رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري
رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثامن والعشرون 28
- بارت ٢٨
سميحة .. الجميل عامل ايه فى المذاكرة ؟
عاليا منتبهة لدخولها .. الحمدلله هانت اهو
سميحة .. طيب ريحى شوية وكلى كل الاكل ده عشان تعرفى تركزى
عاليا مقبلة يدها .. الله ايه الاكل اللى يفتح النفس ده تسلم ايديكى انا فعلا جوعت وكسلت اقوم
سميحة .. بالهنا والشفا على قلبك يا روحى
عاليا .. طيب مش هتاكلى معايا عشان تفتحى نفسى
سميحة .. مع انى مليش نفس بس هاكل حاجة بسيطة عشان خاطرك .. همت ان تلتقط احد الساندويتشات حتى تصاعد رنين هاتفها
بدى عليها الارتباك والتوتر حين نظرت لشاشة الهاتف وقد لاحظت عاليا ارتباكها لتتسائل بابتسامة متعجبة
عاليا .. مين اللى بيتصل ؟
بدى عليها الارتباك والتوتر حين نظرت لشاشة الهاتف وقد لاحظت عاليا ارتباكها لتتسائل بابتسامة متعجبة
عاليا .. مين اللى بيتصل ؟
سميحة بارتباك .. دى .. دى خالتك منى ثم اردفت بتوتر .. هروح اكلمها فى اوضتى عشان معملكيش ازعاج وتعرفى تذاكرى
عاليا .. طيب وسلميلى عليها
خرجت سميحة من الغرفة على عجلة لتدخل غرفتها وترد على الهاتف بقلق وارتباك
سميحة .. سلام عليكم
رفعت .. وعليكم السلام ورحمة الله .. كيفك ياست سميحة وكيف عاليا ؟
سميحة .. الحمدلله وانتو عاملين ايه ؟
رفعت .. كلياتنا عال نحمد ربنا .. مش ناجصنا غير عاليا فى وسطينا تنورنا وتنور البلد كلياتها
اخرستها كلماته لتشعر بالقلق والحزن الشديد فلاحظ سكوتها ليردف متسائلا
رفعت .. بالحج اتحدتى مع عاليا فى موضوعنا وجولتلها اللى اتفجنا عليه ؟
سميحة بتوتر .. لأ م مجتش فرصة .. اصل .. اصل عاليا بتمتحن اليومين دول ومش عايزة اشغلها ولا اشتت تركيزها
رفعت .. بتمتحن اياك .. وماله ربنا يكون وياها .. احنا برضك نخاف عليها ويهمنا مصلحتها .. اذا كان اجديه يبجى تو امتحاناتها ما تخلص تخبريها وتوعيها زين باللى هيحصل لاجل ما تجهز نفسيها للجعدة فى وسطينا
سميحة .. ربنا يعمل اللى فيه الخير
رفعت .. يسمع من بجك ربنا .. هستناكى ترديلى خبر عن جريب
سميحة .. ان شاء الله .. مع السلامة
اغلقت الخط معه بسرعة وما ان قطع الاتصال حتى اخذت نفسا عميقا فقد كانت انفاسها محتبسة بصدرها طيلة المكالمة خوفا وقلقا من انتزاع عاليا من حضنها بالقوة
ظلت تجول بالغرفة ذهابا وايابا بتوتر لا تعرف كيف تتصرف كى تمنعه عن عاليا .. لم تجد سوى منى كى تحدثها بالامر لعلها تجد لها حلا او تحاول مساعدتها فاتصلت بها على الفور حتى اتاها ردها
سميحة .. الحقينى يا منى انا واقعة فى مصيبة كبيرة ومش عارفة اتصرف
منى .. خير يا حبيبتى قلقتينى ايه اللى حصل ! .. عاليا كويسة ؟
سميحة .. عاليا هتتاخد منى يا منى .. عمها رفعت مصمم ياخدها البلد
منى .. يادى عمها احنا مش كنا خلصنا من الموضوع ده وقفلناه معاه
سميحة .. طلع مرقدلنا يا منى وماصدق حصل اللى حصل عشان يمسكها عليا ذلة وياخد البت .. وخصوصا انها خلاص هتخلص دراسة وملهاش حجة
منى .. ازاى يعنى ياخدها هيا سايبة ولا ايه .. اصلا عاليا مش هتوافق مستقبلها كله فى القاهرة
سميحة .. قلتله كدة بس ولا همه مصلحتها ولا بيفكر فيها اصلا .. كل اللى هامه ورثها انا عارفاه كويس
منى .. مش هنسيبه وهنقفله زى المرة اللى فاتت .. بس المشكلة فعلا ان عاليا لسة متمتش ٢١ سنة وسهل ياخد وصيتها
سميحة .. ما ده اللى راعبنى .. خصوصا لو رفع قضية هيكسبها من اول جلسة
منى .. طيب اهدى بس عشان صحتك .. انتى قلبك مبيستحملش .. اصبرى وهنلاقى حل
سميحة بقلق .. حل ايه باة ما انتى كمان بتقولى ممكن ياخد الوصاية
منى .. لا ان شاء الله هخلى جوزى يقفله وهو يتكلم معاه وبعدين .. ثم تذكرت فجأة عمر وحبه الشديد لعاليا وتمسكه بها لتلتمع برأسها فكرة قائلة فجأة
منى .. سميحة اقفلى دلوقتى وهبقى اكلمك
اغلقت الخط معها وسرعان ما اتصلت بعمر الذى تعجب جدا لرؤيتها تتصل به ليدب الفزع بقلبه خوفا ان تكون عاليا ليست بخير او قد اصابها مكروه فيرد سريعا قائلا بلهفة
عمر .. اهلا ازيك يا طنط .. خير عاليا كويسة ؟
منى بطمئنة .. متقلقش يا حبيبى عاليا زى الفل .. بس انا اللى كنت محتاجة اتكلم معاك شوية انت جاى البلد امتى
عمر .. ممكن على اخر الاسبوع ان شاء الله لما اخلص امتحانات
منى .. انت بتمتحن دلوقتى ؟
عمر .. اه عندنا امتحانات الميدترم الاسبوع ده وبصراحة مكنتش ناوى اجى دلوقتى بس لو حضرتك عايزانى هجيلك من عنيا
منى .. تسلم عينيك يا عمر هو ده العشم برضو
عمر .. خلاص باذن الله اسافر الخميس ويوم الجمعة اكون عند حضرتك
منى .. ماشى مستنياك حاول متتأخرش عشان الموضوع مهم
عمر .. لا ان شاء الله مش هتأخر
.....
