Ads by Google X

رواية غرام العنقاء الفصل الواحد و العشرون 21 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

   رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية غرام العنقاء الفصل الواحد و العشرون 21

  
انتفضت كاميليا واقفة بمجرد رؤيته .. كيف اتته الجرأة للقدوم إلى عملها !
لترد قائلة بنبرة ساخرة:
-طول عمري حلوة .. أنت إللي كان نظرك ضعيف
اتسعت عيناه بدهشة قائلا :
– ده إحنا اتغيرنا خالص كمان .. شكل وشخصية وبنعرف نرد
كاميليا بحدة :
– اتغيرت تماما .. زي ما غيرت حياتي القديمة اللي كانت معاك ومسحتها خالص من ذاكرتي..انت بالنسبة لي دلوقتي ولا حاجة
قهقه سامح متهكماً :
– واضح انك نسيتيني بأمارة انك لحد دلوقتي متجوزتيش بعدي.. تقريبا بقالك 4 سنين صح كده ؟
كاميليا بنبرة ساخطة:
– لا وانت الصادق.. دا اللي تتجوزك نفسها تتسد عن الصنف كله
جلس بأريحية على أحد المقعدين امام المكتب وكاميليا لا تزال واقفة قائلا بنبرة مستفزة:
– واضح انك لسه بتفكري فيا ومش قادرة تنسيني
كاميليا بغيظ :
– متخلينيش اغلط فيك..واضح جدا اني مش طايقة اشوفك
وبعدين انت جاي هنا عايز ايه ؟
رد سامح ببرود :
– عايز اشوف بنتي
كاميليا وهي تتمالك أعصابها:
-انت أسمج انسان شوفته في حياتي
والهبل اللي انت بتعمله دا وتيجي لحد مكان شغلي مش هيجيب نتيجة .. بنتك مش هتشوفها وهي اصلا مش عايزاك وانت شوفت بنفسك
صاح سامح بحقد :
– انتي ليه بتعملي كده .. دي بنتي الوحيدة بتحرميني منها
جلست كاميليا على مقعدها قائلة بلا مبالاة :
– دا بعينك .. مش هتشوفها ولا تقعد معاها واه انا بحرمك منها
نظر إليها قائلا بوقاحة :
-مستغرب انك قدرتي تقعدي أربع سنين من غير جواز.. ايه موحشتكيش !
محستيش انك محتاجة راجل في حياتك زيي
قهقهت ضاحكة بسخرية :
-راجل زيك ايه اللي احتاجه في حياتي !!
انا بقيت ناجحة في حياتي وعايشاها احسن ما كنت معاك مدفونة بالحيا.. شوف دلوقتي انا بقيت ايه.. مش بالراجل وسوري انك مسمي نفسك راجل
لتردف قائلة بنبرة ساخطة:
-انت واحد اصلا جايب واسطة عشان يكتبولك في البطاقة ذكر يعني الرجولة عمرها ما عدت من جنبك حتى
اعترض سامح بانفعال وهو يقترب منها:
– ايه اللي بتقوليه ده احترمي نفسك
همست كاميليا بنبرة قوية :
– ايه مش دي الحقيقة؟؟ ده حتى دلوقتي اتأكدت كمان أن رجولتك فعلا ناقصة بعد ما بقيت مابتخلفش.
خلعت كاميليا حذائها ذو الكعب العال وهي تهدده قائلة :
– و اتفضل غور من وشي بدل اضربك بالجزمة على دماغك
اتسعت عيناه بذهول غير مصدقا :
– ده انتي بقيتي عنيفة اوي..
قاطع كلامهم دخول نديم قائلا بصرامة :
– مش محتاجة ترفعي جزمتك يا كاميليا .. هو اصلا مش مسموحله يقرب من الشركة تاني
زفر سامح بغيظ قائلا:
– و ده مين ده كمان !
ليدقق النظر به فابتسم قائلا باستفزاز:
– اه انت بقى اللي خدت بنتي يومها..شكل الموضوع في انة بقى ده في البيت والشركة كمان !
– اخرس ده مديري
حاول سامح التفوه بكلام آخر ليضع نديم إصبعه أمام فمه محذراً إياه بصوت خشن مخيف :
– هتقول كلمة كمان ليها .. هخليك تخرج من هنا ما فيك حتة سليمة..
ليمسكه من ياقته وهو يخرجه بعنف وفرق الطول بينهم واضح فنديم اطول منه وجسده متناسق أكثر .. فصرخ به مهدداً إياه :
-مفهوم !
رمقها سامح بغيظ قائلا وهو يخرج من الباب :
– ماشي
لتجلس كاميليا بهدوء … فـ نديم أتى بالوقت المناسب
بينما شهقت كاميليا بحزن وخوف
ليجلس قريبا منها وهو يطمئنها.. فدلف في ذلك الوقت فراس ليراه وهو قريبا منها ويبعد شعرها عن عيناها محاولا تهدئتها
فشهقت كاميليا بخجل وهي ترى فراس أمامها.. بينما نديم وقف أمامه متماسكا بثقة
ردت كاميليا بخجل:
– فراس .. ازيك..
رمقها نديم بغيظ بينما فراس يتابع نظراتهم..
