رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية غرام العنقاء الفصل التاسع عشر 19
هُناك من يرى الحب حياة، وهناك من يراه كذبة
كلاهما صادق : فالأول التقى بروحه, والثاني فقدها.
– محمود درويش –
نظرت كاميليا أمامها لتجد نديم بدلا من رمضان .. فهمست باستغراب :
– نديم !! انت انت ازاي تركب بدل رمضان !
تجاهلها وهو يأخذ دانا إليه وهو يجلسها على قدميه
همست دانا بحب:
– وحشتني أوي يا ديم
– وأنتِ كمان يا روح ديم أنتِ..وحشتيني يا دونات
شعرت كاميليا بالغيظ من تجاهله لها .. فتحدثت كاميليا بحيرة :
– طيب ازاي ! ده رمضان وقف وقال إنه نازل يشتري حاجة من الصيدلية اللي هنا وجاي ! …….
سألها نديم ببراءة وهو ينظر حوله في الشارع الفارغ:
– فين الصيدلية دي !
نظرت من النافذة وهي تشير إلى الصيدلية.. فلا تجد أي أثر لها :
– اللي هي …
قطعت حديثها لتتفهم خطته الدنيئة لإحضارها إلى سيارته برغبتها دون إكراه.
– مفيش اي صيدليات هنا و رمضان مشي
صاحت كاميليا بهجوم :
– كنت قاصد كل ده عشان تنفذ كلامك وتخليني اركب معاك العربية صح ! …… كل دي كانت خطتك مش كده؟
نديم ببراءة وهو يقبل دانا من رأسها :
– كنت عاوز اشوف دانا وحشتني !
كاميليا بغضب :
– حضرتك ضحكت عليا !
وخليت رمضان كدب عليا
نظرت الطفلة لأمها باستغراب و قلق
نديم بتملل :
– خلاص بلاش اڤورة عشان دانا.. وبعدين اديكي ركبتي معايا العربية من غير حجج .. و محصلش ليكي حاجة اهو .. ده انا حتى هخليكي تقضي يوم محصلش
فتحت كاميليا باب السيارة بقوة:
– انزل كده عشان دانا
– اوك
نزل نديم من السيارة وراءها … لتتحدث كاميليا بدهشة :
– انت …. انت ازاي كده ؟ فاكر نفسك مين عشان تمشي كل حاجة على مزاجك ؟ !!!! ……. انا خلاص اكتفيت من تحكماتك دي وهسافر قريب واشتغل في كندا.. و هاخد دانا دلوقتي عشان نمشي من هنا
استدارت لفتح باب السيارة ، ووجدته يمسك معصمها بإحكام.. فتألمت، خرج منها أنين الألم.. تجاهلها وزاد من شدته ليهتف بنبرة أرعبتها:
– بطلي عناد بقى .. واسمعي الكلام انا مش هسيبك تسافري كندا.. ولا هسيبك تاخدي دانا
صاحت كاميليا بحدة :
– سيبني … سيبني بدل ما افضحك وألم عليك الناس
وجدت يده الكبيرة تحيط بفمها ، تحبس أنفاسها .. تحاول الهروب من قبضته .. بينما ذراعه القوية كانت تحيط بخصرها
أتى صوته وقال بغضب:
-مفيش حد هيسمعك دا طريق فاضي.. ودلوقتي بطلي عصبية واهدي عشان بنتك متسمعش حاجة ومتاخدش بالها
ليفلت يده من على فمها عندما تأكد أنها سوف تهدأ ولم تصرخ او تفعل شيء مجنون !
– ليييه دا انت خاطفني بقى كده !
تحدث نديم من بين أسنانه:
– حاجة شبه كده .. صدقيني لو حاولتي تصرخي مفيش اي مخلوق في المكان دا وغير كده مش في مصلحتك عشان بنتك هتخاف
كاميليا بنبرة ساخرة:
– كل دا عشان قولتلك هسافر وهتجوز !
اقترب منها أكثر قائلا بإصرار :
– عايزة تسافري عشان تتجوزي الواد الرخم اللي اسمه فراس دا ؟؟؟؟ دا بعينك اصلا مش هيحصل فاااهمة … مش هسيبك تضيعي مني
ثم أردف بتحذير ارعبها :
-دلوقتى هتدخلي العربية هتقعدي زي الشاطرة … وتبقي مبسوطة عشان بنتك متلاحظش حاجة … عشان مشوارنا طويل .. واياكي يا كاميليا تحاولي تتصرفي بغباء قدامها .. هتشوفي مني تصرف مش هيعجبك
هتفت بسخرية :
– وانت من امتى بتتصرف تصرفات بتعجبني اصلا !
