Ads by Google X

رواية غرام العنقاء الفصل العشرون 20 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

  رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية غرام العنقاء الفصل العشرون 20

  
رمقتها قائلة باستهزاء:
-أنتِ مالك بتتكلمي بفخر أوي كده..
إيه مرات سامح دي !
مرات براد بيت يعني؟
لتضيف باشمئزاز:
-ده اسمه سامج أصلا .. فوقي يا ماما
ده محسوب على الرجالة بالغلط
تنهدت ميادة بزفرة طويلة بغيظ:
– مش هتقوليلي اتفضلي !
صاحت كاميليا بضيق :
– خير في حاجة يا مدام!
ممكن تقولي هنا بعد إذنك
ردت بإصرار:
– انا مش هعرف اتكلم هنا..
هي لا تريد اي شيء من طرف سامح.. لا تريد اي شيء بسببه
تكرهه .. لا تكره أحد غيره.. هو سبب دمارها .. هو سبب كل شيء سيء حدث لها
اقتربت والدة كاميليا من الباب لتسأل كاميليا من تلك المرأة لتجيبها بأنها زوجة سامح .. رغم كره والدة لـ سامح إلا أنها أقنعت كاميليا بالسماح لها بالدخول
فدلفت المرأة وهي تجلس ودلفت كاميليا إلى غرفة ابنتها تعطيها هاتفها تلعب به وتنبهها ان تنام .. هي لا تريد أن تسمع طفلتها اي شيء
شعرت بالخوف وهي تقبل ابنتها على جبينها .. شعرت بالرعب وكأنها ستفقدها
يا الهي هي لا تعشق سواها .. لا تحب سواها
حتى أنها تكن مشاعر لـ نديم بسببها بسبب حبه لطفلتها وحب طفلتها له.. تلك الطفلة كانت هي السبب بوجود مشاعر بينهم !
خرجت كاميليا لترى ماذا تريد منها تلك المرأة .. فبدأت التحدث قائلة :
– ممكن اشوف بنوتك.. هي اسمها ….د…
تلعثمت المرأة وهي تحاول أن تتذكر اسم ابنتها … لأن زوجها أساسا لم يتذكره ..
قاطعتها كاميليا بسخرية :
– اسمها دانا … اللي جوزك واضح أنه نسي اسمها اصلا.. فطبيعي متعرفيش اسمها
تنحنحت ميادة بحرج :
– ليكي حق تقولي كده .. بس انا ممكن اشوفها !
كاميليا بقوة:
– لأ
– نعم
قاطعتها بحدة:
– لأ زي ما سمعتي .. مش من حقك
عضت ميادة على شفتيها بتأثر:
– حتى لو عرفتي أن
وعندما همت بالكلام قاطعتها كاميليا بسخرية:
– لا متقوليش أن جوزك ندمان على بنته
ردت ام كاميليا بفضول:
– اصبري يا كاميليا نسمعها يا بنتي
اومأت ميادة بصدق :
– هو فعلا ندمان .. أنتِ متعرفيش حصله ايه..
اندفعت هاتفة بتهكم:
– هيكون حصله ايه يعني !
تنهدت بزفرة طويلة :
– انا وسامح بقالنا 3 سنين متجوزين .. أول سنة قولنا نأجل الخلفة شوية بس للأسف ربنا ما ارادش .. وتاني سنة سامح حاول يسافر في بلد تانية عشان يشتغل لأن للأسف خسر وظيفة مهمة جدا في دبي فسافر قطر بس مرتاحش هناك وانا مكنتش حابة افضل لوحدي وصممت أنه يرجع وساب وظيفته اللي هناك … السنة دي بقى حصلتله حادثة صعبة شوية غيرت حاجات كتير في حياتنا…الحادثة للأسف خلته رجل عقيم… يعني ميخلفش
ردت كاميليا ببرود :
– وانا مالي بكل ده … عايزين مني انا ايه بقى ! بعد 4 سنين باعتك تشوفي بنته ليه ؟؟
سيبوني لوحدي
شهقت والدة كاميليا بصدمة .. هي ام وانسانة.. ولكن كانت تتمنى الأذى لسامح ذات نفسه وليس بشيء صعب مثل هذا .. ولكنه يستحق…يستحق أن يعاقب
كانت دعوتها…دعوتها التي دعتها عليه منذ أربع سنوات ولم يهتم بها
ردت ميادة بحزن :
– للأسف مفيش اي حل … سامح خلاص مبقاش ينفع يكون اب … انا نفسي يكون عندي طفل … طفل احضنه وأبوسه.. صرفنا كتير اوي علاج ومصاريف على حادثة سامح .. مفيش اي حل .. مفيش اي نتيجة .. حتى عمليات صعب صعب كل حاجة صعبة … وسامح خلاص مبقاش فيه امل ينفع يخلف تاني..
