يُهَد من حولها .. فهى لا تستطيع فراق عاليا وتركها لعمها .. فإلى جانب حبها الشديد لها وخوفها عليها الا انها تؤنس وحدتها لتشعر ببهجة الحياة والامل فقط بوجودها .. كما تعرف جيدا ان عاليا تريد البقاء بالقاهرة لبناء مستقبلها .. اذا كيف ستسافر وتتخلى عن طموحها !!
سميحة .. مصيبة ومكنتش عاملة حسابها .. هعمل ايه دلوقتى انا استحالة اسيبهم يضيعو مستقبلها وياكلو حقوقها .. بس شكل عمها ده مش ناوى على خير ابدا وماصدق يحصل اللى حصل عشان ياخدها
ثم اكملت مرتعبة .. يا لهوى لو رفع قضية .. ممكن يكسبها وياخد وصاية عاليا .. وساعتها محدش هيقدر يوقفه عن اللى عايز يعمله
كله منك انت يا احمد ربنا يسامحك انت السبب فى كل ده .. والنتيجة اهو البت هيضيع مستقبلها بسببك .. يارب اعمل ايه مليش غيرك خليك معايا يارب
......
وصلت عند ملك فوجدتها تبكى بحرقة فى حالة انهيار شديد
احتضنتها بلهفة وخوف قائلة
عاليا .. ايه ده مالك يا ملك فيكى ايه يا حبيبتى ؟
ملك ببكاء شديد من بين شهقاتها.. انا اسفة .. قلقتك .. وجبتك على ملا وشك .. انا .. اسفة
عاليا .. ايه الهبل ده يا بنتى احنا اخوات وتكلمينى فى اى وقت .. المهم طمنينى مالك .. انتى قابلتى ادم ؟
ملك تومئ برأسها ببكاء .. طلع معاكى حق يا ريتنى سمعت كلامك .. ياريتنى مروحتش ولا صممت اقابله
عاليا بكره .. عملك ايه الحيوان ده ؟
ملك .. طلع .. طلع زى ما قلتى .. طلع بوشين يا عاليا .. ثم انهارت بالبكاء لم تستطع اكمال حديثها
عاليا .. تعرفى كان عندى امل تقوليلى انى غلطانة .. كان نفسى اطلع فاهماه غلط
ثم نظرت اليها بجدية قائلا .. ممكن تمسحى دموعك وتهدى عشان افهم حصل ايه .. خدى اشربى المياه والعصير دول يهدوكى عشان نعرف نتكلم
بعد فترة
ملك .. تخيلى يلغى معادنا يا عاليا ويكذب ويقول انه تعبان .. وعشان ايه .. عشان يقابل السنكوحة بتاعته
خلى الدم غلى فى عروقى وصممت اواجهه بحقارته .. افتكرته هيتكسف على دمه حتى انه كذب عليا
لكن طلع بجح بجاحة انا فى حياتى ما شوفتها
طلع بيمثل عليا كل ده عشان يوجعنى .. مكفاهوش اللى عمله فيا قبل كدة وقرر يوجعنى تانى
تخيلى وانا اللى فاكراه فاق وبقى بنى ادم .. طلع حيوان فعلا معندوش قلب
عاليا .. الحقير .. بس ينتقم منك ليه انتى عملتيله ايه
ملك بكره .. البيه فاكر انى خونته .. بيقول انه شافنى مع محمد .. مش قادرة افهم شافنا امتى انا مقابلتش محمد ده من زمان وهو قطع معايا من ساعة ما عرف انى كنت معاه عشان مرضه .. مرضه اللى طلع مزيف اصلا واللى بوظ حياتى
عاليا .. امال ليه قالك انه كان غلطان واعتذرلك .. ليه طلب تسامحيه وترجعيله
ملك .. مش عارفة .. انا هتجنن مبقتش فاهمة حاجة
ثم اكملت بضعف وحسرة .. عارفة يا عاليا انا حاسة ان حياتى كلها مجرد كذبة كبيرة
كل حاجة فيها مزيفة .. مفيش حاجة حقيقية فيها ابدا
بداية من علاقتى بمحمد اللى عشتها غصب عنى بس عشان محسش بالذنب لو جراله حاجة بسببى .. واكتشف فى الاخر ان معندوش اى امراض وكل ده كان كذب
وبعدها ادم اللى محبنيش ثانية .. كله كان كدب وتمثيل
الاول كان بيمثل عشان يتسلى ويقضيها .. او زى ما بيقول عشان الناس تبطل تقول عليه معندوش مشاعر فأى واحدة تبقى معاه والسلام
وبعدها وبعد ما بعدت عنه وقررت انساه .. رجع يمثل عليا تانى بس المرة دى عشان ينتقم لكرامته .. ينتقم بسبب حاجة مش موجودة اساسا .. بسبب علاقتى بمحمد اللى هيا فى الاساس مزيفة .. شوفتى انا كل حاجة فى حياتى مزيفة ازاى .. شوفتى انى عايشة كدبة كبيرة
دى حتى امى مسلمتش من كدبها .. برضو عشان ابن اختها او يمكن زى ما بتقول عشان مصلحتى كدبت عليا وخلتنى عايشة بعقدة الذنب
تألم قلب عاليا لسماع ملك تتحدث بتلك الحسرة مدركة الحزن الدفين بداخلها لتحتضنها بشدة قائلة
عاليا .. متفكريش كدة يا ملك .. تفكيرك ده هيتعبك اوى ومش هيوصلك لحاجة غير انه هيضعفك ويكسرك اكتر .. التفكير السلبى ده مش وقته خالص .. انتى فى وقت محتاجة تفكرى بايجابية اكتر .. تفكرى ازاى هتتخلصى من كل ده وتطلعى بأقل خساير
انتى قوية يا ملك .. انا اتعودت عليكى قوية وارادتك وعزيمتك علطول بيبهرونى .. ادم لازم يخرج من حياتك خالص .. لازم تنسيه وتقتنعى من جواكى انه خلاص مبقاش ينفعك .. وجوده بيضعفك ويأذيكى يبقى لازم تبعديه عن حياتك عشان تعرفى تعيشى
ملك .. وده اللى ناوية اعمله .. هموت قلبى وادفنه بالحياة ولا عمرى هفكر بس مجرد تفكير تانى فيه .. كان وهم كبير فى حياتى وخلاص فوقت .. كان نفسى افوق لوحدى من غير ما اهين كرامتى معاه بس للاسف هو اللى فوقنى .. فوقنى على كابوس لحد دلوقتى مش قادرة استوعبه
غلطتى انى افتكرته بنى ادم وقررت بعد صراع كبير مع نفسى اديله فرصة واسمعه .. ياريتنى ما اديتهاله ياريتنى فضلت بعيد ومستجبتش لكل محاولاته دى
عاليا .. خلاص يا ملك اللى حصل حصل ومتندميش على حاجة جايز كان لازم ده يحصل عشان تفهميه كويس وتقدرى تبعدى وتنسيه .. وجع القلب صعب بس بيقوى ويعلمنا كتير
ملك بأسف .. انا بجد محرجة منك اوى على النزلة اللى نزلتهالك فجأة كدة
عاليا .. متقوليش كدة يا ملك ان ماكنتش انا هكون جنبك فى الموقف ده مين هيكون جنبك .. ولا انا باة مليش لازمة فى حياتك
احتضنتها قائلة .. لا طبعا ده انتى اللى بتقوينى على حاجات كتير ربنا يخليكى ليا
عاليا .. حبيبتى انا جنبك علطول وقت ما تحتاجينى هتلاقينى .. المهم ارتاحتى وفوقتى ؟
ملك .. اه جدا متتخيليش ارتحت اد ايه .. واخدت قرارات لازم انفذها
عاليا .. طب تعالى باة وهاتينى مكانك عشان اسوق انا واروحك البيت .