أمسكها من ذراعها بحدة :
– دا انا اللي تصرفاتي مش بتعجبك صح ! اومال مين بقى اللي بيعجبك … الواد الرخم الملزق دا فراس !
صاحت كاميليا بشراسة :
– قولتلك فراس مش رخم متقولش عنه كده..
رقت يداه المتشبثة بذراعها حتى تركها تماماً في حين اعتدل هو فى وقفته واضعاً يداه فى جيوب بنطاله ليهمس بهدوء :
– كفاية عشان البنت متلاحظش حاجة .. اهدي واركبي العربية
لم يتلق أي رد من ناحيتها ، فرفع نظراته إليها ، وهو يشير إلى باب السيارة والأمامي خاصة !
لتدلف إلى السيارة رغما عنها ..
بينما هو ركب بجانبها وقاد السيارة قليلا حتى توقف أمام ماركت بنزينة على الطريق
ووجدته ينظر إليها بابتسامة عريضة ويسألها بهدوء:
– تحبي تاكلي ايه وتشربي ايه ؟
رفضت كاميليا بعناد :
– شكرا مش عايزة حاجة
نديم ببساطة:
– لا الطريق طويل .. قولي عايزة ايه اجيبلك معايا عشان هتجوعي نفسك على الفاضي
جزت على أسنانها :
– اكل ايه وانت .. وانت !!!
ثم همست بصوت منخفض حتى لا تسمعها ابنتها :
– خاطفنا !
اللعنة !! ، ألا يهتم بما هي عليه الان؟ ….. ما خطب هذا الغبي هل هو بلا مشاعر ولا احساس؟
ليهمس بهدوء ، وتلك الابتسامة التي يرسمها كانت لا تزال مرسومة على شفتيه:
– انا بقول اجيب سينابون وقهوة اسبريسو وشوية حاجات تانية تسلينا في الطريق .. مناسب ولا ايه رأيك ؟
حركت رأسها إلى اليسار واليمين دون أن تصدق ما سمعته …… هل أصيب هذا الرجل بالجنون؟
كاميليا بابتسامة ساخرة:
– انت مجنون والله
تجاهلها فهو اليوم يريد أن يجعل دانا سعيدة ويريد ذلك اليوم مميز لدانا ولـ كاميليا
اشترى اشياء كثيرة لهم وفرحت دانا بكل ما أتى به لهم .. فأحضر من جيبه قطعتين شوكولاتة كبيرتين بيضاء لـ دانا وكاميليا
اخذتها كاميليا بصمت فهي في تلك اللحظة لا تطيقه حتى لو تحب تلك الشوكولاتة المميزة التي يحضرها لها
فهمس نديم وهو يناول دانا قطعة الشوكولاتة الخاصة بها :
– و دي عشانك يا دونات
صفقت دانا بسعادة هي تحبها كثيرا وخاصة التي يحضرها لها نديم
لتسحب نديم من راسها وهي تقبله برقة من وجنته قائلة بخجل وامتنان :
– و البوسة دي عشانك يا ديم
ابتسم نديم بشدة من قبلتها الجميلة .. هو يقسم أنه يحب تلك الطفلة، هو لا يريد لها أن تمر بما هو عانى منه بطفولته !
لماذا لا يتفهمه طبيعة علاقته بها !
هو يحبها بحق.. ولا يريد استغلالها
هو ليس بحقير إلى تلك الدرجة ليدخل طفلة بحساباته !
فنظر نديم إلى كاميليا قائلا بصوت منخفض بنبرة ماكرة :
– والله فيكي الخير يا دانا.. دي مجتش من مامي !
شهقت كاميليا بذهول من وقاحته .. لتضغط بكعب حذائها على قدمه بعنف فتأوه نديم بضحك فهو من جلب ذلك لنفسه.. لتترك دانا ما بيدها وهي تطمئن عليه وتقبله مرة أخرى حتى يهدأ..
بعد انتهاءهم من تناول المشروبات وبعض الاكل .. رجع نديم يقود السيارة مرة أخرى
قبل أن يصلوا بمدة .. نظرت إليه كاميليا عندما وجدت دانا نعست قليلا على حجرها فهي قد أحضرتها إلى الكرسي الامامي عندما نامت :
– انت عايز مني ايه !! بتعمل كل ده ليه معايا.. ورايح فين كده !
