Ads by Google X

رواية غرام العنقاء الفصل السابع عشر 17 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

  رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية غرام العنقاء الفصل السابع عشر 17

 -أنا مش هكذب عليكي، هو كدة فعلًا انا محبتكيش … مقولتش اني حبيتك .. يمكن اه اتسرعت شوية في طلبي منك للجواز.. بس انا مضحكتش عليكي وقولت اني حبيتك .. انا قولت عجبتيني و دي تفرق! لسه موصلناش لمرحلة الحب دي

ضحكت كاميليا بقهر .. كانت تتمنى أن ينفي كلامها .. ان يجيبها أنه احبها :

– لا صريح اوي … بس عادي انك تضحك على واحدة وتلعب بمشاعر طفلة مالهاش ذنب تقرب منها وتلعب لعبتك الحقيرة دي عشان ايه !!؟

عشان انت كنت من غير أم وهي لا.. هي امها متمسكة بيها

قاطعها بنبرة متحكمة:

– كاميليا … بلاش تبوظي كل حاجة … و حاسبي على كلامك

ردت ببرود :

– عشان بيوجعك ؟؟ نقطة ضعفك بقى مش كده ؟

باباك قالي كل حاجة متقلقش.

ثم اردفت بقسوة :

– ذنبي ايه بقى ادفع انا غلطات اهلك في حقك .. ذنبي ايه تفكر تتجوزني عشان تعوض اللي خسرته زمان

هدر نديم بحدة قائلا بتبرير :

– وانا غلطت في ايه لما فكرت في كده ؟؟ انا حبيت دانا و صعبت عليا أن باباها مش معاها .. وخوفت تحس نفس اللي كنت بحس بيه … ابقى غلطت ؟؟ غلطت عشان فكرت احميكي و احاول اعوضك خسارتك

اتسعت حدقتيها بذهول تحاول استيعاب صراحته :

– وحد كان طلب منك تشغل بالك بينا ؟؟؟ مين كان عينك وصي علينا اصلا … انا مش عايزة منك غير حاجة واحدة بس.. تبعد عن بنتي نهائي .. والا قسما بالله احكيلها كل حاجة واخليها تكرهك

مسح وجهه بيديه بزفرة قوية، ثم هتف :

-كاميليا اهدي لو سمحت… انتي عاقلة ومش ممكن تعملي كده… بلاش تبعدي دانا عني

ابتسمت كاميليا بثقة وقوة :

– لا هعمل.. و ممكن اعمل اكتر من كده … لو وصلت بيا لدرجة اني ممكن انقلها من الحضانة خالص عشان متشوفش وشك انقلها

زفر بإجهاد:

-دانا مالهاش ذنب دي طفلة بريئة بلاش تدخليها في حساباتنا

اتسعت عيناها بذهول .. قائلة بحدة :

-طفلة بريئة؟؟؟ وكانت فين الطفلة البريئة دي لما فكرت تعوض بيها خسارتك وتلعب بمشاعرها عطف منك مش اكتر … انت اللي دخلتها في حساباتنا

زفر نديم بضيق :

– انا مكنتش عايزها تحس بنفس اللي كنت بحس بيه وانا صغير .. كنت عايز احسسها أن باباها موجود … مكنتش عايزها تتوجع زيي وتعيش عمرها كله تسأل نفسها ذنبها ايه انها اتسابت

شهقت كاميليا بغضب:

– وانت كان حد اشتكالك؟؟؟ بنتي انا عارفة اعوضها كويس تالت ومتلت.. هي غيرك … بتقارنها بيك ليه ؟؟ هي ابوها اللي سابها.. مش امها زيك

رأته يرفع كفيه مدافعاً بحنق :

– كاميليا، أرجوكي، بلاش تبصي للموضوع من الجانب دا.. اهدي واعقلي كفاية الكلام اللي مالوش لازمة ده.. خلينا نفكر بعقل شوية وانا ممكن اعوضك عن كل حاجة مريتي بيها هجيبلك كل اللي نفسك فيه

صرخت باهتياج.. من حسن حظهم ان باب ونوافذ المكتب عازلة للصوت :

– افكر بعقل !؟؟ عقل ايه اللي افكر بيه ده …

انت فاكر انك تقدر تعوضني بفلوس ؟؟؟ بكل اللي انت فيه.. قربت مني ومن بنتي وكل شوية تصرف وتكلف نفسك .. نديم بيه المهدي .. رجل الأعمال المعروف بقوته ونفوذه هيتجوزني انا ! … قال إيه علشان تحميني وتكون لي سند ، لكن بقى يطلع البيه عايز يعوض عقدة النقص اللي عنده اللي كان محروم منه

همس بندم :

– كاميليا انا عارف اني غلطت اني فكرت كده … بس ده مش معناه أنك تكرهيني اوي كده … تعالي ندي نفسنا فرصة نبدأ على صراحة ووضوح انتي خلاص بقيتي عارفة كل حاجة

رمقته بغيظ وهي تهتف بصوت مخنوق:

– اديلك فرصة ؟؟؟؟ انا مش هغلط مرتين .. مش هكرر التجربة دي تاني وادفع بنتي حساب ميخصهاش … عقدك انت عالجها بنفسك .. اقولك على حاجة روح لدكتور ولا ثيرابيست يا باشمهندس نديم … بدل مانت كده لسه مفوقتش من وجع مامتك

ثم اردفت بكره واحتقار وهي تبعد وجهها عنه :

– انتوا للدرجة دي الجواز عندكم لعبة … لعبة الست هي اللي تحاسب عليها .. انا مش هوافق اكون كده !

نفسي اعرف الست ذنبها ايه .. ذنبها ايه تدفع تمن كل حاجة بتعملوها

اقترب منها وتمكن من الأمساك بكتفيها رغمًا عنها، وأرغمها على النظر لوجهه:

-كاميليا، بصي لي لو سمحتي، كل اللي حصل كان غصب عني منكرش اني غلطت .. بس مش معناه أنك تبعدي عني انتي أو دانا .. انا صحيح مش متأكد من حقيقة حبي ليكي .. بس يمكن مع الوقت تبقى اكبر من الحب … انا اسف .. عارف اني غلطت اني فكرت بكده

بس انا انبهرت بيكي .. بشخصيتك … بتعملي كل حاجة كان نفسي امي تعمل ربعها ليا زمان .. انا دلوقتي واضح معاكي.. تعالي ندي نفسنا فرصة وانسي كل اللي فات ده

حاولت نزع أكتافها من بين أصابعه المتصلبة دون جدوى وهي تهتف بحرقة:

– لولا أن باباك قالي مكنتش هعرف … كنت ممكن متحبنيش وتطلقني .. كان ممكن تبوظلي حياتي زيه بالظبط .. زي ما هو دمرلي حياتي زمان..

