Ads by Google X

رواية غرام العنقاء الفصل الخامس عشر 15 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

  رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية غرام العنقاء الفصل الخامس عشر 15

 

إننا نشعُر بالاسى علي أنفُسِنا أحياناً، ليس لأننا أسأنا التصرف، بَل لأننا أحسنا التصرف أكثر من اللازم.

– “نجيب محفوظ”

اندفعت تركض خارجا.. بالكاد تسيطر على دموعها التي هددت بالسقوط..

أوقف سيارة أجرة.. فهي لم تقدر أن تركب مواصلات أخرى

دلفت إلى شقتها .. وهي تتجاهل تساؤلات امها وهي توقفها بأنها سوف تنام

اغلقت باب غرفتها خلفها واستندت عليه.. تحاول ايقاف شهقاتها المتتالية

تحاول ايقاف سيل الدموع المتدفقة ولم تقدر..

انهارت ساقيها تحتها وضمت ركبتيها لها

تشهق بعنف.. وتبكي بلا صوت .. فقط دموع لا تتوقف .. دموع تتساقط بألم وتزيدها وجع

يا الهي وجع ماذا !؟ هو مثله مثل أي شخص

ولكن هي اليوم شعرت بالحقيقة..

فهي أعجبت به!! يا الهي .. تلك الدموع دموع من وجع قلبها .. فهي كانت تشعر ناحيته بشيء ولكن كانت تحمي نفسها .. تتجاهل مشاعرها

هو الوحيد الذي وقف بجانبها .. هو من سندها في أشياء كثيرة بدون مقابل

حتى عندما عرض عليها الزواج شعرت أنه مختلف عن الباقيين

كيف يحطم كل شيء بتلك الطريقة

شعرت أنها كانت جالسة مع شخص آخر .. وليس نديم

همهمت بصوت مخنوق بالدموع.. حين شعرت بمن يتمسك بملابسها .. رفعت عينيها لتطالعها عيني طفلتها بلون السماء ببراءة قائلة :

– بتعيطي ليه يا ميكي ؟

مين زعلك ؟ آنا صفصف !

هزت كاميليا رأسها بنفي :

– لا مش آنا صفصف اللي زعلتني.. مفيش يا حبيبتي انا كويسة

طالعتها دانا بشك.. لتقول برقة:

– طيب يلا تغيري هدومك عشان انا كنت مستنياكي انام في حضنك…

نهضت كاميليا من على الأرض ..

ساعدتها طفلتها بخلع اكسسوارتها ومسح زينتها التي تلطخت على وجهها بمزيل المكياج ووضعت كل شيء مكانه بترتيب وتنظيم…

وخلعت كاميليا فستانها الانيق الجديد

لتجد طفلتها تضع يدها على عينيها بخجل وبراءة

لتهمس بخجل :

– هاااه… افتح عيوني يا ميكي؟؟

ارتدت كاميليا منامتها القطنية :


– فتحي يا قلب ميكي

جلست كاميليا على المقعد الصغير أمام التسريحة باللمبات المضيئة .. وهي تفتح علبة الكريم المرطب الخاص بها ممسكة به بضعف لتجد طفلتها دانا تمسكه بحرص وهي تقول :

– مامي انا هحطلك

فبدأت الطفلة بوضع بضع قطرات من الكريم وجهها بكل رقة .. ومن ثم أخذت مرطب الشفاه الوردي لتضعه على شفاه امها الممتلئة قليلا بإغراء و وضعت كاميليا لدانا أيضا مرطب شفاه لها خاص بها

دلفا إلى السرير .. لتقترب الطفلة من حضن امها أكثر وهي تقبل أمها قائلة :

– انتي أمورة اوي يا مامي .. مينفعش تنامي زعلانة

همست لها كاميليا بألم وابتسامة:

– والله انتي اللي أمورة

طبطبت الطفلة عليها بحنان وكأنها تواسيها على شيء لا تعلمه.. وما أن نامت طفلتها دمعت عينا كاميليا وهي تضمها اليها بقوة .. تحاول بكل طريقة أن تنسى ما حدث معها..

