رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية غرام العنقاء الفصل الحادي عشر 11
نظرت له هند باستغراب شديد !!
بينما كاميليا صمتت حينما تحدث هو … وشعرت بالاستغراب .. لم تكن تتوقع رده هذا !
شهقت هند باستغراب :
– ها … يعني حضرتك كنت …
ابتسم نديم وهو ينظر إلى عيني كاميليا قائلا بغموض:
– أيوة كنت عارف … من اول يوم اشتغلت فيه كاميليا وهي قايلالي .. وانا احترمت خصوصيتها ومتكلمتش عن الموضوع ده قدام حد
ابتسمت كاميليا بانتصار … يا الهي … لقد انقذ موقفها تماما … وغير الحوار لصالحها هي
أردف نديم وهو يرمق هند باستهزاء:
– زي ما انتي محترمتيش خصوصيتها وحبيتي تحرجيها قدام الكل .. وشكيتي فيها انها على ذمة راجل و بتنكر وجوده هو و بنتها !
هند بتبرير:
– انا مكنش قصدي … انا بس شكيت انها ….
قاطعها بعصبية:
– واهو دلوقتي عرفتي الحقيقة … وفكرتي في واحدة مالهاش ذنب بطريقة مش كويسة..
نهايته .. الموضوع ده انتهى هنا وياريت اللي حصل ده ميتكررش !
ثم أردف بصرامة:
-احنا هنا في شركة بنشتغل… الحياة الشخصية لاي حد هنا متخصش حد .. وانتي يا استاذة هند اعتذري للمهندسة كاميليا
هزت رأسها برفض قائلة بضيق :
– ايه ؟؟؟ ايه اللي حضرتك بتقوله ده .. وكمان اعتذر! انا قولت مكنتش اعرف بس مش لدرجة اعتذر
وجه نديم حديثه لوحيد قائلا بصرامة:
– الاستاذة مخصوم منها 3 ايام ..
نظرت نحوه بصدمة و قد تحول الامر لمنحنى آخر.. لتهتف سريعا بأعين دامعة معترضة:
– ايه !!!! يا فندم انا …
قاطعها نديم بوعيد :
-واي حد هيفكر يعمل زيها تاني ويدور ورا حياة موظف عندنا ولو بالصدفة … هيبقى عقابه اسوء من كده … مفهوم !!!
ليقف خلف طاولة الاجتماع هاتفا للجميع:
– يلا نكمل الميتنج اللي اتعطل على الفاضي ده… وياريت اي كلمة اتقالت هنا تنتهي هنا متخرجش بره
رمقت هند كاميليا بضيق وغضب …
بينما بادلتها كاميليا نظرات انتصار وشموخ … وكأنها كسبت شيء كبير ! فـ نديم انقذ موقفها من خطة هند الشريرة تجاهها
بعد انتهاء الاجتماع … انتظرت كاميليا خروج الجميع لتقف أمامه قائلة بامتنان :
– انا متشكرة اوي يا فندم على اللي حضرتك عملته معايا..
نظر لها نديم بتساؤل:
– ليه خبيتي عني ؟؟ هو انا كنت هقول لحد مثلا !
كاميليا بحرج :
– لا بس ….
همس بنبرة غامضة :
– بس ايه ؟؟
كنتي ناوية فعلاً توقعي حد في حبك، وتخبي شوية موضوع انك مطلقة
قاطعته باندفاع:
– حضرتك قبل ما تحكم على حد اعرفه الاول واتأكد قبل ما تتكلم وتعرف منه إللي الحقيقة..
هتف بنبرة ساخطة :
– الحقيقة اني فهمت اللي في دماغك و اتأكدت دلوقتي من اللي حصل …
زفرت باستغراب:
– غريبة .. مع أن حضرتك دافعت عني قدام هند
رد بتبرير :
– انا بس نهيت الكلام عشان احنا كنا في ميتنج بتشتغل .. مش منتدى فتكات للرغي !
كزت على أسنانها:
– وحضرتك خلاص صدقت كلام هند وركبت حوار وهمي من خيالك !
همس بنبرة ساخرة:
– كنتي ناوية توقعي مين بقى ؟! ولا هتبتدي بـالمدير !
زفرت كاميليا بتبرير:
– انا قدمت في كذا وظيفة قبل دي … ولما كانوا بيعرفوا حوار الطلاق كان رأيهم بيتغير ناحيتي ونظراتهم
صمتت .. ليقاطعها نديم بتفهم :
– مش كل الناس حقيرة زي بعض ..