ليجد نفسه قائلا برسمية:
– فكرتي يا كاميليا في موضوعنا ؟
فحاول نديم الرد عليها لترد هي بسرعة :
– فراس انا اسفة بس … اصل ..
رد نديم بدلا عنها قائلا :
– انا هتجوز كاميليا.. بس هي لسه بتفكر
تجاهله فراس لينظر إلى كاميليا قائلا:
– متتأسفيش يا كاميليا .. النظرة اللي في عيونك لنديم دي بتقول انك شكلك كده هتوافقي.. واتمنى النظرة دي متروحش ابدا
ابتسمت كاميليا بامتنان فهو وفر عليها الكثير.. ليردف قائلا بابتسامة صادقة :
– و اوعي يا كوكي تحسي انك لوحدك انا دايما موجود كأخ وصديق لو احتاجتيني و ده كفاية عليا
حك نديم ذقنه قائلا بتحذير:
– هو كلام يحترم وكل حاجة.. بس بلاش كوكي دي عشان منخسرش بعض !
– دي اختي يابني
رفع نديم حاجبه بدهشة:
– بأمارة انك طلبت تتجوزها
رفع يده باستسلام:
– وسحبنا الطلب خلاص
ابتسمت كاميليا برقة :
– ربنا يخليك ليا يا فراس طول عمرك جدع وأخ
رد نديم بغيظ :
– الا ما قولتيلي ربنا يخليك ليا يا نديم ولا حتى كلمة حلوة لحد دلوقتي !
قهقه فراس ضاحكاً :
– متستعجلش يا باشا .. بكرة هتسمع كل الكلام الحلو
ليردف قائلا:
-في دلع متشال لحبيبي لسه ولا ايه يا كوكي
ضحكت كاميليا بخجل، ليرمقه نديم بغيظ:
– ما قولنا بلاش كوكي دي !
____________
خرج فراس من مكتب كاميليا خلف نديم عندما خرج هو الآخر..
ليدخل إلى مكتب نديم.. بينما سأله نديم باستغراب :
– خير في حاجة يا متر !
سأله فراس بجدية:
– انا هدخل في الموضوع على طول، هو سؤال واحد بس اللي محتاج إجابته .. انت فعلا بتحب كاميليا؟
زفر نديم بضيق:
– وده يهمك في ايه
فراس بنبرة حاسمة:
– يهمني اني عاوز اطمن على كاميليا .. انا حسيت ان كاميليا هتحبك أو جواها مشاعرك لك بس هي بتكابر .. واه منكرش اني فكرت اتجوزها بس برضو مش هتجوزها وهي قلبها مش معايا وفي نفس الوقت مقدرش اسيبها كده تتجوز اي جوازة وخلاص كفاية الجوازة الاولى
سأله نديم بتوجس:
– انت عاوز توصل لايه بالظبط
فراس بغموض :
– انا هساعدك واخلي منصور بيه يوافق على جوازكم.. بس قبل ما اروح له وأقنعه .. بس الاول اعرف واتأكد لو انت مش هتعرف تحافظ على كاميليا يبقى تسيبها احسن.. هتعرف تحافظ عليها وتعوضها عن كل اللي مرت بيه هتلاقيني اول واحد واقف جنبكم
ليردف بنبرة خشنة:
– كاميليا متستاهلش غير كل حاجة حلوة في الدنيا..ولو انت مش هتعرف تعمل ده يبقى تسيبها لغيرك يحافظ عليها
قاطعه نديم بصرامة :
– انا مش هسيب حد يتجوز كاميليا غيري.. انا بحبها
هدده فراس بجدية :
– ماشي بس..قسما بالله لو عرفت انك زعلتها في يوم انا اللي هقفلك … عشان كاميليا دي اختي و عشرة عمري … ها اروح لمنصور بيه ولا محتاج تفكر كويس
همس نديم بنبرة صادقة :
– مش محتاج تفكير .. انا فعلا هحافظ على كاميليا والله وهتبقى في عينيا
ليردف بنبرة حزينة :
-بس هي اللي تدي نفسها فرصة .. كاميليا خايفة مني
غمز له فراس قائلا:
– انت وشطارتك بقى تطمنها .. انا هعمل اللي عليا وهنصحها برضو تاني بس انت زي ما قولتلك لو عرفت انك حاولت تزعلها في يوم انا مش هسيبك
وعده نديم :
– متقلقش قولتلك
ليطلب منه نديم برجاء:
– بس لو بابا وافق انا مش عاوز كاميليا تعرف دلوقتي
رفع فراس حاجبه بشك :
– ليه يا باشا هترجع في كلامك ولا ايه ؟
ابتسم نديم بغموض :
– لا طبعا … بس حابب اتقدملها بطريقة هي متنسهاش .. حابب افرحها عشان كاميليا تستحق .. هي تستاهل
ضحك فراس غامزا:
– شكلي انا اللي هطمنلك مش كاميليا بس
نديم بتمني:
– والله هتبقى في عينيا بس هي توافق و بابا يوافق
______________
ذهب فراس إلى شركة السيد “منصور” والد نديم
دلف إلى مكتب منصور قائلا :
– منصور بيه ازيك
رحب به منصور بشدة :
– اهلا يا فراس.. عامل ايه
ابتسم فراس قائلا بعبث:
-انا بخير الحمدلله.. سمعت انك يا باشا مزعل نديم
رفع حاجبه بدهشة:
– هو اشتكالك ولا ايه !
