Ads by Google X

رواية جعفر البلطجي الفصل السابع و العشرون 27 - بقلم بيسو وليد

الصفحة الرئيسية

 رواية جعفر البلطجي كاملة بقلم بيسو وليد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية جعفر البلطجي الفصل السابع و العشرون 27

 
 
أقترب حاتم من حليم دون أن يشعر بهِ من الخلف ثم أمسك بهِ وهو يقول:سيب السلاح يا حليم هتودي روحك في داهية
حليم:بعد يا حاتم
حاتم بغضب:أرمي السلاح بجولك
اقترب صلاح في هذه اللحظة حتى يأخذ المسدس منه ولمحه حليم وحرك رأسه يمينًا ويسارًا وفي أقل من ثانيتين خرجت الرصاصة الحاسمة لتستقر بجسده ويسقط أرضًا ومعه بيلا التي صرخت بأسمه وهي تقول برعب:جعفر
نظر لهُ كلًا من صلاح وحاتم بصدمة وهما لا يُصدقان بينما بكت بيلا وهي لا تُصدق ما رأته، نظر صلاح لحاتم وضربه برأسه سقط حليم على أثرها فاقد الوعي بينما نظر صلاح لحاتم وقال:كلم الأسعاف بسرعة وبعدها أطلب البوليس
ذهب صلاح إليهما وجلس على رُكبتيه وهو يقول:متخافيش هيبقى كويس
سقطت دموعها أكثر وهي تحتضنه بينما كان صلاح عاجزًا عن مواساتها ولا يعلم ماذا سيفعل مع حليم وماذا سيقول لوالديه وللجميع، أقترب حاتم وهو يقول:أني كلمت الأسعاف وچايين في الطريج بس .. انتَ متوكد من حكاية البوليس دي
نظر لهُ صلاح وكان سيتحدث ولكن قاطعته بيلا وهي تنظر لهُ بدموع وقالت بصوتٍ باكِ وحاد:انا مش هضيع حق جوزي يا حاتم انتَ فاهم … اللي زي حليم دا مكانه السجن

حاتم:أيوه بس يعني
صلاح بحده:خلاص يا حاتم نفذ اللي جولتلك عليه
بيلا بحده:انا مش هتنازل عن حق جوزي .. وفي الآخر دي حاجه ترجعله يا يسامح يا لا
أنهت حديثها وهي تنظر لجعفر والخوف يُسيطر على قلبها ويُراودها شعور سئ تتمنى بأن يكون كاذب
في منزل عبد المعز
ذهبت هناء وأخذت هاتفها الذي كان لا يكُف عن الرنين وأجابت قائلة:الو
بيلا بدموع:ماما
شعرت هناء بالفزع على أبنتها وقالت:في ايه يا بيلا مالك يا بنتي
بيلا ببكاء:حاتم ضرب نار على جعفر يا ماما … ألحقيني أبوس أيدك
هناء بصدمة:يا نهار أسود أمتى الكلام دا انتِ فين ومين معاكي
بيلا:معايا حاتم وصلاح ورايحين على المستشفى دلوقتي
هناء:أديني صلاح يا بيلا
أخذ صلاح الهاتف من بيلا ووضعه على أذنه وقال:تعالي يا عمتي بأي طريقة بيلا حالتها وحشة أوي ومش راضية تسيبه
هناء:أديني العنوان وانا هجيلكوا على طول
في القاهرة
دلفت أزهار وخلفها مها وهي تقول:أخيرًا الواحد روح
وضعت مها الحقائب على الطاولة وهي تقول:تعبتي ولا ايه
جلست أزهار وهي تقول:اه والله
جلست مها أمامها على الأريكة بينما تحدثت أزهار وهي تعبث بهاتفها قائلة:صلاح مكلمنيش من إمبارح لحق ينساني الغدار
أبتسمت مها وهي تنظر بهاتفها وقالت:ولا جعفر كلمني شكلهم متفقين مع بعض
أزهار:هجرب أتصل بيه انا وأضحي المره دي مع أن المفروض هو اللي يتصل يقولي عملتي ايه يا زهورتي بس ماشي كل دا هيطلع على دماغه لما يرجعلي
أتسعت أبتسامه مها ورأت هاتفها يُعلنها عن أتصال من سراج، نظرت للهاتف قليلًا وتركته دون أن تُجيب عليه، تحدثت أزهار وهي تقول:مبيردش عليا برضوا
مها:ممكن يكون مشغول
أزهار:انا هتصل ببهيرة أخته دلوقتي وهعرف في ايه
هاتفت أزهار بهيرة وأنتظرتها تُجيب تحت نظرات مها التي كانت تشعر بالقلق، سمعت أزهار وهي تقول:ايه يا بهيرة في ايه يا بنتي انا عماله أتصل بصلاح مبيردش عليا
نظرت لها مها وانتظرتها كي تعلم ما سبب عدم مهاتفتهم لهم فرأت معالم وجه أزهار تغيرت فجأه وهي تنظر لمها التي علمت على الفور بأن شيئًا ما حدث لجعفر، أنهت مكالمتها معها لتنظر لمها التي أدمعت عيناها وقالت:قالتلك ايه يا أزهار
لا تعلم أزهار ماذا تقول لها بينما كانت مها تنظر لها وتنتظر أجابتها، بينما ضغطت أزهار على يديها وهي تنظر لمها وقالت:انتِ عارفه إن دا نصيب صح
سقطت دموع مها وهي تنظر لها وقالت:جعفر حصله حاجه مش كدا
أزهار بحزن:هيبقى كويس صدقيني
بكت مها وسقطت دموعها أكثر وهي تنظر لأزهار وقالت:أخويا حصله ايه يا أزهار