انتهت الامتحانات وقام عمر بالسفر لبلده من اجل خالة عاليا ولكنه لم يتحدث مع والده حيث ظل بغرفته منذ ان وصل المنزل .. ظل منغلقا على حاله لا يتناول معهم الطعام ولا يتجاذب معهم الاحاديث كعادته بل تجنب التعامل معهم تماما تمردا واعتراضا على رفض والده لظروف عاليا
تألم قلب والدته كثيرا لأجله حيث لم تتحمل وضعه هكذا فدخلت عليه غرفته لتجده متسطحا على سريره شاردا ينظر فى الفراغ ويبدو عليه الحزن والهم
سعاد .. وبعدين معاك يا عمر هتفضل حابس نفسك ومخاصمنا كدة كتير
عمر دون النظر اليها .. انا مش مخاصمكم .. بس مش قادر ولا عارف اتكلم معاكم تفكيرنا مختلف جدا عن بعض .. ده غير انى مصدوم فيكم ... مكنتش متخيل ان سعادتى وراحتى مش يهموكم
سعاد .. طب وانا مالى ده رأى وقرار ابوك مدخلنى معاه وواخدنى بذنبه ليه ؟
عمر ملتفتا لها بأمل .. يعنى انتى معندكيش مانع من جوازى من عاليا
جلست بجانبه لتربت على كتفه قائلة
سعاد .. انا معرفهاش عشان احكم عليها .. بس ادام منى تبقى خالتها فانا مطمنة و اكيد هتطلع بنت كويسة وطيبة وتستاهل تمسكك بيها ده
عمر .. اوى يا ماما .. كويسة اوى والله .. بس انا مش فاهم ايه علاقة ظروفها فى جوازى منها .. هى ظروفها دى بايديها ! ده ممكن اى حد فى لحظة اهله يموتو ساعتها بدل ما الناس تقف جنبه وتقويه يجلدوه ويكملو عليه انا بجد مش فاهم الدماغ دى
سعاد .. وانت تايه عن ابوك يا عمر .. هو بس خايف تكون البنت مش كويسة او طباعها واخلاقها عكسنا يعنى تكون متدلعة شوية متحررة حبتين فى لبسها وتصرفاتها ساعتها هتتعبك خصوصا انها متربية فى المدينة ومعندهاش اى فكرة عن عاداتنا واخلاقنا
وبعدين متنساش حاجة ..ابوك عايزك لبنت اخوه من زمان ومدى لاخوه كلمة .. وده برضو مخليه يتحجج اى حجة عشان يرفض
عمر .. بنت عمى !! هو لسة الموضوع ده فى دماغه ده موضوع قديم اوى وبعدين انا اختارت اللى عايزها شريكة حياتى خلاص ومش هقبل بحد غيرها
سعاد .. طيب سيب الموضوع ده عليا .. انا هحلهولك واخليه يوافق بس المهم تكون متأكد من اختيارك عشان بنات الناس مش لعبة وخصوصا البنت اللى فى ظروفها دى مش هتستحمل تتخلى عنها
عمر .. وانا لا يمكن هتخلى عنها انا بحبها اوى يا ماما .. وانتى كمان لما تشوفيها هتحبيها حنينة وطيبة زيك
سعاد .. طيب خلاص .. المهم دلوقتى تقوم تعد مع ابوك وتتكلم معاه عادى بس متجيبلوش سيرة الموضوع خالص .. انا قلتله انك كنت تعبان من الامتحانات ومحتاج ترتاح
عمر بعناد .. لأ انا مليش نفس اطلع .. وهفضل اعد فى اوضتى لحد ما تقوليلى انه وافق
سعاد .. يابنى اسمع كلامى متوجعش قلبى .. ابوك مبيجيش بالطريقة دى ولو حس انك بتعاند معاه هو كمان هيعند ومش هيبقى فيه حل ساعتها هو مبيحبش حد يلوى دراعه .. فانت قوم اعد ولا كأن فيه حاجة وسيبهولى انا هقنعهولك .. انت يا واد مستقل بيا ولا ايه
عمر مقبلا يدها .. يا خبر ياست الحبايب ده انتى الكل فى الكل ومنعرفش نعمل حاجة من غيرك
سعاد ضاربة رأسه بخفة .. طيب بلاش اونطة وقوم يلا عشان نفطر .. انا عايزاه يصحى يلاقيك اعد عالاكل
عمر .. حاضر هقوم
.....
امتثل عمر لكلام والدته فتناول فطوره معهم وحاول عدم اظهار غضبه والتعامل بصورة طبيعية وبعد فترة توجه لمنزل منى خالة عاليا
منى .. اهلا يا عمر اتفضل .. حمدالله على السلامة
عمر .. الله يسلمك يا طنط عاملين ايه .. وفادى اخباره ايه معلش اتأخرت عليه المرة دى
منى .. ولا يهمك يا حبيبى ربنا معاك ويوفقك فى امتحاناتك .. كويس انك جيت انهاردة
عمر باهتمام .. خير حضرتك قلتيلى فى موضوع مهم
منى .. الموضوع بخصوص عاليا .. الاول انت فاتحت اهلك فى موضوعكم ؟
عمر بارتباك .. اه .. اه اتكلمت معاهم
منى .. ورأيهم ايه ؟
عمر .. هيوافقو ان شاء الله .. اكيد هيوافقو ونيجى نطلبها رسمى .
منى .. افهم من كدة انهم معترضين
عمر .. لا اصل انا كلمت ماما بس وهيا رحبت جدا خصوصا لما عرفت انك تبقى خالتها .. ومستنيها باة تكلم بابا هيا ليها طريقتها معاه
منى .. طيب على خير ان شاء الله .. بس الاول فيه مشكلة كدة لازم تكون على دراية بيها عشان متتفاجئش
عمر .. مشكلة ايه دى ؟
منى .. اهل عاليا لما اتوفو عمها رفعت فى الصعيد صمم ياخدها عندهم ويبقى هو الواصى عليها .. طبعا ساعتها عاليا كانت بتدرس وكان صعب تسيب الكلية عشان كدة وقفناله واقنعناه ان مصلحتها فى القاهرة عشان دراستها
وخالتها سميحة صممت تكون هيا الواصية عليها ..
خافت من اهل ابوها يستغلو انها يتيمة و ووحيدة وينهبوها ويضيعو حقها .. لان ابوها الله يرحمه كتبلها كل حاجة باسمها عشان وحيدة وملهاش اخوات فخاف عليها من اخواته لو جراله حاجة ياكلو حقها .. واللى كان عامل حسابه حصل .. بس سميحة وقفت لعمها وخدت الوصاية منه
ثم اكملت بحزن .. بس للاسف الموضوع ده رجع اتفتح تانى والمرة دى عمها مصمم ياخدها البلد عندهم خصوصا انها خلاص هتخلص كلية اهو
عمر باستنكار .. ياخدها ازاى يعنى وشغلها ومستقبلها
منى .. للاسف يا عمر هو مش شايف غير املاكها وفلوسها ومش هامه اى حاجة تانية ... ثم اكملت بتردد
و .. وحتى كان عايز .. عايز يجوزها لابنه
عمر بانفعال .. يجوزها لابنه ! كدة من غير موافقتها !
منى .. متنساش انها لسة مبلغتش سن الرشد ويقدر يتحكم فيها زى ما هو عايز .. المشكلة دلوقتى انه لو رفع قضية هيكسبها وهيستشهد باللى عمله ابن خالتها وهيقول انه سابها يوم الفرح ويكبر الموضوع
ظل عمر متجمدا بمكانه مذهولا مما يسمعه .. فكلما شعر انها اصبحت قريبة جدا منه ولم يتبقى سوى بعض الخطوات كى تصبح من نصيبه .. يجد المشاكل والعقبات تهاجمه من كل اتجاه لتقيده وتجعله مكتوف اليدين
والان ستؤخذ منه امام عينه بالقوة وايضا لا يدرى ما يمكنه فعله
عمر بتيهة .. وازاى .. ازاى نقدر نمنعه .. ولا خلاص كدة مفيش فايدة !
