رواية انت عشقي وقسوتي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دينا قدري
رواية انت عشقي وقسوتي الفصل الثلاثون 30
- بارت ٣٠
سيرين .. لازم تتعلمى تبقى قوية يا ملك .. لازم تتعودى تبصى فى عينه بتحدى وكأنك بتقوليله انت مبقتش فارقلى ولا عنيك دى بتأثر فيا .. لازم تعملى كدة بجد لازم
ملك .. هحاول
سيرين .. وكمان طلب .. من غير زعل .. هو انا ممكن اسأل ادم على مروة دى ؟
ملك .. مش قلنا مفيش كلمة هتخرج
سيرين .. طب منا عايزة افهم مين دى ده متكلمش عليها ادامى خالص .
ملك .. لا يا سيرى .. لأ لو سمحتى متسأليهوش .. ولا تجيبيله سيرتى
سيرين .. خلاص مش هقوله انك انتى اللى قلتيلى
ملك .. امال مين يعنى اللى هيكون قالك غيرى ؟!
سيرين .. عاليا .. هقول انى كنت بتكلم مع عاليا وعرفت منها بالصدفة وكانت فاكرة انى عارفة
ملك .. انا مش فاهمة بس هتستفادى ايه ؟!
سيرين .. هستفاد كتير .. بس متستعجليش خلى كل حاجة فى وقتها .. المهم خلاص موافقة ؟
ملك .. موافقة اما نشوف اخرتها
سيرين .. طيب قومى يلا اغسلى وشك وفوقى كدة وفكرى ازاى هتحرقى دمه بدل ما تفكرى فيه وتتحسرى على نفسك كدة لا فكرى ازاى هترديله القلم وتنتقمى منه على اللى عمله فيكى
ملك باستغراب .. هو انتى ازاى بتتكلمى كدة وهو اخوكى
سيرين .. اولا احنا اتفقنا هنسى ان اللى بتكلم عنه اخويا وكانه واحد عادى .. ثانيا وده الاهم لانه يستاهل .. بعد اللى عمله ده كله يستاهل تعملى فيه اكتر من كدة
ثم اكملت ببعض الخوف .. احم بس طبعا مش هتقوليله الكلام ده
ملك ... ههههههه والله انتى مشكلة .. قلبتى قطة فى ثوانى .. امال فين باة بهدليه وطلعى عينه
سيرين .. اه انتى بهدليه لانه يستاهل .. لكن لو عرف انى بسلطك عليه هيعلقنى من قفايا فى النجفة يرضيكى يعنى اختك تتعلق !
ملك ... ههههههه متخافيش ياختى انا اصلا مبتكلمش معاه عشان اقوله
سيرين .. ربنا يطمنك
ملك .. المهم مقلتليش الفرح اتأجل ليه ؟
سيرين .. والله يا ملك ده اقتراح ادم .. لقيته بيقولى خدى وقتك وفكرى ومتستعجليش ولو عالنزول هنزلك .. وانا بينى وبينك كان كل اللى هاممنى انى انزل مصر انا مبقتش طايقة الاعدة فى الامارات .
ملك بتعجب .. بس غريبة ليه ادم يقولك كدة فجأة انتو كنتو بتدورو على شقة خلاص
سيرين .. مش عارفة انا برضو استغربت .. بس هو عامة مبيطيقش سليم فعادى يعمل اكتر من كدة عشان يبعدنا
ملك .. وانتى مش فارق معاكى فعلا ؟
سيرين بصدق .. تخيلى يا ملك انه ولا فرق معايا .. ولا حتى زعلت .. انا اكتشفت فعلا ان كان كل همى اعد فى مصر وسليم كان مجرد وسيلة
ملك .. طب ولما مبتحبيهوش يا بنتى مكملة ليه ؟
سيرين .. ومين قال انى مبحبهوش .. مش يمكن اكون قلقانة بس من الجواز دلوقتى .. ادم قاللى كدة اتأكدى من قرارك الاول ومتستعجليش .. وانا بجد مش قادرة احكم على مشاعرى
ملك .. الحب اللى بجد بتعرفيه يا سيرى وبتحسيه من اول لحظة .. مبتكونيش محتارة فيه كدة .. وانا متأكدة لما تقابلى الحب الحقيقى هتعرفى ساعتها ان سليم كان وهم .. انتى عايزة تعيشى الحالة بس لكن مع الشخص الغلط
سيرين .. يمكن .. المهم انا هنزل وابنى لنفسى حياة جديدة .. شغل جديد وصداقات جديدة .. اعرف ناس
انا معرفتش غير سليم يا ملك الباقى كلهم عرب وناس مقرفة مبرتاحلهمش .. يمكن لما اعيش فى مصر واعرف ناس جديدة اقدر افهم نفسى ومشاعرى
ملك .. ربنا يوفقك يا قلبى .. بجد انا متشوقة اوى انك تنزلى ده انا مش هرحمك وهزهقك منى
سيرين .. ياستى زهقينى انا موافقة .. المهم بس تعملى اللى قلتلك عليه مع ادم عايزاه يندم على اليوم اللى زعلك فيه
ملك .. هيحصل .. والله لاوريه النجوم فى عز الضهر .
وضحكا سويا
.....
