رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية غرام العنقاء الفصل السابع و العشرون 27
– انا بصراحة عمري ما كلمت مدام سميحة ولا اعرف رقمها أساساً
– انت متأكد من الكلام ده ؟
توهجت عينا علاء بغيظ:
– في ايه يا جماعة عيب لما تروحوا للراجل وتتهموا مراته بالباطل.. مراته ست محترمة ولا عمري كلمتها اصلا
تنهدت سميحة بهدوء وهي ترمق الرجل بنظرات امتنان
بينما عبدالله زفر براحة
ليهتف الشاب قائلا بتوجس :
– قصدك ايه … قصدك أن اختي بقى هي اللي بتكلمك ؟؟
رد علاء مدافعاً:
– مجرد كلام عادي … واحدة جارتني وبتسألني على خطيبتي عادي كانت عايزة تشوف صور خطيبتي بس مش اكتر .. وانا اصلا واحد خاطب هبص لواحدة عيلة في المدرسة ازاي !
ردت سميحة بغل بصوت كالهسيس من بين اسنانها المصطتكة:
– بقولك ايه يا علاء متحورش.. اخته كانت بتكلمك فعلا ومش بس كده دي كانت بتقابله كمان
أمسكه الشاب بقبضتا يديه تضيقان عليه بخناق صارخاً به بوعيد :
– انت بتقابل اختي يا *** انت مش هسيبك
حاول سعيد وعبدالله فض الشباك بينهم :
– في ايه يا عم انا مش جاي اتخانق مع حد
رفعت سميحة حاجبيها باستهزاء:
– بدل ما تمسك فيه روح شوف اختك
تخاذلت يد الشاب وهو يقول بنبرة خطيرة :
– انا هروح اكسر عضمها البت دي
لترد سميحة بنبرة شيطانية :
– ياريت ياخويا بدل ما تيجي تتهم الناس في بيوتها بالباطل تروح تتشطر على اختك وتربيها بدل ما ترمي بلاويها عليا
قاطعها علاء بغيظ:
– انتي بتقولي ايه يا ست انتي … الكلام ده محصلش يا جماعة مش للدرجة دي
زفر عبدالله بضيق :
– لا بقولكم ايه انتوا هتتخانقوا عندنا وتعملوا فضايح !
ليتركهم الشاب وهو يركض نحو الباب بسرعة قائلا بغضب :
– و ربنا ما انا سايبها
نظر سعيد إلى سميحة قائلا بعتاب :
– ليه يا مدام سميحة تقولي كده اخوها ده متهور مش معنى أن الراجل دافع عنك انك تهدمي حياة بنت
ردت ببرود :
– نعم ؟ اهدم حياة بنت .. وانا بيتي اللي كان هيتخرب بسببها ده ايه !
افرض جوزي كان صدق الكلام وعمل فيا حاجة… لا بقى تستاهل
زفر علاء بضيق :
– ماشي بس مكنش له لزوم انك تتبلي عليها وهي عمرها ما قابلتني اصلا .. ده كان مجرد كلام بينا وخلاص…
ابتسمت سميحة بخبث :
– تستاهل
رمقها بغيظ :
– يعني دي غلطتي اني جيت شهدت في حقك بالحق
صاحت سميحة بنبرة ساخرة:
– نعم ؟؟؟ شهدت بايه ؟ لا ياخويا متشكرين انت معملتش حاجة واللي قولته ده اللي حصل أن انا لا عمري كلمتك ولا رقمي جه عندك اصلا
لتضيف بطريقة غير مهذبة:
– ويلا اتفضلوا مع السلامة
رمقها عبدالله بحدة :
– سميحة عيب كده
وقبل أن تتحدث سميحة مرة أخرى .. هتف الرجل الكبير قائلا بضيق:
– انا هروح ألحق البنت إللي اخوها ممكن يعمل فيها حاجة دي
همس علاء بتوسل :
– ياريت يا عم سعيد
_________
جلست كاميليا مع طفلتها وحدهم .. لتتحدث معها بهدوء قائلة:
– بصي يا حبيبتي انا عايزة اتكلم معاكي شوية..
همست الطفلة برقة:
– اتفضلي يا كوكي
قبلتها كاميليا من وجنتها الممتلئة:
– يوغتي على الأدب
لتضيف بعدها بعتاب :
– انا عايزة افهم .. مش احنا كنا متفقين أن انتي تقعدي مع آنا صفاء
عضت على شتفيها الصغيرة بتردد:
– أيوة يا مامي
سألتها كاميليا بتوجس:
– ايه بقى اللي غير رأيك وبقيتي خايفة كده؟
اجابتها بخوف :
– اصل انتي ممكن تسيبيني
ضمتها كاميليا إلى صدرها بحنان :
– انا مقدرش اسيبك.. انا اسيب الدنيا كلها ولا اسيبك انتي
همست بتردد:
– اصل ..
ابتعدت قليلا عنها وهي تنظر إلى عيناها قائلة باستغراب :
– في ايه يا دانا مش احنا اتفقنا تحكيلي كل حاجة
همست الطفلة بصدق :
– طنط صاحبتك دي قالتلي انك هتسيبيني و ديم هياخدك
– مين طنط دي ؟؟
دانا بتذكر:
– اللي هي كانت لابسة Dress قصير كده.. انا نسيت اسمها
– طيب شكلها ايه
مطت شفتيها :
– مش فاكرة بس هي قالتلي ان انتي هتسيبيني
كاميليا باقتراح :
– طيب هوريلك صور الفرح وتقوليلي مين فيهم
اومأت الطفلة :
– Okay
نهضت كاميليا وطلبت من نديم صور الفرح من على الجهاز اللوحي الخاص به.. ليستعرض أمام طفلتها صور الفرح وفي أثناء التقليب ظهرت صورة لهند فـ أشارت عليها الطفلة بتأكيد:
– أيوة هي دي يا مامي اللي قالتلي انك هتسيبيني
شهقت كاميليا بغيظ :
– هند !
بينما هتف نديم بوعيد :
– يا بنت الكلب يا هند… بقى وصلت بيها تخوف طفلة… انا هوريها
______
أُقاتِلُ أَشواقي بِصَبري تَجَلُّداً
وَقَلبِيَ في قَيدِ الغَرامِ مُقَيَّدُإ
— عنترة بن شداد
صباح اليوم التالي
كانت تمشط شعرها أمام المرآة وارتدت قميص نوم باللون الأحمر وفوقه روب منسدل إحدى اكمامه من على كتفها…بينما تضع لمسات خفيفة جدا من المكياج على وجهها.. ليخرج من الحمام بعد أن أخذ حماماً ساخناً ليرتدي بنطال وتيشرت رياضي
اقترب منها حتى التصق بها, أحاطها بذراعيه.. وجمع شعرها على كتف واحد ليكشف عن كتفها الآخر الذي انزاح عنه طرف الروب.. ليطبع قبلات دافئة على كتفها.. وجانب عنقها.. هامساً:
– وحشتيني
حاولت التملص من بين ذراعيه بدلال أنثوي بينما هو ساعدها بالتخلي عن الخجل والتقارب أكثر .. وهو مستمر في توزيع قبلاته التي أصبحت أكثر نهماً..