أنزل ذراعيه وهز رأسه بأسف:

-أنا بعتذر، أنا آسف فعلا.. بس وافقي يا كاميليا… وافقي نتجوز .. انا عايزك معايا انتي ودانا

هتفت به بعنف :

– ده في احلامك … انا مش هتجوزك … ومن هنا ورايح انت ملكش دعوة بيا انا ودانا ..

ثم اردفت بابتسامة قوية وهي تمسح دموعها التي تساقطت :

– ولو حاولت تضايقني ولا تجيب سيرة الجواز ده تاني انا هخلي باباك ينقلني عنده في شركته …

وقفت كاميليا عند الباب لتفتحه لتعلن انتهاء الحوار بينهم:

-انسى كاميليا دي خالص وانسى دانا

أظلمت عيناه بغيظ وهو يهز رأسه بانزعاج :

– براحتك يا كاميليا .. انا حاولت اعتذرلك وانتي مصممة.. براحتك

ليخرج بعدها نديم من باب المكتب وهي تغلقه خلفه

____

لا تستسلم لليأس ولا تسمح للآخرين بأن يؤثروا عليك أو يقنعوك بأنك أنسان ضعيف غير قادر على فعل شيء تذكر دائماً بأن الله هو ربك وأنت عبده وأنك خليفته على أرضه وهذا يكفي لتشعر بقوتك

ذهبت كاميليا إلى الحضانة ومظهرها يدل على الحزن الشديد فقابلت جارتها “جهاد” والدة زينة صديقة طفلتها دانا

لتشعر ان بها شيء .. فأخذتها بعيدا عن الاطفال لتتحدث معها:

– مالك يا كاميليا انتي كويسة ؟

– كويسة

همست جهاد بقلق :

-ماتشيليش كده جواك.. اتكلمي و احكي.. انا موجودة معاكي

رمقتها كاميليا بغيظ مكتوم داخلها :

-اتكلم ؟؟ اتكلم ليه قوليلي

صمتت جهاد ولم تنزعج من منها لتتركها تفجر ما بداخلها قائلة بزهق:

-اتكلم عشان اسمع اللي يقولي احنا قولنالك كتير و حذرناكي وانتي اللي صممتي تكملي في الجوازة.. وبلاش بيت عيلة و بلاش تعيشي معاه واتطلقي حتى وانتي حامل وهما حاطين أيديهم في الماية الباردة.. والكل يفضل يجلد فيا و يزود وجعي و همي.. واللي يقولي ده كان اختيارك محدش غصبك على حاجة

هزت جهاد رأسها بأسف على حالها:

– لا يا كاميليا .. انتي برضو كنتي حامل من اول ما اتجوزتي .. احنا بس بيصعب علينا انك كملتي مع سامح واستحملتي عشان حد ميستاهلش

لتهتف بنبرة متحشرجة مدافعة:

-انتوا للأسف مش قادرين تفهموا ان كان تمسكي باختياري وبسامح عشان كنت فاكرة ان فيه الخير ليا .. كنت شايفة حاجات بسيطة كانت حلوة بيقولها ووعود انتوا مش شايفينها ولا حاسيين بيها

ثم اردفت وهي تشير إلى نفسها بألم:

-نفسي كل شخص بيأنب فيا يفهم حاجة واحدة بس..

ان محدش بيختار سكة وهو عارف انه هيتأذي فيها

ربتت جهاد على كتفها قائلة برقة :

-متبصيلهاش كده يا كاميليا .. ده نصيبك و ربنا كان كاتبلك كل ده .. و كان شر و ربنا بعده عنك..

وبعدين زي ما بنبص على الوحش لازم نبص على الحلو

ثم اردفت بفخر :

-بصي على نعم ربنا اللي محوطاكي ، وعلى المرات اللي جت أحسن ما كنتي تتوقعي.. بصي على نعمة ربنا أنه رزقك ببنوتة جميلة وكان ممكن بعد الشر بنتك تيجي مش سليمة بس عشان سلمتي امورك لربنا وعشان كنتي مظلومة جت على خير

شوفي توفيق ربنا ليكي وكرمه خلصتي دراستك ونجحتي واتخرجتي بتقدير كويس .. يمكن لو كنتي لسه متجوزة ومنفصلتيش كان ممكن متوصليش لشغل كويس زي اللي انتي فيه ده ولا كان ممكن حتى تتخرجي وتنجحي كده

تغيرت ملامحها قليلا من الحزن إلى الابتسامة :

-الحمدلله لولا كرم ربنا علينا ولطفه قادرين نكمل..

ثم اردفت كاميليا باستنكار:

-بس الناس بقت وحشة اوي .. مش بيبطلوا يتكلموا

جهاد بلا مبالاة:

– الناس كده كده مش بتبطل يتكلموا .. الناس بتتكلم على اللي لسه متجوزتش هنفرح بيها امتى واللي مخطوبة يتقالها هتتجوزي امتى؟.. واللي اتجوزت هتخلفي امتى؟ ولو خلفت هتخاوي ابنك امتى ؟ واللي اتطلقت هتتجوزي امتى.. حتى الأرملة مش بيسيبوها في حالها..


الناس مش هتبطل تتكلم صدقيني.. ومحدش هيقدر يرضيهم مهما عملتي .. عشان كده عيشي لنفسك ومستقبلك دول اللي هيسندوكي.. الست اللي معاها وظيفة كويسة ودخل هي دي اللي تتسند فعلا واخر حاجة تفكر فيها الناس .. ارمي كل ده ورا ضهرك وبصي لنفسك وبنتك وبس.. واكيد ربنا هيعوضك عن كل اللي مريتي بيه

الناس معاشتش مكانك ولا شافوا اللي انتي مريتي بيه يا كاميليا.. ولو شافوا ربعه محدش هيقدر يتحمل

ابتسمت كاميليا قائلة بحب :

– انتي جدعة قوي يا جهاد

جهاد بصدق :

– وانتي كمان .. و قوية وجميلة .. وانا واثقة ان ربنا هيعوضك

عندما تقول أنا في نعمة، تأتي النعمة باحثة عنك.. فـ الحمد لله دائمًا وأبدًا.