منى .. انا فكرت ولقيت مفيش غير حل واحد
عمر بلهفة .. ايه هو ؟
منى .. انها تتجوز .. وتبقى فى عصمة راجل ساعتها عمها ميقدرش يعمل حاجة معاها
عمر بذهول وقد اقشعر بدنه .. تتجوز !! بس انا .. انا مش هقدر اسيبها لحد غيرى .. لو حضرتك جايبانى هنا عشان تبلغينى انكم هتجوزوها فانا مش .....
منى .. اهدى بس يا عمر .. انا مقلتش هنجوزها لغيرك .. انا بفهمك بس ان ده الحل الوحيد .. انا بقولك عشان بعتبرك زى ابنى ومش عايزاك تتفاجئ فى يوم انهم سفروها.. وادينى اعدة افكر اهو فى اى حل تانى
عمر .. لو عاليا هتتجوز يبقى انا اللى هتجوزها .. انا اللى هقف لعمها وامنعه ياخدها منى مهما حصل
منى .. ازاى بس وانتو الاتنين لسة بتدرسو ؟!
عمر .. يا طنط احنا فاضلنا ٣ شهور بالظبط وهو فى الوقت ده مش هيقدر ياخدها لان هتكون لسة بتدرس
فاحنا نتخطب الفترة دى وبعد الدراسة علطول نكتب الكتاب لحد ما ربنا يقدرنى واشتغل ونجهز بيتنا بعدين نتجوز
منى .. والله هيا فكرة كويسة .. بس فيه مشكلتين
عمر .. ايه هما ؟
منى .. اولا بعد التخرج انت ناوى ترجع البلد هنا ولا هتكمل فى القاهرة .. ولو هترجع ياترى عاليا هتوافق تعيش هنا وهترتاح ؟ على حد علمى انها عايزة تشتغل فى القاهرة فى شركات كبيرة
فدى نقطة لازم نقف عندها
وتانى حاجة باة ان انت لسة معرفتش رأى اهلك .. خصوصا ان حاج حسن ممكن ميوافقش يجوزك واحدة من المدينة هو معتز اوى بالبلد وناسها انا عارفة بيفكر ازاى
عمر .. عندك حق انا فعلا لسة مقررتش هعمل ايه بعد الكلية .. بس غالبا مش هقدر ارجع تانى يعنى بعد كل التعب والمجهود ده كله فى الكلية اكيد هبقى عايز اشتغل فى مكان كبير انا كمان
بس الحقيقة لسة متناقشتش مع اهلى فى الموضوع ده
منى .. يبقى قرر ناوى تعمل ايه الاول ومخطط لمستقبلك ازاى واعد مع اهلك شوف رأيهم وبعدين نتكلم
عمر .. طب وعاليا ؟
منى .. انت قولت ادامكم لسة ٣ شهور .. رتب نفسك وظبط امورك ونشوف
عمر .. اوعدك انى هعمل كل اللى اقدر عليه عشان احافظ عليها ومتضيعش منى
منى .. ياريت يا عمر .. ياريت
.......
بعد اسبوع من الامتحانات .. طلب ادم من مروة مقابلته فى الكافيه بعد الكلية لامر هام
وبالفعل التقى الاثنان لتتساءل
مروة .. خير يا ادم طلبت تقابلنى بسرعة كدة ليه ؟!
ادم .. مروة .. انا عايز اجى اتقدملك واتعرف على اهلك
مروة بذهول .. ايه ؟! انت بتتكلم بجد ؟
ادم .. طبعا بجد هى الحاجات دى فيها هزار !
مروة .. لأ بس اصل .. اصلك فاجأتنى .. وبصراحة .. متوقعتش ابدا انك تقولى كدة
ادم .. احنا خلاص هنتخرج ولازم يكون فيه شكل رسمى لعلاقتنا ولا ايه رأيك ؟!
مروة بسعادة .. اه طبعا .. انا .. انا مش مصدقة اصلا انك بجد عايز ترتبط بيا .. مش مصدقة انك هتبقى ليا خلاص
ادم .. لا صدَّقى انا جد جدا .. بس الاول لازم تعرفى عنى كل حاجة .. وازاى مخطط لحياتى عشان نبقى متفقين على كل حاجة قبل ما اقابل اهلك
ابتسمت بسعادة تنتظره ليتحدث عن مستوى اهله الراقى ووضعه المادى الرائع وكيف يخطط ليدير شركة بأكملها كما اخبرها سليم من قبل .. تخيلت انها ستعيش معه بقصر فخم ملئ بالخدم وستكون احد مدراء شركته .. فقد تجاوزت بطموحاتها سقف احلامها لتتفاجئ به يصدمها بالواقع الاليم قائلا
ادم .. بعد ما نتخرج ان شاء الله هتعين معيد فى الكلية .. وكمان هدور على شغل اضافى جنب الكلية عشان ازود دخلى شوية
وبالنسبة للبيت اللى هنتجوز فيه .....
قاطعته قائلة بصدمة .. هتشتغل معيد !! وشغل اضافى كمان !
ادم .. اه ما انا لازم احاول ازود دخلى عشان الجواز
مروة بارتباك وقد سحبت الدماء من وجهها ليصبح شاحبا اللون .. هو انت .. مش اهلك عايشين برة .. وظروفكم المادية .. يعنى .. المفروض ظروفكم المادية كويسة !
ليه عايز تشتغل شغلانتين وتمرمط نفسك ؟!