تنهدت بعمق لتضيف:
– لحد ما انا سألته .. قولتله هو ليه حياتنا كده ليه كل حاجة بتبوظ مننا.. ايه اللي بيحصل دا .. سألته طلقت مراتك ليه ؟
بصراحة مسألتوش قبل كده عن بنته طول فترة جوازنا .. كنت فاكرة بيبعتلها مصاريفها … مجاش في بالي أنه ساب بنته طول السنين دي مشافهاش ولا مرة.. طلبت منه اني اشوف بنته .. عارفة انه طلب صعب وعارفة أن حقك .. بس انا نفسي اشوف بنتك و سامح كمان .. حتى هو معايا بس مستني بره لانه خايف انتي ترفضي يدخل
شهقت كاميليا بغضب مقاطعة :
– يدخل !؟؟ يدخل فين دا
هدأتها امها قائلة:
– استني بس يا كاميليا نفهم الاول
هزت رأسها بنفي قاطع :
– لا يا ماما لا
خرج الجد من غرفته على إثر صوتهم العال ليسأل ماذا حدث
ردت كاميليا والدماء تغلي برأسها:
– سامح عايز يشوف بنته
ردت كاميليا بهجوم:
– بنتي محدش هيشوفها.. بنتي دي بتاعتي لوحدي … انا اربي و اكبر واصرف واتعب وهو جاي على الجاهز
رن جرس الباب في تلك اللحظة ليخرج شقيقها من غرفته فصرخت كاميليا قائلة:
– متفتحش الباب لحد يا جدو بعد اذنك…
– في ايه يا كاميليا بس
شهقت بقهر :
– يا كمال متفتحش.. دا .. سااامح
رد جدها:
– ماهو مش هيفضل يرن الجرس كده .. نفتح وخلاص يا بنتي
فتح كمال الباب قائلا بحدة فهو يكرهه بشدة :
– سامج.. انت عايز مين هنا !!
رد سامح ببرود :
– مراتي هنا.. ميادة مراتي
تحركت كاميليا إلى ناحية الباب قائلة بصراخ :
– انت عايز ايه يا سامح.. جاي عايز ايه !
دخل سامح واغلق كمال الباب خلفه حتى لا يسمع الجيران اي شيء
رد سامح باشتياق :
– بنتي يا كاميليا .. جاي اشوف بنتي .. ايه هتحرميني منها !
لوحت كاميليا بيديها:
– انت اللي حرمت نفسك منها .. انت السبب
قاطعها سامح بابتسامة هادئة:
– كاميليا ميبقاش قلبك اسود .. انا عاوز اشوف بنتي دا..
ثم صمت وهو يتذكر اسم طفلته .. لتتسع عينا كاميليا بذهول :
– ياخي دا انت من جبروتك متعرفش اسمها !!!
ثم اردفت بنبرة مختنقة :
– متعرفش اسم بنتك يا سامح !! انت ايه .. دا انت لو كافر مش هتبقى كده.. قلبك موجعكش عليها !! محستش في مرة انها وحشاك
محستش ولو بفضول تسأل عليها تشوفها حتى
مش هقولك تصرف عليها بس حتى كنت تشوفها !
النهاردة بنتك كملت 4 سنين … 4 سنين متعرفش حاجة عنها حرفياً
4 سنين وانا كل حياتي اتدمرت بسببك
و دلوقتي جاي عاوز تشوفها على الجاهز
ردت ميادة زوجة سامح بهدوء :
– خلاص يا مدام كاميليا سامحيه .. واهو عرف غلطته انه قصر في حق بنته
زمجرت بحنق:
-سماح ايه اللي اسامحه !
انتو الدنيا سهلة اوي عندكم كده ليه .!
ثم اردفت ضاحكة بسخرية:
-سماح دي تبقى أمه يا حبيبتي
قاطعها سامح بحدة :
– جرا ايه يا كاميليا ما تلمي لسانك أنتِ بقيتي كده ليه
كاميليا بنبرة ساخطة :
– مش أنت اللي هتعلمني اتكلم ازاي .. وبعدين ايه يا سامج متضايق اني بفكرك ب اسم امك !!؟
ما انت كنت ابن امك اوي ولا نسيت!
زفر هواء ساخنا :
– كاميليا … ممكن تخليني اشوف بنتي بعد اذنك .. و ياريت تنسي وتسامحي..
صاحت به بغضب :
– اسامحك على ايه !!! فهمني
اسامحك على المعاملة الوحشة ولا الاذية ولا القسوة ولا ضربك ليا ولا على كسر قلبي وخاطري .. كل دا سهل عندك!! كل دا سهل يتسامح عليه !!
بأمارة ايه طيب اسامحك انت واهلك
اردفت بابتسامة منهكة موجعة وهي تتذكر الماضي:
-بأمارة اللي عملتوه فيا ولسه معلم جوايا وسايب أثر الايام مانستهوش ليا ، ولا بأمارة كل ذكرى وحشة سيبتوهالي ومشاعر قلق وشك في الناس كلها خلتني اخاف من اي خطوة افكر اخدها تاني في حياتي
لتبتسم بعدها بقوة بشموخ:
-ولا انت لسه فاكرني كاميليا الطيبة البريئة بتاعة زمان وهتسامح زي ما سامحت وجت على نفسها عشان واحد ميستاهلش
لم يجد سامح رد يقوله .. لتردف بعدها كاميليا باندفاع:
-بقولكم ايه .. بالله عليكم سبوني في حالي كده كفاية … كفاية كل اللي مريت بيه بسببك .. كفاية انك دمرتلي حياتي
خليتني اربي بنتي لوحدي وكل يوم تسألني فين ابويا وابقى مش عارفة ارد اقولها ايه !!
كل يوم اكدب على بنتي واقولها ابوكي مسافر.. عشان محسسهاش بنفس وجعي… عشان متحسش بالنقص عن زمايلها
مرضتش اقولها أن ابوكي سابك واتطلقنا
ولا اسامحك على كلام الناس اللي مش بيرحم لمجرد اني بقيت مطلقة .. ولا تحب اسامحك على صحابي اللي بعدوا عني واتغيروا .. ولا تحب اسامحك على مرمطتي وتعبي من شغل ل شغل عشان استقر .. بس الحمدلله ربنا بيعوض
ثم صرخت به بغيظ :
-وانت جاي بقى النهاردة بكل برود على الجاهز عايزني اسامح وتاخد بنتي تشوفها !!