___________

بعد أن ذهبت لتجلب ابنتها من الحضانة وعادت معها إلى المنزل وبدلت لها ملابسها بسرعة .. حتى أنها طلبت من والدتها أن تطعم دانا .. لأنها تظاهرت بالإصابة بالصداع ودست نفسها تحت بطانيتها مصطنعة النوم .. بينما انهار كل تماسكها .. ووجدت نفسها تجهش ببكاء صامت لساعات طويلة

تساقطت دموع كاميليا بالانهمار بلا توقف هامسة لنفسها بغيظ:

– انتي بتعيطي ليه ؟ كفاية بقى..

فأغمضت عينيها بهمس خشن:

– هو مش اول راجل كداب و واطي تقابليه .. ومش اخر راجل .. كلهم كده

وجدت نفسها تستمر بالبكاء وهي تتذكر كل لحظة مرت معها معه .. منذ لقائهما الاول .. ووقوفه بجانبها بكل شيء .. و اهتمامه ب دانا وخوفه عليهم ..

دانا !!!

حتى الطفلة البريئة لم يتركها .. لقد تعلقت به كثيراً


أغمضت عينيها وتخيلت ما الفرق بينه وبين السامح !!

الاثنين كاذبين … خدعوها

هي شكت لحظات أنه تسرع بعرضه الزواج لها

ولكنه عزز غرورها الأنثوي جعلها تطير فوق السحاب وتشعر أن هناك رجل ممكن أن يحبها مرة أخرى ويفعل من أجلها المستحيل

لطالما كانت واقعية بعد الانفصال.. كيف أقنعها رجل مثله بالارتباط مرة أخرى ؟

سمعت صوت ابنتها تقول بهمس:

– ميكي .. مامي

دفعت كاميليا البطانية ونظرت إلى طفلتها الجميلة لتسألها :

– أيوة يا دانا .. عايزة تاكلي؟

تمتمت دانا:

– لأ .. آنا صفصف اكلتني

لتشهق بقلق وهي ترى عيناها الحمراويتين:

– ميكي انتي زعلانة ؟

هزت كاميليا رأسها متهربة:

– لا تعبانة شوية من الشغل

اتسعت عينا دانا بذهول:

– مامي لسه ممسحتيش المكياس “المكياچ” !

ابتسمت كاميليا بحزن :

– اه كنت تعبانة اوي رجعت نمت زي مانا

صاحت الطفلة بحماس:

– انا هشيلهولك

اقتربت طفلتها من التسريحة وأخذت مزيل المكياچ وكيس القطن المخصص له .. وبدأت بمسح اثار المكياچ من على وجه امها … وبعد أن انتهت همست لها بزعل طفولي:

– انا مش بحبك تحطي المكياس ده

اردفت دانا برقة:

– انتي حلوة من غيره يا مامي

قبلتها كاميليا بحب :

– انتي اللي حلوة اوي يا دونا .. انا محظوظة انك بنتي

ابنتها الوحيدة القادرة على تغيير مزاجها للأفضل

قلبت كاميليا في هاتفها.. فظهر أمامها اغنية ” تفاصيل حياتي ” لـ نهال نبيل”

“الحكاية بجد زايدة تعبي ليه مابينتهيش .؟

ولا ليه تفاصيل حياتي ذكرياتي بيوجعوا .؟!

لو يكون لعذابي فايدة كنت هسكت ماشتكيش

كنت والله هرضى عادي واسيب عنيا يدمعوا .!!

كتروا أحلامي اللي شايخة حاسه اني في دايره دايخة

عايشة قصة سخيفه بايخه حالفه عمري تضيعه

كل يوم أحلامي يقلوا اللي زيي في إيه فاضله .؟!

زعله عامل زي ظله في مين خياله يودعه .؟!”

شعرت وكأن الكلمات توصف حالتها .. ليزداد ملامحها حزنا أكثر

قطبت دانا جبينها بضيق … بينما اندست بجانبها وهي تعانق امها قائلة باعتراض :

– مامي اقفلي الأغنية دي مش بتخليكي مبسوطة .. انا هغنيلك اغنيتي اللي بحبها “شو حلو”.. انا صوتي احلى

ابتسمت كاميليا فهي تحب صوت ابنتها بشدة :

– غني يا روح مامي

بدأت طفلتها بالدندنة والغناء .. فرزقها الله بصوت رائع يعدل مزاج اي شخص يسمعه

“شو حلو حبيبي شو حلو

ها القمر شوفوا ما اجمله

بس انا ع بالي دلله

وحياتي ما حدا بقا يزعله

شو حلو حبيبي شو حلو

ها القمر شوفوا ما اجمله

بس انا ع بالي دلله

وحياتي ما حدا بقا يزعله

واسمحوا اذا بتسمحوا

واستحوا ما بقى بتجرحوه

لو زعل انا بصالحه

حبيبي بالقلب صاير مطرحه”

انتهت دانا عند ذلك المقطع لتهتف بتساؤل كعادتها كل مرة تغني لأمها :

– هاااه صوتي حلو!

قبلتها كاميليا بحب :

– انتي كل حاجة فيكي حلوة مش صوتك بس

ابتسمت دانا بصدق:

– أنتِ احسن مامي في العالم

شردت كاميليا بسعادة:

-كل مرة تقوليها بحس إني طايرة من الفرح

ثم اردفت وهي تعانق طفلتها بحب:

– انا بحبك قوي … أنتِ إللي ربنا عوضني بكِ

انسحبت دانا من عناقها لتطلب منها كأي طفلة مصرية شقية:

– انا عايزة التيلي “التليفون” العب عليه شوية

ناولتها كاميليا هاتفها وهي تحذرها:

– بس متبعتيش رسايل لحد ولا تمسحي حاجة خليكي مؤدبة وافتحي اليوتيوب او الالعاب بتاعتك بس

دانا بحرص:

– حاضر

بعد دقائق نامت ابنتها وهي تلعب على الهاتف المحمول .. لتهمس كاميليا بألم:

– شايفة يا دونا … نديم عمل فيا ايه

فعانقت ابنتها بقوة وهي تجهش بالبكاء مرة أخرى ولكن تلك المرة نهضت من السرير وتغطي ابنتها جيدا بالبطانية، ثم دلفت إلى الحمام لتغسل وجهها و تتوضى فهي نامت دون أن تصلي فرائضها عندما عادت من العمل

فرشت سجادة الصلاة .. لتصلي كاميليا وفي آخر سجدة لها دعت ربها بحرقة :

” ربنا ينتقم منك يا سامح انت واهلك … والله لا يسامحك ولا يسامح اهلك ابدا “

شهقت ببكاء لتدعي مرة أخرى بوجع :

“ربنا يخلص منكم كل حاجة وحشة حسيتها ومريت بيها بسببكم .. بحق كل دمعة وكل قهر و كل وجع مريت بيه هفضل أدعي وواثقة إن ربنا مش بيسيب حق حد اتظلم”

