رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار عبر مدونة دليل الروايت
رواية عروس رغما عنها الجزء (2) الفصل الثاني 2
في اليوم التالي ….
-هنفضل واقفين هنا كتير ؟!
قالتها حياة وهي تنظر الي مروان الذي يقف بتوتر وعينيه علي بوابة الجامعة …لقد شعرت بالصدمة عندما اخبرها انه وقع بالحب …لم تظن حتي في احلامها ان مروان سوف يحب …
كانت تظن انه محصن الحب ولكنها تيقنت تماما ان لا أحد محصن …الحب يتسلل بقلبك خلسة ليسعدك او يد*مرك …والحب د*مرها …فكرت هي بحزن وهي تجاهد كي لا تتصاعد الدموع لعينيها …ما زال احمد يحتل تفكيرها …تحاول ان تنساه ونصائح طبيبها تحمسها وتعطيها الدافع كي تفعل هذا ولكن صعب …صعب جدا ان تقت*لعه من قلبها بتلك السهولة …كيف تنساه وهو قد تربع علي عرش قلبها …امتلك مشاعرها بالكامل !!!والان تجاهد بقوة لاستعادة مشاعرها منه …
نظرت حياة الي مروان وقالت :
-نفسي اعرف مين دي يا مروان اللي قدرت توقعك بالشكل ده …اكيد واحدة مميزة ..
ابتسم. بشرود وقال:
-فعلا مميزة يا حياة …مميزة اكتر مما تتخيلي …هي اكتر واحدة مميزة قابلتها انا في حياتي …رغم اني حاولت كتير اوقعها.بس مقدرتش …هي اللي وقعتني …أنا اللي دلوقتي بحبها وهي مش شايفاني اصلا …
نظرت إلي حياة بحزن وهي تفكر كم أن مروان يشبهها حتي في الحب من طرف واحد …لقد اصابتهم نفس الل*عنة…الاثنان أحبا أشخاص لا يرونهما حتي ..
-مكنتش اعرف ان الموضوع.كده…ان شاء الله هيجي يوم وتبادلك نفس المشاعر لانك تستحق يا مروان …
هز مروان رأسه وهو يبتسم بسخرية وقال:
-كان نفسي اكون متفائل زيك يا حياة بس للاسف لا …مظنش أنها ممكن تحبني ولا تفكر فيا …مظنش أنها اصلا في يوم هتبطل تكر*هني …أنا مكتوب عليا احبها من طرف واحد …ومفيش حاجة اقدر اعملها الا اجي هنا واشوفها وبعدين امشي …اشوفها واستني اليوم اللي هتروح لغيري وانا هقف برضه اتفرج …
تأ*لم قلب حياة وهي تنظر إليه وقالت:
-طيب ايه اللي حصل يخليها تكر*هك يا مروان …ليه مستحيل تبقي معاك ليه ؟!ما ممكن تحاول تصلح اللي عملته معاها…
-اللي بيننا مستحيل يتصلح …هي مستحيل تبصلي …حتي لو هي حبتني مستحيل نكون لبعض …عيلتها هترفضني …اخوها ممكن يق*تلني …اخر مرة قربت منها فيه اخوها ك*سرلي ايديا
شهقت حياة بر*عب ليكمل هو ساخرا من نفسه :
-عشان ابقي صريح انا اللي غلطت …أنا خط*فتها وحاولت اعت*دي عليها …
اتسعت عيني حياة بصدمة ليكمل وهو يشعر بالإشمئ*زاز من نفسه وقال :
-عارفة ايه الأس*وأ يا حياة …عارفة اللي بحبها …البنت الوحيدة اللي قدرت تدخل قلبي …الوحيدة اللي اتمنيت أنها تبقي مراتي وتشاركني حياتي …اللي شاركت امي في قلبي …تعرفي البنت دي تبقي اخت مين ؟!