.......
حاول الاتصال بها طوال الليل ولكن ظل هاتفها مغلقا
فكر بارسال رسالة لها ولكنها قد حجبت كل وسائل الاتصال عنه ليدرك انها تلك المرة قررت الابتعاد عنه نهائيا دون السماح له حتى بمراسلتها
احترق قلبه من شدة الالم فقد شعر وكأن النيران تشتعل بصدره وتتأجج بشرايينه لابتعادها عنه .. ولكنه لا يحق له لومها او حتى عتابها فمعها كل الحق بعد ان جرحها وكسر قلبها مرة اخرى لم يعد له اى فرصة
وما يعذبه ان كل ذلك خارج ارادته .. لم يكن يريد ان يجرحها هكذا ولكنه اجبر على ذلك .. لذا لابد من شرح الحقيقة كاملة لها كى تتيقن من عشقه الشديد لها
وان كانت منعته عن الاتصال بها .. فبكل الاحوال سوف يراها غدا بالكلية ووقتها لن يتركها حتى تعرف كل شئ .. وتسامحه
......
صباحا فى الكلية
ظل ينتظرها بلهفة امام مبنى القسم ولكنها لم تأتِ .. لم يستطع رؤيتها ابدا
حتى بدأت المحاضرة وتفاجأ بها تدخل القاعة مع دكتور المادة دون ان تولى له اى اهتمام
انتظر الى ان تنتهى المحاضرة كى يتحدث معها .. ولكن وللغرابة الشديدة لم يجدها .. فقد غادرت المحاضرة قبل ان تنتهى ولم يستطع ايجادها
ظل يبحث عنها بكل مكان ولكنها قد اختفت تماما
حتى تكرر نفس الشئ بالمحاضرة الثانية حيث لم تعطه اى فرصة كى يراها
بعد انتهاء المحاضرات توجه الى اجتماع المشروع بلهفة ظنا منه انه سوف يراها هناك
تجمع اعضاء الجروب وقام ادم بتسليم تاسكات الجميع عدا ملك قائلا للمعيد
ادم .. اتفضل يا بشمهندس دى تاسكات كل التيم .. فاضل بس ملك لسة مسلمتنيش التاسك بتاعتها لما تيجى حضرتك خدها منها
المعيد .. مفيش مشكلة اصلا بشمهندسة ملك سلمتنى التاسك بتاعتها واعتذرت عن حضور الاجتماع .
ادم بذهول .. يعنى مش هتحضر ؟
المعيد .. لأ .. وياريت نبدأ باة عشان منتأخرش
ظل تائها طوال مدة الاجتماع حتى انه لا يدرى ما دار به وما تم الاتفاق عليه فقد كان كل تفكيره بملك واختفاءها الذى لم يحدث سابقا .. كان ليشعر بالخوف عليها ان لم تحضر ولكنه بالفعل رأها بالمحاضرات اذا فهى بخير .. او هكذا يظن
عاد الى منزله شاردا حتى انه دخل غرفته دون الحديث مع عمر
ولم يكن حال عمر بأفضل منه فهو ايضا لم يحاول حتى التحدث معه منصرفا لغرفته يشعر بالحزن الشديد لموقف والده من عاليا .. لم يستطع تخيل ان تكون عاليا لغيره فطالما حلم بها كى تكون زوجته وشريكة حياته .. ولكن الان يشعر ان احلامه كلها سوف تتدمر بسبب والده وتفكيره العقيم ذاك
ظل شاردا حزينا طوال اليوم حتى انه لم يحاول التحدث مع عاليا ابدا .. وبالطبع هى لم تحاول جذب اى حديث معه
......
اشرق شمس يوم جديد على ابطالنا ليتجدد الامل بقلب ادم مرة اخرى لرؤية معشوقته
ولكن ولحزنه الشديد لم يستطع رؤيتها ايضا .. فلم تعط له اى مجال كى يراها .. بل ولم تريد ايضا رؤيته مطلقا
ظل ينتظر محاضرة وراء محاضرة كى يستطيع رؤيتها ولو لدقيقة ولكنها كانت تحرص على دخول المحاضرة مع دكتور المادة والخروج قبل انتهاء المحاضرة فجأة
جن جنونه فلم يجد مفرا من سؤال عاليا عنها والتى لا يدرى كم تكرهه وتحتقره الان .. فقد ظن انها سوف تساعده كى يصل لملك قائلا
ادم .. ملك فين يا عاليا .. انا عايزها ضرورى ودورت عليها كتير ملقتهاش
عاليا بكره .. انت مالك بيها .. عايز منها ايه تانى مش كفاية اللى عملته فيها .. سيبها فى حالها باة
تفاجئ ادم من رد عاليا الهجومى عليه والذى استفزه كثيرا ليرد قائلا
ادم بحدة .. دى حاجة بيننا حاجة تخصنى انا وملك بس .. لو سمحتى قوليلى هيا مختفية فين لازم اتكلم معاها
عاليا .. انتو مفيش حاجة بينكم .. وملك مبقتش طايقة تشوف وشك ولا عايزة تسمع منك حاجة .. وقالتلى اقولك تنساها زى ما نسيتك
ادم .. ماشى يا عاليا .. انا هلاقيها بطريقتى شكرا
هم ان يتحرك حتى اوقفته قائلة
عاليا .. ادم
ادم بأمل .. نعم
عاليا .. انا اسفة على كل لحظة احترمتك فيها .. ثم اكملت باحتقار .. عن اذنك يا .... يا بتاع مروة .. صحيح ما جمع الا اما وفق
تركته وذهبت بينما اشتعل هو غضبا وحرقة من حديثها المستفز معه واستحقارها له
ادم .. اذا كانت صاحبتها كدة .. امال ملك هيكون موقفها ايه .. واضح ان المرة دى فعلا مفيش فايدة
.....
بعد انتهاء اليوم الدراسى ظل يبحث عنها بالكلية حتى وجدها بالكافيتريا تتناول طعامها
عمر .. اخيرا لقيتك .. دوختينى .. انا نفسى اعرف موبايلك ده شايلاه ليه لما مبترديش عليه
عاليا .. بعمله صامت عشان المحاضرات
عمر .. ااااه انتى تعمليه صامت وانا يطلع عينى عشان الاقيكى .. ممكن بعد المحاضرة ترجعى الجرس بعد كدة ؟
عاليا .. فيه حاجة يا عمر ؟
جلس بجانبها قائلا
عمر .. هو لازم يكون فيه حاجة عشان اشوفك واتطمن عليكى
عاليا .. انا كويسة
عمر .. مالك يا عاليا فى ايه ؟
عاليا .. يعنى مش عارف اللى صاحبك عمله .. ازاى هان عليه يجرح ملك بالمنظر ده ؟!
عمر .. يادى ادم اللى مش هنخلص منه .. يابنتى انا مالى بيه هفضل لحد امتى اقولك افصلى بيننا .. تحبى اقطع علاقتى بيه عشان ترتاحى
عاليا .. ياريت والله على الاقل متتعلمش منه الغدر والجحود ولا يتحسب عليك صاحب وهو حقير كدة
عمر .. حقير !! ايه اللى حصل لكل ده وجحود ايه انا مش فاهم حاجة ؟
عاليا .. يعنى متعرفش ؟!
