رواية صغيرة في قلب صعيدي (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم دعاء احمد
رواية صغيرة في قلب صعيدي الفصل الحادي عشر 11
ملاك ركبت جانبه في العربية، شدت حزام الأمان و هي ساكته
جاد كان بيسوق العربية بصمت
و هم في طريقهم للساحل الشمالي، بصلها و لاحظ شرودها
اتنحنح بصوت مسموع و اتكلم بثقة:
“تحبي اجعلك الكرسي لوراء لو عايزاه تنامي لسه الطريق طويل”
ملاك :شكراً
….مش عايزاه انام
التزمت الصمت طول الطريق و هو قرر يكمل طريقه بصمت!
وقف بعد ساعتين تقريباً عند استراحة صغيرة على الطريق الصحراوي… بص لملاك اللي كانت سرحانة و اتكلم بضيق من سكرتها و طريقتها
:انا هنزل أشرب قهوة…. لو جعانة او عايزاه حاجة انزلي…
ملاك باستهزاء :تشكر يا دكتور جاد كتر خيرك
رفع حاجبه الأيسر باستغراب و غصب عنه غض على شفايفه ببغيظ و نزل من العربية
ملاك نفخت بغيظ و فضلت تبص للمكان، نزلت من العربية و حطت ايدها في جيب البنطلون فضلت تبص للجبال و الجو المشمس، اخدت نفس عميق باسترخاء، جاد كان بيشرب القهوة في الاستراحة و هو مديها ضهره، فضلت واقفه مكانها و هي بتبص له و خايفه…
خايفه من قلبها اللي بيدق بسرعة… عشر سنين فرق بينهم…. ظروف جوازهم… شخصيته المستفزة… السبب وراء جوازهم… طريقته معها…
كل دي اسباب تخليها تكرهه و متفكرش أبدا انها تبصله لكن متنكرش أنها بتحس بحاجة غريبه في قربه… حضنه اللي كانت متأكدة انه بارد حست فيه بالدفي… عيونه رغم قسوتها لكن فيها حاجة جذابة…
فاقت من شرودها و هي حاسة بالجوع لكن كبريائها منعها تدخل وراه… فركبت العربية.
جاد خرج من الاستراحة و هو ماسك شنطين في ايده، لابس نضارة الشمس و ركب العربية.
حط الشنط في الكرسي الوراني و ساق العربية، ملاك فضلت قاعدة و هي عايزاه تاكل لكن مش عايزاه يحرجها
جاد مسك الأكياس و حطه على رجليها بدون ما بيبصلها
:كلي…
ملاك:بس أنا
جاد بمقاطعة:بطلي رغي و كلي…
ملاك جزت على سنانها و فتحت الأكياس و اكلت بشهية مفتوحة و هي بتجاهل النظر له عن قصد …
بعد عدة ساعات في فيلا على البحر
في مكان هادي مريح للاعصاب
جاد ركن العربية و نزل و ملاك وراه، اخدت شنطة ضهرها و دخلت معه
كانت بتبص للفيلا باعجاب حقيقي تصميمها مختلف عن القصر… بسيطة
جاد بجدية:هنقعد كم يوم
ملاك بهدوء
“أنا عايزاه أوضة لوحدي”
رفع حاجبه باستغراب :لوحدك؟
ملاك بصتله :ايوه لوحدي….
جاد:تمام الفيلا فيها اوض كتير شوفي حابة تقعدي في انهي أوضة…. سكت و كمل بنظرة غريبة
:و تقدري تقفلي على نفسك بالمفتاح
سابها و طلع بمنتهى البرود و كأنه مش متهم
ملاك اخدت حاجتها و طلعت
قفلت الباب عليها بالمفتاح و قررت تنام… تنام و متفكرش في حاجة
بليل
صحيت بكسل كانت الاوضة ضلمة و البلكونة مفتوحة، قامت و طلعت وقفت فيها
كانت لابسه بجامة و فرده شعرها باريحية
سمعت صوت موبايلها بيدي صوت اشعار برسالة اخدتها و رجعت البلكونة لقيت رسالة من جاد
“ادخلي من الزفت اللي انتي واقفه فيها دي بدل ما اقسم بالله اجي اكسر راسك”
ملاك بصت حواليها بسرعة و هي بتدور عليه و ازاي شايفها
“أنتى لسه واقفه مكانك…”
دخلت اوضتها بسرعة و قفلت باب البلكونة
جاد قفل موبايله و رماه على السرير و هو مش فاهم ماله و عنده رغبة قوية يروح يكسر دماغها انها خرجت بالشكل دا و فيه جيران حواليهم
هيئتها مهلكة له مهما حاول ينكر لكن جواه مشاعر متناقضة و قوية…. قربها مهلك!
غمض عنيه و دخل اوضته قفل الباب وراه
تاني يوم على البحر
ملاك كانت بتتفرج على جاد و هو بيعوم و هي بتلعب بالرمل و بتحاول تبني قصر رمال لكن مكنتش عارفة ازاي تعمله….