لتجد كاميليا صوت طفلتها تصيح بوجع :
– مامي…
التفت سامح إلى تلك الطفلة الجميلة الشقراء.. تشبهه فقط في لون شعره .. دمعت عيناه من رؤيته لها .. اللعنة !
انه انجب طفلة جميلة .. رائعة
طفلته الوحيدة وهو بغباءه ضيعها منه وانكرها
طفلة لم يستطع أن ينجب مثلها ابدا ابدا
صاح سامح بشوق:
– بنتي.. تعالي يا حبيبتي انا بابا
وقفت الطفلة في الطرقة من بعيد وهي تضع يدها على أذنيها تبكي .. لتشاور لها كاميليا بأمر:
– دانا ادخلي جوه يا حبيبتي
ردد سامح اسمها :
– دانا
دق جرس باب الشقة.. ففتح كمال الباب ليجد أمامه نديم ممسكاً بحقيبة دانا قائلا بحرج :
– دانا نسيت شنطتها في الحضانة مع اسر وجبتهالها
فنظر أمامه ليجد ذلك المشهد الذي لم ينساه وهو طفل … ولكن مشهد الطفلة الواقفة من بعيد وهي تضع يدها على أذنيها رعبا ودموعها تتساقط.. ذكره المشهد بما حدث له وهو طفل
ذكرته دانا بكل ما حدث له
بألمه ووجعه
– ادخلي جوه يا دانا
هزت الطفلة رأسها ودموعها تتساقط وهي ترتعش لتسأل امها بفضول :
– هو هو دا بابا يا مامي
شاورت لها كاميليا برجاء :
– ادخلي الاوضة عشان خاطري
صاحت الطفلة بشهقة مؤلمة معاتبة امها :
– انتي كذبتي عليا يا مامي.. انا سمعتك بتقولي كذبتي عليا..لييييه
فهم نديم أن الرجل الذي يقف أمامه بشعره الاشقر وعيناه داكنة وبشرة مائلة للسمرة.. ان هذا الحقير الندل والد دانا الذي تركها ووجعها لتقترب صفاء من دانا وهي تحاول أن تدخلها الغرفة لترفض دانا بعناد:
– لا مش هدخل
وما أن رفعت رأسها أمامها لتجد نديم .. لم تتردد لحظة وهي تركض إلى نديم ترتمي بحضنه.. بينما حاول سامح امساك طفلته فحاولت كاميليا أبعاده عنها صارخة به :
– متقربش منها قولتلك
دافعت ميادة عن زوجها قائلة وهي ترد بمكر حتى تسمع الطفلة:
– في ايه يا مدام كاميليا دا ابوها..مش كفاية كذبتي على البنت وفهمتيها أن ابوها كان مسافر
صاحت كاميليا مدافعة:
– وهو كان فين ابوها دا !! انا كذبت عليها عشان خوفت عليها انتوا مش عارفين حاجة
لتقترب كاميليا من نديم الذي يحمل الطفلة وهي تشهق ببكاء تختبئ برأسها على صدره :
– دانا تعالي يا حبيبتي متخافيش
شهقت دانا بوجع:
– ديم .. انا زعلانة
عانقها نديم وهو يهدهدها بحنان أبوي صادق:
– اهدي يا حبيبتي مفيش حاجة
اقترب سامح من نديم قائلا برجاء :
– دانا انا ابوكي يا حبيبتي .. مش كان نفسك تشوفي بابا
التفتت من حضن نديم لتنظر إلى سامح بدموع حارقة ردت بتلقائية ورفض :
– انا مش عارفاك .. لأ لأ
صرخ سامح بعروق نافرة إلى كاميليا:
– وكمان كرهتي البنت فيا عاجبك كدا !!
دمعت عينا كاميليا بوجع على طفلتها هامسة برجاء:
– دانا تعالي يا حبيبتي انا مامتك متخافيش مني
التفتت إليها طفلتها بأنف محمرة ودموع حارقة هامسة بلوم:
– انا زعلانة منك … ليه كذبتي عليا … انا كنت مستنياه
التفت سامح بسرعة قائلا:
– وانا رجعتلك اهو يا حبيبتي تعالي في حضني
مجرد سماع الطفلة صوته واقترابه منها تصرخ برعب وتختبئ بصدر نديم :
-لا يا ديييم انا خايفة … انا مش عايزاه
صاح بهم نديم قائلا:
– ممكن تهدوا شوية … البنت مرعوبة
ثم أردف بنبرة هادئة:
-متخافيش يا حبيبتي متخافيش وانا جنبك
وقف سامح أمامه قائلا بتساؤل بتهكم:
– انت مين اصلا وازاي تشيل بنتي كدا
ردت كاميليا بانفعال:
– وانت مالك اصلا …
رمقها سامح بغل :
– مالي ازاي يعني! راجل غيري يا مدام شايل ابنتي وتقولي مالك
وقف الجد أمام سامح قائلا :
– سامح… ممكن كفاية كدا وتتفضل بره عشان دانا خايفة
سامح بعناد :
– انا مش همشي الا أما اخد بنتي وابوسها واحضنها … مش كفاية مش قادر اجيب غيرها ولا عمري هقدر اخلف.. انتوا ايه قلبكم جاحد
ردت كاميليا بكره:
– انت مريض والله
ليلاحظ نديم الطفلة تضع يدها على أذنيها من الخوف.. فرد عليهم بصوت عال :
– ممكن تسكتوا بقى … كفاية مينفعش تسمع هي الكلام دا ليه كدا…
التفت نديم إلى والدة كاميليا قائلا بأدب:
– ممكن تدخلي البنت جوه يا طنط بعد اذنك
تمسكت دانا بقميصه القطني بخوف قائلة:
-لا لا يا ديم متسيبنيش… خدني معاك يا ديم … متسيبنيش
لم يجد نديم اي فائدة لتركها .. فطلب من والدة كاميليا باستئذان هامسا:
– بعد اذنك حضرتك هاخدها معايا شوية
هزت كاميليا رأسها برفض ودموعها تتساقط:
– لا طبعا .. دانا مينفعش تمشي.