نديم بغموض:
– لسه هتعرفي لما نوصل .. كل الحكاية اني عامل مفاجأة ل دانا
– و هي دانا اشتكتلك !!
كانت تضغط على أسنانها بشراسة
واخيرا وصلوا إلى الطريق .. فنزلت كاميليا وهي تيقظ دانا .. فحملها نديم متناولا إياها منها.. بينما هي تسأله :
– احنا فين كده؟
– العين السخنة
شهقت كاميليا بصدمة:
– هاااه
رد نديم بهدوء وهو يتحدث مع أحد بالهاتف :
– الشاليه بتاعي
– والله انت مجنون ! هنرجع ازاي دلوقتي
– في ايه الطريق مخدش ساعتين اصلا
ثم أردف إلى الهاتف قائلا:
– أيوة … جهزتي كل حاجة .. تمام احنا داخلين
دلفا إلى الشاليه.. فوجدت سبعة فتيات يقفون بجانب بعضهم منتظرين نديم بابتسامة
– مستر نديم .. كل حاجة شبه جاهزة خلاص..
لتنظر فتاة أخرى إلى دانا قائلة:
– بس البنوتة مش جاهزة
نظر نديم إلى دانا قائلا:
– دونات .. ممكن تدخلي مع طنط تغيري هدومك
شهقت الفتاة بافتعال مبالغ به :
-طنط ايه بس يا نديم بيه .. انا عندي 26 سنة لسه صغيرة
ثم اردفت بصوت مدلل قليلا وهي تشير إلى نفسها :
– ولا انت بقى مش اخد بالك وفاكرني كبيرة !
نزع نديم نظارته وهو ينظر إليها قائلا بابتسامة :
– لا شكلك اصغر اصلا نقول 20 كفاية
ضحكت الفتاة برقة على مجاملته اللطيفة
الوقح !! يغازل الفتاة أمامها !
لكزته كاميليا بصدره بقصد وهي تأخذ ابنتها منه بعنف فلاحظ نديم غيظها ليهمس قائلا :
– سيبي دانا.. الأمورة دي هتساعدها تغير هدومها
صاحت كاميليا باعتراض :
– أمورتك مين دي اللي تغير لبنتي هدومها..
همس نديم للفتاة معتذرا:
– معلش اصلها متعرفش اني عامل مفاجأة ما انتي عارفة
– ولا يهمك يا نديم بيه
صاحت كاميليا بغيظ وهي تتركه وتركض بعيدا عنه :
– وكمان قايلها هي وانا لا !
ركض نديم خلفها ممسكا بها :
– انتي غبية ! بقولك مفاجأة هقولك ازاي يعني..
ثم أردف وهو يعيدها مرة أخرى إلى الفتيات :
– بصي دي أميرة مساعدة فاشون ديزاينر هتدخل معاكي تساعدك تلبسي بنوتك الدريس اللي انا جايبهولها
ثم همس بهدوء :
– والدريس اللي انا جايبهولك برضو
كاميليا باعتراض :
– انا مش هينفع !!
قاطعها محذرا إياها بنبرة حاسمة:
– وقبل ما تعترضي اهدي عشان بنتك هتخاف كده من طريقتك.. متنسيش اني قولتلك عاملها مفاجأة وبعدها اعملي اللي انتي عايزاه بعد كده بس اليوم دا يوم دانا
رمقته كاميليا بغيظ وتأخذها الفتاة إلى داخل الڤيلا الصغيرة بالشاليه.. هي مكونة من دورين دوبلكس صغيرة وامامها بحر واسع ورائع
دلفت كاميليا مع الفتاة بهدوء وألقت نظرة على نديم فوجدته يتحدث مع الثلاث فتيات الآخرين ويضحكوا سويا
بعد مرور وقت .. خرجت كاميليا هي ودانا .. ودانا كانت ترتدي فستان يشبه فستان أميرة من اميرات ديزني “ألسا” ولكن بطريقة احدث وأنيقة..
وصففت شعرها فتاة أخرى لـ دانا بطريقة رائعة بتموجات أنيقة ووضعت تاج صغير يشبه تاج الأميرات..