وقف بباب المطبخ فوجدها تقوم باعداد الشاى كما طلبت منى
وقف بجانبها دون ان تنتبه قائلا
عمر .. معلقتين سكر لو سمحتى
شهقت مفزوعة حيث سقطت المعلقة من يدها
نزلت بجسدها كى تلتقطها ونزل معها عمر بنفس الوقت حين التقت عيونهم مجددا ولكن تلك المرة حاولت النهوض بسرعة ليضحك عمر قائلا
عمر .. هتبطلى تهربى منى امتى ؟
عاليا دون النظر اليه متظاهرة باعداد الفطائر .. لما تبطل تقرب منى كل شوية
امسك بيدها ليوقفها عما تفعله ويوجه نظرها صوبه قائلا
عمر .. وانا مش هبطل .. بالعكس هقرب اكتر
عاليا بارتباك منتزعة يدها منه بسرعة ودون ان تنظر له .. انت عايز ايه .. حاسب كدة عشان اودى الاكل زمان خالتو مستنية
عمر معترضا طريقها .. مش هسيبك الا اما تبصيلى
وضعت الصينية على الطاولة وهمت ان تخرج قائلة
عاليا بانفعال .. خلاص ابقى هات انت الاكل
اوقفها ممسكا بذراعها لتقف امامه تماما .. ثم امسك بذقنها ليرفع وجهها له قائلا .. ممكن تسمعى اللى عايز اقوله وبعدين تمشى ؟
عاليا وهى تنظر للاسفل .. اتفضل
عمر .. بصيلى يا عاليا .. كفاية هروب بصيلى
رفعت عينها صوبه ببطئ وهى تحاول تلاشى النظر بعيونه
عاليا بانفعال .. كدة كويس؟
عمر .. مش اوى .. عايزك تبصيلى زى ما حصل برة من شوية .. عشان عنينا تتكلم معانا ويبقى فيه تواصل بيننا .
عاليا محاولة الافلات منه .. ده مش هيحصل تانى .. ولو مصمم يبقى ملوش لازمة الكلام .. عن اذنك
عمر ممسكا بذراعها مرة اخرى .. بس انا مصمم اتكلم
عاليا .. اتفضل انا سامعاك
عمر .. روحى غيرى هدومك طيب
عاليا باندهاش .. افندم ؟؟
عمر .. ماهو مش معقول هتخرجى معايا بالبيجامة ؟
عاليا .. مين دى اللى تخرج معاك انت بتحلم ولا ايه !
عمر مقتربا من اذنها .. مممم هو انا مش هنكر انى ياما حلمت اخرج معاكى ونبقى لوحدنا .. بس دلوقتى بقت حقيقة مش حلم .. انا استأذنت خالتك ووافقت
عاليا بانفعال .. كدة من غير ما تاخد رأيى ! .. افرض انا مش عايزة !
عمر .. منا مستأذنتهاش الا لما حسيت انك هتكونى مبسوطة لو خرجنا سوا وبقينا براحتنا
عاليا بانفعال .. واثق من نفسك اوى ده ايه الغرور ده !! .. طب انا مش موافقة باة
عمر بعيونها .. عاليا من فضلك بطلى تكابرى وتعندى معايا وخلاص .. انا وانتى عارفين اننا محتاجين نتكلم ونخرج اللى جوانا عشان نرتاح .. فلو سمحتى متحرميناش من الفرصة دى اللى ممكن متجيش تانى
وبعدين اه انا واثق بس مش فى نفسى .. واثق فى مشاعرنا وده مش غرور .. ده ايمان بحبنا فبلاش هروب وعناد .. اقولك فكرة جربى انهاردة بس .. انهاردة بس حاولى تسيبيلى نفسك وياستى لو مرتاحتيش ابقى ارجعى لمكابرتك تانى اتفقنا ؟
عاليا .. هنروح فين ؟؟
عمر .. ما قلتلك سيبيلى نفسك .. ده خالتك نفسها وثقت فيا انتى مش هتثقى فيا !! وبعدين انا استحملت هروبك منى وبعدك عنى كتير اوى انتى مش قادرة يوم واحد تستحملينى وتسيبينى اقرب منك !
عاليا .. ماشى يا عمر .. بس يلا نطلع الاكل الشاى زمانه تلج
عمر .. هههههه ما انتى السبب .. وهشتكيكى لخالتك على فكرة انك مجوعانى وانا ضيف عندكم
عاليا .. طب بطل غلبة وخد صينية الشاى يلا
خرجا سويا للحديقة حين قالت منى
منى .. ياااه انتو لسة فاكرين انا مت من الجوع
عمر .. معلش انا اللى اخرتها .. اصل كانت عاملالى الشاى بسكر زيادة وخليتها تعملى واحد تانى
منى ... طب يلا افطرو عشان تلحقو تيجو بسرعة .. متتأخروش
عاليا بتعجب .. هو حضرتك عارفة رايحين فين ؟
منى .. لا بس عمر قالى عايزك فى موضوع مهم ومحتاج يتكلم معاكى
ارتبكت عاليا واحمرت وجنتيها خجلا حين لاحظ عمر فابتسم قائلا
عمر .. متقلقيش المكان هيعجبك اوى
تناولا فطورهم ثم غادرتهم عاليا كى تعد نفسها للخروج مع عمر
.......
حاول ادم الاتصال بمروة مرارا وتكرارا منذ اخر لقاء لهم ولكنه لم يجد اى رد منها حتى انه ارسل اليها العديد من الرسائل ولكنها ايضا لم تعيره اى اهتمام .. فبعد محاولاتها العديدة للتحدث معه والتقرب منه اصبحت الان هى من تتهرب منه ليدرك جيدا انها لم تعشقه يوما بل عشقت الفلوس والنفوذ وكان هو بالنسبة لها فقط الوسيلة للوصول لما تريد
ادم فى نفسه .. كويس انها جت منك وفرتى عليا كتير .. خلاص هانت وهخلص منك ومن شرك للأبد
قاطع افكاره تلك اتصال سيرين ليرد عليها قائلا
ادم .. تتحسدى يعنى اخيرا افتكرتى اخوكى
سيرين .. قال يعنى انت اللى مقطع الدنيا مكالمات
ادم .. والله مسحول يا سيرى امتحانات ومشاريع وشغل الدفعة ده غير المشاكل اللى مبتخلصش ومش راضية تسبنى فى حالى
سيرين .. ربنا يقويك انت قدها وقدود
ادم .. انتى عاملة ايه قفلتى شغلك ؟
سيرين .. اه خلاص بسلم فيه اهو
ادم .. وانا اتكلمت مع بابا واقنعته تيجى تستقرى هنا .. يعنى النزلة دى هتبقى اخر نزلة ليكى ان شاء الله .. خلصى باة بسرعة وتعالى
سيرين .. والله يا ادم انا بعد الايام عشان اجى
ادم .. عارف يا حبيبتى وان شاء الله هحققلك كل اللى انتى عايزاه المهم عندى راحتك
سيرين .. صحيح يا ادم هيا مين مروة دى ؟
ادم بارتباك متفاجئا .. م مروة ! .. و و وانتى تعرفيها منين ؟
سيرين .. انا معرفهاش .. بس سمعت عنها
ادم .. س سمعتى ايه ؟
سيرين .. سمعت انك مرتبط بيها .. بس مش قادرة افهم ازاى الصراحة !
