رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية غرام العنقاء الفصل السادس و العشرون 26
التفت شاهقاً بفزع:
– ميادة… أنتِ خلصتي ؟
– اه خلصت…وبعدين رد عليا انت منزلتش ليه؟
– اصل … اصل كنت بكلم سميحة اختي
سألته مبهوتة:
– انت مالك واقف مش على بعض كده ليه؟
– هااه..
صاحت بصوت عال :
– سامح…مالك في ايه متنح كده
تنحنح بتلعثم :
– لا مفيش … انا لازم انزل ما انتي عارفة سميحة جايبالي انسيال من دهبها وعايزاني ابيعه كنت جايبهولها هدية لما خلفت
لتعض على شفتها بأسف ساخر:
– ماشي يا موحة..اختك برضو ولازم تقف جنبك
– وانتي ايه مش هتقفي جنبي
ارتفعت نبرة صوتها حدة:
– روح شوف اختك يا موحة
– ماشي يا ميادة براحتك خالص…انا سايبك براحتي
زفرت بسخرية:
– ما هو براحتي طبعا يا موحة اومال براحتك انت؟؟
همس بنبرة منخفضة:
– كيادة أوي
– بتقول حاجة ؟؟
هتف بغيظ:
– بقول حبيبتي أوي
قهقهت ميادة بضحكة :
– كذاب موت..بس هصدقك عشان بس مزاجي حلو ورايقة دلوقتي
هز رأسه وهو يحاول استيعاب ما يسمع:
– رايقة ايه جوزك هيتحبس عادي عندك !
هزت أكتافها بلامبالا:
– الله وانا مالي ده عشان سمعت كلام اختك
خرج من الغرفة يغادرها وهو يردد ساخرًا:
– طيب انا نازل
بينما ضربات قلبه تنبض بشدة فالمهمة عدت بسلام ولم تلاحظ ميادة العلبة المخبأة بداخل ملابسه ويداريها بحقيبة صغيرة أمام جسده
________
وقف كمال وجهاد مع نديم… فهمست جهاد قائلة بأدب:
– كمال كان عايز يقولك كلمتين ومحرج شوية
ابتسم نديم بأدب قائلا:
– ولا اي حاجة…كمال يقول كل اللي في نفسه
تنحنح كمال قائلا بتلقائية:
– بص هو مبدئيا كده انا مش طالب منك غير حاجة واحدة…خلي بالك من كاميليا… اوعى توجع قلبها ولا تزعلها…ولا تمد ايدك عليها…والله اختي لو تعيش معانا العمر كله وفوق العمر كمان هتفضل منورة حياتنا كلها هي و بنتها… ولا أنها تتجوز واحد يهينها ولا يزعلها… اختي غالية أوي وطيبة وحنينة فوق الوصف…خلي بالك منها ومتزعلهاش
أمسك نديم معصميه وشدد عليهما وهو يوعده بصدق:
– متقلقش عليها يا كمال دي هتبقى في عينيا ودانا قبلها كمان..اوعى تقلق ابدا عليها
ابتسم كمال قائلا بتمني :
– ربنا يسعدكم يارب
بادلته جهاد الابتسامة لتردف قائلة:
-و يرزقكم الذرية الصالحة بإذن الله
– تسلموا يارب..
كانت تقف أمام السيارة التي ستنقلهم إلى منزل زوجها، بينما دانا تتمسك بفستان امها بيدها الصغيرة، تتشبث بها وكأنها ستهرب منها هامسة بحزن:
– أنتِ هتمشي؟؟؟
عقدت كاميليا حاجبيها تتنهد بأسى، ترمقها بطرف عينها باستغراب لتهمس بخفوت:
– اه يا حبيبتي ما احنا اتفقنا هتقعدي بس اسبوعين مع آنا صافي وجدو وكمال
رفعت رأسها لأمها تهمس برعب وصوت باكي:
-انا بحبك اوعي تسيبيني
حملتها امها على يدها بسرعة وهي تعانقها وتهدهدها فبدأت الطفلة بالبكاء بصمت وهي تتشبث بها بخوف من أن تتركها امها كما أخبرتها هند…وبين محاولات تدخل الأهل وأخذها والطفلة متمسكة بحضن امها بحزن وشهقات حزينة وجعت قلب امها عليها
همس نديم بنبرة حاسمة فجأة موقفاً إقتراحات الجميع بأخذها:
– دانا هتيجي معانا
اعترضت صفاء :
– نديم…مش هينفع انتوا عرسان و…
هتف بتصميم :
– انتوا مش شايفين شكلها..
دانا هتيجي معانا البيت
همست كاميليا بحرج :
-أيوة بس الناس هتقول ايه
هتف بلا مبالاة:
– انا ميهمنيش الناس تقول ايه ولا تعيد ايه.. دي مشكلتهم.. انا اهم حاجة عندي دانا متنامش زعلانة ولا انتي تنامي قلقانة و زعلانة أن في حد خدك عن بنتك
نظرت له بذهول:
– انت ازاي كده يا نديم.. ازاي انت راجل اوي كده.. مفيش زيك والله
همس بوعد:
– في وفي احسن مني كمان..كاميليا انا اتجوزتك وانتي معاكي دانا، و بنتك دي انا مش هتخلى عنها وهتفضل طول عمرها مسؤولة مني…
ابتسمت كاميليا بفخر:
– انت هتبقى احسن واجمل اب في الدنيا..
لتضيف قائلة:
– ربنا يخليك ليا يا حـ..
صمتت عندما شعرت بما كانت ستتفوه به … ليهمس لها قائلا بعبث:
– يا ايه هااا.. كانت هتطلع اهي
ضحكت كاميليا قائلة:
– اصبر بقى وانا هبقى اقولهالك واقولك اللي اكتر منها كمان
تنهد بقوة :
– صااابر طبعا هو انا ورايا غيرك يا مغلباني
حذرته قائلة:
– لو زهقت قول و..
غمز لها قائلا:
– مقدرش ازهق من القمر بتاعي
همس مازن بجانب اذن زوجته سارة قائلا بذهول :
– الحقي اخوكي المجنون هياخد بنتها معاهم فعلا
– خلاص يا مازن سيبه براحته
ضحك مازن بصدمة:
– مجنون اخوكي والله.. ده عريس يا بنتي
ركبت دانا معاهم السيارة.. متوجهين إلى منزلهم ومعهم طفلتها الأمر الذي اثار دهشة الجميع
____________________
دخلوا إلى المنزل الجديد .. الفيلا كانت رائعة بجدران مطلية باللون الڤانيلا لاتيه واثاث بالألوان الازرق الفاتح السماوي مع تدرجات الازرق الداكن والابيض .. صعدا إلى الدور العلوي دخلا الى الباب المؤدي الى غرفة النوم الأساسية كانت كبيرة جدا بورق جدار ذهبي مطلي مزخرف وسرير كبير جدا مغطى بشراشف بيضاء انيقة ونافذه كبيرة على جانب السرير مغطاة بستائر باللون الابيض والازرق واريكه كبيرة امامه باللون الازرق والغرفة كانت كبيرة (غرفة ماستر) بداخلها غرفة أخرى صغيرة مخصصة لتبديل الملابس بها (Dressing Room)
ومتفرع من الغرفة حمام خاص بها ..