دفعته بضعف وبالطبع لم يتزحزح فهمست :
– دانا
همس أمام شفتيها:
ـ هي فين؟
ردت بلوم:
– لسه فاكر تسأل عليها ؟
أحنى رأسه ليعاود تقبيلها, ولكنه توقف في منتصف المسافة خوفا من عدم استكمال ما يفعلاه كما كل مرة يحدث.. ليسأل بتوجس:
أحنى رأسه لتقبيلها مرة أخرى، لكنه توقف في منتصف المسافة خوفا من عدم إتمام ما يفعله، كما يحدث في كل مرة تقطع عليه لحظاته النادرة معها .. ليسألها باستغراب :
ـ لا بجد دانا فين مش سامع صوتها يعني ؟
هزت كتفها بشقاوة:
ـ كمال اخويا جه اخدها راحت عند ماما
ضمها بين ذراعيه هامسا بعبث :
ـ وسايباني كل ده ! .. بس دي ممكن تيجي فجأة
همست بتأكيد:
– متقلقش هي هتقعد عندها كام يوم انا اقنعتها خلاص
اقتربت ليستمر بتقبيلها مرة أخرى ورفعها بين ذراعيه فجأة ليمددها برفق فوق السرير .. لتهمس بخجل :
– نديم استنى !
ليهمس بشقاوة عابثة:
-هو من ناحية نديم استنى فهو استنى كتير بصراحة
لتستلقى على السرير وقد حاصرها نديم بقوة جسده مشرفا عليها .. شعرت بمشاعر جديدة تجتاحها بسبب نظراته الشغوفة بها ..
ليقترب نحوها وكأن قوة جذابة تربطهما ببعضهما .. شعرت بملمس شفتيه بقبلة شوق ناعمة ثم سرعان ما تحولت القبلة الناعمة الى اخرى قوية..شغوفة… بينما قلبها يدق بسرعة ولكنه لم يستعجل عليها بشيء فكان يعطيها مجالا لمبادلته قبلاته أو بالأحرى للتعود عليه وكسر حاجز من الخجل لها .. بسبب طريقته الرقيقة معها ومرعاته وانتظاره كل هذا الوقت..اندمجت معه و أحاطت رقبته بذراعيها .. وبدأت تبادله القبلة.. ثم تحولت قبلاته بجنون وشغف لتنحدر قبلاته على طول رقبتها ليتورد وجهها ويزداد تنفسها.. أما يديه فكانتا تتجرأ وتزيح ملابسها التي تشكل عائقا بينه وبينها…
همهمت بأنين ويداه وشفتيه تتجرأ لتغمض عينيها … ليمتلكها..
لم تكن مرتها الاولى بالفعل … ولكنه تعامل معها بكل رقة وكأنها المرة الأولى لها … لتشعر لاول مرة في نفسها وكأنها انثى حقيقية بين يدي رجل حقيقي.
_______
بعد مرور عدة أيام
كانت تجلس مع حفيدتها وهي تشاهد صور ابنتها مع زوجها في (باريس)
فهم سافروا ليقضيا اسبوع فقط وحدهم..
لتسأل صفاء الطفلة بتوجس :
-زعلانة ان مامتك اتجوزت يا دانا؟
رفعت دانا نظراتها لجدتها قائلة بابتسامة بريئة :
-لا يا آنا.. انا فرحانة أن مامي فرحانة..لأن مامي كانت بتعيط كتير وانا مكنتش بحب اشوفها بتعيط… بس ديم بيخليها فرحانة
ابتسمت صفاء وهي تضم الطفلة إلى صدرها :
– ربنا يفرحها يا حبيبتي
-وكمان هي قالتلي انها هتاخدني تاني وهعيش معاهم على طول
اومأت بصدق :
– طبعا يا حبيبتي هي متقدرش تسيبك ولا تستغنى عنك
__________
أنتِ تستحقين الوعد وتحقق الوعود لكِ
أنت تستحقين العوض الذي يأتي إليك بعد انتظار بمفردك ،
لا شيء ، لا أحد ، يستحق السهر طوال الليل وأنتِ تواجهي احتمالات قدومه أم لا..
الرجل الحقيقي هو الوحيد الذي يمنحك اليقين وليس الشك..
الرجل الحقيقي هو الذي يأتي منه الكلمة الصادقة، والفعل الصادق
أما الذين يتحملون الحيل والنفاق للوصول إلى اهدافهم ومصالحهم الشخصية، فإنهم لا يمتلكون شيئاً من صفات الرجولة.
اقتربت على أطراف أصابعها..ألقت نظرة على نفسها امام المرآة..الشورت الحريري القصير الذي ترتديه وبلوزتها الحريرية الخفيفة باللون الاحمر المفضل لديها بفتحة صدر واسعة وحمالات رقيقة،
أرجعت شعرها للوراء واقتربت منه بخفة.. تأملته وهو نائم على ظهره باسترخاء.. أمام السرير بجناح الفندق الذي حجزه نديم لهم , فكان أمامهم نافذة شفافة كبيرة بحجم الحائط.. تطل على شوارع باريس بمنظر خلاب راقي, ساحر يفصلك عن العالم كله
الزجاج من الداخل يجعلك ترى الشوارع الخلابة امامك ولكن من بالخارج لا يستطيع أن يراك
ابتسمت ويدها تلامس خصلات شعره الناعمة.. واقتربت منه تريد أن تقبله ولكنها مترددة, والخجل يسيطر عليها، خاصة أنه نائما بدون تيشرت من الاعلى, فقط مغطى بغطاء ابيض ناعم ..فـ العشرة أيام الذي ادبتهم بها طفلتها وجلست معهم كانت بسببها تريد أن تلمسه تقبله !