بينما كاميليا كانت ترتدي فستان بلون السماء ازرق فاتح انيق وجعلت شعرها “ستريت”
خرجوا من الڤيلا ليغمز نديم إلى دانا بإعجاب.. بينما هو كان استبدل بدلته إلى بنطال جينز وقميص أبيض يفتح ازراره الاولى ويظهر صدره القوي
حمل نديم دانا وهو يقبلها :
– اميرتي الحلوة
صاحت دانا بسعادة :
– انا بقيت شبه ألسا اللي بحبها يا ديم
ضحك نديم قائلا بثقة:
– صورتك اصلا المفروض تتحط معاهم في الفيلم
– انا فرحانة فرحانة أوي
ليأخذهم سويا إلى الناحية الأخرى من الڤيلا فوجدت كاميليا فتاة مفروش على الرمل ملاءة باللون الازرق في ابيض وفوقها اطباق من الفواكه والكرواسون والمشروبات والكب كيك والشوكولاتات بأنواعها والكيك بوبس والسينابون والدوناتس بألوان البحر بدرجات الازرق ، و بسكويتات على اشكال السا
وأشياء كثيرة من الحلويات لم تستطع التعرف عليها
واخيرا وجدت ستاند عالي وُضع عليه كعكة عيد ميلاد “تورتة” بحجم كبير جدا
مصنوع بعجينة السكر بثلاثة ادوار بشكل خرافي وكان فنان ما فعله !
مرسوم عليه ألسا واشكال رائعة طفولية
بينما من الخلف وجدت ديكور امام البحر على شكل ورود باللون الازرق والابيض وبلالين ملونة باشكال رائعة مكتوب على شكل Dana
صفقت دانا بسعادة وهي ترى كل ما فعله نديم من أجلها
– كل سنة وانتي طيبة يا احلى دانا في الدنيا.. كده كملتي أربع سنين خلاص
صرخت دانا بسعادة غير مصدقة :
– كل دا عشاني!
أومأ نديم بحنية:
– كل دا اصلا قليل عشانك
ضحكت دانا بشدة .. بينما كاميليا غير مصدقة ما فعله من أجل طفلتها..
ترك عمله لهذا اليوم ! وخطفهم وخطط لكل ذلك
لتجد فتاة تقترب منهم قائلة :
– اتمنى الحلويات تكون عجبتكم
ابتسمت كاميليا برقة:
– انتي اللي عملتيهم ؟ ماشاء الله فنانة
– أن شاء الله لما تدوقوا يعجبكم
نديم بامتنان:
– تسلم ايدك يا مدام مروة كل حاجة طلعت احلى ما اتفقت معاكي
سألته كاميليا بفضول :
– طيب مين الباقيين دول
فعرفها نديم على باقي الفتيات :
– دي آنسة ملك الويدنج بلانر اللي جهزت كل حاجة في الديكور، و دي أميرة مساعدة الفاشون ديزاينر طبعا عرفتيها ومعاها مي مساعدة مصففة الشعر ، و دي الفوتوجرافر و دي مصورة تانية بس ڤيديو بالموبايل
شكرتهم كاميليا وابتعدت كل واحدة منهم تكمل عملها وبدأ التحضير للعيد
رفعت كاميليا حاجبيها بدهشة لتسأله بصوت بمكر :
– هو كل التيم بتاعك كده ! مفيهومش راجل !
عبس نديم قليلا فهو لم يجلب اي رجل حتى لا ينظر اليها ويخرب اليوم عليهم .. فرد عليها بنبرة ساخرة :
– فيه عم عبده البواب بره مشوفتيهوش !
رمقته بغيظ .. ثم تذكرت ما فعله من أجل دانا و رؤيتها تركض بسعادة وهي تشاهد كل شيء فعله نديم من أجله لترد عليه بامتنان حقيقي :
– شكرا يا مستر نديم على كل حاجة عملتها .. انت بجد كلفت نفسك
نديم باستنكار:
– ما بلاش مستر دي !
احنا مش في الشركة
قولي نديم عادي
كاميليا باعتراض :
– لا طبعا مينفعش في حدود ما بينا
همس بنبرة ساخطة :
– حدود اه
-يلا عشان نحتفل بالعيد ميلاد ..