صاحت باندفاع :
– لا فيه … في كتير !
وحتى الشخص المحترم فيهم بيتهمني دلوقتي اني عايزة أوقع حد !!!
رفعت حاجبيها باستهجان وهي تنوي الخروج من المكتب :
-لا شكرا….انا مش محتاجة اعمل كده
ولو حضرتك فاكر اني من النوع ده يبقى اعتبر استقالتي هتبقى عندك
أوقفها نديم عن التحرك… ليهمس بضيق:
– انتي فعلا كل ما كنتي بتقدمي في شغل كان بيقابلك اشكال قذرة !
لم ترد عليه لتشيح وجهها بغضب … فأدرك انها لا تريد التحدث عن ما سبق
زفر وهو يعدل من رباط عنقه:
– عموما حصل خير .. دلوقتي محدش هيقدر يتكلم في موضوعك خلاص.. كله هيخاف بعد موقف هند ..
ليردف قائلا بهدوء معتذراً:
– أما بالنسبة للاستقالة وانك تسيبي الشغل والكلام ده مرفوض اصلا !
انا بس معرفش أن كل ده حصل معاكي… ويمكن فكرت انك خبيتي عشان سبب مش صح
روحي على مكتبك يا كاميليا وكملي شغلك
وانا بعتذرلك عشان شكيت فيكي انا حقيقي مكنتش اعرف الموضوع ده
طريقته بالاعتذار عما حدث منه وموقفه تجاه هند جعلها تتراجع … لتهمس كاميليا :
– خلاص حصل خير… وعموما انا بشكرك انك حاولت تنهي التصرف ده … وتعرفها انك كنت عارف حتى لو كان مش حقيقي
سألها نديم بتذكر:
– انتي كنتي عايزة تشتغلي عشان بنتك مش كده ؟
اومأت بضيق :
– أيوة باباها ميعرفش عنها حاجة ولا بيصرف … بس انا كده كده بشتغل من وانا بدرس بس مش في مجالي.. عشان اقدر اوفرلها مصاريفها ومصاريفي الشخصية
نديم بابتسامة :
– غريبة اوي … مع أن واحدة غيرك كانت ممكن ترميها لابوها وهو يشيل الليلة كلها وانتي تعيشي حياتك لوحدك
هزت رأسها بنفي قائلة:
– عمري ما اعمل كده … هي كل حاجة في حياتي … حتى لو بتعب عشانها … مش مهم .. هي تستاهل … وعشان ميجيش يوم وتكرهني اني عملت كده واتخليت عنها .. دي بنتي
ابتسم نديم من حديثها بفخر .. هي صغيرة وامامها الحياة لتعيشها وحدها كما تحب .. لكن هي فضلت أن تفعل كل شيء لأجل ابنتها الصغيرة…
استأذنت كاميليا لتخرج تكمل عملها … ليدخل بعدها وحيد إلى مكتب نديم قائلا بجدية :
– ياخي انا اللي شاغلني في الحوار ده كله .. حاجة واحدة بس !
– خير
ابتسمت وحيد بعبث :
– ازاي واحد عاقل يسيب واحدة زي كاميليا دي !
ابتسم نديم بسخرية :
– والله مانت نافع
قاطعه وحيد بابتسامة :
– متنكرش أن البنت زي القمر..
نديم بوعيد :
– شكلك وحشك الخصم
وحيد باستسلام:
– لا وعلى ايه .. كده فل اوي .. انا عايز مرتبي يكفيني لحد اخر الشهر يا باشا
_________
بعد خروج كاميليا من مكتب نديم ..
قاطع شرودها صوت الفتاة “فريدة” التي تسببت كاميليا بضرب خطيبها… يا الهي .. كاميليا تغيرت كثيرا
الطلاق غيرها تماماً .. تحولت من الفتاة البريئة الضعيفة … الى اخرى قوية شجاعة .. لا يهمها أحد .. هي الان تستطيع أن تقف أمام اي شخص .. هي فخورة بشخصيتها التي تغيرت للأفضل من وجهة نظرها.. فخورة بكل شيء تفعله وتغيره بنفسها …
التجربة الصعبة التي تحدث في حياتك وتبتلي بها هي أن الكون يخاطبك ويوضح لك ؛ من أنك شخصاً شجاعاً ، ولديك قدرة عالية على التحمل ، ولديك القدرة الكاملة على مواجهة الظروف والأحداث التي ليست في نطاق قدرات أو إمكانيات أي شخص.