ولكن كل شيء كان بصعوبة عليهم
وهو الآن أمامها وحدهم
أصبحت تشعر بمشاعر مختلفة عليها تماماً.. هو اثبت لها أنه يحبها بحق.. لا يوجد رجل اساسا يتحمل أطفاله… و دانا ليست ابنته ورغم ذلك تحملها
تذكرت أنه وقف بجانبها كثيراً…أنقذها عدت مرة
لم يتركها وحيدة ابدا
كانت تقاوم مشاعر قلبها وتغلق عليه بشدة
لا تريد تكرار تلك التجربة مرة أخرى
لا تريد وجع لقلبها مرة ثانية
ولكن هو يجعلها ترى اشياء جديدة عليها
تململ فجأة ليتقلب على معدته, بينما هي كانت تمسد شعره ليسحبها فتسقط على الفراش بجانبه
صاحت بمفاجأة :
– انت صحيت
قبلها على وجنتها الناعمة برقة هامسا وهو ينظر إلى ملابسها الجميلة:
– بتحبي اللون الاحمر صح؟
– جدا … اكتر لون بحبه
ابتسم بتلقائية هامسا:
– انا حبيته عليكِ أصلا
ابتسمت بسعادة, ليسألها بعدها بفضول وهو ينظر إليها بجانب وجهه :
– وبتحبي ايه تاني؟
– بحب وردة الكاميليا… انا اسمي على اسم زهرة..
– جبتيها قبل كده؟
ردت بنبرة متأثرة :
-لا هي الزهرة مش موجودة في مصر .. دورت عليها بس اكتشفت أن الموضوع صعب.. ومعرفتيش اجيبها
– أنتِ لوحدك وردة أصلا
– ربنا يخليك ليّ..
لتردف قائلة بتذكر وهي تنظر أمامها من النافذة الكبيرة الشفافة:
-اه صحيح ده الفطار ميعاده قرب..وكنت جاية اصحيك
ابتسم بنعاس مصطنع ليذيب قلبها قائلا:
-هاتي بوسة وانا اقوم حالا
ربتت على ذقنه الخشنة الجذابة، لتقترب منه ويداها تلمس ظهره العاري وهي تقبله على خده بقبلة سريعة، بينما هو عاد إلى نومته مرة أخرى وهو ينظر أمامه قائلا بكسل:
– مش دي اللي انا طلبتها على فكرة
ضحكت بخجل وهي تقترب منه مرة أخرى بجرأة وتقبله بسرعة خاطفة على شفتيه
لتهرب بسرعة وهي تسند بيديها و وجهها بنعومة على ظهره لثوان، وهمست بعدها بتذكر :
– ايه مش هتقوم عشان الفطار؟
ضحك فأمسك يدها بين يديه مقبلا أصابعها:
– فطار ايه بس !
حاولت أن تنهض من على ظهره.. فقام بجذبها إليه وهو يلتفت لها دافناً شفتيه في عنقها :
-أنتِ أكلي وفطاري وغدايا والحلو بتاعي
تملصت منه ضاحكة بدلال وهي تحاول الابتعاد وهي تقول:
– لأ هنفطر الاول مع بعض
هز رأسه بنفي وبقوة مسيطرة جذبها إليه مرة أخرى.. لتهمس بيأس :
– هيضيع علينا الفطار
ليمطر رقبتها بقبلات وكأنه يتذوق بشرتها الناعمة.. هامساً بنبرة خشنة :
– ما يضيع الفطار … اللحظة دي مش هتتكرر في مصر خدي بالك !
فاغمضت عينيها باستمتاع فضحكت صائحة:
– نديم لأ
ابتسم واحدى يديه تتجول بجنون فوق ملابسها بجرأة :
– نعوض في الغدا بقى
فاستسلمت لطلبه بدون اعتراض .. لـينتقل بعدها بشفاهه الضاغطة على رقبتها صعودا إلى شفتيها .. بينما هي كانت تتمسك برقبته تجذبه إليها بتلقائية حتى تقربه منها اكثر وتتيح له تقبيلها اعمق.. وهي تختبر معه مشاعر مختلفة..
صحيح أن فاتهم وجبة الإفطار ولكنه عوضها بوجبة الغداء والعشاء بالخارج بجولة في باريس
__________
في فيلا منصور
كانت تجلس مع ابنتها وهي تقص عليها ما قاله لها نديم عن هند وبسبب استعجاله بالسفر لم يستطع أن يتخذ إجراء سريع نحوها ولكنه حذر شقيقته منها لتقص على والده
همست منى باحتقار:
– معقول هند هي اللي كانت ورا قعدة دانا معاهم في البيت و رعبت البنت
اومأت سارة فنديم كان أخبرها بالهاتف :
– اه يا ماما تخيلي
همست امها بتوجس :
– لا يا سارة انا فعلا مش مرتاحة للبنت دي انا لازم اروح الشركة في اليوم اللي ابوكي يكون رايح فيه وأشوف البنت هند مالها
صاحت سارة بعدم تصديق :
– يا ماما انتي بتشكي في بابا معقول
هزت رأسها بنفي :
– لا مش بشك فيه بس شاكة فيها
_______________
بعد مرور أيام…
كانت ترتدي فستان باللون البيچ الداكن بحمالات رفيعة، طويل ولكنه ملتصق بجسدها ضيق
فهو فستان للمنزل فقط
وهي تتذكر كل الايام السعيدة التي مرت عليها معه،
انتهى بها الأمر إلى اللجوء إلى هاتفها في حالة مزاجية وصلت إلى ذروة السعادة
لتشغيل إحدى الأغاني التي تحبها ولكي يكون الصوت مرتفعًا في الغرفة ربطت الهاتف بشاشة التلفاز الكبيرة بأغنية الورد البلدي لـ أصالة
“لما يهل الورد البلدي كل الورد يخاف
بالعربي اللي مشافش العربي يبقى لا عاش ولا شاف
إبن بلادي يا مالك قلبي يا محلي الأيام
وشهامتك تتكلم عنك مش محتاجة كلام
دخل نديم الغرفة، مخبئًا خلف ظهره باقة من الزهور البيضاء، ليجدها تمتزج بسماع تلك الأغنية وهي تنظر إلى المنظر الساحر أمامها من النافذة الكبيرة وتتجول في المكان بانسجام مع صوت الأغنية..
ليناولها باقة الورود ، تفاجأت بها، فهي الزهرة التي بحثت عنها كثيرًا، زهرة الكاميليا النادرة.
نديم احضرها إليها
فارتفعت إلى أطراف قدميها وهي تضع يدها خلف رقبته لتجذبه إليها وتقبّله من خده.
“الله، غيرتك علي حياة إحساس جميل عايشاه
من غير حبيبي أنا هلقى الأمان وياه
طب لما يهل الورد البلدي كل الورد يخاف
بالعربي اللي مشافش العربي يبقى لا عاش ولا شاف
خوفك طول الوقت عليا بيطمني كثير
وناهيك عن طبع الحنية بفرح لما تغير
الأصل الطيب يا حبيبى باين من العنوان
حقك طبعا تدخل قلبي من غير إستئذان”
أمسك بيدها وأدارها دورة سريعة ، ثم شدها مرة أخرى وقبلها من شفتيها الناعمة.