نظرت إليه بحيرة ليكمل بقه*ر :
-تبقي اخت ادم …ادم اللي متجوز مهرا …ومهرا تبقي بنت عمهم والكل يعرف انا عملت ايه لمهرا …
صُعقت حياة وهو يخبرها بتلك الحقيقة …واسم مهرا عندما تسرب لاذنها تسبب في انقباض قلبها …شعرت للحظات أنها لا تستطيع أن تتنفس …أغمضت عينيها وهي تسيطر علي دموعها بصعوبة …ما زال ذكر مهرا يجعلها تشعر بثقل بصدرها…هي لا تصدق حظ مروان كيف أنه عشق ابنة عم مهرا واخت زوجها …ما هذا الحظ…بالطبع شقيق مهرا لن يوافق أن تربط شقيقته اي علاقة بمروان…بسبب خطأ مروان سوف يُحرم من سعادته وكم شعرت بالشفقة عليه …
-حاول تنساها يا مروان …صدقني مش هينفع …محدش هيرضي …لا اخوها ولا مهرا …هتعرف تتعامل مع مهرا ازاي ..اخو البنت دي لما يشوفك هيكون شعوره ايه …نصيحة مني يا مروان حاول تنسي لانك انت اللي هتتأ*ذي..
البنت دي هتفضل فاكرة دايما انك اذ*يت بنت عمها …حاول تتخلص من مشاعرك دي كفاية تأنيب الضمير اللي حاسين بيه بسبب مهرا !
تنهد مروان وقال:
-انتِ فكراني اني محاولتش انساها !!بالعكس يا حياة والله حاولت كتير انسي …حاولت اطلعها من دماغي بس فشلت …فشلت تماما اني انسي …وتقبلت أن ده عقا*بي …عق*ابي علي اللي عملته اني احب واحدة مستحيل تقبل بيا في حياتها …واحدة بتكر*هني بالشكل ده ومستحيل لا هي ولا عيلتها تقبل بيا ..
لمعت عيني مروان قليلا بما يشبه الدموع ونظر إلي حياة وقال:
-انا عملت حاجات كتير و*حشة ولازم اتعا*قب صح …غير أن ليلي تستاهل حد احسن …أنا شخص بش*ع …حتي لو توبت علي اللي عملته …بس يظل اللي عملته موجود ومستحيل انسي اني اذ*يت ناس كتير …اللي عملته مستحيل يتمسح بسهولة من حياتي مينفعش أقرر اتوب فجأة واتوقع أن الناس تسامحني علي اللي عملته يا حياة …
-بس احنا توبنا …وربنا بيسامح يا مروان ..
قالتها بحر*قة ودموعها تنساب علي وجنتها وقد احست باليأس أن مهما فعلت لا احد سوف يتقبلها سوف تظل منب*وذة للابد …حتي مهرا لن تسامحها بالتأكيد علي ما فعلته …رباه ماذا تفعل أكثر من هذا …ماذا تفعل لكي تحصل علي الغفران …هل تقت*ل نفسها !!!
هز مروان رأسه موافقا إياها وقال:
-الله بيسامح لانه اكبر من اي حاجة …بس البشر مش مضطرين يسامحونا لمجرد أننا توبنا وده حقهم …مقدرش أا*ذي شخص واتوقع أنه يسامحني بسهولة لمجرد أني توبت ..مينفعش طبعا ايه الاستحقاق ده …
انسابت دموعها أكثر وشهقت وهي تقول بتلعثم:
-يعن…يعني مهما عملت مهرا مش هتسامحني …هتفضل طول عمرها تكر*هني…عمري ما هرتاح وانا شايلة الحمل ده علي قلبي …بفتكر في كل لحظة اني د*مرت حياتها …عمري ما هرتاح يا مروان …
-للاسف مش هترتاحي يا حياة …وده هو عقا*بنا أنا وأنت ولازم نتحمله…مش هنطلب من حد يسامحنا لأن ببساطة محدش هيقبل يسامحنا …الافضل أننا نتقبل عقا*بنا …عق*اب انك تفضلي حاسة بالذ*نب ناحية مهرا وانا عقا#بي اكبر بجانب احساسي بالذ*نب أنا حبيت واحدة مستحيل تبقي ملكي ..