انتهت من صلاتها ونهضت لتجد والدتها دخلت إلى غرفتها في تلك اللحظة لتجلس معها وهي تمسح دموعها هامسة بحنان:

– والله يا حبيبتي ما يستاهلوا دموعك دي اوعي تضايقي نفسك ولا تزعلي عليهم لحظة واحدة.. والله انا كمان ما بنسى ولا ببطل ادعي عليهم … لانهم سابوا وجع كبير اوي في قلوبنا، و انشفي كده متبقيش طرية واجمدي انتي زي الفل يبقي متزعليش تجربة وربنا مطولهاش عليكي قولي الحمد لله عشان بنتك اكيد زعلانة لما بتشوفك كده وبتيجي تسألني افرح ماما ازاي وببقى مش عارفة ارد اقولها ايه.. ولو شافتك قوية هتفرح وتتسند بيكي..مضايقيش نفسك ومتزعليش دول مكنش يستاهلوكي

همست كاميليا بنبرة ساخطة:

-انتي فاكراني زعلانة عليهم ؟

لا يا ماما..ازعل عليهم بأمارة ايه انا زعلانة علي طاقتي و مجهودي اللي راحو علي الفاضي ..

زعلانة على وقتي اللي ضاع.. زعلانة عشان بسببهم كنت قافلة كل البيبان لأي فرص تانية في حياتي من خوفي يحصلي نفس اللي حصل..

لتردف بحشرجة :

-انا زعلانة على كل لحظة اتنازلت فيها و اتهاونت في حق نفسي وجيت علي روحي عشان واحد ميستاهلش… عملت كل اللي كان بيطلبوا مني عشان بحبه وعشان كنت فاكراه كويس معايا…زعلانة ان كل اللي عملتو وخد مني ومن روحي متقدرش ومطمرش فيهم ولا كان له اي قيمة عندهم …

لتردف بغيظ :

-انتي فاكرة ان بعد كل ده ابقى زعلانة عليهم!!

انا زعلانة على نفسي اللي ظلمتها معايا

زعلانة على اختيار غلط بدفع تمنه لحد دلوقتي بتعاقب عليه .. وهو عاش حياته واتجوز واكيد خلف دلوقتي وانا اللي بتعب وشايلة كل حاجة لوحدي

قاطعتها امها بثقة :

– مين قالك ان هو مش هيدفع التمن ولا هيتحاسب على ظلمه ليكي…

بصي خديها قاعدة يا بنتي..

الدنيا دي زي الكاس داير وهيلف على كله يعني هما هيدوقوا من نفس الكاس اللي دوقوه ليكي، هيتوجعوا وربنا هياخدلك حقك منهم

همست كاميليا برجاء :

– يارب يا ماما … بدعي من كل قلبي والله في كل صلاة ..مش ببطل ادعي عليهم

عانقتها امها بحنان :

-والله يابنتي فعلا داين تدان دي شوفتها في ناس كتير.. الدنيا حرفيا بتلف واللي الناس بتعمله بيتعمل فيهم يكفي انك عند ربنا مظلومة مش ظالمة حد

ثم اردفت بثقة:

– صدقيني هتيجي اللي تخلص منه كل ده ويعرف ساعتها قيمتك وان اللي معاه كان كنز وهو ضيعه

همست كاميليا بضيق:

– اللي سمعته أن مراته كويسة

امها بشرود :

– الله اعلم احنا مش عايشين معاهم .. انتي فاكرة بعد كل الدعوات دي ربنا مستجابش لسه، ما يمكن حصله بلاوي واحنا مش عارفين

ستجزى على قدر نيّتك وسعيك، لا تحزن إن شعرت أن خطواتك أبطئ مما كنت تتوقع، وأن الأبواب مفاتيحها أبعد مما كنت تتصور، إن الله يرى سعيك وسلامة نيتك، مهما تأخرت ومهما تعسرت، ثق بأن اليُسر سيأتيك عاجلاً أم آجلًا، فلعلّك تسعى وراء نجمةً، والله يُخبّئ لك مجرةً بأكملها!

____________________________________

لا تحزن، ولا تيأس لرُبما فِي المرة القادِمة تحدُث فرصةٌ أجمَل بكثير مِن تِلك التي مضْت ، ولرُبما ينتظرُك شيئاً أحبّ إليك مِما فقدت، ثق بالله دائماً و أبداً

لم يتحدث نديم مع كاميليا مرة أخرى منذ أن عاتبته ولم تتقبل اعذاره .. حسنا هو تسرع بعرضه الزواج عليها واستغلاله لها بتلك الطريقة.. ولكن هي واجهته بقسوة شديدة

كان اليوم .. هو يوم الحفل الذي أقامه والده.. بالتأكيد لم يأتي بباله أن كاميليا تحضر فهي ليست من اهتماماتها الحفل.. هي عملية أكثر

كان يرتدي بدلة رسمية سوداء بدون ربطة عنق وقميصاً أبيض..صفف شعره الاسود الداكن للاعلى بطريقة ملفتة انيقة ولم ينسى وضع عطره المميز الذي يخطف الانفاس .

وصل إلى مكان الحفل الذي أقيم في أحد الفنادق الشهيرة. دخل بخطوات واثقة كالمعتاد ، ولفت انتباه جميع النساء.

ظهر الدهشة في عينيه ، ولم يستطع أن يخفيها عندما رآها في الحفلة .. لم يكن يتوقع منها أن تأتي وتحضر .. كانت ترتدي فستانًا أحمر طويلًا ضيق من الخصر, وينزل باتساع , بينما اكمامه تنزل من كتفيها منسدلة مما أظهر جمال كتفيها بشدة ولكن حسنا هو يغطي صدرها .. لكنه يكشف كتفيها تماما .. لونه الأحمر يظهر بياض جسدها ونعومته ..

كان شعرها الأسود المموج يتدفق برفق حول خصرها… هي لم تجعله كله “ستريت” كعادتها.. تركت جزء منه مموج قليلا .. اقترب منها دون وعي ليتأكد من أنها هي ، كاميليا ، التي رآها أمامه ، وقد لفتت انتباه معظم الحاضرين.

كانت تقف وحدها .. بثقة وشموخ و رقة ..

اليوم كانت تضع مستحضرات تجميل كاملة زادتها فتنة وجمالاً .. ذُهل عندما رأى ذلك الروچ الأحمر الذي تضعه على شفتيها الممتلئة قليلا ..

يزيدها جمالاً واغراءا ..