لتضحك كاميليا بسعادة بالغة وهي تسأله بذهول :
– انت لقيتها ازاي؟
-طلع هي اصلها فرنسي وموجودة في اسيا عموما.. دورت عليها طول الايام اللي فاتت كتير لحد ما لقيتها موجودة في مكان معين
همست بمفاجأة :
– دي اكتر حاجة كنت هموت عليها من سنين
– مبسوطة؟
اومأت بسعادة حقيقية :
– مبسوطة بيها اوي…شكرا بجد يا احلى نديم في الدنيا…فرحانة اوي بيها
– وكمان جبتلك الزرعة بتاعتها عشان تاخديها معاكي مصر وتعتني بيها لحد ما تكبر
شهقت بمفاجأة من أفكاره الرائعة:
– انت مفيش زيك يا نديم بجد
_______________
منذ عودتهم من باريس … حتى أخذ دانا من منزل امها ورجعت تعيش معهم
صحيح أن دانا أصبحت لطيفة قليلا عن قبل .. خاصة بعد أن جلب لها نديم مربية تساعد كاميليا بطفلتها وسيدة تساعدها بتحضير الطعام..
رجع نديم من عمله وبيده دانا فاستقبلتهم كاميليا وهي تقبل طفلتها من وجنتها واقتربت من نديم لترتفع على أطراف قدميها وهي تقبله من وجنته فالتفت بوجهه لتقع القبلة على شفتيه فشهقت بخجل ليهمس نديم بعبث:
– ما انتي مش بتبوسي بنتك بقى
لكزته على ذراعه بحرج ليكتم ضحكته وهو ينظر إلى دانا فوجدها منشغلة بحقيبتها وبعدها أتت المربية وهي تأخذها لتساعدها بتغيير ملابسها للاستعداد لوجبة الغداء
لتسأله كاميليا بعدها بتذكر :
– اه صحيح انتوا اتأخرتوا كده ليه ؟
رد نديم :
– اصل روحت نقلتلها من النادي اللي كانت فيه لنادي تاني قريب من البيت هنا
هزت رأسها بنفي :
– لأ طبعا اكيد اي نادي قريب من هنا هيبقى اشتراكه غالي اوي ومش هقدر عليه
قال من بين أسنانه :
– كاميليا.. مين قالك انك هتدفعي حاجة اصلا !
انا اللي مسؤول عن كل حاجة تخصك وتخص دانا
زمجرت قائلة :
– لا طبعا انت مش مجبر ولا مكلف تعمل كده اصلا وانا مش هرضى بكده يا نديم
صاح بإصرار:
– دانا مسؤولة مني كأنها بنتي
صاحت كاميليا بعصبية :
– لأ هي مش بنتك… مش بنتك عشان تكون مجبر تصرف عليها
زفر نديم هاتفاً بتحذير :
– كاميليا.. بلاش تقولي كلام يضايق
هزت رأسها بلا مبالاة قائلة بجمود :
– دي الحقيقة انت مش باباها عشان تصرف عليها وبعدين احنا عندنا رجالة بتغير من عياله اللي مخلفهم لو لقي مراته مهتمة بيهم عنه.. انت بقى هتتحمل طفلة مش بنتك وكمان تصرف عليها !
اومال انا هكمل في شغلي ليه عشانها
قاطعها نديم بتبرير:
– لا يا كاميليا انا وافقت تكملي في شغلك عشان انتي حابة يكون ليكي كارير ونجاح وتضمني مستقبلك … لكن ده مش معناه خالص انك هتصرفي ولو جنيه واحد عليكي ولا على دانا
رمقته بنظرة متحدية:
– نديم … مش هينفع قولتلك
رمقها بضيق قائلا بصرامة :
-هينفع يا كاميليا مش بمزاجك
قاطع كلامهم الناري.. دخول المربية وخلفها دانا قائلة بتنبيه :
– نديم بيه انا غيرت ل دانا وهي عايزة تاكل…ابلغ “كريمة” هتاكلوا دلوقتي ؟
هز كتفيه بضيق :
– انا مش جعان
شعرت كاميليا بأنها تسرعت وضايقته فهمست برقة:
– نديم.. انت زعلت ؟
تجاهلها وهو ينظر إلى دانا :
– خلاص يا كاميليا .. مفيش حاجة اقعدي مع بنتك
همست كاميليا بنفي:
– لا طبعا دانا مش هترضى تاكل من غيرك
لتضيف بدلال :
– ولا انا أقدر برضو
رد برسمية:
– خلاص هقعد عشان دانا متاخدش بالها
هناك شخص يجعلك تشعر بالقرب منه.
إنك أفضل .. إنك أقوى ..
إنك الأجمل..أنك الأفضل!
يجب الحرص على عدم الإفراط فيه
فهذا لا يتكرر عادة!
____________
في اليوم التالي
في الشركة
كانت تجلس معه في مكتبه … لتهمس بحرج :
– نديم متزعلش بجد انا مقصدش.. انا بس كنت حاسة انك بتعمل حاجات كتير مش مطلوبة منك وحاسة أنك مش المفروض توافق على كل ده
زفر نديم بانزعاج :
– وهو انا كنت اشتكيتلك ؟
كاميليا انا فعلاً بحب دانا ومش عارف ليه بحس اني مسؤول عنها مش هقولك اعتبريني ابوها لأن باباها عايش
هزت رأسها قائلة بصدق :
– لا يا نديم … انت فعلا كأنك ابوها… ابوها اللي عايش ده مجرد اب بالاسم
همس بنبرة حاسمة :
– كاميليا انا فعلا بخاف على دانا وعليكي ومن يوم ما اتجوزتك وانتوا مسؤولين مني وهتفضلوا كده
تمتمت بأسف :
– انا اسفة
رمقها بغيظ:
– وبالنسبة للكلام السخيف اللي قولتيه امبارح ده؟
هزت كتفيها بدلال:
– اعتبر ولا كأنك سمعته اصلا !
لتضيف برقة وهي تجلس بالقرب منه على الأريكة التي بالمكتب :
– وحشتني على فكرة
ابتسم قائلا:
– وانتي كمان وحشتيني اوي يا كراميلا .. مش عارف اتلم عليكي في البيت براحتي
قهقهت قائلة:
– لا متنكرش انها بقت تسيبنا اكتر من الاول
قطب جبينه بعبس:
– اه بس مش زي ما كنا في باريس
– اهو احسن من مفيش
هز رأسه بضيق :
– اه والله كانوا ايام صعبة اوي بس الحمدلله دانا هديت علينا شوية
ردت بخجل :
– اكيد ماكنتش مبسوط عشان بنتي كانت بتضايقك
اقترب مقبلاً شفتيها هامساً :
– ماكنتش هبقى مبسوط فعلاً لو متجوز واحدة غيرك
شعرت بالسعادة ممزوجة بالخجل لتهمس بحرج:
– نديم احنا في المكتب
هتف بتذكر وهو ينهض من مكانه ويسحبها من يدها :
– آاه صحيح… تعالي ورايا طيب
نهضت من جواره وذهبت وراءه باتجاه باب ابيض اللون موجود في جانب الغرفة .. تنفست بعمق وهي تتبعه بينما لا تزال لا تفهم ما ينوي أن يفعله.
