رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية غرام العنقاء الفصل الثاني عشر 12
في أثناء سيره من الشارع الذي بجانبهم بالسيارة .. لمح حركة غير طبيعية لرجلان ومعهم فتاة يحاولان اذيتها ومضايقتها… الأمر كان مقتصر على مضايقة … حتى تمادوا لدرجة أن الفتاة حاولت ضرب شخص منهم وهي تحاول التملص منهم ..
ليرسل رسالة إلى مدير عمله بأنه سوف يتأخر قليلا وأنه سيركن السيارة بالشارع الجانبي القريب من الشركة
فنصحه نديم بالاتصال على الشرطة حتى لا يحدث له شيئ
شعر نديم بالقلق على سائقه … وعلى الفتاة التي لا يعرفها
ليخرج هو ويسير إلى الشارع الجانبي الذي وصفه له سائقه
ظلام الشارع لم يتبين من مظهرهم جيدا ولكن .. هي فتاة بريئة على اي حال !
حتى لو لم يعرفها … فهو سوف يدافع عنها
فمن الممكن أن تصبح اخته أو والدته في ذلك الموقف
لما لا يساعدها !
نزل من سيارة مديره قبل اقترابه … و سار من خلف السيارات الموجودة بالشارع الفارغ
ومع اقترابه لمح الفتاة جيدا … انها تعمل لدى مديره !
لم يشعر كيف انطلقت قدميه تسابق الريح حتى وصل إليهما فرفع قدمه ليضرب عصام بركلة أفقدته توازنه…
ليمسك صديق عصام السكين وهو يهدده أن يبتعد عنهم
فوصل في ذلك الوقت نديم ليدرك من بعيد أن الفتاة هي !
كاميليا !!
ليتجه بسرعة نحوهم
ليضربه بركلة هو الاخر فسقط السكين من يده بعيدا
ليضربه سائق نديم .. بينما ارتمى نديم على عصام يكيل له اللكمات معيدا تصميم وجهه نهائيا ، فيما كان الرجل الآخر يتشاجر مع السائق فضربه على معدته بقوة ليسقط السائق أرضا متألماً.. بينما الرجل صديق عصام امسك كاميليا من شعرها وهو يهدده أن يترك عصام قبل أن يحاول اذيتها… وضع نديم قدمه على معدة عصام … وبقدمه الأخرى حرك موضع السكين ..
فأمسك نديم السكين الملقي أرضا بجانبه وقبل أن يقترب من الرجل الاخر … في لمح البصر كان اختفى الرجل … هرب منه وترك كاميليا و ركض سريعا… فهو ليس معه اي سلاح… وكان دوره أن يساعده في أذى كاميليا .. وليس في اذيتها .. لأنه كان يريد أن ينتقم منها وحده فقط
بينما كاميليا كانت تبكي ودموعها تتساقط من رعب الموقف الخطير … ولكن هي ليست قادرة على أن تنهض وحدها … فسندت برأسها على الجدار خلفها وهي ترى ما يفعله به نديم .. لا تعلم من اين أتى ولا كيف حدث كل هذا
هي كانت ستضيع ؟؟؟؟
الأهم أنه هنا لينقذها
فعاد ليستكمل نديم ضربه بعصام عندما تأكد أنها تتحرك ولكن ضعيفة من هول الموقف فقط … فركله بعنف بمعدته … فصرخ عصام قائلا بتبرير:
– انا كنت باخد حقي منها عشان بسببها خطيبتي سابتني… لما هي ضربتني و سخنتها عليا …بسببها مش هتجوز الشهر الجاي بعد ما حجزت كل حاجة
صرخ به نديم بغضب :
– ما عندها حق برضو تسيبك … وهو ينفع بنت تتجوز بنت !!!