هذا كان قاسي علي حياة كثيرا …شعرت بالاختناق …كيف أن لا احد سوف يقبلها ….هل صحيح لن تغفر لها مهرا مهما فعلت …الحقيقة هي فكرت أكثر من مرة ان تذهب الي مهرا ولكنها خافت ولكن ما قاله مروان الان جعلها تتح*طم !!هي لن تستطيع أن تعيش في عذاب الضمير أكثر من هذا …..سوف تموت بكل تأكيد…لن تستطيع ان تعيش بتلك الطريقة …لا يمكنها أن تعيش بهذا الذنب طوال حياتها …
-انا مقدرش اعيش بالطريقة دي يا مروان أنا ممكن كده اتج*نن !
قالتها بإنه*يار وهي تمسح دموعها حتي بدأت تغرق وجنتيها…
تعلقت عيني مروان بليلي التي خرجت من الجامعة …لمعت عينيه بحب لها وهو يراقبها …يلتهم تفاصيلها مخبرا نفسه أن هذا كل ما سوف يحصل عليه …رؤيتها من بعيد …ثم يعود لمنزله ويتع*ذب وهو يدرك أنه سوف يعيش تع*يس طوال حياته …
-مروان ..
قالتها حياة باخ*تناق كي يرد عليها ويريحها …
-انا اتقبلت قدري يا حياة …اتقبلته بنفس راضية …يمكن ده عقا*ب مناسب ليا بسبب اللي عملته في بنات الناس …أنا ك*سرت قلب مهرا وغيرها …وجه الوقت عشان يتك*سر قلبي …وليلي هي اللي هتعمل كده …هي اللي هتك*سر قلبي في اليوم اللي تقرر ترتبط بحد غيري !
……….
-ايه اخبار جدك طمنيني ؟!
قالتها حسناء بنبرة قلقة بعد ان اتت مهرا من المشفي كان واضح عليها الاعياء الشديد لأنها قد قضت ليلتها بالمشفي هي وادم …وادم كان متعبا اكثر منها لانه قضي ليلته خارج المشفي واقف مكانه …كان يرفض بإصرار ان يدخل ومهرا لم تعلق…هي قررت ان تترك امر مسامحته لجده للزمن…الزمن قادر أن يغير كل شئ…قادر أن يشفي جر*وح ادم بسبب جدها …
ابتسمت مهرا بتعب وقالت:
-الحمدلله يا طنط بقا كويس حتي انهم نقلوه اوضة العناية وحالته بتتحسن وهي مسألة ايام ويخرج …
تنهدت ونظرت لادم وهي تبتسم وقالت :
-صحيح كان فيه عقبة قدامنا بسبب انه فصيلة دمه مكانتش متوفرة بس ادم اتبرعله …
نظرت حسناء الي ادم وهي تشعر بالفخر …كانت السعادة بادية علي ملامحها لأن ابنها استطاع التغلب علي حق*ده وساعد جده ….هذا الأمر أسعدها لأنها عرفت أنها استطاعت تربية ادم جيدا …ربته تربية حسنة …وهي فخورة به كثيرا …اقتربت حسناء من ادم وامسكت ذراعيه ثم استطالت وقبلت رأسه قائلة:
-تربيتي فيك مراحتش هدر يا آدم …شكرا يا بني ….
نظر ادم الي والدته بتعب …الجميع يتوقع منه الغفران وهو حقيقة قد تعب …لما لا يفهمان أنه لن يغفر لهذا الرجل وليس معني أنه تبرع له بالدم أنه غفر …لا مستحيل …هو لن يغفر لجابر عزام ولن يتقبله في حياته ابدا …يجب أن تفهم والدته هذا ويجب أيضا أن تفهم مهرا هذا …لا يريد لأحد أن يضغط عليه …
تكلم ادم بنبرة شبه باردة :
-انا عملت ده لوجه الله …اي حد لو كان محتاج دم كنت هديله يا امي وكله بثوابه…
ثم ولج الي غرفته لتتنهد حسناء وهي تنظر إلي مهرا وتقول:
-معلش يا بنتي هو محتاج وقت .