عمر بغضب .. لأ يا عاليا معرفش حاجة .. انا كنت مسافر اصلا ولسة راجع ومتكلمتش مع ادم فى حاجة
ممكن باة تبطلى الاسلوب اللى بتكلمينى بيه ده وتفهمينى فيه ايه
عاليا .. اسأل صاحبك المحترم وهو يقولك .. خليه يقولك ازاى قدر يمثل على ملك ويضحك عليها .. انا مش عارفة ازاى الواحدة تأمن على نفسها معاكم تانى
ادرك عمر حينها ان عاليا لن تتغير فما زالت تأخذه بذنب صديقه حتى بعد تحذيره لها اكثر من مرة .. حتى انها قالت له بصراحة جارحة انها لم تعد تثق به بسبب ادم
لذا قد فاض به منها قائلا بانفعال .. تمثيل ايه وزفت ايه وانا مالى بكل ده ... حضرتك بتكلمينى بمنتهى البرود وبأسلوب زى الزفت عشان ادم مزعل صحبتك !! ... ابقى انا طلعان عينى وبعمل كل اللى اقدر عليه عشان اطمنك وحضرتك تقوليلى اأمن على نفسى معاك ازاى
ازاى انا اكون بحارب الدنيا عشانك وانتى متقدريش حبى ليكى ولا يكون عندك ثقة فيا
ولمجرد ان صاحبى غدر بصاحبتك ده لو كلامك صح يعنى يبقى انا اكيد زيه .. ايه الدماغ دى ؟!
عاليا بتعجب .. تحارب الدنيا ازاى يعنى ؟! وطلعان عينك ليه بتعمل ايه ؟
عمر محاولا التحدث بهدوء .. هييجى يوم وتعرفى يا عاليا انا بعمل ايه عشانك .. انتى بس ثقى فيا وبطلى تاخدينى بذنب حد تانى .. مش معقول كدة كل اما اكلمك الاقيكى قالبة عليا وبتتكلمى بالعافية بسبب ادم
ثم امسك بيدها قائلا .. عاليا انا بحبك .. وعايزك تكملى معايا حياتى .. ثقى انى هعمل المستحيل عشان تكونى ليا .. ومهما حصل مش هسيبك .. بس بلاش الوش والاسلوب ده متخلينيش اتضايق منك واهرب من التعامل معاكى
عاليا منتزعة يدها بلطف .. هحاول يا عمر .. صدقنى هحاول
.....
بعد حديث عاليا انتابه الفضول الشديد لمعرفة ما حدث
لذا قرر الحديث مع ادم بمجرد عودته للمنزل
وما ان عاد حتى بادره عمر بالسؤال قائلا
عمر .. بأة اغيب يومين بس ارجع الاقيك عامل مصيبة .. انا عايز افهم ايه اللى حصل بالتفصيل
ادم بلا مبالاة .. طبعا عاليا اللى فضحت الدنيا
عمر .. اسكت دى مش طايقاك ولا طايقة سيرتك .. انا عايز افهم عملت ايه لكل ده
ادم بأسف .. ملك وبعد كل الاحتياطات دى .. شافتنى مع مروة
عمر بسخرية .. ما متوقع طبعا هو انت فاكر هتقدر تخبى علاقتكم لحد امتى
ادم .. انا هتجنن ازاى عرفت مكان الكافيه ده .. ده بعيد اوى عن الكلية وهيا عمرها ما راحته ازاى عرفته بس
عمر .. وطبعا شكلك كان زى الزفت
ادم .. لا ده اللى زود الطين بلة كمان انى لغيت معادى معاها عشان لقيت مروة فى وشى .. غصب عنى اضطريت اقولها انى تعبان ومش هقدر انزل
عمر .. لا براحة كدة وواحدة واحدة عليا عشان افهم
قص ادم له كل ما حدث وحديثه القاسى معها انتهاءا بحديث عاليا المستفز
عمر .. هههه والله البت عاليا دى جدعة
ادم .. انت بتضحك على ايه .. بقولك بتستحقرنى .. وانت عارف كويس اوى ان اللى حصل غصب عنى
ولما هيا شايفانى حقير كدة امال ملك ايه
عمر .. طب وجود مروة وفهمناه .. بس ليه تقولها خاينة وتجرحها بالشكل ده
ادم .. غصب عنى يا عمر .. للحظة كنت هتكشف .. لما قالتلى انت اعتذرت وعارف انى مخونتش مروة كانت هتفهم انى بكذب عليها .. اصل منين اعتذرتلها ومنين قلت لمروة انها خاينة .. كان لازم اثبت خيانتها ومجاش فى بالى ساعتها غير مشهدها مع ابن خالتها اللى ولع قلبى نار ساعتها
عمر .. مكنش المفروض تجيب سيرته ابدا .. وخصوصا وانت عارف انها عمرها ما حبته
ادم .. عارف .. بس قولى انت كنت هطلع من الورطة دى ازاى .. لو تعرف ملك بس انا اد ايه خايف عليها وكل اللى بعمله ده عشانها
انا قلت هبقى افهمها الحقيقة بعدين .. بس مش عارف اتلايم عليها فى الكلية خالص بتحضر المحاضرة وبعدين فص ملح وداب ملهاش اى اثر
ملقتش ادامى غير عاليا قلت دى اللى هتكون حلقة الوصل بيننا وتساعدنى .. معرفش انها هتبقى ضدى كدة
عمر .... هههههه ضدك ايه يا عم قول عدوتك غريمتك .. دى لو تطول تدبحك هتعملها .. انت مشوفتهاش بتتكلم عنك وعينها كلها شر ازاى
ادم .. وايه المتوقع من واحدة ندمانة انها كانت بتحترمنى
عمر .. طب وناوى على ايه
ادم .. عايز الصراحة .. انا قررت اصرف نظر عن كلامى مع ملك .. حاسس ان ده مش وقته وطول ما مروة فى حياتى علاقتى بملك مش هتنفع .. عمرها ما هتقدر تستحمل تشوفنى معاها كدة علطول حتى لو عارفة انه تمثيل مش حقيقى .. يمكن تفكيرها انى انسان ندل ومستاهلش يخلى الموضوع ميفرقش معاها اوى .. و تأثيره يبقى اقل عليها
ويمكن من مصلحتنا احنا الاتنين نبعد عشان اقدر افوق لمروة ولانتقامى منها ..
عمر .. وانت ناوى تنتقم من مروة ازاى ؟
ادم .. هقولك
......
صباحا فى الكلية .. اتصل هاتفيا بمروة فاتاه ردها سريعا
مروة .. صباح الخير
ادم .. صباح النور يا ميرو عاملة ايه
مروة .. ده ايه الدلع اللى عالصبح ده
ادم .. لو مكنتش ادلعك هدلع مين يا ميرو
مروة .. لا دى الغزالة رايقة عالاخر .. انت فين كدة ؟
ادم .. فى الكافيتيريا .. مستنيكى
مروة بذهول .. ايه ؟؟ مستنينى بجد ؟ فى الكلية كدة عادى
ادم .. اه يلا تعالى بسرعة
مروة بسعادة .. جاية حالا .. واغلقت الخط راكضة بسرعة حتى وجدته
مروة .. ده ايه التغيرات المفاجأة دى .. بتدلعنى وكمان مقابلة فى الكلية .. مقدرش على كدة انا
ادم .. اعمل ايه ما الموضوع مستعجل مينفعش يتأخر
مروة .. موضوع ايه خير ؟
ادم .. بعد ما اتناقشنا فى مشروعك لقيت فعلا ان فيه جزء فكرته صعبة اوى عليكى .. عشان كدة فكرتلك فى فكرة احسن واسهل بكتير وكمان اقوى من فكرتكم
مروة .. ايه ده بجد ؟
ادم .. اه والله .. وكمان عملت بحث كدة عنها وبعتلك تقرير عالميل شوفيه وهتنبهرى
مروة بحب .. انت علطول مخلينى منبهرة يا ادم .. بجد انا مبسوطة اوى باهتمامك بيا ده
ادم .. خلاص شوفى التقرير ولو الفكرة عجبتك متحمليش هم حاجة انا هظبطلك الدنيا
مروة .. تمام .. متشكرة اوى
ادم .. لا على ايه عيب عليكى
.....
