رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار عبر مدونة دليل الروايت
رواية عروس رغما عنها الجزء (2) الفصل الاول 1
(بداية اللعنة )
-الامتحان كان صعب اووي يا عادل أنا حاسس اني هسقط …
قالها احد الاولاد والذي يبدو انه في المدرسة الاعدادية …اخذ عادل من صديقة ورقة الامتحان والكتاب ثم القاها للاعلي لتسقط ارضا وقال :
-يا عم فكك المهم أننا اخدنا الاجازة…روق يا صاحبي ويالا نروح البيت ونغير عشان نلعب كورة…
هز هو رأسه وسار مع صديقه…تاركا الكتاب ملقي علي الأرض ….
فجأة تقدم مراهق طويل البنية ذو عين زرقاوتين تشعان ذكاء ولهفة
..يرتدي تيشرت اسود ملطخ بالجبس وبنطال جينز بالي …التقط الكتاب بسرعة من الأرض ثم ورقة الامتحان …
ابتسم وهو ينظر الي الكتاب بشغف محروم من حق …حقه في ان يكون انسان افضل
-علوم !
قالها بإبتسامة وهو يقرأ اسم المادة …هو يعشق تلك المادة …هو يعشق كل ما له علاقة بالعلم…صحيح انه حُرم من حقه ان يتعلم ولكن لم يوقفه هذا في ان يستغل أي فرصة تكسبه المعرفة
-ادم تعالي هنا !!
قالها كرم صاحب الورشة التي يعمل بها آدم …
نظر ادم الي كرم وقال:
-حاضر جاي يسطا كرم …
ثم وضع الكتاب في حقيبة من القماش يعلقها دوما علي كتفه وركض نحو الورشة ليكمل عمله …
….
عودة الي الوقت الحالي ..
امام واحدة من أكبر المشافي في مصر …
كان ادم يقف وهو يطرق برأسه للاسفل …،جابر عزام في غرفة العمليات بداخل المشفي …ما زال يتذكر كيف ان مهرا كانت من*هارة ومرتعبة لذلك قرر ان يذهب معها ولكنه لم يدخل إلا عندما تبرع بالدم قيل جراحة جابر عزام عندما و الطبيب أن هناك نقص بزمرة د*م جابر وادم الوحيد الذي كان مطابق لزمرته …. غير هذا لم تكن لديه القدرة أن يدخل ويبقي بجوار من يدعونه جده … ما زالت هناك حواجز بينه وبين جابر عزام ..
حواجز لن تستطع مهرا إزالتها …..هو يفهم مهرا جيدا …يفهم أنها تريده أن يتخلص من هذا الح*قد ….يعرف جيدا كم أن مهرا تحبه وتفكر به وبمصلحته …هي تفعل المستحيل كي تجعله سعيدا …منذ أخبرها أنه أن لا يستطيع الغفران وهي لم تضغط عليه …حتي أنه لم تطالبه ان يأتي معها الي المشفي هو فعل هذا بإرادته …لم يكن ليتركها وهي بتلك الحالة ..هو اتي هنا من أجل مهرا … من أجلها هي فقط …..
…..
في داخل المشفي …
وأمام غرفة العمليات ..
كانت مهرا تسير بتوتر …تفرك كفيها وعينيها مبتلة بالدموع …كانت حقا مرتعبة …لقد اقتنع جدها اخيرا أن يجري الجراحة …ورغم خط*ورة الأمر اقتنع …هي تأمل حقا ان يخرج سالما …لا يمكنها تخيل فقدانه ورغم ذلك السيناريوهات الس*يئة ترفض مغادرة عقلها …
-مهرا اهدي يا بنتي جدك هيعدي منها بإذن الله …
قالتها مروة وهي تنظر إلي وجه مهرا الشاحب بقلق…هزت مهرا رأسها وقالت :
-يارب يا ماما يارب …أنا همو*ت من القلق عليه …يارب يبقي بخير ..مقدرش أتخيل أن ممكن يحصله حاجة وانا ممكن ابقي السبب و….
امسكتها مروة وهي تقول بحزم :
-مهرا !بطلي تلومي نفسك …جدك من الاول تعبان و….
