رواية عيناي لا ترى الضوء كاملة بقلم هدير محمد عبر مدونة دليل الورايات
رواية عيناي لا ترى الضوء الفصل الثالث عشر 13
‘ و ايه المشكلة برضو ؟
– المشكلة في اسمها…
‘ اسمها ستاير ولا ايه ؟
– ياريت لو كده…
‘ اوماال ايه ؟
– اكتشفت انها تبقا اخت جوزك اللي أنا خا*طفه…
فتحت أيلين بوقها مترين و سكتت…
– كنت عارف إن دي هتبقى ردت فعلك… بس اعمل ايه أنا لسه عارف النهاردة انها تبقا اخته…
‘ أنت حاطط عينك على رهف… ده سليم هيعمل منك بطاطس محمرة…
– أنا مش فاهم ليه هيعمل مني بطاطس محمرة… اعتقد دي حاجة وحشة… صح ؟
‘ أكيد طبعا وحشة… يعني أنت خا*طف اخوها و ليك عين تتكلم !
– هسيبه والله و أنا مسامح على الضر*بة… بس ساعديني…
‘ اساعدك ازاي ؟
– بصي لما اجازة محمد تخلص و يسافر تاني أنا هسافر معاه لاني بقالي فترة هنا… فاضل من اجازة محمد 20 يوم… يعني فاضل 20 يوم بس و همشي… فأنا عايز في الأيام اللي باقية دي سليم يعرف إني عايز اتجوز اخته… يعني انتي مرات سليم… أكيد ليكي كلمة عليه… عايزك تديه مقدمة إن فيه واحد هيتقدم لاخته…
‘ و لما يسألني مين… اقول ايه ؟
– لا لا متقوليش لغاية ما أنا اظهرله بنفسي…
‘ و لما تظهر… هل هيوافق بعد اللي عملته معاه ده ؟
– يا ربي أنا عملت ايه… والله محدش لمسه أنا رابطه في الكرسي بس…
‘ برضو مش هيعديهالك…
– طب قوليلي اعمل ايه… اخليه ازاي راضي عني و يوافق عليا…
‘ اممم… بُص دي سيبها عليا… أنت تسيبه دلوقتي و أنا هكلمه بطريقتي…
– بجد ؟
‘ آه والله… يلا وديني عندهم…
– ماشي تعالي….
* ما تقولي يا سليم… ايه آثار التعويرة اللي في ايدك دي…
” دي من زمان أوي… أمي الله يرحمها كانت بتغسل السلم بخرطوم المية… طلعت من اوضتي بجري… روحت اتزحلقت وقعت من السلم و اتخبطت ايدي في سِن الباب…
* صعبة دي…
” أيام الشقاوة و كده…
* اقولك حاجة و تخليها سِر ما بينا ؟
” متقلقش هتفضل سِر هاا قول ؟
* أنا فاكر لما كنت صغير أنا و أيلين… كان عليها امتحان في المدرسة و قاعدة بتذاكر في امان الله و قافلة الباب عشان ملعبش معاها… روحت اتعصبت منها… كانت سايبة شنطتها في الصالة… فتحتها و اخدت الكشكول بتاعها و خبيته… تاني يوم جات تعيط لأن المُدرسة زعقتلها جامد و خصمت منها 3 درجات… المهم أيلين متعرفش لغاية دلوقتي إن أنا خبيت الكشكول…
” يا ك*لب… أنت تخلي المُدرسة تزعق لمراتي و تزعلها… اتفووو على دي اخوة… تعرف لو مكنتش مربوط كنت هقوملك… ده أنت عيل نطع…
* المهم اوعى تقول لأيلين…
” ده أنا هقولها أول ما اشوفها…
* أنا غلطان إن أنا آمنتلك أنت… كان فين عقلي لما وافقت إنك تبقا زوج اختي…
” مش هتلاقي أحلى مني لأيلين اصلا…
* يلهوي على الثقة…
ضحك سليم… دخل إلهان و أيلين… سليم أول ما شاف إلهان ضحكته اختفت و ظهر عليه غضب
– معلش طولت عليكم…
” اخدت أيلين ليه ؟!