لا تعلم أزهار كيف ستقول شيئًا كهذا ولكنها قالت:جعفر أضرب عليه نار واتنقل المستشفي دلوقتي
وضعت مها يديها على وجهها وهي تبكي ولا تُصدق بينما حزنت أزهار من أجلها كثيرًا ولذلك تركت هاتفها ونهضت بهدوء وهي تقترب منها وتجلس بجانبها وهي تُمسد على ذراعيها بمواساه قائلة:هيبقى كويس صدقيني الدكاترة هيخرجوها وهيبقى كويس متخافيش
سمعت صوت جرس الباب يرن لتنظر أزهار للباب ثم ربتت على ذراعيها وتركتها وذهبت لتفتح الباب بينما كانت مها تبكي، فتحت أزهار الباب لتنظر لهما وتقول:أيوه
جنة:انا جنة ودا هاشم أخوات جعفر ومها
نظرت لهما أزهار وقالت:أتفضلوا
دلف هاشم وخلفه جنة وأغلقت أزهار الباب وأشارت لهما قائلة:أتفضلوا
دلفوا للداخل واقتربت جنة من مها وهي تقول:أهدي يا مها محصلش حاجه
نظرت لها مها ونهضت ومن ثم أرتمت بأحضانها وهي تبكي بينما ربتت جنة على ظهرها بمواساه وسمعتها تقول:أخويا يا جنة
ربتت جنة على ظهرها وهي تقول:هيبقى كويس صدقيني … جعفر قوي ومش رصاصة اللي هتأثر عليه مش كدا ولا ايه
أبتعدت مها قليلًا وهي تنظر لها بدموع بينما مسدت جنة على خصلاتها وقالت:والله هيبقى كويس وهيرجع تاني وسطنا متخافيش انا عارفه جعفر كويس
نظرت مها لهاشم الذي أبتسم بخفه وضمها لأحضانه وهو يقول:كُلنا خايفين عليه وقلقانين بس انا واثق إنه هيعدي منها وهيقوم عشانا وعشان بيلا وعشان كل الناس اللي بتحبه
مها بدموع:انا كنت حاسه إنه هيحصله حاجه بس مكنتش قادرة أقوله حاجه .. مكنتش عايزه أقلقه على الفاضي وقولت مُجرد إحساس وهيروح لوحده بس شكله مكانش كدا خالص
ربت على ظهرها بحنان وقال:هيقوم والله انا حاسس وعارف جعفر مش ضعيف ومش بيستسلم بسهولة انا عارف كدا كويس وواثق إنه هيعدي منها … متخافيش يا حبيبتي
أنهى حديثه وهو يُربت على ظهرها وطبع قُبلة على رأسها، نظرت لهما مها وقالت بأبتسامه:وحشتوني أوي
أبتسم كلًا منهما وقالت جنة:وانتِ كمان كنتي وحشانا أوي
مها بتساؤل:أنتوا عرفتوا منين ؟
نظرا لبعضهما وقالت جنة:بيلا أتصلت بينا وعرفتنا … حالتها وحشه أوي صعبت عليا
مسحت مها دموعها وهي تقول:ربنا يهون عليها ويطمن قلبها ونتطمن أحنا كمان
تحدثت أزهار وهي تقول بأبتسامه:أرتاحوا وانا هروح أجيبلكوا حاجه تشربوها
نظرت لها جنة وقالت بأبتسامه:ملهوش لزوم
أزهار بأبتسامه:لا ولو أنتوا ضيوف عندي خمس دقايق مش هتأخر وعشان أسيبكوا مع بعض شويه براحتكوا
تركتهم أزهار ودلفت للداخل بينما جلست مها وعلى يمينها جنة وعلى يسارها هاشم الذي قال:مجيتيش عندنا ليه
مها:جعفر محبش يقولكوا حاجه عشان أنتوا يعنى مش في البيت دايمًا
هاشم:بس هو لو كان عرفنا أحنا أكيد مكناش هنروح في حتة وهنفضل معاكي
مها:اللي حصل بقى وبعدين أزهار طيبة أوي وغلبانة وانا قاعدة معاها عشان هي حامل ولسه في شهورها الأولى وجوزها خاف يروح مع جعفر ويسيبها لوحدها
جنة:هي تقرب ايه لجعفر
مها:لا دي مرات إبن عم بيلا
حركت جنة رأسها بتفهم وجلسا يتحدثان معها قليلًا حتى يجعلانها تنسى قليلًا
في المستشفي
أقتربت هناء من بيلا سريعًا وهي تسمعها تصرخ على الجميع بغضب وهي تقول:في ايه بتزعقي كدا ليه وجعفر مدخلش العمليات ليه
صلاح:مش عايزه تسيبه يا عمتي أتصرفي أبوس يدك
نظرت هناء لبيلا وقالت:يا بنتي يا حبيبتي سيبيهم يشوفوا شغلهم انتِ كدا بتأذيه أكتر
نظرت لها بيلا بعينان باكيتان وقالت بصوتٍ باكِ:جعفر أضرب بالنار يا ماما انا مش هسيبه عشان هيضربه تاني
ربتت على ظهرها بمواساه وهي تقول:متخافيش يا حبيبتي هما هيخرجوله الرصاصة مش أكتر سيبيه يدخل العمليات يا بيلا سيبيه يا حبيبتي
أشار الطبيب للممرضان اللذان أخذاه ودلفا لغرفة العمليات تحت نظرات بيلا التائهة والتي ضمتها هناء لأحضانها وهي تُربت على ذراعها بحنان وهي تقول بحزن وقلة حيلة:لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يسترها معاك يا ابني
سقطت دموع بيلا من جديد ووضعت يدها على وجهها وهي تبكي مره أخرى بينما زفر صلاح واستند بجسده على الجدار المتواجد خلفه وهو ينظر لحاتم الذي نظر لهُ ولم يتحدث