ومغزاها هي أنك أقوى مما تعتقد.
التفتت كاميليا إلى الفتاة ترحب بها :
– عاملة ايه يا فريدة
ردت الفتاة بامتنان :
– انا الحمدلله تمام…انا مش عارفة من غيرك كنت هبقى ضعيفة وهضيع عمري وحياتي لمجرد أن الفرح قرب و حاجزين كل حاجة .. عشان واحد كان ممكن يدمر حياتي
ثم اردفت بشجاعة وحزن :
– انا سيبت خطيبي عصام
ابتسمت كاميليا بفخر:
– جدعة انك عملتي كده …
ثم اردفت بحزن كبير :
-انا مريت بتجربة صعبة مش حابة احكي عن اللي فات … لأنه بيتعبني نفسيا .. بس اللي حابة اقولهولك.. اني خسارتي اصعب منك .. انا انفصلت ومعايا طفلة هو ميعرفش عنها حاجة .. وانا اللي شيلت الليلة كلها لوحدي
رمقتها فريدة بدهشة وحزن :
– معقولة .. مش باين عليكي خالص .. ربنا يعوضك يارب.. عشان كده قولتيلي أن انا كده موقفي احسن عشان خطوبة
اومأت كاميليا بإيجاب:
– بصي فترة الخطوبة دي معمولة للتعارف.. ربنا بيبعت لنا فيها إشارات كتير .. ساعات فيه حاجات بتبان وفي حاجات تانية بتظهر بعد الجواز … يمكن انتي حظك حلو أن الحقيقة بتاعة الشخص ده معظمها ظهرت في الخطوبة .. لأن انتي مش مطلوب منك انك تعدي وتستحملي عشان المركب تمشي والكلام اللي بيتقال ده … انتي مش في المركب اصلا !
اومأت فريدة بتفهم:
– عندك حق .. انا يعتبر لسه على البر .. صحيح كله وقف ضدي لما خدت القرار ده ومش بعد سنتين خطوبة تفركشي .. وبعد ما خلصتوا كل حاجة.. بس انا سمعت كلامك .. وحتى صليت استخارة بقيت مرعوبة وقلبي مقبوض … خايفة اوي.. حسيت ان خسارة قريبة ولا مكسب بعيد … كلامك وقتها ليا فهمني حاجات كتير
ردت كاميليا بثقة:
– الخطوبة اتعملت اصلا عشان نتعرف ونشوف هنكمل ولا لا .. انما مش فرض عليا اني اتجوز في النهاية .. ما هو ماينفعش اشوف حاجات وحشة واكمل .. يبقى اكيد النهاية هتبقى مسؤوليتي لوحدي والندم كله هيبقى لقلبي بس .. وانا ليه اعمل في نفسي كده .. الخطوبة لما تتتفسخ بسبب عدم توافق او شخصية متتعاشرش هازعل اه لكن اكيد هاكون بخير بعد مدة .. مش احسن ما اعيش ف المأساة دي للأبد ؟ انتي دلوقتي بطولك كده من غير ما تتحسب عليكي جوازة … انا بقى خسارتي اكبر .. طلاق و بنت مالهاش ذنب
همست فريدة بغيظ:
– ده غير أنه حاول يمد ايده عليا تاني لما فركشت … بس الحمدلله اهلي وقفوله وعرفوا ساعتها أن كان عندي حق.. وحاول يطلعني انا غلطانة و بمشي ورا كلام صحابي
قاطعتها كاميليا بحدة:
– الراجل اللي يمد ايده عليكي لا … واللي يقلب عليكي الترابيزة ده ميتعاشرش اصلا
ابتسمت فريدة بامتنان :
– شكرا.. شكرا انك خليتيني اخد أهم قرار مصيري لحياتي …
ابتسمت كاميليا بخفة:
– العفو … متقوليش كده انا موجودة في أي وقت … واكيد ربنا هيبعتلك حد كويس شبهك
همست فريدة بحزن وندم:
– بس يمكن صعبان عليا الحب والوقت والمشاعر اللي ضيعتها مع الشخص الغلط.. احساس الفركشة ده صعب اوي .. هو انتي مريتي بـ ده ازاي … حاسة ان مش سهل اعمل موڤ اون او انسى بسهولة … انا ضيعت سنة ارتباط وسنتين خطوبة من عمري ووقت ومشاعر