ثم أردف بعنف وهو ممسكا به :
– تصدق لو مكنتش خطيبتك سابتك… انا اللي كنت هخليها تسيبك بنفسي يا روح امك… عشان اعرفك ازاي تحاول تقرب من واحدة مالهاش ذنب يا حيوان …
صاح يصرخ بشدة مما يفعله به نديم فهو يعرف كيف يضربه تماماً… حتى صديقه الندل تركه وهرب :
– ابوس ايدك كفااااية مش هقرب منها خلاص
وعلى صوت صراخه نهض سائق نديم فالضربة اثار وجهها اختفى قليلا…ليطلب من نديم أن يتركه ولكن نديم شعر بالخوف عليه أن يأذيه مرة اخرى
وعلى صوت شجارهم
اقترب ثلاث رجال حوله في حين كانت كاميليا تبكي رعباً وحقيبتها ملقاة أرضا ً بجانبها ، أما هو فقد ظل ممسكا بعصام يضربه بضربات جعلته يستعطف ويرجو قدوم الشرطة علهم ينقذوه من نديم.
فتركه للرجال وسائقه؛ ليأخذ وعد منهم أن لا يهرب منهم قبل ذهابه للشرطة
بينما قام نديم يبحث عنها ليطمئن عليها قبل أن يقترب منها أحد ، كانت تبكي بشدة ودموعها تكاد تخنقها ، أراد أن يحميها ويعاتبها فهي من تسببت بكل ذلك وهو نصحها بعدم التدخل بأي شيء مرة أخرى ،انخلع قلبه لرؤيتها منكسرة ضعيفة ، وتمنى لو عاد ليكسر ذاك الغبي المتسبب في رعبها.
فأخذت ترتعش بضعف وخوف .. وعندما أحست بيدين تمسكان بها .. شهقت بذعر :
– انا مكنش قصدي … خليه يسيبني… ليه كلهم عايزين يأذوني ليييه
شعر بالذنب فهو من عرض عليها أن تعمل بالمساء كي تزود دخلها
سمعت صوته يقول لها بدفء :
– اهدي … انتي دلوقتي معايا محدش هيقرب منك خلاص…
ثم نظر أمامه ليجد الرجال وسائقه أخذوا عصام معهم بعيدا .. فوجدها تتابعه وهو يختفي برعب إلى أن اختفى تماما من أمامها ودموعها تتساقط من الخوف
ليمد يديه لتضع رأسها على ذراعه ممسكه به وهي تشهق ببكاء وهو يحاول تهدئتها من حالتها تلك ..
إلا أنها همست بصوت مرتعش بانهيار وهي تمسك طرفي البلوزة الممزقة من الاعلى
– انا مش عايزاه يضربني لأ.. هو قالي هيدمرني …
أحس بشيء يغزو صدره .. شيء بالحزن والتأنيب على حالها
أحس بها ضعيفة جدا في ذلك الوقت… جعل عدم الارتياح يهاجمه، ليربت على وجنتها وهو يحاول تهدئتها:
– كاميليا
نظرت له بضعف بعينيها الرمادية…ولكنها كانت منهارة بشدة
لم يستطع حينها الصمود ليسحبها بقوة وهو يضمها الى صدره القوي .. مما جعل الدفء والامان ينتشر لديها…فشعر بها تسقط منه
فكان رد فعله فورياً
دس يده خلف ظهرها ليسحبها بقوة وهو يضمها الى صدره القوي .. مما جعل الدفء والامان ينتشر لديها…
فتغلغت رائحة ناعمة بين أنفاسه عندما اقتربت منه
رائحة تشبه الكراميل..
