رواية تزوجني متملك قاسي كاملة بقلم صباح عبد الله عبر مدونة دليل الروايات
رواية تزوجني متملك قاسي الفصل الثاني 2
في منزل احمد يجلس كل من مرفت زوجته التي لا يظهر عليها اي ردت فعل او علامة حزن علي وجه تدل أنه حزينة علي فراق زوجه وأب طفلتها الواحيدة واخواته البنات هذان التي لديهم قلب من حجر لقد مرض شقيقهم الواحد لمداد ثالث شهور ولم تذهب اي واحدة منهم يوما من أجل ان تطمئن عليه والسبب هو انه كان يعاني من هذا المرض الملعون التي يسمي باكرونا وهذا الذي زرع الخوف في قلوبهم ومنعهم أن يذهبوا الي شقيقهم الواحيد من أجل ان يطمئنوا عليه وحتى زوجته هربت منه وسافرت دون ان تفكر ما لذي سوف يحدث في زوجه او طفلتها الواحيدة في غيابها و الحاج عطيه واولاده واولاد اولاده ايضاً صمت مرعب يسيطر علي المكان والزمان ليسه هناك صوت غير صوت عقارب الساعة التي تعلق علي الحائط يقطع هذا الصمت صوت تلك الزوجة المتسلطة قائلة :
_ انا قرارة ابيع كل حاجه باسم أحمد واخد تنسيم بنتي واسافر تركيا تانى
❈-❈-❈
نظر الجميع الي مرفت بصدمه لا هذا الحاج عطيه التي ينظر اليها باستحقاره هو و أسر الذي كان يرامقها بنظرات حارقه مليئة بالغضب بينما اردفت هاله شقيقة أحمد قائلة بغيظ
_نعم تبيعي اي وتنسيم مين اللي عاوزة تخديها وتسافري تركيا؟
ترد مرفت قائلة بينما ترامقها بحنق..
تنسيم بنتي يامدام هاله وابيع كل حاجه باسم جوزي واللي هي بقت من حقي انا وبنتي.
ترد سحر بصوت عالي وهي تضع صباعها لإسباني علي جبينها بطريقة غير لائقة وشهقة بصوت عالي :
_نعم يا الدلعدي بنتك وكانت فين بنتك لم كنتي بتسافري بالخمس وست شهور من غير خبار ولا حس كانت فين بنتك لم سافرتي وهي لسة بنت سنه كنتي فين لم أحمد كان بيرجع من شغله يشوف بنته محتاجه اي يعملوا لها اللي كان مفروض انتي اللي تعملي.
ترد مرفت بغضب وصوت عالي وهي تنهض من الكرسي :
_انتي واحدة من الشارع علشان كده مش هرد عليكي غير بكلمتين اثنين تنسيم بنتي اذ كان بمزجكم او من غصب عنكم انتم فأهمني وها هخدها معي واللي عندكم اعملوا
سحر بغضب وهي بتشردح على ايديها ،:. هي مين دي اللي من الشارع يا اللي ما مش عندك اخلاق ولا لقيتي أحد يربيك
ترد هاله بنفس الطريقة وهي تقول. : تنسيم مش بنتك وعمرك ماكنتي أم لها علشان تجي دلوقتي تقولي بنتي كانت فين بنتك لم كان أحمد في المستشفى وهي تفضل طول اليل ونهار لواحده ودمعتها على خدها انتي مش أم انتي واحدة قلبها من حجر
تتدخل وفاء زوجت حمزه أبن الحاج عطية قائلة :
❈-❈-❈
_صلوا على النبي اهدوا ياچامعه مش اكده أمال الراجل لسه ما طلعش عليه شمس عيب اللي انتم بتعملوه ده
يرد الحاج عطيه بصوت جعل الجميع يصمت من الخوف من قوته وهيبته وعندما يتحدث يصمت الجميع. :
_ وانتم دلوقتي اللي تحججوا دي كانت فين ودي كانت فين كنتم انتم لاتينيين فين لم كان اخوكم بيصارع الموت لواحده الله يرحمه ليِه مافيش واحده فكم قالت هروح اطمني على الغالبنها اللي لسه ولا راحت ولا جات ليه مش جاتوا انتي وهي تؤنسوها وطبطبوا عليها مانكم شايلين همه وخايفين عليها اكده ولا علشان عرفتوا أن ليكم مصلحه جايين دلوقتي وتشيلوا همها
يصمت الحاج عطيه عن الحديث للحظات وهو ينظر الي كل من هاله وسحر الذين ينظرون الي لأسفل وتتمزق وجههم ارباً من الخجل بينما أردفت مرفت قائلة وهي تنظر الي هذان الاثنتين التي لا تقدر واحده منهم رفع عيناه وهي تقول بانتصار..