ليردف قائلا بجدية:
-عموما نديم مش عارف مصلحته انا بنصحه بس هو اللي رافض يسمع نصيحتي
هز فراس كتفيه ببساطة:
-يبقى سيبه يعمل اللي عاوزه
اتسعت عينا منصور بدهشة متذكرا:
– انت مش كنت من كام يوم بتقولي انك عاوز تتجوز كاميليا … الله انتوا ايه حكايتكم.. كلكم بتعجبوا بيها !
رد فراس بتبرير:
– ورجعت في كلامي لما لقيتهم بيحبوا بعض.. صدقني كاميليا كويسة فعلا … كاميليا عشرة عمر وبنت كويسة جدا مش زي ما حضرتك فاكر
عبس منصور بتقطيبة :
– أيوة بس هي اتطلقت وممكن تبوظ حياة ابني كمان وتخليه يطلقها وتعمل زي امه
قاطعه فراس بإقناع :
– ومين قالك بس أن اللي بتتطلق بتكون هي السبب … في ستات كتير قوي مظلومة وفي رجالة برضو مظلومة… صدقني يا باشا مش هتفرق مطلقة ولا آنسة الأهم الشخصية .. انت ممكن تجوزه واحدة آنسة وبرضو يطلقها هتفرح انت وقتها !
منصور بقلق :
– بس ده ابني الوحيد يا فراس وانا خايف عليه بس
فراس بحكمة:
– وهو برضو مش صغير… هو عارف مصلحته.. انت مجرد نصحته وبعدين فيه فترة خطوبة هيبان هما كويسين مع بعض ولا لا.. انت بس اديله فرصة يجرب ما يمكن هو اللي يسيبها.. وانت كنت دايما تشتكي أنه مش راضي يخطب ولا بيحب ولا بيرتبط .. يعني انت تلاقيك ما صدقت أنه فكر في واحدة وبيحبها
منصور بشرود :
– ماشي يا فراس .. طالما انت تعرف البنت دي كويس هحاول اديله فرصة.. بس برضو انا نصحته وهو بقى يشوف حياته
_____________________
قبل نهاية دوام العمل
في مكتب نديم
جلس منصور مع نديم فهو أتى إليه وحاول تقريبه من هند للمرة الاخيرة ولكن نديم عاملها بتجاهل .. وبعد خروجها إلى مكتبها
تحدث نديم فجأة قائلا بلهجة حادة :
– بابا انا مش هتجوز هند دي
زفر منصور بزهق:
– في ايه يا نديم.. انت للدرجة دي متمسك بالبنت بتاعتك دي
صاح نديم بصرامة :
– لو انا مش هتجوزها يبقى مش هتجوز غيرها.. مفيش غيرها هيبقى ام لأولادي
شرد منصور قائلا :
– انا شوفت بنتها من كام يوم.. شوفتها وهي نايمة جنبك ومتشعلقة فيك… اول مرة اشوفك بتحب حد كده.. وحد قريب منك قوي كده
نديم محاولا إقناعه :
– صدقني يا بابا لو عرفت كاميليا كويس هي و دانا هتحبهم.. انا مش قصدي اغصبك على حاجة بس
قاطعه منصور بهدوء:
– فراس اتكلم معايا وقالي أنه صرف نظر عن الجوازة لما لقاها مشدودالك انت وانت بتحبها..
ثم حذره قائلا :
– بس برضو متنساش أن هي مطلقة وانا بقلق شوية من الست اللي اتطلقت تكون هي السبب..
ومتنساش برضو أن معاها بنت و دي مسؤولية كبيرة
– يا بابا انا بحبك كده وبحترمك جداً .. حضرتك ربتني على كده .. بس متنساش برضو اني اتربيت اكون راجل ليّ شخصية خاصة بيّ لوحدي..
قاطعه منصور بحزم:
-عموما أنا حذرتك وحاولت أرجعك لعقلك
بس روح جرب وانا مش مسؤول
ابتسم نديم بسعادة :
– ربنا يخليك ليّ
ابتسم منصور لسعادة ابنه :
– روح بقى بلغها انت بنفسك
رد نديم متذكرا :
– بس ياريت تخلي هند تسيبها من الموضوع عشان واضح انك اديتها امل
– ماشي متقلقش
___________
ذهب نديم إلى الحضانة وأخذ دانا يجلس معها وهو يناولها كيس به قطع شوكولاتات بيضاء متنوعة
هامسا بحماس:
-دانا حبيبة قلبي… ديم حبيبك جايبلك شوكولاتات بيضا قد ايه
عانقت دانا الكيس الكبير لتشهق بذهول :
– كتير قوي يا ديم
نديم ببساطة :
– كلي انتي بس واجيبلك تاني
قبلته دانا من وجنته :
– شكرا يا ديم
مسح نديم على شعرها بلطف قائلا برجاء:
– بصي بقى عاوز اتكلم معاكي في حاجة بس يبقى سر بينا.. اوكيه
اومأت الطفلة وهي تقضم قطعة من الشوكولاتة:
– اوكيه
نديم فجأة:
– انا بحب كاميليا وعاوز اتجوزها
شهقت دانا بمفاجأة وهي تترك ما بيدها وتضع يدها على وجنتيها الحمراوتين:
– هاااااه
استغرب نديم :
– مالك في ايه !