انها بدت أنثى فاتنة مغرية بشدة

شعر بالغيظ والانزعاج .. تلك المرأة لا يجب عليها أن تضع اللون الاحمر عليها ابدا

فهي تلفت أنظار كل الحاضرين إليها وهي لا تدري..

اقتربت منها هامسا بابتسامة :

– اهلا يا كاميليا..منورة الحفلة

حيّته بإبتسمة صفراء قائلة:

– اهلا يا مستر نديم

سمعا صوت محمود متقتربا منهم ومعه هند … ليهمس قائلا بابتسامة عريضة :

– وانا اقول الحفلة نورت ليه … عشان كاميليا موجودة ومنورة الدنيا كلها بجمالها

ليرمقه نديم بنظرات حادة قائلا بصرامة :

– هو انت مبتعملش حاجة في حياتك غير انك تعاكس !!

رد محمود بشجاعة قليلا مُبرراً:

-اظن احنا هنا مش في الشركة يا مستر نديم ! يعني نعاكس بقى براحتنا

ابتسمت كاميليا بتشفي فمحمود معه حق.. لتهمس هند بمكر :

– براحتك يا حودة

ثم اردفت بحماس :

– تعالوا بقى نتصور الاول.. عن اذنك يا مستر نديم

وافقتهم كاميليا وابتعدت معهم عن نديم فهي أتت اليوم لتحرق دمه

شعر نديم بالغيظ من محمود .. لو كانوا بالشركة فكان نديم سيعاقبه على ما فعله منذ قليل..

افاق من شروده عندما تحدث وحيد بالقرب منه قائلا بفضول وهو يرمق كاميليا من بعيد :

– يا اخي ادفع نص عمري وأعرف طليقها الغبي ده طلقها ليه.. البنت زي القمر

صاح نديم بتهكم :

– حتى انت كمان عينك زايغة .. عيب عليك ده انت متجوز ومخلف !

وحيد بعبث :

-المشكلة مش في أن عيني زايغة.. المشكلة ان كاميليا النهاردة هتخلي اي راجل يشوفها ميقدرش يعمل حاجة غير انه يعجب بيها !

ليردف غامزا:

– شكلها فظيع فظيع

صرخ به نديم غاضباً ليرتفع حاجبا وحيد في دهشة:

– ما تلم نفسك بقى..

ليردف نديم محدثاً نفسه بغضب:

-ماشي يا كاميليا.. لابسة فستان احمر وايديك كلها باينة وكل واحد يعلق على جمالها ! وواقفة تتصوري..مااااشي اوي

_________________

بينما على الجهة الأخرى…

بعد أن التقطت عدة صور وحدها بالفستان الناري الاحمر .. فأنضمت لهم نسمة صديقتها القديمة فهي حضرت الحفل.. والتقطوا بعض الصور والسيلفي سويا.. لتطلب منها كاميليا :

– نسمة صوريني عند المكان ده..

-ماااشي بس انتي كمان هتصوريني

قبل أن تلتقط الصورة توقف نسمة قليلا.. لتسألها كاميليا بإستغراب:

– ايه مصورتينيش ليه ؟

نظرت نسمة خلف كاميليا بحرج :

– اصل فيه مز واقف وراكي … لو صورتك هيطلع في الصورة

تأففت كاميليا بضيق .. وانتظرت بضعة دقائق فالشاب لم يتحرك حتى الآن .. لتلتفت خلفها تراه .. فوجدت نفسها تطالعه بذهول وتوجس.. ليقترب منها ذلك الشاب وهو يحاول التعرف عليها

صاح بصوته الرجولي:

– كاميليا !! كاميليا مجدي ؟

لتهمس لها نسمة بالقرب من أذنها :

– كاميليا انتي تعرفي الواد المز ده !!

اومأت كاميليا بحماس :

– فراس

ابتسم الشاب الثلاثيني او بالأدق في الحادية والثلاثين من عمره … فكان يبدو وسيما جدا بشعر بني طويل وكثيف ناعم جدا، ذقن خفيفة تزيده وسامة .. وعيناه باللون العسلي.. وبشرة بيضاء..

ليهمس لها فراس بتساؤل:

– ايه يا بنتي فينك .. انا معرفش عنك حاجة من زمان

ثم أردف بلوم:

– ده حتى لما باباكي تعب ونزل مصر اديت رقمي لكمال اخوكي وقولتله يكلمني من الرقم المصري عشان ابقى اطمن عليكم بس مكلمنيش ومعرفش عنك حاجة من سنين

ردت كاميليا بحزن :

– تلاقيه نسي .. خصوصا أن بعدها حالته اتدهورت جدا ومات

رد فراس بحزن فهو كان يحب والدها جدا :

– انا عرفت من الفيس بوك أنه مات.. بس مكنتش عارف اوصلكم خالص.. واهلك مرجعوش السعودية تاني..

كاميليا بشرود :

– حصل حاجات كتير للأسف.. ومعرفناش نرجع و استقرينا في مصر بعد بابا ما مات

____________

على الجهة الأخرى صاح وحيد لنديم فجأة وهو يشير من بعيد على كاميليا:

– ألحق .. ده فراس شكله هو كمان عينه زايغة

شتم نديم بداخله :

– كانت ناقصاه هو كمان

ليسأل نديم باستغراب :

– هو فراس يعرفها منين اصلا ؟؟

ده بيشتغل في فرع الشركة بتاعنا في كندا

هز وحيد كتفه بغباء:

– مش عارف .. بس يمكن بيتعرف عليها

جذبه نديم بعنف قائلا بغضب :

– تعالي معايا

اقتربا من كاميليا وفراس ليسلم نديم على فراس ومن ثم يسأله:

– انتوا تعرفوا بعض ؟

تعجب فراس :

– نعرف بعض ؟ ده احنا عشرة عمر .. انا اعرف كاميليا من وهي لسه صغيرة لما كانت عايشة في الامارات وكنا جيران وباباها الله يرحمه كان صاحب بابا جدا

– مش انت شغال في فرع الشركة في كندا ؟

فراس برسمية:

– الاول كنت في السعودية بعدين سافرت كندا شغل واستقريت هناك وطبعا بنزل مصر كل فترة لو في شغل هنا بنظبطه

سألته نسمة:

– انت بتشتغل معاهم ؟

– اه

ثم أردف قائلا لكاميليا:

– انتي عارفة اني كنت محامي .. دلوقتي انا المستشار القانوني لفرع الشركة بتاعة منصور بيه في كندا

كاميليا بفخر:

– ماشاء الله

ليسألها بتذكر:

– وانتي بتعملي ايه بقى هنا في الحفلة دي ؟

– انا اتخرجت من هندسة وبشتغل في الشركة مع مستر نديم

صاح فراس بإعجاب:

– كمان بتشتغلي.. والله و كبرتي يا كوكي ..

