رواية بانتظار العشق كاملة بقلم زينب محروس عبر مدونة دليل الروايات
رواية بانتظار العشق الفصل السابع عشر 17
أمجد: أنا خارج اهو، خمس دقايق و هوصل، متتأخرش أنت عشان أنا مظبط الجو و الحتة مستنية من بدري.
حسام بغموض: انا جاي اهو، مفهاش حاجة لو استنت يعني!
أمجد بضحك: راعي إن عندها زباين غيرنا، هي مش مخصصة ليك.
حسام بضيق: خلاص يا أمجد بقى قولتلك جاي، يلا سلام.
______’________’_______
كانت فاطمة تجلس القرفصاء على فراشها و هي تبكي فى صمت حسرة على حياتها و عشقها الذي خسرته حتى قبل أن تظفر به، فمن كانت تتلهف لرؤيته قبل منذ ستة أشهر، خسرته اليوم إلى الأبد بسبب طاعتها لذلك الخبيث المدعو ب سعد الدمنهوري.
و ما زاد الأمر سوءًا هم تلك سيدات الحي، اللائى سيسمعنها كلمات تسم بدنها فى الأيام المقبلة، فها هي العروسة الأولي التي تذهب الى بيت زوجها و تعود منه قبل أن تكمل ثلاث أيام.
تتذكر جيدًا كيف كن ينظرن إليها باستغراب عندما ترجلت من سيارة الأجرة بحقيبتها و هي ترتدي إسدالها المنزلي.
همست فاطمة لنفسها بحزن شديد: بتمني لو اقدر اقول الحقيقة ل حسام، و إن فى حياتي كلها محبتش و لا هحب حد قدي، بتمني لو حياتنا كنت تكمل بهدوء من غير وجود سعد الدمنهوري و تهديده!
«استرجاع»
بينما كان سعد فى طريقه إلى حسام و يصطحب معه فاطمة ليسلمه إياها، طلب سعد من وائل أن يوقف سيارته على جانب الطريق و يتركه قليلًا ليتحدث من فاطمة.
امتثل وائل لطلب سعد و نفذ ما طلبه منه، كانت فاطمة تطالع سعد بخوف و توتر، و تنتظر ما سيقوله، ف بادر سعد بالحديث قائلًا: انا دلوقت مضطر ارجعك ل حسام، بس لازم تعرفي إنك راجعالي تاني، إنا حسام اللى هيجيبك و اما انتي اللى هتيجي برجلك.
ازدادت ضربات قلبها خوفًا و قلقًا، و نظرت إليه بتركيز، فأكمل سعد: لازم تعرفي إن حسام مش بيحبك و متجوزك لفترة مؤقتة، لحد ما يقبضوا عليّ، و أنا بقى مش هقولك هما ظالميني و اني عمري ما عملت حاجة غلط و الكلام ده! أنا فعلًا عملت كل ذنب و كل غلط ممكن حد يعمله، بس أنا بردو محدش يقدر يعاقبني أو يمنعني عن حاجة عايز اعملها.
استغربت فاطمة من جرأتها و اعترافه أنه شخص سيء، فقالت باستغراب: هو أنت مش خايف من ربنا!!
سعد بسخرية: سيبك من جو الدين ده، و اسمعي الكلام اللى هقوله ده و لازم يتنفذ بالحرف الواحد………. لما هترجعي ل حسام، عايز منك أي حد يتهمه بحاجة، لازم تصدقيها و توقفي ضد حسام، و أي حاجة ممكن تصغرك فى عيون حسام لازم تأكديها و مش تنفيها.
فاطمة بدموع: لاء مش هعمل كدا، و بعدين أنت ليه بتعمل كدا؟ هو احنا عملنا ايه ليك؟!!
سعد بتكشيرة: دي حاجة متخصكيش، و على فكرة أنا مش بعرض عليكي الموضوع، أنا بأمرك و انتي عليكي التنفيذ مش الإعتراض.
فاطمة بترقب: و لو معملتش كدا؟
ابتسم سعد بخبث و قال: و الله فى الحالة دى بقي، مش هيكون قدامي حل غير ان اشاور لواحد من رجالتي و هسرق منك أغلي حاجة فى حياتك، مش هقولك بقى هقتل حسام أو يزن! تؤ تؤ تؤ تؤ أنا هسرق منك أغلي حاجة ممكن تمتلكها البنت.
«نهاية الاستراجاع»
___________’_______’_____________
وصل حسام إلى ذلك المبني الذي يبتعد عن مبني أمجد بخمس عمارات، ترجل حسام من سيارته، ليجد أمجد واقفًا أمام مدخل العمارة بانتظاره.
صعدا معًا إلى الطابق السابع، وقف أمام إحدى الشقق و أخرج أمجد المفتاح من جيب بنطاله قائلًا: مستعد يا هندسة؟؟
حسام بضيق: يا عم افتح هو إحنا داخلين حرب، انجز شوية.
دلف أمجد إلى الداخل و من خلفه حسام الذي يضع يديه فى جيب بنطاله و يخطو بكبر و ثبات، نظر إلى تلك التي تطالعهما بابتسامة، قبل أن تقول: أنا مستنية من زمان يا جماعة و اتأخرت على شغلي.