ابتسمت مهرا وقالت :
-عارفة يا طنط وبراحته ياخد الوقت اللي هو عايزه أما مش هضغط عليه ولا حضرتك كمان …ادم قلبه ابيض وهيسامح واللي حصل معاه كان صعب فأكيد محتاج وقت ..
ابتسمت حسناء وهي تربت علي كف مهرا وقالت:
-بالله عليكي جدك دلوقتي بقا كويس يا مهرا ..
ابتسمت مهرا وقالت:
-الحمدلله صدقيني بقا بخير .
-الحمدلله يا بنتي طمنتيني …روحي دلوقتي ارتاحي ونامي عقبال ميعاد الغدا وهصحيكي ..
-لا انا هعمل …
قاطعتها حسناء بحزم امومي وقالت:
-قولت يا مهرا مش هتعملي حاجة …أنتِ هتروحي زي الشاطرة عشان ترتاحي يا بنتي أنتِ وشك بقا شبه اللمونة …روحي ارتاحي …
ابتسمت مهرا لها بحب وهزت رأسها ثم اتجهت الي الغرفة …
خرجت مرام من المطبخ وهي تقول:
-هو ادم جه يا ماما ..
-ايوة يا حبيبتي ودخل دلوقتي يرتاح …بعد ساعة كده حضري الغدا …
هزت مرام رأسها وكادت أن تذهب إلا ان حسناء اوقفتها وقالت:
-بت يا مرام تعالي هنا شوية …
تقدمت مرام من والدتها ونظرت إليها بحيرة لتقول حسناء :
-مش واجب برضه تزوري جدك ده عمل عملية خط*يرة و …
صمتت حسناء عندما نظرت إلي مرام ووجدت ملامحها تحولت إلي الجليد…إذا كان آدم عنيد فمرام.اس*وأ منه …قد يكون كر*هها داخل قلبها ولا تنفعل مثل ادم ولكن نظراتها الباردة تلك قادرة علي قت*ل جابر عزام في مكانه …
-يا مرام يا بنتي ده جدك …
-جدي من انهي ناحية بالضبط يا ماما ؟!جابر عزام ملوش علاقة بيا وانا مليش علاقة بيه ولا هيكون وإذا كان آدم هيخضع عشان مهرا براحته بس انا لا مستحيل اعامله.كجدي في يوم من الايام …
ضر*بت حسناء كف علي كف وقالت:
-يا عيال انتوا ناويين تجن*نوني !فيه ايه مش عايزين تحلوا المشاكل ليه عشان مهرا علي الاقل !
-يا امي مهرا علي راسي وانا بحبها بس انا مبحبش الراجل ده ولا عايزة اي علاقة تجمعني بيه …هو السبب في م*وت بابا وانا مستحيل اوده أو أزوره أو تربطني بيه اي علاقة …فمتحاوليش معايا ممكن يا امي لو سمحتي …
-ياربي هتم*وتوني والله يا بنتي ده زيارة المريض واجب …
-لما يكون المريض يخصني يا امي …أنا هزور واحد ميخصنيش ليه ..
قالتها مرام ببرود ثم انسحبت الي غرفتها وهي تشعر بالضيق من إصرار والدتها علي تقريبهما من جابر عزام ..
هزت حسناء رأسها وقالت :
-والله ما حد هيمو*تني غيرك يا مرام…ربنا يهديكي…
……
في غرفة ادم ومهرا ..
اخذ ادم ملابسه كي يذهب الي الحمام ويأخذ دوش …
توقفت مهرا أمامه فقال وهو يرفع حاجبه :
-عايزة ايه يا بت انتِ….
ضحكت مهرا وهي تجذبه إليها ثم تقبله علي شفتيه بسرعة …
-دي عشان اتبرعت بالدم لجدي …
ضحك وقال:
-يا ستي لو المكافأة كده اتبرع كل يوم .