– روحنا أكلنا في المطعم…
” اممم… ايه يا أيلين… الأكل كان حلو ولا ايه ؟
‘ كان عادي…
” طب ما تروحوا مطعم تاني… مطعم رومانسي مثلا…
ضحك إلهان و قال
– يا سليم أنا اصلا مش رومانسي… بعدين انت ومحمد كانت حالتكم محتاجة تربية بجد… اتربيتوا ولا لسه ؟
* اتربينا طبعا ده احنا اتصاحبنا كمان… أول مرة اعرف ان سليم دمه خفيف… الرجل اللي واقف بره اللي تبع رجالتك ده… سليم زهقه في عيشته…
‘ انتوا بجد اتصالحتوا ؟!
” اه والله… ايه الغيبة دي أيلين ؟ لو عايزين شهود على جوازكم قوليلي… ما أنا كيس جوافة هنا…
ضحك إلهان و أيلين كذلك… قال الهان لأيلين بصوت واطي
– جوزك مش طايقني… هفتح معاه ازاي حوار اخته ؟
‘ قولتلك سيب ده عليا…
– ماشي…
” بتقولوا ايه انتوا الاتنين ؟ ايه يا أيلين… انتي بعتي جوزك بالسهولة دي ؟
‘ فيه ايه يا سليم ؟
” فيه إنك انتي و الصا*يع الأمريكاني ده ناويين تجيبوا اجلي… بعدين خُد هنا يا إلهان… ملقتش غير مراتي يعني ؟ انت بتعمل ليه زي الستات الحرابىء اللي بتحط عينها على الراجل المتجوز… جاي تحط عينك على وحدة متجوزة ؟ شكلك ناوي تدفن نفسك بدري أوي…
ضحك إلهان و قرب منه و فَك الحبل
– طب لو أنا فعلا كنت ناوي على حاجة مع مراتك… هجيبهالك ليه و اجي افُكك بنفسب ؟
قام سليم و مسكه من هدومه و قال بعصبية
” فَكر بس مجرد تفكير و هتشوف هعمل فيك ايه… لتكون فاكر إني كيوت… يااض ده أنا تربية شوارع اصلا…
– يا عم ما تهدى…
” لو قربت من مراتي تاني هقت*لك !! والله محدش هيرحمك مني… مراتي و أي حد يخُصني تبعد عنه… لو فكرت تقرب منها أو من حد غيرها تبعي… هحفر قبرك بإيدي !!
هنا إلهان أدرك إن سليم مستحيل يوافق على جوازه من اخته…
– طب اهدى و نتكلم…
زقه سليم و قال
” أنا على آخر الزمن اتكلم معاك أنت ؟ تبقا عبيط لو فكرت إني هبقا زي محمد الاهبل و اصاحبك… او احط ايدي في ايدك في يوم من الأيام…
* طب و أنا مالي… بتغلط فيا ليه دلوقتي ؟
أيلين مقدرتش تمسك نفسها و ضحكت… سليم بصلها بطرف عينه راحت سكتت… أيلين فُكت الحبل لأخوها و قالت
‘ إلحق سليم قبل ما يعمل مصيبة !