كاميليا بابتسامة :
– بصراحة اللي ساعدني في كده اني روحت لـ ثيرابيست شاطرة ووقفت جنبي وقتها شرحتلي الحقيقة بس يمكن انتي متحتاجيش لأن انا كنت اصعب منك… بصي دايما الواحد بيبقى متخيل وقتها ان الدنيا وقفت واسودت وان قد ايه الواحد ضيع وقت ومجهود وحب ومشاعر بس مع الوقت ده مش بيكون تضييع وقت على قد ما بيكون درس ودافع اننا دايما نكون احسن.. وصدقيني هيجي يوم وهتنسي كل حاجة كانت حلوة بينكم … هتفتكريله الوحش بس
زفرت الفتاة بأعين دامعة:
– ليه اصلا يحصلي كده.. معقولة بسبب خناقة ظهر منه كل ده … منه لله بسببه الناس هتفضل تقول دي فركشت قبل الفرح بشهر ومش هخلص منهم
كاميليا بإقناع:
-يمكن ربنا عمل كده وخلاه يتخانق معاكي عشان تتعلمي و محدش يعملك فيكي كده تاني … وصدقيني صدقيني ربنا بيعوض بشكل فوق ما تتخيلي ومن غير ميعاد ولا ترتيب.. وبعدين فكك من الناس خالص شوفي نفسك ركزي في حياتك بعيد عنهم
نحتاج أحياناً إلى الخلافات ، لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم ، فقد تجد ما يجعلك مندهشًا ، أو ما تنحني له من باب الاحترام.
________
في المساء… بينما كانت كاميليا عائدة إلى منزلها وبيدها ابنتها بعد انتهاء التمرين الخاص بها .. اوقفتها فتاة جارتها وتكبرها بعدة سنوات.. ركضت دانا إلى العمارة التي تسكن بها كاميليا وتركت امها بعد أن سلمت على الفتاة
همست الفتاة قائلة بـ ذهول :
– هو الطلاق بيحلي كده ؟ اومال احنا ايه حصلنا في الجواز بقى.. ده كده الطلاق طلع حلو بقى ياريت نبقى زيك
زفرت كاميليا بضيق:
– لا يا حبيبتي متمناش ابدا تكوني زيي .. انتي بس شايفة الصورة اللي بره .. لكن اللي جوه غير
قاطعتها باستغراب :
– بس برضو انتي عايشة حياتك و الصراحة يعني باين أن الطلاق مش مأثر اوي فيكي… كويس انك مكملة بعد اللي حصلك
نظرت كاميليا إلى ساعة يدها ثم ردت من بين أسنانها :
– ادعيلي بقى … عن اذنك لازم اطلع عشان بنتي سبقتني ويدوب اغيرلها هدومها وأكلها واذاكرلها وانام بدري عشان عندي شغل الصبح ودانا عندها حضانة و تمرين
رمقتها الفتاة بخبث :
– ها .. اه يا حبيبتي ربنا يعينك
ثم همست لنفسها بعد أن تركتها قائلة بغيظ :
– قال بتظهرلي انها بتتعب ومشغولة … وهي عايشة حياتها احسن مني اللي متجوزة ومخلفة
بعض الناس يرون الأشياء كما هى ويتسائلون لماذا ، وآخرون يحلمون بأشياء لم تكن أبداً ويتسألون لم لا
_________
دلفت كاميليا إلى مكتب نديم عندما طلبها
تحدث وهو يترك ما بيده من ملفات :
-كاميليا … احنا عندنا في الشركة .. في ناس بتشتغل وقت اضافي بيكون يومين في الاسبوع.. عشان يخلصوا شغل زيادة أو مستعجل أو شغل ناس اخدة اجازة … و طبعا بياخدوا زيادة في المرتب عن كل ساعة زيادة عن وقت شغله … انا قولت اقولك عشان لو بتفكري تزودي مرتبك شوية عشان بنتك ومصاريفها
انشرحت ملامح كاميليا بسعادة:
– بجد .. ياريت فعلا.. بس كده هيبقى شيفت مسائي صح
– أيوة بالظبط
كاميليا بابتسامة:
– طيب هشوف ماما كده يارب توافق ..