ادم .. هيا ملك حكيتلك ولا ايه ؟!
سيرين .. قلتلك قبل كدة علاقتى بملك برة اللى بينكم .. واللى قالتلى عاليا .. كنا بنتكلم واتكلمت عليكم فى نص كلامها عادى كانت فاكرانى عارفة
ادم .. يادى عاليا وسنين عاليا اللى مش سايبانى فى حالى .. كنت ناقصها هيا كمان
سيرين .. عندها حق .. بعد اللى عملته فى صاحبتها عايزها تسقفلك ! .. وبعدين تعالى هنا .. انت مش قلتلى اخر مرة انك هتصالح ملك وترجعو وكنت فعلا ناوى ترجعها .. ازاى باة تروح ترتبط بواحدة غيرها وتسيبها !!
ادم .. الموضوع مش زى ما انتى فاهمة .. لما تيجى هفهمك
سيرين .. لأ انا عايزة افهم دلوقتى .. ازاى تسيب ملك وكمان تعرف واحدة عليها وانت عارف اد ايه هيا بتحبك .. وانت كمان بتحبها
ادم .. انا بعشقها كمان مش بحبها بس .. لكن للاسف صعب نبقى مع بعض عالاقل دلوقتى
سيرين .. ليه ما تفهمنى يا ابنى انت مجنون عشان تضيعها من ايدك بالشكل ده ! وتروح ترتبط بواحدة تانية
ادم .. انا مرتبطتش بحد .. ومفيش فى قلبى غير ملك وهتفضل هيا اللى فى قلبى .. بس فيه ظروف تمنعنى اكون معاها .. لازم تفضل بعيد .
سيرين .. انا مش فاهمة حاجة ابدا منين بتحبها ومنين بتبعدها عنك
ادم .. هتفهمى يا سيرين .. بس مش دلوقتى .. كل اللى طالبه منك ان الكلام ده ميخرجش برة لا ليها ولا لعاليا صاحبتها .. لو بتحبينى فعلا وانا غالى عندك خلى الكلام ده بيننا .. اما ملك فلازم تفضل فاهمة انى مش عايزها فى حياتى .. ده لمصلحتها صدقينى
سيرين .. بس ده ظلم وعذاب ليه تعمل فيها كدة حرام عليك
ادم .. صدقينى ده الاحسن لينا .. وهييجى يوم وتقوليلى كنت صح فى اللى عملته
.....
استغرقت وقتا طويلا كى تعد نفسها للخروج مع عمر حيث ارادت ان تظهر بكامل اناقتها وجمالها امامه .. وقد نجحت بذلك فما ان وقعت عيونه عليها حتى تعلقت بها وبفستانها الرائع الذى زادها رقة وانوثة .. ظل مسحورا بها وبهيأتها الخاطفة للانفاس فعلى الرغم من وضعها للقليل جدا من مستحضرات التجميل الا انها ظهرت وكأنها حورية رقيقة ببساطتها وبراءة وجهها
لاحظت كم هو مأخوذا بجمالها ابيا ان يزيح عيونه عنها فطرقت برأسها للاسفل بخجل بينما قالت منى
منى .. ما شاء الله يا حبيبتى زى القمر
عمر شاردا باعجاب .. دى عدت القمر والله
عاليا .. ميرسى اوى يا خالتو
عمر متداركا نفسه بصعوبة .. يلا بينا عشان منتأخرش .. عن اذن حضرتك
غادرا المنزل حين تساءلت عاليا
عاليا .. هنروح فين باة ؟
عمر .. هنهرب
عاليا بضحكة رقيقة .. هنهرب ازاى يعنى !
عمر .. يعنى هنختفى عن عيون الناس ونروح مكان نعرف نتكلم فيه براحتنا ونصارح بعض باللى جوانا من غير خوف
عاليا .. مممم ويطلع فين المكان ده باة؟
عمر .. هتعرفى بس الاول اطلعى يلا
نظرت امامها فوجدت مركب بها القليل من الاشخاص ذات طابقين وتبدو جذابة جدا
عاليا .. ايه ده احنا هنركب المركبة دى ؟
عمر ناظرا بعيونها بعشق.. كنت مستنى اليوم اللى نركبها سوا ونبقى مع بعض فى وسط المياه .. ثم صعد على سطح المركب و مد يده لها قائلا
عمر .. ممكن تحققيلى الامنية دى ؟
شعرت بعشقه يقتحمها بعنف فلم تستطع الا ان تمد يدها له وتصعد معه على سطح المركب
جلسا بمكان لا يوجد به احد ثم قال لها
عمر .. كان نفسى نكون لوحدينا خالص ومحدش يكون معانا .. بس للاسف مكنش ينفع دلوقتى .. لكن وعد المرة الجاية مش هيكون فيه حد غيرنا
عاليا .. المكان جميل اوى .. انا طول عمرى نفسى اركب مركب اصلا بس مجتش فرصة
عمر بعشق .. وانا بركبها كتير بس اول مرة احس انى مستمتع ومبسوط اوى كدة .. فعلا وجودك بيخلى كل حاجة فى عنيا جميلة جدا ومختلفة عن كل مرة
شعرت عاليا بالخجل الشديد فحاولت ازاحة عيونها عنه فأمسك بذقنها ليرفع وجهها له محاولا خطف نظراتها له قائلا
عمر .. مش قلنا مفيش هروب انهاردة .. متحرمينيش من عنيكى يا عاليا ومتهربيش منى
عاليا بارتباك شديد .. انا .. انا بصراحة مش فاهمة .. ليه خالتو تسيبنا نخرج .. عادى كدة .. ازاى وافقت انا مش عارفة
ازاح نظره عنها قائلا بضيق فشل باخفاؤه .. لو متضايقة او مش مرتاحة انا ممكن ارج....
وضعت يدها على فمه تلقائيا لتقاطعه قائلة
عاليا .. انا مقصدتش كدة .. انا بس مستغربة اصل خالتو منى شديدة ومش سهل توافق على حاجة زى كدة
ثم نظرت بعيونه قائلة .. انا لو مش عايزة اخرج معاك يا عمر مكنتش وافقت من الاول .. مفيش حاجة كانت تجبرنى الا ان تكون دى رغبتى انا كمان
شعر بقلبه يرتجف بين ضلوعه اثر لمستها له .. التمعت عيونه بالسعادة لشعوره بحبها الشديد له وخوفها ان تسبب له اى ضيق
حاولت ازاحة يدها عن فمه ولكنه تمسك بها ليقبل باطن كفها قائلا
عمر بابتسامة عاشقة .. ربنا ميحرمنيش منك .. وبالنسبة لطنط منى فهيا عارفة انك غالية اوى عندى .. ومعايا هتكونى فى امان عشان كدة وثقت فيا وسلمتك ليا وهيا مش قلقانة
انتزعت يدها بلطف قائلة باستغراب .. عارفة ؟! عارفة ايه ؟ معقول تكون قلتلها على ....
عمر مقاطعا اياها .. ممكن متسبقيش الاحداث .. اوعدك هتفهمى كل حاجة .. امال انا خارج معاكى ليه ما عشان نعد ونتكلم واعرفك كل حاجة .. احنا بيننا كلام كتير بنقوله بعنينا بس وجه الوقت تنطقه شفايفنا باة وتبقى كل حاجة فى النور
عاليا .. طب ما احنا اعدين اهو .. فهمنى باة
عمر .. لأ مش هنا .. لما نوصل الاول
عاليا .. نوصل فين .. هو احنا مش هنكمل خروجتنا هنا !
عمر .. لأ المركب دى هتوصلنا بس .. محبتش نروح بالعربية حبيت يكون جونا خاص شوية .. وكان نفسى اركب معاكى هنا من زمان
تعالى اوريكى حاجة .. ثم امسك بيدها ليصعد بها على ظهر المركب حيث السماء من فوقهم والمياه تحيطهم من كل مكان ولا يوجد من يعكر صفوهم
عمر .. ايه رأيك ؟
نظرت له باعجاب شديد قائلة .. عارف .. عمرى ما تخيلت انى ممكن اخرج فى الشرقية ويكون فيه اماكن ساحرة كدة .. كنت متخيلة ان القاهرة بس هيا اللى فيها اماكن حلوة .. بس بجد الجو هنا غير .. نقى جدا ونسمة الهواء تحسها بتحيى روحك من جديد .. كل حاجة طبيعية اوى وليها رونقها الخاص
عمر .. ولسة المكان اللى هنروحه .. انا متأكد انه هيخطفك من جماله .. هو مش خيالى يعنى بس هو مكان خاص اوى بالنسبة لى
عاليا .. شوقتنى اشوفه
بعد لحظات ترجلا من المركب يسيطر عليها الشغف الكبير لرؤية ذلك المكان لتجد امامها طريق ضيق طويل جدا يبدو ان لا نهاية له وعلى جانبيه الكثير من الاشجار الضخمة والمرتفعة والتى تبدو غريبة جدا .. فقد كانت عملاقة لدرجة تجعلها تظلل عليهم بفروعها واغصانها الكبيرة حيث كان المكان اشبه بغابة ولكنها غير مخيفة بل بالعكس خاطفة للانظار من شدة جمالها وروعة منظرها
تعجبت كثيرا من ذلك المنظر وبدأت تتسائل
عاليا .. ايه المكان الغريب ده عامل زى الغابة مبشوفهاش غير فى التليفزيون
عمر .. ايه خايفة ولا ايه ؟
عاليا .. لا بالعكس المكان رائع حاسة اننا فى الهايد بارك او الريف الاوروبى معقول دى بلدنا ؟!
عمر .. طيب تعالى
عاليا .. احنا هنمشى فى الطريق ده .. حاسة انه الطريق للا نهاية
عمر ... هههه لا ليه نهاية امشى وانتى تشوفيها
اصطحبها ليسيرا معا بذلك الطريق الضيق بين الاشجار وتحت ظلال غصونها .. ظلت تتلفت حولها لتتأمل المكان باعجاب شديد وتمتع عيونها ببهجة خضرته الزاهية والتى تضفى روحا مبهجة للمكان وذلك تحت انظار عمر الذى فرح كثيرا باعجابها الواضح لتلك المناظر الغريبة بعض الشئ عليها .. ظلا يسيرا حتى انتهى ذلك الطريق بهم الى شريط طويل من مسطح مائى خلاب والذى تحفه اثنتان من النوافير الكبيرة والغاية فى الجمال بينهما صخورا ضخمة مائلة كى تحتضن المياه وتستمتع بمداعبة مياهه لها
لاحظ عمر اعجابها الشديد بالمكان ليقول بمرح
عمر .. برافو عليا .. حسيت ان المكان هنا هيعجبك وشكله عجبك فعلا
عاليا .. عجبنى بس .. ده كلمة ساحر قليلة على الجمال ده .. انت بتعرف الاماكن دى منين انا عمرى ما اتخيلت يكون فيه اماكن تحفة كدة فى البلد .. كنت بشوفها غيطان واراضى خضراء بس
ثم اكملت بحزن .. عارف .. انا كنت اتعقدت من البلد دى وكرهتها .. كنت مقررة مش هرجعلها تانى
مكنتش اتصور ابدا انى هاجى تانى واشوف الاماكن التحفة دى واكون مبسوطة كدة
ادرك مقصدها فصعد على احد الصخور المحتضنة للمياه ثم امسك بيدها كى يجلسها بجانبه حتى اصبحت المياه امامهم تماما ثم قال
عمر مستدرجا اياها .. وليه كنتى متعقدة ! .. برضو عشان الراجل البخيل اللى جرى وراكى ده ؟
التمعت الدموع بعيونها متذكرة بحسرة .. لا .. اخر مرة كنت هنا مع بابا وماما .. كانت اخر مرة اشوفهم .. عملنا حادثة واحنا مسافرين واتحرمت منهم .. شعرت بغصة بحلقها لتكمل بحزن .. اتحرمت من وجودهم فى حياتى وكنت بقول لو مكناش جينا هنا يمكن كان زمانهم معايا دلوقتى .
ترقرقت الدموع بعيونها لتردف بحزن شديد .. بس للاسف ماتو وسابونى لوحدى .
اخذ يجفف دموعها برقة قائلا .. الله يرحمهم .. ربنا يصبرك ويعوضك خير .. بس المكان ملهوش علاقة باللى حصلهم ده قدر وده عمرهم .. حتى لو مكنش فيه حادثة وربنا كاتبلهم الموت كانو هيموتو بأى طريقة تانية
ليه تعقدى نفسك والمكان برئ تماما من اللى حصل
ثم اكمل محاولا تغيير جو الحزن هذا
عمر .. عارفة باة انا عكسك خالص .. يعنى الى جانب انى بحب البلد وده المكان اللى اتربيت فيه .. بس كمان باة ليها عندى مكانة خاصة .. لان ده المكان اللى جمعنا ببعض فى الوقت اللى كنت يائس وفاقد الامل فى كل حاجة حواليا .. فى الوقت اللى كنت حاسس ان قلبى بيموت من جواه عشان خسرك .. وقتها قابلتك هنا عشان تكتبيله عمر جديد
واللى ريح قلبى اكتر لما عرفت ان طنط منى اللى مربيانى تبقى خالتك .. حسيت ساعتها انك خلاص بقيتى قريبة اوى منى ومبقاش فيه اى عوائق او عقبات تمنعنا عن بعض .
عاليا محاولة تغيير مجرى الحديث .. ممم بس مقلتليش برضو عرفت المكان ده منين خصوصا انه بعيد عننا
عمر .. بابا كان بيجيبنى فى بيت هنا عند واحد صاحبه وانا صغير .. كان يعد معاه ويسيبنى انا اجرى والعب براحتى فى المكان ده واركب القوارب اللى بتعدى دى وانا مبسوط جدا .. بس لما كبرت المكان ده باة بالنسبة لى مصدر الراحة والهدوء .. لما اتضايق شوية او احس انى مخنوق اجى هنا .. واعد اتأمل المنظر وافكر بهدوء بحس بعدها بصفاء ذهنى رهيب .
بس عارفة .. مؤخرا لما بقيت اجى بقيت اشوف صورتك على سطح المياه ادامى واتخيلك اعدة جنبى وبحكيلك على كل اللى تاعبنى .. ومكتوم فى قلبى
ثم نظر اليها بعشق قائلا
عمر .. انا مش هضحك عليكى واقولك من اول ما شوفتك ولا يوم ما قابلتك .. بس من اول ما لمستى روحى وانا كيانى كله اتشقلب .. من يوم ما حسيت بحرارة نَفَسِك وانتى فى حضنى ساعة ما كنتى بتعدى الشارع وجريت عليكى قبل ما العربية تقرب منك
من يومها وانا مش على بعضى .. سكنتى قلبى وعقلى وبقيت عايزك جنبى بأى طريقة .. حسيت ان الحضن ده مينفعش يكون لحد غيرى .. يومها معرفتش انام من قلقى عليكى وتفكيرى فيكى .. مش عارف ليه حسيت انك مسئولة منى .. حسيت انك بتاعتى انا بس انك تخصينى ومحدش غيرى ينفع يكون معاكى
ولما اتقابلنا بعدها وحاولت اقرب منك اتأكدت من مشاعرى ناحيتك
ثم امسك بيدها يقبلها قائلا .. انا بحبك يا عاليا وبعشق كل حاجة فيكى .. وكل اللى بتمناه من ربنا انك توافقى تكونى شريكة حياتى ونتجوز على سنة الله ورسوله .. مش شايف غيرك تنفع تبقى مراتى وام لأولادى وشريكة قلبى وعمرى .. انا مش بحبك ولا بعشقك بس لا انا بجد بقيت مجنون بيكى ومتخيلش حياتى من غيرك
وقعت كلماته عليها وقع الصاعقة لم تتوقع ابدا ان يكون صريح لتلك الدرجة وبهذه الجرأة كى يطلب الزواج منها
ظلت مأخوذة بكلامه لوهلة تحاول استيعاب ما قال .. تشعر بالسعادة الشديدة ولكنها خائفة .. خائفة الا تتم سعادتها على خير ويحدث اى شئ يعيق سعادتهم تلك
حينها لن تتحمل .. هى بالتأكيد ستموت لن تتحمل اى صدمات اخرى .. ظل ينظر اليها متسائلا بعيونه ينتظر ردها حين قالت
عاليا .. نتجوز ؟! انت مدرك انت بتقول ايه ؟ انت متعرفش عنى اى حاجة يا عمر .. متعرفش ظروفى ولا اللى انا مريت بيه فى حياتى .. انت مش عارف انت داخل على ايه
عمر .. عاليا انا اعرف عنك كل حاجة .. وعشان ترتاحى وترحمى نفسك من القلق ده انا اتكلمت مع خالتك وقولتلها انا اد ايه بحبك وبموت فيكى وعايز اتجوزك .. وهيا حكيتلى كل ظروفك وعرفت كل اللى انتى فاكرانى معرفهوش .. وعشان كدة وافقت نخرج عشان نتكلم ونتفاهم .. انا عارف اللى عديتى بيه فى حياتك وعشان كدة متفهم جدا قلقك وخوفك اللى مسيطر عليكى ده .. وده اللى خلانى احاول اعمل كل حاجة عشان اطمنك .. انا عارف انك متوقعة دايما السئ خصوصا بعد يوم فرحك .. بس انا عايزك تثقى فيا .. ادينى الفرصة اطمنك واحميكى من كل مخاوفك دى .. صدقينى انا مش متخيل واحدة فى حياتى غيرك وعمرى ما هتخلى عنك لو فيها موتى
عاليا بدهشة شديدة .. معقول ؟! يعنى خالتو عارفة فعلا ؟ وقالتلك كل حاجة عنى ؟
عمر .. ايوة .. انا حبيت علاقتنا تكون فى النور وروحت اتكلمت مع اهلك عشان كدة .. وكمان كلمت اهلى عشان اطمنك .. وعشان تبقى عارفة باة هما تقريبا متفقين وواقفين على كلمة منك .. كلمة واحدة منك ممكن تقلب حياتى كلها وبرضو كلمة ممكن تخلينى اسعد انسان على وش الارض
عاليا ناظرة له بتعجب ودموعها تتساقط رغما عنها
عاليا .. انت بتحبنى اوى كدة يا عمر ؟
عمر .. انا محبتش ولا هحب فى حياتى قدك يا عاليا .. انتى اغلى انسانة فى حياتى وقلبى .. واتمنى تكون مشاعرنا متبادلة
عاليا وقد شعرت بالطمأنينة والراحة حتى ارادت ان يسمعها الكون كله وهى تصارحه بمشاعرها
عاليا .. وانا كمان بحبك يا عمر .. بحبك من اول مرة حاولت تتقرب منى فيها يوم ما اتقابلنا على كوبرى الجامعة ودخلتنى معاك فى المشروع .. من ساعتها وانت بتيجى فى بالى كتير ولما بشوفك قلبى بيدق بسرعة اوى .. حاولت كتير اتهرب من احساسى ده وكتير اتجاهل تفكيرى بيك ومشاعرى ناحيتك .. كنت بحس انى كدة بخون احمد وخالتى اللى خدتنى عندها بعد وفاة اهلى .. كنت بحاول اقنع نفسى كتير اوى ان اللى انا حساه ده مش حقيقى وانى لازم ابعد
بس عارف .. يوم المشكلة اللى حصلت بين ادم وملك بسببى لما مهندس شادى عرض الجواز على ملك وانت كلمتنى عشان تسأل عليا .. يومها انا بجد حسيت انك قريب منى اوى وارتحت لما اتكلمت معاك وخرجت اللى جوايا .. دى كانت اول مرة اعيط فيها ادام حد بدون خجل او حساب لشكلى.. يومها اتأكدت انك فعلا غير الكل عندى وفيه حاجة جوايا بس كنت بنكرها .. ولما جيتلى قبل فرحى بيوم قلبى اتقبض جامد بعد ما مشيت واتأكدت ساعتها انك بتحبنى زى ما بحبك .. عمر زى ما انا غالية عندك فانت غالى عندى .. غالى اوى
تراقص قلبه مع تسارع نبضاته وتعالى اصواتها اثر اعترافها المؤثر ذلك بحبها له .. فطالما تمنى ان تبوح له بما يختلج قلبها ويظهر له بعيونها ولكنها دائما ما كانت تتهرب منه .. وها هى الان تعلن حبها له صريحة
عمر .. اخيرا يا عاليا .. اخيرا نطقتى وصارحتينى باللى فى قلبك .. انتى مش متخيلة سعادتى دلوقتى .. انا نفسى الدنيا كلها تعرف انى بحبك ومقدرش ابعد عنك .. يوم ما جيتلك ده انا كنت بموت حرفيا وفعلا عملت حادثة وكنت هروح فيها .. كل ده عشان مقدرتش استحمل حد غيرى ياخد مكانى جنبك .. انتى ليا انا وبس
قوليلى باة .. موافقة تتجوزينى ؟
عاليا .. موافقة .. بس ...
عمر .. مفيش بس .. احنا هنيجى نتقدملك انهاردة .. وهنعمل خطوبة بسرعة عشان اول ما نتخرج نكتب الكتاب
عاليا بذهول .. نتخرج !! ده التخرج بعد ٣ شهور تقريبا ازاى هنكتب الكتاب بسرعة كدة ؟
عمر .. انا مش هستنى دقيقة واحدة وانا بعيد عنك كفاية اللى ضاع مننا .. وهكتب كتابى عليكى فى اسرع وقت
عاليا .. ايوة يا عمر بس ليه الاستعجال ده !
أمسك بيديها قائلا .. انا مش عايز اشوف نظرة قلق واحدة فى عنيكى .. وعشان كدة هكتب كتابى عليكى علطول مش هطول فى الخطوبة عشان تطمنى ومتفكريش ان اللى حصل ممكن يتكرر تانى .. لأ انا عندى اموت ولا انى اسيبك .
عاليا .. بس ازاى لا هنلحق نحضر شقة ولا عفش ولا حتى هتلحق تلاقى شغل
عمر .. عاليا احنا هنكتب كتابنا بس .. ضمان انك خلاص بقيتى على اسمى وبعدها نحضر نفسنا على اقل من مهلنا مش مستعجلين المهم نكون لبعض .. مش انتى عايزانى زى ما انا عايزك ؟
اومئت رأسها بخجل علامة الايجاب فقال
عمر .. وانا مش عايز غيرك .. يبقى خلاص خير البر عاجله .. قلتى ايه يا عروسة موافقة ؟
عاليا بسعادة وقد شعرت وكأنها وجدت مبتغاها بالحياة .. موافقة
.....
بعد فترة عاد عمر بصحبة عاليا الى منزل خالتها وعيونهم تملؤها السعادة والعشق الشديد
عمر .. هروح احضر نفسى وارجعلك علطول .. هتوحشينى يا لولليتى
عاليا بخجل .. وانت كمان .. ونفسى اشوف مامتك اللى اعدت تحكيلى عليها دى .. من كلامك باين عليها حنينة اوى
عمر .. امى دى احن انسانة فى الدنيا .. هتشوفيها بنفسك
قاطعهم فادى قائلا برخامة
فادى .. ايه ده عصافير الحب شرفوا اهو
عمر .. بطل رخامة يلا واتكلم عدل
فادى .. لا مش هتكلم اصلا انا زعلان منك جدا
عاليا بخجل .. طب عن اذنكم
عمر .. ايه يابنى فى ايه ؟
فادى .. كدة تخبى على اخوك وصاحبك واعرف زيى زى الغرب من برة ؟!
عمر .. عندك حق يا فادى بس والله الموضوع جه كله بسرعة .. اصلا كان فيه مشاكل كتير اكيد حكولك
فادى .. لا معرفتش غير انك جاى تطلب ايد عاليا انهاردة .. ومعرفونيش حبا فيا لأ ده مصلحة يا معلم عشان كانو عايزيننى اروح اجيب الجاتوهات والحلويات لزوم الاعدة.
عمر .. طب ايه رأيك نروح نجيب الحاجات سوا واحكيلك فى السكة عشان اصالحك
فادى .. لأ يا عم خلاص انا عرفت تمامى معاك كدة
التف بذراعه حول رقبته ليمازحه قائلا
عمر .. ما خلاص باة يا عم قلبك ابيض .. تعالى بس معايا وانا هفهمك كل حاجة
...
ما ان دخلت المنزل حتى استمعت لتعالى اصوات الزغاريد لتبتسم بسعادة متوجهة للردهة
سميحة .. الف الف مبروك يا حبيبة قلبى .. ربنا يتمملك على خير يارب
احتضنتها قائلة بسعادة .. الله يبارك فيكى يا خالتو .. خالتو منى حكيتلك ؟
سميحة .. ايوة يا قلبى وفرحتلك اوى .. اهم حاجة تكونى سعيدة وتعيشى مع اللى قلبك اختاره
عاليا .. ربنا يخليكى ليا
منى خارجة من المطبخ .. يلا مفيش وقت للعواطف دى دلوقتى يا دوب نحضر نفسنا الناس زمانها جاية
عاليا .. طب هاخد شاور واجى اساعدكم
منى .. لأ يا عروسة انتى متعمليش حاجة انتى عليكى بس تلبسى وتحضرى نفسك كويس
عاليا بتردد بعيدا عن اسماع سميحة .. خالتو هو .. هو عمر قالك هو ناوى على ايه ؟
منى .. قصدك ايه ؟
عاليا .. قصدى يعنى .. موضوع كتب الكتاب ده .. بيقول عايز نكتب كتابنا اول ما نتخرج علطول
منى .. اه مهو لازم طبعا
عاليا بتعجب .. لازم ليه ؟؟
منى .. هو عمر مقالكيش ؟
عاليا .. قاللى ايه ؟
منى .. امال هو قالك ايه على كتب الكتاب ؟
عاليا .. مفيش قاللى اول ما نتخرج هنكتب الكتاب عشان نكون لبعض وتطمنى وكدة .. بس انا قلت حاجة زى كدة ممكن متوافقوش عليها
منى .. لا هو قاللى وانا وافقت .. مش انتى عايزاه ولا مش متأكدة وممكن تغيرى رأيك ؟
عاليا ناظرة لاسفل بخجل .. لا .. مش هغير رأيى
منى .. خلاص يبقى خير البر عاجله خلينا نفرح بيكم
عاليا .. طيب واهله عادى كدة يوافقو على حاجة زى دى ؟
منى .. ياستى انتى شاغلة بالك ليه .. مش المهم انتى موافقة معندكيش مشاكل ؟
عاليا .. لو انتو موافقين خلاص
منى .. يبقى سيبك من القلق ده وسيبينا احنا نتكلم .. المهم روحى غيرى هدومك وظبطى نفسك يادوب تلحقى
.....
بعد حديثه مع سيرين شعر بالاشتياق لملك فقد بات يفكر بها وبحديثها معه بدار الايتام والذى ينافى تماما نظرات عيونها الحنونة والتى تشتاقه كثيرا
فقرر الاتصال بها ولكنه كالعادة لم يفلح فقد قامت بعمل حجب له على كل وسائل الاتصال ليتخذ قراره بشراء خط جديد كى يستطيع التحدث معها
وبالفعل اسرع بشراء خطا جديدا وسرعان ما قام بالاتصال بها حيث شعر بالاشتياق الكبير لها .. ظل ينتظر ردها بقلب مشتاق تتعالى نبضاته من شدة التوتر حتى اتاه ردها
ملك .. سلام عليكم .. مين معايا ؟
ادم .......
ملك .. الو
ادم بارتباك .. ا ا الو
ما ان استمعت لصوته حتى تسارعت نبضات قلبها من جديد اشتياقا له .. ذلك الشعور التى باتت تكرهه وتحاول التخلص منه فضعفها تجاه ادم ذلك يشعرها بالاستياء الشديد لتظل صامتة حين قال
ادم .. عارفة صوتى صح ؟
ملك .. خير يا ادم ؟
ادم .. عاملة ايه ؟
ملك .. وانت متصل بيا فى الوقت ده ومن رقم غير رقمك عشان تقولى عاملة ايه
ادم .. ايه بلاش اسأل عليكى يعنى ؟!
ملك .. اه بلاش .. واظن انى كنت صريحة معاك جدا امبارح وقلتلك بكل وضوح ان مش هينفع يكون بيننا حاجة تانى .. فوفر مكالماتك وسؤالك ده لحد تانى
ادم .. وانتى هتقدرى تشوفينى مع حد تانى يا ملك ؟
ملك .. قدرت من زمان والبركة فيك .. واللى يعرف واحدة يعرف الف .. واتطمن مش هيهزو فيا شعرة انت مبقتش تهمنى فى حاجة خلاص ورجوع مش هرجع
ادم .. ومين قال انى عايز نرجع اصلا ؟!
ملك بذهول .. امال بتكلمنى ليه وماشى ورايا فى كل حتة ليه ؟!
ادم .. عشان مش قادر ابعد .. مش قادر اسيبك .. لكن مطلبتش نرجع اصلا
ملك .. حقيقى انت مجنون .. وانا تعبت من جنانك ده انت عندك شيزوفرنيا يابنى ولازم تتعالج
ادم .. لا انا واعى جدا لكلامى يا ملك وحاولى انتى كمان تفهمى .. انا بس عايز اتكلم معاكى عايز احس بوجودك حواليا .. عايز اسمع صوتك واتطمن عليكى .. بس مش طالب اى حاجة تانية على الاقل دلوقتى
ملك .. ايه الهبل اللى بتقوله ده .. وانا باة المفروض اوافق عالهبل ده .. ده على اساس انى هموت عليك فهسيبك تقرب منى بالشكل اللى يريح سعادتك .. انا قلتهالك وبقولهالك تانى يا ادم ابعد عنى مجرد معرفتك بيا بقت صعبة اوى عليك .. وهعملك بلوك عالخط ده كمان شوف باة هتجيب كام خط عشان تعرف توصللى
ادم .. ملك ادينى فرصة افهمك
ملك .. سلام يا ادم .. اغلقت الخط بوجهه وقامت بعمل حجب للمكالمات له ثم سقطت على سريرها تبكى بانهيار لا تصدق ان ذلك الشخص هو ادم الذى احبته من صميم قلبها ولم تعشق بحياتها غيره
لتحدث نفسها بغل .. هو ده اللى هتتجننى عليه وقلبك موجوع بسببه .. جاى بكل وقاحة يقولى نتصاحب .. بعد ما كنا عشاق بعد ما كان خلاص هيتقدملى جاى انهاردة يقولى نتكلم واسمع صوتك .. فاكرنى تحت امره واعدة مستنياه يرجعلى .. طبعا ماهو شايفك سهلة وبتسلميله علطول وتنسى اللى عمله فيكى .. بس لأ .. والله العظيم لاندمك يا ادم وادفعك تمن اللى انت قلته ده غالى اوى
.....
فى محافظة الشرقية
حضر كلا من عمر ووالده ووالدته لطلب يد عاليا .. ظل ينتظرها بارتباك حين قالت منى
منى .. اهلا وسهلا نورتونا
سعاد .. بنورك يا منى .. من زمان وانا عايزة اتعرف عليكى يا حاجة سميحة .. منى علطول بتتكلم عليكى
سميحة .. ده شرف ليا معرفتك يا حاجة سعاد .. منى بتشكر فيكم دايما والله
منى .. ربنا يديم المعروف بيننا
عمر .. امال فين عاليا
منى .. اما اقوم اشوفها
ولكنهم وجدوها تأتى باتجاههم وكان التوتر سيدها لتمد يدها تسلم على والدته بخجل
حين احتضنتها سعاد قائلة .. اهلا بيكى يا حبيبتى .. بسم الله ما شاء الله زى القمر
وما ان رأت حسن حتى شعرت وكأن شريطا يمر برأسها بسرعة لم تستطع تمييزه ولكنها تشعر انه مألوف بالنسبة لها وكأنها تعرفه
قطع شرودها ذلك قائلا
حسن بقلق .. اهلا بيكى يا عروسة اتفضلى اعدى
جلست عاليا حين بدأ بالحديث بسرعة ودون مقدمات كمن يريد ان ينهى وظيفته ويهرب سريعا فقد شعر بالتوتر الشديد بمجرد رؤية عاليا ليتذكر كم تألمت وعانت فى السابق بسببه
حسن .. احنا يسعدنا ويشرفنا نطلب ايد بنتكم عاليا لعمر ابنى .. وهتكون زى بنتنا بالظبط وفى عنينا
منى .. نسبكم شرف لينا طبعا يا حج حسن .
سعاد .. تسلمى يا منى
سميحة .. طالما هما متفقين وعايزين يكملو حياتهم مع بعض منقدرش نتكلم .. المهم يا عمر تاخد بالك من عاليا .. دى الغالية بنت الغاليين وبنت قلبى
عمر .. عاليا فى عنيا يا طنط متوصينيش على روحى
حسن .. يبقى نقرأ الفاتحة .. ونخلى الخطوبة الاسبوع الجاى ايه رأيكم ؟
سميحة .. علطول كدة ؟
حسن .. يادوب نلحق عشان هما عايزين كتب الكتاب بعد التخرج .. فيادوب يتخطبو الفترة دى والناس تعرف بعلاقتهم
سميحة .. طيب بس مش هينفع الخطوبة تكون هنا .. لازم تتعمل فى مصر وسط معارفنا وناسنا واصحابها كمان
حسن .. اللى تشوفوه يا ست سميحة احنا تحت امركم فى اللى تقولو عليه
سميحة .. ربنا يباركلكم انتو ناس ذوق اوى .. نقرأ الفاتحة
اخذ الجميع يقرأون الفاتحة وعيون عاليا تلتمع بالسعادة متعلقة بعمر الذى لم يزيح عيونه عنها هو الاخر ناظرا لها بعشق وفرحة شديدة
...
واخيرا تمت قراءة فاتحة عاليا وعمر وسط سعادتهم البالغة .. ولكن هل سيظل العشق والسعادة عنوان لعلاقتهم ام سيكون للقدر رأى اخر
سوف نكتشف فى الفصول القادمة
فى انتظار توقعاتكم وتعليقاتكم الجميلة واللى بتفيدنى كتير سواء بالسلب او الايجاب 😉
دمتم بألف خير ❤️
•تابع الفصل التالي "رواية انت عشقي وقسوتي" اضغط على اسم الرواية