صاح نديم معاتبا إياها :
– وانتي فارق معاكي زعل بنتك !! انتي سيبك من اي حاجة وفكري في نفسيتها دلوقتي مينفعش تسمع الكلام دا بينكم مينفعش..
لم تحزن منه كاميليا فهي تفهمت قصده .. لتقترب من دانا محاولة اخذها برقة معتذرة لها:
-انا اسفة يا قلب مامي .. حقك عليا والله .. تعالي في حضني
ردت طفلتها بلوم:
– لا يا مامي … انا زعلانة منك
كاميليا بعتاب :
-عايزة تمشي وتسيبني !
بابتسامة منهكة كسيرة بررت لها:
– انا هروح مع ديم عشان انا خايفة …
تدخل سامح باعتراض قائلا:
– هتروحي مع الراجل دا ازاي يعني !
لتصرخ دانا برعب مخاطبة نديم :
– يا ديييم … انا خايفة منه…
رمقه نديم بغيظ قائلا بتنبيه:
– ممكن تبطل تتكلم بالاسلوب دا عشان البنت خايفة منك
رد سامح بغيرة:
– انت مش شايف بنتي خايفة مني ومش خايفة منك … دا انا حتى معرفش أنت مين
زفر الجد قائلا:
– مش من حقك ومش هنريحك ونقولك.. وغير كدا دا حد ثقة جدا
التفت نديم إلى والدة كاميليا وجدها قائلا بأدب:
– بعد اذنكم انا هاخد دانا شوية
وافقوا على طلبه .. ليخرج نديم من الباب بينما كاميليا تمشي خلفهم باعتراض وهي تبكي بألم :
– لا يا نديم مش هينفع … دانا مش هينفع تسيبني وهي زعلانة
نظر لها نديم برقة :
– انتي مش شايفة الموقف عامل ازاي … حرام تأذيها لو بتحبيها سيبيها معايا النهاردة…ممكن
شهقت كاميليا بيأس:
– دانا
فتح نديم باب الشقة وخرج:
– انا هنزل … متخافيش عليها هي في امان معايا
صاح سامح باعتراض وهو يحاول الخروج وراء نديم:
– انت رايح فين يا عم انت و اخد بنتي كمان … مش هسيبك.. انا نازل
وقف كمال أمام الباب يمنع سامح قائلا بعناد:
– لا مش هتنزل غير لما هو يمشي
لتتصل كاميليا على نديم وهي تناول جدها الهاتف ليرد على نديم قائلا:
– اول ما تتحرك بالعربية قولي عشان البيه ينزل
عاتبه سامح بقهر :
– كده يا حاج بتمنعني انزل ورا بنتي !
وبعدين انا مش هسيبها على فكرة … مش هسيبكم تحرموني منها.. مش كفاية مش قادر اجيب غيرها
سأله الجد باستغراب :
– مش قادر تجيب غيرها ازاي مش فاهم ؟
ما تروح تخلف تاني ما انت متجوز
تنهد سامح بحزن:
-ربنا حرمني من الخلفة..عملت حادثة صعبة
– لا حول ولا قوة الا بالله..
رد سامح بحرقة:
– شايف بقى يا حاج حفيدتك بتحرمني من بنتي بعد اللي حصلي ازاي ! دا يرضي ربنا دا !
زفر الجد بسخرية :
– ولما انت ترمي بنتك 4 سنين مكنش يرضي ربنا وقتها !
حاول التبرير بالكذب:
– انا منكرش اني غلطت بس كان عندي ظروف
سأله الجد بقوة:
– ظروف ايه دي يا سامح اللي تخليك متشوفش بنتك لمدة أربع سنين.. ايه كنت مريض ؟؟ عاجز !
انكسرت عيناه منكساً:
– لأ
– اومال ايه اللي منعك تشوفها .. انت تعرف أن كاميليا وهي حامل الدكتور طلب منها تنزل البنت عشان كانت هتبقى مشوهة بس هي رفضت و قالولها دي فرصة تعيشي حياتك بطولك وهي صممت وقالت مهما كان مش هتنزلها … شايف حكمة ربنا.. ولو اني صعبان عليا ان حكمة ربنا وعقابه ليك يأذي ناس مالهاش ذنب .. ذنبها ايه مراتك تدفع تمن قرفك وندالتك وتتحرم هي كمان من الخلفة جنبك !
الدنيا دوارة يا سامح، كما تدين تدان و لو بعد حين
اعترض سامح مصححاً:
– دا قدر ربنا … عقاب ايه .. انا منكرش اني غلطت اني بعدت عن بنتي … لكن مغلطتش لما طلقت..
رد الجد بفخر:
– ومتنكرش انك ظلمت بنتك.. و ظلمت كاميليا.. بس الحمدلله اهي حفيدتي دلوقتي عايشة احسن عيشة.. بتشتغل وبتحقق كل اللي عايزاه وبيتقدملها عرسان كتير..