ضحكت مهرا وهي تعانقه…ضمها ادم إليه وقال:
-طيب وبالنسبة اني بقيت للصبح برا المستشفي مستنيكي مفيش اي مكافأة للجهد ده …
ضحكت مهرا وهي تقول بتلاعب :
-لا يا دومي ده بس مكافأة التبرع بالدم …
-خلاص يا ستي اروح بكرة لجدك.واشوف لو محتاج دم تاني اتبرعله يمكن اتكافأ تاني
ضحكت مهرا بقوة وشاركها هو الضحك .
…….
في اليوم التالي …
في شركة سامر ..
كان يجلس وهو يشعر بالهم….لا يركز ابدا بعمله …ما زالت هي تحتل عقله بشكل غريب …قلبه يعت*صر بقوة …يشعر
بالإختناق وكلمة الطلاق مازال صداها موجود في عقله…لم يتخيل ابدا ان يشعر بالر*عب عندما تقرر كارما تبتعد عنه …كانت جادة …حقا جادة كليا …تريد الابتعاد عنه ..تريد تركه للأبد …هل يسمح بهذا؟!!هل يطلق سراحها بما انه فءشل في ان يحبها….هل يخ*اطر ويخسرها هي أيضا …ليكون صريحا ما زالت مرام تحتله…ما زال يشتاق إليها ولكن فكرة الابتعاد عن كارما تق*تله …هو لا يريد ان يبتعد عنها ….لقد اعترف بهذا …هي زوجته …والدة طفله …يعلم انه قال لها كلام ق*اسي جدا وهو ليس فخورا بما فعله ولكنه تصر علي إخراجه من حياتها وحياة طفلها وهذا ليس عدلا …هو طلب فرصة اخري …لقد كاد أن يتوسل إليها ولكنها ما زالت مصرة علي عنادها …ما تفعله به حقا س*ئ للغاية …كارما تد*مر ما بينهما بكل سهولة …تريده أن يطلقها ويبتعد كيف اصبحت عنيدة لتلك الدرجة ونست حبه …كيف للمرأة التي أحبته بكل تلك القوة تن*بذه من حياتها الان …كل تلك الأسئلة كانت تدور في عقله وتنهكه …
نهض بضيق من مكتبه واتجه لنافذة مكتبه مال برأسه ووضعه علي الزجاج …كان منهك…مشتت وحزين …لقد خسر كل شىء في حياته …تخلي عنه الجميع ..اختنق وهو يتذكر حديقه الاخير مع كارما …يتذكر لمعة الاصرار بعينيها…ذلك الاصرار علي إخراجه من حياتها …
فلاش باك …
كان يقف متجمدا بعد كلمتها تلك … طلاق…اي طلاق هذا …هل تريد ان تقصيه عن حياتها للابد …
-انتِ بتقولي ايه يا كارما ؟!
قالها سامر وهو يشعر بالصدمة منها بينما هي تنظر إليه ببرود …رغم الا*لم الذي يحتل قلبها الا انها رفضت أن تظهر له ال*مها …لقد اذ*اها سامر بما فيه الكفاية وهي لن تسمح له أن يتلاعب بها مجددا هذا يكفي …يكفي ما فعله …هي لن تخا*طر بقلبها وبطفلها من أجل هذا الرجل مهما حدث …ستبتعد عنه وتربي طفلها جيدا …لن تدعه يحتاج الي شئ …ستعطيه الحب والحماية …يتعلمه أن له كرامة واحترام للذات …ستعلمه ما ف*شلت والدتها في تعليمها إياه …
-ايه الغريب يا سامر بقول عايزة اتطلق …أظنك عارف كده كويس …عايز الطلاق يتم بهدوء مش عايزة اي مشاكل ولا محاكم ..زي ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف وانا متنازلة عن كل حقوقي مش عايزة حاجة ….
اشتعلت عينيه بالغضب وامسكها من ذراعها ثم قربها منه وهو يقول بنبرة تغ*لي من الغضب. ..
-انتِ اكيد اتجن*نتي صح ؟!طلاق ايه !!!أنا عملت ايه لده كله …ليه المعاملة دي. ..ليه مش قادرة تسامحي….ليه …
دفعته وهي تصرخ قائلة :
-ولسه بتسأل …حقيقي يا بج*احتك …بعد ما اللي عملته فيا بتقول عملت ايه ….انت ايه معندكش احساس ….