فتح الباب فوجدت مرحاضاً في وجهها.. أيريدها ان تذهب إلى الحمام؟!
هسمت حيرة واعتراض :
– نديم انا مش عايزة ادخل الحمام اصلا
فإستدار ينظر لها وضحك بتلاعب قائلا:
– انا قولت نبقى براحتنا بقى عشان لو فريدة دخلت فجأة ولا حاجة لو في حاجة مستعجلة
قالت بذهول :
– لا متهزرش انت ايه حكايتك مع الحمام!
فمنحها ابتسامة عابثة :
– اهو امان اكتر من حمام البيت … بلاقي دانا نطت لينا فجأة تدور علينا
يا إلهي .. لقد فقد عقله .. في الحمام ! حمام المكتب !
همس بنبرة لطيفة مثيرة:
– تعالي يا كراميلا
جذبها من يدها سريعا ليدفعها إلى الداخل أمامه ثم اغلق الباب خلفه وقبل أن تلتقط أنفاسها دفعها بقوة لتستند بظهرها على الجدار البارد ويداه تلمسها بشغف وجرأة.. ومن ثم يقبلها برقة سرعان ما تحولت إلى قوة وجنون، فوضع يده الأخرى خلف ظهرها وهو يجذبها بإتجاهه أكثر
ليدفن وجهه في عنقها يقبلها .. بينما هي لم تعد تشعر بنفسها وهي تتشبث بذراعيه القويين.. وتبادله قبلاته بكل شغف
بعد لحظات وسمعا صوتاً ينادي من الخارج.
– مستر نديم.. مستر نديم حضرتك فين
شهقت كاميليا عندما ابتعد عنها ليطبق براحة يده على فمها سريعا بهدوء هامساً:
– اهدي
نادت سكرتيرته مجدداً .. فشتم بداخله ثم أجابها :
– أيوة في الحمام وطالع يا فريدة
لتسأل الفتاة بفضول:
– هي باشمهندسة كاميليا فين ؟ مش كانت هنا
أمرها بتسلط:
– فريدة اطلعي وملكيش دعوة
تمتمت فريدة باستغراب فهي كانت هنا فعلا… اين اختفت؟
فخرجت من المكتب
لكزته كاميليا بحنق:
– ينفع كده كسفتها
تأوه بضحك :
– انا هلاقيها من فريدة ولا دانا طيب !
ضحكت كاميليا:
– انت اللي بتختار الاماكن الغلط
_________________
كانت فريدة تحدث نفسها باستغراب عن اين اختفت كاميليا لتجد من يسألها فجأة بنبرة ساخرة:
– بتكلمي نفسك !
شهقت وهي تجد أمامها فراس لتهمس بغيظ :
– وانت مالك
رفع حاجبه بدهشة:
– الله لقيتك بتكلمي نفسك اتخضيت
رمقته بسخرية :
– لا سلامتك
– عرفت انك كنتي مخطوبة ..
مفكرتيش ترجعي له؟
هز رأسها بنفي:
– لا طبعا دي صفحة واتقفلت ومستحيل ارجعلها
سألها بتوجس:
– طب مش ناوية تفتحي صفحة جديدة؟
– قصدك ايه ؟
سألها بتردد :
– يعني مفكرتيش ترتبطي او تتخطبي بعد كده
ردت بتسرع:
– لا طبعا
لتردف بتبرير :
-او لسه مجاش الشخص اللي يخليني اوافق
_____
ذهبت منى إلى الشركة في هذا اليوم بالتحديد فهو اليوم الذي سيذهب به زوجها إلى الشركة.. سألت عن مكانه وعرفت انه بالمكتب الاحتياطي الذي يتابع به بعض الأعمال.. لتجد هند مقتربة من زوجها وهي تهمس له بشيء ما وبعدها ابتعد عنها قائلة بعتاب :
– ايه يا هند اللي بتقوليه ده… انتي زي نديم وسارة
هزت هند رأسها قائلة بدلال :
– لا يا منصور بيه انا مش زيهم وبصراحة كده انا معجبة بحضرتك من زمان وكنت
دلفت منى المكتب باقتحام فجأة قائلة بصراخ :
– معجبة بمين يا حبيبتي… انا كنت شاكة فيكي من الاول اصلا
اتسعت أعينهم بدهشة ليهمس منصور بأمر:
– منى عيب كده وطي صوتك احنا في شركة
صاحت منى بغيظ :
– اوطي صوتي ازاي وفي واحدة حرباية بتلف عليك عايزة تخطفك مني
_________
دخلت منى بشجار عنيف مع هند وفضحتها وحاول نديم فض الشجار بينهم ومنى مصممة بعناد أن تلك الفتاة تترك الشركة والا ستترك المنزل وتغادر … فقرر نديم فعل شيء كان ينوي فعله بها من قبل ولكن هي فضحت نفسها وتسببت بمشكلة بين والده و زوجته … ومنى مصممة أن تترك المنزل لو لم تترك تلك الافعى الشركة
فهمس نديم لوالده :
– حاول تصالحها لحد ما اتصرف انا … اوعى تسيبها تمشي وتسيب البيت
رد والده برجاء :
– ياريت .. انا والله اتفاجئت يا نديم
خرجت كاميليا خلفه لتوقفه قائلة بتحذير :
– استنى … اجي معاك ولا ممكن تحاول تخطفك مني انت كمان !
ابتسم نديم بشقاوة :
– لا انا محدش يقدر يخطفني منك … وحتى لو حاولت
ليهمس بجانب أذنها بنبرة حاسمة :
-محدش يملى عيني غير كراميلا بتاعتي انا
بادلته كاميليا اروع ابتسامة … لولا الموقف الشاحن مع والده و زوجته لكانت اعترفت له بكل كلمات الحب
ليسألها بتوجس:
– بس دي غيرة ولا ايه ؟؟
شهقت بحرج:
– ها… لا لا طبعا اغير ايه من هند..انا عارفة انك مش بتطيقها
ابتسم نديم بعدم تصديق لتهرب كاميليا من أمامه .. لـ تجلس بجانب السيدة منى وهي تحاول تهدئتها وصلح الموقف
___________
دلف نديم إلى المكتب الذي تعمله به هند ليطلب من زملائها الخروج وتركهم وحدهم
فهتف نديم بنرة ساخطة:
ـ أنتي ايه؟؟… حرباية وقولنا ربنا يصبرها على ما بلاها، ز وصلت بيكي الحقارة انك تخوفي طفلة وتفهميها ان امها هتسيبها وقولت استنى لما ارجعلك وأشوف صرفة ومبرر للي هببتيه !