نديم بتهكم:

– كوكي ؟؟

فراس ببراءة:

– ده دلع كاميليا .. بنقولها كوكي

هتف نديم ببرود:

– رخم

ارتفع حاجبي كاميليا وفراس بدهشة:

– نعم ؟؟

ليردف نديم مصححاً :

– الدلع .. رخم شوية

ردت كاميليا بلا مبالاة:

– لا ده حلو قوي .. كله بيقولي كوكي

غير فراس الموضوع قائلا بابتسامة :

– والله زمان يا كوكي .. كانت ايام حلوة .. كنتي لسه صغيرة بقى في المدرسة وانا كنت وقتها مخلص دراسة و بشتغل وجيران..

كاميليا بابتسامة:

– اه والله كانت ايام حلوة قوي .. والحياة كانت مثالية

ليسألها متذكرا:

– انتي بقى اخبارك ايه يا بنتي .. انا فاكر لما نزلتي مصر باباكي قال انك اتخطبتي على طول.. بس مفيش في ايدك دبلة ولا حاجة ! اوعي تكوني فركشتي !

شهقت كاميليا بندم :

– ياريت.. احنا اتجوزنا وانفصلنا

فراس بحزن :

– لا حول ولا قوة الا بالله ليه كده بس .. ده انا فاكر كنتي مخطوباله عن حب باين

زفرت كاميليا بضيق :

– للأسف محصلش بينا نصيب … وهو كان سلبي

تحدث فراس هامسا بغضب :

– زعلت والله انتي لسه صغيرة .. بس كله خير واكيد ربنا هيعوضك بحد كويس وهو من غير ما اعرفه اكيد بني ادم مبيفهمش وغبي

كاميليا بامتنان:

– ميرسي يا فراس

ثم أردف فراس بنبرة حاسمة:

-لأن اللي يلاقي كاميليا و ميقدرهاش بجد يبقي اكيد بني ادم مبيفهمش

نظرت كاميليا إلى نديم قائلة بنبرة ساخطة:

– في ناس كده مبتقدرش اللي في ايديها

اشاح نديم بوجهه بعيدا عنها .. لتسأله كاميليا فجأة :

– وانت اخبارك ايه؟ مخطبتش كده ولا حاجة؟

– انا خطبت ..واتجوزت، وانفصلنا

تغيرت ملامحها للحزن :

– ايه ده ليه كده؟

همس فراس بصوت منخفض :

– لا دي حكاية طويلة هحكيهالك بعدين

ليهتف فراس فجأة بصوت عال مغيراً الموضوع:

– لا بس قوليلي بقى..

– ايه ؟

ابتسم بإعجاب:

– ايه الجمال والشياكة دي كلها..

ثم أضاف بحزم :

– محدش يلبس احمر بعد كاميليا بقى يا جماعة

ضحك الجميع ما عدا نديم ليرمق نديم وحيد بحدة .. ومن ثم سحبه بعيدا عنهم قليلا وهو يستحلف له .. فهمس بحدة :

– بقولك ايه… تتصرف وتمشيلي فراس ده حالا

اتسعت عينا وحيد بتلاعب :

– ليه بس ده لذيذ قوي وبعدين انت مالك بقيت كده ليه ؟ ده اللي يشوفك كده يقول غيران بقى ولا حاجة

صاح به نديم بصرامة :

– انت سمعت انا قولتلك ايه ؟؟ نفذ اللي طلبته منك من غير لماضة

وحيد بغباء :

– وامشيه ازاي يعني اطرده !

نديم بمكر :

– لا يا غبي .. قوله في مناقشة عن المشاريع ومحتاجين استشارتك .. في مديرين بيسألوا عليك …

ثم أردف بعصبية :

-اي حوار ما تتصرف يا وحيد

وحيد بهدوء :

– الله طب أهدى كده… همشيه

ففعل وحيد ما أمره به نديم .. لينسحب فراس من أمام كاميليا ..

وما أن انسحب فراس وأتى نديم يقف معها .. استأذنت من نسمة لتتركها ومشت بعيداً

سار نديم خلفها ليسحبها من يدها في زاوية فارغة بالحفل…قائلا بحدة :

– تعالي عايزك

امسك بذراعها بحدة لتنظر اليه بإستغراب:

– انت ازاي تشدني كده … انت اتجننت !

انحنى بوجهه قريبا منها ، همس بغيظ معاتبا إياها بشدة :

– انتي اللي ازاي بقيتي كده … وبعدين ايه الفستان اللي أنتي لابساه ده !!!

انتفض قلبها من قربه لتهمس بغيظ :

– يخصك في ايه الفستان حلو و كله قالولي حلو اوي عليا.. عن اذنك عشان فراس شوية وراجع

افاقها صوت نديم الغاضب وهو يوقفها مكانها :

-ايه فراس ده كمان اللي انتي بتضحكي معاه

وقبل أن تحاول التحرك من أمامه للعودة إلى الحفل.. سحبها اليه لترتطم بصدره القوي هامسا باعتراض وهو يشير إلى الفستان :

-ده حلو ده !!!!

صاحت به باستنكار وهي تحاول الفرار منه بلا فائدة:

– ماله ؟ مش فاهمة

رد عليها بغضب :

– عريان كده .. وبعدين عاجبك الناس تتفرج عليكي بالشكل ده

صاحت مدافعة :

– حلو على فكرة..انت اللي ذوقك مختلف مش ذنبي..

قهقه ضاحكا وهو يشعر بانفاسها تشعل صدره بجنون :

-مشاكلنا كلها اتحلت ومسكنا في الفستان حلو ولا لا !

نظرت له بغضب وهو قريبا منها بشدة ويديه تمسكها بينما يداها في المنتصف بينهم تحاول الابتعاد :

– ابعد شوية قولتلك

صرخت به لتحاول أن تدفعه بيدها بعيداً ولكنه لم يتحرك لتضربه مرة أخرى في صدره بعنف موجهه لكمات سريعة له:

– انت ايه مبتسمعش ؟ قولتلك ابعد

خارت قواها .. فهو لم يتزحزح بينما أنفاسها تتعالى بعنف .. ليسألها بمكر :

– عايزاني ابعد ليه؟

لتومأ له ناظرة للأرض بسأم:

– عشان عايزة ارجع اقعد مع زمايلي

ليهمس بتوجس:

– زمايلك ولا الواد الرخم ده اللي اسمه فراس

رفعت عيناها له لترد مدافعة بعبس :

– فراس مش رخم متقولش عنه كده !