تصاعدت الدموع في عينيها وانسكبت وهي تنظر إليه بكر*اهية …لا تصدق مدي انانيته…
-كارما ..
قالها محاولا تهدئتها إلا أنها صرخت وهي تدفعه:
-لا لا اياك تلمسني …انت فاهم …اياك !!!انت د*مرت حياتي …د*مرتني يا سامر …خلتني اك*ره الحب …اك*ره ضعفي وأك*ره نفسي لاني حبيتك …انت بذلت مجهود ج*بار عشان تحسسني اني ولا حاجة وبرافو انت كسبت …أنا حاسة اني
فعلا ولا حاجة …مجرد واحدة فا*شلة مقدرتش تنسيك مرام…واحدة كانت تسمعك بتهي*نها وتسكت عشان بتحبك…اتحملت معاملتك الز*فت ليا كأنك بتعاق*بني عشان خسرت مرام …واللي رافض تعترف بيه يا سامر أنك خسرت مرام بسبب انا*نيتك بس …انت اللي اتخليت عنها …انا مليش ذنب ..ذ*نبي الوحيد اني رضيت اني ارتبط بيك بعد ما سيبت صاحبتي وخ*سرتها …ذ*نبي اني رضيت لنفسي الذ*ل …سمحت ليك تهي*نني …بس صدقني ده انتهي يا سامر انت انتهيت من حياتي الحمدلله…دلوقتي أنا مليش الا ابني ومتخافش أنا مش وح*شة لدرجة اني احرمك من ابنك …تقدر تشوفه وقت ما تحبه لكن متتوقعش مني اني ارجعلك …أو اسمح ليك تفضي غضبك فيا انا….لو سمحت أخرج من حياتي…أنا مش عايزة اشوفك تاني …ورقة طلاقي توصلني بهدوء واللي هيبقي بيننا يا سامر هو ابننا وبس ..
-ولو مطلقتش !
ابتسمت ببرود وقالت:
-بسيطة ارفع عليك قضية …بس انت يا سامر للدرجادي معندكش كرامة عشان تتمسك بواحدة مش عايزاك !!!
ضم كفيه وهو يسيطر علي غضبه الذي بدأ في الاشتعال …وقرر أنه من الأفضل أن يذهب الان قبل أن يند*م علي ما سيقوله أو يفعله !!!
باك …
خرج من شروده وهو يشعر بالحزن علي ما وصل إليه …كارما أخرجته تماما من حياتها ولا يوجد ما يفعله …هل يذهب ويترجاها.هذا صعب جدا عليه…..هو لن يفعل هذا بكل تأكيد!!
………
في منزل كارما …
كانت تقف تحت صنبور المياه تأخذ دوش …ترفع رأسها لأعلي وتسمح للمياه أن تنساب علي وجهها …كانت مغلقة عقلها تماما لا تريد أن تفكر فيما حدث منذ آخر لقاء بينها وبين سامر …لقد انتهي سامر من حياتها والان يوجد الأهم لكي تفكر به…. طفلها… طفلها الذي أعطاها الامل لتكمل حياتها التعي*سة تلك …طفلها هو النقطة المضيئة في حياتها وهي سوف تفعل المستحيل كي تربيه جيدا!!
أغلقت الدوش ثم أخذت المشفة وجففت نفسها جيدا ثم بدأت بإرتداء بيجامتها الوردية البيتية …قررت عدم الذهاب للعمل اليوم وان ترتاح هذا بالطبع بعد أن أخذت الاذن من صاحب الصيدلية الذي أشفق لحالتها وقرر التعاون …
ارتدت منامتها اخيرا ثم كادت أن تخرج من الحمام ولكن لم تنتبه لتلك المياة التي تملأ الأرضية الناعمة والتي نتجت من استحمامها لتنزلق ساقها وتصرخ بقوة ثم تسقط علي الأرض ويصطدم رأسها بحافة البانيو …فتفقد الوعي !!!
….