وقف بجانب دانا و كاميليا من الناحية الأخرى وبدأت ترتفع اصوات اغنية ” سنة حلوة يا جميل ” لـ نانسي عجرم فحملها نديم لكي تطول التورتة وهي تطفئ الشموع بينما كانت كاميليا تتابع كل شيء ونظراته ل دانا بابتسامة سعيدة
“سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد
قالتي مبسوطة النهار ده في عيد ميلادي الفرح زاد
شفت وردة أحلى وردة فتحت قبل المعاد
قالتي مبسوطة النهار ده في عيد ميلادي الفرح زاد
يا جمالك يا طعامتك عمري يطول بإبتسامتك
(ع الشفايف كل شايف (العسل زود حلاوتك
يا أحلى وردة يا، يا بنتي، كل جميل شفته السنة دي
عشت أنا في حضنك طفولتي، وعيد ميلادك عيد ميلادي
يا جمالك يا طعامتك) عمري يطول بإبتسامتك)
(ع الشفايف كل شايف (العسل زود حلاوتك
يا أحلى وردة يا، يا بنتي، كل جميل شفته السنة دي
عشت أنا في حضنك طفولتي، وعيد ميلادك عيد ميلادي
Happy, happy, happy birthday to you
Happy, happy, happy birthday to you
سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
سنة حلوة يا جميل، سنة حلوة يا جميل
Happy (happy) happy (happy) happy birthday to you
Happy, happy, happy birthday to you
العصافير من طيبتها، ليه تغني حلوة عود
صقفت لي بجنحتها، لما شافت لون خدودك”
تناولوا من التورتة وبعض الحلويات و استمتعا بيوم جميل والتقطت لهم المصورة لقطات كثيرة سعيدة بينهم
وفي منتصف اليوم رن هاتف كاميليا لتدخل إلى الڤيلا لكي ترد بينما الفتيات الستة يلعبون مع دانا ويصوروها مع نديم
فلاحظ نديم دخول كاميليا إلى الڤيلا ترد على هاتفها فأصوات الاغاني عالية جدا
ولكنها تأخرت.. ترك دانا ودلف خلفها فوجدها تتحدث مع فراس !
_________
دع الأشياء الرائعة تحدث هذا اليوم ، دع كل شخص يحصل على ما يرغب به قلبه ، دع الجميع يثير السعادة التي تخرجه من أحزانه العميقة هكذا دون أسباب ، أتمنى ذلك!
تحدث فراس من الهاتف قائلا:
– كاميليا .. انتي فين يا بنتي بقولك روحتلك الشركة ما لقيتكيش هناك ! عشان نخرج النهاردة بدري نحتفل بعيد ميلاد دانا
– فراس ..انا
لم تدرك أن نديم جاء إلى جانبها بمجرد أن سمح بالاسم الذي نطقته .. وأنه سمع ما قاله فراس على الجانب الآخر
– مبترديش عليا ليه ؟؟ انتي كويسة يا كوكي !!
انقطعت المكالمة .. حتى أدركت متأخرة أن نديم اختطف الهاتف من يدها وأنهى المكالمة بنفسه
شهقت كاميليا باعتراض :
– عملت كده ليه ؟؟ فراس قلقان عليا كده
قال من بين أسنانه:
– انتي بتردي عليه ليه اصلا !!
صاحت به بحدة:
– وانت مالك اصلا ! يخصك في ايه !
اكلم اللي أكلمه انت يخصك في ايه ! هات تليفوني أكلمه دا اكيد قلقان عليا دلوقتي .. دا راح الشركة ومش لقاني هناك
مدت يدها بنية الإمساك بالهاتف من يده ، لكن يده الأخرى سرعان ما أمسكت معصمها قبل أن تصل إليه .. فوضع الهاتف على الحامل الخشبي الموضوع عليه ديكور فوقه
زفرت كاميليا بغيظ :
– انت حطيته فوق كده ليه ! هجيبه ازاي انا دلوقتي
همس بنبرة خشنة :
– مش هتكلميه يا كاميليا
صرخت به كاميليا بعنف :
– ممكن تجيب الموبايل … انت مش متخيل الكارثة اللي انا فيها .. دلوقتي فراس ممكن يتصل بـ ماما أو فاتن ويقولهم ان انا مش في الشركة و كده …
صرخ بها نديم بغيرة :
– مش هتكلمي زفت قولنا
شهقت برعب وهي تتخيل ردة فعل أهلها لو علموا أنها سافرت إلى العين السخنة مع نديم ..
اللعنة .. سوف تحدث كوارث بسببه !
همست كاميليا بيأس وصوت مختنق :
– عشان خاطري هات الموبايل
حاولت أن تشب على قدميها لتطول الهاتف ولكن .. وضعه بمكان عالي جدا .. هو وحده من يطوله !
ابتسم نديم قائلا بتلاعب :
– عايزة الموبايل !
اومأت كاميليا بسرعة:
– أيوة يا مستر نديم
همس بجانب أذنها بمكر :
– نديم … نديم بس من غير مستر دي !