ابتسم أمجد بتكلف و قال: معلش، احنا أصلا مش هناخد كتير من وقتك يا إيمان.
إيمان بجدية: ايه الشغل اللى محتاجين مساعدتي، فيه؟ و ليه أصريتوا نتقابل هنا؟؟
سألها حسام بجدية و مازال واقفًا: انتي شغالة فين؟؟
إيمان بحرج: فى النادي الليلي اللى فى شارع*****
حسام بتكشيرة: الكلام اللى هيتقتل هنا دلوقت، مش لازم حد يعرف بيه غيرنا.
رمقته إيمان باهتمام و قالت: متقلقش، قولي بقى ايه هو الكلام؟
حسام بتوضيح: فاكرة وائل و سعد اللى طلبوا منك تيجي البيت لمراتي و تقولي إنك حامل و إني ضحكت عليكي و رميتك؟؟
أماءت إيمان برأسها: ايوه فاكراهم، و هو الموقف اللى اتحطيت فيه معاك انت و يزن بيه هيتنسى! دا أنا مش هعمل حاجة زى كدا تاني أبدًا.
أضاف أمجد: لاء معلش، نفذي طلبنا الأول و بعدين توبي براحتك.
سكتت إيمان لوهلة قبل أن تقول: لولا اني مديونة للهندسة باعتذار أنا مكنتش هوافق، بس يلا المرة دى معاكم، قولولي بقى المفروض اعمل ايه؟؟
حسام بجدية: انتي مش مضطرة تساعدينا، لو مش حابة مفيش مشكلة، و أنا أصلًا مسامح فى اللى حصل قبل كدا.
ابتسمت إيمان و قالت: لاء يا باشمهندس، أنا معاك و هساعدك، بس أهم حاجة تعرفني كل حاجة فى الموضوع عشان ميحصلش لغبطة زى ما اتلغبط بينك و بين يزن بيه.
حسام بشرح: لازم فى الأول تعرفي إن الموضوع ده هيكون اخطر و اهم بكتير من اي حاجة عملتيها فى حياتك، أنا عرفت إن وائل بيجي كل يوم زي دلوقت كدا عندكم فى الملهي و هي دي هتكون نقطة البداية………..
__________’_______’____________
فى تمام الساعة الحادية عشر، من اليوم التالي، كان يزن عائدًا من عمله، و لكنه قبل أن يدلف إلى غرفته سمع ريهام التي خرجت من إحدي الغرف تقول: معلش يا يزن قبل ما تنام تعال وصلني عند منال.
يزن بمشاكسة: لاء مش جاي، امبارح لبستيني فى قعدة هناك و كنت محرج جدًا.
ضحكت ريهام و قالت: ما اهو ابوك اللى جه، أقوله لاء مش هروح معاك عشان مستنية يزن!!
يزن بسخرية: لاء تركبي معاه و أروح أنا الاقيكي مشيتي.
ابتسمت ريهام و قالت: معلش بقى يا يزن أنت الكبير.
اغلق يزن باب غرفته مجددًا بعدما فتحه و قال باستسلام: أمري لله، يلا هوصلك.
بالفعل أوصل يزن ريهام إلى ڤيلا المنشاوي، و قبل أن يحرك سيارته و يعود أدراجه، تناهي إلى سمعه نداء والدته مرة آخرى، فزفر بضيق و قال: شكلها كدا مفهاش نوم النهاردة بسبب ماما.
ترجل يزن من سيارته و نظر إلى والدته الواقفة أمام بوابة الڤيلا و معها مريم، فسألها: فى حاجة يا ماما؟؟
ريهام بابتسامة: ايوه يا يزن، خد مريم معاك هتعدي على الكلية هتجيب حاجة و تيجي معاك البيت عشان تشوف فاطمة.
همس يزن لنفسه بصوت غير مسموع: مفيش نوم فعلًا، يا ريتني ما جيت.
سألته ريهام: بتقول حاجة يا يزن؟
ابتسم يزن بمجاملة و قال: لاء يا أمي، اتفضلي يلا يا مريم.
مريم بخجل يخالطه توتر: خلاص يا طنط أنا طالبة اوبر أصلاً، روح انت يا يزن.
ريهام بإصرار: أوبر ايه و يزن موجود، و الله ما يحصل، أمال يزن لازمته ايه!! يلا هتركبي معاه.
سحبت ريهام مريم من معصمها، و أركبتها السيارة رغمًا عنها، و أكدت على يزن قائلة: توصلها مكان ما هي عايزة، مريوم أمانة فى رقبتك.
صعد يزن الى السيارة، و اعاد تشغيلها متجهًا إلى مقر الجامعة، ران عليهم صمت لطيفة، قطعه يزن أخيرًا و قال: مريم، مش انتي خلاص اتخرجتي؟ راحة الكلية ليه؟
أجابت عليه مريم بصوت مسموع نوعًا ما: ايوه اتخرجت، بس راحة النهاردة عشان اسحب الملفات بقى و اجيب الشهادات ليا و لفاطمة.