لكن تتمادي بقرفك وتحاولي تخطفي ابويا من مراته!
تحشرج صوتها بخوف :
-يا مستر نديم اسمعني..انا هفهمك كل حاجة
قاطعها نديم بصرامة:
-انا مش عايزك تبرريلي حاجة..انا عرفتك على حقيقتك خلاص واهلي والكل فهموكي..انتي اللي لازم تعرفي أن انا هنا مش بشغل واحدة خطافة رجالة وبتتمرقع وانتي واخدة المرقعة بشهادة وختم ماشاء الله
دمعت عيناها قائلة بندم :
– مستر نديم.. انا والله ما كان قصدي…
توهجت عينا نديم بإستحقار:
– مش بس كده ده انتي طالعة الاولى بجدارة فيهم ..مع أن طول عمر اللي في الشركة دي ناس محترمة..واللي بيفكر في اي حاجة تانية زيك كده مالوش مكان فيها.. وبمشيه..واظن انتي عارفة كده كويس اوي
همست هند بنبرة متحشرجة من البكاء:
– يعني ايه ؟؟؟
ضرب بقبضته على المكتب بقوة :
– يعني تصفي حساباتك معانا وتمشي من هنا ومشوفش وش امك في الشركة تاني
مسحت عيناها المبتلتان بالدموع وهي تهز رأسها بعدم تصديق:
– لا يا مستر نديم … والله انا مكنش قصدي
صرخ بها بعنف :
– سمعتي انا قولت ايه !!!
ارجع كمان شوية ما الاقيكيش
لتنهار هند من البكاء وهي ترى نتيجة طمعها و نيتها السوداء ومعظم موظفين الشركة سعداء بهذا الخبر…حتى محمود زميلها وصديقها…أصبح يستحقرها ولم يقف بجانبها أحد
__________
الثقة تستغرق لبنائها سنوات، ثوان لهدمها، وعمر لاصلاحها
رن هاتفها لتجد رقم تعرفه … فلم ترد اول مرتين ولكنه اتصل للمرة الثالثة.. لترد سميحة قائلة وكأنها لا تعرفه :
– مين ؟
مط شفتيه :
– لا ما تقوليش انك مسحتي رقمي من عندك .. متنسيش انك انتي اللي اتصلتي عليا يومها ولا نسيتي ؟
همست بتردد:
– علاء
أومأ بنبرة ساخرة :
– أيوة علاء.. علاء اللي انتي طفشتي البنت اللي بيكلمها وخربتي الدنيا
– بنت ايه انا مش فاهمة حاجة
توهجت عينا علاء بغيظ:
– دنيا .. بسببك اخوها خلاها متروحش المدرسة تاني… واخد منها موبايلها
رفعت حاجبها باستهزاء:
– تستاهل عشان هي قليلة الادب وكدابة
صاح باندفاع:
– دنيا مش قليلة الادب ومتقوليش عنها كده..ولو على الكدب ف انتي زيها ويمكن اكتر
زفرت سميحة بضيق:
– انت عايز مني ايه دلوقتي ؟؟؟ مينفعش اتكلم معاك عشان انا ست متجوزة
همس بنبرة شيطانية :
– بفكرك … قولت افكرك بالمكالمة الحلوة اللي كانت بينا اللي اتصلتي بيا واتحايلتي عليا فيه والنبي يا علاء ما تجيب سيرتي في الموضوع ولا تقول إن رقمي كلمك قبل كده على الواتس ولا تقول عني حاجة .. ده جوزي حالف عليا طلاق .. وتتحايلي عليا مجيبش سيرتك في الموضوع..
ليردف بنبرة ساخطة:
– مع أنك غبية اصلا .. انا اصلا مكنتش هجيب سيرتك ولا هقول عنك حاجة.. لاني مش متعود اخرب بيت واحدة متجوزة ومعاها ٣ عيال…
اتسعت عيناها بذهول:
– يعني انت مكنتش هتقول عني حاجة وقتها !
قهقه ضاحكا باستمتاع:
– لا طبعا وكنت حابب في نفس الوقت اطلع صورة دنيا كويسة شوية بس انتي بغباءك ضيعتي كل حاجة مقابل انك تطلعي الملاك !
اللعنة على غباءها
تلعثمت بخوف:
– انا.. انا كنت خايفة تقول إن دنيا كلمتك من رقمي على الواتس تاخد الصور
رفع حاجبه متذكرا قائلا بخبث :
– اه لما قالتلي ابعت الصور يا حبيبي.. متقلقيش المحادثة دي عندي وفيها شوية كلام حلوين بيني وبينها بس طبعا مش باين مين اللي متكلم
ردت وعيناها تتوسعان برعب:
– انت … انت عايز توصل لايه ؟
همس بغيظ:
– توصليني بدنيا تاني
ردت ببرود:
– دنيا ايه ما خلاص … اهلها قطعوا عنها ماية ونور … اخوها خد منها التليفون وحرمها تطلع من البيت تاني
هز كتفيه ببساطة:
– خلاص بلاش دنيا … يبقى انتي بقى بدالها
صرخت به بغضب:
– انت فاكرني **** زيها ولا ايه ! لا اسمع أما اقولك .. انا ست متجوزة ومحترمة ااه… شغل قلة الادب والصياعة بتاعتك دي مش عليا انا… سلام
قاطعها بتهديد خطير :
– لو قفلتي هتصل على جوزك اقوله واسمعه نص المكالمة وانتي بتتحايلي عليا فيها اني ماجيبش سيرتك ولا تحبي اقوله ان رقمي كان عندك
صاحت بعصبية :
– أنت حيوان يلا… ما تروح تشوف واحدة **** من اللي تعرفهم
ضحك قائلا بتلاعب :
– مستعجلة ليه ؟ ما انتي هتبقي زيهم ياختي
– انت عيل واطي .. ده انا اكبر منك ب ١٠ سنين او اكتر يا ابن الكلب انت
زفر ضاحكا :
– مبيفرقش معايا وحياتك
صاحت برعب :
– ده انا متجوزة!!! متجوزة انت بتقول ايه
برر لها بوقاحة:
– نص اللي عرفتهم متجوزين وعادي مبسوطين ولا حد عرف
ردت بوقاحة :
– انت حقير يوالله… ما تروح تشوف خطيبتك ولا هي مش زيهم
زفر بغيظ:
– لا خطيبتي حاجة تانية … وبعدين انا عايزك انتي دلوقتي … يا انتي يا دنيا
صرخت بعصبية :
– انا مالي انا ب دنيا دي … دنيا خلاص حياتها اتدمرت بسببك
صحح لها بنبرة كفحيح الأفعى:
– لا بسببك انتي… وانتي اللي هتصلحي الدنيا…
ولو حاولتي تعمليلي Block ولا تلعبي من ورايا … وحياة امك لاقلبها عليكي واكلم جوزك واهله وجيرانه واعمل جروب ليهم وابعتلهم فيه المكالمة والمحادثة و شوفي بقى هيصدقوا حكاية انك بتخوني جوزك اكتر من حكاية دنيا..