.
_اتمنى دلوقتي يكون كل واحد عرف مكانته الحقيقة فين ومافيش حد هاشيل هم بنتي اكتر مني انا هاخد تنسيم وسافر بعد ما أبيع كل حاجه لينا في القاهرة
يرد الحاج عطيه قائلا بسخرية ..
_ حاچات اي اللي تعوزين تبعيها وتنسيم مين اللي تعوزي تاخديه وتسافري بيها في بلاد غريبة مش ليه حد هناك يا حضرت المحامية؟
تنظر اليه مرفت بطرف عين وهي تقول بينما شعرت بالقلق والتوتر من نبرة الحاج عطيه..
_تنسيم بنتي يحاج عطية وابيع أملاك أحمد اللي باسمها وهعمل مشروع في تركيا ونعيش منوا احنا لاتنين من بعض أحمد الله يرحمه
يرد الحاج عطيه قائلاً بجمود :
_ ده انا مش ائمن عليها تعيش مع واحده زاك تحت سقف واحد كيف ائمن عليها تسافر معاكي بلاد غريبة زاي تركيا.
ثم أكمل حديثه بصوت على وهو يلوح بيدي وبعدين مين انتي علشان تقولي أبيع ولا مش أبيع انتي مس لكي الحق في اي حاچه باسم أحمد الله يرحمه احمد طلاقك قبل ما يموت بسبوع ياست هانم وحسب اللقنون الطلاقة ومات جوزه ماليها حاچه مش اكده بردك ياحضرت المحامية؟؟
❈-❈-❈
في غرفة تنسيم
تفتح تنسيم عيناه ببطيء شديد وهي تنظر الى سقف الغرفة ثم توجه نظارة الى هذا الفراغ التي يحاوطها من كل الجهات وفي لحظة ملعونه تتذكر كل ما حدث تذكرت هذه الطفلة موت ابائها موت الحضن الدافئ التي لم تجد غيره يوماً تذكرت موت السند الذي لا يمل ليصرخ قلبها من شداد حزنها وعبرت الصرخات من فمها بكلمات من النادر فهمهم من شدة سرعتها في نطق الأحرف : لا لا مستحيل انا بابا مش مات لاء بابا انا عاوزة بابا
وهنا تنهض هذه الطفلة الباكي من فوق الفراش َوهي تبكي وترفض أن تصدق موت ابائها تركض تنسيم بتجاه الدرج لتنزل من عليه مسرعة كما لو كانت تحلق في الهواء وهي تصرخ باسم ابائها الذي لم يعد يجمعها به غير الدعاء وقالت من بين بكائها الشديد وتركض علي الدرج:
_فين بابا يجدو ليه جبتني هنا وسبتوا لواحده في المستشفى انا عاوزة اروح لبابا المستشفى هو مش بيحب يفضل لواحده
لتركض كل من هاله وسحر الذين يبكوا من شدة الخجل والندم من كونهم تركوا شقيقهم يعاني وحده في اخر أيام حياته وكان يتمزق قلبهم أرباً من بكاء هذه الطفلة المدللة التي لم تعلم شيء عن البكاء غير هذا اليوم الملعون بينما أردفت هاله قائلة وهي تعانق تنسيم..