_________



بعد مرور يومان

جلست والدتها بجانبها على السرير .. قائلة برقة فهي شعرت بالذنب على حالتها:

– متزعليش مني .. بس والله غصب عني كان صعبان عليا اللي انتي فيه

شهقت كاميليا بصدمة:

– تقومي تشكي فيا ؟؟؟

قاطعتها امها بقوة:

– مشكتش فيكي اصلا .. انا بس شكيت فيه هو .. بس لما لقيتك مش بتروحي الشغل ولا مصممة تروحي ولا هو اتصل ولا ضغط عليكي تنزلي عرفت أن مفيش حاجة

صمتت كاميليا ولم ترد عليها.. لتردف قائلة:

– خلاص يا كاميليا لو عايزة تنزلي الشغل انزلي.. ده مستقبلك برضو

هتفت بنبرة ساخرة:

– لا والله

اقتربت منها امها وهي تقبلها من خدها قائلة بخوف :

– كاميليا انتي عارفة اني بحبك … وبخاف عليكي .. والله انتي احن واطيب بنوتة في الدنيا نفسي افرح بيكي واطمن عليكي بس

عاتبتها كاميليا:

– بإمارة انك عايزاني اوافق على العريس حما صاحبتي

هزت رأسها بحزن:

– لأ طبعا… انا اصلا مكنتش موافقة عليه بس كنت فاكرة في دماغك حد بس وبترفضي بسببه..لكن انتي اغلى معشتيش حياتك مع سامح.. يبقى حرام تتظلمي مع واحد مبتحبيهوش ولا هيخليكي تعيشي سنك.. هو فعلا في الزمن ده الفلوس هي اللي بتسند الواحدة بس الفلوس مش هي اللي هتخليكي مبسوطة ولا هي اللي هتعوضك .. وبرضو يا بنتي براحتك محدش يقدر يغصبك في ده بالذات ..

____________


شعر بفقدها بشدة .. يريد أن يراها .. هي غائبة منذ ايام

منذ أن خرجت بتلك الطريقة يومها … شعر بالضيق والرفض … حتى لو هو أخطأ بحقها فهي تركته ورفضت أن تأتي إلى شركته

شعر بشيء غريب يجذبه نحوها.. هو لا يكذب على نفسه فهو يريدها .. يرى بها شيء مميز .. حتى أنه يحب شجاعتها وتمسكها بابنتها رغم كل ما تمر به !!

امسك هاتفه ليرن عليها فلم ترد عليه.. شعر بالضيق .. ليهاتفها من رقمه الآخر فردت عليه ليقول بغيظ:

– لازم اتصل من رقم تاني عشان تردي يعني !

انتفضت بتوتر عندما سمعت صوته :

– مستر نديم !

هتف بسخرية :

– على اساس انك نسيتي صوتي خلاص

تماسكت قائلة بثبات:

– خير في حاجة ؟؟

سألها نديم :

– منزلتيش الشغل ليه..

تمتمت بغيظ:

– مقدرش انزل الشغل بعد كلامك ليا اخر مرة

قال ببرود :

– ومصاريف بنتك ؟ ومصاريفك هتعملي فيها ايه

قالت بنزق :

– ميخصكش في حاجة .. عادي الدنيا مش هتقف على شغل.. وغير كده هركز على مشروع شغلي الاون لاين اللي عاملاه يعني عادي مش هبقى عاطلة ولا حاجة!

سألها بإستغراب:

-هو انتي عندك مشروع اون لاين؟

– معتقدش يخصك في حاجة تعرف … دي حاجة بره شغلي معاك … و actually كده كده هسيبه

رد بواقعية:


– حتى لو هتعتمدي على شغلك الاون لاين…اعتقد يعني أنه بياخد وقت على ما يكبر ودخله مش ثابت أساسي زي شغلك في الشركة..وبعدين ومين لاقي شغل دلوقتي !! اعقلي يا كاميليا وانزلي شغلك.. عشان انتي كنتي غايبة قبلها اصلا بسبب مامتك … ودلوقتي بسببي…ايه خلاص ناوية تخسري مستقبلك كمان

قاطعته بحدة :

– ازااي انزل شغلي بعد كلامك ده !! مقدرش

زفر نديم بضيق :

– خلاص مبقتيش طايقة تبصي في وشي

صمت قليلا وهو يحدق أمامه بذهول ليقول فجأة:

– طيب تعالي الشركة عشان محتاج اتكلم معاكي ضروري

ردت بحزم رغم ارتجافها :

-مستحيل انزل … ولا اقعد معاك تاني

قاطعها بهدوء :

– كاميليا … انا هنقلك فرع الشركة التانية بتاعة بابا.. و وقتها مش هتشوفيني تاني لو حابة بس ياريت تنزلي ضروري انا محتاج اتكلم معاكي

شهقت باستغراب :

– انت عايز مني ايه تاني ! عرضك و…

قاطعها بضيق :

– مرفوض عارف .. تعالي مش هتخسري حاجة .. وقولتلك لو حبيتي انقلك هنقلك عادي

لم ترد عليه .. ليردف نديم قائلا بثقة:

– هستناكي النهاردة في الشركة.. متتأخريش

______________

دلفت كاميليا إلى داخل المبنى الكبير للشركة .. صعدت للطابق الأعلى ودخلت مكتب سكرتيرة نديم .. فسمحت لها بالدخول عندما علمت أن نديم بانتظارها

دخلت كاميليا إلى مكتبه .. كان قد خلع سترته وتبقى بقميصه وربطة عنقه

كانت نظراتها قوية ومتوترة .. تمالك مشاعره ودعاها تجلس على المقعد .. بينما هو جلس أمامها … اخفضت نظرها حتى لا تنظر إليه.. حتى لا ترى عينيه الساحرة.. عينيه التي أيقظت شيئا داخلها منذ ايام … شيئا كانت تتوقع أنه لم يستيقظ مرة أخرى منذ سنوات ..


تمتمت بجدية :

– هتنقل ورقي امتى؟؟

قال بهدوء:

– لما تسمعيني الاول .. وياريت بلاش الطريقة اللي بتعامليني بيها دلوقتي دي !

رمقته بنظرات مضطربة بتأنيب:

– مستني مني اعاملك ازاي بعد اللي قولته !!

انت حسستني انك زيهم بالظبط

رد نديم بهدوء:

-تعرفي اي واحدة مكانك في وضعك كانت هتتمنى حاجة زي كده .. ومش هتحتاج تفكر اصلا !

– وانا مش زي غيري.. مش هسيب دانا مهما حصل عشان راجل

تجاهل كلامها وهو ينظر إلى عينيها بهدوء شديد وهو يقول :

– عارف انك استغربتي اللي انا قولته .. رغم اني بحب دانا جدا … بس يمكن كنت عايز أتأكد انتي هتوافقي تتخلي عن بنتك فعلا !

ولا هتتمسكي بيها

نظرت له بعدم فهم:

– انا مش فاهمة حاجة .. وليه اصلا تحتاج تتأكد من حاجة زي كده

اقترب منها أكثر وهو يهمس بنبرة خشنة:

-كنت عايزك تثبتيلي..

تثبتيلي انك انتي الوحيدة اللي تنفعي تكوني ام لولادي.. واثق فيها انها مش هتتخلى عنها في يوم عشان راجل

رمشت بعينيها وهي ترد بدهشة:

– اثبتلك؟؟ يعني انت بتختبرني!

أومأ نديم بإيجاب.. فـ هتفت به بعنف وهي تنهض من مكانها :


-انت مين انت عشان تحكم على الناس بالطريقة دي وتعملهم اختبارات..وتلعب بمشاعرهم…

اندفعت لتتجاوزه فأسرع بمسك ذراعها قائلا:

– اهدي… انا مش هسيبك تخرجي غير لما تفهمي قصدي كويس

– تفهمني ايه ؟؟

هو انا عيلة صغيرة بتلعب بمشاعرها !

حتى لو كان اختبار … ايه الأسلوب اللي كنت بتتكلم بيه ده ..ده انت حسستني اني رخيصة

هز رأسه بقوة :

– لا يا كاميليا … اوعي تقولي كده…انا عرضت عليكي جواز…شرع ربنا … عارف ان الطريقة مكنتش صح بس كان لازم اعمل كده وصدقيني انا مفكرتش اعمل كده لحظة .. انا يمكن كنت عايز أتأكد من حاجة.. وبعدين انا بحب دانا.. حبيتها قبل ما اعرف انها بنتك أساساً … وعمري ما هفكر اسيبها او اتخلى عنها … لو انتي كنتي فكرتي تسيبيها انا اللي كنت هزعل منك يا كاميليا ومكنتش هفكر فيكي لحظة بعدها..