هزت مهرا رأسها وهي تبكي والذ*نب يثقل قلبها …ما تقوله والدتها الان أن يقلل من الشعور الب*شع الذي تشعر به …هي اذ*ت جدها بكلامها السا*م …حتي لو أخطأ…هو جدها لم ينبغي أن تعامله بتلك الطريقة السيئة…هي لن تنسي ابدا أنها تسببت له بهذا …
-مهرا اسمعيني يا بنتي أنتِ ملكيش أي ذ*نب لازم تستوعبي ده …جدك من الاول مر*يض يا بنتي وهو أهم*ل في نفسه …
مسحت مهرا دموعها. قالت بصوت مختنق :
-عارفة يا امي والله بس كلامي زود عليه انا كنت قا*سية عليه أووي…بس اللي عرفته كان صعب اووي عليا ..مكنتش قادرة استوعب ان جدي يعمل كده في ادم وعيلته …قلبي اتحر*ق علي ادم وجر*حت جدي…مكانش لازم اتكلم معاه بالطريقة دي …كان لازم احترم أنه جدي ….ولي امري …الراجل اللي رباني من صغري واهتم بيا …أنا نسيت كل ده وجر*حته يا ماما وانا مستحيل اسامح نفسي ابدا …
ربتت مروة علي كتفها ونظرت إليها بشفقة وقالت:
-اللي عرفتيه صعب يا مهرا …صعب عقلك يستوعبه يا بنتي …جدك للاسف اذ*ي ادم وعيلته جدا …
هزت مهرا رأسها وهي تتنهد بألم وقالت:
-عارفة يا ماما …الموضوع معقد من ناحية الراجل اللي رباني ومن ناحية تانية الراجل اللي بعتبره.حياتي …الراجل الوحيد اللي لمس روحي والاتنين.انا بحبهم ومقدرش استغني عنهم …أنا ضا*يعة بين الاتنين ..
-بس ادم مش بيمنعك انك تشوفي جدك يا مهرا …ده هو بنفسه اللي جابك هنا واتبرع بالد*م قبل العملية لما لقي نقص في فصيلة دم جدك …ومستنيكي برا …هو يعمل ايه اكتر من كده؟!
أغمضت مهرا عينيها بيأس وقالت بإختناق :
-ادم عمره ما هيمنعني منه ..هو بنفسه قالي محاسبش جدي علي اللي عمله معاه بس يا ماما ازاي بالطريقة دي لما اهم رجلين بحياتي بينهم كم.التوتر ده …ادم رافض يسامح وجدي مش بياخد خطوة حتي و …
-ادم صعب يسامح يا مهرا ..يا بنتي الراجل عاني كتير في حياته
هزت مهرا رأسها وهي تتفق مع كلام والدتها …هي تعرف كم عاني ادم وكم عانت والدته ولكن تتمني أن يزول الحق*د من قلب آدم ويسامح جده ويسمح له أن يعوضه عما فعله معه !
فجأة خرج الطبيب من غرفة العمليات ركضت مهرا بلهفة إليه وقالت:
-جدي…جدي يا دكتور كويس !
ابتسم الطبيب وقال:
-ايوة يا ستي جدك كويس الحمدلله العملية رغم صعوبتها نجحت وهو صمد والعملية تمت بسلاسة …جدك عنده عزيمة ربنا يديله الصحة…وشوية كده وهننقله العناية المركزة عشان نتابع حالته كويس …
-الحمدلله …الحمدلله ..
قالتها مهرا وهي تضع كفها علي قلبها لقد اطمأنت قليلا …ضمتها والدتها وقالت:
-مش قولتلك يا مهرا …جدك هيقوم منها بإذن الله …الحمدلله يا بنتي الحمدلله …
أغمضت مهرا عينيها وهي تضم والدتها وقد انزاح حمل كبير من قلبها…
……
بعد قليل خرجت مهرا من المشفي وهي تتمني أن يكون ادم ما زال بالخارج …غاص قلبها وهي تجده واقف أمام المشفي يربع ذراعيه وينظر للأرض بتوتر …ابتسمت واقتربت منه ..ما أن رآها ادم حتي ابتسم لها بحب …كان وجهها مشرق وسعيد اقتربت منه ليمسك كفها ويضغط عليه وعينيه تلمع لها بحب
-العملية نجحت يا آدم نجحت ..