يعنى انا تخيلت ان طموحك يكون اكبر من كدة
ادم بخبث .. اكبر ازاى يعنى ؟
مروة .. يعنى عالاقل .. تمسك شركة من شركات والدك .. او تفتح شركة خاصة بيك .. كدة يعنى
ادم ناظرا بعيونها بتركيز .. وانتى عرفتى منين ان والدى عنده شركات ؟؟
مروة بتوتر شديد جعلها تفرك يديها ببعضها .. ها .. عرفت .. عادى ناس كتير عارفة .. مش هو عايش برة فطبيعى .. طبيعى يعنى
حينها تأكد ادم انها تعرف عنه كل شئ بفضل سليم خطيب اخته .. فقد كان ينوى اخبارها ان والده مجرد موظف بدولة الامارات ولا يمتلك اى شركات .. ولكن اذا اخبرها بذلك الان بعد معرفتها لحقيقة وضع اهله سوف تنكشف كذبته لذا فكر سريعا قائلا
ادم .. بصى هو فعلا بابا بيدير شركات برة وكان ناوى يفتح فرع هنا وامسكه انا .. بس من فترة كدة دخل صفقة كبيرة وحط فيها فلوسه كلها .. تقريبا شقى عمره كله راح فى الصفقة دى .. فمبقاش فيه امكانية انه يفتح فرع هنا .. وحتى شركاته حاول يصفى جزء منها عشان يوفر سيولة للصفقة الجديدة
فطبعا مش هينفع اعتمد عليه فى حاجة دلوقتى لازم انا اشتغل واعتمد على نفسى عشان اقدر اوفر كل اللى هنحتاجه فى جوازنا .. وبالنسبة للبيت اللى هيجمعنا فالشقة اللى مأجرها مع عمر كويسة اوى .. ممكن نغير بس عفشها ونجدد الديكورات عشان نتجوز فيها
اكفهر وجهها مصدومة من حديثه والذى يبدو انه جدى جدا .. فكل ما تخيلت انها ستعيشه معه اصبح سراب .. فبدلا من القصر الفخم التى حلمت ان تعيش به معه سيسكنها بمجرد شقة صغيرة بالكاد تسع لفردين
وبدلا من ان يكون مديرا لشركة كبيرة له وضعه ومكانته سيصبح مجرد معيدا بل وموظفا بشركة كأى مواطن كادح يسعى وراء لقمة عيشه .. شعرت بضيق صدرها وصعوبة التقاط انفاسها وهى ترى كل احلامها تنهار امامها
لتهب واقفة قائلة .. انا .. انا لازم امشى اتأخرت
لاحظ ادم تغيرها المفاجئ والذى توقعه ولكنه اراد ان يختبرها عسى ان يكون مخطئا بشأنها ولكنه ولسوء الحظ لم يكن مخطئا ابدا فقد ادرك جيدا انها لم تحبه يوما ولم يدق قلبها له ابدا بل كانت تعشق المال والنفوذ والثروة و لم تعشقه يوما قط
ليقول ردا عليها مستفزا اياها .. مقولتليش طيب .. هقدر اجى اقابل اهلك امتى ؟؟
مروة بارتباك .. ها .. مش عارفة هشوف
ادم .. خلاص خديلى معاد معاهم وبلغينى
مروة .. ان شاء الله .. باى
ادم .. باى
تركته وانصرفت تضرب اخماس بأسداس لا تصدق ان صورة ادم بعيونها باتت وهما كبيرا بمخيلتها
فقد كانت تتخيله بعد تخرجه رجل اعمال كبير من الاثرياء ذو سلطة وعلاقات ونفوذ يعيش بأفخم الفيلات ويحيطه الخدم من كل اتجاه
لم تتخيله ابدا شابا مكافحا بسيط ذو مستوى مادى متواضع يعمل بوظيفتين كى يستطيع الزواج
ظلت مندهشة وقد صعقت من هول المفاجأة تفكر ان كل ما فعلته لأجل ادم وكل خططها ومجهودها كى تفوز به اصبحت هباءا لا فائدة لها ابدا .. فقد حاربت كثيرا كى تفوز بحلم حياتها والذى ما ان ملكته حتى اصبح سرابا بين يديها
ظلت تلعن الحظ الذى جعلها تقع مثل تلك الوقعة تفكر كيف ستتخلص منه بأسرع وقت .. فهى الان عالقة معه ولا تدرى كيف سيمكنها الابتعاد عنه
بينما ظل ادم مبتسما بشماته بعد تركها له يشعر ان مخططه قد نجح واستطاع كشف حقيقتها وحقيقة مشاعرها المزيفة امام نفسها قبل ان تكشف امامه
ادم فى نفسه .. كنت عارف انك عمرك ما حبيتينى ولا تعرفى اصلا معنى الحب .. عارف انك كلبة فلوس منبهرة بالشركات والنفوذ مش بيا كانسان
كل يوم بتثبتيلى انى انا صح فى كل تفكير قذ،ر فكرته فيكى
بس هانت كلها يومين واخلص منك وارتاح باة من القرف ده او على رأى شادى اخرج من مستنقع القذا،رة ده
....
فى محافظة الشرقية
سعاد .. صباح الخير يا حسن .. ايه مش رايح شغلك انهاردة
حسن بحزن .. لأ مليش نفس هريح انهاردة
سعاد .. مالك يا حج زعلان ليه
حسن .. يعنى مشوفتيش ابنك اخر مرة ازاى كان علطول مسهم ومهموم .. صورته مش راضية تروح من بالى ابدا ومأثرة فيا
سعاد .. طب ما تعمله اللى هو عايزه يا حسن وتسيبه يعيش حياته ويتبسط باللى بيحبها ليه مزعله وواقف فى طريقه ؟
حسن .. يعنى عشان ابسطه اقوم اضره واجوزه واحدة لا نعرف اصلها من فصلها .. افرضى طلعت مش كويسة .. افرضى طلعت عينه وقوته علينا وبعدته عننا .. هنرجع نندم ونقول ياريت اللى جرى ما كان
سعاد بحكمة .. يا حسن ده وارد يحصل فى اى جوازة مش عشان البت مش من عيلة كبيرة يعنى تبقى مش كويسة وهتاخده مننا .. ممكن برضو واحدة تكون ليها اهل وعزوة وتطلع اسوأ منها .. بالعكس دى اليتيمة دى بتبقى طيبة وحنية الدنيا فيها لانها بتبقى تعبانة فى حياتها وبتتمنى بس حد يطبطب عليها ويعوضها عن مرارة الايام اللى شافتها
حسن .. انا مش مشكلتى اهلها بس .. دى اعدة فى القاهرة حياتها كلها هناك .. تفتكرى يعنى هتوافق تيجى تعيش معانا هنا اكيد لأ .. وهتقطع الواد عننا ومش هنشوفه تانى
سعاد .. ومين قالك ان عمر عايز يعد هنا ؟
حسن .. تقصدى ايه ؟!
سعاد .. اقصد يعنى الواد بعد ما تعب واتبهدل فى دراسته وانت شايفه مطحون ازاى .. اكيد مش هيوافق يشتغل فى اى حتة .. وانا وانت عارفين كويس ان مستقبله هناك مش هنا يا حج .. وخلاص اتعودنا على فراقه .. فانا شايفة اننا نسيبه يعيش حياته بالطريقة اللى تريحه وفى المكان اللى عايزه
حسن .. انتى اللى بتقولى كدة ؟! دلوقتى موافقة يفضل بعيد عنك ده انتى كنتى بتتقطعى عليه وتجننينى معاكى فى كل مرة يسافر
سعاد .. وكنت بصبر واتحمل عشان مستقبله .. ده فيه شباب بيسافرو برة عشان يكونو مستقبلهم واهلهم بيكونو مبسوطين بيهم مش لازم نكون انانيين معاه واللى خلانا نعمل كل ده عشان مستقبله يخلينا نكمل جميلنا معاه
واهو بييجى وبنشوفه ونشبع منه
حسن .. برضو قلبى مش مرتاح للجوازة دى حاسس فيه فرق بينهم وهيتعبو .. فيها ايه لو كان خد بنت عمه اهى نعرفها كويس ودكتورة اد الدنيا والبلد كلها بتحلف بيها
سعاد بابتسامة .. يا حسن انت عارف كويس ان ابنك مش فى باله بنت اخوك خالص .. طول عمره شايفها اخته وبس وخلاص هو حب وقلبه اختار اللى عايزها تشاركه حياته .. مش معقول هنرفضها لمجرد اننا نجوزه اللى شايفينها مناسبة ليه .. هو ادرى يا حبيبى بنفسه وعارف مين اللى هتنفعه .. وبعدين انت لسة قايل اهو كان شكله مهموم يعنى واضح انه بيحبها بجد ومتمسك بيها
حسن .. مش عارف .. بس حتة اننا منعرفش اهلها دى مضايقانى .. هقول ايه لاهل البلد ومعارفنا واصحابنا متجوز واحدة مقطوعة من شجرة
سعاد .. ومين قال بس انها مقطوعة .. ما عندها منى خالتها اهى واظن البلد كلها عارفين منى وولادها واخلاقهم .. واللى هيعرف انها من طرف منى هيحترمها ويقدرها ومتنساش برضو انها بشمهندسة وليها وضعها واستحالة حد هيقدر يقلل منها
اومئ حسن برأسه علامة الحيرة وقلة الحيلة
فأردفت سعاد .. اقولك حاجة .. انا هروح اعد مع منى انهاردة وافتح معاها الموضوع اشوف رأيها ايه واعرف منها كل حاجة عن البنت دى
حسن .. فكرة كويسة .. روحى وبعدين نتكلم
.....