الحمام كان عالما اخر من الرخام الابيض ويحتوي على حوض چاكوزي.. كان هناك شموع معطرة في الغرفة واوراق ورود منثورة في ارجائها فكما يبدو أن اليوم كان مستعد للعرسان الجدد
ولكن هناك عزول بينهم !
كان نديم يحمل دانا على يديه ويساعد كاميليا بنفس الوقت فترك دانا على السرير..
وقف نديم خلف كاميليا يساعدها في خلع الفستان فوقفت الطفلة على السرير خلفهم
فأنزلق الفستان عن جسدها مما جعل كاميليا تتنهد بأرتياح من ثقله الذي انزاح عنها وقبل أن يرى نديم اي شيء من كاميليا ..
على الفور تسلقت الطفلة كتفيه وهي تشب على قدميها لـ تغمض عيناه حتى لا يرى امها أو أي شيء وهي ايضا تغمض عيناها
اللعنة !!
كان يعتقد أن الزواج هو الذي يسمح لهم بالاقتراب..
دانا تغار على امها !
هتف نديم وهو يحاول ابعاد يديها من على عينيه فهي كانت متسلقة كتفيه من الخلف:
– ايه يا دانا شيلي ايدك
هتفت دانا باندفاع :
– مامي قالتلي مينفعش نغير قدام حد
– اه يا حبيبتي شطورة بس انا مش حد انا جوزها
صاحت الطفلة بشراسة وهي تغمض عيناه أكثر :
– عيب يا ديم …. عييييب
صاح نديم من بين أسنانه بغيظ :
– هو ده اللي الامل في الجواز ها
كتمت كاميليا ضحكتها :
– انت اللي جبته لنفسك
صرخت دانا بها تأمرها :
– ماااامي روحي البسي حاجة بسرعة قبل ما ديم يفتح عيونه
رفع نديم حاجبه بقهر بينما رفعت كاميليا التاج من فوق شعرها و أخذت روب الحمام .. فهي كانت ترتدي ملابسها الداخلية و شورت فوق الركبة أسفل الفستان
دلفت نحو الحمام .. فتنهدت دانا بارتياح وهي ترفع يديها الصغيرتين من على عينيه هامسة بنبرة طفولية :
– خلاص فتح عيونك يا ديم … مامي مشيت
رفع أحد حاجبيه..ثم قال بزهق:
-يا شيخة!!
تحممت كاميليا بالمياه الساخنة بسرعة دون ان تلامس المياه شعرها ثم قامت بغسل وجهها وخرجت من تحت المياة ترتدي منشفة .. ومن ثم ارتدت روب الحمام وخرجت لتدخل إلى غرفة الملابس وقبل أن يتحرك نديم خلفها دفعته دانا ليدخل الحمام حتى تنتهي امها من تغيير ملابسها..
اختارت كاميليا قميص نوم قصير ففتحت دانا فمها باعتراض وامرتها أن ترتدي شيئا اكثر احتشام … فاختارت لها بيجاما شتوية بأكمام ! وبنطال
واختارت الطفلة لنديم بنطال رياضي وتيشرت بكم و قبل أن يخرج من الحمام ناولته إياهم ليرتديهم بالداخل
صاحت دانا بزهق :
– مامي غيريلي
اومأت كاميليا :
– طيب تعالي اوضتك
استبدلت لها ملابسها وحممتها بسرعة وارتدت فستان طفولي قصير
وفي ذلك الوقت خرج نديم بعد أن استبدل ملابسه ومشط شعره الكثيف..فـ نزلوا الى الاسفل
يتناولون الطعام وحين انتهوا، وقاموا جميعهم بالمشاركة بتنظيف المطبخ، وسط ثرثرة وضحكات دانا..
مال نديم على زوجته هامسًا بقهر:
– ينفع اللي دانا عاملاه فينا ده !
رمقته كاميليا بغيظ :
– انت اللي صممت تجيبها
التفت كاميليا إلى طفلتها قائلة برقة:
– يلا عشان تنامي يا دانا
فهتفت الطفلة معترضة :
– لأ
– ليه يا حبيبتي عشان ننام
سألتها الطفلة بخوف :
– يعني.. يعني انتي مش هتسيبيني يا ميكي؟
استغربت كاميليا لتعانقها وهي تقبلها :
– لا طبعا اسيبك ازاي !
نظرت لها بنصف عين قائلة :
– خلاص تعالي نامي معايا في اوضتي
امتعضت ملامح نديم بضيق .. فهمست دانا باقتراح :
– تعالى نام جنبنا يا ديم
– لأ السرير بتاعك صغير..
– خلاص ننام على سريرك انت كبير
_________
دلف سامح ومعه والدته وشقيقته وبيدهم علبة الذهب ليلقيها بوجه ميادة بغضب صارخاً باهتياج:
– وحياة امك … انتي بتلعبي بيا يا بت..بتضحكي عليا
ابتسمت ميادة ببرود :
– أهدى كده يا عينيا…بلعب بيك ازاي يعني
صرخت سميحة بغضب :
– بقى يا حرامية بتسرقي دهب وتبديله بدهب فالصو
قاطعتها سماح امها بغيظ:
– ونروح نبيعه.. الجواهرجي يكسفنا و يقولنا ده مش دهب … ده شوية اكسسوارات فالصو
مسح سامح وجهه بيديه بزفرة قوية، ثم هتف بصياح معاتباً اياها :
– خليتينا في نص هدومنا في المحل منك لله
اتسعت حدقتيها بذهول، تحاول استيعاب ما يقولوه:
– طول عمري اسمع عن الناس البجحة لكن عيلة بحالها بجحة دي جديدة الصراحة
وقفت أمامها سماح وهي تمسك من كتفيها رغمًا عنها، قائلة بحرقة:
– أما انتي بت كيادة بصحيح…نفسي اعرف عاجبك فيها ايه دي
نزعت أكتافها من بين يديها وهي تدفعها بعيداً عنها وهي تصرخ:
– والله يا حماتي البجاحة ليها ناسها وانتي وعيالك أساتذة فيهم ماشاء الله
هز سامح رأسه بعدم تصديق :
– بتخدعيني يا ميادة…بتلعبي من ورايا و تغيري الدهب وتجيبيه فالصو…عملتي كده ازاي؟؟؟جبتي اصلا شبههم اوي كده ازاي
هزت رأسها بنفي ، قائلة بنبرة كفحيح الافعى :
– لا مسمحلكش تضيع مجهودي…دي اكسسوارات ستانلس ستيل… يعني مش بتغير لونها ولا تبيض ابدا.. بتفضل لمعتهم صفرا كده.. زي الصفار اللي جوه اختك وامك بالظبط .. بس الفرق أن صفارهم مطفي فالصو مش دهب اصلي
هز رأسه بانزعاج واضح:
– انتي طلعتي شيطانة مش سهلة .. عملتي كده ازاي؟؟
قهقت ميادة بضحكة عابثة:
– هو انا مقولتلكش..مش انا خدت الدهب و روحت لواحدة بتصنع اكسسوارات ستانلس هاند ميد وطلبت منها نسخة من دهب شبكتي وعملتلي زيهم بالظبط.. وبدلتهم وخبيت دهبي عند امي … بس وحياتك الموضوع كلفني كتير …
اصل النوع ده غالي شوية يا موحة بس مش خسارة في حقارة عيلتك
شهقت سميحة وهي تحاول استيعاب المفاجأة الجديدة:
– انتي طلعتي صايعة و لافة و دايرة بقى
حذرتها ميادة مستشيطًة:
– لا يا بت انا مسمحلكيش تغلطي فيا…عشان وحياة امك سماح اللي واقفة قدامي دي اجيبك من شعرك اديكي العلقة التمام…أصلها نسيت تربي
دفعتها سميحة على الأرض صارخة بنفاذ صبر :
– تعالي يا بت وريني كده التربية اللي ناقصاكي
ليمسكا ببعضهم البعض بشجار عنيف، لدرجة أن ميادة خلعت الحجاب الخاص بسميحة وأصبح شعرها مبعثرا بشدة فكلا منهن كانت تضرب الأخرى بغضب وغيظ..فحاول سامح وسماح فصلهم من بعضهن ولكن بلا فائدة
– بس يا ميادة….خلاص يا سميحة
صرخت ميادة باندفاع وهي تصفعها على وجهها وتجذبها من شعرها بعنف :
– وحياة امك مانا سايباكي..