في الداخل
بدء الطبيب بفتح مكان الرصاصة ومعه الممرضين بعدما أعطوه المُخدر لإخراج هذه الرصاصة، كان الطبيب حريصًا في إخراجها ومعه طاقمه الطبي المتواجد لمساعدته، كانت الساعات تمُر ببُطء شديد على الجميع سواء عليهم بالخارج أو على الطبيب ومن معه، كانت نبضات قلبه تسير على ما يرام حتى بدأت تضطرب
_نبضات القلب بدأت تضعف يا دكتور
أصبح تركيز الطبيب في كيفية إخراج الرصاصة التي كانت عميقة وقريبة من موضع القلب والتي بدأت تؤثر عليه بالسلب تحت أنظار من بالغرفة
_النبض كل مدى بيضعف يا دكتور الرصاصة في موضع خطر دلوقتي ولازم نكون حريصين أكتر من كدا
في الخارج
كانت بيلا تأخذ الممر ذهابًا وإيابًا وهي تشعر بالخوف الشديد عليه ولسانها لم يتوقف عن الدعاء لهُ منذ أن دلف، نظرت بهيرة لصلاح الذي كان في عالمٍ آخر لا يعلم ماذا يحدث بالداخل وإلى أين توصلوا
تحدثت بيلا والخوف والقلق ينهشان قلبها قائلة:يارب ايه اللي حصل بقاله تلات ساعات جوه ومحدش خرج طمنا
تحدث حاتم وهو يقول:متجلجيش طالما لسه مخرچوش يبجى لسه مخلصوش
صلاح:موضع الرصاصة أكيد خطر وعشان أكده خدت وجت كبير
تحدثت بيلا وقلبها يحترق على حبيبها قائلة:منه لله حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا حليم ربنا ينتقم منك
هناء:ايه اللي حصل يا صلاح
صلاح:الرائد كلمني وجالي أنه هيتحبس أربع أيام على ذمة التحجيج بعد ما لجوا بصماته على المسدس وبعدها هيتحول للنيابة العامة
حركت هناء رأسها برفق وسمع حاتم هاتفه يعلنه عن أتصال من الحاج ناصر فأبتعد عنهم وهو يُجيب عليه
مرت الساعات وكأنها سنين طويلة كانت بيلا تجلس وهي على أعصابها لا تستطيع أن تنتظر أكثر من ذلك بينما كانوا هم لا يقلون عنها شيئًا، ولرحمة ربهم خرج الطبيب أخيرًا ونهضوا جميعهم وأولهم بيلا التي أقتربت من الطبيب سريعًا وهي تقول بلهفه ودموع:طمني يا دكتور جعفر كويس مش كدا
تحدث الطبيب بعدما نزع الكمامة ونظر لهم وقال:أحب أطمنكوا إنه كويس الحمد لله وقدرنا نخرج الرصاصة
حمدوا جميعهم ربهم وأولهم بيلا التي تنفست براحة وهي تشكر ربها بدموع لم تتوقف بينما أكمل الطبيب وقال:الرصاصة
كانت في موضع صعب وخطر كانت قريبة جدًا من القلب وكل ما الوقت بيعدي الخطر بيزيد ونسبة نجاته بتقل ونبضات القلب كل مدى عماله تضعف ودا بصراحه اللي خلانا طولنا جوه بالشكل دا كنا خايفين أي حركة أو موضع غلط يقضوا عليه وكان في حرص شديد في الموضوع والحمد لله خرجناها من غير ما تأذي القلب … هو بس هيتحط في العناية المركزة لحد ما يعدي مرحلة الخطر أول ما نتطمن أنه تخطاها هننقله أوضه عادية وتقدروا بعدها تشوفوه
هناء بأبتسامه سعيدة:الله يطمن قلبك يا دكتور زي ما طمنت قلبنا شكرًا
أبتسم الطبيب وقال:العفو يا أمي دا شغلي ربنا يطمنكوا عليه عن إذنكم
تركهم الطبيب وذهب بينما شكرت بيلا ربها وعينيها تزرف الدموع بسعادة وراحة كبيرة، ربتت هناء على كتفها برفق وهي تقول بأبتسامه:الحمد لله يا بنتي ربنا نجاه وأتطمنتي عليه أهو
نظرت لها بيلا بعينان متورمتان دامعتان وقالت بأبتسامه سعيدة:الحمد لله يا ماما … الحمد لله
حاتم:طب بما إنك أتطمنتي عليه يلا عشان تروحي
حركت بيلا رأسها برفض وهي تقول:لا مش هروح في حته انا هقعد معاه هنا
حاتم:تجعدي فين يا بنت الحلال أسمعي الكلام الله يرضى عنك
بيلا بحده:وانا قولت مش هروح في حته يا حاتم انا هفضل جنب جوزي لحد ما ربنا يكرمه ويقوم بالسلامة انا مش هسيب جوزي وهفضل جنبه واللي يحصل يحصل مش فارقه بالنسبالي خلاص مبقتش باقيه على حاجه
بهيرة:أسمعي الكلام يا بنت الناس الله لا يسيقك متخليهاش تخرب من كل حته أكده
نظرت لها بيلا وقالت بحده وصرامة:وانا قولت مش رايحة في حته … تقدروا تمشوا أنتوا وشكرًا أوي لحد كدا كتر خيركوا جوزي محتاجني جنبه دلوقتي وانا مش هسيبه
صلاح:خلاص يا چماعه محدش يضغط عليها أكتر من أكده سيبوها على راحتها واني هفضل چارها أهنه مهسيبهاش .. روحوا أنتوا عشان ترتاحوا كفاية عليكوا لحد أكده أول ما يفوج هجولكوا وتيچوا تطمنوا عليه يلا