_ اهدي ياتنسيم ياحبيبتي إحنا مؤمنين بالله وعرفين أن اللي حصل قضاء الله وقدر ودى سنة الحياة
تنظر تنسيم بعيناها الزرقاء التي احمرت من شدة البكاء و دموعها تغلغل على جفونها وقالت بصوت كاد لا يظهر:
_انتي ليه بتقولي كده يعتموا هو فين بابا؟
ينظر الجميع الي تنسيم بحزن ولا أحد يقدر أن يجاوب علي سأل هذه الطفلة التي تنتظر الرد بفارغ الصبر ترد عليها تلك التي يقال عليها أمها التي لا تمتلك قلب، بكلمات متحجرة مثل قلبها قائلة بكل دماء بارد. :
_ أبوكي خالص مات ياتنسيم الله يرحمه وجاهزي نفسك علشان هنسافر بكرة علي تركيا
❈-❈-❈
ينظر الجميع الي هذه التي تتحدث نظرات مليئة بكره والاستحقار تنظر تنسيم بعين متحجرة الي الجميع وهي ترفض تصديق ما سمعته اذانيه لتوا وخرجت الكلمات من فمها وهي لا تدرك ما تقول :
_ اي لا انتي بتقوليه ده انت اكيد بتكذيبي فين بابا انا عاوزة اروح اشوف بابا
ترد عليها سحر قائلة بحزن وهي تبكي.: لا يا حبيبتي مش بتكذب أبوكي خالص مات ياتنسيم ياحبيبتي ادعي الله يرحمه ويغفر له ياحبيبتي
تنظر تنسيم الي الجميع بذهول ومزال عقله الصغير يرفض أن يتقبل هذه الحقيقة المؤلمة تركض بتجاه هذا الراجل العجوز الذي لا يقدر علي النظر في عين تلك الطفلة التي تبكي أمامه وقالت ببكاء وهي تمسك بكف يديه.:
_ هم ليه بيقول أن بابا مات يجدو فين بابا هو في المستشفى صح.
ينظر هذا العجوز نظرات متألمة ويخشى أن يكون هو سبب في كسر قلب هذا الطفلة المسكينة كان يتمنى أن يخبرها أن الجميع يكذب ومزال ولدك في المستشفى ينتظر قدومك لكن لا يقدر بأن يقول شيء غير الحقيقة المؤلمة وهذه الكلمات التي جعلت قلب تنسيم يصرخ من الفزع مما هو قادم وأشدت حزنها على فراق ابائها :
_ لا يابنتي أبوكي مش في المستشفى أبوكي عند اللي الخالق العظيم دلوقت راح وبكانا كلنا يابنتي بس مش حنقول الا ما يرضي الله ورسوله يابنتي ان الله وان اليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم البقاء لله وحده يابنتي.
تترك تنسيم يد ذلك العجوز الذي لم يقول الذي ما كانت تريد سماعها وهي تتراجع الي الخلف ومن شديد الصدمة تفقد التوازن فسقط جسدها فوق الارض كما لو كانت جثه هامده لا حول ولا قوة لها تركض إليها كل من هاله وسحر ويعانقوها بقوة بينما يقف أمامهم ذلك ذو القلب المتحجر وهو يقول دون أن ينظر الي تلك الصغيرة التي أصبحت أشبه بجنه لا روح بدخلها..
_جاهزو تنسيم يهاله انتي وسحر عشان هنرچع كلنا الصعيد.
تجيب مرفت بصوت عالي وهي تنظر الي أسر:
_ انت اجتننت تنسيم مين اللي ها تخدها الصعيد تنسيم هتفضل معايا وهتسافر تركيا معايا فأهمني كلكم تنسيم بنتي وانا مش ها سيبها
يرد عليها أسر بصوت الرجولي قائلاً وهو يقف أمامها بثبات :
_ والله مافيش حد قالك تسبيها عاوزة بنتك أفضلي معها عاوزة تسافري الله معكي بس تنسيم هتفضل معي وانا دلوقت اللي واصي عليها وعلى كل حاچه تخصها ومافيش حد غير مسؤول عنها دلوقت
❈-❈-❈
ينظر الجميع الي أسر ولا احد يفهم ما يقصد بكلامه غير ذلك العجوز الذي يعلم كل شيء بينما نظر هذا العجوز الي تلك الصغيرة التي وقعت فوق الأرض ولم تقدر على الحركة بسبب هذه الصدمة القاسية تنظر فقط الي الفراغ أمامها بينما قال ياسر الاخ الأكبر الى أسر .:
_ واه ايه الكلام اللي تقوله ده يا اسر تنسيم بنتنا كلنا وكلنا هنكون مسؤولين عنها ما راح نخليها تحتاج حاچه زاي ما كان أبوها عايش بظبط
يرد أسر قائلا بجمود ونظر أخيراً الي تلك المسكينة التي تجلس أرضاً جسد بلا روح.:
_ ما اقصدش يا أخويا اكيد تنسيم بنتكم كلكم ومتأكد أنكم تعتبروها زي أولادكم لكن هي دلوقت بقت مراتي وما فيش حد غيري هيكون مسؤول عن مراتي ودي وصيه أحمد لي قبل ما يموت الله يرحمه.