نديم بتذكر:
– عموما النهاردة فيه شغل لو حابة تبدأي معاهم ولو اثبتي نفسك هيبقى كويس اوي ليكي
همست بامتنان:
– ميرسي اوي يا باشمهندس نديم… انا حتى كنت بفكر اشتغل شغل تاني بالليل بس يكون قريب من بيتي
– لا حرام هتشتغلي كل يوم .. انا شايف ده احسن ليكي مجرد يومين في الاسبوع .. شوفي كده وبلغيني
اومأت بتأكيد:
– خلاص تمام…
_______________
اتصلت كاميليا على امها محاولة إقناعها بتلك الفرصة
– يا ماما صدقيني دي فرصة كويسة… متقلقيش والله انا هخلي بالي من نفسي … يا ماما مش هتأخر حاضر والله…بس خلي كمال أو جدو في طريقهم ياخدوا دانا من الحضانة .. او ممكن لو جهاد راجعة البيت ترجع مع زينة بنتها.. هتصل بيها اسألها .. سلام
أغلقت الهاتف مع امها وبلغت مديرها بموافقة والدتها
____________
في المساء..
اثناء خروجها من عملها..
حملت حقيبتها وتوجهت إلى خارج الشركة ..
سارت في الشارع لعلها تلحق المواصلات الجماعية.. فهي عندما بدأت بالعمل فقد أدركت بأنها يجب أن تنسى رفاهية التنقل بسيارات التاكسي اقتصادا في المصروف … تركب مواصلات داخلية لكي توفر دخل اكبر لها و لابنتها حتى لا تحتاس باقي الشهر دون مرتب .. تذكرت حالها وما وصلت إليه .. ما تمر به كثيراً عليها ..
هي أصبحت انجح واقوى ولكن من الداخل هي هشة جدا .. رقيقة من الداخل
تتحمل المسؤولية وحدها كاملة .. اقتربت أن تكمل اربع سنوات وحدها مع ابنتها … وهو لم يسأل عن ابنته ابدا ولا يرسل إليها اي مصاريف
تتحمل مضايقات الناس وكلامهم السخيف بسببه … بسبب تجربة زواج سابقة !!
دمعت عيناها غصب عنها على حالها وما وصلت إليه
– ايه يا قمر …بتعيطي ليه ؟
انتفضت عندما سمعت الصوت الخارج من ظلام الليل بالشارع.. فأسرعت في المشي وقد انتابها إحساس كبير بالخوف والرعب عندما سمعت صوته يقترب منها أكثر
فاقترب من الناحية الاخرى شخص عملاق يحمل سكينا وعيونه حمراء تنذر بالانتقام والشر.. تعرفه !!!
تعرف هذا الشخص جيدا … فهو عصام خطيب فريدة السابق .. الرجل الذي ضربته على رأسه بحذائها بالشركة
أرادت أن تهرب او تدافع عن نفسها ف حاصرها أكثر وهو يقترب منها .. قائلا بسخرية :
-بس مالكش دعوة بيها..
ثم أردف وهو ينظر لها نظرات شيطانية قائلا بوعيد :
-دي تخصني انا … حسابها معايا انا وبس
أرادت أن تتكلم أن تصرخ ، فوضع السكين الباردة على رقبتها محذرا إياها فيما انبعثت من بين أنفاسه القذرة عبارات التحذير :
– اخرسي يا بت.. لو حاولتي تصرخي بس هتلاقي رقبتك و وشك الحلوين دول اتشوهوا …
ارتعبت خوفا وهي تكتم صراخها بالغصب … انه اصعب مشهد تعرضت له بحياتها !
بعد مواقفها مع سامح !