اتسعت عيناها بذهول :
– فاجئتني… عاوز تتجوز كوكي ؟
نديم باستئذان:
– اه بس طبعا قولت اعرفك الاول
دانا بتذكر :
– اوكيه بس آنا صافي قالتلي ان مامي رفضت تتجوز عشان متسيبنيش
نديم مدافعا:
– دول الرجالة التانية…لكن انا شارط عليها انك هتعيشي معانا
أغمضت عيناها بخوف طفولي:
– يعني هي مش هتسيبني
أمسكها من كتفها الصغير قائلا بنبرة حاسمة :
– لا طبعا محدش يقدر يسيبك
صمتت قليلا .. ومن ثم فتحت عيناها وهي تنظر إلى نديم برقة وحب قائلة:
– ماشي اتجوزوا
نديم بابتسامة:
– يعني انتي موافقة ؟
اومأت دانا بتمني:
– أيوة لو انت هتخلي مامي مبسوطة انا موافقة
نديم بتأكيد:
– دي هتبقى في عيوني..
ليردف بطلب:
-المهم انا عاوز اتفق معاكي على حاجة عشان نفرح مامي بس الحاجة دي هتبقى سر بينا وبينك ومحدش هيعرفها غيرنا احنا وكمان مديرة الحضانة والمس بتاعتك
– حاجة ايه ؟
– عندك حفلة في الحضانة كمان كام يوم صح؟
– أيوة
حذرها نديم بشدة :
– هقولك بس اوعي اوعي حد يعرف
وعدته دانا:
– متقلقش يا ديم ده سيكريت
_________
– كوكي
التفتت كاميليا لأمها ترسم ابتسامة سعيدة وهي تدلف إلى غرفتها:
– أيوة يا ماما
تحدثت الام بحماس:
– بصي بقى جايلك عريس…واحدة قالتلي…
قاطعتها كاميليا بسرعة :
– ماما…انا عايزة اتكلم معاكي في حاجة
– اتكلمي يا قلب امك…
زفرت وهي تعدل من شعرها:
– انا مش معقدة يا ماما
خالص
لتضيف قائلة:
– بالعكس أنا اكتر واحدة نفسي اتجوز كده ويبقى ليا حياة جديدة وان ربنا يعوضني عن كل اللي فات…يمكن بس الرجالة الغريبة اللي اتقدمولي دول والشخصيات اللي شوفتها حواليا بيفكروا في الطلاق و كأنه حاجة غريبة والناس الكويسة للأسف عايزين اسيب بنتي…
طب فاكرة يا ماما العريس اللي اتقدملي وبيسأل اخدت حقوقي في القايمة وأنه مش هيجيب حاجة في الشقة عشان معتمد على اني هجيب كل حاجة
قلبت صفاء شفتها بامتعاض:
– لا ده نطع ده…متفكرينيش بيه
قهقهت كاميليا بتذكر:
-ولا العريس اللي مامته قالت بما انها مطلقة بقى مش هنكتب قايمة
قاطعتها امها باندفاع :
– لا ده انا اللي رديت عليها وقتها وقولتلها مالها يا حبيبتي وايه يعني مطلقة … يتكتب لها قايمة ويتعملها كل اللي هي عايزاه وجدك بصراحة مسكتش و رفضناهم في ساعتها
– ربنا يخليكو ليا يا ماما
لتضمها لصدرها بحنان:
– عشان انتي غالية … غالية أوي يا كاميليا…
– صحيح انا نفسي افرح بيكي بس برضو مش معناه إني افرح بيكي بأي حد وخلاص .. لا انا بس خايفة عليكي العمر يجري بيكي وتلاقي نفسك لوحدك… الواحدة يا بنتي مهما مر بيها الزمن لازم يجي وقت وتحتاج راجل في حياتها
رفعت كاميليا رأسها قائلة :
– طب ما انتي اهو يا ماما… رفضتي كل العرسان اللي اتقدمولك بعد بابا ما مات
– انا غيرك يا حبيبتي…. ابوكي ده حب حياتي و عمري كله… حنية الدنيا كلها كانت فيه… لا يمكن اتجوز راجل بعده ابدا…انا يا كاميليا قررت اعيش حياتي عشانك انتي وأخواتك… لأني عيشت شبابي وحياتي مع ابوكي وخلاص يا بنتي… الحمدلله انا راضية…اللي نفسي فيه أن افرح بيكم كلكم .. عشان لما اروح له أقوله انا كملت رسالتك في الدنيا…وكل حد في عيالك وصلوا لمكانة كويسة ومتجوزين ومتهنيين في حياتهم
قبلتها من رأسها قائلة :
– ربنا يطول في عمرك يا ماما … ويخليكي لينا يا حبيبتي
– وافرح بيكي يا حبيبتي وبنجاحك وكل حاجة حلوة توصليلها
– ماما انا متقدملي حد
اتسعت ابتسامة الام بحماس قائلة :
– أيوة كده فرحيني…مين حد اعرفه ؟؟
دلفت فاتن في تلك اللحظة تقاطعهم فهي وصلت إليهم من الخارج:
– ايه ده بقى بتتكلموا عن عرسان … طب استنوني حتى… انتي قولتيلها على فراس ولا ايه؟؟
رفعت صفاء حاجبها باستهجان:
– فراس ؟؟؟ هو فراس متقدملك
– كان متقدملي بس رفضته
– ليه بس كده ده زي الفل
– عشان انا شكلي هوافق على نديم…مديري
– بتتكلمي بجد يا كاميليا…
همست فاتن باقتراح :