لتقلبها سميحة على الناحية الأخرى وهي تصرخ بها بشيطنة :
– مش كفاية اخويا بيصرف على امك المريضة يا قذرة يا زبالة..ده لولا اخويا كان زمان اخوكي بيشحت يا بت … بعد ما كان مش لاقي شغل واخويا شغله عشان يعرف يصرف على مراته وعياله..
اتسعت حدقتي ميادة بصدمة وهي تتركها بينما الأخرى تركتها ليقفا أمام بعضهن بشعر أشعث غير مرتب وآثار الصفعات معلمة على وجه كلا من الاثنتين
لتقف ميادة أمام زوجها تسأله بدهشة:
– انت قايلها كل ده ؟؟؟
اخفض رأسه بحرج:
– ميادة…
بهتت من الصدمة، تهتف بانفعال :
– ده انت مش بس ابن امك…ده انت ابن امك واختك كمان ماشاء الله…راجل اوي..
لتردف بتبرير
– والله بقى اخويا اه مكنش لاقي يصرف على مراته وعياله بس على الاقل عنده عيال … مش اخوكي اللي مش عارف يجيبلي حتة عيل
بدون تصديق هتف بوجع:
– مياااادة
صرخت به بحدة:
– اختك بتعايرني بظروف اهلي !!!!
بقى دي اخرتها يا سامح…دي اخرتها..بعد كل اللي استحملته عشانك…بعد ما بقيت عقيم
لعبت على نقطة التفكير الذكوري لتوجعه
فغير الموضوع قائلا بغضب :
– انتي روحتي تخبي الدهب في بيت امك وتبدليه وتعملي اللعبة دي من ورايا
هزت كتفيها بلامبالاة:
– والله بقى دي اختياراتك يا سامح…دي اختياراتك يا عينيا متخصنيش…مالي انا ادفع تمن اختياراتك الغلط ليه؟؟؟ ما تروح تحل مشاكلك بعيد عني…
لتردف بنبرة متحشرجة قوية:
-يعني لا يبقى معايا عيل ولا دهبي كمان ! ده ايه الظلم ده…حسبي الله ونعم الوكيل
هتفت أمه قائلة ببراءة مصطنعة:
– ألحق يا سامح دي بتدعي عليك
احتد صوته بنبرة مرتفعة:
– انتي بتتحسبني فينا يا بت…بتدعي عليا؟؟؟
بقى دي اخرتها بعد كل اللي عملته عشانك
والله ما انتي قاعدة في البيت…روحي عند امك يلا
صفقت ميادة بسعادة :
– ياخويا بركة … انا هلم هدومي وسايباهالك
لتترك المنزل وتذهب إلى أهلها وتركته وحده مع أهله كعادته
__________
اسبوع مر وطفلتها لم تتركهم ابدا… لم يقترب منها زوجها ولم تتركهم وحدهم نهائياً
اكتشفت أن ابنتها تخاف عليا بشدة وتغار عليها !
لم تكن تعلم العواقب التي خلف الزواج .. ولكن خوف ابنتها غير طبيعي
الطفلة تلازمها وتمشي خلفها في كل شيء
تخاف أن تجلس وحدها ابدا
حتى عند النوم … تظل مستيقظة لوقت طويل حتى تطمئن ان امها نامت .. لدرجة أن زوجها سيجن !
فهو لم يشتكي من الطفلة.. ولكن سيموت قهراً من سوء حظه معها
أما هي .. في البداية كانت سعيدة بما فعلته دانا لترى مدى حبه لها وأفعاله
ولكن الأمر زاد عن الحد
ستموت قهراً من أفعال ابنها .. لدرجة أنها تجعلها ترتدي ملابس محتشمة طوال الوقت
حتى أنه أجل سفرهم إلى كندا ليقضيا شهر العسل أو بالأدق نصف شهر .. تأجل بسبب تلك الطفلة
دخلت إلى غرفة المعيشة فوجدته يحمل دانا على قدميه ويشاهدا التلفاز على إحدى افلام الكرتون غصب واقتدار بسبب دانا
وجدها ترتدي ثوب ضيق يحدد تفاصيل جسدها بنعومة.. جلست بجانبه لتنشغل دانا عنهم بالفيلم فنهضت من على قدميه وجلست على الأريكة الأخرى
ليهمس نديم بحيرة :
– ايه التغيير ده ؟ هي دانا رضيت عنك !
ردت بتبرير :
– هي قالتلي مالبسش قصير ولا مكشوف .. مقالتش بقى ملبسش ضيق !
رفع حاجبه بدهشة :
– ده لو لبستي قصير ارحم
كتمت ضحكتها قائلة:
– بتقول حاجة !
همس بجانب أذنها بنبرة رجولية مثيرة :
– متخيلة قدامي مراتي حلالي بس مش قادر اقربلها !