أخذهم حاتم معه وذهبوا وبقي صلاح برفقة بيلا كي لا تبقى وحدها، نظر لها وقال:انا عارف إنك بتحبيه أوي عشان كدا مخلتكيش تروحي مع إني عارف إن حاتم عنيد
أبتسمت بيلا وقالت:شكرًا بجد يا صلاح انا مش عارفه أقولك ايه على وقفتك معانا
صلاح بأبتسامه:متقوليش كدا انتِ أختي وهو أخويا ودا واجبي تجاه أخواتي المهم دلوقتي تروحي ترتاحي وانا هفضل هنا ولو أحتاجتي أي حاجه عرفيني
حركت رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه ومن ثم تركته وذهبت ليجلس هو على مقعد من المقاعد المتواجده أمام غرفة العناية المركزة ليظل مستيقظًا طوال الليل لا يغفل لهُ جفن
في اليوم التالي
أستيقظ صلاح بفزع على يد الطبيب الذي كان يقف أمامه وينظر لهُ قائلًا بأعتذار:انا آسف لو خضيتك
مسح صلاح على وجهه ونهض قائلًا بصوتٍ ناعس:لا ولا يهمك
الطبيب:انا بس حبيت أطمنك أنه عدى مرحلة الخطر الحمد لله وأتنقل لأوضة عادية وتقدر تشوفه هو حاليًا لسه نايم بس هيبدء يفوق دلوقتي
صلاح:شكرًا يا دكتور تعبناك معانا انا عارف
أبتسم الطبيب وقال:متشكرنيش دا واجبي والحمد لله إنه خرج منها بالسلامة ربنا يتمم شفاءه على خير
أنهى حديثه وهو يُربت على كتفه بخفه ومن ثم تركه وذهب بينما أقتربت بيلا من صلاح بقلق بعدما رأت الطبيب يقف معه ووقفت أمامه وهي تنظر لهُ قائلة بقلق:في أي يا صلاح الدكتور قالك حاجه جعفر كويس
أبتسم صلاح وقال:جعفر عدى مرحلة الخطر الحمد لله واتنقل أوضه عاديه وشويه ويفوق
علت أبتسامه سعيده ثغرها وهي لا تُصدق وقالت بفرحة عارمة:بجد يا صلاح الدكتور قالك كدا بجد
حرك رأسه برفق وهو ينظر لها بأبتسامه بينما سقطت دموعها أكثر وهي تقول:طب هو فين
تحرك صلاح وهو يقول بأبتسامه:تعالي معايا
تحركت معه على الفور وهي متحمسة للغاية لرؤيته، صعدا للطابق الذي يليه وسارا قليلًا حتى وصلا غرفة سبعون، أمسك صلاح بمقبض الباب وفتحه بهدوء ودلف ويليه بيلا وهما ينظران لهُ بينما كان هو مازال نائمًا لم يستفيق أغلق صلاح الباب خلفه واقتربت بيلا منه ونظرت لصلاح الذي قال:متخافيش هيفوق
نظرت بيلا لجعفر مره أخرى وجلست على المقعد الموضوع بجانب الفراش وأنتظرته حتى يستفيق بينما وقف صلاح بجانب مقعدها وقال بتذكر:اه صح انا نسيت أزهار وزمانها نويالي على سواد
نظرت لهُ وأبتسمت بينما أخرج هو هاتفه ونظر لها وقال:هروح أكلمها وأتطمن عليها وأجيلك يكون جعفر فاق
حركت رأسها برفق وتركها صلاح وخرج وهو يعبث بهاتفه وأغلق الباب خلفه بينما نظرت بيلا لجعفر والأبتسامه لم تفارق ثغرها، مدّت يدها وأمسكت بيده ومسدّت عليها بحنان وهي تنظر لهُ وتنتظره حتى يستفيق ونظرت للغرفة بهدوء وهي تتفحصها
في الخارج
صلاح:يا صباح العناب على الناس الأحباب قسمًا بالله غصب عني
أبتسمت أزهار وقالت:متخافش مش هعملك حاجه
تفاجئ صلاح وقال:قولي أقسم بالله كدا دا انا قولت هتسمعني مُرشح عنب
ضحكت أزهار وقالت:لا انا مقدرة اللي حصل اه صحيح جعفر أخباره ايه دلوقتي أخته قلقانه عليه أوي
صلاح:الحمد لله زي الفل طمنيها أحنا مستنيينه يفوق دلوقتي عشان نتطمن أكتر
أزهار براحه:الحمد لله بيلا كويسه دلوقتي
صلاح:اه الحمد لله مستنيه جعفر يفوق
أبتسمت أزهار وقالت براحه:الحمد لله ربنا يطمنها عليه
صلاح:يارب … قوليلي بقى عملتي ايه روحتي عملتي التحاليل ولا لا
أتسعت أبتسامه أزهار لتقول:اه عملتها … حامل بجد
شعر صلاح بالسعادة تغمره وقال:قولي والله … انا مبسوط أوي انا هبيع جعفر وبيلا وجاي حالًا
ضحكت أزهار قائلة:لا مش للدرجه دي عيب يا صلاح الناس تقول علينا ايه متربناش لا يا حبيبي لما تيجي معاهم بالسلامة أن شاء الله نبقى نشوف الحوار دا
صلاح:يا بنت الناس أسمعي الكلام هاجي انا مش هصبر
أزهار بضحك:يا صلاح بس يوه هو انا هطير يعني .. أديني قاعدة مستنية
صلاح بسعادة:فرحتيني أوي أقسم بالله وشك حلو عليا يا جعفر
ضحكت أزهار وقالت:لما يبقى يقوم بالسلامة بقى نبقى نفرحه