-الحمدلله يا حبيبتي ربنا يتم شفاه علي خير ..
قالها وهو يربت علي شعرها لتبتسم له بحلاوة وتقول:
-لو عدت فترة التمانية وأربعين ساعة دي من غير اي مضاعفات هيقدر يخرج من المستشفي خلال اربع ايام يا ادم …ادعيله..
-بدعيله يا حبيبتي متقلقيش .
نظرت إليه بتردد وقالت:
-ادم انا حابة ابات النهاردة معاه في المستشفي …روح انت عشان تعبان وانا …
قاطعها آدم وهو يهز رأسه توترت قليلا وهو يظن أنه سوف يمنعها ولكنه قال:
-انا هبقي معاكي النهاردة …هتصل بأهلي ..
اشرق وجهها بحب وهي تنظر إليه وقالت:
-طيب تعالي ادخل يعني مينفعش تبقي للصبح هنا …
ربت علي يدها وقال:
-معلش يا حبيبتي خليني هنا…أنا مرتاح كده …
لم تجادله مهرا أكثر من هذا بينما في عقل ادم كان يبحث عن تبرير منطقي لرغبته بالبقاء والسبب لم يكن مهرا فقط !!!
………..
في عيادة الدكتور صفوت العدلي …
كان مروان جالس علي الكرسي المريح …عينيه شاخصة للأعلي ووجهه خالي من المشاعر رغم الهي*جان الذي داخله …لقد أخذ وقت طويل كي يتحدث ….ظن انه غير قادرة علي اخذ تلك الخطوة ولكن حياة هي من دعمته بالاضافة الي طبيبه النفسي ….يفكر دوما بدهشة كيف أصبح الوضع بينه وبين حياة بتلك الطريقة ….لطالما كان يمق*تها كيف اصبحت مقربة منه بتلك الطريقة ولكن بطريقة ما هم يشتركان في نفس المعا*ناة …نفس الذ*نب ونفس الحزن …هو أيضا مر*يض بنفس المرض الذي بها …افتقاد الحب …حياة تفتقد الحب مثله …حياة تشعر بالض*ياع مثله …ارتكبت اخطاء كثيرة مثله ولكنها توقفت فورا وبدأت بإصلاح نفسها ….شعورها بالذ*نب يجعلها تبذل كل ما في وسعها لتكون إنسانة افضل ولكن يعلم أن حياة ما زالت تعيسة بسبب مهرا ….هي ما زالت تشعر بتأنيب الضمير بسببها …فكر كثيرا أن يخبر حياة أنه لم يلمس مهرا ولكنه قرر تأجيل هذا الأمر …معرفة حياة لن تساعدها الان …هي حتي لو ذهبت لمهرا واخبرتها مهرا لن تسامحها ..الله يسامح ولكن البشر لا …مهرا سوف تظل تحق*د عليهم حتي المو*ت …هي لن تسامح …
هكذا فكر مروان وهو يشعر بالحزن يفت*ت قلبه…هو مضطر أن يعيش بهذا الع*ذاب طوال حياته …هو لا يستحق الغفران علي ما فعله …كانت الأفكار السلبية تحيط به من كل اتجاه ..يري أنه لا يستحق الغفران …يري أنه يستحق أن يعيش بتأنيب الضمير طوال حياته …وان هذا هو العقا*ب المناسب له …فليس عدلا ان يعيش سعيدا بعد كل ما فعله …
-ها يا مروان مش حابب تتكلم برضه ؟!
قالها الدكتور صفوت بملامح هادئة…
نظر مروان الي الطبيب وقال:
-خايف افتكر وانه*ار…انا بخاف يا دكتور …
نظر صفوت إليه وقال:
-بص يا مروان عشان تخف لازم تواجه خوفك ده …لازم تتكلم …اعترافك بمشكلتك هي نص العلاج ..أنا كدكتور مقدرش اساعدك وانت رافض تساعد نفسك …لازم تتكلم …لازم تواجه انت فاهم يا مروان …فاهمني كويس صح …
نظر إليه مروان وهو يهز رأسه وقال:
-انا عارف اني لازم اواجه يا دكتور …ونفسي بس خايف افتح القديم ومقدرش اتعافي منه …
-بس انت متعافتش من الماضي يا مروان …انت لسه سج*ين الماضي بتاعك …عشان تتعافي لازم تطلع من السج*ن ده …لازم تحكي وتواجه خوفك !