* خلاص يا سليم… اهي مراتك قدامك… والله إلهان طيب…
– ايوة قوله إني طيب… أنا آسف على سوء التفاهم اللي حصل ما بينا ده…
” سوء تفاهم ؟! بقولك ايه أنت تخرس احسن بدل ما اقط*ع لسانك ده…
– حاضر خرست اهو…
‘ طب يلا نمشي…
وقفت أيلين في النص بين اخوها و جوزها و كلبشت ايديهم و قالت
‘ اعزمكم على آيس كريم على حسابي ؟
* ماشي أنا موافق…
سليم نفخ بضيق و قال
” ماشي…
ابتسموا لبعض بحُب و مشيوا…
– طب و أنا ؟ مش هتاخدوني معاكم أكل آيس كريم ؟ و اتنسيت كأني ما جيت… بس والله لوريك يا سليم… و اختك هتبقا مراتي…
روحنا أكلنا آيس كريم سوا و اتبسطنا شوية… و بعد ما خلصنا قعدتنا… سليم طلب مني ارجع معاه و رجعت بموافقة من محمد…
سليم كان لسه مضايق من إلهان جامد… دخل ياخد دُش… خلص و جالها الأوضة… كانت واقفة بتاخد بيجامة ليها و بترتب الهدوم… محستش أنه دخل…
” أيلين أنا عايز اتكلم معاكي شوية…
لفتله و قولت
‘ اتكلم…
” طب غيري هدومك الأول…
مشي… مش عارفة بس حساه حزين كده… غيرت هدومي… خبط و دخل الأوضة… قرب مني و قال
” أيلين… محمد كلمك و قالك كل حاجة في حوار رغد صح ؟
‘ آه…
” صدقتي إني مخو*نتكيش ؟
‘ آه بس…
” بصي يا أيلين… كل المشاكل اللي حصلت في جوازنا خلتني اعرف يعني ايه جواز… خلتني اعرف قيمتك… خلتني احبك أكتر و اخاف حد ياخدك مني… خلتني اخاف من إني اك*سر قلبك… أنا مش هقولك إني مش اتجوزتك بإرادتي ولا هقولك إني مكنتش بحبك في الأول… دلوقتي كل حاجة اتغيرت… أنا ذات نفسي اتغيرت… مشاعري ناحيتك اتغيرت ( مسك ايدها و حطها على قلبه ) حاسه بدقاته ؟ أنا قلبي بقا بيدق كده من أول ما حبيتك… من أول ما بقيت مش بقدر اشيل عيوني من عليكي… انتي متعرفيش حاجة عن اللي كنت بحسه لما بتبعدي عني… قلبي و*جعني أوي…
كانت عيونه بتدمع وهو بيتكلم…
” أنا عارف إني ظلمتك ظُلم كبير و صعب… هيفضل مأثر فيكي لفترة كبيرة… اوعدك إني هصلح كل ده… هنسيكي كل كلمة وحشة قولتها عليكي… النهاردة عيد جوازنا… عدت سنة و احنا متجوزين… كانت كلها مشاكل و و*جع و مش عايز تتكرر تاني… بكره أول يوم في سنة جديدة لجوازنا… عايزها تكون بداية جوزانا الحقيقي… عايزها تكون بداية حقيقية ل حُبنا… أنا عارف إنك محتاجة وقت عشان تثقي فيا و تصدقي كلامي ده… و تصدقي إني بحبك بجد… أنا هديكي كل الوقت اللي تحتاجيه… و مش هقربلك ولا انام اجمبك غير و انتي مسمحاني و تبقي ناسية كل القر*ف اللي عملته…( لمس بإيده على خدها ) خُدي وقتك و فكري كويس حتى لو اخدتي سنتين أو أكتر… أنا مش مستعجل على أي حاجة… المهم تبقا النتيجة إنك تصدقيني و ترجعي تثقي فيا… و تقدري تحبيني زي ما أنا بحبك…
كانت أيلين بصاله و بتعيط و ساكتة… مسح دموعها بإيده… كان بيعيط هو كمان… أيلين مسحت دموعه بإيدها و قالت
‘ يعني مش هتشُك فيا تاني ؟
” كان غباء مني أني اشُك في اخلاقك… انتي انضف حد قابلته في حياتي و مش عايز غيرك تبقي معايا… أنا واثق فيكي و مش هثق في حد غيرك انتي… ياريت انتي كمان تبدأي تثقي فيا… بس لما تشوفي بعيونك الحلوين دول إني اتغيرت في افعالي بجد… مش عايزك تسمعي كلام و خلاص… هتشوفي بنفسك إني اتغيرت بجد… مش هزعلك تاني… دموعك مش هتنزل بسببي تاني… هحطك جوه قلبي و اقفل عليكي… و مش هسمح لحد يأذ*يكي حتى لو كنت أنا… أنا آسف… آسف على كل اللي عملته معاكي… ياريت تقدري تسامحيني و متسبنيش تاني… بحبك يا أيلين…
حضنها بقوة… خباها بين ضلوعه و ضمها له و بيلمس على شعرها و بيعيط… أيلين بادلته الحضن… فضلوا حاضنين بعض يجي ربع ساعة…
” هتنامي ولا هتعملي ايه ؟
‘ هنام…
” طب يلا تعالي…
اخدها سليم و نميمها على السرير و غطاها…
” عايزة حاجة اجبهالك ؟
‘ لا…
” تصبحي على خير…
قفل سليم نور الأباجورة… لسه هيمشي أيلين مسكت ايده و قال
‘ استنى… أنت رايح فين ؟
” هنام مكاني…
‘ في الأوضة التانية ؟
” آه…
‘ لا متروحش… خليك هنا…
” مش عايز اضايقك…
‘ بُص يعني أنا مش بعرف أنام لوحدي… خليك هنا…
” بس وعدت نفسي يا أيلين إني مش هقربلك غير لما تبقى واثقة فيا و مطمنة إني مش هخذلك تاني…
‘ ماشي بس أنا مش حابة أنام لوحدى… السرير كبير… هنحط مخدة في النص و نام…
” امممم… مبحبش الحواحز اللي بتبعدني عنك… طب بصي هنام على الكنبة…
‘ هتعرف تنام عليها ؟
” آه… متقلقيش…
أخد سليم مخدة و مشي… نام على الكنبة… أيلين إلتفتله و قالت
‘ متأكد إنك مرتاح ؟
” هو انتي خايفة عليا ؟
‘ اه طبعا…
قالتها أيلين بتلقائية و سليم ابتسم بحُب و قال
” ما أنا مش بحبك من فراغ يعني…
اتكسفت أيلين و بصت للسقف… ضحك و قالها
” بقولك صح قبل ما انسى… بابا اتصل عليا من شوية و عازمنا على العشاء عنده بكره…
‘ ليه ؟
” عشان وحشناه… و بيقولي فيه حاجة كده هيقولنا عليها لما نيجي…
‘ ماشي نروح… يلا تصبح على خير…
” و انت من أهله يا روحي…
غمض سليم عيونه و راح في النوم… أيلين كانت بتفكر و تقول
‘ حاجة ايه اللي عايزنا فيها بكره… معقولة إلهان راح كلمه على رهف ؟طب هو وافق ؟ طب ايه هيكون رد فعل سليم لما يعرف ؟ ده أنا لسه مقولتش حاجة عن الحوار ده ل سليم ؟! إن شاء الله تكون عزومة عادية و إلهان يصبر لغاية ما أنا اكلمه…
تاني يوم…….
كانت أيلين في الحمام بتغسل سنانها…
” مصحتنيش ليه ؟
‘ لقيتك غرقان في النوم ف قولت اسيبك شوية كمان…
” الساعة وصلت 2 الضهر… كنتي صحتيني…
‘ هو أنت وراك حاجة ؟
” لا بس مش بحب اصحى متأخر…
‘ خلاص المرة الجاية ابقا اصحيك…
” بتعملي ايه ؟
‘ كنت بغسل سناني… يلا أنت اغسل وشك اكون حضرت الفطار…
” فطار ايه اللي تحضريه ؟ انا هحضر الفطار…
‘ والله براحتك مش هعترض خاالص…
ضحك سليم… أيلين خرجت و سابته… غسل سليم وشه و خرج راح على المطبخ و بدأ يحضر الفطار…
‘ اساعدك في حاجة ؟
” اه صح ده أنا نسيتك…
و بحركة سريعة شالها و حطها على الرخام
” خليكي قاعدة كده عشان تتفرجي على مهاراتي…
‘ وريني شطارتك…
هزروا مع بعض و رغوا كتير… أيلين كانت مبسوطة… أول مرة تحس من قلبها انها تهِم سليم بجد… نظراته ليها و كلامه ليها و ابتسامته لما يشوفها و ضحكته… كلها حاجات بسيطة قِدرت تخلي أيلين تغير رأيها في سليم… كلنا بنغلط و كلنا بنندم… مفيش غلطة مش بتغتفر ولا بتتصلح غير لما نتغير… غلطة سليم كبيرة بس أنه يصلح من نفسه عشان يكسب قلبها دي حاجة كبيرة برضو…
في الليل……
” بكر*ه نفسي و العربية لما الإشارة تقف كده…
‘ شوية و تفتح…
” شوية ايه… بقالنا ربع على نفس الطريق… تقريبا فيه اتنين بيتخانقوا و معطلين الناس كلها… الله أكبرررر… فتحت اهي…
‘ ده انت قفلت الإمتحان مش هتفرح كده…
” دي معجزة انها فتحت اخيرا… طبيعي افرح…
كملوا طريقهم و وصلوا عن بيت أبو سليم… أول ما شافه اخده في حضنه
• ابني حبيبي… والله وحشتني…
” أنت أكتر يا بابا…
• حبيب ابوك… ازيك يا بنتي ؟
‘ تمام يا عمو…
• اوعى يكون القرد ده زعلك تاني !
‘ لا لا… بقا كويس
” كويس بس ؟ تعرف يا بابا لسه قايلها في العربية إني بحبها…
• جدع ياض… عايزين بقا حفيد ضغنن شقي كده ألعب بيه…
اتكسفت أيلين و سكت شوية… سليم بيبصلها بإبتسامه لأن بيحب شكلها لما تتكسف…
‘ عمو… هي فين رهف ؟
• رهف في عيد ميلاد صحبتها…
‘ هتتأخر ؟
• لا تتأخر ايه… أنا قولتها انكم جايين و قالت هتيجي بدري… زي ما انتي عارفة يا بنتي… رهف بتعتبرك صحبتها و اختها كمان و بتفرح أوي لما تيجي هنا…
‘ أنا كمان وحشتني أوي…
• هخلي الخدم يحضروا العشاء تكون هي جات….
” هاخد أيلين و نطلع فوق… و بالمرة اوريها اوضتي لانها مش شافتها ولا مرة…
• ماشي يا بني… ابقوا فكروا في موضوع الحفيد شوية…
ضحك سليم أما أيلين اتكسفت ك عادتها… سليم مسك ايدها و اخدها فوق…
‘ ايه الأوضة الجامدة دي…
” عجبتك ؟
‘ آه… حلوة كده اوضة شاب فعلا…
” طب تعالي اوريكي حاجة…
فتح الدولاب… طلع منه صندوق صغير… فتحه و طلع من سلسلة صغيرة على شكل فراشة…
” أمي اتوفت في وقت بدري… كنت لسه في تالتة ثانوي… في يوم كنت قاعد معاها بحكي عن دراستي و كده… وسط ما أنا برغي معاها… قالتلي مراتك المستقبلية هتكون محظوظة لانها هتتجوز واحد رغاي زيك… قالتلي مفيش احلى من الراجل الرغاي اللي بيحب يحكي عن كل تفصيلة… و يشارك كل تفاهاته مع مراته…
‘ اه فعلا أنت رغاي أوي…
” بس مع الناس اللي بحبها بس… واخدة بالك انتي بقاا ( قالها بمغزة ) ماما ادتني السلسلة دي و قالتلي أنا مش عارفة هعيش لغاية ما اشوفك بتتجوز ولا لا… ف خُد السلسلة دي اديها ل مراتك المستقبلية نيابةً عني ك هدية مني ليها و قولها إني بحبها زي بنتي لانها هتكون اجمل مرات ابن في الدنيا كلها… ( رجع شعرها ل قدام و لبسلها السلسلة قدام المراية ) تعرفي… ماما لو كانت عايشة كانت هتحبك أوي… ماما بحبها جدا… وحشتني اوي…
قال سليم آخر جملة و عيط… أيلين حطت وشه بين ايديها و بصتله في عيونه و قالت
‘ و هي بتحبك أوي على فكرة…
ابتسم سليم و أيلين مسحت دموعه و لما عيط تاني حضنته و قالت
‘ خلاص متعيطش… بتخليني عايزة اعيط لما اشوفك كده…
حضنها جامد و دفن رأسه في رقبتها و اتنهد و قال
” متسبنيش انتي كمان… خليكي معايا و جمبي دايما…
‘ حاضر… على فكرة… السلسة عجبتني… جميلة أوي…
” مفيش اجمل منك…
‘ مش بعرف ارد على الكلام الحلو ده…
ضحك سليم و قال
” هدخل أخد دُش و اغير هدومي…
‘ ماشي…
” ما تيجي تغسليلي شعري…
‘ يا سليم اتلم…
” اديني ملموم اهو…
ضحكت أيلين و هو دخل الحمام… قررت أيلين تفتح حوار إلهان لما يخرج… وقفت قدام المراية بتدرب نفسها ازاي هتكلمه ف كده و تستحمل رد فعله… بعد شوية من الإنتظار خرج… كان ماسك الفوطة و بينشف شعره…
‘ بقولك يا سليم ؟
” يا روح سليم… ايه الحوار ؟
‘ عايزة اكلمك في حوار كده… بس خايفة تتعصب…
” قولي…
‘ اوعدني إنك مش هتتعصب !
” مش هتعصب… قولي…
كان بيقرب منها و هي بترجع لوراء لغاية ما وصلت للحيطة
‘ في ايه يا سليم ؟
” مفيش حاجة…
‘ يبقا بتقرب ليه ؟
” عادي… انتي مراتي و اقرب منك براحتي…
‘ بس أنت قولت إنك مش هتقرب مني غير لما انا اسمح بكده…
” حصل…
‘ يبقى ايه اللي بتعمله دي ؟
” ولا حاجة… بس أنا بستحمى… افتكرت كلام ابويا… ما تيجي نتجيب حفيد صغنن يلعب بيه ؟
‘ سليم أنت بتوترني…
” ليه ؟ ( قرب منها أكتر ) انتي خايفة مني ؟
‘ لا مش كده…
” يبقى ايه ؟ ( مسك خصلات شعرها و شمّها )
‘ سليم… أنا قولت اكلمك في موضوع مش تشم شعري…
” اعمل ايه… بضعف أوي قدام شعرك…
‘ يعني مش هنتكلم ؟
” نتكلم و ماله…
‘ نتكلم ازاي و أنت كده…
” كده ازاي ؟
‘ قريب مني بالشكل ده…
” مفروض تتعودي على قربي منك… اوماال هنخلف ازاي و انتي كيوت كده ؟ ( باسها في خدها ) و كمان بشرتك ناعمة أوي…
‘ يا سليم !!
ضحك و بَعَد عنها
” هاا هتتكلمي في ايه ؟
‘ كنت عايزة اقولك إن فيه….
قطع كلامها صوت تليفون سليم
” ثواني ارد و نتكلم…
مسك سليم التليفون… كان ابوه… رد عليه… قاله ابوه إن العشاء جهز… عرفت أيلين أنها مش هتعرف تكلمه دلوقتي ف قالت تكلمه بعد ما يتعشوا… لبست أيلين عباية كافيه و لفت الطرحة و نزلت مع سليم… قعدوا على السفرة جمب بعض و بيرغوا سوا… ابو سليم كان مبسوط وهو شايف إن علاقتهم ببعض بقت افضل و بدأوا ياخدوا على بعض…
• بقولك يا سليم…
” نعم يا بابا ؟
• فيه عريس جاي يتقدم لأختك رهف…
” جاي امتى ؟
• النهاردة و دلوقتي…
” نعممم ؟! ده ازاي ؟
• هو قالي من امبارح و انا لسه فاكر اقولك…
” و دي حاجة تتنسي يا بابا… كان مفروض اسأل عليه قبل ما يجي…
• معلش يا ابني اهو يجي و نعرف احواله و نسأل عليه برضو…
” اممم… ماشي… خليه يجي…
رن جرس الڤيلا… حد من الخدم فتح… دخل إلهان و محمد… سليم أول ما شاف إلهان… قام من مكانه
” أنت ايه اللي جابك هنا ؟!
– يعني لابس سويت شيرت جديد و راشش برفيوم اغلى ما عندي و ماسك بوكيه ورد أبيض و كيكة شيكولاتة… هكون جاي اعمل ايه… جاي اتقدم لاختك طبعا…
جمع سليم قبضته بغضب و لسه هيروح يضر*به… أيلين مسكت ايده و قالت
‘ سليم ارجوك اهدى…
” ده أنت عينك واسعة أوي و بج*ح !
– ما أنا فعلا عيوني واسعين…
” أنت هتهزر معايا ؟! بقولك اخرس… محمد… جايب ليه البتاع ده هنا ؟!
* والله فاجئني النهاردة و قالي أنه جاي يتقدم لاختك و كمان كَلِم ابوك في كده… و طلب مني اجي معاه…
” و انت مقولتليش ليه ؟
– حبيت اعملها مفاجأة ليك… يا نسيبي…
” نسيب مين يا ****… ده أنت بتحلم… خُد صنية الكيكة دي و وريني عرض اكتافك… مفيش بنات للجواز…
– يا ابني أنا كلمت باباك… هو اللي يقرر امشي ولا لا… قولت ايه يا حمايا المستقبلي ؟
سليم بَص ل محمد و قال
” حمايا المستقبلي ؟!! و ده عرف من فين الكلمة دي ؟
* والله هو قعد يسألني بتقولوا ايه على ابو العروسة ف قولتله بحُسن نية… معرفش أنه ناوي يتقدم لاختك…
” حسابك معايا بعدين… يلا حبيبي امشي من هنا…
– مش ماشي… خلاص أنا دخلت البيت من شباكه …
‘ قصدك من بابه…
– بالظبط كده…
أيلين كانت بتضحك… سليم بصلها بطرف عينه راحت سكتت و بصت للأرض…
” بُص يا إلهان… أنت تِلم نفسك و تمشي… عشان لو مشتش أنا…
– هتعمل ايه يعني ؟ هتخط*فني مثلا…
سليم اتعصب و مسك إلهان من هدومه و قال
” انت تتقي شَري احسن و تخرج من الباب ده من سُكات… بدل ما نطلع صوتنا على بعض و منظرنا هيكون وحش قدام الجيران…
• ايه يا سليم فيه ايه… اهدى يا بني !!
” يا بابا ده آخر واحد يفكر يتجوز اختي… والله ما يطول ضُفر منها… يلا بره…
• سليم سيبه… ده ضيف برضو و عيب اللي أنت بتعمله ده…
” ضيف على نفسه… الكائن ده ميقعدش هنا ولا دقيقة…
– اسمي إلهان على فكرة…
” طب يلا خُد كيكتك و اخرج…
• مش هيخرج يا سليم… و سيبه بقولك…
” يا بابا بس…
• مبسش… بقولك سيبه و اتعامل بأدب معاه قدامي…
سابه سليم و قال وهو بيجز على سنانه
” سيبته اهو…
• معلش يا بني على سوء التفاهم ده… اتفضل البيت بيتك…
إلهان ابتسم بإنتصار ل سليم… أيلين هدت سليم و خلاته يقعد مكانه…
– فين العروسة ؟
” عروسة مين يا….
• سليييم !!
” خرست اهو…
• رهف في عيد ميلاد صحبتها… جاية دلوقتي… قولي يا ابني… أنت درست ايه و بتشتغل ايه… احكيلي…
بَص إلهان بخبث ل سليم و قال بثقة
– أنا خريج حقوق جامعة كندا… الأول على الدفعة…
” و المصحف كدااااب… منظر واحد من الاوائل ده ؟
• فيه ايه يا سليم… ما تسكت…
” أنا آسف…
• كمل يا بني…
– كنت بقول إني خريج حقوق جامعة كندا و الأول على دفعتي… بشتغل في شركة بابا…
• سمعت إنك امريكاني…
– اه فعلا أنا اصلي امريكي… اتولدت و اتربيت في كندا…
” و ايه اللي حدفك علينا بقا ؟
– يا سليم الحوار كله إني لما اتعرفت على محمد في كندا و اتصاحبنا… كلمني على بلده كتير… فبما إني فضولي ف نزلت مرة… عجبتني و اتعلمت عربي و مصري كمان و بقيت كل اجازة بنزل مصر…
• و عرفت بنتي ازاي ؟
– شوفتها بالصدفة في كافيه… عجبتني و اتشديت ليها ف عرفت انها في جامعة و كده و كنت بشوفها هناك… بس هي متعرفنيش أو محصلش ما بينا موقف قبل كده…
• اممم… و انت اد الجواز و القوانين المصرية ؟
– أنا بحثت و شوفت… و عرفت انكم بتقدسوا الجواز و واخدين الحوار جَد أكتر من الناس في كندا اللي بيتعاملوا مع الجواز ك اسم مش اكتر… و غير كده اللي عجبني إن البنت في مصر لما تتجوز بتكون مِلك جوزها وبس… عندنا في كندا تبقى متجوزة و تصاحب على جوزها عادي… فأنا ك بني آدم سوي عايز زوجة تكون ليا و بس…
• اقنعتني والله… بس اديني وقت اعرف عنك كام حاجة كده و نشوف رأي بنتي…
– حقكم طبعا…
” هي لما تشوفه هتطرده بنفسها… بعدين ده مينفعش يبقا زوج… ده صا*يع…
• ولاا ما تلم نفسك أنا ساكتلك من الصبح !!
– عادي يا عمو… هو مستغرب مش أكتر… بكره يقتنع أنه هيبقى خال عيالي…
” خال مين متخلنيش اقوملك !!
قال محمد
* يا شباب اهدوا…
– هو أنا اتكلمت… ده أنا اتمسح بكرامتي الأرض اول دخلت البيت ده…
” لو عندك ذرة دم امشي يلاا…
• ما تسكتوا انتوا الاتنين… هتصل على رهف اشوفها اتأخرت ليه…
و لسه هيتصل عليها… جات بنت في سن العشرين طولها متوسط و بشرتها فاتحة مع ملامح رقيقة جدا… لابسة فستان شيفون لونه بنفسجي غامق… كانت ماسكة أكياس… حطتهم على السفرة و قالت بإندهاش
® الله… انتوا مجهزين العشاء… كمان عاملين فراخ بانيه !!
• ايه يا بنتي… ايه التأخير ده ؟
® والله يا بابا التاكسي اللي رجعت بيه اتعطل في نص الطريق… الراجل طلع محترم و مخلنيش اركب تاكسي تاني و صلحه و وصلني لغاية الباب ( بصت على الأكل ) انتوا كمان عاملين رز مفلفل !!
قعدت رهف و بدأت تاكل
• و انتي مأكلتيش عند صحبتك ولا ايه ؟
® و هي التورتة و الشيبسي ده اكل يعني… أنا اصلا خرجت من غير غدا…
بدأت تاكل بكل براءة… إلهان مشلش عيونه من عليها أول ما دخلت… حاطط ايده على خده و بيبصلها بتوهان… أيلين و محمد ضحكوا على شكله… أما سليم مضايق و كل شوية ينخف بضيق و مش طايق إلهان… و ضر*ب إلهان برجله من تحت السفرة… إلهان بصله بغضب و اتحلفله…
رهف شافت ايلين
® مرات اخويا منورانا عشان كده عاملين وليمة النهاردة… لحظة بس اخلص أكل لاني جعانة أوي… بعد ما اخلص اخدك فوق اوريكي البلوزة اللي جبتها جديد…
• يا بنتي يعني انتي لاحظتي أيلين و ملاحظتيش الوجوه الجديدة ؟
– أنا فرد جديد…
بصتله رهف بصدمة… إلهان ابتسملها
رهف من صدمتها مردتش… اخدت رغيف فينو و حطت فيه قطعتين فراخ بانيه و قالت
® معلش مكنتش اعرف إن فيه ضيوف هنا… أنا هكمل أكل فوق…
• استني يا رهف…
® نعم يا بابا ؟
• مش تسألي مين الضيف ؟
® مين ؟
• ده إلهان… من امريكا… جاي يتقدملك…
® امريكي ؟!
• اها…
® و ليه ميبقاش تركي زي ما أنا كنت بتمنى !
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عيناي لا ترى الضوء ) اسم الرواية