هزت رأسها برعب ونبرة صوتها تحولت إلى الضعف:
– لا لا انت مش هتعمل فيا كده يابن الكلب … ليييه كده ليه كده منك لله… عايز تفضحني
ابتسم بجمود :
-هقفل دلوقتي واسيبك وبكرة هتصل بيكي ونتقابل… تحبي نتقابل فين ؟؟ عندي ولا عندك
تساقطت دموع عيناها وهي تردد بهستيرية :
– انت قذر والله غور في داهية… منك لله
مط شفتيه قائلا بنبرة شيطانية:
– هسيبك دلوقتي تهدي وبكرة هكلمك أو يمكن اجيلك لو مرديتيش عليا… او تبقي شاطرة وتجيلي انتي نتقابل في مكان تبعي.. وخدي بالك هي مرة وهتعدي وخلاص … الا بقى لو عايزاني امسكك من ايدك اللي بتوجعك… سلام
اغلق الهاتف بوجهها لتلطم سميحة على وجهها برعب شديد تردد بعدم تصديق:
– أعمل ايه يارب ده واد صايع وممكن يتبلى عليا ويفضحني … يلهوي عبدالله هيطلقني… وهتفضح … لاااا يارب والنبي ياااارب انجدني… هروح في داهية
______________
لأن حُزن النساء عميق وجرحهن غائر، فالرجل الذي أسعد امرأة ؛ فعل شيئاً عظيماً، كأنما قتل كل الحزن في هذا العالم.
دعاها زوجها بصوت عال؛ بينما هي تساعد طفلتها بتغيير ملابسها للذهاب إلى الحضانة
همست كاميليا لطفلتها :
– نديم بينادي عليا
ردت دانا بتفكير:
– تلاقيه نسي حاجة .. هو ديم كل شوية ينسى حاجته بره الحمام
– معلش يا حبيبتي هشوفه واجيلك
عقدت ذراعيها وهي نائمة على الفراش :
– لا انتي بتتأخري .. هاتي الموبايل اتفرج على (لولو في ورطة)
زفرت كاميليا بغيظ:
– لولو ايه بس انتي رايحة الحضانة
رمقتها الطفلة بتصميم لتنظر إلى المربية قائلة:
– شيماء معلش كملي لبسها واوعي تنام منك
– حاضر متقلقيش حضرتك
دخلت إلى الغرفة وما أن سمع صوت الباب يفتح؛ حتى هتف نديم بصوت عال :
– كراميلا.. ناوليني البُرنص بتاعي
ضحكت كاميليا بخبث، فهو يقوم بهذه الحركة كلما دخل الحمام يأخذ حمامه.. على الرغم من أن دانا أصبحت عاقلة وتنام مبكرا واحيانا يقص عليها نديم وكاميليا بعض القصص الطفولية .. هزت رأسها كاتمة صوت ضحكاتها ثم تناولت الروب الخاص به بالحمام.. لتعطيه إياه من خلف الباب قائلة ببراءة :
– اتفضل
شهقت عندما جذبها إلى الحمام ليسحبها إلى أسفل الماء بالبانيو الزجاجي بين ذراعيه مغرقاً ملابسها بالماء فضحكت عالياً وهي تزجره كاذبة:
-لا لا يا نديم هتبل شعري انا لسه عاملاه
اجاب بإنشراح:
-ننشفه تاني عادي
لامست ذقنه المثيرة ..وهي تطوق عنقه وتكور شفتيها أمام شفتيه :
– ينفع كده شعري اتبل.. وشكلي مش هيبقى حلو دلوقتي
طبع قبلة سريعة على شفتيها قائلا:
– طب ما شعرك حلو وهو مبلول اصلا !
ردت بأمانة:
– بجد ؟
هز برأسه موافقاً:
– انتي عاجباني على طول اصلا..
مال برأسه كي يتعمق بقبلته فمالت برأسها للخلف فلثم عنقها الجميل حارقا إياها بأنفاسه الساخنة لتراضيه وهي تقبل شفتيه…ليهمس بنبرة رقيقة:
-وبحب شعرك وهو ويفي اكتر ما بتعمليه ستريت على فكرة
ليمسك بها شعرها ليعمق من قبلاته…
ليتسلل بيديه داخل منامتها ويلامس بشرتها الناعمة … وهو لايزال ينتقل بشفاهه الى رقبتها وشفتيها.. بينما هي لفت يديها حول رقبته حتى تقربه منها اكثر وتتيح له تقبيلها اعمق … والشعور يتحول الى شغف.. بينما هي مستسلمة للمساته وقبلاته …
_____________________
ظل يتصل بها ولم ترد عليه.. فأرسل لها رسالة تهديد أنه ينتظرها أمام باب الشقة وان لم تفتح له سوف يفعل شيء خطير لن يعجبها
الحقير .. النذل !!
هل وصلت به الحقارة للوقوف أمام باب شقتها !
ماذا أن رآه أحد أهل زوجها !