زفرت بضيق فهو يستغلها :
– نديم ممكن الموبايل
ابتسم نديم وهو يقول بنبرة خشنة :
– بس انا مش هجيبهولك .. انتي هتاخديه بنفسك .. فاهمة !
قبل أن تستوعب كيف تأخذه بنفسها .. شهقت وجدت نفسها بأنها تطير عالياً عن الأرض … فهو أمسك بها وهو يحملها من خصرها قائلاً:
– خدي موبايلك
جذبت هاتفها من فوقه وهي تستند على كتف نديم خوفا من السقوط.. فهو كان طويل جدا عنها ..
– ممكن تنزلني خلاص
– مش دلوقتي
بينما هو ترتسم على شفتيه ابتسامة عابثة ماكرة … شعرت بقوة ضغط صدره على جسدها .. ونبض قلبه مسموع لها .. وأنفاسه الدافئة.. رائحة عطره المميزة… كل هذا كان كفيل يهز كيانها
– نزلني
تجاهلها وهو ينظر إلى عيناها وملامحها .. وهو يشعر بقوة نبضات قلبه السريعة .. ومشاعره التي يستكشفها
أيعقل أن يكون احبها فعلا كما قال له الطبيب !
يريد أن يخبئها .. يكره حديثها مع فراس .. ومع اي رجل
لتمسك هاتفها وهي تتحداه قائلة بحدة:
– خلاص انا هكلم فراس وانا كده..
مجرد أن سمع صوت فراس مرة أخرى وهو يدللها .. لماذا يدللها اصلا !
يكفي انه يسمع صوتها … ويدللها الوقح
انزلها نديم بسرعة وهو يأخذ هاتفها هذه المرة وهو يغلقه فوراً
وقبل أن تأخذه منه مرة أخرى وتعترض..
سحب جسدها بعنف حتى اصطدمت بجسده بقوة وعلى أثر القوة لمست شفتيه شفتيها مقبلا إياها رغما عنها فحاولت الابتعاد .. فتشبثت يده بشعرها الناعم ممسكا إياها، ليسحق شفتيها بين شفتيه بقبلة كانت بالاول هادئة ومن ثم تحولت من شوقه لها إلى قبلة قوية … كانت يديها على صدره تحاول الإفلات من قبضته الممسكة برأسها من الخلف حتى شعرت بأصابعه تلتف اكثر حول خصلات شعرها الطويلة والناعمة … بينما هو يعمق قبلتهم … كانت قبلة أكدت له كل مشاعره تجاهها
تأوهت تحت شفتيه بأنين مكتوم .. فهو فقد السيطرة تماما .. بالكاد يشعر بمقاومتها لأنه أصبح أكثر حماسا وأعمق في قبلاته …
بينما هي لاول مرة تشعر بقبلة مثل هذه !
لاول مرة يقبلها رجل غير سامح
هي تزوجت نعم!
ولكن طليقها لم يقبلها هكذا ابدا
تتذكر أنه لم يقبلها الا مرات قليلة حتى !
وقبلة سريعة … لاول مرة تشعر بتلك المشاعر الغريبة
يا الهي ..
هذا خطأ .. خطأ
ما يفعله الآن خطأ.. هي لا تريد قرب اي رجل ابدا..
حاولت ايجاد قوتها بسرعة.. فـ دفعته من على صدره بعنف وصفعته بقوة على وجهه بغضب
وهي تضع يدها على وجهها لتترك دموعها تهبط على خديها
بينما هو شعر بالغضب من صفعتها له .. حسنا هو أخطأ بالفعل .. ولكن هي استفزته !
تريد أن تتحدث مع فراس.. رغم تحذيره لها
هو يكرهه بشدة .. يكرهه منذ معرفته أنه يريدها .. يريد أن يتزوجها !
اقترب منها نديم قائلا بحرج:
– كاميليا .. انا
دفعته بغضب شديد :
– اخرس.. انت تسكت خالص … متقربش مني !
اقترب منها محاولا تهدئتها بتبرير:
– كاميليا انتي استفزيتيني.. بسبب الزفت فراس دا
ضربته بعنف على صدره :
– قولتلك متقربش فاااهم
حاول نديم امتصاص غضبها :
– طيب ممكن تهدي..
شهقت بلزم :
– ليه عملت كده ليه؟؟؟ انا انا معملتش كده بعد..
قاطعها بسرعة :
– عااارف ومتأكد .. ممكن تهدي..