– بصراحة بقى كده يا كوكي انا لو منك اوافق على نديم… مع أن فراس شاب زي الفل وميقلش وسامة عن نديم ومستوى اجتماعي و مادي كويس ومحترم وابن ناس وراجل كده جنتل في نفسه وناجح بس يعني حاسة نديم افضل
– ليه ؟؟
– اصل نديم متجوزش قبل كده مش هتلاقي بقى مشاكل مع طليقته أو كده … يعني حاسة انه ممكن افضل ليكي… يعني ممكن ان طليقة فراس هتبقى فس دايرة حياتك او تحاول ترجعله…بس هو مفيش حد كامل عموما
هزت كاميليا رأسها باندفاع :
– لا يا فاتن … غلط اللي بتقوليه ده… دا وحش جدا ف حق الستات المطلقة برضو وانتي نفسك مش بتقبلي حد يعيب فيا… زي ما في رجالة ظالمة في ستات برضو مش ملايكة
ردت فاتن بخجل :
– والله يا كوكي ما قصدي … انا قصدي بس أن شوفت نديم افضل
اومأت كاميليا بتفهم :
– الاتنين كويسين…مفيش حد كامل.. وفراس حد كويس جدا … بس يمكن قلبي وعقلي مال شوية ناحية نديم… ده غير حبه لبنتي وتعلقهم ببعض اكتر حاجة حبيتها
لتردف بتبرير:
– انا بس كان كل مشكلتي اني كنت مستنية راجل… راجل في كل حاجة … عشان الرجولة الأيام دي بقت صعبة بجد ان حد يلاقيها
– و نديم اثبتلي انه هو ده الراجل اللي كنت مستنياه
ابتسمت امها بسعادة :
– ربنا يفرح قلبك يا حبيبة قلبي..اخيرا وافقتي على حد
-فراس كمان جدع اوي بس فراس انا بحبه كأخ وصديق…انا طول عمري من صغري شايفة فراس اخ
– ربنا يعوضه عن اللي حصله من طليقته
صاح صوت الجد من الخارج :
– انت يا بني مش امتحاناتك كمان شهر…قاعد بتعمل ايه بس؟
لتخرج كلا من فاتن وكاميليا في محاولة لفض الشجار المضحك بينهم
هتف كمال بزهق :
– بقولك ايه يا جدو … هتقول بقى اطلع دكتور والجو ده مش هينفع والله…ما انا اكيد مش هطلع دكتور من ادبي يعني…
ليضيف بسخرية :
-ايه هفتح بطن المريض بسيف الدين قطز ونخلص؟
قاطعته كاميليا قائلة بنبرة ساخطة :
– لا هتنادي على محمد علي يساعدك
هز رأسه بشحوب شديد :
– لا محمد علي لا…لا بلاش محمد علي
ضحكت كلا من كاميليا وفاتن عليه … فهو يخاف من تلك السيرة ومن مادة التاريخ
همست فاتن بنبرة شيطانية :
– طب قوم ذاكر بقى يا كمال عشان محمد علي هيفرحك اوي في الامتحانات…
رد الجد قائلا:
– انت حر كلها شهر وتعيط
قهقه قائلا باقتناع :
– خلاص يا جدو انا هذاكر عشان متزعلش…بس عشان اطلع دكتور في الجامعة مش هينفع ادخل طب بقى انت عارف
– اهو اي حاجة…المهم تبقى دكتور…
_________
يوم الحفلة
على مسرح الحفلة .. كانت تقف إحدى المُعلمات الخاصة بدانا قائلة :
– ودلوقتي معانا اخر فقرة في الحفلة والطفلة دانا هتغني اغنية من اختيارها لوحدها
اخذت دانا الميكروفون من المعلمة قائلة:
– انا هغني اغنية بحبها لـ مامي .. وبستأذنها تيجي معايا هنا على الـ Stage “المسرح”
شهقت كاميليا بدهشة وخجل فهي لم تكن تتوقع أن دانا ستغني لها !
صفق الجميع الحاضرين عندما نهضت كاميليا من مقعدها وهي تقترب من المسرح وكانت ترتدي فستان اسود قطيفة جميل
بينما الحاضرين كانوا إخوتها و زوج اختها وجدها ووالدتها و سارة اخت نديم و امها
بدأت اصوات الموسيقي ترتفع والفرقة الخاصة بالموسيقى تعمل معها
لتبدأ الطفلة بالغناء بصوت جميل جدا وهي ممسكة بيد كاميليا بسعادة وتغني له بكل حب
“شو حلو حبيبي شو حلو
ها القمر شوفوا ما أجمله
بس أنا ع بالي دلله
وحياتي ما حدا بقا يزعله
شو حلو حبيبي شو حلو
ها القمر شوفوا ما أجمله
بس أنا ع بالي دلله
وحياتي ما حدا بقا يزعله”
ليدخل نديم في تلك اللحظة ممسكاً بـ ميكروفون اخر لتشهق كاميليا بذهول وخجل وهو يغني لها استكمالا المقطع التالي وحده وهو يقصد كل كلمة لها
“واسمحوا إذا بتسمحوا
واستحوا ما بقى تجرحوه
لو زعل أنا بصالحه
حبيبي بالقلب صاير مطرحه
واسمحوا إِذا بتسمحوا
واستحوا ما بقى تجرحوه
لو زعل أنا بصالحه
حبيبي بالقلب صاير مطرحه”
“ليلي ليل يا ليل يا ليل يا ليلي يا ليلي يا ليل
آه.”