يقف الجميع مندهشون مما يقاله آسر وبالأخص مرفت التي أجبرتها الدهشة على الرجوع الى الخلف بضع خطوات وصمت مرعب يسيطر على الجميع لا أحد يقدر أن يقول شيء ولا يستوعب أحد هذه الكلمات التي تفوه بها آسر الان ة بعد لحظات من هذه الصدمة التي صدمت الجميع
أردفت مرفت قائلة بانفعال وهي في حالة من الذهول: أنت تجننت ايه الهبل اللي انت بتقوله ده تنسيم مين اللي بقت مراتك انت تجننت نسيت إنك بتكون عمها وفي مقام أبوها بالضبط ازاي بقت مراتك ولا فرق السن اللي بينك وبينها
ينظر آسر الي والده وهو يتذكر كل ما حدث في المستشفي من قبل أسبوع
❈-❈-❈
رجوع الي الماضي
في مستشفى وبالأخص في غرفة أحمد تجلس تنسيم بجوار ولده وهي تحكي له كيف مر يومها ويجلس بجواره الحاج عطيه التي يبتسم وهو يسمع ما تقوله تنسيم ولم تقف عن مداعبه والدها وأسر الذي يجلس وهو يشعر بضيق ولا يعجبه دلال هذه الفتاه الزائد عن الحد أردف أحمد قائلاً وهو يبتسم بضعف الى تنسيم : معلش يا تنسيم يا حبيبتي انا عايز عمو آسر وجده عطيه في حاجه كده
تبتسم تنسيم ابتسامة هادئة وهي تقول : حاضر يا بابا زي ما تحب انا هاستني في الاستراحة لو احتاجه مني حاجه نادوا علي
أحمد بتعب وارهاق وهو يضع يديه على فمه ويسعل بقوه : حاضر يا حبيبتي خدى الباب في إيدك من بعد إذنك ياقمري.
_ أسمع يا ولد عمي حابب أطلب منك طلب بس وحياة غلواتي عندك وغلاؤه كل حاجه حلوه حصلت بين وبينك وحياة العيش والملح اللي كلنا مع بعض توافق وما ترفض لي انا هاطلبه منك يا ولد عمي
آسر بحزن على حاله صديقي ورفيق عمره وابن عمي الغالي وفي خطوة واحدة كان يقف أمام هذا الراجل الذي يسارع من أجل أن يظل ظله في الحياة وقال وهو يمسك بكف يدي
واه يخويا لييه تحلفني اكده حنفذه لو علي رقبتي اطلب اللي تعوزه يا أحمد وانا وحياة غالوتك عندي لو اقدر انفذه ما حتأخر لو كانت رقبتي يا ولد عمي
يرد أحمد بحب وهو يمسك يد آسر كما لو كان يترجاه: عارف إنك راجل يخويا علشان اكده انا كنت عاوز اطلب منك إنك انت تكون الحامي لتنسيم بنتي من بعد ربنا وبعدي انا مش هطمن عليها غير معك انت يا أسر علشان كده وحياة غلاوه أخوك اللي على فراش الموت توافق وتتجوز تنسيم بنتي يا آسر.
❈-❈-❈
يقف كل من آسر والحاج عطيه في حاله من الذهول والصمت يسيطر على الغرفة بأكملها للحظات ثم يقطع هذا الصمت صوت الحج عطيه قائلاً وهو مزال في حالة من الذهول: واه اي اللي تقولي ده يا احمد يا ولدي تنسيم مين اللي آسر ولدي يتجوزها دي لسه حته عيله ولا راحت ولا جات اما آسر ابني ما شاء الله عليه عند ولد عندوا خمس سنين ولا نسيت ده يا أحمد حرام تعمل في بنتك اكده دي لسه عيله حرام
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية تزوجني متملك قاسي ) اسم الرواية