ظل يتحدث معها حتى مرت خمس دقائق وأكثر، بينما كانت بيلا تستند برأسها على المقعد وهي شاردة ولكن اخرجها من شرودها تأوهات وأنين جعفر الخافت، نظرت لهُ بيلا وأعتدلت بجلستها سريعًا وهي تنظر لهُ وتُربت على يده بحنان بينما فتح هو عينيه ببطء وهو يُغمضها عدة مرات كي يعتاد على ضوء الغرفة، فتح عينيه أخيرًا ونظر حوله حتى وقعت عيناه على محبوبته فقال بصوتٍ ضعيف:بيلا
أقتربت بيلا بمقعدها من الفراش وهي تنظر لهُ وتقول بأبتسامه واسعة سعيدة:عيون بيلا من جوه
تحدث جعفر وهو مازال لم يستعيد وعيه كاملًا وهو يقول بوهن:انا فين .. وايه اللي حصل انا مش فاكر حاجه
مسدّت على خصلاته بحنان وهي تقول:انتَ أتضربت بالنار وجبناك على هنا على طول ودخلت العمليات
جعفر بوهن:هو انا كنت هموت مش كدا
بيلا بعتاب:بعد الشر عليك متقولش كدا الحمد لله ربنا سترها وعديت منها على خير وأن شاء الله كام يوم وتبقى زي الفل وترجع تروح هنا وتروح هنا وتسمعني صوتك تاني في كل مكان .. وبعدين قبل دا كله عايزه أروح للولية التعبانة في دماغها دي أربيها
أبتسم جعفر بينما أبتسمت هي ومسدّت على خصلاته بحنان وهي تقول:حمد لله على سلامتك يا نور عيني أن شاء الله اللي يكرهك يارب وانتَ لا
جعفر بخفوت:الله يسلمك يا حبيبتي … هو انتِ هنا لوحدك
بيلا:لا صلاح موجود بس برا بيكلم أزهار تعرف يا جعفر فضل معايا مسابنيش لحظة واحده وهو اللي بات قدام الرعاية المركزة طول الليل
دلف صلاح في هذه اللحظة ونظر لهُ وتحدث بأبتسامه بعدما دلف واغلق الباب خلفه واقترب منهما قائلًا:حمد لله على السلامة يا عم رعبتنا عليك يا راجل
نظر لهُ جعفر وقال بأبتسامه:الله يسلمك يا صلاح
صلاح:حاسس بأي وجع أو حاجه
بيلا:لا لسه البينج مخلصش
صلاح:أوعا هنسمع آهات بعد شوية قد كدا
أغمض جعفر عيناه وهو يقول:بتفكرني ليه يا صلاح انا بحاول أنسى وانتَ تفكرني
صلاح:مش دي الحقيقة هتتوجع يعني هتتوجع لا مفر
نظر جعفر لبيلا وقال بتعب:خرجيه من هنا
ضحك صلاح بخفه وقال:بقولك ايه شد حيلك وفوق عشان حبايبك هنا مرعوبين عليك
جعفر بتساؤل:هي مها واخواتي عرفوا ؟
ضحك صلاح بخفه وهو يقول:اختك مبهدله الدنيا هناك عليك
بيلا:كفاية يا جعفر أرتاح شوية عشان متتعبش
صلاح بأبتسامه:وشك حلو علينا يا باشا أزهار حامل فعلًا
سعدت بيلا كثيرًا ونظرت لهُ وقالت:بجد
أبتسم جعفر وقال:الف مبروك يا صاحبي
صلاح بأبتسامه:الله يبارك فيك يا باشا عقبالكوا
في المساء
كان الجميع جالسون معه عدا عبد المعز الذي لم يأتي ولم يهتم جعفر، تحدثت هناء بأبتسامه وهي تنظر لجعفر قائلة:في ناس عيطت عليك عياط يختاي مش قادرة أوصفلك
حاتم بأبتسامه:عياط من نوع آخر دي مفصلتش
نظر جعفر لبيلا التي نظرت لهما وقالت:اه هو مش جوزي وخايفه عليه
أبتسم ونظر لهم مره أخرى وقال:مش قرة عينها ولا ايه
حاتم:لا بأمانة بتحبك جوي أني متخيلتش إنها تعمل اللي عملته دا عيطت كتير بچد دي مكانتش راضيه تخليهم ياخدوك اوضه العمليات يا راچل لولا عمتي هناء حاشتها بالعافية
نظر جعفر لبيلا بأبتسامه ونظرة مليئة بالحب والدفء بينما كانت هي تنظر لهُ بأبتسامه وقال:ربنا يخليها ليا وتعيش وتخاف عليا
بهيرة بأبتسامه:والله لايجين على بعض ربنا يخليكوا لبعض ويسعدكوا
حاتم:جعفر … في حد أكده چاي يزورك
عقد جعفر حاجبيه وقال:مين
عدة طرقات على الباب يليها دلوف رجل كبير بالسن ويليه شاب بعُمر جعفر، صافحه حاتم وهو يقول:أهلًا يا حاچ ناصر نورت والله
صافحه ناصر وهو يقول:بنورك يا ولدي
أقترب من فراش جعفر وهو يقول:حمد لله على سلامتك يا ولدي
نظر جعفر لحاتم الذي قال:دا الحاچ ناصر كبير البلد اللي حكيتلك عليه
جعفر:أتفضل يا حاج
جلس الحاج ناصر مكان بيلا التي وقفت على الجهة الأخرى بجانب فراش جعفر، تحدث الحاج ناصر وهو ينظر لهُ قائلًا:في الحجيجة يا ولدي أني لما عرفت زعلت جوي … كنت جاعد مستنيك بس ملجتاكش چيت على واحدة بليل أكده چالي تليفون من حاتم لجيته بيجولي أنك في العمليات وأضرب عليك نار من اللي يتخفي أسمه حليم جولت أچيلك بعد ما تفوج عشان أتطمن عليك بنفسي