مرت عدة دقائق لتفتح كارما عينيها وهي تشعر بالدوار …تأوهت وهي تشعر بأ*لم عني*ف أسفل بطنها :
-ابني …ابني …
قالتها كارما وهي تبكي بعنف ولا تستطيع النهوض …نظرت إلي الصالة وهي تتذكر أنها تركت الهاتف بالصالة ولحسن الحظ كانت قد تركت باب الحمام مفتوح بما انها بمفردها بالمنزل …زحفت بصعوبة ناحية الصالة بعدما فشلت نهائيا في أن تنهض !
اخيرا وصلت للمنضدة التي عليها الهاتف وهي تبكي بينما الد*ماء لطخت الأرضية …أمسكت الهاتف ثم اتصلت به …الوحيد الذي سوف ينجدها ..
…..
رن هاتف سامر وهو واقف أمام النافذة ليخرجه من جيبه بملل ولكن الملل تحول الي تحفز وهو يري اسمها …رد بسرعة ولهفة قائلا:
-كارما !!!!
-سامر …سامر الحقني أنا وقعت ..ابني يا سامر ..ابني …تعالي بسرعة ..انت عارف هتلاقي المفتاح فين ..
بهت وجه سامر ولكن بدأ بالخروج من مكتبه وهو يركض بطريقة أثارت ريبة موظفينه بالشركة
-كارما …كارما حبيبتي أنا جاي …
….
ما هي إلا عشر دقائق وكان سامر قد وصل بسبب قيادته المتهورة …ركض داخل البناية حتي وصل الي شقة كارما …اخذ المفتاح الاحتياطي من اصيص الزرع بجانب شقتها وفتح الباب …صرخ بقوة وهو يجدها واقعة علي الأرض ..فاقدة الوعي ودم*,اؤها علي الأرض …
……….
في المشفي …
نقلها سامر بسرعة الي هنا وانتظر ساعة إلا ربع وهو يشعر بالقلق ينهش قلبه …اخيرا خرج الطبيب من غرفة العمليات ..اقترب سامر منه بلهفة ليقول الطبيب :
-الحمدلله هي كويسة …قدرنا نسيطر علي النزيف بس للاسف فق*دنا الجنين ربنا يعوضك !!
…………
كان يقف بسيارته امام منزلها كالمعتاد ….البراكين كانت تشتعل داخله الايام السابقة وهو يراها تخرج معه كالعادة ..تستقل حياة سيارته ويذهبون الي بناية ما …يكاد يفقد عقله وهو يتخيل أسوأ السيناريوهات في عقله …لا يفهم ما الذي بين حياة وبين مروان …وكيف اجتمعا من جديد ..غيرة قاسية احتلت قلبه …تجعله يرغب بقتل مروان هذا ولكن بأي حق ….كيف يطالب بحقه في حياة وهو الذي تركها بأسوا طريقة …كيف يحاسبها وهو من خانها…والسؤال الاقسي لماذا يراقبها ..لماذا يغار هل اصابته لعنة العشق معقول؟!!هل سيعاني الآن …هل انقلبت اللعبة التي بدأها هو …هل اصبح فعليا الضحية …تلك الاسئلة كانت تدور في عقله …تلك الاسئلة تنهكه …ترعبه!!!..يخاف أن يصاب بتلك اللعنة …هو لا يريد أن يواجه ما واجهته حياة …
اغمض عينيه وقرر أن يذهب لن يراقبها اليوم بل سيحاول بأي طريقة أن ينساها…وما كاد أن يذهب بسيارته ولكنه تجمد وهو يراها تخرج من البناية ….غاص قلبه في صدره وهو يتأملها جيدا …ترتدي قميص من الحرير ازرق وبنطال اسود …شعرها البني الذي استطال قليلا تركته حرا ونظاراتها التي تخفي ملامحها كانت مستقرة فوق راسها وتحمل حقيبتها السوداء …تبتسم ابتسامة رائقة بينما تشير بكفها الي مروان الذي اتي للتو بسيارته ….اشتعلت عيني احمد بالنار وهو يراه …
ذلك المزعج كم يكرهه …هل كُتب عليه أن يأخذ مروان كل امرأة في حياة احمد الاول مهرا ثم حياة !!!