بينما حاولت كاميليا الرجوع الى مقعدها من الخجل فنديم ودانا وضعوها بموقف محرج جدا وفي نفس الوقت تشعر بالسعادة الرهيبة
“ما إلي غيره أنا إلي
وما إلو غيري أنا إلو
بقبله بلا ما أحلله
بصراحة بعشقه
ما بقى تسألوا”
لتجده فجأة ينزل على ركبة واحدة ودانا تمسك بيدها علبة على شكل وردة حمراء ليفتح نديم الوردة وهو يناولها لكاميليا .. شهقت كاميليا وهي ترى الخاتم الماس يلمع بشدة مما يدل على ثمنه الغالي جدا
دمعت عيناها من فرط السعادة لتنظر خلفها وسط تصفيق الحضور والتصفير والتصوير وكأنه مشهد رومانسي بفيلم يعرض أمامهم..
لتجد اختها و زوج اختها يشاوروا لها بالقبول فورا بينما امها تدمع عيناها بسعادة وهي تصفق لها وتدعو لها بالسعادة
اخذ نديم يدها وهو يضع الخاتم بأصبعها وهو يقبل يدها بحب منهياً اخر مقطع بالأغنية
“واسمعوا إذا بتسمعوا
حبيبي راسه بيوجعه
واسكتوا بلا كتير حكي
ما بقى تطرحوا
ما بقى تجمعوا”
اخذها نديم من يدها إلى الباب الخلفي للمسرح الحفلة بينما دانا تستكمل باقي الأغنية وسط تصفيق الحضور
“واسمعوا إذا بتسمعوا
حبيبي راسه بيوجعه
واسكتوا بلا كتير حكي
ما بقى تطرحوا
ما بقى تجمعوا
واسمحوا إِذا بتسمحوا
واستحوا ما بقى تجرحوه
لو زعل أنا بصالحه
حبيبي بالقلب صاير مطرحه
شو حلو حبيبي شو حلو
ها القمر شوفو ما أجمله
بس أنا ع بالي دلله
وحياتي ما حدا بقا يزعله”
_______________________
كانت كاميليا تجلس في المقعد الأمامي لسيارة نديم وهي تتنفس بسرعة شديدة وقد تملك كل مشاعر السعادة والمفاجأة والتأثر من كل خلية بجسدها
سألته كاميليا فجأة بعنف :
-نديم انت متأكد انك عايز تتجوزني؟
قاطعها باستغراب :
– كاميليا انا ايه هيجبرني اعمل كل ده لو مش عاوز اتجوزك !
تلعثمت ، وتوقفت للحظة ورفعت خصلة من خصلات شعرها خلف أذنها لتواصل:
-مش هو ده سؤالي يا نديم.. انت بجد عايز تتجوزني؟
قاطعها برقة:
– انا مش عايز غيرك اصلا…
ردت بضعف ، وأبعدت وجهها عنه:
-نديم انت بعد اللي عملته ده انا نفسي اطمن واصدق كل حاجة بتحصلي.. بس برضو مش عايزاك تقولي كلام من ورا قلبك عشان انا مش هسمحلك تلعب بمشاعري ولا انك تكسر قلبي
التفتت تنظر إليه وهي ترى بعينيه صدق مشاعره لتؤكد له بشدة :
-عشان انا اتوجعت اوي بعد موت ابويا وطلاقي
ابتسم وهو ينظر مباشرة إلى وجهها ، ويقابل عينيها ويردد بصوت هامس:
-كاميليا انا بحبك صدقيني.. و انا مش هكسر قلبك ولا هوجعك .. انتي بقيتي غالية عندي اوي
سألته بتوجس:
-بجد يا نديم !
أومأ بثقة:
-طبعا بجد
التمعت عيناها تأثرا قائلة:
– انا مريت بحاجات كتير صعبة من طليقي ومن اهله..
قاطعها نديم بنبرة حاسمة:
– كاميليا انتي نعمة في حياة أي حد وأي حد كان شايف غير كده فهو ناقص ومريض
ليردف بعينان متألقة :
– انا بحبك وهحاول متسعجلش انك تعترفي بمشاعرك عشان اللي مريتي بيه .. بس اللي حابب اقولهولك واكدهولك.. اني عمري ما حبيت في حياتي بنت غيرك..
رفعت عينين حائرتين له وهي تسأله:
– ليه؟؟ ليه مرتبطش ولا خطبت قبل كده.. وليه متتجوزش واحدة انت اول حد في حياتها واول فرحتها واول عيال منها يكونوا منك !