بعد مرور يومين ويأسه من رؤية ملك مرة اخرى فقد ظل يبحث عنها طوال الاسبوع بجنون ولكنه لم يستطع ايجادها ابدا حتى فقد الامل من لقائها مجددا
كان يرتشف قهوته بالكلية حينما تفاجئ بمن يلقى بوجهه ظرفا فجأة ليرفع عينيه بحدة وغضب ويدهش لوجود ملك امامه قائلة بقسوة حادة
ملك بقسوة .. بكدة يبقى ملكش اى حاجة عندى وياريت تبطل تدور وتسأل الناس عليا افهم انى مش عايزة اعرفك تانى
ثم استدارت تولى له ظهرها لتبتعد عنه بسرعة بينما قال هو
ادم .. استنى يا ملك
ولكنها لم تعطِ له اى اهتمام مكملة طريقها حتى اعترض طريقها باصرار ملوحا بذلك الظرف بيده ليقول
ادم بتساؤل .. مش تفهمينى الاول ايه ده ؟!
ملك .. دى الفلوس اللى صرفتها فى المستشفى .. متقلقش مش ناقصين مليم انا جبت كشف حسابى من هناك وزودت عليهم كمان مصاريف المواصلات والعلاج
همت ان تنصرف حين امسك بذراعها قائلا
ادم .. فلوس ايه اللى بتتكلمى فيها انا مش عايزهم
انتزعت ذراعها بعنف قائلة
ملك .. اولا ايدك دى متلمسنيش .. وبعدين انا مش طايقة يكون ليك عندى حاجة .. روح حطهم فى جامع ولا اقولك .. اصرفهم على البتاعة بتاعتك دى هتفرح بيك اوى
ادم .. البتاعة دى ولا تفرق معايا .. انتى بس اللى مهمة عندى انتى ....
اشتعلت ملك غضبا قائلة
ملك .. انت مجنون صح .. لا مجنون ايه ده انت عندك انفصام فى الشخصية .. انصحك بجد تتعالج وتبعد عنى لانى مش حمل مريض نفسى فى حياتى
ادم .. عندك حق تقولى اكتر من كدة .. بس لما تعرفى الموضوع هتعذرينى وتفهمى ....
قاطعته قائلة بقسوة .. انت لسة مصمم تمثل تانى عليا !! مشبعتش تمثيل وخداع وقهر !! لأ والنكتة انك فاكرنى هديك فرصة تانى وارجع اصدقك.. ملك الهبلة بتاعة زمان اللى كانت بتصدق كل حاجة منك خلاص ماتت .. مبقتش موجودة .. ملك اللى ادامك دلوقتى عارفاك على حقيقتك وفاهمة كل الاعيبك واستحالة هتقدر تضحك عليها تانى .. لأ ده استحالة هتقدر تبقى فى محيط حياتها من الاساس .. فريح نفسك ووفر التمثيل والكدب لحد تانى
ادم .. طيب انا هبعد عن حياتك زى ما انتى عايزة .. بس الاول ادينى فرصة تسمعينى صدقينى انا ....
قاطعته بانفعال شديد قائلة .. اصدقك !! ضحكتنى والله .. عملتلى ايه عشان اصدقك !! .. امتى كنت واضح وصريح معايا عشان اقدر اصدقك .. كل حياتك معايا تمثيل فى تمثيل .. من بداية علاقتنا وانت بتمثل عليا .. يا مؤمن ده انت اعترفتلى بعضمة لسانك انى بالنسبة لك كنت لعبة بتتسلى بيها .. وحتى بعد ما اعتذرت وفكرت اديك اخر فرصة بعد تفكير كتير .. رجعت قلت نفس الكلام تانى بالحرف .. والادهى ان اعتذارك نفسه يطلع تمثيل وكدب عشان توجعنى وتنتقم لكرامتك .. بالذمة انت بنى ادم !! .. انت احقر كائن عرفته فى حياتى .. انا مبعرفش اكره بس انت كنت بارع تخلينى اكرهك من قلبى بجد ..
ادم بألم .. كل اللى فى دماغك غلط .. انا اضطريت اقول كدة لكن دى مش الحقيقة .. ادينى فرصة بس واسمع.....
ملك بعنف .. كفاية بأة .. ابعد عنى وسيبنى فى حالى .. انا اديتك اخر فرصة يا ادم وضيعتها .. اخر فرصة كانت ليك عندى واللى قدرت اديهالك بعد عذاب وصراع مع نفسى وضيعتها .. خلاص مبقتش عايزة اسمع ولا اعرف حاجة .. اصلا مش هقدر اصدقك تانى مهما عملت .. انسانى ومتفكرش تتكلم معايا تانى لو شوفتنى صدفة حتى
ادم .. مش هسيبك يا ملك انا بحبك .. انا ....
لم يستطع تكملة جملته حيث تلقى صفعة قوية من ملك اخرسته لتعتلى ملامح الذهول والغضب وجهه وتصطبغ عيونه بلون الدماء من شدة الغيظ والانفعال
لترفع سبابتها امام وجهه قائلة بتهديد
ملك .. حسك عينك اسمعك بتقولى الكلمة دى تانى .. ازاى تسمح لنفسك تقولها لواحدة وانت مرتبط بواحدة تانية هى الوقاحة وصلت بيك للدرجة دى والكدب باة عينى عينك كدة
اتسعت حدقتيه بذهول وقد انعقد لسانه من شدة الاندهاش لرد فعلها الغير متوقع ذلك لتكمل هى باحتقار
ملك .. لو عندك ذرة كرامة تبعد عنى ومتفكرش تدور عليا تانى .. انا مش مستعدة اتعامل مع شخص مختل عقليا زيك تانى
هنا لم يستطع تحمل اهاناتها وجرأتها تلك اكثر من ذلك فقد حاول تحمل قسوتها وتلقى كلماتها التى تزهق روحه كى تفرغ عن غضبها وتنتقم لكرامتها اعترافا منه انه قد اخطئ بحقها ولابد ان يتحملها .. ولكنها قد تعدت الحد كثيرا وخطت بقدميها من مرحلة الصبر الذى حاول التحلى به قدر المستطاع معها لتدخل دائرة الخطر .. تلك الدائرة المحرقة لكل من يحاول تخطى حدوده او مجرد المساس بها
ادم بغضب محتقن وعيون حمراء تخطف الانفاس
ادم .. قلتى ايه ؟! مختل عقليا !!