فى طريق عودته للمنزل وجد ملك تقف وحيدة امام احد الأكشاك لتبتاع الكثير من الحلوى والعصائر
تملكه الفضول الشديد لمعرفة سبب كل تلك الكميات والتى تبدو كبيرة جدا .. اخذ يسير خلفها ليتتبعها خفية بفضول وشغف كبير كى يعرف ما تنتوى فعله ليتفاجئ بها تدخل احد دور الايتام والذى يبدو كبيرا جدا ذات حديقة خلابة المنظر محاطة بسور مرتفع من الاشجار وتمتلئ بالورود الملونة والزروع الخضراء التى تنعش الروح وتبثها بالسعادة .. ظل يراقبها من خلف الاشجار ليشاهدها تقف وسط تلك الورود وتقوم بتوزيع الحلويات والبالونات على الاطفال الذين يحيطونها من كل اتجاه وسط سعادتهم الشديدة واستمتاعهم بطيران البالونات الملونة بالسماء فى مشهد خاطف للانظار
لتأخذ عيونه بجمالها ويأسره سحر جاذبيتها الذى طالما اهلك قلبه فظلت عيونه متعلقة بها بعشق شديد .. لم يتمالك نفسه فاندفع للداخل حيث تمنى التواجد بجانبها بأى طريقة حتى اقترب منهم لتندهش هى برؤيته امامها فجأة
تجمدت بأرضها واكفهرت ملامحها حيث هيأ اليها انه خيال ليس بحقيقة
ولكنها صدمت حين نظر لها قائلا باعجاب واضح
ادم ... اول مرة اعرف انك بتيجى هنا
تعلقت عيونها به متجمدة تتسائل بداخلها كيف علم بمكانها حتى لمح ذلك السؤال بعيونها فأجاب حيرتها تلك قائلا وهو يشير لكيس الحلويات بيدها
ادم .. شوفتك وانتى بتجيبى الحاجات دى .. ثم اكمل وكأن قلبه من يتحدث
ادم .. ولقيت نفسى مسحوب وراكى زى المسحور محستش بنفسى غير وانا هنا ادامك
ظلت مأخوذة بكلماته متعلقة بعيونه تبادله بنظرات هائمة .. تمنت لو تسأله بتلك اللحظة لما فعل بها ذلك .. لما تسبب بذلك العذاب والالم لها .. وكيف استطاع خداعها هكذا
ليتها سألته واستمعت لصوت قلبها وليته اخبرها بحقيقة ما حدث كى يريح قلبها من ذلك الوجع ولكنها سرعان ما تذكرت قسوته معها واهانته لها وطعنه بأخلاقها لتتدارك نفسها سريعا وتعود لرشدها .. حيث اشاحت بعيونها عنه تغمضهما بألم وهى تنظر للاسفل لتعود لعيونه بنظرات ممتلئة بالكره والحقد وتتحول ملامح وجهها للقسوة والغضب قائلة باحتقار
ملك .. غريبة مش خايف من البتاعة بتاعتك تشوفك معايا
ادم .. انا ميهمنيش غيرك انتى بس .. واصلا خلاص كلها يومين وكل حاجة تخلص
ملك بغيظ شديد .. اااااه قلتلى يعنى الهانم نفضتلك وبعدت عنك فبتدور على حد يعوض مكانها .. وجيت باة للهبلة اللى فاكرها اعدة مستنياك تتكرم وترجعلها
ادم .. ملك الموضوع مش كدة .. صدقينى انتى ....
قاطعه صوت احد الاطفال يحدث ملك قائلا
سيف وهو يضرب قدم ملك بخفة كى تنتبه له .. ملوكة مس هتيجى تلونى معايا زى ما وعدتينى الملة اللى فاتت
انخفضت بجسدها ليصبح وجهها بمستوى وجهه قائلا
ملك بحنان .. هسأل الميس الاول لو قالتلى سيف جاب درجات حلوة فى الامتحان زى ما وعدتنى هعد ارسم وألون معاك
سيف ببراءة .. بس انا جبت الدلجات النهائية فى كل المواد
ملك بفرحة .. ايه ده بجد .. لأ ده كدة يبقى تستاهل باة المفاجأة اللى عملاهالك
سيف بشغف .. مفاجأة ايه
ملك بمزح وهى تقوم بفتح حقيبتها .. يا ترى الشنطة دى فيها ايه .. فيها ايه 🤔🤔
سيف .. مممم مس عالف غلب حمالى (مش عارف غلب حمارى)
ملك .. ايه اكتر حاجة سيف بيحبها ؟
سيف بفرحة .. الالوان
ملك بطفولية وهى تخرج بعض الحاجيات من حقيبتها .. وعشان كدة جبتلك علبة الوان كبيييييرة
سيف بفرحة .. الله دى الوان كتيلة اوى
ملك .. وكمان كراسة تلوين كبيرة عشان تلون براحتك
سيف .. هيييييه انا فلحان (فرحان) اوى .. سكلا (شكرا) يا ملوكة ثم امسك بيدها قائلا ..