تصلب جسده.. من قربها ذاك وحالتها تلك ولكنه يريد تهدئتها فقط … فقط
سمعت صوته يقول بنبرة حاسمة برقة :
– محدش هيقدر يمد أيده عليكي ابدا… ولا حد هيقدر يأذيكي طول مانا موجود
لتنهار بالبكاء أكثر وكأنها تذكرت كل شيء في تلك اللحظة … تذكرت طليقها وما فعله بها.. وعنفه معها
زفر نديم بعتاب وغضب كل ما يتذكر ان هذا القذر كان على وشك تدميرها واذيتها :
– لييه… ليه يا كاميليا عملتي كده … كان ممكن يأذيكي … انا نبهت عليكي مكنتيش تدخلي بينه وبين خطيبته تاني… كنتي سيبيهم يتجوزوا ولا يولعوا ببعض
بينما كانت عينيها تدمعان لما تجده من حنان بين يديه ، وهو يضمها الى صدره العريض ، يريد ان يمسح عنها كل الأحزان
اغلقت كاميليا عينيها بضعف وهي تحاول أن تنسى ما حدث:
– هو قالي انه كان هيدمرني … انا خايفة .. خاااايفة
أدركت مدى قربها منه .. لتبعدت عنه اخيرا بقوة وقلبها ينبض بعنف.. مشاعر متضاربة وغريبة عليها … تنفست بسرعة وهي تداري خجلها وضعفها… وهي تأنب نفسها
وتدفعه بشدة وهي تصيح به بضعف:
– انت ازاي تقرب كده !!!
– انا اسف…كنتي هتقعي ومنهارة
فهمست بحدة:
– انا لازم اروح اتأخرت
منعها بصوته الحازم :
– مش هينفع … مش هينفع اسيبك تروحي لوحدك بالحالة دي !!! انا هوصلك..
هزت رأسها برفض:
– مينفعش اركب معاك يا مستر نديم
اخذ حقيبتها الملقاة أرضا وهو يناولها إياها قائلا بحزم :
– وينفع اسيبك في الحالة دي !!! متنسيش أن صاحبه هرب ومضمنش يكون مستنيكي ولا حاجة
شعرت أن معه حق فمظهرها رهيب بتلك الحالة .. لتجده يبعد خصلات شعرها عن وجهها .. ينظر الى عنقها فلم يجد أي آثار عليها..
الخوف الظاهر في عينيه لأول مرة تراه في رجل ! غير جدها واخيها
لأول مرة تشعر بهذا الامان
لتجده يتنفس بهدوء قائلا باطمئنان:
– انتي دلوقتي بقيتي في امان.. والحمدلله محصلش حاجة .. الحمدلله عدت على خير
صمتت .. ليسألها بتوجس :
– انتي كويسة ؟؟ تحبي نروح مستشفى ؟
– لااا… ماما هتخاف عليا و…
– خلاص بلاش … ممكن نروح صيدلية قريبة بس نجيب حاجات
سحبها من يدها بدون تفكير لتركب بجانبه في سيارته .. وبعد مدة قصيرة تركها ونزل عند صيدلية قريبة
ليهمس بهدوء:
-خليكي هنا … هنزل اجيب الحاجات .. وارجعلك
أمسكت كاميليا ذراعه بقوة قائلة بتوتر:
– لاااا.. خليك … هو هيرجع …
بينما هو شعر بالتأثر !
ما الذي أصابه؟
حتى لو كانت كاميليا فتاة جميلة
فهو رأى الاجمل…
هي بالنسبة له مجرد موظفة لديه
لا معنى ابدا لذلك التأثير الذي شعر به تجاهها ابدا…فهز رأسه متجاهلا أفكاره
همس نديم بنفي قاطع :
– والله ما هيقدر يرجع وانا معاكي .. متخافيش.. مش هتأخر
نزل من السيارة ودلف إلى الصيدلية وأحضر معه بعض الاشياء … ومن ثم ذهب إلى الماركت القريب ليحضر لها أشياء بسيطة تأكلها ومياه ومشروب
ركب بجانبها في السيارة … ليمسح وجهها بالمنديل من أثر الدم بجانب فمها .. الحقير صفعته كانت قوية على وجهها …
بعد انتهاء نديم من اهتمامه بها … ناولها حقيبة ورقية من الصيدلية بها بعض الكريمات التي تساعد على تهدئة وجهها بسرعة الاحمر من أثر الضرب.. ومن ثم ناولها بعض الاشياء التي جلبها من الماركت لكي تأكلهم
شعرت بالحزن على حالتها تلك قائلة وكأنها تعاتب شخص ما:
– ليه كده … انا كنت نسيت… كنت حاولت انسى ليييه حاول يعمل فيا كده
سألها نديم بتوجس:
– هو حاول يقرب منك قبل كده !!!