تظاهرت ملك بتجاهل هيأته الغاضبة والمشتعلة تلك التى لا تبشر بالخير ابدا فما ان سقطت عيونه عليها حتى شعرت وكأنها نيران تشتعل بغيظ لتحرقها وتحرق روحها لتحتبس انفاسها خوفا من ردة فعله قائلة بصوت حاولت صبغه بالثبات والثقة وعيونها متحدية له
ملك .. ايوة يا ادم انت بالنسبة لى مجرد شخص مريض ولازمله علاج فورى لانه خطر على اللى حواليه
ادم بغيظ مقتربا منها .. عارفة لو مكنتيش ملك اللى ادامى وكانت واحدة تانية مكانك .. كان هيبقى ليا تصرف تانى هيزعلك .. بس انا هعرفك ازاى تتجرأى ترفعى ايدك عليا
ملك بتحدى .. للاسف القلم ده قليل عليك .. انت تستحق ميت قلم على وشك مش قلم واحد وبرضو مش هيشفو غليلى
ادم بغضب مجنون .. احترمى نفسك واعرفى انتى واقفة ادام مين .. انا ان كنت مستحملك وصابر عليكى فده لان عارف انى جرحتك وحقك تعملى كدة لانك متعرفيش حاجة .. بس الا كرامتى وكبريائى يا ملك اللى يمسهم مش برحمه لو هو مين بفعصه تحت جزمتى
ملك باستهزاء .. انت هتقولى منا مجربة !! ثم اكملت باستفزاز
ملك .. بس اقولك حاجة اللى بيكون كدة غالبا بيبقى عنده عقدة نقص وبيطلعها على اللى حواليه .. ثم اقتربت منه قائلة .. انصحك وانت بتتعالج تبقى تشوف النقص ده جاى منين
انصرفت سريعا هاربة منه تاركة اياه بحالة انفعال شديد و غضب مجنون جعله ينسى انهم بالحرم الجامعى ليقبض على الكرسى بجانبه بعنف ويقوم بهبده على الارض بكل قوته ليجعله حطاما من شدة غضبه ولم يكتفى بذلك بل اخذ يهبد كل ما يأتى بوجهه كالثور الهائج ليفرغ عن غضبه حتى رآه عمر من بعيد بتلك الحالة فقد كان يراقب حديثه مع ملك ولم يحاول قطع نقاشهم املا ان تعود ملك لصوابها وتدرك حقيقة الامر ولكن وجده فجأة قد بدأ بتحطيم المكان بغضب فركض اليه مسرعا حينما وجد رجال الامن يمسكون به بسبب تلك الفوضى التى احدثها بالمكان دون احترام الحرم الجامعى وقوانينه
عمر .. ممكن تسيبوه بعد اذنكم .. معلش هو متعصب شوية
احد رجال الامن .. مش مسموح لاى شخص مهما كانت حالته يسئ لمرافق الكلية ويعمل فوضى بالمنظر ده ويلم الطلبة عليه احنا فين هنا !!
عمر .. احنا اسفين جدا بس هو عنده ظروف قوية شوية وغصب عنه معلش
ادم بغضب ... انا هتحمل كل التلفيات عايزين ايه تانى !
عمر .. اهدى يا ادم واتكلم كويس متعملناش مشاكل
احد رجال الامن .. الموضوع مش فلوس وبس يا بشمهندس .. دلوقتى نروح للعميد وهو يقولك عقوبتك ايه
عمر برعب .. عميد ايه لأ .. حضرتك دى اول مرة تحصل احنا مشهودلنا بالاخلاق والاحترام فى الكلية واسأل عننا اى حد .. فمش مستاهلة عميد ومشاكل دى اخر سنة لينا وعايزنها تخلص على خير
احد رجال الامن .. حضرتك هو مش مقدر الكارثة اللى عاملها وبيتكلم بأسلوب مش كويس .. لازم يروح للعميد
ادم .. اتفضل ودينى هو انا ماسكك
عمر .. يابنى اتلم الموضوع هيكبر
ادم .. خليك انت فى حالك يا عمر .. اتفضل حضرتك شوف شغلك وودينى للعميد
اصطحبته افراد الامن لمكتب العميد تحت انظار ملك التى كانت تراقب انفعاله ذلك بشماته وقلب يتراقص من سعادته لنجاحها بايصاله لتلك المرحلة من الغضب والانفعال واشفاء غليلها
ولكن تلك السعادة سرعان ما بدأت تتلاشى رويدا رويدا الا ان اختفت تماما ليحل محلها مشاعر قلق وخوف شديد عليه .. فبالرغم من كل شئ هى ما زالت تخاف عليه
لذا انتفض قلبها ذعرا حين سمعت بانه سيؤخذ للعميد و يعاقب على فعلته تلك .. لتتساقط دموعها رغما عنها قائلة بضعف فى نفسها
ملك .. ليه عملت فينا كدة ليه !! انا توهت وانت ضعت ومبقيناش عارفين نعيش .. ربنا يسامحك يا ادم ويقدرنى انساك واخرجك من قلبى
.....
فى مبنى الادارة حيث مكتب العميد .. لمحهم مهندس شادى ليتعجب بشدة من ذلك المشهد الغريب فيتقدم اليهم بلهفة متسائلا
شادى .. خير يا شباب ماسكين مهندس ادم كدة ليه؟
احد افراد الامن والذى يعرف شادى جيدا ويكن له من الحب والاحترام الكثير .. انت تعرفه يا بشمهندس ؟!
شادى ناظرا لادم بابتسامة .. طبعا ده من اشطر الطلاب عندى والاول على دفعته .. هو ايه اللى حصل ؟
احد افراد الامن .. معقول ده الاول على دفعته !! ده ماشى يكسر ويرزع فى الكلية ولا هامه حد ولما كلمناه يقولنا هدفع التلفيات .
شادى بذهول .. يكسر فى الكلية دى عمرها ما حصلت !!.. ايه اللى حصل يا ادم لكل ده
ادم محاولا التحدث بهدوء .. كنت متعصب شوية وطلعت عصبيتى فى اللى حواليا .. عادى باة
احد افراد الامن .. ولو اى حد اتعصب خرب الكلية مش هيبقى فيه كلية من الاصل .. عشان كدة لازم يروح للعميد ويتعاقب
شادى .. لأ عميد ايه بس يا ايمن اهدى كدة وصلى على النبى .. ده انا بقولك الاول على دفعته ده ولد فى منتهى الادب والاخلاق ومهذب جدا حرام نأذيه .. ثم همس له بجانب اذنه قائلا
شادى .. انا واثق انك تقدر تلم الموضوع فعشان خاطرى انا سيبه وبلاش العميد
ايمن .. يا بشمهندس ده لازم يتعاقب عشان ميكررهاش تانى
شادى .. سيبهولى انا هتكلم معاه وافهمه بس من فضلك بلاش الموضوع يكبر
ايمن .. اللى تشوفه يا بشمهندس .. انا هبلغ الادارة بالتلفيات على انها غير مقصودة ونبلغه بالتكاليف
شادى .. متشكر جدا يا ايمن
ثم اصطحب ادم لخارج مبنى الادارة قائلا
شادى .. ايه يا ادم اللى عملته ده انت عمرك ما كنت كدة
ادم بغضب .. مخنوق يا بشمهندس وخرجت عن شعورى فجأة محستش انا بعمل ايه .. متشكر جدا لوقفتك جنبى
شادى .. عيب متقولش كدة انت عارف انك غالى عندى .. بس المهم فهمنى ايه اللى حصل لكل ده
ادم بخنقة .. اللى حصل كتير .. ثم اكمل محاولا تغيير الحديث
ادم .. صحيح هو حضرتك مش سيبت الكلية
شادى بضحكة خفيفة .. اه بس حظك باة انى جيت انهاردة اخلص ورق
ادم بامتنان .. والله ده ربنا بعتك ليا من السما مش عارف من غيرك كنت عملت ايه
شادى .. مش هتقولى ايه اللى خلاك تعمل كدة ؟
ادم .. معلش اعذرنى مش قادر اتكلم .. احسن حاجة اروح البيت
شادى .. تحب اوصلك ؟
ادم .. لا متشكر جدا متعطلش نفسك .. انا حابب امشى مع نفسى شوية عشان اهدى
شادى .. طيب خلى بالك من نفسك
.....