لتشتعل وجنتيها خجلا .. فأردف نديم بتذمر :
– مش كفاية الحصار اللي هي عاملاهولنا
ضحكت كاميليا بشماتة:
– تستاهل انت اللي جبته لنفسك.. حد قالك تجيبها معانا البيت
زم شفتيه بغضب :
– اعمل ايه مقدرش اقاوم دموعها
عقدت ذراعيها على صدرها وهتفت:
– يا سلام ! طيب و امها بقى
همس بعبث :
– لا امها دي مقدرش اقاومها اصلا
احمر وجهها لتخفضه بسرعة من الحرج، امسك فكها ليرفع رأسها نحوه يسألها :
– وانتي بقى ؟
عضت شفتها السفلية هامسة بتلعثم:
– ها .. انا لا .. لا انا عادي يعني
وضع يده بجانب خصرها وهو يجذبها إليه مستشعرا توترها وارتباكها .. ليهمس بخبث أمام شفتيها:
– طب ما تيجي كده نجرب Test (اختبار) صغير نشوف هيبقى عادي معاكي ولا لأ
ابتلعت ريقها بتوتر تسأله :
– Test ايه ؟
سحبها من يدها وهو ينهض بهدوء هامسا بجانب اذنها:
– تعالي معايا بس بهدوء عشان متحسش
دخل الحمام الخاص بالغرفة واستغلوا انشغال الطفلة بالفيلم..
فهمست كاميليا باعتراض :
– في التويلت !! يا نديم !!
حاصرها خلف الباب، ليشرف عليها بجسده الضخم، وهو يهتف بأنفاس غاضبة بقهر:
– هو احنا طايلين في حتة تانية وانا قولت لا
ترفرفت برموشها وهي تضحك، وشعرها البني الغامق على وجهها، وقالت وسط ضحكتها المنعشة:
– انت بتهزر
تمتم بخشونة ، وأصابعه تمشط شعرها بعيدًا عن وجهها:
– اقعدي ضيعي وقت لحد ما هي تحس وتاخد بالها
وبمجرد أن التقت نظراتهما حتى وجد نفسه ينخفض دون تمهيد إلى موضع شفتيها.. ليطبق بشفتيه على شفتيها.. ملمس شفتيه على شفتيها أطار عقلها من رأسها فتعمق في قبلته ..
تنفست بين شفتيه … وتحولت قبلاته إلى هوس، كأنه أراد أن يوشم فمها به.. تعمقت القبلات أكثر ولفت يداها حول رقبته تحركت بغريزتها لتتعجب بنفسها من تجاوبها.. فهي لطالما كانت ترفض الزواج.. ولم يخطر ببالها أن تتزوج من أجل هذا التقارب .. الا معه الآن .. تشعر بجسدها يشتاق إلى لمسة منه وشفتيها تئن تحت غزو قبلاته.
لم تكن تعرف كم من الوقت استمرت القبلة، لكنه انتقل بشفتيه الساخنة إلى رقبتها…قبل أن يسمعا صوت طفلتها (دانا) وهي تنادي بصوت عالٍ :
– مامتي .. ديم .. انتوا روحتوا فين الفيلم هيخلص
لم يبد أن نديم يسمع شيئاً، واستمر في التقاط شفتيها، لكن كاميليا دفعته شاهقة، وهي تلفت نظره أن دانا لاحظت غيابهم .. ليزفر بضيق ويحاول تهدئة نفسه
_________
– مساء الخير يا حماتي
نطقت بها “سميحة” عندما دلفت شقة حماتها
عاتبتها المرأة بغيظ:
– اهلا ياختي.. عيالك الشياطين دول زهقوني مش ساكتين وانتي كل يوم والتاني رايحة عند امك وسايباهم
ردت سميحة بتبرير:
– الله مانا بروقلك البيت وبروح اطمن على امي واخواتي.. يلا انا هطلع شقتي بقى
– خدي عيالك وراكي
خرجت سميحة لتذهب إلى شقتها فهي تسكن معهم بنفس العقار
بعد مرور ساعة وهي تحاول فك الشجار بين أطفالها الثلاثة .. رن جرس الباب ليفتح إحدى أبناءها فوجد جارتهم “دنيا” فتاة في الثامنة عشر من عمرها في الصف الثالث في المدرسة الثانوية التجارية
دلفت دنيا إلى الشقة ورحبت بها سميحة فهي ابنة جارتهم وصديقة لـ سميحة على الرغم من صغر سنها
– ازيك يا أبلة سميحة
– ازيك يا بت دنيا عاملة ايه
– الحمدلله بخير
لتردف بتذكر :
– صحيح يا أبلة سميحة عرفتي أن علاء خطب !
– الواد علاء جارنا ده.. مش ده يا بت اللي بيكلمك ؟
هزت رأسها:
– أيوة هو
صاحت بنبرة ساخرة :
– يوووه اخيرا خطب المنيل ده … ده الواد مسابش بنت إلا وكلمها…
لتردف سميحة بفضول:
-و دي شكلها ايه بقى؟
تنحنحت بحرج :
– ماهو انا جايالك عشان كده… هموت وأشوف خطيبته وهو قالي كلميني واتس يا دنيا وابعتلك صورها
شهقت سميحة باستغراب :
– هو انتي اصلا لسه بتكلميه ازاي يا بت يا دنيا ! هو مش الواد خلاص خطب
ردت بلا مبالاة:
– عادي يا أبلة سميحة قال يعني كان هيتجوزني..وبعدين أنا عايزة اشوف بس صور خطيبته عندك
ردت باستنكار :
– وانا مالي يا بت بالقصة دي !
زفرت بضيق :
– مانتي عارفة موبايلي نوكيا بزراير … يعني معنديش واتس… فهكلمه بقى من عندك اشوف الصور وخلاص
ردت سميحة بخوف :
– لا يا بت انا مالي بالحوار ده لا.. عبدالله جوزي لو عرف هيبهدلني
– وهو يعني هيعرف منين ؟ وبعدين علاء كده كده مش هيكلمك اصلا لانه بيكلمني انا وكمان هو خطب خلاص… هو مجرد بس يورينا الصور وبعدين يعني انتي معندكيش فضول تشوفي خطيبته ونشوف شكلها ايه
سميحة بشرود :
– الصراحة يا بت هموت واعرف شكل خطيبته بس الواد علاء ده ممكن يكلمني ولا حاجة !
هزت رأسها بالنفي :
– لالا والله اطمني … يدوب نشوف الصور من عندك وخلاص على كده
اخرجت تنهيدة كبيرة :
– طيب يا بت يا دنيا ابعتيله اما نشوف خطب مين الواد ده
ابتسمت بامتنان وهي تخرج الرقم من هاتفها:
– شكرا يا أبلة سميحة
-العفو ياختي بس ورينا صورة البت خطيبته دي شكلها ايه
أطلقت ضحكة جهورية:
– عينيا
________________
جلس نديم وكاميليا بغرفة دانا .. ودانا تلعب بين قدميهم.. بينما رفع نديم الطفلة بين ذراعيه وهو يداعبها بقوة لتضحك الطفلة بسعادة وتهتف بتذكر:
– ديم.. الشوكولاتة بتاعتي خلصت..عايزة شوكولاتة بيضا
ضحكت كاميليا بقوة وهي توبخها بمداعبة:
– يا قردة بتستغليه
رمق نديم الثلاجة الصغيرة بغرفتها ليجدها فارغة من الشوكولاتة.. فهمس:
– هجيبلك من التلاجة اللي في المطبخ
اومأت الطفلة بسعادة
همست كاميليا بتوسل :
ـ بلاش أبوس إيديك يا نديم.. كده مش هتبطل وهتفضل قاعدة معاك
ضحك نديم هامسا لها بمكر:
– طيب تعالي معايا بس نجيبلها احنا الشوكولاتة
فاقترح ان تذهب امها معه .. فهي بدأت تشعر بالأمان قليلا وسمحت لأمها بالنزول معه
زفرت كاميليا بضيق:
– نديم انت مدلعها اوي بجد.. مينفعش هي لازم ترجع عند ماما كام يوم كده وبعدين نبقى نرجعها تاني
هز رأسه بنفي :
– لا طبعا مش هينفع .. انا مش هضحك على دانا .. احنا نفضل نسايسها شوية لحد ما توافق بنفسها
عاتبته قابلة:
– وهي هتوافق ازاي وانت مدلعها كده
– انا مش هقدر اسيبها تعيط زي ما بتقولوا..
وأضاف وهو يبتلع ريقه بصعوبة وعيناه لم تفارق جسدها بتلك البيجاما الضيقة
– بس ممكن نشوف حل تاني برضو
تبع نديم زوجته إلى المطبخ … وكانت الأخيرة غافلة تماماً عن نظراته الجريئة تجاهها
وبمجرد أن وصلوا إلى المطبخ التفتت إلى كاميليا هامسا :
– اختاريلها أنتِ بقى الشوكولاتة على ذوقك
اومأت كاميليا، وهي تتجه نحو الثلاجة:
– اجيبلها بأنهي طعم؟
اقترب نديم من كاميليا متعمداً بينما هي كانت منشغلة بالبحث داخل الثلاجة عن نوع الشوكولاتة
أجاب بصوت أجش وهو يقف خلفها تمامًا ويمد يده داخل الثلاجة ، متعمدًا محاصرتها بينها وبين جسده:
– هختارلها انا بنفسي يا كراميلا..
وأضاف هامسًا في أذنها:
– ايه رأيك في طعم الكراميل؟
اعتدلت كاميليا بتوتر من قرب نديم ، والتفت نحوه تسأله:
– كراميل ؟ فين
ابتسم غامزاً لها :
– شبهك كده يا كراميلا
بالكاد يفصل بينهما بضع بوصات … التقت نظراتهما … نظراتها المتوترة الخجولة ونظراته الراغبة … حتى رمشت كاميليا بعينيها وحاولت التراجع من أمامه بصعوبة بينما لم يتحرك نديم ابدا ولم يساعدها على الابتعاد ، لترد بتلعثم وتزفر بارتباك:
– نديم التلاجة كده هتبوظ
زفر نديم أيضًا مرتجفًا وانحشر معها في الثلاجة فكان حجم الثلاجة كبير جداً:
– بتوع الصيانة دورهم ايه؟ يصلحوا اللي يبوظ
على الرغم من برودة الثلاجة ولكنها لم تطفئ لهيب رغبته الشديدة بها … كان يقف خلفها تماماً ومازال محاصرا لها
– نديم
همس بنبرة خشنة وهو يقترب من وجهها يلمس جانب شفتيها بشفتيه ، وأنفاسه الساخنة تدغدغها :
-انا اللي هبوظ لو مابوستكيش حالاً
فقد آخر ذرات صبره وسيطرته ، وانقض على شفتيها مقبلاً إياها بشغف.. وسحبها إلى صدره بشدة حتى يتمكن من عدم هروبها .. فالثلاجة أصدرت اصوات تصفير تعلن عن إغلاقها .. بينما هو انتقل بقبلاته إلى رقبتها … فطفلتها قاطعته بالأمس عندما كان يقبلها من رقبتها
بينما هي استسلمت لاشتياقها له فهو منذ قبلها بالأمس وهي كانت تريده أن يستكمل ما يفعله.. ولكن ! دانا لم تفارقهم ابدا
قبلاته الرقيقة تحولت إلى قبلات عنيفة.. فانحدرت ذراعيه على خصرها يجذبها نحوه …
فرفع وجهه لينقض على شفتيها بحرارة وعنف مما يعكس شوقه لها .. فبادلته كاميليا قبلاته …
بينما هو يزيد من قبلات وكأنه يأكل فمها وليس مجرد تقبيل
ثم في غمضة عين سمعا صوت من خلفهما, بخارج المطبخ متسائلة بدهشة :
– بتعملوا ايه كل ده !
جعل كاميليا تدفعه بعنف غير مقصود، شاهقة بارتباك:
– دانا
لتهتف بتذمر :
– ديم.. ديم عايزة شوكولاتة بيضا
ارتسمت ابتسامة مرتعشة على فم نديم مغمضاً عيناه في ضيق يائس هامسا بصوت منخفض:
– ده وقت شوكولاتة فعلا يا دانا !
فيراها تقترب بخطوات قريبة منهم، تسألهما مجددًا باستغراب :
– بتعملوا ايه
ابتعدت كاميليا عنه وهي تهدئ من نفسها هامسة :
– مفيش كنا بنختار شوكولاتة لكِ
عقدت ذراعيها بزهق :
– اتأخرتوا عليّ
بينما هو اختار أخيراً نوع الشوكولاتة لها وهو يناوله لدانا واغلق اخيرا الثلاجة
همس لها بعبث :
– اصل كنت بختار لك حاجة حلوة
اخذت الشوكولاتة إلى حضنها هامسة بامتنان :
– Thank you ديم
__________________
اتصل سامح بأخته سميحة:
– سميحة أنتِ فاضية! مخنوق شوية وعايز اتكلم معاكِ
اعتدلت سميحة وهي ترمق الهاتف باستغراب وتسأله بجدية:
– ايه يا سامح مالك؟
همس بضيق:
– امبارح كنت بقلب على الانستجرام، شوفت صور لـ كاميليا مع جوزها من فرحهم
ردت ببرود :
– آه وبعدين
احتد سامح فجأة بدون مبرر:
– مش عارف حسيت بخنقة كده واتضايقت
سألته بنبرة ساخرة:
– ايه لسه بتحبها ولا ايه ؟
قاطعها سامح باستنكار:
– لأ طبعاً .. لسه بحبها إزاي بس .. مانتي عارفة اني اتجوزت على طول مكملتش السنة بعد ما اتطلقنا وكنت متجوز
– مانا مستغربة اومال اتضايقت ليه
زفر بضيق:
– مش عارف.. بس برضو كنت معجب بيها وحبيتها وفترة خطوبة و جواز .. يعني كانت مراتي وكده.. تخيلي بقى لما اشوف واحد تاني متصور معاها وحاطط ايده على كتفها وقريب منها !
ليردف بصوت مخنوق النبرات:
-ازاي يعني ! وهي … انا كنت فاكرها مش هتتجوز بعدي.. كنت فاكر هتعيش لبنتها وبس
كنت فاكر عشان هي ظلمتني.. ربنا مش هيعوضها
لكن هي كملت وعاشت حياتها وخلفت بنت جميلة واشتغلت واتجوزت جوازة احسن من صحابها وقرايبها
أضاف سامح بحقد :
– وانا !
انا اتجوزت بعد طلاقنا بسنة وقعدت 3 سنين ومفيش معايا حتة عيل وعملت حادثة واتسببت بعقمي..وحتى بنتي الوحيدة حرمتني منها.. متخيلة إني مش عارف ابوس بنتي حتى ولا اقعد معاها ! وفوق كل ده بحاول اتصرف في فلوس عشان القضايا اللي رافعاها عليا
ازاي هي خدت كل حاجة حلوة وانا لأ
بغل شديد ردت سميحة:
– بس برضو متنساش انها اكيد تعبت واتمرمطت بطفلة لوحدها 4 سنين وتصرف عليها .. يعني اتبهدلت اهو
أومأ سامح:
– عندك حق…طب انا هقفل دلوقتي عشان هتصل على ميادة عشان احاول اصالحها ترجع البيت
اغلق الهاتف مع اخته .. لتهتف سميحة بغيظ:
-يوووه … نفسي اعرف ايه عاجبه في ست زفتة دي عايز يرجعها تاني البيت
اقترب منها زوجها عندما سمع صوتها العال ليسألها بفضول :
– مالك يا سميحة في ايه !
صرخت بضيق :
– الزفتة إللي اسمها ميادة دي مرات اخويا… عايز يصالحها عشان ترجع البيت مانا قولتلك زعلانين من بعض… يعني عاجبه فيها ايه..ايه عايز يرجع تاني لجدول الساعة 8 اللي ممشية أخويا على ميعاد ميكلمناش بعده
قهقه عبدالله ضاحكاً:
– والله اخوكي ده مكنش ينفع معاه غير واحدة زي ميادة
ردت مدافعة:
– ليه ان شاء الله ده سامح طيب
لتردف بحيرة:
-وبعدين اللي مستغرباه بقى ازاي هي مسيطرة على اخويا أوي كده !
هي ساحراله ولا إيه البت الصايعة دي
أجابها مصححاً:
– لا وأنتِ الصادقة.. اخوكِ هو اللي معندوش شخصية أصلا… ف لما تيجي واحدة زي ميادة كده تسيطر عليه … عارفة تمشيه زي الساعة معاها
– هموت اعرف ازاي بتعمل كده !!
رد عبدالله بغموض:
– عشان مرات اخوكي دي ناصحة شوية … عارفة ازاي تسيطر على الراجل وتخليه يسمع كلامها
فاهمة تجيب اخوكي في صفها ازاي من اول شهر بينهم
بأمارة انها مسمحتش له أنه يخليها تخدم أمك
– أيوة بتعمل كده ازاي برضو
– قولتلك دي نصاحة و شطارة منها.. او ممكن نقول حركة صايعة منها.. في رجالة زي اخوكي كده هو في الأصل معندوش شخصية لحد ما بتيجي الست اللي بتوقفه عند حده وتسيطر هي عليه زي ما أمه كانت مسيطرة عليه…من الاخر جت اللي شبه أمه بالظبط…وهو عاجبه كده
زفرت حانقة بمرارة:
– وانا اللي كنت فاكرة عشان أمي اختارتهاله بنفسها هتبقى من ايديها دي لايديها دي .. كانت قريبة واحدة صاحبة ماما
– لأ طبعا كان تمثيل لحد ما تتمكن من اخوكي وتبعده عنكم وغير كده هي ساكتة عشان موضوع عدم الخلفة وهو ساكت عشان بيديها مقابل لكده انه بيساعد أهلها عشان ظروفهم صعبة
اومأت بحقد :
– على رأيك… بت مستفزة و صفرا كده… مبحبهاش ..والغريب أنه واضح أوي انها بتستغله ومش بتحبه
– ذكاء البنت وقوتها بيخليها قادرة تتعايش مع راجل مش بتحبه بس تسايسه وتاخد افضل ما عنده من غير ما تلغي شخصيتها
سمعا صوت جرس الباب يدق فنهض من مقعده قائلا:
– الجرس بيرن أما اشوف مين
– يمكن العيال هما تحت عند حماتي
فتح عبدالله الباب ليجد أمامه ثلاث رجال.. يعرف شخص منهم.. فهتف أحدهم :
– عبدالله
___________
دلف خلفها إلى غرفة تبديل الملابس ووقف بجانب الرف مستنداً عليه وملامح المكر و الغضب تلوح على وجهه هامسا :
-انا تعبت .. شوفيلي حل مش كده
ضحكت كاميليا :
– نمشيها بقى
نديم بصوت كسول وهو يمعن النظر في كاميليا التي تواجهه بنظرات شماتة واستمتاع:
-ماشي نيميها أي حاجة
اجابته كاميليا بسخرية:
– لأ دي طفلة مستيقظة مبتنامش
رد بغيظ :
– مش كفاية مطولتش حاجة في الخطوبة يا مفترية
ليردف بعدها بقهر :
– ولا طولت في الجواز حتى !
رفعت حاجبها هامسة بحدة :
– يا سلام … والبوسة اللي كانت في الشاليه !
ابتعد نديم عن الباب واقترب بضع خطوات وهو يتفرس في ملامحها الجميلة هامساً بزهق:
– مكنتش أم بوسة اللي خدتها
حذرته كاميليا قبل أن يفعل شيء أن دانا بالخارج تجلس على السرير
فزفر بضيق قائلا:
– هعدي على اختي اخد الواد اسر … يقعد مع دانا بقى
وقفت كاميليا أمام رف الملابس وهي تسأله :
-طيب ألبس ايه؟
تلعثم نديم وهو ينظر إليها بملامح راغبة شغوفة:
– أي بيجاما حلوة كده..
سألته بمكر :
– محترمة يعني؟
هز رأسه بنفي :
– لأ مش محترمة أوي يعني..نعدي اليومين دول بس.. لحد ما دانا تفك عننا الحصار
هزت كتفيها بدلال :
-قول لنفسك.. مش راحمني انت
ابتسم قائلا بتلاعب :
- أنتِ اللي بتحبي كده متنكريش
ضحكت كاميليا قائلة بصدق :
– بصراحة آه
اقترب منها غامزاً بعبث :
– شوفتي !
شهقت كاميليا بحذر :
– دانا بره والباب مفتوح ها
زفر بضيق:
– طيب هروح اجيب اسر بقى
______________
– ازيك يا عبدالله
رحب عبدالله بالرجل الكبير بالسن :
-اهلا يا عم سعيد..
نظر سعيد إلى الشاب الصغير بالسن قائلا بتردد:
– طبعا انت مستغرب احنا جايين مع بعض .. بس هو يعني
هتف الشاب فجأة بحدة :
– مراتك بتكلم علاء جارنا ومدخلة دنيا اختي في الحوار
صرخ بعروق نافرة:
– نعم؟؟ مراتي انا.. انت اتجننت ولا ايه
– وطو صوتكم يا جماعة عشان بس محدش يسمع … تسمح ندخل يا استاذ عبدالله
أخذ عبدالله نفس عميق كي يتحكم في أعصابه ولا يتهور :
– انت مش سامع بيقول ايه يا سعيد .. اتجنن ده ولا ايه
سعيد بأدب:
– طيب ندخل بس ونتكلم جوه بعقل احسن
سمح لهم بالدخول :
– اتفضلوا.. خير وياريت تقول الموضوع من غير الغاز
همس الشاب بنبرة ساخطة :
– دنيا اختي تبقى صاحبة مراتك.. معرفش ازاي صحاب وهي ضعف عمرها.. بس ما علينا … مراتك بقى مكلمة البيه علاء من تليفونها وعايزة تخلي اختي تكلمه كمان!
زفر عبدالله بعصبية:
– انت بتقول ايه يا عم انت.. مراتي تكلم علاء ده ازاي !
ما يمكن اختك هي اللي بتكلمه
مط شفتيه :
– اسأل مراتك … ده اللي اتقالي
تركهم عبدالله ودلف إلى غرفة زوجته ليمسكها من ذراعها بعنف يسألها بصرامة:
– سميحة… انتي مكلمة اللي اسمه علاء ده ؟؟؟؟ دنيا بتقول انك انتي اللي بتكلميه من تليفونها
نفت بقوة وهي تبلع ريقها بخوف :
– نعم ؟؟؟ علاء مين ده اللي أكلمه.. هو سايب اخته تكلم راجل وتلبسها فيا انا..
رمقها بنظرات غامضة :
– طب اطلعي قولي كده…
نهضت وخرجت معه لتهتف بهجوم:
– انت بتقول ايه يا عم انت … اختك هي اللي بتكلمه .. هي هتلبسني مصايبها ولا ايه !
رفع حاجبه بدهشة:
– وهي هتكدب يعني !!
أختي اعترفت انك انتي اللي بتكلميه
شهقت بغضب :
– لا بقولك ايه … شغل قلب الترابيزة ده مش عليا .. انا ست متجوزة اااه وبحب جوزي
رد الشاب بوعيد :
– ما هي لو طلع فعلا كلامها صح.. هقتلها ومش هخليها تروح المدرسة تاني وتبقى توريني بقى تطلع من البيت ازاي
زفر سعيد بضيق :
– أهدى يابني بقى… وانتي يا ست سميحة اهدي كده ده ممكن يرتكب جناية
مش للدرجة دي يابني اهدى
صاح الشاب بغضب :
– انت مش شايف بتقول ايه يا عم سعيد… بتقول اختي اللي بتكلمه !!
وانت عارف كويس اوي علاء ده يبقى مين… علاء ده واد صايع ومفيش واحدة إلا وكلمها ومقضيها … ده مش بيتكفي بكلام بس !
انا هروح اقتلها
ليجيبه الرجل بنبرة غامضة :
– تعرف تهدى كده وتسكت … مش يمكن اصلا كلام اختك صح والست سميحة هي اللي بتكلمه
صرخت به سميحة :
– انت بتقول ايه يا عم سعيد … انت جرا لعقلك ايه انت كمان … مين دي اللي تكلمه
التفت لها زوجها قائلا بتوجس:
– مش يمكن كلامه صح فعلا !!!!
رددت سميحة بذهول :
– عبدالله!!
ليهتف بوعيد خطير :
– تبقي طالق مني يا سميحة لو طلع انك فعلا كلمتي الواد ده فعلا
شهقت سميحة برعب :
– أنت بتقول ايه يا عبدالله
أمسكها من فكيها بعنف :
– اللي سمعتيه
قسما بالله تبقي طالق مني وما تباتي في البيت ده لحظة واحدة لو كان كلامهم صح !
وعرفت أن رقمك كلمه ولو مرة واحدة !
بينما صاح الشاب باندفاع:
– وانا لو عرفت أن اختي فعلا اللي مكالمه لاقتلها واموتها من الضرب
قاطعهم سعيد بنبرة حاسمة:
– أهدى انت وهو ولا انت تقتل وتضرب ولا انت تتطلق .. انتوا اللي يفصل بينكم الواد علاء… احنا نبعت نجيب علاء ونتأكد منه … اختك اللي كلمته ولا مراته
تركها عبدالله وهو يرمقها بغموض … فـ أطرقت رأسها بتنهيدة متوترة:
– وماله هاتوه وأسألوه
– وانا هتصل ب علاء يجي
______________
كانت تتحدث مع شقيقتها بالهاتف .. فقالت فاتن بعتاب :
– يا بنتي انتي عروسة مينفعش بنتك تفضل قاعدة معاكم كده .. اسمعي مني بس لازم حد ياخدها منكم و تقضوا كام يوم لوحدكم
ردت كاميليا بتبرير :
– والله نديم هو اللي رافض تمشي .. بيقولي مقدرش اشوفها بتعيط و زعلانة وهي مجرد ما حد يجيبلها سيرة انها تخرج بره البيت بتعيط و تزن
قالت فاتن بتوجس:
– هو مش غريب خوف دانا .. دي كانت موافقة انك تتجوزي و تسيبيها كام يوم
– مش عارفة ايه حصلها مكنتش خايفة كده
– طب ايه رأيك تقعدي معاها وتتكلمي كده يمكن في حاجة وهي خايفة
اومأت كاميليا بشك :
– هشوف كده
_______________
دخل إلى المطبخ وملامح المكر والاستمتاع تلوح على وجهه.. فهي تركته وذهبت إلى المطبخ لكي تحضر شيئاً للطفلين اسر ودانا !
كان يمعن النظر في كاميليا التي تعطيه ظهرها وهي تحضر لهم شيئا سريعا
كانت غافلة تماماً عن وجوده خلفها… فكان يرمقها بإعجاب
فقد كانت ترتدي بنطال ضيق … يعتليه.. سترة خفيفة قصيرة واسفله تيشرت ضيق بدون اكمام ، تاركة شعرها منسدلا بفوضى جذابة على ظهرها .. كان يمعن في كل انش من هيئتها المثيرة
وأثناء انشغالها حتى شعرت بيدين خشنتين مألوفتين يطوقان خصرها ويسحبانها نحوه.. فـ شهقت كاميليا بخضة … ليشير بأصبعه أمام فمها بتحذير :
– العيال هيفتكروا إني بتحرش بيكي كده
بلعت كاميليا ريقها بتحشرج قائلة:
– خضتني بجد
أنفاسه الساخنة تحاصرها..تهدد امان قلبها التي تتسارع خفقاته من قربه المهلك.. وجسده يحتك بجسدها الناعم..
لتضيف وهي تلتفت أمامه قائلة بتحذير:
– اسر ودانا قاعدين في الليفنج
همس بنبرة خشنة وهو يقترب منها :
– لا ما انا خلعت منهم وجيتلك وبعدين هما دلوقتي بيتفرجوا على ربانزل ومندمجين
ليردف بقهر :
– بقالنا 9 ايام متجوزين ومش طايل حاجة
ردت باعتراض:
– بوستني على فكرة كام مرة
رفع حاجبه باستنكار:
-و ياريت حتى البوسة بتكمل !
ليردف وهو يقترب منها أكثر هامساً أمام شفاهها بمكر :
– احنا نخليها تكمل دلوقتي
شهقت بنعومة..وما أن فغرت شفتيها قليلا حتى اجتاح فمها بفمه بدعوة قُبلة مثيرة.. قُبلة عميقة.. وكأنه يلتهم شفتها السفلى ثم ينتقل للعليا
وهي تتشبث بأكتافه بشغف لقبلاته النهمة والتي ازدادت وهي تصدر انيناً خافت … ليلفها بين ذراعيه
ثم وفي لمح البصر كانت كاميليا تجد نفسها قد رفعها من خصرها بحركة متعجلة …. ثم أجلسها على الطاولة الرخامية للمطبخ …
ابتعد قليلا فشهقت للهواء وهو يهمس أمام شفاهها المكتنزة بعبث :
– هو احنا هنعدي مرحلة البوس دي امتى؟
تنهدت بخجل … ليزيح سترتها .. فحاولت أن توقفه بارتباك ولكنه لم يعطيها فرصة .. واصل ازاحة السترة حتى نزعها تماما فوجدها ترتدي تيشرت بدون اكمام أسفله..ضيق وبالكاد يغطي بطنها..
لينحدر بفمه على طول رقبتها كي يقبل بشرة كتفها عدة قبلات مثيرة.. ويداه تسللت من أسفل ملابسها بجرأة.. وقبل أن يستكمل ما يفعله …
حتى سمع صوت بكاء خلفهم من بعيد.. فدفعته كاميليا بعيدا عنها قبل أن يقتربا منها الطفلين
لتسألهم بتوتر عن ما حدث .. فرد اسر بضيق :
– دانا بتقول أن ربانزل مش هتقص شعرها في اخر الفيلم.. وانا بقولها هتقصه وفضلت تعيط
صرخت به دانا بنبرة متحشرجة :
– لأ لأ مش هتقصه يا آسر… متقولش هتقصه
همست كاميليا ل آسر بهدوء :
– خلاص يا اسر متقولش هتقصه دي عشان هي بتزعل … اصل دانا مبتحبش المشهد ده ولما تيجي عند المشهد ده بتقفل الفيلم ومقتنعة انها مش هتقص شعرها
التفت لهم نديم بعد أن حاول تهدئة أنفاسه قليلا.. ليشتم اسر من بين انفاسه بغيظ فهو من تسبب بقدوم دانا إليهم :
– مش قالتلك مش هتقصه بتقاوح معاها ليه يابني !
صاح اسر بغيظ :
– يا خالو هي مش عارفة
همست كاميليا لآسر :
– لا يا اسر اسكت … دانا مبتحبش المشاهد الحزينة
رد الطفل باعتراض:
– بس هي ما…
أمسكه نديم من شعره قائلا بتهديد :
– عارفين انها اتنيلت … وحياة ابوك يا اسر لو قولتلها انها هتقص شعرها لاجيبك انا من شعرك اقصهولك
شهق اسر بخوف على شعره الطويل قليلا :
– لأ … خلاص مش هقولها تاني
تركه نديم لينزل إلى مستوى دانا قائلا بأسف :
– معلش يا دانا روحي اتفرجي على الفيلم ولو اسر ضايقك انتي انا اللي همشيه
هتفت بتوجس :
– يعني يعني ربانزل مش هتقص شعرها يا ديم ؟
مسح دموعها قائلا بهدوء :
– لأ خالص … بيضحك عليكي الواد اسر… يلا روحي كملي الفيلم بقى
ابتسمت دانا بسعادة قائلة:
– لا انت هتيجي معانا
هب نديم واقفاً يهتف بدون تصديق:
– انا ؟
همست الطفلة بشقاوة:
– أيوة وهنتفرج على لولو في ورطة
تهدلت ذراعاه بإحباط:
– والله ما حد واقع في ورطة غير نديم
لتنظر دانا إلى امها فتتفحصها بفضول شاهقة باستغراب :
– ايه ده انتي قلعتي الچاكيت ليه؟
احمر وجهها بشدة من الحرج.. فأجاب نديم بدلا عنها :
– مفيش اصل الجو كان حر شوية في المطبخ
تناولت سترتها قائلة بحزم طفولي مضحك:
– البسي الچاكيت يا مامي.. انتي مش قولتيلي مينفعش نقلع هدومنا قدام حد !
اومأت كاميليا بأدب.. بينما هو قطب جبينه بضيق قائلا :
– اه بس انا مش حد .. انا جوزها
ردت الطفلة بقوة :
– عيب
ارتدت كاميليا سترتها بينما هو سحق أسنانه بحدة هامسا لزوجته:
– انتي لازم تغيريلها وجهة النظر دي
ضحكت كاميليا وهي تنزل من على الطاولة قائلة لطفلتها بهدوء:
– تعالي يا دانا عايزاكي
_______
– انت يا بن الكلب انت بتكلم مين فيهم !
دفعهم علاء وهو ينظر إلى الرجل الكبير بالسن قائلا بتهديد :
– لا بقولكم ايه انا جاي بس عشان عم سعيد لكن قلة ادب وغلط من اولها امشي !
– انت بجح يلا
هتف سعيد بصوت عال:
– بس يابني انت وهو … سيبوه يقول بيكلم مين فيهم ونخلص
صمت علاء وهو يرمق الرجال بغموض ليهتف عبدالله فجأة :
– ما تنطق يابني ادم
نظر علاء تجاه سميحة التي تنظر له بنظرات متوترة مرعوبة .. ليهتف بهدوء:
– انا بصراحة…
…….
*************
°تقتكره علاء هيشهد على مين فيهم سميحة ولا دنيا؟؟
°تقتكره لما كاميليا تتكلم مع بنتها هتعترفلها باللي هند قالته؟؟
°كرهتوا دانا ولا لا؟
°تفتكروا سميحة غلطانة انها سمحت أن دنيا تكلم الولد من تليفونها؟
°ايه رأيكم في شخصية نديم؟
وايه رأيكم في شخصية كاميليا
نديم صعب عليكم ولا ايه ؟
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غرام العنقاء ) اسم الرواية