سامح برجاء:
– انا عاوز اشوف بنتي.. نفسي احضنها حتى لو مرة واحدة.. انا ابوها انتوا ليه مش حاسيين بيا
رد الجد بواقعية:
– انت جاي تشوفها لما معرفتش تجيب زيها … مش عشان روح الأبوة فجأة ظهرت فيك.. و بعدين كاميليا هي اللي رافضة
قاطعه سامح .. ليلتفت إلى كاميليا صارخاً باندفاع :
– دي مش بنتك لوحدك على فكرة
ردت كاميليا بغضب :
– لا بنتي لوحدي… وياريت تتفضل تطلع بره عشان خلاص مش طايقة اشوفك
سامح بتبرير:
– انتي السبب يا كاميليا…وانا مش هسامحك على انك بتحرميني من البنت ومش هسيبها
همست كاميليا بنبرة ساخطة:
– شوف ياخي عدل ربنا .. يوم ما ربنا يعاقبك يحرمك من الخلفة نهائي… مع أن العدل الحقيقي انك تدوق كل اللي انا دوقته بالظبط….تدوق كل حاجة انا عيشتها بسببك…تدوق حرمان بنتك اللي انت رميتها بإيدك…انت دلوقتي بتدفع تمن غلطاتك انت
صاح الجد بانفعال :
– اطلع بره يا سامح انت ومراتك
نظرت ميادة إلى زوجها بوعيد :
– عاجبك كده يا استاذ سامح .. طليقتك واهلها بيطردونا.. انا غلطانة اني جيت اصلا.. يلا
لتسبقه إلى الباب .. فخرج خلفها سامح وهو يهدد كاميليا قائلا بوعيد :
– ماشي يا كاميليا.. بس انا مش هسكت…وهرفع قضية رؤية وهشوف بنتي
____________________
دلف نديم إلى الڤيلا التي يسكن بها وهو يحمل دانا وبيده حقائب بلاستيكية من الماركت بها اشياء لـ دانا
لتسأله زوجة أبيه باستغراب قائلة:
– مين دي يا نديم ؟
ركض اسر ابن أخته إلى دانا ليسألها بقلق:
– دانا .. انتي كنتي غايبة النهاردة ليه؟
لم ترد عليه دانا وهي تختبئ في حضن نديم .. ليسأل نديم بفضول :
– هو بابا فين ؟
ردت سارة :
– بابا نايم..
نظر نديم إلى دانا قائلا:
– دي دانا بنت كاميليا
اتسعت عينا اخته بدهشة :
– ايه دا ازاي جت معاك .. هو في حاجة ولا ايه ؟
سار نديم إلى السلم وهو يصعد إلى غرفته قائلا برسمية :
– بعدين عشان البنت .. هفهمكم بعدين.. انا هطلع دلوقتي تعالي معايا يا سارة
ركض اسر خلفهم قائلا:
– انا كمان جاي معاك يا خالو
وضع نديم الطفلة على سرير سارة قائلا :
– خليها معاك يا اسر انت وسارة لحد ما اخد شاور
لينبه على سارة برقة:
– سارة حاولي تهديها عشان..
جلست سارة بجانبها وهي تمسح شعرها الأشقر بحنان :
– حبيبتي .. اجيبلك اعملك حاجة تاكليها؟
نظرت دانا حولها فلم تجد نديم لتشهق بعنف:
– عاوزة ديم
سارة باستغراب :
– ديم مين ؟
أجابها اسر مصححاً:
– قصدها نديم يا مامي خالو
سارة بهدوء:
– ااه..هو هياخد شاور بس ويرجعلك
دمعت عيناها بخوف :
– لااا عاوزة ديم…
هدهدتها سارة وهي تحملها قائلة:
– طب اهدي يا حبيبتي.. متخافيش انا هوديكي عنده
طرقت سارة على باب غرفة نديم .. ليفتح نديم وهو بيده فوطة ومازال بملابسه لترد سارة بحرج :
– نديم .. كلم دانا مش ساكتة عايزاك
سألها نديم بقلق :
– ايه يا حبيبتي مالك ؟
دمعت عيناها بشك:
– انت سيبتني ليه.. انت مش عاوزني؟
هز رأسه باستنكار وهو يحملها ويقبلها من خدها :
– هو انا اقدر استغنى عنك يا حبيبة قلبي… انا بس كنت هغير هدومي واخد شاور..
بينما عادت سارة إلى غرفتها وتركتها معه
تمسكت دانا بقميصه وهي تتعلق برقبته قائلة:
– طيب هستناك
طلب منها نديم :
– طب تقعدي مع سارة و اسر لحد ما اخلص
صمتت دانا بتفكير :
– ماشي بس انا كمان عاوزة اقعد معاك
تنحنح نديم بحرج:
– مانا عشان هغير وكده وهاخد شاور
وضعت يديها الصغيرتين على جفنيها قائلة بأدب:
– هغمض عيوني ومش هبص عليك.. لما مامي بتغير هدومها انا كمان بغمض عيوني ومش بفتحها اصلاً
رفع حاجبه باستنكار :
– اصلا ً !
ليردف بصوت منخفض جدا لم تسمعه الطفلة قائلا بعبث :
-انا لو منك افتح عيوني
– بتقول ايه ؟
وضعها نديم على السرير قائلا :
– بقول استنيني هنا وانا هغير جوه كده كده.. وهجيبلك اسر يقعد معاكي
اومأت بإيجاب:
– ماشي
أتى اسر ليجلس مع دانا ودلف نديم إلى الحمام الخاص بالغرفة خاصته .. لتسأل دانا فجأة بفضول :
– اسر هو باباك مسافر؟
أومأ الطفل :
– أيوة يا دانا
حذرته دانا :
– اوعى يكون مش مسافر ومامتك مش بتقولك
هز رأسه باستنكار :
– لأ مسافر وبيكلمني ڤيديو كول من كندا .. تحبي اوريكي صوره هناك
شهقت دانا بحزن وعيناها تدمع:
– انا معنديش صور ل بابا
مسح الطفل دموعها بتأثر:
– انتي بتعيطي ليه؟
نظرت له ببراءة طفولية قائلة :
– عشان زعلانة من مامي
رد اسر بحكمة :
– انا كمان مامتي بتزعلني بس بتصالحني تاني.. معلش يا دانا متزعليش.. هي بتحبك
اومأت دانا بحزن :
– وانا بحبها … انا .. انا مش عارفة هنام ازاي من غير حضنها .. بس انا زعلانة منها
اسر بتفكير :
– طب ايه رأيك نلعب سوا انا عندي العاب جميلة
– بجد
اسر بتبرير
– أيوة لحد ما خالو نديم يطلع من التويلت
صفقت الطفلة بحماس :
– ماااشي
_____________________
في منزل كاميليا..