قاطعها بتصميم :
– انا مش فارق معايا كل ده يا كاميليا.. انا حبيتك انتي ولو مش بحبك مش هعمل كل ده عشانك
ليردف نديم وهو يزفر بعمق :
– عارفة انتي لما رفضتي تتخلي عن دانا انا لقيت نفسي بتمسك بيكي .. عارف اني اتسرعت اني اطلب اتجوزك قبل كده وغلطت وقتها وعارف انه مش ذبنك تعوضي حساب قديم ملكيش ذنب فيه .. بس شوفت فيكي اللي اتمنيت يتعملي زمان … هي كانت غيرك .. كان هيبقى معاها كل الإمكانيات انها تصرف عليا وبابا مكنش هيتخلى عني وهيبعتلي كل مصاريفي .. بس هي مكنتش عايزاني… مكنتش عايزة تربط نفسها بمسؤولية … كانت بتقول ان دي غلطتها اللي بتتهرب منها .. مش عايزة عيال من ابويا.. غلطتها اللي هي رمتها ل ابويا و قالتله شيل انت … ربي و كبر واعمل كل حاجة … انا مستغنية عنه.. انا مش عايزة طفل كل ما ابص في وشه افتكرك
شهقت كاميليا بحزن على ما حدث له .. ليردف بعدها نديم بعينان غاضبة معاتباً اهله دون وجودهم :
– بس هي تخلف عادي !!! تتجوز وتخلف عادي لكن تربي لااا.. تسيبه وتتطلق منه وترميني عشان ابويا كل لحظة يفكرني بيها .. يفكرني بوجعها له
حاولت كاميليا مواساته .. لتتركه يكمل فهي تريد أن تسمعه أكثر :
– عيشت عمري كله اسأل نفسي ذنبي ايه في كل ده.. ذنبي ايه اعيش لوحدي من غير امي سنين طويلة وانا كنت طفل .. عملها ايه الطفل اللي عنده 7 سنين ده !!
ابتسم نديم بضعف :
-ده انا مرة جبت رقمها واتصلت بيها واشتريت خط جديد من ورا ابويا وكلمتها .. كنت فاكرها هتفرح.. هتفرح ان ابنها متمسك بيها وعايزها.. اول ما سمعت صوتي وعرفت أن انا نديم قالتلي معلش انا مش فاضية دلوقتي ورايا حاجات بس !!
قولت معلش يا نديم .. يمكن مش فاضية .. يمكن مشغولة في حاجة.. عدى يوم واتنين لحد ما وصلوا اسبوع .. وانا كل يوم .. كل يوم ابص على الموبايل واستنى مكالمتها ليا .. وهي ولا هنا … ولا في دماغها
لحد ما حاولت انا اكلمها و ردت عليا بعد كذا محاولة.. لكن يومها قالتلي جملة مش قادر انساها .. جملة خلتني اخاف من اي ست .. اخاف احب اي واحدة.. افكر الف مرة قبل ما احب او اتعلق بحد
إبتسم نديم بألم وهو يقول:
-قالتلي “هو في ايه هو انا مش خلاص خلص موضوعي انا وابوك .. هو انا مش هعيش حياتي بقى ”
يا الهي !
شهقت كاميليا بحزن وقبل أن تنطق بحرف كان رده بعنف و غضب :
– دا انا !! انا اللي موقفلها حياتها !
يومها وعدت نفسي اني عمري ما هذل نفسي ولا كرامتي عشان واحدة … عمري ما هحب ابدا
لينظر بعدها إلى عيناها وقد تحولت نظراته من الالم إلى الرقة :
-بس لما جيتي انتي.. ولقيتك.. لقيت نفسي حبيتك من غير ما احس .. لقيتك مختلفة عن أي واحدة.. لقيتني مش خايف منك ولا خايف تأذيني ولا هتأذي عيالنا زيها..
ابتسمت كاميليا بحزن:
– الطلاق بيدمر .. حتى الاطفال..
عشان كده انا قررت اني مش هتجوز تاني الا حد انا واثقة اني هبقى مطمنة له..
انت مريت بحاجات صعبة قوي مع أهلك ومحدش قدر يفهم مخاوفك وقتها
– عشان كده سارة اختي اقترحت عليا اروح لدكتور عشان احاول افهم كل اللي فات ده… واتأكدت وقتها أن انا بحبك يا كاميليا… وبتمنى يجي الوقت اللي تقوليها واكون قدرت اقنعك بيها فعلا
شعرت بقلبها يدق بشدة لتهمس قائلة بتوجس:
– نفسي اتطمن واقولك الكلمة دي وانا مش خايفة
قاطعها نديم بضحكة:
-مهما اقولك واعملك على فكرة مش هتطمني ولا هتبقي واثقة فيا..انا عارف دا
ليقترب منها قائلا بنبرة خشنة بجانب أذنها:
-مش هتبقي متطمنة غير لما اخدك في حضنى في بيتنا
شهقت كاميليا بخجل وهي تبتعد عنه قائلة بحدة مُحذرة اياه :
– نديم اتلم هاااه مش معنى اني اتجوزت قبل كده اني اسمحلك تقرب كده
ضحك نديم وهو يبتعد عنها :
– ايه يا بنتي بتتحولي فجأة كده.. كنتي كيوت من شوية
عقدت ذراعيها قائلة باندفاع:
-ده نظامي عاجبك ؟
رد نديم بسخرية :
-نظامك ايه هو انا بقسط شقة !
– نديم
قهقه نديم وهو يغير الموضوع :
– خلاص هسكت اهو
_____________
لم يكن الأمر عاديًا
‏كما تظنين
‏كنتُ من فرط الحُب
‏أحاول جاهدًا الثبات
‏أمام عينيكِ
‏كنتُ أتآكل من الداخل
‏كلما تضحكين أمام أحد
في اليوم التالي
كان نديم يجلس بجانب والده وأمامه جد كاميليا “رحيم” و والدتها … فهو قبل أن يتقدم لها اتفق مع جدها من قبل
فكان بجانبه باقة ورد حمراء أنيقة جدا و علبة من الشوكولاتة البيضاء بأفخم الأنواع موضوعة بطبق مفتوح كبير كريستال بوهيمي أصلي مغلفة بطريقة أنيقة لطيفة
وعلب أخرى بها بعض الحلويات بأشكال مختلفة رائعة
تحدث منصور إلى رحيم و صفاء قائلا:
– ها قولتوا ايه ! نديم يتجوز كاميليا !
تنهدت صفاء بحرارة ثم قالت بحزن واضح :
– كاميليا بنتي مفرحتش في جوازتها .. ولا لحقت تفرح بحاجتها زي البنات .. ده يدوب كل اللي قعدتهم في شقتها مع جوزها مكملوش شهرين او تلاتة.. لأن سافر في بداية جوازهم وحصل مشاكل كتير مع اهله وجت عندنا شوية.. يعني يعتبر متجوزتش ..
لتردف بنبرة حاسمة:
– اللي هياخد بنتي … ياخدها يعوضها عن كل اللي مرت بيه ويفرحها
يا اما تقعد معانا حتى لو العمر كله اكرملها
أومأ الجد قائلا بتأثر:
– انا كان كل منايا في الدنيا ان ربنا يبعتلها حد يخاف عليها ويحميها ويكون سندها من بعدي والاهم من ده كله يصونها ويصون كرامتها..
هتف نديم بثقة:
-وانا اوعدكم اني هعمل كل اللي حضراتكم بتتمنوه لكاميليا وهعمل اكتر كمان
قاطعه جدها بتنبيه :
-يابني لازم تفهم ان الجواز مسؤولية صعبة مبينجحش فيها غير الراجل اللي يقدر يتحملها ويبقى قدها…هو ده اللي بيعدي منها
أومأ نديم بحنان :
– انا اوعدك أن كاميليا هتبقى في عينيا ومش هي بس … هي و دانا كمان ..واوعدك كمان اني عمري في يوم من الايام ما هكون سبب في وجعها او زعلها
نظرا إلى نديم باطمئنان … ليرد بعدها والده قائلا:
-ها نقرا الفاتحة بقى
أومأ الجد قائلا:
– ننادي العروسة تقرأ معانا
لتخرج كاميليا وهي تسلم عليهم بابتسامة خجولة ونديم يناولها باقة الورد الحمراء الكبيرة جدا
وخلفها طفلتها لتجلس بينهم و جلس بجانبها شقيقها كمال لتقرأ الفاتحة معهم وسط نظرات نديم الخاطفة لها بابتسامة بينما هي سعيدة.. سعيدة بكل تلك اللحظات التي تمر بها
كانت أمنيتها التي تدعو الله بها دومًا هي العوض، أن يعوضها عن أي وجع عاشته، وعن أي حزنٍ أحتل قلبها، وعن السعادة التي أصبحت نادرة، عن غلق الابواب خلفها واخفاء حزنها عن الآخرين، وعن كل مرة بكت لله واستنجدت به وكانت على يقين أنه أعلم منها بكل خير، عن كل حلم ضاع أمام عينيها، عن كل طريق مشت فيه وحدها، وعافرت بكل طاقتها ولم يكتمل، عن كل مرة تسقط وتقف من جديد ثم تسقط مرة آخرى؛ بينما هي عندها يقين أن الخير قادم، وعن كسرة قلبها من أقرب الناس لها، كانت أمنيتها الوحيدة أن يعوضها الله وينور بصيرتها ويرزقها الخير ويراضيها
______________
بعد مرور يومان
خرجت كاميليا من شقتها وهي ترتدي قميص واسع باللون البرتقالي الفاتح وسروال واسع باللون الابيض وتضع مكياچاً جميلا وتركت شعرها منسدلا بحرية
وفي أثناء ذهابها إلى الشارع التي تركب منه المواصلات .. هو بعيداً عن بيتها قليلاً
يا إلهي
حمدت ربها ان ابنتها ذهبت مع جهاد جارتها اليوم ولم تأخذها معها
ليسألها متهكما:
– أنتِ هتتجوزي مديرك في الشركة ؟
********
يارب يكون عجبكم الفصل وهستنى آرائكم وتوقعاتكم يا حبايبي ❤️❤️ وبتمنى تتفاعلوا عليه 😍😍
تفتكره سامح عرف منين أن كاميليا هتتجوز؟
ايه رأيكم بالطريقة اللي نديم اتقدم بيها لكاميليا؟
ايه رأيكم في تصرف فراس مع والد نديم ؟
تفتكره فراس لسه بيحب كاميليا ؟

google-playkhamsatmostaqltradent