لتفتح الباب بسرعة بغباء هامسة :
-بالله عليك امشي بلاش تضيعني كده
دفعها ليدخل إلى الشقة مغلقاً الباب خلفه ببجاحة قائلا:
– انتي فاكرة انه بخاطري يعني ! ما انتي السبب لو مكنتيش ضيعتي من ايدي دنيا مكنتش عملت كده
صاحت به بغضب وهي تحاول فتح الباب :
– اطلع بره … اطلع بره يا سافل
قام بجذب شعرها من أسفل حجابها لينزلق حجابها على الأرض :
– شوفتي بقى عمالة تحرقي في الكلام و الوقت بيضيع مننا يلا علشان انا جيت في الوقت المناسب استنيت جوزك يمشي
هتفت بصوت عال مهددة اياه:
– والله ممكن اصرخ واخلي حد يجي دلوقتي يرميك بره
هتف بنبرة شيطانية:
– اعمليها كده يا روح امك … وانا اقولهم اني كنت نايم في حضنك … وشوفي بقى هيعملوا فيكي ايه ! هتبقى فضيحة… خصوصا بقى ياختي انك انتي اللي فتحتيلي الباب بنفسك
همست بتوسل :
– والنبي امشي… امشي لو حد جه هتبقى مصيبة
ترك شعرها ليفتح طرفي عباءتها غصب عنها لتظهر أسفلها منامة قطنية .. ليمسكها من شعرها مرة أخرى قائلا بنبرة كفحيح الأفعى:
– قدامك 5 دقايق تكوني مغيرة هدومك دي … يلا يا بت
التمعت عيناها برعب وخوف ، وقبل أن تعترض جذبها من شعرها ليدفعها نحو غرفة نومها وهو يأخذ منها هاتفها … وقبل أن تبكي أو تستوعب ما يحدث لها .. سمعت صراخًا من الخارج :
-انجزي…لو جيتلك هندمك على ضياع الوقت دا
______________
كانت تجفف شعرها وهي تبتسم لصورتها في المرآة.. وقف يتأملها بانبهار.. جميلة كالخيال…احتدمت أنفاسه وهو يقترب منها ويستند بقبضتيه على كرسيها.. عيناه تلتقطان صورتها البهية في المرآة فتبتسم له بإعجاب ليغمغم بصوت أجش وهو يسألها :
– حلو اللون ده عليا ؟
ردت بتلقائية:
– حلو جدا.. انت أي حاجة بتكون حلوة عليك أصلا
انحنى وطبع قبلة صغيرة على رقبتها ارعشتها ونفضت خفقات قلبها:
– انتي اللي حلوة يا كراميلا
– نديم … دانا بتفطر وجاية وهنتأخر على الشغل
استقام ومد يده يتناول منها مجفف الشعر فمسك شعرها الداكن الطويل وأخذ يجففه برقة.. وبعدها بدأ يمشطه غرقت كاميليا في أحاسيسها الجديدة حولها كالنبع الرقاق وتاه نديم مبهوراً بنهر شعرها البني الداكن الشي بين أصابعه كمعجزة يرتشف منها وحده..
فلم ينتبها للباب الذي شق ببطء لتطل منه عيني طفلتها..
– مامي انا خلصت
لتسألهم بعدها باستغراب:
– بتعمل ايه يا ديم؟
أقترب منها وهو يسألها :
– بسرحلها شعرها
هزت رأسها بإبتسامة وهي ترفع شعرها بيدها قائلة بحماس :
– وانا كمان اعملي شعري زيها
– اعملهولك ازاي طيب؟
– اعملي تسريحة حلوة
تناول مشط اخر صغير خاص بدانا.. لتقترب منهم وهي تجلس على قدمي امها وهو يحاول إضافة تسريحة طفولية لشعرها بمساعدة كاميليا
أبتسم عندما أنهاها لها وقال بمرح :
– ها ايه رأيك بقى ؟
وضعت يدها على وجنتيها بمفاجأة وهي تنظر إلى نفسها بالمراة قائلا بسعادة طفولية :
– شكلي قمر زيك
حملها ليرفعها إلى حضنه مقبلاً إياها من وجنتيها:
-والله أنتِ إللي قمر وعسل وعايزة تتاكلي كده
سألته ببراءة:
-أتاكل منين؟
رفعها إلى أعلى بتلك الحركة التي تحبها هامسا:
-من كله حتة
قهقت كاميليا ضاحكة :
- تحب احمرهالك مع شوية بطاطس؟
نظر لها قائلا بعبث :
– قدميهالنا على السفرة بقى
-هنشبع يعني؟
قبلها من وجنتها الممتلئة برقة :
- اكيد هنشبع .. مش شايفة خدودها عاملة ازاى!
صاحت الطفلة بإستغراب وهي تنكمش بحضنه:
– انا مش عايزة اتاكل
نهضت كاميليا من مقعدها وهي تقبلها من وجنتها قائلة بمزاح:
– بنهزر والله
– بجد ؟
اومأت بضحكة:
– طبعا.. هو انا كسباكي في كيس قلبظ!
__________
ذهب سامح إلى منزل ميادة فهي رفضت أن تحادثه أو تراه منذ تركها لمنزله…ولكنه اشتاق لها
لا يريد أن يطلقها..هو يحتاجها..يحتاج وجودها بحياته
فحاول أن يراضيها كعادته ولكنها رفضت..وبعد محاولات من امها وشقيقها وافقت أن تجلس معه وتقول له اول شرط من شروطها..
– انا مش هرجع يا سامح… الا بشرط واحد…مش عايز تطلقني…يبقى تكتب المحلات بتاعتك باسمي
هتف بصوت مذهولا:
– نعم ؟؟؟؟؟
___________
فقد آخر ذرات صبره فهي قد تأخرت عليه كثيرا
ماذا تفعل تلك الحمقاء كل ذلك الوقت ؟!
ليفتح باب غرفة نومها فجأة فوجدها تجلس على الأرض ترتعش بخوف ورعب وهي تضم نفسها بكسرة وذل
لاول مرة تتعرض لموقف كذلك
لم يهزه منظرها .. ليسحبها من شعرها بعنف محاولاً وهو يدفعها نحو الجدار خلفها هامساً بوحشية:
– شكلك كده هتخليني استخدم معاكي الطريقة اللي مش هتعجبك
هزت رأسها برفض وهي تغطي وجهها بيدها بخوف لتجد فجأة باب الشقة يتفتح على مصرعيه…
يا إلهي..
بالتأكيد زوجها… زوجها!
وحماتها تجلس معهم
ما أن فتح الباب واجتاحه إعصار زوجها
تراجعت شاهقة بذعر كمن ارتكب ذنباً…بينما ركض عبدالله بالتقدم نحوهم
احتقن وجه عبدالله بالدماء وجحظت عيناه وفغرت شفتاه في ذهول تام وظهرت عروق جبينه و عروق يده التي تشكلت علي هيئة قبضة علي اتم الاستعداد في الاطاحة بأي شخص امامه عندما اتصل به شقيقه يخبره أن علاء أتى إلى منزله ! و زوجته سمحت له الدخول إلى شقته !!
الحقيرة!
ليجد علاء واقف في غرفة نومه وهو قريبا من سميحة وسميحة ترتدي بيجاما منزلية وبشعرها!!
….
******
متوقعين عبدالله هيعمل ايه مع سميحة؟؟
تفتكره عبدالله هيصدق سميحة ولا هيشك انها خاينة؟
متوقعين سامح هيكتب المحلات بتاعته لميادة ولا هيطلقها؟
ايه رأيكم في تصرف نديم مع هند؟
ودعوا هند يا جماعة خلاص سابت الرواية ودورها انتهى..هتوحشكم صح؟😂👋👋
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية غرام العنقاء ) اسم الرواية