ثم همس بجانب أذنها بصوت عال كفحيح الافعى :
-بس الله اعلم بقى وقتها هتبقى عايشة ولا لا
همست بنبرة مرتعبة:
– أا.. انتوا عايزين مني ايه ؟؟
سمعت ضحكات شريرة منهم أثارت الرجفة في جسدها :
– تعالي معانا واحنا نروقك ونعرفك عايزين منك ايه
حاولت أن تداري خوفها والتظاهر بالشجاعة وهي ترفع يديها بوجهه محاولة صفعه:
– انت فاكرني ايه يا بني ادم انت
امسك يدها قائلا بتحذير خطير :
– لا .. اوعي شيطانك يلعب في دماغك تتشطري عشان هيجي على دماغك في الاخر… ف خليكي شاطرة كده واسمعي الكلام عشان مش هسيب حقي يروح كده
نفضت يداها منه بقرف:
– حق ايه ده ؟؟؟
عصام بغيظ :
– حقي منك … او حقين .. مرة لما ضربتيني في الشركة و قليتي ادبك بالكلام عليا والمرة التاني لما زنيتي على خطيبتي ولعبتي في دماغها لحد ما سابتني…
ثم أمسك طرف السكين البارد ملامسا رقبتها وهو يحاول تهديدها بما سوف يفعله بها :
-انتي بوظتيلي حياتي يا مرا وقولتي اني مش راجل.. بس وحياتك ما هسيبك على اللي عملتيه فيا واثبتلك بقى الرجولة عاملة ازاي
تراجعت خطوة إلى الوراء وهي تهتف بتوتر:
– انا .. مخليتش خطيبتك تسيبك .. هي خدت القرار لوحدها
ضحك بسخرية :
– فريدة عملت كده من نفسها ؟؟! ده انا كنت بجري في دمها كده … بتعشقني.. متقدرش تتخلى عني .. عملت فيها مهما عملت وبرضو مكملة معايا
هزت رأسها بحدة :
– انت مريض يالا مش طبيعي … ما تسيبها في حالها وتتجوز غيرها وخلاص
صرخ بها بغضب :
– حتى لو هسيبها هي .. مش هسيب حقي منك.. هحاسبك على كل غلطة عملتيها في حقي .. ده انتي عملتي اللي مفيش راجل قدر يعمله فيا
ثم صاح بعنف :
-حتة عيلة مفعوصة زيك تقول عني مش رااااجل !!! وتضربني بالجزمة على راسي
زاغت عيناها عليهما لا تصدق المأزق الذي أوقعت نفسها فيه… فحاولت استخدام حقيبتها مدافعة عن نفسها … فأخذها منها الرجل الاخر
فحاولت أن تصرخ بصوت عال… فأمسكها من ملابسها بعنف قائلا:
– قولتلك لو حاولتي تصرخي ولا تمدي ايدك هتزعلي وهيجي على دماغك …. انتي غبية ليه؟؟؟؟
فأمسك الرجل الثاني ذراعها من الخلف .. ليحاصرها لكي لا تهرب منهم .. فلكمته بكوعها بقوة قائلة باشمئزاز :
– اياك تحاول تلمسني يا حيوان انت …
تأوه الرجل الثاني … ليقترب منها عصام وهو ينوي لها شرا على فعلتها به .. وفجأة عاجلها بصفعة اسقطتها على الأرض لتبصق بعض الدماء من فمها … فسحبها من يدها واجبرها على النظر إليها قائلا بغضب :
– لا متخافيش يا حلوة مش هيلمسك بس … ياريت تيجي على كده .. ده انا بقى *****
شهقت بألم من صفعته فكانت قوية على وجهها الصغير … ردت من بين شهقاتها:
– سيبني…
صفعها مرة أخرى وهتف بها :
– اخرسي… عشان انتي مش هتتربي الا بكده …
شعرت بوجهها يشع نارا من صفعاته المؤلمة لها … فامسكها من شعرها بقوة ثم قال شامتا بها وما ينوي فعلته :
– انا في الحالتين مش هسيبك ولا هسيب حقي … فـ ارضي بالأمر الواقع من سكات عشان الطريقة التانية هتدمرك بس شكلك هتخليني استخدمها … عشان بعد كده تمدي ايدك على راجل وتقنعي واحدة تفركش مع خطيبها لمجرد أنه مد أيده عليها
سالت دموعها بغزارة.. لم تتخيل يوما أنها ستتعرض لهذا النوع من الإهانة :
– كنت خايفة تعيش زي اللي انا عيشته … كنت خايفة تجرب اللي حصلي …. خوفت عليها
أمسكها الرجل الذي معه من ذراعيها بعنف .. ليقوم عصام بشدها من بلوزتها وقام بشق البلوزة من الاعلى وبيده الأخرى قام بوضع السكين على الناحية الحادة على بُعد سنتيمترات قليلة قريبة من وجهها لكي لا تفكر بالهرب أو المقاومة وهو يبتسم بغل من ما سوف يفعله بها…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غرام العنقاء ) اسم الرواية