هز مروان رأسه وهو يغمض عينيه وقال:
-كان عندي وقتها سبعتاشر سنة …كنت مراهق عادي لاهل اغنية كانت كل طلباتي مجابة بس الاهم كان عندي الحب …امي كانت بتحبني اووي …أمي مكانتش مجرد ام ليا كانت حياتي وصاحبتي …امي كانت دايما صاحبتي اللي بتفهمني ..اللي بتوجهني وانا كنت بعمل المستحيل عشان مخذلهاش ….عكس بابا تماما اللي مكانش موجود عشاني …كان مجرد واحد بيصرف علينا …صحيح كان باين أنه بيحب ماما بس شغله كان الاهم عنده….كان شغله اهم من اي حاجة حتي أنا يا دكتور حتي امي …تخيل يا دكتور …أنا كنت بشوف الحزن في عيون ماما في كل مرة بينسي عيد ميلادها أو ذكري جوازهم أو عيد ميلادي …كان بيحبها صحيح بس كان بيق*تلها بإهم*اله زي ما بيعمل معايا …احيانا بحس أنه السبب في مو*تها …بحس ان بسبب إهما*لها ماما كانت بتزعل لحد ما ماتت
-يعني انت بتلوم والدك علي مو*ت والدتك …
قالها الطبيب ليهز مروان رأسه ويقول:
-لا يعني مبفكرش بالطريقة دي ولا وجهتله لوم مباشر بس معرفش الفكرة دي دايما بتيجي علي بالي
..خصوصا بعد تعامله البارد معايا …اتمنيت كتير يعاملني كأنه بيحبني لكن هو شايف أن مادام في فلوس خلاص
-مفكرتش أن ممكن يكون مو*ت والدتك اثر علي حياتكم خصوصا أن تقريبا هي كانت مالية كل حياتك ووالدك.لا مكانش ليه اي دور في حياتك مثلا ..
تنهد مروان وقال:
-بصراحة مو*ت ماما غير حياتنا أو د*مرها بشكل أصح….والدي وقتها انها*ر جدا …أنا لسه فاكر اليوم ده …فاكر اليوم اللي هيفضل مآثر فيا طول حياتي …اليوم اللي خ*سرت فيه حتة مني …خ*سرت امي وصاحبتي وحياتي كلها …
……..
فلاش باك ….
خرج من السيارة الخاصة به التي تعيده من المدرسة واتجه الي القصر وهو مبتهج وسعيد لقد حصل علي اعلي درجة في امتحان الانجليزي التي أجرته المعلمة بشكل مفاجئ …بالتأكيد سوف تسعد والدته بهذا …رغم أنه أصبح شاب نوعا ما في السابعة وعشر من عمره إلا أنه كان يبحث عن والدته بشئ من اللهفة كالأطفال ليخبرها بفرحته …بالتأكيد سوف تفرح …ابتسم بسعادة وهو يتخيل كيف ستكون سعيدة ولج الي القصر لتتجمد الابتسامة السعيدة علي وجهه وهو يجد القصر في حالة فوضي …الخدام يتهامسون وبعضهما يبكي …بينما طبيب والدته يشد علي كتف والده ويهمس له ببضع كلمات ..
-بابا )!
قالها مروان بصدمة ثم كاد أن يتجه لأعلي الي غرفة والدته…لقد عرف بالتأكيد انها غادرت …غادرت وتركته …ولكن رغم ذلك عقله أنكر هذا بقوة …والدته لا يمكن أن تتركه
امسكه والده وضمه إليه وقال:
-مروان متطلعش …
-ماما عايز اشوف ماما …عايز اقولها علي درجة الامتحان …سيبني لو سمحت …ماما …ماما ….