كانت تجلس في حضنها امها تبكي :
– صعبان عليا قوي يا ماما … انا مش وحشة … مش وحشة عشان افرح فيه بحاجة زي كده … كان نفسي عقاب ربنا يكون فيه هو .. مش في ولاده..بكرهه لسه زي ماهو متغيرش.. لسه غبي واناني وقاسي.. حتى بسببه بنتي زعلت مني مش عارفة اعمل ايه مع دانا
طبطبت امها بحنان قائلة:
– اهدي يا حبيبتي..اتصلي كده على نديم نشوف دانا
اومأت كاميليا:
– حاضر
لتتصل عليه كاميليا قائلة بسرعة :
– نديم … طمني دانا عاملة ايه..
جلس نديم على الأريكة العريضة بغرفته قائلا :
– قاعدة قدامي بتلعب مع اسر
شهقت كاميليا بحزن :
– مش عارفة انام من غيرها .. مش قادرة اصدق ان بنتي زعلانة مني
نديم بهدوء:
– متقلقيش هي اكيد من الصدمة اللي حصلتلها
ليسألها بفضول:
-هو طليقك رجع امتى؟
– بعد ما روحت البيت .. جه هو ومراته…
ثم قصت عليه ما حدث باختصار
طمنها نديم قائلا:
– متقلقيش على دانا هي في عينيا
اومأت كاميليا بثقة:
-انا واثقة من دا.. لما بشوف دانا بتضحك معاك من قلبها.. والنهاردة لما جريت عليك واستخبت في حضنك .. وقتها عرفت أن دانا بتحبك قوي
قاطعها نديم برقة:
-زي ما انا بحبها…
وبحبك انتي
احمرت وجنتيها خجلا قائلة باعتذار:
– انا اسفة يا نديم انا لخبطتلك اليوم اكيد .. انا لو الوقت مش متأخر كنت رجعت خدت دانا بس
– متقوليش كده يا كاميليا دانا في عيوني والله.. وسارة واسر و ماما منى فرحانين بيها جدا
سألته كاميليا بقلق :
– و باباك ؟
– بابا نايم بس اكيد هيحبها لما يشوفها.. دانا عسولة وطيبة
شهقت كاميليا بشوق :
– انا مش عارفة انام من غيرها
وعدها نديم وهو يبرر لها :
– الصبح بدري هخليكي تشوفيها.. هي بس كانت محتاجة تبعد عن الموقف الصعب وتاخد وقتها في الصدمة اللي عرفتها.. ومتقلقيش انا هعرف اتعامل معاها
– ابقى طمني عليها تاني قبل تناموا
همس بنبرة خشنة اربكتها:
– حاضر يا حبيبتي
من يتقن الصبر لن تحطمه الحياة ، ومن يعرف قيمة الحب ، تيسر له التضحيات ، ومن يدرك معنى القناعة ، يكون طريق الاجتياز سهلًا عليه.
______________
بعد عدة ساعات .. تململت دانا على الفراش بزهق .. ليسألها نديم :
– دانا مش هتنامي؟
زفرت دانا بضيق :
– انا مش هعرف انام من غير حضن مامي ميكي
– تحبي ترجعي لمامي دلوقتي ؟
عقدت ذراعيها بحزن قائلة بلوم:
– لا زعلانة منها
– طب ايه هتفضلي صاحية كده !
شهقت بحزن:
– انا خايفة
اقترب نديم منها قائلا برقة:
– متخافيش .. وبعدين عاوز افهمك حاجة
ماما اكتر واحدة بتحبك
قاطعته بنبرة طفولية:
– واللي بيحب حد يكذب عليه !
رد نديم بتبرير :
– لا بس هي كان ليها مبررها .. هي كانت خايفة تحسي انك اقل من اي حد
– هي خلتني استنى بابا كتير و طلع….
نديم بحكمة :
– هي بتحبك والله يا دانا.. ومش قصدها تعمل فيكي كده
دانا باستنكار:
– وبعدين بابا دا انا مش حبيته…انا كان نفسي اشوفه بس انا مش حبيته مش عارفة ليه
استغربت نديم فهو يعرف انها كانت تريد أن تراه :
– ليه كده ؟
هزت كتفيها بضيق :
– مش عارفة أنا خوفت منه…
هز نديم رأسه بنفي :
– لا يا حبيبتي هو ابوكي… مهما حصل هو هيفضل باباكي
تجاهلت كلامه قائلة برجاء:
-انا عاوزة انام.. ممكن انام في حضنك انت
فتح ذراعيه لها قائلا بحب :
– انتي تنامي في أي مكان انتي عايزاه اصلا
نامت بين ذراعيه قائلة بصدق:
– انا بحبك قوي يا ديم
– وانا بموت فيكي
___________
في الصباح
جلست دانا على ركبة نديم وهو يطعمها بيده فهي شعرت بالخجل من أن تجلس مع عائلته فجلس هو معها بالحديقة يطعمها بنفسه وبجانبه اسر
بينما على الجهة الأخرى كانت تجلس سارة مع والدها ووالدتها على السفرة يفطروا سويا
همست سارة بحزن :
– والله صعبان عليا قوي البنت جميلة وطيبة الواحد بيصعب عليه الابهات اللي زي كده
سألت منى زوجها برقة :
– ايه رأيك فيها يا منصور؟..شايف البنت بتفكرني بنديم وهو صغير… شايف قريبين من بعض ازاي
رمقهم منصور بتأثر:
– هو نديم بيحبها قوي كده !