سيف .. يلا بينا باة نلوح نلون هناك
كل ذلك يحدث وسط انبهار ادم الشديد بملك وبطريقة تعاملها مع الاطفال .. فقد لمس حنانها ودفئ قلبها واكتشف جانبا اخر منها كان غائبا عنه ليتعرّف على ملك الحنونة الرقيقة ذات القلب البرئ والروح الطفولية
فأراد بشدة ان يشاركهم تلك السعادة قائلا وهو ينخفض بجسده ايضا بمستوى سيف
ادم .. طيب ممكن اجى ألون معاكم انا كمان
سيف باستنكار .. هو حضلتك مين ؟
ادم .. انا اسمى ادم .. انت اسمك ايه ؟
سيف بطفولة .. انا سيف
ادم .. الله اسمك حلو اوى يا سيف
سيف .. سكلا يا عمو
ادم .. لأ عمو ايه باة قولى ادم علطول ولا مش عايز نبقى صحاب
سيف .. لأ مس ينفع حضلتك كبيل وطويل
ادم بضحكة خرجت من قلبه بعفوية ... هههههههه طويل .. طب ما انت بكرة هتكبر وتبقى طويل زيى
ملك بنفاذ صبر .. يلا يا سيف نروح نلون
امسك سيف بيد ادم قائلا ببراءة
سيف .. يلا تعالى لون معانا .. انت بتعلف تلون ولا لأ
ادم بمزح مبتسما .. يعنى على قدى
سيف .. دى ملوكة بتلون حلو اوى .. هيا اللى علمتنى ألون حلو ومخلجس بلة اللسمة .. خليها تعلمك انت كمان
ادم .. والله يا سيف انا نفسى تعلمنى .. ثم نظر بعيونها يبتسم قائلا
ادم .. ممكن يا ملوكة تعلمينى ألون حلو زى سيف كدة وابقى شاطر
ملك بهمس وغيظ .. ملوكة فى عينك
ضحك رغما عنه مما استفزها بينما امسك سيف بيده مرة اخرى ليصطحب اياه لطاولة صغيرة قائلة
سيف .. اه تعالى معانا يلا هنعلمك
خرجت ضحكة عفوية من ادم بينما شعرت ملك بالغيظ الشديد لفرض وجوده عليها
وما ان وصلا للطاولة حتى استأذن منهم قائلا
سيف .. ثوانى هلوح اجيب ألوانى كلها واجى
تركهم وانصرف بينما لم يترك ادم تلك الفرصة كى يتحدث مع ملك قائلا
ادم .. شوفى اعدنا مع بعض اد ايه اول مرة اعرف انك بتيجى المكان ده
ملك بانفعال .. ليه هو انا كنت المفروض اقدملك تقرير يومى بتحركاتى ولا ايه
ادم .. يا ستى لأ مقصدش .. انا اقصد انك مقلتليش يعنى .. لو كنتى قلتيلى كنت جيت معاكى انا كمان
ملك باستياء .. ده احسن حاجة انى مقلتلكش .. ياريتنى ما عرفتك عنى حاجة خالص ولا دخلتك حياتى من الاساس
ادم متجاهلا حديثها .. بس انا قدرت اعرفك لوحدى انهاردة من غير ما تعرفينى عنك حاجة .. وشوفت اد ايه انتى انسانة من جواكى رقيقة وبريئة وحنية الدنيا فى قلبك
شردت بكلامه الرقيق لوهله فطالما اذابها عشقا له ولكنها شعرت بالغيظ الشديد لاصراره على فرض تعامله معها لتقول
ملك .. وفر كلامك المزيف ده للهانم بتاعتك .. ثم نظرت له باستغراب قائلة .. انا مش فاهمة انت هنا ليه اصلا ؟!
ادم بضحكة متعجبا من حاله ايضا .. مش عارف .. ثم اردف .. بس حاسس انى مبسوط هنا ومش عايز امشى .
ملك بانفعال .. والله بجد .. خلاص يبقى انا اللى همشى
ادم باستفزاز .. تؤتؤ عييييب .. كدة تزعلى سيف منك بعد ما وعدتيه تلونى معاه
همت ان ترد عليه بانفعال شديد حينما اتى سيف قائلا
سيف .. انا جيت
ادم .. جيت فى وقتك .. انا شكلى هحبك اوى يا سيف
سيف .. بصو جبت الوان كتييييلة ازاى .. واستأذنت من ماما اعد ألون معاكم كتييييل وهبقى اذاكل بالليل
ادم باستغراب ناظرا لملك قائلا بهمس لم يصل لاسماع الطفل .. ماما ازاى !!
ملك بهمس شديد .. هما هنا بيقولو ماما لكل مشرفات الدار
رق قلب ادم ليشفق بشدة على سيف الذى حرم من حضن امه فى سن صغير ليحتضن اياه فجأة بقوة دون وعى وتلتمع الدموع بعيونه رغما عنه والتى ولأول مرة تراها ملك .. فتأثرت بشدة لتأثره والتمعت دمعة بعيونها ايضا ابت ان تتساقط امامه
سيف باستغراب .. انت بتعيط ليه ؟!
ادم ماسحا عيونه بسرعة فلم يسبق لأحد ابدا ان رأى تلك الدموع يوما .. لا يا حبيبى مبعيطش .. ده تراب دخل فى عينى
حينها حاولت ملك اخفاء دموعها والخروج من حالتها تلك كى لا تشعر الولد بشئ قائلة بمرح
ملك .. ورينى باة لونت ايه جديد عشان نسقف
سيف .. بصى خلصت كل دول
ملك بتصفيق .. الله حلوين اوى برافو عليك يا حبيبى
ادم .. يلا باة نلون الكراسة الجديدة ولو خلصتها ليك عليا اجيبلك لعبة حلوة اوى
سيف .. هتجيبلى ايه ؟
ادم .. انت عايز ايه ؟ اللى انت عايزه هجيبهولك
سيف .. ممممم مس عالف .. انت بتحب العاب ايه ؟
ادم .. ههههه لا انا كبرت عالالعاب .. العابنا دلوقتى مختلفة
بس ايه رأيك مثلا اجيبلك عربية ؟
سيف .. لا عندى ومس بحبها
ملك .. طيب بتحب البازل ؟
سيف .. يعنى ايه ؟
ادم .. لو مش عارفها نجيبهالك المرة الجاية ونعد نلعبها سوا ايه رأيك
سيف ضاربا كفه بسعادة .. اتفقنا
شعر ادم بالسعادة الشديدة لسعادة ذلك الطفل البرئ وحينها فقط ادرك لما تأتى ملك لذلك المكان ولما تحب اسعاد الاطفال حولها
قضيا وقت كبير بتلوين الرسومات الكرتونية والمحببة لسيف بمساعدة ادم وملك والتى كانت تتجاهل ادم بشكل ينافى تماما السعادة التى تكمن بقلبها لوجوده بجانبها ومشاركته لهم ولكنها لم تظهر ذلك محاولة التركيز مع سيف ورسوماته
سيف .. انا عطسان اوى هلوح اسلب واجى
ملك .. طيب روح اشرب وهنستناك
سيف .. ماسى
ادم مازحا .. ههه انتى بتفهميه ازاى دى الحروف كلها عنده عاملة حادثة
ملك .. اتعودت عليه
ثم ظلت تنظر صوبه بقلب متألم وهو يبتعد لتتحدث بعفوية
قائلة بتأثر .. سيف ده اقرب طفل ليا فى الدار .. اول مرة جيت هنا كنت جايبة لعب كتير للاطفال كلهم جريو عليا عشان يلحقو ياخدو اللعب الا هو .. لقيته اعد لوحده على التربيزة دى وكان شكله زعلان اوى .. روحت اسأله مالك يا حبيبى مش بتلعب مع صحابك ليه .. قاللى انا مش بحب اللعب انا بحب التلوين .. بس اقلامى كلها مقصوفة ومش عارف ألون
بصيت على الالوان فى ايده لقيت هما لونين اللى معاه وكل طموحاته انه يبريهم عشان يعرف يلون بيهم