ضمه وائل أكثر وهو يبكي لينف*جر الجميع في البكاء اخذ مروان بدفع والده وقال:
-بطلوا تكدبوا …بطلوا تألفوا ؛؛ماما عايشة محدش يبكي عليها …ماما مستحيل تسيبني …ابعد خليني اشوفها يا بابا…ابعد يا بابا ….
الدموع تصاعدت لعيني مروان ثم بدأ بالبكاء وهو يحاول دفع والده وما هي إلا لحظات ووقع علي الأرض لينه*ار تماما وهو يبكي ويصرخ باسمها ….لقد تركته والدته ….تركته سبب سعادته …ماذا يفعل الان!!!
……
بعد ذلك اليوم بقي مروان بالمشفي …أخذ وقت طويل كي يتقبل وفاة والدته …
باك …
خرج مروان من شروده وهو يبكي كالاطفال …يشعر ان جر*حه ينز*ف …ذلك الج*رح الذي تنساه عاد من جديد …لم يستطع نسيان والدته لقد غادرت فجأة وتركته …لم يتقبل الأمر حتي الآن ….
-مروان اهدي …لو حابب توقف دلوقتي وقف ..
هز مروان رأسه وقال:
-اشمعني أنا يا دكتور اعاني كده ..
-استغفر الله يا ابني ده قدرها ..
هز رأسه وقال بصوت مختنق:
-عارف يا دكتور …وعارف أن كلنا هنمو*ت …بس انا مش قادر اعيش من غيرها…مش قادر …نفسي ترجع ثانيتين بس واحضنها نفسي …أنا احيانا بوهم نفسي أنها عايشة عشان محسش بالأ*لم ده …كان نفسي بابا يعوضني عنها بس هو بعدني اكتر عنه …محدش كان بيحبني غيرها يا دكتور …حتي بابا محبنيش …تعرف بعد وفاتها مقدرتش اتقبل أنها ما*تت ..فضلت فترة اتعالج نفسيا عشان اقتنع ..
-طيب ما يمكن تكون دي المشكلة يا مروان …
قالها الطبيب لينتبه إليه مروان فيكمل:
-المشكلة انك مش قادر تقتنع بمو*ت والدتك أو بتحاول تشوف بديل يحبك زيها ..
هز كتفه وقال وهو يمسح دموعه:
-يمكن بس محدش حبني قدها …
-يمكن تلاقي حد يحبك لما تبطل مقارنة …بص يا مروان حب الام مختلف تماما عن أي حب … مدروش علي حد يحبك زي مامتك ..واتقبل مو*تها عشان ده قدر واعرف أن المو*ت حقيقة وكلنا هنم*وت لو واجهت نفسك وبقيت صريح وغيرت مفاهيمك اوعدك انك هتخف بسرعة !
………….
في المساء …
في بيت خطيبة علي …
كان علي ينظر الي ورد بتوتر بالغ بينما ابتسامة الخجل تزين وجهها ….تبقي اسبوع فقط ويتزوجان وتبقي زوجته …ملكه وهو ملكها…لقد فهمت انه عا*ني مع زوجته القديمة…لا تعرف التفاصيل بس تلك ملامح رجل انه*كه العشق …العشق اليس انه*كها هي أيضا وهي تحبه منذ الطفولة وتراه ذهب لغيرها وهي تقسم انها سوف تعوضه عن كل ما عاشه …لن تجعله يحزن ابدا …ستكون له نعم الزوجة سوف تعطيه الحب الذي يحتاجه …سوف يكون هو حياتها كليا …لن تجعله يفتقد للحب…سوف تتحمل كل شئ حتي يحبها …
تنهدت بحزن وهي تفكر انها متأكدة انه لا يحبها ولكنها قررت ان تخ*اطر بقلبها …ستتحمل حتي تخرج زوجته القديمة من قلبه ..ولن تتذمر أو تطالبه بالحب حتي يحبها هو …البعض يري أن هذا قمة انع*دام الكرامة ولكن هي تراه العشق الحقيقي …العشق الحقيقي لا يوجد به شئ يدعي الكرامة ..فما فائدة الكرامة أن عاشت تع*يسة دون الذي تعشقه أكثر من أي شئ في الحياة …لن تنفعها كرامتها …لذلك هي سوف تخاطر بكل شىء حتي يحبها وسوف يحبها …هي متأكدة من هذا …الحقيقة لم تحزن عندما ادعي إمام أهل ميار أنها تزوجها حتي يحمي …لم تغضب أنه استغلها بتلك الطريقة …بل ساعدته …ادعت أنهم تزوجا حتي تتركه ميار واهلها بسلام …وسوف تفعل المستحيل حتي تحميه منها …سوف تفعل المستحيل حتي تقتلع الا*لم من قلبه وتجعله سعيد …ولكن ورد لم تعرف أن بفعلته تلك لا تؤ*ذي الا نفسها …أقصي ظ*لم يمكن أن توقعه علي نفسك أن تدخل معركة خا*سرة وتتحول من فائز الي خا*سر بجدارة….تخ*سر قلبك وسعادتك وسلامك النفسي ….لقد اع*مي الحب ورد وظنت أنه يمكنها أن تجعل علي سعيد ..