نبهته منى برجاء :
-منصور عشان خاطري بلاش تضايق نديم بأي كلام عشان الطفلة مالهاش ذنب تسمع كلام يضايقها
سحب مقعده قائلا بجمود :
– انا رايح الشغل..
– طب مش هتكمل فطارك !
– الحمدلله شبعت.. همشي انا
__________________
بعد مرور نصف ساعة
اتت كاميليا إلى الڤيلا مع سائق نديم فهو قد أرسله لها باكراً لترى ابنتها
فكانت ترتدي ملابسا تتناسب مع فصل الصيف..تيشرت ابيض نصف كم وعليه كلمات باللغة الإنجليزية، وفوقه قميص باللون الوردي الداكن متداخل معه اللون الابيض على هيئة مربعات صغيرة، بنطال بيچ واسع بخصر مرتفع، وأخيراً حقيبة باللون الوردي الداكن أنيقة
بينما شعرها الداكن تركته منسدلا على جانب كتف واحد
وما أن دخلت كاميليا الى حديقة الڤيلا صاحت بصوت عال لطفلتها وهي تفتح لها ذراعيها :
– دانا
لم تستغرق الطفلة أكثر ثوان لتركض نحو امها وهي تنسى كل ما حدث أمس .. مهما حدث هي ستظل امها وقد أقنعها نديم بكل ما فعلته من أجلها وصدقته..
لتعانق امها بمشهد مؤثر وهي تبكي بحضنها
– ميكي… مااامي…
شهقت كاميليا بحزن ودموعها تسقط :
– وحشتيني قوي يا دانا
عاتبتها طفلتها :
– وانتي كمان … بس انا زعلت منك
عانقتها كاميليا بشدة وهي تضمها إلى صدرها معتذرة لها :
– متزعليش مني يا حبيبتي .. حقك عليا والله كان غصب عني … انا اسفة
هدهدتها دانا بحنان :
– نديم فهمني امبارح … وانا مش زعلانة منك
اتسعت عيناها بسعادة :
– بجد .. يعني هترجعي معايا
اومأت دانا بخوف:
– بس انا خايفة من بابا
ردت كاميليا بثقة:
– متخافيش من اي حد .. محدش هيقدر ياخدك مني… انا بحبك
همست دانا باستنكار :
– انا كان نفسي اشوفه بس لما شوفته محبتوش يا مامي
– معقولة
شهقت طفلتها بتبرير :
– أيوة .. عشان هو كان السبب انك تعيطي… انتي كنتي زعلانة بسببه طول الايام اللي فاتت.. وعشان سابني لوحدي
هزت كاميليا رأسها:
– سيبك من اي حاجة .. انتي دلوقتي معايا وفي حضني
شاورت منى على كاميليا وهي تقترب منها قائلة:
– هي دي كاميليا؟
عرفهم نديم على بعضهم :
– اه يا ماما … كاميليا دي ماما منى مرات بابا
رحبت كاميليا بابتسامة :
– اهلا ازيك يا طنط
– ازيك يا حبيبتي
اعتذرت كاميليا بخجل:
– معلش لخبطنالكم الدنيا انا و دانا
قاطعتها منى قائلة:
– متقوليش كده دي بنوتة عسولة و هادية.. دي لو عايزة تقعد معانا على طول تنور.. ربنا يخليهالك ويحفظهالك
– ميرسي يا طنط
اقتربت سارة وهي تسلم على كاميليا بابتسامة:
– ازيك يا كاميليا
– ازيك يا مدام سارة
سارة بنبرة شقية:
– لا سارة بس.. دا احنا حتى قريب هنبقى أهل ولا انتي عندك رأي تاني
احمرت وجنتي كاميليا خجلا .. لتردف سارة بتفكير :
– بصي بقى احنا نسيب نديم يروح الشغل وانتي تقضي معانا اليوم انتي ودانا و كمان تاخدي اجازة النهاردة
رفضت كاميليا بأدب:
– تسلميلي والله بس صعب عشان امبارح خدت اجازة.. ولسه هرجع دانا البيت
سارة بتصميم :
– لا طبعا المدير بتاعك يسيبك ترتاحي النهاردة .. احنا لازم نقضي اليوم دا سوا وحتى عشان بنتك تهدى شوية من اللي حصل امبارح
أجابها نديم قائلا :
– خلاص يا كاميليا خليكي
قاطعته كاميليا بخجل :
– نديم انا …
سحبها نديم بعيدا عنهم قليلا و همس بصوت منخفض قائلا :
– انا مش هسيبك لوحدك … لو تحبي اقعد معاكي لو انتي
هزت رأسها بنفي مُبررة له:
– لالا بس انا مكسوفة يعني عشان
– خلاص انا قاعد معاكي ولو كده اروح الشغل على الضهر كده
ابتسمت كاميليا من اقتراحه فهي تشعر معه بالاطمئنان:
– تمام
_______________________
بعد كل هذه السنوات والتجارب، لن نذهب إلا للمكان الذي نجد به راحتنا ، وهذا شيء لا نقاش فيه ، ولن نتعامل مع الأشخاص الذين يتعبوننا ، ولن نجلس في مكان لا نشعر فيه بالراحة ، ولن نفعل ذلك ونبقى مع أشخاص لا يشبهوننا
كانت تجلس مع سارة اخته وهي تحمل طفل سارة الرضيع على يديها وتتعامل هي معه
كاميليا تحب الاطفال كثيرا
همست سارة بشرود وهي ترمق نديم من بعيد وهو يلعب مع دانا واسر بالحديقة :
– كاميليا.. انا عارفة أنك خايفة بس صدقيني نديم اخويا دا اكتر حد جواه حنية وحب من غير حدود .. بس هو كان محتاج يلاقي الإنسانة اللي يطمنلها..