هزت رأسها بنفي بقوة:
– لا لااا اول مرة
– اومال تقصدي ايه؟
نظرت إلى الجهة الأخرى قائلة وهي تغير الموضوع:
– انا عايزة اروح…
زفر نديم بحدة :
– مش هينفع تروحي بالمنظر ده خالص قولتلك
همست إليه بإندفاع:
– ماله منظري ؟؟ وحش ؟؟
قاطعها نديم:
– لا طبعا شكلك حلو .. بس مينفعش عشان هدومك دي
ليصمت قليلا وهو ينظر لها متجاهلا النظر إلى ملابسها تلك!
البلوزة الشتوية ممزقة من الاعلى فقط ومن حسن حظها أنها ترتدي “توب” أسفلها ولكن يكشف بداية صدرها من الاعلى قليلا..
نظرت إلى نفسها بالمرآة الخاصة بالسيارة لتحاول أن تضع لمسات من المكياج يداري قليلا حتى لا تكشفها والدتها وتقلق عليها
بالتأكيد ستحكي لأختها وزوج اختها ما حدث ولكن والدتها ستقلق عليها كثيرا وممكن أن تحبسها بالمنزل !
انتهت اخيرا بتعديل مكياجها الرقيق ووضعت بعض الاشياء كي تخفي قليلا من أثر الصفعات
رمقت نفسها بالمرآة نظرة أخيرة وهي تعدل من شعرها بينما هو يتابعها بصمت فكانت تبدو جميلة
جميلة جداً .. حتى المرآة تودٌ تقبيلها.
كان يتجاهل النظر إليها في تلك اللحظة .. فمظهرها مغري لأقصى درجة حتى وهي بتلك الحالة..
يا الهي ماهذا الجسد الجميل الذي تملكه ؟
لتجده يفك ازرار سترته بسرعة .. ويبدأ بخلعه
اتسعت عيناها بذهول وتوتر وهي تسأله:
– انت.. انت هتعمل ايه ؟
ناولها سترة البدلة خاصته :
– البسي ده
يا الهي أنه جريء ليفعل ذلك في الشارع .. ولكن لا احد يستطيع ان يراهم فزجاج السيارة داكن عازل للرؤية من الخارج … بينما هو كان يرتدي قميص ابيض تحت السترة يأخذ شكل جسده محددا إياه.. فهو يمتلك جسد رياضي منحوت … وعضلات ذراعيه منحوتة وخصره نحيف مقارنة بكتفيه العريضة
ما هذه الوسامة !
لتجده يرتدي يرفع أكمام القميص عند ثلث ذراعه
رمقته كاميليا بتحذير وهي تضع السترة أمامها :
– ماتبصش هااه
نظر لها نديم ببراءة مدافعا عن نفسه وهو ينظر إلى الجهة الأخرى:
– انتي كده كده هتلبسي الجاكيت فوق الهدوم اصلا !
امسكت بسترته الذي وضعها امامها ، ثم وضعت يديها على البلوزة الممزقة من أعلى التي ترتديها .. ارتدت سترته وهي تغلق ازراره.. فوجدته طويل جدا عليها … فهو اطول منها بكثير بالرغم من أنها متوسطة الطول.. فقامت بـ عكس الطرفين و إدخال جزء منه في سروالها
بينما هو بدأ في القيادة متحركاً
احمر وجهها بخجل وهي تستوعب منظرها امامه هكذا فهي ترتدي سترة مديرها بها رائحة رجولية مميزة من الواضح أنها غالية الثمن
ابتسم لها مبددًا خجلها .. لينتبه إلى باقي السترة فهي أخفته بداخل سروالها .. قطب حاجبيه بعبوس قائلا :
– مش قولت بلاش الحركة دي تتعمل
زفرت بغيظ:
– بس هو كبير اوي عليا
تحدث بهمس، و كأنه يخبرها بأنه على الوشك القيام بشيء شقي سيزعجها :
– رجعيه زي الاول يا كاميليا ! بدل ما ارجعه انا بنفسي
طرفت بعينيها ونظرت إليه بحيرة وانزعاج من نبرته الآمرة !!
فزفرت وهي تخرجه من سروالها بضيق:
– يوووه…شايف اصلا هو كبير اوي عليا ازاي .. وبعدين .. انا مش عارفة هقول لماما ايه اصلا … و الناس اللي في الشارع الفضوليين!
اقترب منها قائلا بنبرة رجولية خشنة:
-ومين قالك ان انا هسيبك تروحي كده اصلا !
ليقف بالسيارة فجأة أمام محل ملابس شهير قائلا بحزم :
– انزلي يا كاميليا
تساءلت بحيرة:
– ايه ؟؟
اتسعت عيناها بدهشة وهي تراه يفتح باب السيارة.. قائلا :
– هنشتري جاكيت وبلوزة جديدة من المحل ده عشان بلوزتك اللي الكلب ده قطعهالك.. يلا انزلي
حدجته بنظرة مستغربة لعدة لحظات ثم سألته بتفكه:
-المحل ده يا فندم !
-ماله ده؟
حدقت فيه بملامح ذاهلة:
-ماله ده ايه.. ده انا لما بعدي من جنبه بطلع الكريديت بشوفها نقصت ولا لأ
ضحك نديم… ليشاور لها تنزل من السيارة .. فهزت رأسها برفض :
– بس المكان ده غالي اوي.. انا اه بشتري لبس حلو وشيك ومعظمهم براند بس مش لدرجة المكان ده..
رفع أكتافه بهزة بسيطة :
– مفيش حاجة غالية عليكي … وغير كده انتي ملكيش دعوة بحسابها اصلا … انا اللي هجيبهالك
ثم أطلق زفرة عميقة جداً :
– يلا انزلي يا كاميليا بلاش عِند … هترجعي البيت ازاي بالبليزر بتاعي كبير عليكي ! وغير كده هو رجالي .. يعني اكيد هيسألوكي ده بليزر مين ولا ايه !
لتنزل معه كاميليا بإحراج من تصميمه .. فاختار لها بلوزة وجاكيت بسعر غال جدا … وغيرت ملابسها وأعطته سترته الذي اختلط برائحتها المميزة بعطر الكراميل مع رائحته الرجولية المميزة
بعد مرور أقل من ساعة كان نديم أوصلها إلى الشارع الخارجي لعنوانها حتى لا يراه أحد معها ويفهم خطأ
همست كاميليا بابتسامة:
– انا مش عارفة اشكرك ازاي على كل اللي انت عملته معايا النهاردة
ثم اردفت بامتنان:
– شكرا انك كنت موجود
ابتسم نديم :
– أنا معملتش حاجة … ده اللي اي حد لازم يعمله
– لا مش اي حد كان هيعمل كده … كله بيخاف..
نديم متذكرا :
– كاميليا متنزليش بكرة … عشان انتي مروحة متأخر وغير كده يكون وشك هدي شوية من اللي الحيوان ده عملوا فيكي.. اعتبري بكرة اجازة ليكي من غير اي خصم
– شكرا يا مستر نديم
نديم برجاء منبهاً اياها:
– خلي بالك من نفسك يا كاميليا … بلاش تتهوري تاني وتدخلي نفسك في مشكلة مع حد.. اديكي شوفتي كان المجرم ده ممكن يعمل فيكي ايه
اومأت بتأكيد:
– حاضر
__________
دلفت كاميليا شقة والدها..
كانت الأضواء مغلقة في الصالة، لكن التليفزيون مفتوح، “صفاء” ام “كاميليا” تجلس على الأريكة وكأنها تغالب النعاس..
لتفتح كاميليا باب الشقة وتدخل.. فنهضت صفاء وهي تضيء النور
همست كاميليا بتوتر :
– مساء الخير يا ماما
صفاء بتهكم:
– نقول صباح الخير يا ماما بقى .. ده الساعة وصلت 12 ! وانتي لسه مرجعتيش
كاميليا بتبرير:
– مانا قولتلك اني هشتغل النهاردة شيفت مسائي
صفاء بغيظ:
– للساعة 12 يا كاميليا !! شغل ايه ده اللي يقعد لنص الليل..
كاميليا محاولة السيطرة على نفسها حتى تتمالك أعصابها أمام امها هي لا تريد أن تعرف ما حدث لها :
– هيقولوا واحدة بتشتغل وظروف الشغل اخرتها شوية
صاحت امها بغيظ:
-انتي عايزة سيرتك تبقى على كل لسان ! عايزة الناس تقول عليكي ايه …
كاميليا تكاد تنفجر فوالدتها تربط كل حياتها بالناس :
– ماما انا تعبانة ومش قادرة اتكلم.. لو سمحتي انا عايزة انام.. والصبح نبقى نتكلم
قاطعتها امها بلهجة حاسمة عندما لفت انتباهها شيء هام :
– لا هتتكلمي … وبعدين !
نظرت لها بصدمة فكاميليا قد غيرت ما ترتديه وبيدها حقيبة ورقية لإحدى المحلات أصحاب الماركات الشهيرة :
-ايه ده استني هنا.. انتي مكنتيش لابسة كده وانتي نازلة .. غيرتي هدومك دي ازاي .. ولبس مين ده اصلا ؟؟؟؟
تلعثمت كاميليا بالكلام :
– دول يا ماما … لبس جديد عادي
هتفت امها “صفاء” بنبرة ساخرة:
– اوعي تقولي اشتريتهم.. دول اكيد تمنهم غالي اوي …
صمتت كاميليا.. لا تريد أن تكذب عليا وبنفس الوقت لا تريد أن تقلقها
اخذت منها الحقيبة الورقية التي بيدها فجأة :
-وريني الشنطة اللي في ايدك دي كده؟
صاحت كاميليا باعتراض:
– يا ماما انتي بتعملي ايه ؟؟؟
شهقت امها بصدمة وهي تفتح الحقيبة وترى ما بها :
-يلهوي .. ايه اللي قطع بلوزتك كده وايه الدم اللي عليها ده … ردي
هتفت كاميليا بحنق وعلى ملامحها السهر والإرهاق:
– طيب انا كنت هحكيلك بس ممكن تهدي وتوطي صوتك … كمال وجدو ودانا نايمين
همست برعب:
– فهميني ايه ده ؟؟؟ انتي حصلك حاجة ؟؟؟
هزت رأسها بنفي:
– كان هيحصل بس…
لتقص على والدتها كل شيء حدث … هي منذ طلاقها وهي تحكي لها كل ما يحدث معها … فدمعت عيناها وهي تقبلها وتحضنها وتطمئن ان ابنتها بخير..
لتقطب حاجبيها بإنزعاج متذكرة:
– انتي ازاي تقبلي تاخدي حاجة من حد ؟؟؟
كاميليا بتبرير:
– والله يا ماما معرفتش اتصرف ازاي… خوفت ارجع بالقميص بتاعه الناس تشك فيا وتستغرب وهيبقى تصرف غلط.. ولو رجعت ببلوزتي المقطوعة مش هينفع حتى امشي بيها في الشارع.. مكنش قدامي حل غير كده
صاحت امها بغضب :
– ولما تقبلي تاخدي منه لبس جديد كده اللي صح ؟؟ ده بيغريكي يا غبية .. طمعان فيكي عشان بقيتي…
قاطعتها كاميليا بضيق:
– مااااما.. كفاية ارجوكي… كفاية تقوليلي كلمة مطلقة دي
– اسمعي يا بنتي… لو كنتي فاكرة لما حد كان بيعجب بيكي زمان وانتي لسه آنسة.. ف دلوقتي الدور اتعكس
– مش فاهمة قصدك
هتفت والدتها بتحذير:
– فرص الارتباط بالمطلقة اكتر من الآنسة..لكن مين بقى اللي هيكمل !
نفت كاميليا بقوة :
– ومين قالك اني ممكن ارتبط اصلا بحد !؟ هو بعد اللي شوفته من الزفت سامح ده ممكن افكر في راجل تاني ولو حتى كجواز..
لا يا ماما… انا خلاص رميت طوبة الرجالة دي من زمان..
– قوليلي تمن الهدوم دي كام و انا اكملك عليهم وياخدهم … بس ده بعد ما تقدمي استقالتك
زفرت كاميليا مدافعة عن نديم :
– انتي بتقولي ايه يا ماما .. كل ده عشان حكيتلك اللي مديري عملوا معايا … الراجل كتر خيره ولا قال ارتباط ولا كلام من ده
صاحت امها بخوف وهي تأخذ ابنتها في حضنها :
– حتى لو نيته كويسة … انا مش بتكلم عليه … انا بتكلم عن اللي حصلك…انتي كنتي هتودي نفسك في داهية … كان ممكن يدبحوكي و يرموكي والله اعلم هيعملوا ايه تاني … ده ربنا سترها معاكي
تمتمت كاميليا لوالدتها:
– بس الحمدلله ربنا سترها وعدت على خير .. ايه لازمتها اقدم استقالتي واسيب الشغل.. انتي عارفة اني لقيته بصعوبة.. وبعدين الناس خدوه واتضرب واكيد اتأدب ومش هيتعرضلي تاني
قاطعتها صفاء بحدة مبالغة:
– وانا هستنى أما يحصلك حاجة ؟؟؟
لا يا كاميليا.. شيل ده من ده يا بنتي … في داهية الشغل .. الشغل يتعوض .. كل حاجة تتعوض الا انتي
كاميليا باعتراض:
– حرام عليكي يا ماما … ومصاريف دانا و مصاريفي… انتي عارفة اني مقدرش مشتغلش
عاتبتها صفاء قائلة :
– دوري تاني وتالت بس حاجة تكون جنبنا… حاجة بعيد عن الشغل ده … انا مش عارفة عقلك كان فين وانتي بتضربي الراجل ده بالجزمة يا كاميليا… لتكوني فاكراه سامج الكلب
ضحكت كاميليا:
– والله هو سامج فعلا انتي مبتكدبيش
ثم اردفت بحزن:
-بس لا يا ماما أنا شوفت البنت كأنها انا … خوفت يحصلها زي اللي حصلي
قاطعتها امها بلهجة حاسمة:
– واهو جه على دماغك… شوفتي .. عشان تبطلي تدخلي نفسك في حاجة متخصكيش… من بكرة تكلمي صاحبتك نسمة وتبلغيها انك هتسيبي الشغل وهي تبلغ المديرين بتوعك لو انتي مكسوفة تكلميهم … انا معنديش اغلى منك… وشوية كده الدنيا تهدى تدوري على شغل قريب من البيت … ان شاء الله حتى لو ترجعي تشتغلي كول سنتر تاني …
همهمت باعتراض:
– يا ماما مش هينفع.. انا تعبت عشان الاقي الشغل ده
لتتنهد امها بحزن وخوف ممزوج بحنية :
-وانا تعبت عشانك… ومعنديش استعداد اخسرك… عشان حتة شغل هيتعوض ولا عشان راجل زي طليقك الواطي اللي لو كنتي كملتي معاه كان ممكن يموتك… خلاص يا كاميليا… ولو اتكلمتي تاني هقولك مفيش شغل خالص و خلي دانا تروح حضانة عادية يا بنتي ومعاش ابوكي وانا وجدك ونساعد معاكي وخلاص….
– بس يا ماما…
بصوت غاضب صرخت أمها:
– مش عايزة مناقشة… بكرة الصبح تتصلي بصاحبتك وتبلغيها الخبر
تركتها كاميليا لتذهب إلى غرفتها بحزن.. فوالدتها صممت تماماً
لتهمس امها لنفسها بحزن بعد دخول ابنتها غرفتها:
– متزعليش مني يا كاميليا انا خايفة عليكي.. الدنيا بقت وحشة اوي
بعد مرور يومين
اتصلت كاميليا على نسمة صديقتها لتخبرها بأنها ستترك عملها بدون اي أسباب … و وصتها بأخبار وحيد ونديم بقرارها
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غرام العنقاء ) اسم الرواية