ولكن أغفلت سعادتها هي …هل ستجعله سعيد علي حساب نفسها …اين هي من حساباتها …كيف يمكنها أن تهد*ر كرامتها بتلك الطريقة وتخسر كل شىء وتكون خاضعة لقلبها !!!
كل تلك الأشياء كانت غائبة عن عقل ورد …الفقاعة الوردية التي تعيش بها جعلتها لا تفكر جيدا ..فالقلب الان اصبح القائد والعقل ليس لديه اي أهمية لديها …
– أنا فرحانة اووي يا علي …فرحانة أن اخيرا هنبقي سوا …صدقني أنا هسعدك دايما يا علي …أنا مش هخليك تزعل ابدا مني وهسمع كلامك دايما و ..
-بس أنا مش بحبك يا ورد !
قالها علي وضميره يج*لده ثم أكمل :
-انا اسف علي اللي عملته …اسف اني دخلتك حياتي يا ورد …اسف اني استغ*ليتك بالشكل الب*شع ده ..بس حقيقي أنا شايف انك تستحقي حد احسن مني بكتير …أنا منفعكيش …أنا مش هديكي الحب اللي أنتِ محتاجاه…أنتِ تستحقي تتحبي يا ورد …تستحقي حد يحبك زي ما أنتِ والحد ده مش أنا ..
عضت شفتيها وهي تسيطر علي دموعها وقالت:
-بس أنا مش عايزة. تاني يا علي …أنا عايزاك.انت …أنا مش شايفة غيرك …أنا استنيتك كتير …
اغمض عينيه بيأس وقال:
-يا ورد بس افهميني أنا …
-انت افهمني ابوس ايديك …متعملش كده يا علي …حرام عليكي بعد ما تديني السعادة تيجي تاخدها مني تاني …أنا بحبك انت …انت وبس ومش عايزة غيرك …
-وانا مش بحبك يا ورد…
قالها بإنفعال…كان يري في ورد نفسه …غباؤها يذكرها بغب*اؤه في الاصرار علي التمسك بأشخاص لن يفعلوا شئ إلا أن يأ*ذوك….
-انا عارفة …عارفة انك مبتحبنيش …ومش عايزك تحبني …مش عايزة …أنا هحبك بس …أنا ههتم بيك ومش عايزة اي مقابل منك …صدقني أنا هسعدك ومش هخليك محتاج لحاجة ومش هزعجك ولا ازعلك …أنا كمان مستعدة اخدم اهلك وابقي تحت رجليك …
كانت تتكلم وهي تبكي …يا*ئسة…حزينة مستعدة أن تفعل أي شئ كي يبقي معها …لا يمكنه أن يتخلي عنها …هذا جنون …لقد كانت تطير من السعادة عندما خطبها…لا يمكنه أن يك*سرها بتلك الطريقة هي لن تتحمل …
-علي …
قالتها بصوت مختنق ثم أكملت :
-علي بالله عليك…متك*سرنيش بالطريقة دي …انت عارف انا قد ايه بحبك …أنا رفضت ناس كتير بسببك انت متجيش انت بعد ما الدنيا بدأت تبتسملي تقفلها في وشها…متعملش كده أنا مطلبتش منك اي حب ..مطلبتش انك تحبني …كفاية بس اني اعيش معاك وصدقني مش هطالبك بحاجة …ولو طالبتك بعد الجواز انك تحبني طلقني يا سيدي أنا اهو بقولك بس متبعدنيش عنك .