فى طريقها لمبنى القسم قابلت عاليا والدموع تلتمع بعيونها
عاليا .. لا يا ملك متعيطيش .. ميستاهلش دموعك
ملك .. انا مش بعيط بسببه .. انا بس مقهورة عليه ليه يعمل كدة ليه يعذب فينا بالمنظر ده .. والنتيجة مستقبله كان هيضيع بلحظة .. بجد انا بقيت مش فاهماه ولا عارفة هو عايز ايه
عاليا .. ولا هنفهمه .. اللى زى ادم ده شخصية غامضة صعب تعرفى ايه اللى فى دماغه ولا بيفكر فى ايه واصلا دماغه سم توقعى منه كل حاجة
عشان كدة شيليه من دماغك وركزى فى مستقبلك الامتحانات قربت يا ملك وده اخر ترم
انتى مش ادتيه الفلوس
ملك بحقد .. اه رميتهاله فى وشه مش عايزة منه حاجة
عاليا .. طيب هتحضرى المحاضرة ولا ماشية
ملك .. لا همشى بعد اللى حصل مش هقدر اركز فى حاجة محتاجة ارتاح وافصل
عاليا .. طيب هحضر انا واكتب المحاضرة عشان ابعتهالك
ملك .. تسلميلى يا لولو .. سلام
......
بعد تركه لشادى وفى طريقه لبوابة الكلية وجد عمر فى انتظاره
عمر بعتاب .. ينفع كدة يا ادم تتهور بالمنظر ده .. انت بقيت تنسى اننا فى كلية وتطيح فى اللى حواليك ميهمكش حد .. مش عارف بتحرب على ضياع السنة دى من ايدك ليه
ادم بتملل .. اوووف عمر انا مش ناقص سيبنى فى حالى
وهم ان ينصرف من امامه حينما امسك عمر بذراعه بقوة كى يفيقه مما هو فيه
عمر انفعال خوفا عليه .. لا مش هسيبك انت كنت هتضيع نفسك .. انا مش عارف ايه اللى جرالك مرة تضرب معيد وتشوهله وشه ادام الطلبة ومرة تكسر فى الكلية
بجد انت مبقتش طبيعى لازم تتحكم فى اعصابك شوية
ادم بانفعال شديد وقد فاض به .. انت مش حاسس بحاجة .. عايزنى اتحكم فى اعصابى ازاى وانا شايف عشق حياتى بتضيع منى .. لما الانسانة الوحيدة اللى قلبك دقلها تحتقرك وتكدبك ومترضاش تسمعك لا وكمان تغلط فيك هتقدر تتحكم فى انفعالاتك وقتها !! .. لما تقول على اصدق مشاعر لمست قلبك انها كدب وتمثيل وتطردك من حياتها وكمان ترفع ايد.....
اصابته غصة بحلقه من شدة الالم والحسرة فلم يستطع تكملة جملته بينما نظر له عمر بذهول شديد قائلا
عمر بتردد شديد .. هى ملك .. ر رفعت ايدها عل....
قاطعه ادم بقسوة شديدة يشعر وكأن كبرياؤه التى طالما كان اهم شئ بالنسبة له قد انهار بلحظة
ادم .. اتجننت .. متعرفش ان لسة متخلقش اللى يهين ادم الشناوى او يفكر يتعدى حدوده معاه .. بس حسابها جاى ودينى لهندمها
عمر بشفقة على حال صديقه فهو يعلم جيدا ان كرامته فوق كل شئ وبالفعل يمكنه فعل اى شئ للثأر لكرامته
عمر .. هتعمل فيها ايه اكتر من اللى عملته يا ادم .. لو انت حاسس ان كرامتك اتجرحت شوية فانت دمرت كرامتها وكبريائها واحترامها لنفسها واعدمت ثقتها بنفسها بعد اللى عملته معاها .. انت مستهون بجرحها انك تقولها انا كنت بتسلى بيكى مرتين دى مش شوية دى اكبر اهانة ممكن واحدة تتهانها .. وطبيعى تحاول تعمل اى حاجة عشان ترجع كرامتها تانى
بس اللى انا عايز افهمه .. هيا ليه عملت كدة اصلا قلتلها ايه خلاها تتنرفذ للدرجة دى
ادم بسخرية .. قلت انى بتنيل بحبها ومروة متفرقش معايا .. كنت ناوى احكيلها كل حاجة واخلص من الحمل اللى على قلبى ده بس مدتنيش فرصة
عمر .. ليه يابنى مش انت قلت مش هتقولها خلاص وهتركز فى انتقامك من مروة
ادم بقلة حيلة .. اعمل ايه غصب عنى لما شوفتها ادامى مقدرتش اسيبها تمشى .. خصوصا لما شوفت نظرات الحسرة واللوم اللى فى عنيها واللى حاولت تداريهم بقسوتها معايا .. ساعتها لقيت نفسى بقولها غصب عنى .. كنت عايز اغير صورتى اللى اتهزت فى نظرها وافهمها كل حاجة .. للحظة ضعفت وقررت اقولها واصريت كمان عشان تعرف انى ادم اللى حبته متغيرتش ولا اى حاجة من اللى فى دماغها بس للاسف مدتنيش اى فرصة .. كأنها علامة من ربنا ان الوقت دلوقتى مش مناسب تعرف اى حاجة .. عمر انا تعبت عايز اروح وانااااام ومتصحنيش خالص
عمر .. طب استنى هطلع اجيب شنطتى واجى معاك
ادم برجاء .. معلش يا عمر لو سمحت انا محتاج اكون لوحدى شوية .. اطلع انت احضر المحاضرة
عمر .. طيب يا ادم برحتك
......
رحاب .. انتى متأكدة ان دى فكرة ادم فعلا
مروة .. اه والله هو اللى عملها وادهانى .. مش قلتلك بيخاف عليا ويهمه مصلحتى
رحاب .. باين كدة ده مش سايب حاجة حتى التقرير عامله والفكرة تحفة فعلا .. خلاص يبقى نعرضها على باقى الجروب وناخد رأيهم
مروة .. لا طبعا انا مش هاخد رأى حد الفكرة حلوة جدا وعجبانى ودى التاسك بتاعتى انا حرة اعملها بالشكل اللى عايزاه
رحاب .. بس ممكن يكون ليهم وجهة نظر مختلفة احنا مش واخدين بالنا منها
مروة .. لا يا حبيبتى هما لو رفضوها هيرفضو عشان هيخافو نجيب تقدير اعلى منهم ونبان مميزين عنهم ففكك منهم مش هنقولهم حاجة
رحاب .. يابنتى بتقولى ايه احنا فريق واحد ولو حاجة كويسة هتبقى مفيدة للكل
مروة .. لا برضو تقديراتنا بتختلف حسب الافكار والتاسكات .. وهما هياخدو بالهم انها فكرة مميزة ويطلعو فيها القطط الفاطسة
رحاب .. خلاص انتى حرة انا قلت رأيى وفى الاخر دى التاسك بتاعتك وانتى ادرى
مروة .. بقولك ايه ما تسيبك باة من جو الشغل ده وتعالى نخرج شوية نغير جو
رحاب .. انتى اتجننتى يا بنتى نخرج ايه ده الامتحانات بعد اسبوع ويادوب نلحق نذاكر
مروة .. عادى يعنى مجتش من يوم .. ثم اكملت بشرود .. وبعدين ادم موجود مش هحتاج وقت كتير
رحاب .. وهو ادم هيعملك ايه يعنى يا فالحة
مروة مدركة ذلة لسانها .. ها .. لا ولا حاجة .. اقصد يعنى مساعدته فى المشروع هتوفر عليا كتير
رحاب .. طب انتى عندك ادم هيساعدك انا معنديش حد والشغل فوق دماغى اد كدة ده غير المذاكرة للامتحانات .. مش عارفة اجيب وقت منين وانتى فايقة ورايقة وجاية عايزة تخرجى
مروة .. انتى حرة هخرج انا .. سلام
رحاب .. سلام ياختى
.....