جعفر بوهن:كتر خيرك يا راجل يا طيب … مكانش ليه لزوم انا كنت هجيلك
الحاج ناصر:لا يا ولدي ميصوحش الأصول بتجول زيارة المريض واچب أني اللي أچيلك يا ولدي … جولي بجى حاسس بأيه
جعفر:مش حاسس بأي حاجه … مش عارف ايه اللي حصل انا فوقت لقيت نفسي خارج من عمليات وموال كبير انا مكنتش دريان بيه آخر حاجه فاكرها أن انا أضرب عليا نار .. بعدها معرفش حصل ايه
زفر الحاج ناصر بهدوء ونظر لبيلا وقال:انتِ مَرته مش أكده برضوا
حركت بيلا رأسها برفق وهي تنظر لهُ بأبتسامه خفيفه فنظر لجعفر مره أخرى وقال بأبتسامه:لساتها صغيره يا ولدي
صلاح:مين دي يا حاچ ناصر بيلا جربت تتخرچ خلاص
تفاجئ الحاج ناصر وقال:ما شاء الله … ربنا يخليكوا لبعض المهم دلوج تاخد بالك من روحك زين وتهتم بوكلك ومَرتك چارك مهتسيبكش واصل ولا ايه
نظر لبيلا التي أبتسمت وقالت:أكيد يا حاج ناصر … لو أطول أديله عنيا هديهاله
الحاج ناصر بأبتسامه:ربنا يخليكوا لبعض
نهض وهو يُكمل حديثه قائلًا:أني هجوم دلوج وهسيبك ترتاح كام يوم أكده لحد ما تفوج وتبجى زين وبعدها نبجى نتحدتوا
هناء بأبتسامه:نورت يا حاج ناصر مجيتك على راسنا
نظر لها الحاج ناصر قليلًا ثم قال بأبتسامه:انتِ هناء مش أكده
حركت رأسها برفق وهي تقول بأبتسامه:أيوه
الحاج ناصر:متغيرتيش يا هناء زي ما انتِ … خلي بالك من بتك وچوزها لحد ما ربنا يكرمها ويخرچ من اللي هو فيه
هناء:يارب يا حاج ناصر أدعيلهم
الحاج ناصر:خير إن شاء الله
في القاهرة
كان هاتف مها يرن للمرة الثالثة دون أن تُجيب فنظرت أزهار للهاتف ثم لها وقالت:مبترديش ليه يا مها
زفرت مها وقالت:مش عايزه أرّد
أزهار:بس أكيد التليفون مهم
مها:لا مش مهم
صمتت أزهار بينما زفرت مها بضيق وأغلقت الهاتف، بينما زفر سراج وهو لا يعلم لما لا تُجيب على هاتفها
في منزل كيڤن
فتحت روزلين الباب ورأت سراج أمامها يقول:مرحبًا
روزلين:مرحبًا سراج
سراج:جئت لأخبركم بأنني سأذهب
عقدت حاجبيها وهي تقول:لماذا هل حدث شيئًا آخر
سراج:سأذهب لأطمئن على جعفر
حركت رأسها برفق وقالت:حسنًا .. هل يُمكنك أن تُطمئنني
حرك رأسه برفق وهو يقول:سأفعل ذلك … أنتبهوا على أنفسكم
ربتت على كتفه وهي تقول:لا تقلق نحن سنكون بخير
سراج:وداعًا
أبتسمت روزلين وقالت:وداعًا
ذهب سراج وأغلقت الباب خلفه بهدوء ودلفت للداخل مره أخرى
بعد مرور أسبوع
دلفت بيلا الغرفة وهي تحمل حقيبة الطعام واقتربت من فراشه وهي تقول بأبتسامه:يلا بقى عشان تاكل
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه خفيفه:انا مبحبش أكل المستشفيات يا بيلا وانتِ عارفه كدا
بيلا بأبتسامه:لا مش أكل المستشفى دا انا اللي عملاهولك
جعفر بأبتسامه:لا لو كدا ماشي
أخرجت الطعام من الحقيبة وهي تقول:عيزاك تاكل بقى عشان شويه كدا وصلاح ييجي يخلص إجراءات الخروج
نظر جعفر للطعام وقال بضيق:يوووه بقى
نظرت لهُ بيلا نظره ذات معنى بينما نظر هو لها وقال:انا مبحبش الأكل المسلوق دا يا بيلا
بيلا:معلش دا مش بمزاجك
جعفر بضيق:مكانتش رصاصة هي محسسني أني عامل عملية في القلب
بيلا بعتاب:بعد الشر عليك ايه اللي بتقوله دا يا جعفر
جعفر:ما انتوا مأڤورينها عدى أسبوع
بيلا:خلاص وعد الدكتور أول ما يقول خلاص ونتطمن هعملك كل الأكل اللي بتحبه
بدء جعفر بتناول الطعام بضيق تحت نظرات بيلا التي كانت تنظر لهُ، عده طرقات على باب الغرفة يليها دلوف سراج الذي قال بأبتسامه:حبيبي
أقترب من فراشه وهو يقول:ايه يا معلم قالب وشك كدا ليه
زفر جعفر بغضب وقالت بيلا بهدوء:متنرفز بسبب الأكل المسلوق
سراج:معلش يا صاحبي هانت مجتش على الشوية دول
بعد مرور القليل من الوقت
دلف صلاح وهو يقول:سلام عليكم
بيلا:وعليكم السلام
صلاح:انا خلصت إجراءات الخروج
نظر لهُ جعفر نظره ذات معنى وقال:عملت اللي قولت عليه
صلاح:أيوه مع أني مش عارف مستعجل على ايه
بيلا بعدم فهم:لا ثواني أنتوا بتتكلموا على ايه
صلاح:جعفر ناوي يخرج ويطلع على الحاج ناصر
نظرت بيلا لجعفر وقالت:دا بجد … انتَ بتهزر
جعفر:انا مش هستنى عايز أخلص عشان أمشي