صعب عليا اوى طلعت جبتله علبة الوان وبراية عشان يعرف يلون براحته
مش متخيل فرحته كانت عاملة ازاى لما شاف البراية .. كأنها كنز خطفها واعد يبرى القلمين اللى معاه عشان يلون بيهم
حسيت اد ايه تصرف بسيط جدا مش هيكلفك حاجة ممكن يسعد طفل برئ بالشكل ده
مرضيتش اديله العلبة عشان مجرحش مشاعره .. اديتها للمشرفة بتاعته وقولتلها تديهاله هيا لأنه كان لسة ميعرفنيش لكن هو بيعتبرها امه ومش بيتكسف منها
ويومها اعدت الون معاه وكنا مبسوطين جدا ومن ساعتها واحنا اصحاب
تأثر ادم كثيرا بكلام ملك ورقة قلبها قائلا
ادم .. انا كمان اتأثرت اوى بيه وحبيته .. يدخل القلب علطول وفعلا برئ اوى
ملك .. حياته كلها رسم وتلوين .. اعتقد هيطلع فنان وهيكون موهوب جدا
ادم .. وانتى بتيجى هنا من امتى ؟
ملك دون وعى فقد انساقت وراء مشاعرها قائلة
ملك .. من سنتين من ساعة ما اكتشفت المكان ده .. مخدتش بالى انه دار ايتام وعجبتنى شكل الجنينة والورد اللى فيها فدخلت اتفرج عليها واتفاجأت بكمية الاطفال اللى كانو جوة .. اعدت العب واتكلم معاهم وجبتلهم بلالين فرحو بيها اوى وكنت فرحانة فى وسطيهم ومن ساعتها وانا كل ما الاقى نفسى فاضية اجى اعد معاهم
ادم رغما عنه .. انتى جميلة اوى يا ملك .. بجد كل يوم بتثبتيلى انك اجمل بكتير من اللى فى خيالى
رفعت نظرها له تحاول تصديق كلامه .. فقد تمنت ان يكون مدحه ذلك نابعا من قلبه حقا ولكنها تدرك الحقيقة وتدرك انها تعيش بالوهم فلم تسمح لتلك الاوهام لتسيطر عليها مرة اخرى
ملك .. هقوم اشوف سيف اتأخر ليه
سيف .. متأخلتش بس دخلت الحمام وجيت علطول
ادم .. ده انت بتيجى فى اوقاتك فعلا كأنك قاصد
سيف .. ايه ده ملونتوس حاجة خالص من ساعة ما سيبتكم
ظهر الارتباك على ملك فقد أخذتهم الاحاديث لينسوا ما يقومون به ليدرك ادم توترها ويرد عنها قائلا
ادم .. لا مستنيينك واحنا نقدر نعمل حاجة من غيرك برضو !
سيف .. طيب يلا نكمل
اكملا بعض الرسومات حين قالت
ملك .. كفاية كدة باة انهاردة يا سيف روح ارتاح شوية عشان تعرف تذاكر بالليل .. احنا اتفقنا ان اللعب ميأثرش على دراستنا
سيف .. حاضل يا ملوكة بس هتيجى تانى امتى
ملك .. مش هتأخر عليك يا حبيبى
ادم بمزح .. شكلك كدة مش عايزنى اجى تانى
سيف .. لا ما انت هتيجى مع ملوكة مس انتو صحاب ؟
ارتبكا كلا منهم ولكن سرعان ما تدارك ادم الموقف قائلا
ادم .. لا احنا زمايل فى الجامعة
سيف بطفولية .. يعنى ايه جامعة ؟
ادم .. مممم مش انت بتروح المدرسة عشان تتعلم ؟
سيف .. اه طبعا
ادم بطريقة طفولية يحاول النزول لعقله .. اهى الجامعة دى عاملة زى مدرسة كبييييييرة اوى لما تكبر انت كمان هتدخلها
سيف .. الله عايز اسوفها الكبيلة دى
تمنى لو استطاع ان يصطحبه للكلية ولكنه لا يعلم هل ذلك مسموح ام لا ليسأل ملك بهمس قائلا
ادم .. هو ينفع ناخده معانا يوم الكلية ؟
ملك .. مش عارفة هبقى اسأل
ادم لسيف .. خلاص هنسأل ماما ولو وافقت هنوديك المدرسة الكبيرة بتاعتنا تتفرج عليها
سيف .. هيييييه
ملك .. ودلوقتى باة هنروح وانت تنام شوية عشان تعرف تذاكر
سيف .. ماسى هقوم .. يلا باى باى .. وسكلا على الالوان والحاجات الجميلة دى
ملك مقبلة باطن يده .. حبيبى انت تؤمر
ادم مقبلا رأسه .. هتوحشنى يا سيف
سيف .. وانتو كمان
انصرف مغادرا تاركا اياهم بحالة تأثر شديدة به .. نظرت له ملك قائلة
ملك .. شكرا على اللى عملته مع سيف خليته مبسوط اوى واتعلق بيك
ادم .. انا اللى اتبسطت واتعلقت بيه جدا .. بجد شكرا على الوقت الجميل اللى قضيناه ده .. ده تقريبا اجمل يوم فى حياتى
لم تتحمل ملك تلك المسرحية السخيفة التى يفرضها عليها ودور العاشق ذلك الذى يفشل بتمثيله ليفيض بها قائلة بانفعال .. ادم .. لو فاكر انى ممكن ارجعلك بعد ما سيبت مروة تبقى واهم وهم كبير اوى .. انا ما صدقت خلصت منك ومن الاعيبك
فاوعى تفكر ولو للحظة انى ممكن بس اعرفك تانى مش ارجعلك .. مجرد معرفتى بيك بقت حلم صعب تحقيقه
وياريت متجيش هنا تانى مش كفاية فى وشى فى الكلية هتبقى فى وشى هنا كمان ايه مش هعرف اخلص منك ابدا !!
ادم .. لا يا ملك مش هتخلصى منى وهفضل اطلعلك كدة زى عفريت العلبة فى كل حتة لحد ما تفهمى وتسلمى لقلبك
ملك باصرار .. عمره ما هيحصل .. اصلا قلبى مات ودفنته ومبقاش ليك فيه اى حاجة
ادم .. وانا مش قادر ابعد عنك اعمل ايه .. مش قادر اسيبك
ملك ... اوووووف كفاية تمثيل باة .. انا ماشية .. ومن فضلك لاخر مرة بقولهالك ابعد عنى انا مسحتك من حياتى خلاص .. ثم نظرت بعيونه بتحدى قائلة باصرار .. واستحالة ترجعلها
تركته وانصرفت سريعا قبل ان تضعف وتستجيب لنظراته التى تحثها على البقاء بجانبه .. نظراته المتعلقة بكل ذرة بها تترجاها كى تصدقه وتعطى له الثقة والامان مرة اخرى ولكنها قاومت كل ذلك ليدرك انه لا سبيل لاكتمال ذلك العشق مرة اخرى
.....
فى محافظة الشرقية .. قامت سعاد بزيارة منى كى تعرف كل شئ عن تلك التى سرقت قلب وعقل ابنها لتجعله متمسكا بها بتلك الطريقة .. استقبلتها منى بالترحاب وتبادلا الاحاديث حتى جاءت سيرة عاليا فقصت عليها كل ما مرت به تلك الفتاة من مشاكل وظروف قاسية لينتهى بها الحال لالغاء زواجها بنفس اليوم
سعاد بدهشة .. يا حبيبتى يا بنتى فرحها اتلغى فى يومها
منى .. اه فجأة قررو انهم مش هينفعو لبعض ولغو جوازهم .. والبنت بعدها عدت بمرحلة وحشة جدا وفقدت الثقة فى كل اللى حواليها حتى خالتها اللى اعدة معاها رفضت وجودها وساعتها انا خدتها عندى هنا لحد ما تهدى وترتب افكارها
سعاد .. يبقى اكيد ده الوقت اللى عمر شافها فيه هنا
منى بارتباك .. عمر !!