ليهمس بجانب أذنها بنبرة خشنة محذرة:

-كاميليا .. هترجعي وتقعدي مكانك باحترام زي ما دخلتي الاول .. والا هيكون ليا معاكي تصرف مش هيعجبك ولا هيهمني منظرك ولا منظري …

كاميليا بعناد :

– انت فاكر نفسك هتتحكم فيا مثلا !!

قربها منه أكثر بقوة .. ليهتف بشراسة وهو ينظر إلى ملامحها :

– كاميليا بلاش انا … بلاش تستفزيني عشان تصرفي مش هيعجبك..فاااهمة

نطق آخر كلمة بصراخ لينتفض جسدها دون وعي وتومأ بقوة ليهتف هو بنفس الحدة:

– هتدخلي تقعدي لحد ما الحفلة وتخلص وملكيش دعوة بأي حد … ولا اللي اسمه فراس ده … وتقعدي بعيد اصلا عنه

ليهمس بعدها بنبرة ماكرة :

– عايزاني ابعد عنك ؟

كاميليا بتوتر:

– اأ..أيوة

تركها نديم ليبتسم هامسا قبل أن تمشي من أمامه:

– كاميليا..

نظرت له هامسة :

– نعم

شعرت بأنفاسه تقترب من اذنها هامسا برقة:

-انتي كل حاجة فيكي حلوة ومظبوطة وشكلك حلو اوي..

انخفضت عيناها بخجل .. لتراه يمد يده بحرص دون أن يلمس كتفها.. ليرفع اكمام الفستان المنسدل على كتفها إلى الاعلى :

– ارفعي الفستان ده كده

ردت كاميليا بتبرير:

– الاستايلنج بتاع الدريس كده

زفر نديم بسخرية :

– انا نفسي تفكك من الجو ده وخلي اللبس بتاعك على طبيعته مش لازم اختراعات

ليأخذ بعضا من شعرها الكثيف يداري به ذراعها يآمرها قائلا:

– خلي شعرك كده مداري كتفك

لا تعلم لما هي وافقته على التغيير الذي فعله بشكلها .. حتى أنها نسيت للحظات ما فعله بها .. ولكن ما أن عادت إلى زمائلها.. حتى قالت لها نسمة أن فراس سأل عليها وأعتقد أنها غادرت الحفل … ولم تراه مرة أخرى حتى نهاية الحفل.. حتى أنه لم يأخذ رقمها .. شعرت بالضيق فهي شعرت بالسعادة انها رآته مرة أخرى..

بينما كاميليا التزمت جلستها ولم تتحرك حتى لا يحتك بها نديم مرة أخرى .. وعلى الجهة الأخرى كان يتابعها بعينيه ويرمقها بحذر من حين إلى آخر .. حتى لا تحتك بأحد

وقبل نهاية الحفل .. خرجت كاميليا من باب الفندق لتجد نديم خلفها قائلا بحرج :

– كاميليا ..

عقدت ذراعيها بضيق :

– خير ؟ في حاجة تاني ناوي تعملها !

وقف نديم أمامها قائلا:

– لا بس هوصلك انا

همست بصرامة :

– مينفعش يا مستر نديم … مالوش لازمة .. وبعدين علاقتي بيك المفروض متتعداش مدير وموظفة عنده.. مالوش لازمة كل الجنان اللي انت عملته ده.. بعد اذنك..

همس نديم مبرراً لها بندم :

-انا عارف ان اللي عرفتيه ضايقك بس

قاطعته كاميليا وهي تقف لتوقف سيارة أجرة :

– مفيش داعي توضح حاجة وكل حاجة اتوضحت خلاص ..بعد اذنك ..؟ عشان همشي

لتتركه كاميليا وهي تتحرك ناحية السيارة الأجرة التي اوقفتها … لينادي عليها نديم من خلفها ولكن هي اكملت سيرها نحو السيارة

_________

في اليوم التالي

كانت تجلس على مكتبها تعمل .. لتجد من يقف بالقرب من باب المكتب هامسا بعبث :

– لا طلعنا شاطرين وبنشتغل فعلا

ابتسمت كاميليا بحماس :

– فراس.. ايه الصدفة الحلوة دي

هتف فراس بمرح ليخطو الي داخل المكتب حتى جلس امامها:

– لا دي مش صدفة… انتي امبارح مشيتي بدري ولا اختفيتي مش عارف فين .. بس سألت عنك وحيد قالي أن ده مكتبك

ضحكت كاميليا قائلة:

– نورت الشركة ومكتبي المتواضع

______

اتصل وحيد على نديم هامسا بعبث:

– ايه يا باشا … بقولك

صاحبك فراس جه الشركة وسأل على كاميليا وقولتله مكتبها فين..

اغلق نديم الهاتف في وجهه .. هامسا بغيظ :

– ماشي يا وحيد الكلب بتعرفه مكان مكتبها

______

ضحك فراس وهو يتسرجع مع كاميليا ذكرياتهم :

– لا بس كانت ايام حلوة.. فاكرة لما فاتن اختك ضربت الواد اللي كان بيعاكسكم..

ضحكت كاميليا بشدة:

– كوين من صغرها فاتن

دلف نديم إلى المكتب فجأة .. ليصمت كلامهم بخجل

فهمس نديم بنبرة ساخرة :

– احنا هنا في شركة شغل يا استاذ فراس مش مقابلات شخصية !

ابتسم فراس قائلا بمكر:

-انا قولت كده برضو احنا ناخد ميعاد ونتقابل بره احسن يا كوكي

– عندك حق

سيقتله … يقسم أنه سيقتله .. وكأن فراس متعمد اغاظته ليردف قائلا:

– ولا نتقابل في البيت عندك احسن وبالمرة اشوف اخواتك ومامتك

اومأت كاميليا:

– اوكيه في البيت

ليطلب منها رقم هاتفها وهي ايضا اخذت رقم هاتفه وسجلته

فهمس قائلا بتلاعب :

– همشي انا بقى .. عشان مديرك ميزعلش أننا بنعطل الشغل

همست كاميليا بصوت منخفض جدا:

– كياد أوي من صغرك يا فراس

بينما فراس كتم ضحكته وهو يخرج من المكتب

وقف نديم أمامها وهو يرمقها بحدة :

– كاميليا

هتفت ببرود :

-ايوة خير

انطلقت الكلمات من بين شفتيه بعنف:

– ايه اللي بيحصل دا بقى؟؟ ده جاي لك مخصوص كمان !

كاميليا ببراءة:

– عادي جاري من زمان وجاي يشوفني

سألها بعنف :

– انتي في حاجة بينك وبين فراس دا ؟؟

برقت عينا كاميليا بدهشة بالغة وقد استوعبت ما يدور بذهنه لتردد بذهول:

– نعم

سألها من بين أسنانه :

– زي ما سمعتي ردي عليا

هتفت بحنق :

– حاجة ماتخصكش

– نعم

التفتت نحوه وهي تشير باصبعها نحوه بحدة:

– زي ما سمعت..دي حاجة ماتخصكش.. و اللي بيني وبين اي حد حاجة تخصني انا وبس … وياريت متنساش انك بتتعدى حدود كده

شعر بالغيظ من كلماتها … لتهمس بعدها بنبرة شيطانية :

– و عن اذنك عندي شغل ورايا لازم اخلصه… ولا المكتب اتحول لكلام شخصي فجأة !

رفع حاجبه باستنكار قائلا:

– ماشي يا كاميليا … هبعتلك انا بقى شغل زيادة تخلصيه طالما نفسك اتفتحت كده للشغل

كاميليا بابتسامة صفراء:

– براحتك يا فندم .. انت قولت اني شاطرة وبحب شغلي وانا مستعدة اخلص اي حاجة عادي

___________

في خلال فترة وجود فراس بمصر .. زاد تردده على الشركة بحجة رؤية كاميليا..

فكان يأتي في الأوقات التي مشغول بها نديم

واحيانا يأتي لها بالمنزل ويراها.. فلاحظت كاميليا اهتمامه بها وقربه.. بينما هي كانت تتعامل معه برسمية .. صحيح انها في بعض الأوقات بالبداية كانت تستغله قليلا لكي تكيد وتحرق دم نديم .. لكن بعدها كانت توقف كل شيء عند حده و فراس تفهم هذا .. لكن فراس كان يشعر أنه منجذب لها

شك فراس في نية نديم في بعض الأحيان ، بينما كاميليا أكدت له بأن لا يوجد شيء بينهم وعندما سألها عن مشاعرها لطليقها أكدت له بأنها انتهت عندما وقع الانفصال

هي لا تحمل له مشاعر سوى الكره والاحتقار

اليوم كان اجتماع يضم وجود فراس معهم لانه يخص بعض المشاريع بـ كندا ويستدعي وجوده

قبل بدء الاجتماع… دلفت كاميليا لتجد نديم وبجانبه وحيد

وبعدها دخل فراس وجلس بجانبها فزفر نديم بضيق قائلا :

– استاذ فراس حضرتك المفروض تقعد في الاول ناحيتي عشان الحاجات اللي هتشرحهالي و نمضي عليها … ولا انت خلاص بقيت عاجبك القاعدة هناك !

اومأ فراس ببرود :

– عارف .. انا بس كنت بسلم على كاميليا

رد نديم ساخراً :

– سبق وقولتلك ان دي شركة شغل .. مش مكان للحكايات الشخصية

رد فراس مصححاً :

– كنا بنتكلم في مواضيع عائلية.. بس تمام هرجع عندك لما يبدأ الميتنج

صاح نديم بصوت منخفض بحنق يسمعه وحيد فقط :

– نفسي اعرف هو حاشر نفسه في عيلتها ليه.. يخربيت برود اهله

ارتفع حاجبي وحيد بدهشة :

– نفسي اعرف انت الوحيد اللي شايفه بارد ازاي .. ده فراس زي الفل

زفر نديم بغيظ :

– والله ما ناقصة برودك انت كمان …

بينما على الجهة الأخرى همس فراس بصوت عال قائلا بإعجاب:

– لا بس الطقم بتاعك النهاردة شيك قوي

ابتسمت كاميليا بامتنان :

– ميرسي يا فراس

فراس بابتسامة :

-طول عمرك حلوة بس لما كبرتي احلويتي بزيادة اكتر

ثم أردف بتمني :

-بصراحة لو كنت أعرف إنك بقيتي بالحلاوة دي كده كان زماني رجعت مصر من سنين.. ايه الجمال ده كله بس

بينما نديم لم يستطع ألا يحدق بهم بضيق فقد أشعلت الغيرة صدره بما يراه أمامه

لماذا يغار عليها وهو لا يحبها !

همست كاميليا وهي تحدق بنديم :

– ميرسي يا فراس .. بس صدقني مكنش هيبقى له لازمة … دا انا رميت الرجالة كلهم ورا ضهري ومش ناوية ابصلهم تاني

-ليه كده بس

ردت كاميليا بثقة:

-عشان هما مبيدخلوش في حياتنا غير عشان يدمروها بس

رد نديم بتهكم:

-شكلك لسه مقابلتيش الراجل اللي بجد في حياتك يا كاميليا

ابتسمت كاميليا باستنكار:

-لا والله كلهم نسخة واحدة مكررة

ضحك فارس قائلا بلوم :

– حتى انا ؟؟ لا لازم تغيري رأيك بقى

نظرت له كاميليا قائلة بتأكيد:

– بصراحة يا فراس انت ممكن تبقى غير بقى … لأني اعرفك من صغري وكنت بتخاف عليا انا واخواتي جدا… طول عمرك شهم وراجل

ضحك فراس باستمتاع :

– You made my day يا بنتي والله

ردت كاميليا بثقة:

– دا بجد يا فراس انت جدع فعلا..

صاح نديم بصرامة لوحيد:

– شوفلنا الناس اتأخروا ليه بسرعة…

اعترض وحيد قائلا:

– دي مش مهمتي يا باشا دي مهمة السكرتيرة بتاعتك.. ولا انت عينتني سكرتيرة ؟؟

زفر نديم بغيظ :

– قسما بالله ما ناقصة لماضة اهلك

__________

بعد مرور عدة أيام

في منزل كاميليا

كان يزور والدتها وكمال .. فوجد فاتن بالمنزل فقرر أن يتحدث معها قبل ان يفاتح كاميليا بالحوار :

– فاتن ازيك

– ازيك يا فراس

فراس بأدب:

– كنت عايز اتكلم معاكي

أومأت بابتسامة :

– اه طبعا اتفضل.

رفع رأسه بتردد:

– انا بصراحة عايز اتكلم معاكي في حاجة ومش عارف اتكلم مع مين فيها

ثم أردف بجدية :

– انا بحب كاميليا

ايه رأيكم في شخصية فراس ؟

متوقعين فاتن هتقوله ايه ؟

تفتكروا فراس لحق يحب كاميليا ؟

متوقعين فراس انفصل عن مراته بسبب ايه ؟

google-playkhamsatmostaqltradent