كان يرتعش من الغضب ….جل ما كان يريده الان هو أن يح*طم رأس ذلك المدعي مروان …أخذ يتنفس عدة مرات حتي يهدأ نفسه …هو لا يريد أن يتهور وان تته*مه حياة بالغيرة يجب أن يحافظ علي صورته أمامها ….انتظر وهو يراقب حياة وهي تستقل سيارة مروان …تجلس بجانبه …الشي*طان كان يعبث بعقله…كان يخبره أن بالتأكيد هناك علاقة مشب*وهة بين حياة ومروان وذلك الخاطر جعله يكاد يج*ن…هو لا يتحمل هذا …لا يتحمل مجرد التفكير أن هناك أي علاقة بينهم …غيرة أو تملك لا يهم …جل ما يعرفه أن تلك الأفكار تمنعه من النوم ولذلك لابد أن يضع حل لتلك الأفكار …يجب أن يتخلص منها …
…..
من ناحية أخري …
جلست حياة بجوار مروان وقالت بسعادة :
-اول مرة اتحمس كده وانا رايحة للدكتور ..
ابتسم مروان مبتهجا لتحسنها …في الواقع بعد ما قررا الاثنين أن يواجها مخاوفهما ويتكلمان بدءا يتحسنان …وهذا يسعده…يجعله يثق أنه سوف يكون بخير قريبا …
-وبصراحة أنا كمان …
-ايه رايك نحتفل بمناسبة أننا بدأنا نتعافي النهاردة تحب نروح فين …
تردد مروان …لم يرد أن يحرجها وقال بتوتر:
-طيب ممكن نأجل الموضوع شوية يا يا حياة …أنا النهاردة ورايا حاجات مهمة جدا بعد الجلسة وحابب …
ابتسمت حياة بخبث وقالت:
-رايح ليها صح …ها قول. ..
-هروحلها كالعادة ابصلها من بعيد بس مش هتكلم معاها
قالها وهو يتنهد …لا يعرف هل قراره صح ام خطأ هل صحيح قراره أن يظل في الظل هكذا دون أن يحدثها أو يعترف …هل سيترك سعادته تتسرب من بين يديه ولكنه كان متيقن تماما أن ليس من حقه أن يكون سعيدا بعد كل ما فعله معهما…هو مصمم ان يتع*اقب بحب ليلي …هذا عق*اب مناسب !
ابتسمت حياة بحزن غريب وهي تري الصراع البادي علي وجه مروان …تعرف أن هذا صعب عليه …أن تعشق من طرف واحد بحد ذاته لعنة …هي تعرف كم أن شعور الحب من طرف واحد قاسي للغاية …الم تحب احمد وذاقت عذ*اب الحب …كم.ان ارتباط مروان بتلك الفتاة مستحيل …هي قريبة مهرا واخت زوجها …مهرا ..مهرا من كانت صديقتها وهي طع*نتها بعن*ف في ظهرها وكل هذا من أجل رجل …حياة لن تسامح نفسها ابدا علي ما فعلته…ذلك الذ*نب سيظل يطاردها حتي تمو*ت ….
فكرت بحزن …كم تريد أن تذهب لمهرا وتعتذر منها ولكن ليس لديها الجراءة …كيف تذهب لتلك التي سلمتها ببساطة الي مروان …كيف ستنظر لعينيها…تل الأسئلة كانت تدور بعقلها …صمت مروان وهو يراقب تعاقب الانفعالات علي وجه حياة ….وعرف فيما تفكر ..ذ*نبهما المشترك …ربنا لو أخبر حياة أنه لم يلمس مهرا هل سترتاح …ولكن ما يفيد اخبارها بالحقيقة …رغم أنه لم يلمس مهرا ولكن ما فعله مع مهرا كان بش*ع جدا …ما فعله معها لا يمكن مغفرته ..
فكر بهم وهو يقود سيارته بينما بدأ أيضا احمد بقيادة سيارته لي
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عروس رغما عنها ) اسم الرواية