يزن بتفهم: اها، يلا ربنا يوفقكم.
خيم عليهم الصمت ثانيةً، فكانت مريم جالسة فى هدوء و هي تشعر بالخجل الشديد، لدرجة أنها كانت تشعر أن وجهها يكاد أن ينصهر، أما يزن فكان سعيدًا بتواجدها معه، ف بالرغم من أنه لم ينم منذ يومين بسبب عمله، إلا أنه كان يتمني أن تطول هذه اللحظة إلى نهاية العمر، كي ينعم بتواجدها معه.
أخيرًا توقفت السيارة أمام بوابة الجامعة، دلفا كلاهما إلى الكلية جنبًا إلى جنب، و هما يلتزمان الصمت، و قبل أن يصلا إلى مقر الشئون اوقفهما صوت رجولي ينادي مريم.
توقفا و التفتا إلى الوراء فى وقتٍ واحد، و سرعان ما تهللت أسرير مريم من السعادة و أردفت بسعادة: دكتور آسر، ازيك؟
ابتسم آسر لتزداد وسامته، و أجابها: الحمدلله بخير، أنتي عاملة ايه؟ و فاطمة أخبارها ايه؟؟
مريم بود: انا الحمد بخير، و فاطمة كمان بخير و بتسلم عليك؟
فى هذه الأثناء كان يزن يطالع آسر من رأسه إلى أخمص قدميه رغبتًا فى تقييمه، فقد كان آسر شاب ذي بشرة بيضاء و لحية تنمو بخفة تضف إليه لمسة رجولية، بالإضافة إلى شعره الأسود المُمشط باحتراف و بندقيتيه اللتان تطالعا مريم بلطف، و كانت هذه المواصفات كافية لتجعل يزن يكتسي وجهه ببعض الاحمرار الذي أضاف إلى بشرته الامحية درجة أعلي تدل على حنقه و غيظه.
كان يزن محقًا فى غيظه، ف هذا آسر هو بالفعل محط لانظار جميع الفتيات فى الجامعة، و خاصةً أولئك المسؤول عن تدريسهم.
سأل آسر مريم باهتمام: امال فاطمة مش معاكي ليه؟
اتسعت ابتسامة مريم و أجابته: فاطمة مشغولة شوية، بس متقلقش جبت اخوها معايا…….
أشارت مريم إلى يزن: اه صح نسيت اعرفكم، دا الرائد يزن الشرقاوي.
ثم عكست اتجاه يدها وقالت: و ده دكتور آسر العتيقي، أحسن دكتور هنا فى الكلية….. ساعدنا كتير اوي لولاه كنا فضلنا فى الكلية لحد ما جت ساعتنا.(الموت يعني)
مد آسر ذراعه إلى يزن و قال ببشاشة: اتشرفت بمعرفتك يا سيادة الرائد.
ابتسم يزن بتكلف وقال بضيق مكتوم: الشرف ليا يا دكتور، مبسوط جدًا بمعرفتك.
آسر: أنا كمان، ألا قوليلي يا مرمي انتي هنا هتسحبي الملف؟
مريم بجدية: ايوه.
آسر بلطف: بلاش النهاردة، فى عدد كبير من الطلبة النهاردة عشان ياخدوا الشهادات، فممكن تروحي و أنا هبقى أجيبلك شهادتك انتي و فاطمة……. أنا كدا كدا جاي عندكم الخميس.
مريم بسعادة: اي ده بجد؟؟ ليه؟.
آسر بغموض: جاي أشرب شاي ده الوالد.
قالت مريم و هي تتخطاه: اتفقنا يا دكتور.
عاد ثانيةً إلى حيث قد ركن يزن سيارته، فكان يستشيط غضبًا بسبب غيرته عليها، و ها هو الغضب قد بلغ ذروته عندما قالت مريم: هو انت كنت بتكلم الدكتور كدا ليه؟ انا حسيت إنك دقيقة و هتضربه.
يزن بتهكم: كان المفروض يعني اتحزم و ارقص عشرة بلدي و لا ايه؟ مش فاهم!
مريم بتكشيرة: لاء مش ترقص، بس كنت متنشن كدا يعني لحسين إنك مش طايقه.
يزن ساخرًا: و عشان كدا يعني أصرتي معاه في الكلام!
مريم بضيق: دا دكتوري، يعني اتكلم معاه و أرحب بيه زى ما انا عايزة، و قريب أصلاً هيكون في بينا قرابة.
ربط يزن جملة آسر الآخيرة، بهذه الجملة التي تفوهت مريم بها الآن، فاعتقد أن هناك خطة للزواج، ف ضرب سيارته بقبضة يده و قال غاضبًا: مستحيل ده يحصل!
عقدت مريم ما بين حاجبيها و سألته باستغراب: هو ايه ده اللى مستحيل؟!
يزن بعصبية: إنك تتجوزيه!
ارتخت قسمات وجه مريم، و قالت بهدوء: و أنت يخصك ايه؟ و لا عايز تمنع جوازتي ليه؟؟
رد عليها يزن تلقائيًا و بلهجة غاضبة: عشان انا بحبك…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية بانتظار العشق ) اسم الرواية