همست كاميليا بتوتر وهي تبتعد عنه:

-بس انت قولت أن اهلك هيرفضوا !

رد نديم بإصرار:

– كاميليا…انا عايز اتجوزك.. اهلي رفضوا ولا اعترضوا انا هعرف اقنعهم .. سيبي كل حاجة عليا .. بس اعرف انك موافقة .. موافقة تدي نفسك فرصة … بنتك بتحبني وانا كمان وعمري ما هزعلها

سألته كاميليا بارتباك :

-ليه انا ؟؟؟ ليه متتجوزش واحدة مش معايا عيال من حد غيرك !

وقف أمامها قريبا جدا … قائلا بثقة:

-مش هلاقي زيك انا عارف

وقفت بعيدا عنه وهي ترد بقلق:

– انا مريت بحاجات كتير في حياتي صعبة.. تجربة جواز فاشلة لسه بتعاقب عليها لحد دلوقتي ..

ثم أردفت :


– انا منكرش انك شخص كويس جدا وكنت محترم معايا ووقفت جنبي و منكرش ان بنتي بتحبك وانت حنين جدا معاها وحسستها كأن باباها موجود… بس برضو

– بس ايه !!

همست باندفاع

– انا مطلقة ومعايا بنت وانت متجوزتش قبل كده…يعني ليه متتجوزش واحدة تانية وخلاص

قاطعها بحدة:

– مطلقة ؟؟ انا ميفرقش معايا … انا عايزك انتي يا كاميليا.. حتى وانتي معاكي بنت

شهقت لتلمع عيناها بالدموع دون أن تتساقط:

– انا خايفة اكون مطلقة مرتين ورا بعض.. الجوازة التانية محسوبة عليا اكتر من الاولى بكتير.. خايفة تبقى زيه

– صوابعك مش زي بعضها.. انا اضمنلك اني هبقى كويس جدا معاكي .. ومش هخليكي محتاجة اي حاجة

قاطعته كاميليا بقلق:

– باشمهندس نديم … انا اتجوزت واحد سلبي .. مالوش شخصية اصلا قدام اهله … دفعت وبدفع تمن الجوازة دي لحد دلوقتي

رد نديم بهدوء محاولا إقناعها :

– اسمعي يا كاميليا … انا لسه هعرف اهلي موضوعنا .. سيبيني اثبتلك ان انا مش هو.. انا مش زيه .. انا اه بحترم اهلي وبحبهم .. بس مينفعش اسيبهم يسيطروا على حياتي … انا راجل مسؤول عن قراراتي .. اه بحترم اهلي ومقدرش اكسر كلامهم بس برضو مقدرش اسيب حد يتحكم ويبوظها في حياتي واقف اتفرج.. وافقي انتي بس وخدي اول خطوة وسيبي الكرة في ملعبي … انا اللي هثبت ل اهلي اني فعلا عايزك وهتجوزك

– و لو رفضوا !

نديم ببساطة:

– ويمكن يوافقوا.. بابا جاي النهاردة الشركة وهعرفك عليه الاول كمهندسة شاطرة ولما نرجع البيت هقوله الموضوع

لم ترد عليه وصمتت قليلاً تفكر بحديثه

سألها نديم :

– قولتي ايه يا كاميليا ؟

اجابته بشموخ:

– لو قدرت تثبت فعلا اند هتقدر تقنع اهلك .. يمكن وقتها هوافق..

هز رأسه بثقة :

– اعتبريهم وافقوا

اومأت كاميليا بتوجس:

– تمام

نديم بابتسامة:

– ممكن بقى تروحي على شغلك .. وعلى مكتبك

– حاضر

_________

دلفت كاميليا إلى مكتبها.. لتجد محمود يرحب بها بحرارة :

– ايه يا كاميليا المكتب كان وحش من غيرك

كاميليا برسمية:

– شكرا

اتسعت ابتسامته وهو يقترب من مكتبها بحيوية :

– لا بجد كان مضلم من غيرك.. متعرفيش انتي بتضيفي بهجة ازاي في المكتب.. انتي بتنشري طاقة في كل مكان بتبقي فيه

قاطعه نديم بنبرة ساخرة وهو يدخل إلى مكتبهم :

– انا بقول بدل ما الطاقة بتاعتها تخنقك … تروح انت مكان تاني بقى

توتر محمود :

– نديم بيه..