صلاح:ايوه يا جعفر بس أتسرعت
جعفر:لا أتسرعت ولا حاجه انا عايز أخلص عشان أتخنقت
صلاح:عمومًا اللي يريحك هيحصل خليه يعمل اللي يريحه يا بيلا
صمتت بيلا ولم تتحدث بينما كان جعفر يتناول الطعام بهدوء وصلاح صامتًا
في منزل عبد المعز
كان عبد المعز يتحدث في الهاتف وهو يقول:بجولك ايه يا فارس أني عملت اللي عليا واللي جولتلي عليه حصل طلبت نجتله بس هو لسه في عُمر يعيش أعملك ايه
فارس بغضب:معرفش انا قولتلك يتقتل مش يتصاب ويرجع تاني انا عايز امحيه من على وش الدنيا
عبد المعز:وانا عملت أكده ذنبي ايه أنها مچاتش والواد راح فيها
فارس:مش مُهم … الأهم تنفذ اللي هقولك عليه بالحرف الواحد من غير غلط
عبد المعز بضيق:ماشي يا فارس أما نشوف أخرتها ايه
في المساء
عدة طرقات على باب المنزل فُتح على أثرها الباب من قِبل حسين الذي قال:يا مرحب أتفضلوا
دلف صلاح ويليه جعفر وحاتم الذين رحب بهم الحاج ناصر وهو يقول:يا أهلًا وسهلًا نورتوا الدوار أتفضلوا
جلسوا وجلس الحاج ناصر والرجال وهو يقول:يا مرحب يا مرحب .. جبل ما نبدء كلام تشربوا ايه
صلاح:الله يعزك يا حاچ ناصر تسلم
الحاج ناصر:لا أكده أزعل جوي وانتَ عارف زعلي زين يا صلاح
صلاح:واني ميهونش عليا زعلك يا حاچ ناصر نشرب شاي
تحدث الحاج ناصر بصوتٍ عالِ وهو يقول:الشاي للرچالة أهنه يا ام حسين … ها يا رچالة .. ايه اللي مزعلك يا ولدي وايه اللي حُصل
جعفر:يا حاج ناصر يرضيك يتشكك في شرف بنتك
الحاچ ناصر بغضب:لا طبعًا أني أجطع لسان اللي يجول عليها كلمة عفشه
جعفر:أهو انا مراتي اتشكك في شرفها الرسايل وكل اللي اتقال عليها معايا لما يوصلي كلام عليها وعليا بالمنظر دا يا حاج ناصر يبقى من حقي أعمل اللي انا عايزُه ولا ايه
الحاج ناصر:طبعًا يا ولدي .. حجك .. وهو واطي ومترباش عشان يبعت كلام زي أكده ليك ومفكرش أنها بت عمته جبل أي حاچه … أني مصدوم يعني ميصوحش أكده
صلاح:دا غير أنه أتهچم على چعفر في بيته يا حاچ ناصر وحلف يجتله وچعفر بيت في الشارع اليوم دا
ضرب الحاج ناصر بعصاته على الأرض وهو يقول بحده وصرامة:انتَ بتجول ايه يا ولدي
حاتم:بيجول اللي حُصل يا حاچ … حليم چن على الآخر وبجى شايف حاله … دا عاوز يتچوزها وهي على ذمة الراچل يا حاچ في أكتر من أكده چنان
حرك الحاج ناصر رأسه برفق وهو يقول:لا أكده الموضوع كبر جوي … وأبوك فين من دا كله يا صلاح
أبتسم جعفر بسخرية بينما قال صلاح:أبوي واجف مع حليم وچاي على چعفر جوي ومعملش حساب أن دا راچل غريب أول مرة يدخل بيته غلط فيه وشتمه وجل منه جوي يا حاچ ناصر انتَ متعرفش حاچه دي كانت مچزرة
نظر الحاج ناصر لجعفر وهو يقول:جولي يا ولدي … انا اه معرفكش وأول مرة أجعد معاك بس انتَ راچل وشهم وچدع وبتحب مرتك جوي وعندك أستعداد تشرب من دم اللي جدامك عشانها … مشكتش فيه يا ولدي يعني ملاحظتش عليه حاچه أكده ولا أكده انا بتكلم على حليم خلي بالك
جعفر:لا لاحظت … لما كان عمال يهددني بالقتل كان في خوف وتردد في عنيه وكأن حد جابره على كدا
الحاج ناصر:وعبد المعز
جعفر:عبد المعز جاحد … ودا داء فيه مش مبخوخلوا سم من حد
حسين:حليم دا معروف من زمان جوي بچحوده وحجده … دا يحب ياخد حاچه مش بتاعته كيف ما بتجول أنه عايز يتچوز مرتك بحچة إنه بيحبها كيف ما بيجول
جعفر بحده:وانا مش هخليه يفكر فيها بس مجرد تفكير .. دا انا أطلعله في كابوسه وكابوس اللي جابوه انا سكت وبلعت إهانتي وشتيمتي عشان خاطر مراتي وحماتي وعملت أحترام للست الكبيرة اللي كانت واقفه بس يمين بالله غير كدا انا كنت سيبت نفسي واللي يحصل يحصل
الحاج ناصر:لا يا ولدي متركبشي نفسك غلط … انتَ لچأت لعبد المعز عشان هو الكبير ومعملش حاچه وانتَ لچأتلي دلوج وبجولك اهه جدام الكل أني مهخيبش ظنك أبدًا وأسال عليا
جعفر:وانا عارف يا حاج سيرتك مسمعه ما شاء الله
الحاج ناصر:الله يخليك يا ولدي .. انا كنت عاوز أجولك حاچه أكده عشان نكون حلينا أول عجده في الموضوع
جعفر بتساؤل:خير يا حاج ناصر
خرج هو ووقف أمامهم بينما أشار الحاج ناصر وهو يقول:شوف أكده
