Ads by Google X

رواية الخذلان الفصل الثالث عشر و الاخير 13 - بقلم اسماء السيد

الصفحة الرئيسية

 رواية الخذلان كاملة بقلم اسماء السيد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية الخذلان الفصل الثالث عشر و الاخير 13


_ هو في ايه ؟؟ ايه الحركة دي؟

_ مش عارفه..بيقولوا صاحب الدار جاي في زيارة..وبيجهزوا لاستقباله..!

_ بجد، دا ربنا يباركله موفر لنا كل حاجه، عمري ما حسيت بالغربه هنا..

دار المسنين:

كانت سامعه حوارهم بس مهتمتش، فضلت ثابتة، مكانها كالعادة من يوم ما وصلت هنا من سنتين، لا حد بيسأل عليها، ولا بتسأل علي حد، بالنهار هنا، وبالليل في اوضتها ..

رغم أن المكان روعه..ويدفع للنفس للسعاده…الا انها عمرها مالقتها وهي لوحدها وحسه بالغدر والقهر، وعظم الذنب.

دخل بهيبته كالعادة، بعيون بتلمع، وجنبه بنوته صغيره في عمر١٠ سنين..بتضحك..وتكلم دي ودي ..

مبسوط بالجمال اللي حط كل أمانيه فيه من سنين..زي ما كان بيحلم ابوه وامه من زمان.

فات العمر وربنا مكتبلهومش يشوفوه وهو محقق أمانيه..السعاده اللي حاسس بيها وهو شايف وشوش الناس دول سعيده بتخليه تلقائي يتخيل سعادة انسانه تانيه..اكيد هي شايفاه دلوقتى ومبسوطه.

اتنهد وحمد ربنا، ودور حواليه علي بنته…ملقهاش…للحظه قلبه اتقبض..وناداها بعلو صوتة:

_ فاااطيمه…


_ أنا هنا يابابي…تعالى شوف..دي شبه تيته خالص..

بص لبنته اللي وقفه بتمسح دموع ست كبيره، وبتواسيها،

رجله اتسمرت في الارض، وهو بيردد اسمها بزهول.

_ سما..!…معقول!

ميعرفش حصله ايه اول مارفعت عينها، وبصتله تتأمله وكأنها بتشبه عليه، خد بنته ورحل..وفاتت أيام..

لحد ما في يوم..

دق الجرس الغرفه اللي مقيمه فيها..وفتحت الباب ووقفت تتأمله …وهو واقف ثابت مش قادر يتكلم..وهمست :

_ انت؟؟

متوقعتش في أحلامي أنه يجي من تاني علي بابي..أنا عرفته أول مره، واتأكدت لما اتخليت عن صمتي وسألت المشرفه عليه.

دا عادل..عدوي اللدود..أو كان عدوي…كاااان..

ااه، غمضت عيني وسبت القلم من ايدي..ورجعت لورا، ودموعي نزلت …

محستش باللي دخل عليا، وبيجز علي اسنانه بغيظ خلاني ضحكت..ضحكت من قلبي..

_ بردو عدوك يا مجنونه…بعد دا كله..يا بت اذكريني حتى بكلمه عدله بمذكراتك البائسة اللي مش عاوزه تخلص دي، كل دي مآ–سي..

فتحت عيني اللي نزلت دمو=عها من الضحك، ومسكته من ودانه، هو وبنته اللي مجنناني دي..

_ طب بذمتك ما لايق عليك الاسم ؟!

دخلت مرام مراته تضحك كالعادة:

_ والله يا ابله سما يستاهل..اديله مترحمهوش..

جز عادل علي سنانه، وهو بيمسح على ودانه مكان فرصتها:

_ طيب ياختي أنتِ وهي..يالا عشان جعان..للاحسن اطربقها علي دماغكم هنا..

ضحكت سما.. على جنانه وفجعته ..بقي دا شكل راجل اعمال دا انت آخرك سبا_ك..

رجعلها تاني وشدها من ايدها، ومن تعب رجليها مقدرتش تماشي خطواته، بضحك وباستفزاز ليها شالها وسط ضحك ولاده ومراته، وهو بيقولها..

_ يالا يا عجوزه..أنا جعان همو=ت من الجوع..انجزي وخلصينا..

ضحك الكل واتجمعوا عادل وسما ومرام وولاده..بصت للمتهم وافتكرت يوم ما وقف علي باب غرفتها، ومن غير مقدمات لقت نفسها بتفتحله ايدها …كان نفسها تحضنه اوي، خصوصًا بعد ما بعتلها مذكرات أمهم اللي وصت بيها ليها من سنين.. وهو حاول يوصلها وملقهاش بأي مكان..

وبعد ما قرأتها حست قد ايه ظلمتها وقد ايه كانت جا=حدة، وعا=ميه القلب والنظر ومش شايفه تحت رجليها..

الدنيا ظلمتها وهي جت عليها بالقووي، حضنه كان الامان اللي اتمنته طول عمرها، اكتشفت انها ضيعت كتير من عمرها، بس كان غصب عنها، وبعد ما حضنته انهارت وراحت في دنيا تانيه.

ولما فاقت لقت نفسها هنا بينهم، في بيته، وسط عيله تتمني ليها الرضا ترضي، وبدأ عهد تاني…وبنوا ذكريات جديدة مع بعضهم..ومسبهاش عادل..إلا لما رجعت لسما الطفلة الصغيره مفيش في جسمها أثر لا سح=ر ولا =مس ولا ولا حس=د، وبهد=له..

بعدها عن الدنيا كلها، وحبها بكل قوته، وهي حبته، وطول الوقت بيفكرها بعمايلها المه=ببه..وهي تغيظه وتقوله أنا عمري ما اعمل كده، هي فعلا مش فاكره اللي قبل كده، بتفكر من مذكرات أمها، وحواديت عادل اللي ليلاتي يفكرها بيها، ويضحكوا..حاسه ان اللي فات كان عالم وهي دلوقتي بعالم تاني..مش هيصدقها غير اللي عاش التجربه..

_ يالا ياست سما انتي ومرام هانم..هنتأخر..مش هنخلص انهارده…ايه ده..

_ صبرك بالله يابابا..اديهم وقتهم، الله..!

_ اكتر من كده..هيشلوني…اف..عاوزين نلحق السنويه..

قدام قبر أمها وأخوها، وطارق..

_ ولا الضالين ..امين..

_تفتكر هتسامحني.؟

قرب منها وحضنها …تسامحك؟!

سما ياحبيبتي ..أنتِ لو عندك زهايمر مش هتنسي كده، انتي مش قريتي اللي كتبته ليكي بايدها، امك فضلت تدعيلك انتي بالذات لحد ما طلعت روحها..امك عمرها مازعلت منك..عشان تسامحك..انسي وادعيلها بالرحمه..

_ انت ازاي كده ؟

_ ازاي..ايه؟

_ طيب اوي ..سامحتني ونسيتلي..

حط ايده علي بوقها، ومسك ايدها وباسها بحنيه.

_ أنتِ اختي وروحي يا سما، وصية أمي عن باقي اخواتنا كلنا..انت اكتر واحده اتأذيتِ وكلنا عارفين.. حبيبتي انت كنت تعبانه..وانا أصلا نسيت اللي قبل كده..انت فاكره ليه؟؟..ها؟؟

مسحت دموعها زي الاطفال…

_ يمكن عشان انا نكد مثلاً..

_ فعلاً..نكد..يالا يااختي عشان نلحق الدبيح..أنا هموت واكل..

_ مفجوع.. مبتشبعش ، خد ايدي لسه هزور حسن..

_ عجوزه.. يالا يختي..

_عادل…

_ هممم، قولي

_ احكيلي عنها أنا مشبعتش منها..

_ أممم….عاوزه تسمعي ايه يا ست سما؟

_ كل اللي فاتني..من وقت الفراق…

” بس الحقيقه كانت و=جع، نظرة ست شافت تع=ب، تع=ب لو شاله الجمل كان من تقله برك، كوكتيل عجيب من ظلم على خذلان، علي صفعه قا=سيه من الزمان، ست كل ما تمشي خطوه في طريق الأمل، تلاقي ألف م=يت عقبه وألم، وجع=ها كان مرسوم علي محياها الفتان، زي نقش قد=يم، علي المعابد صارله زمان، منقوش بدقة، بيد فنان، صورة للنعيم الحزين، لعن=ة أبديه، ورثتها هي، أو اكتسبتها مع الايام، لا عارفه امتي الخلاص، ولا امتي هترتاح، كانت حكاية ست حلوة شافت و=جع، وجع يهد جبال بس الحقيقه انها… رغم اللي كان، واللي صار لسه ثابتة واقفة صامدة، أجدع من أجدع جدع، وتنافس الشجعان…حكايتها تستحق يخلدها الزمان، وعليها يتقال، يا للعجب صبيه بالصبر فازت بعد كفاح..من بعد مرار أيام”

تمت

google-playkhamsatmostaqltradent