مر اسبوع وسط محاولات ملك المستميتة للابتعاد عن ادم واختفائها تماما من امامه فقد اصبحت قليلة الحضور ونادرا ما تظهر بالمحاضرات حتى اصبح لا وجود لها ابدا ولكن لم يقلل ذلك من عشقه لها بل بالعكس فقد ازداد اشتياقه وحنينه لأيامهم السابقة كم كانت رقيقة بريئة تملئ حياته بالبهجة والسعادة
حتى انه لم يجد نفسه الا معها .. لم يشعر بالسعادة والراحة الا بوجودها جانبه وعند غيابها يصبح كشبحا .. جسد بلا روح .. فقلبه يحيا بها .. وبها فقط
لذا مر ذلك الاسبوع عليه كالجحيم حتى اتى يوم الخميس والذى يفصلهم عن اسبوع الامتحانات
عاليا .. هتحضرى الاجتماع الشهرى انهاردة ولا كالعادة هتعتذرى وتدبسينى انا
ملك مبتسمة بخبث .. لأ متقلقيش .. الاجتماع ده بالذات لازم احضره
عاليا .. ايه ده ليه فيه حاجة مش فاهماها ولا ايه ؟
ملك .. بطلى الفضول ده باة خليها مفاجأة احسن
عاليا .. تؤتؤ مش هسيبك الا اما تقوليلى هتتنازلى المرة دى وتحضرى ليه
ملك .. مممم مش عارفة بتصعبى عليا ليه .. ماشي يا ستى هقولك بس متطلعيش حرف برة وخصوصا لعمر
عاليا .. عيييييب سرك فى بير .. وبعدين احنا اصلا مبنتكلمش الا كل فين وفين .. قولى باة شوقتينى
.....
بعد المحاضرة الاخيرة .. اجتمع فريق المشروع الاجتماع الشهرى مع دكتور عفيفى كى يتم مناقشة كل المستجددات وعمل خطة زمنية لتسليم المشروع بالكامل
فاتخذ ادم مجلسه بجانب دكتور عفيفى كى يشرح له ما تم القيام به حتى الان
ثم عاد لمكانه بجانب عمر ليخرج بعض الاوراق من حقيبته حينما لمح عمر اخفاؤه لجزء منها ليتسائل
عمر .. ايه الورق ده ؟! .. انت لسة مصمم على اللى فى دماغك ؟
ادم بغل .. دى اقل حاجة اعملها بعد اللى حصل
عمر .. لأ يا ادم ..بلاش اذية فيه ميت طريقة تاخد حقك بيها من غير ما تأذى البنت كدة
ادم .. بنت .. قول شيطان .. هى دى انسانة اصلا زينا !
عمر .. معلش ايا كان .. انا قلتلك قبل كدة دى بنت وحرام نأذيها بالشكل ده .. عشان خاطرى بلاش
تردد كلام عمر بذهنه فظل يفكر كثيرا بحيرة .. فهو متردد جدا ولكنه يريد ان يطفئ نار قلبه ويشفى غليله من تلك الماكرة التى بنظره افسدت حياته وتسببت بالاذى لغاليتين عينيه اخته وحبيبته .. ليقرر بالنهاية الا يفعل ويعيد الاوراق مرة اخرى لحقيبته
ظل يسترق النظرات لملك فقد اشتاقها كثيرا حيث مر وقتا طويلا منذ اخر مرة تلتقى عيونه بعيونها .. ظل مسلطا انظاره عليها على امل ان تخطئ وتنظر باتجاهه فيحاول خطف اى نظرة منها تشبع ظمأ قلبه لها .. ولكنها لم تولِ له اى اهتمام وكأن لا وجود له
بعد انتهاء الاجتماع تأهب كلا منهم استعدادا للرحيل
حتى خرجا عاليا وملك يتبعهم ادم ليحاول اللحاق بهم .. قام بالنداء على ملك ولكنها لم تعيره اى اهتمام حتى اقترب منهم قائلا
ادم .. ملك من فضلك عايزك ثوانى
لتبتسم هى بخباثة قائلة لعاليا
ملك .. معلش يا عاليا اسبقينى وانا هحصلك
عاليا بدهشة .. متأكدة ؟!
ملك .. ممممم متقلقيش روحى انتى وسيبيهولى
عاليا .. ماشى ماشية .. اضرب جامد يا وحش
حاولت ملك كتم ضحكتها ثم استدارت لأدم لتربع ذراعيها امامه قائلة ببرود
ملك .. خير فى حاجة ؟
ما ان وقعت عيونه بعيونها حتى شعر بكهرباء تسرى بجسده كله فتجمد بمكانه شاردا بجمالها وملامح وجهها التى اشتاقها كثيرا حتى افاقته من شروده قائلة
ملك .. ياريت تخلصنى عشان معنديش وقته اضيعه معاك
تدارك نفسه سريعا قائلا بارتباك فما زال تأثيرها مسيطر عليه
ادم .. كنت .. عايزك فى موضوع .. مهم
ملك بتملل .. خير
ادم .. انتى عارفة طبعا الامتحانات الاسبوع الجاى .. وهيبقى عندنا شغل زى اللى عملناه قبل كدة .. فكنت بأكد عليكى بس تيجى بدرى عشان نعمل الورق والحضور وكدة
ملك ببرود .. اه وانا مالى باة بكل ده ؟!
ادم .. مالك ازاى !! مش ده دورك ولازم تعمليه !
ملك .. لا مبقاش دورى .. ولا ليا اى علاقة بيه
ادم .. ازاى يعنى امال مندوبة الدفعة ازاى ؟!
نظرت بعيونه بتحدى قائلة
ملك .. اللى انت متعرفوش انى اتنازلت عن مكانى ده .. وخلاص مبقتش مندوبة ولا ليا اى شغل معاك
ادم باندهاش .. اتنازلتى ازاى يعنى ؟! فى نص السنة كدة مينفعش طبعا
ملك بتحدى اكبر .. تصدق نفع .. روحت للدكتور واعتذرتله انى مش هقدر اكمل مهامى كمندوبة ومعنديش وقت ليها فوافق
ادم .. وافق !! ده اللى هو ازاى يعنى وانا باة اللى هشيل كل حاجة صح !
ملك .. لأ متقلقش منا رشحتله حد بدالى يكمل .. مرضتش اسيبك تحتاس لوحدك
ادم .. ويطلع مين باة الحد ده ؟!
ملك .. مروة
ادم بذهول .. بتقولى مين ؟ مروة !