نظرت له بحقد من بين شعرها المشعث قليلا بسبب نديم :
– انا بكرهك ليه تعمل كده
نديم معتذرا :
– انا اسف … اسف والله مقصدش اخوفك كده.. اهدي بس عشان دانا متقلقش عليكي
نظرت إلى باب الڤيلا وهي تتذكر طفلتها.. فحاولت أن تمشي لتذهب لها :
– دانا..انا اتأخرت عليها
أمسكها نديم بسرعة قائلا :
– مش هينفع تطلعي كده.. اطلعي فوق ظبطي شعرك الاول
نظرت إلى المرآة التي بالريسبشن لتجد شعرها تغير تسريحته .. فرجعت تضربه مرة أخرى قبل ان تركض إلى السلم :
– بوظتلي شعري .. بكرهك
قهقه نديم ضاحكا .. لترمقه كاميليا بوعيد وهي تركض إلى السلم .. فركض خلفها..
دخل خلفها الغرفة الرئيسية التي دخلتها كاميليا للتو..وهي تعدل من هيئتها.. فأمسكت مكواة تصفيف الشعر “بيبي ليس” وهي تهدده بها :
– هلسعك بالبيبي ليس لو حاولت تقرب مني تاني فااااهم
رفع نديم يديه باستسلام قائلا :
– حرمت .. ولا اقدر اصلا !
ثم أردف باقتراح :
– طب اساعدك طيب ! اليوم هيخلص
– ملكش دعوة بيا اصلا … ولا تقرب مني
رمقته كاميليا بتحذير وهي تكمل تصفيف شعرها
واخيرا انتهت من تعديل شعرها مثل السابق .. ليناولها نديم هاتفها وهو يقول لها محذرا :
– موبايلك .. تقدر تكلمي اختك او مامتك تطمنيهم عليكي عشان لو فراس كان كلمهم ولا حاجة..
همست كاميليا بقوة :
– هكلم فـ
قاطعها بحدة :
– الواد دا اسمه ميتنطقش على لسانك اصلا مش تروحي تكلميه !
صاحت به كاميليا بسخرية :
– انت مجنون … دا متقدملي والمفروض أن احنا …
قاطعها وهو يتقرب منها قائلا بنبرة حاسمة:
– المفروض أن مفيش حد غيري اصلا هيتجوزك ..
سألته باستغراب:
– ليه يعني .. ما فيه غيري كتير قدامك … سيبني انا اشوف حياتي
نديم بابتسامة:
– عشان انا عمري ما هعرف اعوضك وعارف اني لو خسرتك مش هلاقي حد زيك تاني
اندهشت كاميليا من كلامه .. فهو لم يستطع سابقا أن يعبر لها بذلك الكلام.. شعرت بالسعادة قليلا من كلامه ولكن داخلها خوف
ليردف نديم بفخر :
– انتي أجدع بنت شوفتها.. وواثق انك هتكوني ام جميلة وعظيمة لأولادي .. زي ما انتي احن واجمل ام لـ دانا
كاميليا بحيرة :
– طب والكلام اللي باباك قالوا عنك وانت !
همس نديم بإصرار وتردد كما نصحه الطبيب :
– انا مكنتش فاهم .. مكنتش عارف اعبرلك عن اللي جوايا .. بس اللي انا متأكد منه دلوقتي .. ان انا
– ايه
نديم برقة لاول مرة ينطق بها لفتاة :
– انا بحبك..
ثم أردف بصدق حقيقي :
– عمري ما قولت الكلمة دي لأي بنت .. انا يمكن مشكلتي مكنتش بعرف اعبر بالكلام .. بعرف اعبر بالفعل .. بس شكلي هتعود اقوله عشانك..
شعرت كاميليا لاول مرة بالسعادة المختلطة بالفضول .. هي أيضا تكن له مشاعر ولكن الخوف يمنعها.. فهي وعدت نفسها من بعد طلاقها بعدم تسليم قلبها لأي رجل
خائفة جدا..
رن هاتفه ليجد الفتاة المصورة تتصل به تستعجله على قدومه .. فهمس نديم بجدية :
– انا هفهمك ليه عملت كده بس بعدين عشان احنا اتأخرنا قوي على دانا..
-وانا هتصل على اختي
”لهفة البدايات ليست حب ”
هو قرأ مرة هذه الجملة وتذكرها وفهم معناها
فـ لا يحب الإنسان بأسبوع أو شهر، لا يمكنك أن تحب البحر وأنت تقف على الشاطئ، يجب أن تغوص أعماقه، تضربك أمواجه، تضرب قدمك صخرة، وترى قاعه المُظلم، فلتمس عيوبه، وترى ظلماته، وتعرف كيف يغضب، وبعدها إما أن تحبه كله أو تكرهه كله
انتهى اليوم المذهل.. والتقطوا صور عديدة مع دانا وفيديوهات كثيرة ..
فطلب نديم تجهيز الحلويات وتغليفها جيدا في علب لتأخذها دانا إلى منزلها و احضر لها هدية رائعة لعبة كانت تحبها كثيرا وعروسة دمية لطيفة تشبه دانا
تذكر نديم ما قاله لـ كاميليا
يا الهي لاول مرة ينطق نديم بتلك الكلمة لفتاة
كان يتمنى من داخله أن كاميليا تقدر ذلك .. يتمنى أن لا تخذله ابدا .. لا يريد أن يجرب مرارة الفقد ابدا
بينما هي كانت تتمنى أن كلامه يكون صادقاً..
فهي لاول مرة ترى طفلتها تضحك بكل السعادة هذه مع شخص..
بينما في سيارته جلست دانا بينهم مستلقية في حضن امها سعيدة للغاية تقلب بالصور الخاصة باليوم على الهاتف..لا تستطيع نسيان كل ما حدث لها اليوم..بينما نديم يسرق نظرات إلى كاميليا كل حين وآخر
لتقفز فجأة من حضن امها وتتجه نحو نديم وهي تمسك بذقنه قائلة بتفحص:
– عندك غمازة زي فتونة
– فتونة مين ؟
– خالتو فاتن
بس هي عندها في خدودها وانت دقنك
– اه تقصدي طبع الحُسن؟
ابتسمت وهي تنظر له فهو يزيد من وسامته طبع الحسن المرسوم على ذقنه
لتضيف دانا :
– عيونك زيي يا ديم
– لونها Blue زيي
غمز لها قائلا بعبث :
– انا اطول ابقى زيك اصلا ؟
زي القمر كده
ابتسمت بطفولية وغرتها الناعمة تتساقط حولها بشعرها العسلي الاشقر:
– انت القمر كده كده
– عسل أنتِ .. عارفة انتي هتخليني افضل اتكلم معاكي كتير بقى عشان اسمع الكلام الجميل ده
– فاكرة لما كنتي خايفة اطلع نوتي؟
هزت رأسها بنفي :
-انت طلعت Good boy مش نوتي
ابتسمت كاميليا من مدى تقاربهم وسعادة ابنتها معه.. فهي معه تضحك على طبيعتها وتتعامل معاه بحب فطري
__________________
وصلت كاميليا إلى المنزل ونبهت على دانا أن لا تحكي لأحد ما فعله نديم لها حتى تفاتحهم بالموضوع اولا.. ولكن سوف توضح لهم أن نديم من احضر لها تلك الأشياء
وما أن وصلت إلى القاهرة.. رجع رمضان يقود السيارة بدل نديم.. واوصلها إلى منزلها وساعدها بأخذ العلب والأشياء الخاصة بـ دانا..
فـ دلفت كاميليا مع دانا إلى المنزل وهي تضع العلب بالثلاجة والباقي بالمطبخ
لتجد أن فاتن كانت أحضرت التورتة التي حجزتها لـ دانا واحتفلوا سويا مرة أخرى بعيد ميلاد طفلتها مع تساؤلات فاتن عن سر شراء كل تلك الأشياء لـ دانا.. ولكن كاميليا رمقتها بنبرة محذرة بأنها سوف تحكي لها بعدين
وفي اخر اليوم رجعت فاتن إلى منزلها مع زوجها .. لتجد كاميليا جرس الباب يدق .. فنهضت لتفتح وترى من !
لتجد أمامها فتاة تكبرها قليلا.. ببشرة خمرية فاتحة.. بشعر بني وعيون داكنة بنية .. جميلة .. بجسد رشيق
سألتها الفتاة بتردد :
– حضرتك مدام كاميليا !
اومأت كاميليا بإستغراب:
اجابتها بشموخ :
– انا انتصار … مرات سامح .. طليقك
ايه رأيكم في العيد ميلاد اللي عمله نديم ل دانا
و ايه رايكم في عيد ميلاد أهل كاميليا ل دانا
متوقعين زوجة سامح عايزة ايه؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غرام العنقاء ) اسم الرواية