رد كاميليا بتبرير:
– بس اللي ركب قطر غلط مرة لازم يتآني علشان مش كل مرة هيكون في فرصة للرجوع
لتضيف قائلة:
– الجوازة التانية اصعب من الاولى.. التانية هتبقى خسارتها صعبة
قاطعتها سارة مدافعة :
– ويمكن تبقى انجح .. صدقيني نديم مفيش حد زيه..صوابعك مش زي بعضها.. سيبي نفسك واطمني وافتحي قلبك .. انتي من حقك تحبي تاني وتتجوزي تاني…انا عارفة انك واثقة فيه ومطمنة له .. اللي يخليكي تسيبي بنتك معاه يبقى اكيد هو الراجل اللي انتي واثقة فيه
اومأت كاميليا بابتسامة:
– نديم اكتر حد وقف جنبي وساعدني في حاجات كتير و بيخاف عليا
ساعات بحس ان ممكن هحبه وساعات تاني بخاف.. بخاف اقرب .. بخاف افتح قلبي تاني اتوجع
همست سارة بحنان :
– عشان كده عايزاكي تطمني .. والله ما عشان هو اخويا بس هو اكتر انسان في الدنيا حنين.. هو صحيح يبان جامد و شخصية قوية بس من جواه حنين قوي… ومش بيهون عليه ابدا
سألت كاميليا بقلق:
– طب وباباكي؟
هزت كتفيها ببساطة:
– بابا طيب بس لو لقاكي فعلا بتحبي نديم وكويسة معاه هيحبك..
تنهدت سارة قائلة:
– عارفة يا كاميليا … كل ده هيعدي.. طول ما أنتِ ونديم متمسكين ببعض.. أنتِ قوية وشاطرة وانا واثقة انك اكتر واحدة هتعرفي تسعدي اخويا… مش عيب ان يحصل فشل في حاجة معينة في حياتنا… احنا جايين الحياة دي عشان نتعلم
احنا بندخل في معارك وحروب فيها … وكل معركة بنخرج منها متكسرين بتعمل شرخ فينا ويدخل منه شعاع نور جديد لروحنا علشان نكتشف طريق رحلتنا القصيرة في الحياة.
لتردف سارة بواقعية:
– هي الحياة كده يا كاميليا … عايزة الشاطر اللي يتعلم منه.. يتعلم وميقعش ولا يقف عند نقطة معينة فيها.. ولا يسمح لحاجة تهزمه ابدا
-خايفة أختار يطلع الأختيار غلط وأنا مش قادرة أتحمل عواقبه و خايفة ما اختارش فالخوف ده يضيع عليا الأختيار الصح اللي ممكن مايتعوضش تاني.
‏‎- حتى لو اختارتي وطلع غلط .. اهي تجربة هتقويكي وهتعلمك دروس..احسبيها كويس احنا كبشر مش هنعيش طول العمر بالـ comfort zon بتاعتنا “منطقة الراحة”، المشاكل هتيجي وهنواجهها سواء اختارنا او لأ فـ اعيش واتعلم من قراراتي واواجهها احسن من اني اعيش في ندم عدم التجربة اللي كان نفسي فيها… ده رأيي اللي بطبقه في حياتي ويمكن يبقى صح على حياتك
– مفيش تجربة بتقوي اكتر ما بتديكي خبرة.. لكن بتسيب شروخ عميقة في نفسيتنا… أنتِ عندك حق يمكن بس ‏‎كتر الخذلان بيولد الخوف شوية جوانا
– بس لما اللي قدامك يثبتلك انه هيكون اد خطوة زي دي وقتها تجربي عشان ماتتخذليش تاني جايز يكون هو العوض
ابتسمت لها كاميليا :
– عارفة يا سارة … أنتِ جميلة جدا
– أنت كمان جميلة وشاطرة ومجتهدة… وام شاطرة جدا…لما اتعاملت مع بنوتك وشوفتها…اكتشفت انك عرفتي تربي فعلا…ماشاء الله عليكِ بجد
– ميرسي يا حبيبتي… وأنتِ كمان باين عليكِ مامي ناجحة
هي لا تتمنى من الله إلا ان تتعافى وتنسى ، تتعافى من كل خيبات الأمل التي رأتها في حياتها ، وتنسى المواقف القاسية والأشخاص والأفعال التي واجهتها؛ لتستطيع التحرك والبدء مع حياة جديدة أكثر هدوءًا وشخص مريح فقط.
___________________
اقتحم مكتبها سامح فجأة قائلا بعبث :
-احلويتي أوي
********
ايه رأيكم في البارت ؟
ايه اكتر شخصية حبيتوها في الرواية لحد دلوقتي
مين اكتر شخصية مستفزة كرهتوها
ايه رأيكم في عقاب سامح ؟
ايه رأيكم في مشاهد نديم ودانا وعلاقتهم
تفتكره سامح يقدر يعمل حاجة عشان يشوف دانا ؟ وشايفين من حقه يشوف بنته ولا كاميليا واهلها صح؟
متوقعين سامح راح المكتب ليه ؟

google-playkhamsatmostaqltradent