.صدقني أنا ممكن امو*ت فيها انت متعرفش انت بالنسبالي ايه …انت كل حياتي ….
اقترب علي منها أكثر …كان يشفق عليها أكثر من أي وقت …هي تذكره بنفسه …بيأسه…رغبته أن تبادله حبيبته الحب …ورد تشبهه الي حد كبير ومن أجلها لم يجعلها ترتكب الخ*طأ الذي اقترفه …لن يدخلها حياته بأنا*نية ويجر*حها كما فعلت به ميار …لن يكون بتلك القسوة …يحب امرأة ويتزوج من اخري ويدمر حياته وحياتها …لا هو لن يفعل هذا …لن يفعل هذا ابدا!!!
تنهد وهو يمسك كف ورد …ارتعشت ودموعها تنساب برقة علي وجنتها …كانت تنظر إليه كالطفل عندما يريد شئ …تستعطفه لكي لا يتركها …
-تعرفي يا ورد اكبر غلط انك تتوقعي انك تغيري اللي قدامك …والغلط الأكبر منه انك تدخلي علاقة وتدي.بس ومتأخديش …صدقيني من أس*وأ أنواع الظ*لم ظ*لم النفس …مينفعيش.تظلمي.نفسك معايا…الجواز مبينجحش بسبب طرف واحد بينجح بسبب طرفين ..متغلطيش غلطتي لأن والله أنتِ اللي هتت*أذي..
ابتسم علي وضغط علي كفها وقال:
-انتِ جميلة يا ورد …والف واحد يتمناكي بجد …تستاهلي الحب والاحترام وكل حاجة حلوة…بس صدقيني مش انا الشخص اللي هيديكي ده كله …للاسف الشديد مشاعري كلها مش ملكي عشان اديهالك لو بإيدي اختار اللي احبه مكانتش هلاقي انسب منك بس للاسف انا مليش علي قلبي اي سلطان …
نظرت إلي الأسفل وقد شعرت باليأس …اختنق صوتها وقالت:
-يعني هتسيبني يا علي …
اغمض عينيه بحزن وقال:
-للاسف مفيش الا الحل ده والا لا أنا هبقي سعيد ولا أنتِ…وانا بجد اسف اني دخلتك حياتي واديتلك الامل …ياريت تسامحيني يا ورد بس مقدرش اكمل وانا عارف اني هظ*لمك…أنتِ متستاهليش كده ابدا …أنتِ تستاهلي كل خير …
شهقت هي وبدأت تبكي بنعومة وهي تضع كفها علي وجهها …كانت يائسة حزينة وقد خسرته الان …لا يوجد لها أي فرصة لتكون سعيدة
..سوف تظل حز*ينة طوال حياتها …هذا ما فكرت به بينما قلبها يعت*صر من الح*زن …
كان علي ينظر إليها بحزن بالغ ….الشعور بالذنب يقتله ….لم يكن يجب أن يدخلها حياته ولكن للاسف بسبب شعوره بالغضب قرر أن يدخل فتاة لا ذ*نب لها في حياته كي يُفهم ميار أنه استطاع تجاوزها …وهذا خطأ …خطأ كبير منه …وهو سوف يدعو الله أن يسامحه ويتمني أن تسامحه ورد يوما …ما فعله بها كان فظ*يع وهو لن يسامح نفسه ابدا …
نهض علي وقال:
-بتمني يجي يوم وتقدري تسامحيني يا ورد …أنا عارف اني اذ*يتك لما دخلتك حياتي وصدقيني أنا ندمان علي اللي عملته …هدعيلك دايما أن ربنا يطيب خاطرك ويديكي الإنسان اللي يستاهلك ..بالنسبة للشبكة مش هاخدها دي هدية مني …
ثم تركها وغادر تبكي بحر*قة !
……..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عروس رغما عنها ) اسم الرواية