رفعت رأسها لقيته خارج من المياة، تحطيه هاله رجولية طاغية، صدره العريض و قامت الطويلة، لحيته النابته.. هيئته بتحرك قلبها الهش …
كان فيه بنت بتقرب منه وقفت معه و بدأت تضحك و جاد بيصورها… ملاك استغربت الموقف و اتعصبت و هي شايفه بيضحك رغم ان مفيش مرة كانوا فيها سوا و ضحك عضت على شفايفها بغضب و غيرة
لكن مستحملتش و هي شايفه البنت بتتقرب منه، قامت بسرعة و راحت ناحيته
جاد :في حاجة
ملاك بحدة:مين دي؟
جاد:دي! دي رينو
ملاك :وحياة أمك
جاد بصلها بشر و قرب منها و هو بيتوعد لها
ملاك بسرعة و خوف:أنت فهمت ايه؟! دي متعتبرش شتيمة اصل اكيد أنت حياة و روح والدتك يعني مش شتيمة خالص…
رينو بعدم فهم :في شيء جاد… مين ها البنت
جاد بهدوء و تجاهل لملاك:لا و لا شيء… دي ملاك…
ملاك قربت منه بسرعة و حطت ايدها على صدره بحركة عفوية و بغيرة :مراته….
رينو؛ اه
جاد اخد نفس ببطي و هو حاسس بدفي لمستها على صدره البارد بص لها و حس بالغيرة في عيونها و نظراتها بس مكنش عايز يصدق احساسه مكنش عايز يتوجع بوهم
ملاك بصتله و ابتسمت ابتسامة ساحرة و بهدوء مزيف:
مش هتعلمني العوم و لا ايه يا جاد أنت وعدتني و دلوقتي مشغول مع البنت دي
جاد بتلاعب و خبث:لا أنا هعلن رينو أصلها طلبت مني مخصوص و انا مستحيل اكسر خاطرها…
ملاك بغيظ:يا حنين…. تصدق انك بارد و مستفز اهي عندك اشبع بيها ما انتم صنف زفت
جاد ضغط على خصرها بقوة خليتها تئن و في لحظة مال عليها و بهمس تحذير
“كدا ازعل منك و انا زعلي وحش اعقلي كدا و لمى لسانك و لو فهمتي قولي آمين”
ملاك”ها”
جاد بابتسامة خبيثه
:قولي آمين يا بنت البندر
ملاك :أنت بتوجعني
جاد:طول ما انتي مصممة على في دماغك هتتوجعي
ملاك بتوهان:و هو ليه اللي في دماغي و بعدين أنت عرفت ازاي
جاد ركز في عيونها :المفروض اني متكلمش و انتي تفهمي من نظرة عنيا قصدي
ملاك بلعت ريقها بارتباك و هي بترمش؛
بس عيونك باردة مش هقدر افهم قصدك
جاد بهدوء و كأنه نسي وجود الناس حواليهم و رينو اللي اتضايقت و مشيت
:جايز لما تقربي تفهمي…
ملاك بخوف:ابعد لو سمحت يا… دكتور جاد
جاد ابتسم باستهزاء و بعد، رجع يعوم تاني و سابها واقفه حاطه ايدها على صدرها
في الصعيد في قصر المحمدي
چنا كانت بتتكلم في الموبيل و هي متعصبة
جنا:يعني ايه يا كارم مسبهاش لحظة…
كارم:يعني زي ما بقولك كدا، من امبارح و هم سوا و دلوقتي قاعدين على البحر سوا
جنا بصوت واطي:كارم أنا عايزاه اخلص من البت دي باي شكل انا مش مستحملة وجودها قريب منه
كارم:طب اهدي بس انا عندي خطة تخليها تكتب نهايتها بايدها و على ايده
كارم بكره لجاد: يعني الحلوة دي هخليها تحط رأسه في الطين زي ما بيقولوا عندك في الصعيد…
جنا:عايزاه افهم ايه اللي في دماغك
كارم بكره:عايز اخد من جاد كل حاجة يا جنا و اظن دا هدفنا كلنا… و لو اتحقق مش هيبقى ليهم لازمة
جنا:اوكي بس تفهمني أنت في الساحل و لا باعت حد يراقبهم
كارم:لا انا في الساحل
جنا:تمام يبقى تفهمني بقا ناوي على ايه.
كارم:طب اسمعي بقا علشان نخلص…
على البحر
جاد لاحظ غضب ملاك و هي مش عارفة تبني قصر الرمال… قرب منها و قعد جانبها
و بدون اي كلمة مسك ايدها و بدا يبني القصر و هو قاعد وراها و ايده على ايدها و بيعملها تعمل ايه… ملاك رغم ارتباكها في البداية لكن مع الوقت بدأت تندمج معه و يبنوه سوا….
ملاك بسعادة:دا حلو اوي…
جاد ابتسم و قعد قصادها :بس يا خساره هتيجي المياة دلوقتي و تهده لان الحاجات الحلوة مش بتدوم مجرد كذبة بنصدقها علشان نفرح
ملاك :مش مهم لو اتهد نبنيه تاني علشان نفرح تاني حتى لو الفرحة دي مجرد كذبة…
جاد بصلها و سكت….
•تابع الفصل التالي "رواية صغيرة في قلب صعيدي " اضغط على اسم الرواية