ملك .. اه مروة .. هيا كانت مترشحة معانا فى الانتخابات قبل ما انجح .. وانا اتنازلتلها عن مكانى كمندوبة
ثم نظرت له باحتقار لتكمل قائلة .. خليها تشبع بيه .. وبيك
استدارت لتنصرف من امامه حينما عارض طريقها قائلا
ادم .. ملك .. ليه عملتى كدة ؟
ملك بقسوة .. اه وفيه حاجة لازم تاخد بالك منها .. اسمى ميجيش على لسانك تانى .. ولو اضطريت اوى تقول يا بشمهندسة .. وبالنسبة لعملت كدة ليه فعشان مش طايقة تجمعنى بيك اى حاجة وميشرفنيش اصلا الشغل معاك
بس المفروض تشكرنى رشحتلك حبيبة قلبك تشتغل هيا معاك .. فعلا لايقين لبعض اوى
تركته وانصرفت لتشتعل نيران الغضب بقلبه وتتأجج بشرايينه ليدرك انه لم يعد ذا اهمية بالنسبة لمعشوقته ملك فقد تنازلت عنه بكل بساطة وقدمته على طبق من فضة لمن تعد غريمتها لتؤكد له انه لم يعد اى شئ بالنسبة لها
احترق قلبه لعدم تحمله تلك الفكرة ليشعر بالحقد الشديد تجاه مروة ويقرر ان ينفذ انتقامه منها بلا رحمة فيكفى انها قد اضاعت عشق حياته من يديه
فأمسك بهاتفه ليتصل بها وما زال الغضب يسيطر عليه
مروة .. الو .. ايوة يا ادم خلصت ولا ايه
ادم .. انتى فين ؟
مروة .. فى الكافيه مستنياك
ادم .. طيب انا جايلك
اغلق الخط وذهب كى يلتقى بها فوجدها ما زالت تتصنع استيائها منه
ادم .. ايه الاخبار عاملة ايه ؟
مروة دون النظر له .. كويسة
ادم .. لا مش باين شكلك لسة زعلانة
مروة بانفعال .. ماهو انا لو بطلب منك حاجات كتيرة و متقدرش تعملها كنت سكت .. لكن دى اول مرة اطلب منك حاجة واعتقد بسيطة جدا عليك بس انا مبهمكش
ادم .. طيب يا ستى متزعليش .. ثم اخرج تلك الاوراق من حقيبته ليضعها امامها قائلا
ادم .. ادى كل الملخصات والمسائل اللى طلبتيها منى
مبسوطة ؟
مروة متفحصة الاوراق بعناية .. ايه ده عملتهم .. ثم اكملت بفرحة .. بجد عملتهم كلهم كمان
ادم .. مهانش عليا ازعلك
مروة بلوم .. ولما انت ناوى تعملهم كنت بترفض وتزعلنى منك ليه ؟
ادم .. ياستى انا كنت قلقان تعتمدى عليا وملاقيش وقت فى الاخر واسوحك .. لكن حاولت افضيلك وقت مخصوص عشان متزعليش
مروة .. بجد فرحتنى اوى كنت حاملة هم مذاكرتهم .. ثم اكملت بامتنان .. ميرسى يا ادم تعبتك معايا
ادم .. لا ولا يهمك .. بس انا عملت الورق ده ليكى انتى متديهوش لحد تانى
مروة .. لأ طبعا مش هديه لحد وانا عبيطة اديه لحد ويجيب تقدير اعلى منى !
اشمئز ادم لفكرها ليتسائل قائلا .. ولا حتى صاحبتك دى اللى بشوفها معاكى علطول
مروة .. قصدك رحاب .. لا متقلقش انا اصلا مش معرفاها انى هاخد منك حاجة .. واكيد مش هقولها واضيع عليا فرصة ان اجيب تقديرات اعلى منها
شعر ادم بالاشمئزاز والقرف الشديد لانانيتها الواضحة وحقدها حتى مع اقرب صديقة لها .. تذكر ملك وعلاقتها بعاليا كيف كانت تحبها وتخاف عليها وكأنها اخت لها .. وكيف كانت تساعدها فى المذاكرة والمشاريع فدائما ما يساندون بعضهم بأشد الاوقات ولم يلقى احدا منهم بالا للتقدير الاعلى بل يكملون بعضهم ويتشاركون كل شئ بحب شديد
ليشعر بالفارق الشاسع بين ملك حبيبته ذات الروح الطيبة والقلب الابيض الملائكى وبين تلك الحاقدة السوداء والذى يملأ قلبها فقط الحقد والغيرة
افاق من شروده على صوتها قائلة
مروة .. انا كدة مش هحتاج افتح كتاب البرمجة ؟
ادم .. ولا اى حاجة انا جمعتلك هنا كل اللى هتحتاجيه للامتحان
مروة .. احسن انا الكتاب ده مش بفهم منه حاجة اصلا
ادم .. صحيح بلغوكى انك بقيتى مندوبة للدفعة
مروة باندهاش مشاورة لنفسها .. انا !! مندوبة ازاى يعنى ؟
ادم .. شكلك لسة متعرفيش .. مفيش يا ستى بس ملك سابت شغل المندوبة وبما انك كنتى مرشحة معاها هتمسكى انتى الشغل مكانها .. وهيبقى عندنا شغل كتير فى الامتحانات
مروة بارتباك .. اه .. وانا .. وانا ايه المطلوب منى يعنى ؟
ادم .. هترتبى ورق الامتحان وتاخدى الحضور والغياب .. فلازم تيجى بدرى باة
مروة .. وانت هتعملهم معايا ؟
ادم .. لا انا هبقى بعمل حاجات تانية .. كل واحد ليه مهمة بيعملها
مروة .. اه بس انا مش فاضية للكلام ده .. دفعة ايه اللى هشغل بالى بيها انا المهم عندى مذاكرتى
استفزته كلماتها كثيرا ليتسائل
ادم .. امال كنتى مرشحة نفسك ليه لما الدفعة متهمكيش كدة
توترت مروة فقد كانت تترشح فقط للتقرب من ادم ولكنها الان قد نالت غايتها واصبحت قريبة منه اذا لا داعى لتلعب ذلك الدور
مروة بارتباك .. انا .. انا كنت اترشحت .. عشان .. عشان كنت فاكرة ان الشغل جماعى وهنشتغل سوا
لكن انت بتقول ان كل واحد هيعمل حاجة لوحده فمش هعرف
وبعدين انا مضغوطة جدا اليومين دول ومعنديش وقت ولا طاقة عشان اللى بتقوله ده
استشعر ادم بداخله كم هى انانية لا تحب الخير للاخرين وما يهمها شيئا الا نفسها فقط .. فهى تعيش وتفعل كل شئ لأجل ذاتها لا لأجل اى شخص اخر
ادم .. خلاص يا مروة متعمليش حاجة .. ولما الدكتور يبلغك اعتذرى انتى كمان وسيبيلى الموضوع
مروة بفرحة .. بجد طيب ومش هتزعل
ادم .. لا مش زعلان انا متعود اصلا على الشغل ده .. لكن انتى فعلا الموضوع هيبقى جديد و صعب عليكى
مروة بامتنان .. شكرا انك فهمتنى
ادم .. لا من ناحية فهمتك فاطمنى ان انا بقيت فاهمك وعارفك كويس
.....
مرت ايام وايام وبدأت الامتحانات ومازالت ملك تحاول تناسى ادم والتركيز بمذاكرتها وبناء مستقبلها بينما توقف ادم تماما عن محاولاته للتقرب منها فقد ادرك انه لا فائدة من محاولة التحدث معها فدائما ما تشعره انها لا تطيق مجرد وجوده بجانبها
وبأحد الايام كانت عاليا تستذكر دروسها استعدادا لامتحان الغد حين دخلت سميحة الغرفة وبيدها صينية ممتلئة بالساندويتشات والعصير
سميحة .. الجميل عامل ايه فى المذاكرة ؟
...
اراءكم وتوقعاتكم تهمنى لتكملة الرواية
دمتم بألف خير 😍
•تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية