رواية ميراث نور كاملة بقلم لينا بسيوني عبر مدونة دليل الروايات
رواية ميراث نور الفصل الثمانون 80
” البرنجى ”
(ناير)
عدى يومين حسيت فيهم بتحسن واختفت فيهم الهلاوس كنت بتسحب وباقضى وقت كبير جدا بتصنت على باب مبروكة عشان اهدى على صوتها …
اجتزت المرحلة الانتقالية وبقيت عارف علاجى لما الحالة تزيد عليا والدنيا كانت بتضيق بيا لما مبروكة تقعد فترة متدندنش …
حالتى استقرت عامة سواء فى الشغل او من الناحية الجسدية بعدت عن السحر وكنت مفكر ان السحر بعد عنى.
لكنى أكتشفت أن السحر زى ضلى ، مهما حاولت استخبى منه فى الضلمة هيجى بصيص نور ويظهره ، وده اللى حصل فى
اليوم الموعود….
اليوم اللى عرفت فيه البرنجى ….
اليوم كان غريب جدا من بدايته …
صحيت الصبح على صوتها ، لبست هدومى ونزلت فشوفتها قاعدة قدام شقتها على كرسيها المتحرك ، حزينة ، وعلى رجليها صندوق مقفول !
صبحت عليها مردتش عليا ، عيدت عليها الصبا ح بصوت عالى :
صبااا ح الخير يا مازمازيل مبروكة!
قالتلى :
مالك بتعلى صوتك كده ليه ، أنا كفيفه مش طارشه !
قولتلها وانا ببص على الصندوق :
بعتذر يامازمازيل ، تحبى اساعدك بحاجة فى الصندوق اللى على رجلك …
قالتلى بجفاء وهى متبته فى الصندوق :
لأ متشكرة ، اتفضل علشان متتأخرش على شغلك…
نزلت خطوتين على السلم ، وحكيت جزمتى فى الأرض علشان يبان انى مشيت فى حين أنى لسه جنبها ، مديت أيدى بصنعة لطافة عند فتحةةالصندوق وحاولت اشوف فيه ايه ، اتفاجأت بأيد مبروكة بتلوش وبتخبط فى وشى ، قالتلى بعصبيه كأنها شايفانى :
انا مش قولتلك امشى … امشى!
اتخلبطت وجريت على السلم خدت نفسى وروحت على الشغل وقفت على شباك التذاكر … قبل ما اخلص يومى
صلاح أفندى قالى :
أنت فاضى الليلة ؟
قولتله:
هروح فين يعنى ! موجود
قالى :
طيب تمام جدا , أنا عازمك فى الكازينو اللى شغال فيه !
بصتله بأستغراب وقولتله :
أيه ده ؟!! هو أنت شغال فى كازينو ؟
قالى بفخر :
أها أنا متعهد حفلات أد الدنيا , أنا المسئول عن إمتاع نص جمهور المحروسة ..
بصتله فى أندهاش فقالى :
ما تستغربش ، أنا اللى بجيب للكزينوهات والمسارح الفرق الاجنبية والمونولجيست , تعرف فرقة تمارا ؟
هزيتله رأسى بالنفى
فقالى :
طيب فرقة مرسيدس ؟
هزتله رأسى بالنفى تانى
قالى :
طيب شكوكو … بديعة صادق ؟
قولتله :
ولا واحد من دول ، أنا كنت فى دنيا تانية ياعم صلاح ومعرفش اللى بتقول عليه ده .. ده انا عمرى مادخلت مسرح أو كازينو بسمع وبقرأ عنهم فى الكتب والجرايد بس
حط أيده على كتفى فى حميمية وقال :
يبقى سيب الطلعة دي عليا , هعدى عليك بالليل
بالفعل عدى عليا صلاح افندى وخدنى من البيت ,ركبنا التروماى وروحنا على ميدان الاسماعيلية ( ميدان التحرير حاليا )…
المنطقة كلها كازينوهات وناس داخله فايقة وناس خارجه بتتموطح من الخمره …
مشيت ورا صلاح واللى اندهشت من سيطه فى المنطقة
طول ما هو ماشى الناضورجية والفتوات اللى قدام الكازيونهات يرموله السلام والتحية وبينادوله بالبرنجى !
لحد ما وقف قدام كازينو معين كانت مكتوب علي يافطته الكبيرة( كازينو النجوم)
صلاح عدى من قدام اللى واقفين على باب الكازينو ولا كأنه صاحب المكان …
فى اللى بيسلم عليه بحميمية و فيه اللى بيحضنه ويبوس كتفه لحد ما دخلنا جوا الكازينو واللى كان عبارة عن كراسي وترابيزات مترصصة قدام مسرح متوسط ..
واقف على المسرح مونولوجيست بيغنى مونولوج ووراه رقاصات
بصيت على صلاح افندى (البرنجى ) و تأملته فى محاولة لأستيعاب الانفصام اللى فى شخصتية واللى بيبقى صلاح افندى بالنهار وبيتحول بليل للبرنجى!
سألته وقولتله :
هم ليه بيقولوا عليك البرنجى ياصلاح افندى؟
ضحك و قالى :
عارف لما تقف على الموقف وتسأل على اول واحد هيحمل ويطلع؟… اهو انا بقى اول واحد هيحمل ويطلع … انا البرنجى !
قولتله :
مش فاهم ؟
قالى :
ببساطة الكازينو اللى بشتغل فيه ، بيكون البرنجى ، أول كازينو بيلم الجمهور ، .. هتفهم كل حاجة قدام يا ناير متفسدش متعة العرض … استمتع
قرب علينا واحد مليان لابس بدلة فخمة وساعة ذهب
رسم أبتسامة عريضة وحضن البرنجى بحميمية وقال :
ايه يا برنجى الجمهور قل زى ما انت شايف …اللعب دلوقتى على الإنجليز والانجليز ملهمش فى الملنوجيست مبيفهوهاش عشان بالعربى فين عروضك العالمية ؟
البرنجى قاله :
ما انا لسه جايبلك فرقة يونانى..
قطع كلامهم ضابط انجليزى دخل وهو بيتمطوح وسند على كتف البرنجى وقاله بعربى مكسر :
كده برينخى انت اضخك عليا انا …تبيخ هشيش مضروب ؟!
البرنجى قاله :
اخخخخ عندى دى يا خواجة انت شكلك اخدت من الفردة الشمال .. اصلى بحط الحاجة الحلوة للناس الحلوة فى الجيب اليمين ..
وحد أيده فى جيبه اليمين وطلع لفه قماش صغيرة فى حجم الصابع حطها فى جيب الخواجة وقال :
جرب دى يا خواجة ،حاجة 13 خالص !!!
وانا هنا طول السهرة لو معجبتكش عدى عليا اديك غيرها ..
الانجليزى رفع الكأس اللى فى ايده لفوق وقاله كلام بالانجليزى مفهمتهوش …
البرنجى بص لابو ساعة دهب وقاله :
شوفت البرنجى مبيزعلش حد ياشوربجى بيه .. وانا كنت جايلك النهاردة وفى ايدى الحل
الشوربجى بيه قاله بلهفة :
ها ايه ؟!
البرنجى قاله وهو بيشوقه :
زيك زى الجمهور .. اول عرض مجانى بعدها هتمضى الكونتركتو
قاله :
اشوف واحكم
البرنجى ضحك بسخرية وقاله :
المشكلة انك مش هتشوف يا شوربجى بيه
خلصت الفقرة اللى على المسرح وقفلت الستارة
الجمهور اللى كان فى الصالة كان واضح عليهم الضجر والملل
البرنجى ربت على كتفى وخدنى ى ناحية البار ، قعدنى على كرسي وقال :
خليك هنا واستمتع
دخل ورا ستارة الكواليس و غاب فترة فالناس اللى فى الصالة سكروا على بعض … لدرجة ان فى اتنين انجليز سكرانين وقفوا فجأة قصاد بعض ، رفعوا ازايز الخمرة لفوق ونزلوا بالازايز فوق رأس بعض فى نفس اللحظة ..
الازايز ادشدشت فوق رأسهم هم الاتنين واغمى عليهم !!
واحد من الجمهور أعلن ضجره وهو سكران وقال :
عايزين رقاصة .. عايزين رقاصة .
انتقلت العدوى لباقى الناس فى المسرح وساد الهرج والمرج.
لاحظت افعال مريبة من الجرسون ، كان بيتلفت يمين وشمال كأنه بيعمل حاجة غلط .
فجأة اتفتحت الستارة وظهر وراها شخص قاعد على كرسي بالمقلوب ، لابس بدلة رمادى وفى ايده عصاية صغيرة .
خبط برجله برتابة على خشبة المسرح وفضل يخبط بقوة لحد ما غالبية اللى فى المسرح انتبهوا لوجوده .
رفع رأسه فبان وش راجل خمسينى بلحية بيضاء ووجه متورد .
بحركة خاطفة ظهرت فى ايده حمامة سوداء ..
داعب رقبة الحمامة بطرف صباعه وحسس على ظهرها بعدها نفخ فى ايده فأختفت الحمامة .
هنا السكراى اللى فى الصالة انتبهوا خاصة لما الساحر اتكلم
من غير ما يحرك بوقه ( التحدث من البطن ) وقال :
انا زيكم ملان جدااا ..
قام من مكانه وشاور على الكرسي اللى كان قاعد عليه فالكرسي ارتفع عن خشبة المسرح وفضل يرتفع ويرتفع لحد ما اختفى فى الكواليس .
الساحر شاور على واحدة من الجمهور وقال من بطنه :
بنسوار يا هانم .
هزتله رأسها بالتحية فقالها :
اسمحيلى اقول لحضرتك ان فى هدية عزيزة على قلبك نيكلس(عقد ) بفص ماس كنتى لبساه على رقابتك .
الست حسست على رقابتها واتخضت فجأة لما ملقتهوش .
قالها :
متقلقيش يا هانم النيكلس متسرقش ولا حاجة .
شاور على واحد فى اخر الصالة وقال :
هو فى جيب جاكيت البيه اليمين .
الشخص اللى شاور عليه الساحر حط ايده فى جيب الجاكيت بتاعه وطلع العقد وهو مبهور
البيه قرب على الست واداهاالعقد بتاعها فالساحر قاله:
اعذرنى يا سعادة الباشا بس انت مش هتقدر تحاسب على المشاريب النهاردة لان محفظتك مش فى جيبك , محفظتك مع الافندى .
وشاور على واحد تانى لابس طربوش واللى حط ايده فى جيبه وطلع المحفظة .
مكملتش العرض وهربت من المكان مش عشان العرض ممل ولا عشان الخدع كلها بدائية.
الطائر اللى اختفى من أيده مختفاش ولا حاجة كان مربوط بأستك مشدود فى ضهر الجاكته من جوه عشان لما الساحر يسيب الاستك الطائر يرتد بسرعة فى مكان مخصص ليه فى ظهر الجاكته.
أما بالنسبة للخدعة الهبلة بتاعت الكرسي فالكرسى كان مربوط بحبل سفاف وشدوه لفوق .
اما العقد والمحفظة اللى اتنقلوا لاشخاص تانية فده كان عن طريق الجرسون اللى لاحظت من ساعة ما دخلت الكازينو ان حركاته مريبة و بنسبة كبيره هو اللى متفق مع الساحر أنه يقلب الناس السكرانه اللى فى الصالة .
هربت من المكان عشان فكرة السحر اللى دايما بتطاردنى
شغفى ولعنتى اللى مهما حاولت ابعد عنه بيقرب منى باى شكل واى طريقة .
كنت قربت اخرج من المنطقة و اتفاجأت بحد بيخبط بايده على كتفى .
التفت فالاقيت البرنجى ، قالى :
فى ايه يا جدع انت بنادى عليك من بدرى ، مشيت ليه وسيبت فقرة الساحر.
قولتله :
مبحبش الفقرات دى كلها خدع مفقوسة
انا عندى سؤال واحد بس وانت اللى ممكن تجاوبنى عليه
الجرسون اللى فى الصالة تبع الساحر صح ؟!
فكر شوية وقال :
لا الساحر جاى لوحدة والجرسون جاى لوحده بس الاتنين جم النهاردة .
قولتله :
بس انت عارف كشف الخدعة ؟!
قالى :
لا انا معرفش كشف الخدعة ومعرفش الساحر ده ده جالى
تبع حد .
قولتله :
طيب خد بالك بقى الساحر والجرسون هيقلبوا الزباين و …..
قطع كلامى فتوة من اللى بيقفوا قدام الكازينوهات
حط ايده على كتف البرنجى وقال :
الشوربجى بيه عايزك .
قاله :
طب روح أنت وأنا جاى وراك اهو .
الفتوة ضغط على كتفه وقاله :
لا هتيجى معايا و دلوقتى .
البرنجى بص على الراجل باستغراب وقاله :
انت اتجننت يا برعى نزل ايدك بدل ما اقطعهالك !!
البرنجى اتفاجأ ببوكس فى وشه من برعى الفتوة !!!
تدخلت فبرعى حاول يلكمنى بأيده ، تفادتها فى المرة الاولى ولسه هناوله بايدى اتفاجأت برجله بتخبط منطقة حساسة عندى .
قبل ما اقول اه , برعى لكمنى لكمة تانية فى وشي !!
صبرى نفذ فناولت لبرعى بوكس مركز على منطقة معينة فى القصبة الهوائية سببت عنده حالة اختناق مؤقتة .
فك قبضة ايده من البرنجى فاديته ببطن ايدى بقوة فى عضمة مناخيره كسرتها وساح الدم منها .
لسه هنجرى انا والبرنجى اتفأجأنا بمجموعة جتت زى برعى بتحاصرنا وبتنزل علينا نضرب بالنوابيت وشالونا رجعونا للكازينو .
دخلونا فى اوضة ورا الكازينو ورمونا قدام الشوربجى بيه صاحب الكازينو .
الشوربجى رفص البرنجى فى بطنه وقاله :
جايبلى نصاب يقلب زباين الصالة , بتشبهنى يا برنجى ولا بتعمل فرقعة عشان الناس تروح كازينو (البوسفور) انا عارف انك ضبطت معاهم .
البرنجى حاول يتكلم وقال وهو بيتألم :
انت فاهم غلط وهتدفع تمن اللى أنت بتعمله ده يا شوربجى ده انا البر..
مكملش كلمته ولقى بوز جزمة الشوربجى فى وشه .
البرنجى انهك تماما من كتر الضرب وبقى بيتنفس بصعوبة .
الشوربجى بص على برعى وقاله بسخرية وهو بيشاور ناحيتى :
( لفظ خارج ) بقى ده يكسر مناخيرك يا كبير الفتوات يا دٌهول.
برعى بصلى بغيظ وهو ماسك نبوته ،شد بايده على نبوته وقال :
انا هكسرلك دماغه دلوقتى .
الشوربجى قاله :
بعد ايه!!! بعد ما كسر مناخيرك وكسر معاها هيبتك .
قطعت كلامهم وقولتله :
انا اقدر احللك مشكلة الكازينو .
الشوربجى التفتلى وقال بجدية :
ايه تعرف الحرامى اللى سرق الزباين ؟! انت معاهم فى العصابة صح ؟!!
قولتله :
لا انا معرفش حرامية .. أنت هتراضى الزباين وهتديهم تمن حاجاتهم وانا عليا اعوضك الخسارة وألملك الليلة .
بصلى بسخرية وقال :
ايه هتقلع وترقص للزباين ؟!!
قولتله :
احنا فيها دخلنى على المسرح وشوف بعينك واحكم .
الشوربجى كان بيسمعنى وعينه فى عينى , فضل ساكت فترة بعدها قال :
قوم ورينى ..
قومت من مكانى وانا بقوله :
بس بشرط لو انبسط تعتزر للبرنجى عشان هو ملوش علاقة باللى سرق .
قالى :
طب ولو منبسطش ؟!
قولتله :
ابقى اعمل اللى انت عايزه .
البرنجى وقتها كان بدأ يفوق شوية , الشوربجى بصله بعدها بص لرجالته وقالهم :
فوقوه وشوفوا حد يخيط الغرزتين اللى فى وشه بعدها اسحبوه على الصالة ورانا .
بصلى وقال :
وانت تعالا ورايا .
خرج من الاوضه وخرجت وراه .
اتمشينا فى طرقة طويلة , جرى واحد ناحية الشوربجى وقاله وهو بينهج :
الحق يا شوربجى بيه الزباين بتكسر الصالة .
الشوربجى قاله :
اومال فين الفتوات اللى فى الصالة !!
رد عليه :
مش عارفين يسيطروا ..
الشوربجى جرى ناحية كواليس المسرح وجريت وراه .
لما قربنا من الكواليس سمعنا الهرج والمرج اللى فى الصالة
و صوت الأزاز وهو بيتكسر .
الشوربجى وقف على المسرح , مسك ميكرفون وحاول يهدى الناس .
الناس رموا عليه ازايز وهم بيشتموا ويقولوا :
يا حرامية احنا هنبلغ البوليس .
الشوربجى فضل واقف ثابت كان بس بيتفادى الحاجات اللى بتترمى عليه سواء كراسي او ازايز خمرة .
قال بهدوء :
كل اللى اتسرق منه حاجة هعوضه وزيادة وانا معاكم فى الصالة لحد السهرة ما تخلص .
الشوربجى دخل فى جدالات مع الزباين وقدر انه يخمد ثورتهم مؤقتا ومهد لظهورى على المسرح .
وقفت على المسرح و حييت الجمهور اللى كان لسه على وشه علامات عدم الارتياح .
حضرت نفسى لخدعتى , تمتمت بالتعزيمات فجسمى بدأ يسخن .
بعدها بدأت الخدعة ..
جزئيات جسمى اتفككت و اتحولت لدخان لمدة 30 ثانية مفضلشغير الجزمة ولبسي اللى فضل متعلق فى الهواء وسط الدخان .
بعدها رجعت لطبيعتى تانى .
رفعت رأسي عشان احيى الجماهير لاقيتهم كلهم جريوا ،
مفضلش غير الشوربجى بيه اللى كان واقف فى نص الصالة , فاتح بوقه بأندهاش وبيسقف بحرارة .
الشوربجى قرب عليا وهو بيبص على الصالة الفاضية و بيقول :
يابن اللذينة طفشت الزباين .
كان لسه هيحط ايده على كتفى لكنه تردد بعدها اخد القرار وحط ايده على كتفى بحميمية وقال :
انا شوفت تريكات كتير وقليل فى حياتى انما التركاية دى جديدة لانج !!
انا همضى معاك عقد احتكار وهديك ٢٥ قرش فى السهرة .. ايه رايك ؟
قولتله :
رايي … رايي فى إيه ؟
قالى :
فى العرض .. ايه!! نخليهم يا سيدى ٣٠ قرش .
قولتله بأستخفاف :
انت مبتشفش ، العرض فشل .. الناس جريت !! انا مكنش قصدى اطفشهم كان قصدى ابسطهم بالخدعة .
قالى :
الناس جريوا عشان سكرانين لكنى اجزملك اول ما يفوقوا هيجوا تانى عشان يتأكدوا اللى شافوه ده بحق وحقيقى ولا الخمرة مغشوشة .. انت هتبقى فقرة الموسم .. انت بتعرف تعمل خدع تانى ؟! شكلك ساحر بجد مسخر
قولتله
يا عم انا لا ساحر ولا مسخر انت عندك حق الخمرة مشغشوشة .
قطعت كلامى لما لاقيت البرنجى جاى ورابط على رأسه بقماشة .
بصيت للشوربجى وقولتله بهمس :
اظن الليلة عدت على خير عليا وعليك اتمنى اللى حصل ده متحكهوش للبرنجى وعلى فكرة انت عندك حق انا مسخر واقدر العنلك الكازينو كله لو اللى حصل ده طلع بره .
مسك ايدى وداس بغلظة وهو بيقول :
بقولك ايه انا مش هسيبك ..
دخل علينا البرنجى واللى بص للشوربجى بغيظ وقاله بتوعد وهو بيشاور على رأسه :
اللى فى وشى ده مش هنسهولك يا شوربجى وهدفعك تمن العاملة دى غالى ..
الشوربجى امتص غضب البرنجى وطلع من جيبه جنيه .
مد ايده بيه للبرنجى وهو بيقول :
انا بعتذرلك يا برنجى يخويا .. اللى يأذيه الشوربجى تداويه الفلوس .
البرنجى ملامحه لانت وخطف الجنيه حطه فى جيبه وعدت الليلة من غير البرنجى ما يعرف ايه اللى حصل .
سألنى عن اللى حصل فقولتله :
هددتهم بصيتك يا برنجى يا كبير فكشوا .
ضيق عينه وقالى :
تمام تمام يا ناير .
تانى يوم اتفأجأت وانا فى الشغل بالبرنجى ( صلاح افندى) والشوربجى واقفين قدام شباك التذاكر .
البرنجى قالى بصوت عالى :
اه يابن الايه يا ناير … ساااحر.. ساحر يا ناير .
قولتله :
هشششش هتفضحنى فى المحطة استنوا ٥ دقايق هسلم الشغل وأطلعلكم .
البرنجى قال وهو مديق عينه :
ياما تحت السواهى دواهى .
طلعلتهم بره وخرجنا كلنا بره المحطة .
قولت للبرنجى :
انت مجتش الشغل النهاردة ليه ؟!
قالى :
انا واخد ااجازة مرضية انت مش شايف وشى!! ..
بص على الشوربجى وكمل :
منه لله اللى كان السبب ..
قولتلهم :
ايوا يعنى انتوا جايين عايزين ايه ؟!
البرنجى قال :
بما انى مدير اعمالك .
بصتله باستغراب فقال :
انا عينت نفسى مدير اعمالك واتعقدتلك على 3 حفلات.
قولتله :
3 حفلات ايه ؟!!!طبعا مش موافق .
بصلى بخبث وقال :
هى الست ام مبروكة تعرف ان انت ساحر ومخاوى ؟!
جاوبته بتلقائية :
لا !!
قالى :
يبقى خلاص تعرف هى والحارة وفى الحالات دى الحارة هتتقسم نصين ، نص هيزقلك بالطوب ونص هيجيلك عشان يقضى حاجته ..
الشوربجى دخل فى الكلام وقال :
اسمع كلام البرنجى احنا عايزين نخليك فنان.. ارتيست
حركة الدخان اللى انت عملتها دى مسمعه فى كازينوهات الهرم وميدان الاسماعيلية .
البرنجى دخل فى الكلام وقال :
هتاخدجنيه على ال ٣ حفلات يلا انجز عشان عندنا حفلة النهاردة وخلاص نزلت الافيش .
بصيتلهم باستغرب وقولت :
افيش !!
البرنجى هز رأسه بفخر وقال :
ارتيست .. حضرلك بقى كام خدعة كده فى الطريق .
كان عندى القدرة على الرفض كنت ممكن اقول لا لكنى استعبط وحبيت احوض التجربة .. تجربة الارتيست..
روحت معاهم فى ترومبيل الشوربجى ووصلنا المسرح بعد العصر .
دخلونى الكواليس وسألونى عن طلباتى .
قولتلهم :
شمع .. عايز كتلة شمع كبيرة .
البرنجى قال بحماس :
موجود هجيبلك بلوكاية بحالها .
تخيلت الخدعة فى دماغى لحد ما جيه وقت العرض .
دخلت من الكواليس للمسرح عشان اندهش من كم الجماهير اللى مالى الصالة .
اول ما ظهرت سمعت همسات الحذر ما بينهم وخدت بالى من ناس بتشاور عليا ، ناس كانوا موجودين فى الصالة وقت خدعة الدخان .
حييت الجمهور المندهش ووقفت قدام لوح الشمع .
ظهر فى ايدى من الاشى سكين حاد .
فسمعت الجمهور اللى فى الصالة بيقول:
هوووه..
بدأت انحت لوح الشمع وانا بردد التعزيمات فى سرى ، غضات انحت واصقل فيه وفى 5 دقايق كان جاهز على الشكل المطلوب .
غراب …تيمنا بغرابى غداف .
ظهرت الغراب للجماهير ومستنهمش يحيونى على دقة النحت ، تمتمت بتعزيمات ونفخت فى التمثال .
هنا بدأت الخدعة الحقيقية ..
الغراب الشمع هز رأسه يمين وشمال , بص على اجنحته , نفضها وطار فى الصالة .
اختلفت ردود فعل الجمهور ما بين الصريخ برعب والانبهار والتسقيف الحاد .
الغراب فضل طاير ولف فى الصالة ، بعدها وقف على ترابيزة عشوائية كان قاعد عليها راجل لابس بالطو اسود وقبعة مخبية ملامح وشه .
كان حاطط رجل على رجل وماسك فى ايده عصاية معووجة و مش مدى اى انطباع سواء خوف او اندهاش .
الغراب فضل يرفرف على ترابيزته لثوانى .
صفرت للغراب فرجع وقف مكانه على تربيزة النحت على وضعه الاول ( الوضع اللى اتنحت بيه ) .
حييت الجمهور و,دورت بعينى على الشاب ابو بالطو اسود لاقيته اختفى !!
خرجت للكواليس فقابلنى البرنجى بفرحة وهو بيقول بإنبهار شديد :
ايه ده !!!ده انت طلعت مسخر بجد .. انا كنت عارف ان ربنا هيكرمنى بكنز انت من النهاردة بتاعى يا ناير .
قولتله :
انا مش بتاع حد .
قولتله :
بطل التشبيهات دى والا والله اسيب الشغلانة .
البرنجى مسبنيش لدرجة ان جيه بات معايا فى الشقة عشان يضمن انى هروح الكازينو تانى يوم .
تانى يوم الكازينو كان زحمة جدا والناس كانوا بيتخنقوا بره على التذاكر .
دخلت ورا الكواليس وحضرت معداتى , واثناء العرض لفت نظرى ان نفس الراجل ابو بالطوا اسود موجود فى الصالة وحاجز نرابيزة لوحده فى نص الصالة !!
نفذت الخدعة ورفعت رأسى عشان احى الجمهور اتفأجات الجمهور كله مغمى عليه .. ماعدا ابو بالطو اسود !!
وقف مكانه وقالى :
ازيك يا ناير ..
بص على الجمهوراللى نايم و قالى:
ايه رأيك فى خدعتى ؟!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية ميراث نور ) اسم الرواية