عقد نديم حاجبيبه بتعجب :

– محمود انا مش منبه عليك قبل كده تخليك في شغلك وفي حالك

رد محمود بتبرير:

– دي زميلتي يا مستر نديم وكنت بطمن عليها بقالها كام يوم غايبة

اجابه نديم بعتاب:

– واهي رجعت بالسلامة .. لازمتها ايه بقى الكلام الجانبي ده !

ثم أردف بمكر :

-انا برضو بقول الشغل كان متأخر ليه

رد محمود بأسف بسرعة :

– انا اسف يا فندم.. مش هتتكرر تاني

صرخ به غاضبا :

– حضرتك منقول من المكتب ده.. هتروح مكتب الباشمهندس حازم.. اشتغلوا سوا واهو تنشروا طاقة إيجابية سوا

اتسعت عيناه بصدمة :

– هاا… لا طبعا حضرتك عارف اني برتاح في شغلي مع آنسة هند من زمان واحنا سوا

قاطعه نديم بنبرة ساخرة :

– وبتحب تشتغل مع كاميليا مش كده

رد محمود بتبرير:

-دول زمايلي يا فندم يعني مفيش بيني وبينهم حاجة

تجاهله نديم قائلا بإصرار:

– هكلم وحيد ينقلك معاه

زفر محمود بضيق :

– يا فندم ..

تدخلت كاميليا قائلة بحرج:

– خلاص يا مستر نديم هو مكنش يقصد .. محمود بيتعامل معانا عادي احنا زمايل بس مفيش حاجة

رمقها نديم بنظرة نارية متجاهلا كلامها .. والتفت إلى محمود قائلا بحدة :

– جهز حاجتك يا محمود

بعد قليل .. خرج محمود بعد أن تم نقله إلى مكتب بدور اخر .. لتذهب معه هند وهي تساعده بنقل اشيائه قائلة باستغراب :

– هو ايه اللي بيعملوا ده !

زفر محمود بضيق:

-انا عارف بقى مزودها اوي.. مش للدرجة يعني

عاتبته هند بغيظ:

– وانت يعني كان لازم ترحب بيها اوي كده.. مانت عارف مكنش طايقك لما حاولت تاخد رقمها من وحيد ووحيد قاله

محمود بندم مبالغ به :

– اسكتي بقى انا هموت..هتنقل من مكتب كاميليا القمر

رفعت هند حاجبها باعتراض :

– كاميليا بس اللي قمر !!

ابتسم محمود محاولا تلطيف الوضع قائلا :

– وانتي يا هنود والله قمرين .. بس احنا اصحاب انتي عارفة..

ردت هند بتوجس:

– بس اللي عملوا مستر نديم ده غريب اوي.. نظراته ليها وأنه يخصملك و النهاردة ينقلك ويحذرك منها .. ما دي مش اول مرة تعاكس موظفة هنا… واضح كده أن مستر نديم واقع

رفع محمود حاجبه باستنكار:

– معقولة ! نديم ده يقع ؟ يا شيخة ده انا عمري ما شوفته معجب بواحدة

هند بنبرة شيطانية :

– ما ده اللي مستغرباه.. بس يا ترى بقى والده يعرف ابنه واقع كده… لا وايه مطلقة ومعاها بنت.. المفروض يعجب بواحدة متجوزتش مثلا.. زيي كده

ابتسم محمود :

– شكلك ناوية على حاجة

هند بشر:

– اصبر بس انت وانا هجيبلك حقك عشان نقلك من هنا

_________

قبل نهاية دوام العمل بساعة

بعد انتهاء الاجتماع الذي حضره والد نديم “منصور المهدي”

عرف نديم .. كاميليا بوالده قائلا بفخر :

– الباشمهندسة كاميليا يا بابا.. هي اللي صممت فكرة المشروع الجديد.. اللي حضرتك اختارت تصميمها هي والباشمهندس وائل

ابتسم والده “منصور” بإعجاب :

– لا باين عليها مهندسة شاطرة فعلا.. يعني ابقى صاحب الشركة الأساسية و متعرفنيش بالانسة الشاطرة دي

تدخلت هند بخبث قائلة:

– مدام يا منصور بيه.. مدام كاميليا

منصور بعدم فهم :

– اه حضرتك متجوزة يعني

ردت هند بالنيابة عن كاميليا :

– لا مطلقة ومعاها بنت كمان عسولة

شعر نديم وكأنه سيخنقها فهمس بنبرة ساخرة:

– ما توريله بطاقتها بالمرة يا هند

ردت هند ببراءة :

– الله ! بصححله المعلومة

تجاهلتها كاميليا فهي لا تريد شجار معها أمام والد نديم .. ليرد الرجل قائلا بابتسامة :

– ربنا يعوضك يا باشمهندسة.. باين عليكي شاطرة جدا.. مع اني اول مرة اشوفك

ابتسمت كاميليا برقة:

– ميرسي يا فندم

ابتسم نديم قائلا بفخر :

– هي جديدة معانا مكملتش غير كام شهر بس هي أثبتت نفسها

– ماشاء الله.. برافو عليكي

_________

بعد خروج منصور من غرفة الاجتماعات.. خرجت خلفه هند وهي تركض بسرعة وراءه هاتفة:

– منصور بيه..

التفت الرجل إليها قائلا باستغراب :

– أيوة يا هند في حاجة!

اومأت هند بارتباك :

– حضرتك في حاجة حصلت من وراك في الشركة وانت متعرفهاش

– حاجة ايه ؟؟

ردت هند ببراءة:

– مستر نديم اتغير اوي .. تخيل يا فندم أنه طرد محمود زميلنا من المكتب لمكتب تاني عشان غيران على البرنسيسة بتاعته

رفع منصور حاجبه باستنكار :

– نديم ؟؟ وغيران!! انتي تقصدي ايه بالظبط

همست هند بخبث :

– هقول لحضرتك كل حاجة

ثم قصت عليه كلامها بقصة مزيفة أخرى

ثم اكملت بنبرة هادئة :

– بس اصلا يا فندم.. كاميليا دي من ساعة ما دخلت الشركة وهي بتحاول تلفت نظر اي راجل .. دي حتى كانت مخبية علينا انها مطلقة عشان طبعا محدش يعرف ويعجبوا بيها الاول.. لحد ما وقعت مستر نديم.. ده غير أنه مبقاش مركز غير معاها .. يخصم ل ده و يخصم ل دي عشان حد زعلها … للأسف يا فندم سيطرت عليه خالص .. مبقاش مستر نديم اللي شخصيته جامدة اللي نعرفه لا بقى حد تاني خالص

قطب منصور حاجبيه بغضب :

– ماشي يا هند.. شكرا..هشوف انا الموضوع ده.. وانتي لو حصل جديد ياريت تبلغيني.. لحد ما أتأكد بنفسي منه..وياريت لو تحاولي تفهميها بنفسك أنه مينفعش

ردت هند ببراءة مصطنعة :

– والله يا فندم حاولت بس للأسف مستر نديم هددني انه يرفدني .. وانا خوفت اخسر شغلي

زمجر بعبوس:

– هي حصلت للدرجة دي !!

– واكتر من كده

ابتسم منصور بمكر :

– اعملي اللي تحبيه… جت بالذوق تمام..منفعش يبقى معاكي الصلاحية اللي تتصرفي معاها بيها .. ومحدش يقدر اصلا يرفدك وانا موجود..

ابتسمت هند بشيطنة:

– بجد

رد منصور بثقة:

– اه طبعا متقلقيش انتي بتشتغلي معانا من سنين.. وكمان انتي خايفة على مصلحة الشركة و أن واحدة منعرفهاش جديدة توقع ابني الوحيد .. وياريت تبلغيني بعد كده لو عرفتي اي جديد تاني

اتسعت ابتسامة هند وهي تأتي ببالها افكار شيطانية خطيرة تجاه كاميليا :

– تحت امرك يا منصور بيه

google-playkhamsatmostaqltradent