رواية طاغي الصعيد كاملة بقلم سمسمة سيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية طاغي الصعيد الفصل الثاني 2
انهي كلماته ملتقطا شفتيها بقبله تحت صدمتها ، ثوان لتفيق من صدمتها محاوله ابعاده عنها ولكن استمعت الي صوته الجهوري المردف بااسمها بغضب :
ليال
لا تعلم من اين اتتها تلك القوه التي استخدمتها لدفع اسر بعيدا عنها ناظره لذلك الغاضب بعينان متسعه ممتلئة بالدموع لتركض مختبئة خلف ظهره ممسكه بثيابه من الخلف
همست بصوت مرتجف :
ابيه مالك خليه يمشي ارجوك
التفت اسر نحوهم ليناظر مالك بلامبالاه متقدما نحوهم في محاولة منه لجذب ليال من خلف ذلك الواقف والتي لم تتغير ملامحه الغاضبه ..
وما ان قام اسر بمد يده نحو ليال حتي صرخ متألما بقوه اثر قيام مالك بكسر يده ..
لم يكتفي مالك بذلك الكسر البسيط من وجهة نظره لينقض عليه مسددا لكمات متتاليه له تحت صراخ اسر بألم وبكاء تلك الواقفه تنظر لما يحدث بخوف
قفزت بخوف ماان استمعت الي صراخ خالتها التي وصلت لتوها علي صوت ولدها لتندفع نحو مالك محاوله تخليص ولدها من قبضته صارخه بهلع :
سيبه ياجدع انت سيب ابني يالهوووي هيموتلي الواد اللي حيلتي الحقوني يانااس
ابتعد مالك عنه ماان انتهي من تحطيم وجهه وجسده مرددا ببرود كانه لم يفعل شئ :
ولدك لو جرب يامة ليال تاني مش ههمله غير وهو جثه فااهمه
اردف كلماته بتهديد صريح تاركا تلك التي اقتربت من ولدها في محاوله منها لمساعدته بينما هو اقترب من تلك الواقفه تناظر الوضع بخوف وعيناها لم تتوقف عن ذرف الدموع ….
قبض علي ذراعها بقوه لتتأوه بصوت منخفض محاوله جذب ذراعها منه او جعله يخفف قبضة يده فوق ذراعها
ولكن لم تستطع ليجذبها هو خلفه تاركا اسر والدته متجها الي الخارج
وقف امام السيارة الخاصه به ليقوم بفتح الباب الخلفي دافعا اياها بداخلها ومن ثم دلف بجوارها بعد ان امر الحراس بالتحرك
اردفت ليال بتلعثم وهي تنظر اليه برهبه :
هو ..هو احنا هنروح فين ، انا مش عاوزه اسيب بيت ماما وبابا ياابيه
نظر مالك اليها بغضب ومازال يتذكر ذلك الحقير وقبلته لها ليردد بسخط :
عوزاني اهملك في البيت عشان تدوري علي حل شعرك كيف البنات الرخيصه يابت حاتم ، وخليكي عارفه ان اللي حصل فوج هحاسبك عليه زين لما نوصل
ضمت شفتيها في محاوله منها ان تتحكم في نوبة بكاءها بعد كلماته القاسيه بينما هو لم يعطها ادني اهتمام ناظرا للامام ببرود …
انزوت علي نفسها سانده راسها علي زجاج السيارة وسامحه لدموعها تهبط بسلاسه علي وجهها دون اهتمام لرؤيته لحالتها تلك ، مرت ربع ساعه لتشعر بالنعاس ولم تجاهد لفتح عيناها ومحاربته بل رحبت به بكل سرور لتسقط في ثباتا عميق ….
بعد مرور عدة ساعات …
توقفت السيارة الخاصه بمالك امام القصر الخاص به ، التفت نحوها ليجدها نائمه بعمق وشهقات خافته تهرب من بين شفتيها من حين لااخر وانفها المحمر بشده اثر بكائها ، وبعضا من خصلات شعرها التي هبطت علي وجنتها تخفي القليل من وجهها ..
مد يده ليزيح خصلاتها باانامله لتنكشف امامه ملامح وجهه الطفولي بسخاء ، امعن التدقيق بملامحها ليتذكر قبلتها مع ذلك الاحمق مما جعل غضبه يشتعل مره اخري وعيناه تظلم باافكار سوداء ولم يعي بذاتها سوي وهو قابضا علي خصلات شعرها بقوة جاعلا من تلك الاميره النائمه تنتفض من نومها بآلم
اردفت ليال بصوت متألم :
شعري ياابيه بتوجعني
هبط من السيارة ليجذبها بعنف تحت توسلها باان يتركها ولكن لم يعيرها اهتمام ليتجه الي داخل القصر ومن ثم الي احدي الغرف متخطيا والدته ووالده وشقيقه الذين ينظرون الي مايحدث بعدم فهم
دفعها داخل الغرفه لتسقط علي الارض بعنف ، رفعت وجهها لتنظر له بعينان خائفتان دامعه واخذت تزحف بجسدها للخلف
طوي الخطوات القليله بينهم ليقوم بجذبها من خصلات شعرها بقوه غير عابئا بصراخها واردف بهسيس غاضب :
اوعي تفكري ان عشان حاتم وامك ماتوا هسمحلك تدوري علي حل شعرك يابت اخوي ، ده انا ادفنك اهنه جبل ماتفكري تلطخي اسم اخوي وراسنا في الوحل ، مفيش خروج من اهنه واعتبري اني جحيمك اللي هتعيشيه من دلوجت ، اهلا بيكي في جحيمي ياليال
انهي كلماته تحت بكاءها الشديد ليتركها بعنف متجها الي الخارج مغلقا الباب بالمفتاح تاركا تلك الصغيره التي تكورت كالجنين حول نفسها علي الارض تبكي بألم وحزن علي ما وصلت له …
في صباح اليوم التالي …
صرخ بغضب في وجه والده :
اتجوز مين ياابوي ، بت اخوي ؟ بت حاتم ؟
نظر والده اليه ببرود قائلا :
ايوه اني مش هسيب كل ميراثها يروح لحد غريب احنا اولي
هز راسه بالنفي الشديد :
مستحيل انا لا يمكن اتجوزها انت واعي انت بتجول ايه ؟
اردف والده ببرود شديد :
ياتتجوزها ياهخلي خيك يتجوزها جولت ايه ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية طاغي الصعيد ) اسم الرواية