نظر جعفر لمكان ما أشار إليه الحاج ناصر ثم نهض بحده وهو ينظر لحليم وأقترب منه سريعًا وهو يجذبه من جلبابه وهو يقول بغضب:انتَ ايه اللي جابك هنا ورحمة أمي ما هسيبك قبل ما أكون قاتلك
أقترب صلاح وحاتم وحسين منه وهم يُبعدونه عنه بينما صرخ جعفر بغضب وهو يقول:أوعوا مش هسيبوه
حاتم بتهدئه:أهدى يا چعفر ميصحش أكده
صلاح:أهدى يا چعفر عشان چرحك ميفتحش
كانت بيلا تُتابع ما يحدث من الداخل وهي تشعر بالخوف الشديد على جعفر، تحدث حليم بحده وهو يقول:بعد يدك ياض انتَ بدل وديني وما أعبد لجطعهالك
لكمه جعفر بقوة في وجهه وهو يقول بغضب:تمد أيدك على مين دا انا أقطعهالك قبل ما تفكر فيها يا واطي
وضع حليم يده مكان لكمته ونظر لهُ بغضب وهجم عليه ولكن منعه الشباب وشعرت بيلا بالهلع على جعفر بعدما رأته يضع يده على جرحه فركضت سريعًا للخارج ووقفت أمامه وهي تقول بخوف شديد:مالك يا جعفر حاسس بأيه
أستند جعفر بيده على كتفها وهو يضع يده الأخرى على الجرح وانكمشت معالم وجهه فضمته بيلا بهدوء وحذر وهي تنظر لهم وهي ترى حليم غاضب، ضرب الحاج ناصر بعصاته على الأرض بقوه وهو يقول بغضب:بس
صمت الجميع فجأه ونظروا لهُ بينما قال الحاج ناصر بحده:برا يا حليم … شكلي أتسرعت لما خليتهم يخرچوك عشان نحل الموضوع … خدوه تاني بس دجيجه
نظر لجعفر الذي كان يستند على بيلا وينظر لهم بألم وقال:هتتنازل يا ولدي ولا لاع
حرك جعفر رأسه برفض وهو يقول بصوتٍ مُتألم:مش هتنازل عن حقي
حرك الحاج ناصر رأسه برفق ونظر للضابط وقال:خده يا ولدي
أخذه الضابط من جديد وذهب بينما أسندت بيلا جعفر وأجلسته على الأريكة بحذر وهي تُمسد على ظهره بحنان ورفق وهي تشعر بالقلق عليه، أقترب الحاج ناصر منهما ووقف أمام جعفر وهو يقول:انتَ زين يا ولدي حاسس بحاچه
حرك رأسه نافيًا وهو يقول بهدوء:لا انا كويس مفيش حاجه
زفر الحاج ناصر وهو يقول:لا حول ولا قوة إلا بالله
جلسوا جميعهم من جديد وجلست بيلا بجانب جعفر وهي تُمسد على ظهره فقال الحاج ناصر:أسمع يا ولدي حجك من حليم راچع قانونًا بس حجك من عبد المعز أني اللي هچيبهولك وإن ما أعتذرلك جدام الكل مبجاش الحاچ ناصر … هيعتذرلك وهيعتذر لمرتك وأخته بعد ما أخلص معاه أني والكلام اللي أتجالك من حليم دا أتحول على النيابة واتعمله محضر يعني أكده حجك رچع وفوجيه بوسه كمان مَرضي أكده
حرك جعفر رأسه برفق وهو يقول بهدوء:مَرضي يا حاج ناصر … اللي تشوفه
الحاج ناصر:على البركة يبجى أتفجنا والرچالة اهه شاهده ولا ايه يا رچالة
صلاح:عداك العيب يا حاچ ناصر … يسلموا يا راچل يا طيب
بعد مرور شهر
تحدث جعفر بصوتٍ عالِ وهو يقول:يا بيلا يلا عايز أنزل
أقتربت منه بيلا وهي تقول:حاضر انا جيت أهو يلا
نظرت لهُ وقالت:خايفه أوي
مدّ يده ومسح تلك الدمعة العالقة على جفنها وهو يقول:متخافيش هتعدي وهتتخرجي وتفرحيني بيكي
أبتسمت بيلا وقالت:محدش بيقدر يطمني غيرك
جعفر بأبتسامه ومرح:وهو انا أي حد برضوا
ضحكت بخفه وقالت:طب يلا بينا عشان منتأخرش
أخذها وخرجا، كانا يسيران بالحارة فرأتهما أم حسن وقالت:ربنا معاكي يا بنتي وينجحك وتفرحي قلوبنا كلنا
نظر لها جعفر وقال بأبتسامه:يسمع من بوقك ربنا يا أم حسن
لمحت بيلا سماح وهي تنظر لجعفر فأمسكت بذراعه وهي تنظر لها بغيظ شديد فنظر لها جعفر وقال:كام مره هقولك مش شايفها
نظرت لهُ بيلا وصقت على أسنانها وقالت بغيظ شديد:انتَ مش شايفها بس انا شيفاها
ضحك جعفر بخفه وحرك رأسه برفق وحاوطها بذراعه تحت نظرات سماح الغاضبه وهو يقول:اه منك يا بنت هناء … أتعلمي لما تكيدي حد تعملي أكتر حاجه بتعصب أمه معقوله كل دا لسه متعلمتيش انتِ لما ترجعيلي هستلمك
نظرت لهُ وأبتسمت رغمًا عنها وحركت رأسها برفق وذهبا، سمع فتحي وهو يُتمتم بحنق وهو ينظر لهُ بحقد فألتفت جعفر برأسه ونظر لهُ بأبتسامه واسعة مستفزة ثم نظر أمامه مره أخرى بينما أمسك فتحي كوب الماء وألقاه بقوه على الأرض بغضب وكُسر وهو يقول بضيق:سمج

google-playkhamsatmostaqltradent