سعاد بابتسامة .. بصى يا منى بصراحة كدة عمر معجب بعاليا جدا وفتح معايا الموضوع انا وابوه عشان يخطبها
بس انتى عارفة حسن عايز يتطمن على ابنه واكمنه ميعرفش البنت قلق شوية .. بس اول ما عرفنا انك خالتها اتطمننا انتو طول عمركم ولاد اصول ويشرفنا نناسبكم طبعا
منى .. تسلميلى يا سعاد .. عاليا فعلا قاست فى حياتها كتير ومش حمل صدمات تانية .. عشان كدة لما عمر كلمنى عنها قلتله لازم اهلك يبقو موافقين الاول ومالى ايدك منهم قبل ما نعشم البنت ونعلقها
سعاد .. ياخبر واحنا نطول ده احنا نتشرف بيكم يا منى .. انا بس كان نفسى اشوفها .. يعنى عايزة اتعرف عليها وكدة قبل ما نتقدملها رسمى .. انتى بعد اللى حكيتيهولى عنها ده حسيت انى عايزة اكون صدر حنين ليها واعوضها عن كل اللى شافته .. بجد نفسى اعرفها اوى
منى .. ماهو يا سعاد مينفعش نعشمها وفى الاخر الموضوع ميكملش .. خصوصا يعنى الجواز اللى علطول ده من غير خطوبة حتى ممكن حاج حسن ميوافقش عليه
سعاد باندهاش .. جواز ايه !!
......
خرجت سعاد من منزل منى مصدومة من هول المفاجأة .. فقد فكرت انه بامكانها اقناع زوجها بتلك الزيجة من اجل اسعاد ابنها .. ولكن الان اصبحت مهمتها صعبة جدا .. فقد تركت بيوم زفافها .. والادهى من ذلك ان اهلها يريدون تزويجها بمجرد تخرجها
كيف ستستطيع اقناع حسن بكل ذلك .. سوف سيقبل ان يزوج ابنه لفتاة تركت فى يوم زفافها .. ماذا سيظن بها وكيف سيفكر الناس
ظلت تفكر وتفكر فلن تجد حلا سوى ان تحاول ايصاله لمرحلة الشفقة على تلك الفتاة .. ولتكن محاولة يائسة ولكن لابد منها
حين وصلت المنزل وجدته يجلس بالحديقة لتجلس بجانبه قائلة
سعاد .. انا روحت لمنى يا حسن .. وعرفت كل حاجة عن عاليا
حسن .. وعرفتى ايه باة ؟
سعاد .. البنت ظروفها وحشة اوى يا حسن .. والله ومنى بتحكيلى قلبى اتقطع عليها .. تخيل عملت حادثة مع اهلها وهما مسافرين من هنا .. هما ماتو وهى بس اللى عاشت ربنا كتبلها عمر جديد
كان يستند لمقعد الكرسى وفجأة اعتدل بجلسته قائلا
حسن .. كانو مسافرين ! .. الكلام ده من امتى ؟
سعاد .. ٤ سنين .. البت يا عين امها كانت يادوب لسة داخلة الكلية
ما ان سمع كلماتها حتى اقشعر بدنه قائلا
حسن .. هيا .. اسمها ايه .. البنت اسمها ايه
سعاد .. عاليا
حسن .. منا عارف ان اسمها عاليا ما ابنك قايلنا .. انا اقصد اسم ابوها .. عيلتها اسمهم ايه
سعاد .. لأ مش فاكرة .. بس اللى فاكراه انهم من سوهاج .. اه اه افتكرت .. ليها عم اسمه رفعت الصاوى
ظهر التوتر الشديد عليه حيث اخذ يتصبب عرقا من شدة الارتباك
لتردف سعاد .. عمها ده باة يا سيدى اعوذ بالله كل اللى همه ازاى يلهف حقها وورثها .. اصلها وارثة من اهلها حاجات كتير ابوها كاتبهم باسمها .. وعمها باة منى عينه يحط ايده على ورثها ده
حسن بنفاذ صبر .. طيب يا سعاد خلاص .. انتى شايفة انها مناسبة يعنى ؟
سعاد باستغراب .. اه .. مالك يا حج فيك ايه
حسن بحدة .. مفيش .. لو شايفينها مناسبة خلاص انا موافق .. نروح نطلبهاله ونخلص
سعاد .. هو بس .. بس فيه حاجة لازم تعرفها .. عشان على رأى منى كل حاجة تبقى على نور ومنأذيش البت .
حسن .. خير فى ايه تانى ؟
سعاد .. عاليا كانت مخطوبة بقالها سنة وكانت خلاص هتتجوز .. بس الفرح اتلغى يوميها الصبح .. بتقولى حسو انهم مش مرتاحين وقررو يسيبو بعض
ظل حسن صامتا ليفكر فهو يخاف ان يؤذى ابنه بتلك الزيجة .. فمن يعلم لما تركها خطيبها بليلة زفافها
ولكن ليس بيده شئ ولا يستطيع رفضها بعد الان مهما كلفه الامر
حسن .. زى بعضه .. مش عمر عارف وموافق .. خلاص خليه يعمل اللى هو عايزه وربنا يسعدهم مع بعض
اندهشت سعاد لرد فعله الغريب ذاك والغير متوقع اطلاقا منه .. فقد ظنت انه سيثور ويغضب كثيرا رافضا تلك الزيجة بشتى الطرق ولكنها لم تجد منه الا شخصا مسالما تماما غير مبالى بأى شئ ليساورها القلق قائلة بتردد
سعاد .. انت متأكد ان معندكش مشكلة معاها ؟
حسن .. انا لما بقول كلمة مبرجعش فيها وانتى عارفة كويس يا سعاد .
سعاد .. ايوة بس انت لسة من يومين كنت رافضها .. جيت دلوقتى وبعد ما عرفت انها اتسابت يوم فرحها معترضتش ولا حتى قلت حاجة
حسن ضاربا كفيه ببعضهما .. لا حول ولا قوة الا بالله .. يعنى انا ارفض ميعجبكيش انتى وابنك وتزعلو .. اوافق برضو ميعجبكوش .. اعملكم ايه عشان ارضيكم قوليلى ؟!
سعاد .. لأ مين قال انه مش عاجبنى .. ده انا طايرة من الفرحة انك وافقت انا بس مستغربة وعايزة افهم
حسن .. ياستى مفيش حاجة تتفهم .. انا قررت اعمل اللى يريح عمر وخلاص وافقت عشانه
سعاد بتردد شديد .. طيب دلوقتى عشان نتقدملها .. لازم .. لازم نكتب الكتاب علطول
حسن .. كتاب ايه !!
.....
منتظرة توقعاتكم وتعليقاتكم الجميلة 😍
دمتم بألف خير ❤️
•تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية