Ads by Google X

رواية غرام العنقاء الفصل الثاني 2 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

  رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية غرام العنقاء الفصل الثاني 2

 

بعد مرور أسبوعين

بعد أن جهزت مفاجأة رومانسية رائعة لزوجها وشموع مضيئة لتخبره بمفاجأة حملها الغير المتوقع لتجده يقابل تلك المفاجأة ببرود..

وقفت أمامه قائلة :

ـ هو أنت بقيت كدة من أمتى؟!

ـ كده إيه مش فاهم؟؟

ـ يعني زي ما يكون بقالنا 10 سنين متجوزين مثلا!!

مط شفتيه:

ـ يعني بقالنا شهر ونص متجوزين ..وقربنا نكمل العشر سنين ؟

ثم هتف قبل أن يتركها و ويقف أمام الحمام قائلًا ببرود:

-إبقي حضري لي الشنطة خلاص مسافر بعد يومين

اتسعت عيناها بدهشة وهي تقف خلفه :

-أنت بتتكلم بجد؟ هتلحق تخلص ورق أمتى أساساً !

أومأ ببرود وبراءة مصطنعة :

– لا ، أنا خلصت الورق الأيام إللي فاتت

شهقت بذهول:

– يعني عملت كده من غير ما تقولي من ورايا كمان؟

نفخ بقوة وهو يغلق الباب خلفه وهو متأفف:

– وهو أنا بستأذنك مثلا ؟ عمومًا أنا قولت أقول لك علشان متقوليش معرفتنيش وتتقمصي

**********

ذهبت كاميليا إلى منزل والدها لكي تطمئن على صحته وبعد أن خرجت من غرفته وجلست مع والدتها تحدثت بضيق :

– سامح هيسافر يا ماما

قطبت حاجبيها بدهشة ، غير مصدقة:

-نعم ؟ مسافر فين ده ؟

نظرت لأمها :

– دبي هيشتغل هناك

– هو مش متفق معاك من قبل الجواز وأنت منبهة عليه إنه مش هيسافر

همست بيأس :

– آه يا ماما بس مين قال إن الرجالة بتنفذ وعودها بعد الجواز

ثم صاحت بعصبية :

– طب ما هو قال لبابا هعيشها ملكة ومش هتعمل مجهود وتركز في مذاكرتها .. وأهو من تاني اسبوع جواز وبيخليني أنزل عند مامته أخدمها هي و أخواته وطبعا عشان بحبه بستحمل وبعيش

– والله بيستهبل

قالت بحزن شديد:

– انا تعبت يا ماما بجد

واستها أمها قائلةً:

– معلش يا حبيبتي حاولي تستحملي عشان أبوكِ لو عرف هيتعب اكتر .. أنت شايفة حالته بتسوء.. وبعدين يعني ده اختيارك وأنتِ كنتِ بتحبيه محدش غصبك

– حاضر أهو بحاول والله

-وبعدين حاولي تستحملي علشان اللي في بطنك .. متقلقيش أول ما تولدي كل حياتك هتتغير .. البيبي هيلهيكِ عن كل ده وهيغير سامح خالص معاكِ

********

دلف إلى شقته ليجدها مكومة على نفسها من التعب والإرهاق واضح جدًا عليها

فسألها بذهول :

– مالك فيك ايه ؟

شعرت بالأمل باهتمامه بها وسؤاله عنها، قائلةً بتعب :

– تعبانة يا سامح

تحدث بنبرة حازمة:

– لا بقولك ايه من أولها هتدلعي وتقولي حامل وكده… لا احنا معندناش الكلام ده أنزلي أمي سألتني عليكي عشان تحضري الأكل

لم تستطع الصمود أكثر .. تأوهت وهي تتحرك من مكانها بعد أن حاولت مقاومة النوم :

– سامح تعبانة بجد

صرخ بعصبية ساخرا:

– نموت من الجوع عشان أنت تعبانة مثلًا! وبعدين هو أنا كلامي مبيتسمعش !!

همست باستسلام بمجرد أن سمعته يتحدث بتلك النبرة.. ولكنه لم يستوعب أنها حقا متعبة بعد عودتها من الكلية منذ ساعة فقط وبحاجة للنوم:

– حاضر .. خلاص انا نازلة نازلة

نهضت بتعب ونزلت إلى شقة حماتها وحضرت الطعام ، لا يهم ألمها أو وجعها

بالطبع الجميع لاحظ إرهاقها الشديد الواضح ولكن لا يهم .. الأهم أن طعامهم جاهز .. الشقة نظيفة تماما.. الأطباق نظيفة..الملابس نظيفة لا يوجد شيء لم تفعله

كانت يومياً تنزل إلى والدته تساعدهم بل تخدمهم .. تخدم الجميع دون أن تسمع كلمة شكر واحدة… على النقيض تماماً هي تعامل وكأنه واجب يجب أن تفعله.. هي ابنة العشرين عاماً مازالت تدرس بكلية صعبة ما بين محاضرات ودورات ومذاكرة وخدمة زوجها وخدمة أهله وفوق كل هذا أصبحت حاملًا .. حتي زيارات أهلها أصبحت أقل

**********

سافر سامح إلى دبي و ظلت هي في منزله وبالطبع يتكرر نفس السيناريو ، تخدم أهله وتساعدهم باستمرار ومرت بضعة أشهر على سفره

دقت جرس الشقة لتستأذن كاميليا من حماتها لتذهب إلى جامعتها:

– انا ماشية يا طنط عايزة حاجة

همست حماتها بتحكم:

– استني هنا .. رايحة فين؟؟

أجابتها وهي تنظر إلى ساعتها:

– رايحة الكلية .. عندي سكشن النهاردة

صاحت حماتها بذهول :

-والله!! هتمشي من غير ما تغسلي المواعين وتحضري الفطار وتنظفي الشقة !!

تحدثت كاميليا بابتسامة مزيفة:

– أنا خلصت كل ده يا طنط قبل ما أمشي

ردت ببرود:

– انا بتكلم على شقتي أنا يا حبيبتي

صاحت متعجبة:

-بس أنا عندي سكشن النهاردة ومستعجلة

أجابتها بابتسامة ساخرة :

– وماله خلصي اللي وراكِ بعدين امشي .. ما أنت لو بتصحي بدري تخلصي اللي وراكِ على طول هيبقى معاك وقت .. بعد كده تتعلمي تصحي بدري شوية

صاحت باعتراض:

– بدري ايه يا طنط الساعة 8 !!

زفرت بسخرية:

– وأنا في سنك كنت بصحى قبل الفجر أخلص كل اللي ورايا لحماتي

استجابت كاميليا لأوامرها السخيفة لأنها تحب سامح ولا تريد أي شجار معه :

– حاضر ..

بعد انتهاء كل شيء .. همست كاميليا قائلة:

-أنا خلصت .. ممكن أطلع أغير هدومي علشان اتبهدلت وألحق آخذ شاور وأمشي

– تمشي تروحي فين؟؟ والغسيل اللي محتاج يتغسل

يدخل شقيق سامح الأصغر “سميح” آمرًا كاميليا:

– كاميليا أكوي لي الشيميز والبنطلون ده !

اتسعت عينيها بدهشة معتذرة:

– نعم !! متأخرة يا سميح معلش

تدخلت “سميحة” أخت سامح في ذلك الوقت قائلة باعتراض:

– هو إيه ده اللي متأخرة متأخرة.. هو أنتِ عايزة تخرجي وخلاص إيه وراكِ مهم أكتر من كده !

ردت كاميليا بسخرية:

– ورايا محاضرات ورايا سكاشن مثلا.. ورايا مذاكرة

– ماسمعتكيش يعني بتقولي ورايا شغل بيت حماتي ولا شغل بيتك ولا احنا مش في الحسبان يا حبيبتي

سألتهم متعجبة:

– هو أنا بعد كل ده مش بعمل حاجة !!

ردت حماتها بتفاخر:

– وهي دي عمايل أصلا .. ده أنا وأنا في سنك كنت ..

قاطعتها دون أن تكمل تلك القصة غير الواقعية قائلة :

– خلاص تمام.. هات هدومك أكويها يا أستاذ سميح .. والغسيل فين اللي هغسله يا طنط

بعد أن انتهت من كل طلباتهم.. وقبل أن تطلع إلى شقتها طلب منها سميح قائلًا:

– معلش يا كاميليا اكويلي الشيميز ده عشان اللي أنتِ كوتيه مش حابب أنزل به النهارده

زفرت بغضب مكتوم:

– طيب

قال سميح بانتقاد:

– ياريت تدوسي على اللياقة شوية علشان مش بتظبطيها أنت

رفعت حاجبها بدهشة :

– ما تيجي تكوي أنت طالما انت شاطر اوي كده

صاح سميح باعتراض وهو يترك لها قميصه تاركها كي تطويه:

– اكوي ايه يا بنتي أنا راجل مكويش

جزت على أسنانها بضيق:

-الرحمة يارب

سألتها سميحة شقيقة سامح بدهشة :

– بتقولي حاجة يا كاميليا؟

زفرت بغيظ:

– أبدا بطلب من ربنا الرحمة

بعد بضعة ساعات .. قبل أن تخرج كاميليا الى شقتها .. قالت لها حماتها بتسلط:

– كاميليا .. ياريت يا حبيبتي تلحقي تنامي وتصحي بدري من الفجر .. عشان بكرة ورانا شغل كتير .. هتغسلي السجاد .. وبعدها هنعمل معجنات.. أنت بتعرفي تعجني؟

همست بتعب ونعاس :

– لا يا طنط مبعرفش

– يبقى هعلمك تعملي كل المعجنات لوحدك بعد كده

*********

بعد مرور عدة أشهر من سفر سامح وتركها وحدها وحيدة مع أهله .. كانت تتحدث معه هاتفياً قائلة بعتاب شديد:

– انا تعبت يا سامح .. مش عيشة دي

هتف سامح بفخر:

– أنتِ عايشة عيشة نص بنات مصر يحلموا بيها

صرخت بسخرية :

– هاتلي واحدة بس توافق على كلامك !! وياريت بعيد عن مامتك وأخواتك عشان هما كلامهم بالنسبة لك قرآن

صاح متوعدًا:

– كاميليا اتلمي شوية واتكلمي عن أمي وإخواتي كويس

زفرت بتهكم:

– أنت اللي شوف كلامك .. أنت إيه مش حاسس بيّ.. في واحدة عايشة زيي !!! ده انا اللي في سني لسه متخطبوش وأنا مطلوب مني أغسل سجاد وستاير وهدوم يوميا لأهلك وأغسل كل حاجة وراهم وأطبخ .. أنت عارف إن اخواتك بيكسلوا يشدوا السيفون بتاع التويلت وراهم !! بيكسلوا ينظفوا وراهم الحمام عشان فيه خدامة هتقوم بالواجب.. مطلوب مني أغسل هدوم و أكوي وأطبق و أنظف وأعمل أكل وأذاكر أروح الكلية وأحضر سكاشن ومحاضرات وطبعا ده مبقاش يحصل بقيت أجيب محاضرات أون لاين من زمايلي أغيب أغلب الأيام وفوق كل ده حامل وأهتم بصحتي عشان فيه بيبي ومش بس كده حتى جوزي اللي المفروض يصبرني على كل ده مش معايا وسايبني ومسافر.. وأنا بقى فين طلباتي من كل ده

رد بنبرة ساخرة:

– إيه الصعب في اللي قولتيه مش فاهم ما كل الستات بتعمل زيك وأكثر وعلى أيديهم كذا عيل وأنت حتى لسه مخلفتيش ومتضايقة

بنبرة حادة قالت مدافعةً عن نفسها :

– أهي دي المشكلة .. إن محدش مقدر تعبي .. محدش مقدر اللي بعمله مفيش كلمة شكر حتى يا أستاذ سامح

أجابها ببرود:

– شكلك كده حابة تتخانقي وخلاص

– حرام عليك بقى .. انا إيه علشان استحمل كل ده..أنا كل اللي طالباه أهلك يسيبوا لي مساحة شخصية لي.. خصوصية .. بلاش خصوصية .. حتى مساحة إني أذاكر .. مش معقول يعني أسقط كمان

– ما تأجلي السنة وخلاص تاعبة نفسك على إيه

اغرورقت عينا كاميليا بدموع لم يشعر بها زوجها أبدا:

– إيه !! لا لا انت مش سامح اللي أنا كنت بحبه.. أنت واحد تاني

مش أنت كنت دايما تقول لي ذاكري وخلصي كليتك.. دلوقتي بتقول لي أجلي

ضاقت عينا سامح بتقطيبة قوية قائلةً:

– أنا أهلي كويسين معاك أنت بس اللي غريبة وشايفة إن ده مش عادي واسألي أي حد هيقولك أي بيت في مصر كده

قالها و أغلق المكالمة, لتشهق مفزوعة و تتسع عينيها, أيغلق الهاتف في وجهها؟! لقد تعدى حدود الوقاحة, رشفت شفتيها بعصبية مفرطة و عيناها تدمع من تلك التصرفات

حاولت التأقلم.. تقسم أنها تحاول .. ولكن الحمل سيصبح ثقيلا جدا.. هي الآن أصبحت حاملًا تنتظر طفلها المستقبلي .. مسؤولة عن الاهتمام بصحتها ولكن !؟

حسنا هي توقفت عن الشكوى لأمها

فهي دائما تقول لها من حمل حملا عليه أن يكون على قدره والزواج كان برغبتها وموافقتها

*********

أول يوم بامتحانات كاميليا .. كانت مستعدة باكرا بعد أن استيقظت قبل الفجر وحضرت الإفطار وقامت بتنظيف المنزل وتجهيز ملابس شقيق سامح الأصغر “سميح” وتجهيز باقي طلباتهم .. وتفاجأت بحماتها تمنعها من الخروج

– يا طنط عندي امتحان متأخرة

هزت حماتها رأسها بنفي:

– امتحان ايه و زفت إيه … بقولك ادخلي جهزي الغدا الأول سميح وعيال بنتي عايزين يأكلوا محشي وبعدين ابقي اتنيلي شوفي امتحانك ده

اندهشت وسارعت بالقول في ضيق :

– أنتِ بتقولي ايه !!! انا كده ممكن أسقط.. ده امتحان هو أنا بلعب .. مش كفاية منعاني أروح السكاشن وضاع مني درجات أعمال السنة

لتضيف باندفاع :

– وبعدين عيال بنتك دول المفروض امهم اللي تأكلهم … مش انا خالص!!!

رمقتها بنظرة نارية و هي تلوي فمها بعناد و تقول :

– لا أنتِ اللي مش متربية وقليلة الأدب .. أنا بقى هخلي جوزك يشوفله تصرف معاك على قلة أدبك دي.. أنا هخليه يأدبك لما يرجع

ما تلك الوقاحة! ألا يعلمون بخطورة كلامهم الآن على ماذا يعاتبوها؟

على عدم موافقتهم ذهابها إلى الامتحان, زفرت بضيق واضح, و حاولت استنشاق بعض الهواء و هي تجيبها بقوة :

– وأنا لازم امشي.. أنا مش مجبرة أعمل كل ده

صرخت بتهكم:

– لا ده أنتِ صوتك علي خلاص .. ومبقاش حد عارف يلمك..

اسمعي يا بت أنتِ …طالما عايزة تروحي امتحانك يبقى تمشي و مترجعيش البيت ده تاني

صرخت بذهول:

-أمشي! أنت بتطرديني ؟

تدخلت سميحة شقيقة سامح قائلة بحقد:

-يا بنتي اسمعي الكلام أحسن لكِ عشان ماما ماتطردكيش بجد..ادخلي المطبخ يلا

أومأت حماتها “سماح” بالإيجاب:

-زي ما سمعتي.. مش انت عايزة تجوعي عيالي ومتطبخيش ولا تغسلي ولا تعملي لهم حاجة عشان امتحانك ده .. يبقى تتفضلي مع السلامة وكملي بقى يا حبيبتي امتحاناتك عند أمك

ثم أخذت من يديها مفاتيح شقتها بقوة رغمًا عنها:

-هاتي يا حبيبتي مفاتيح الشقة دي

أخذت تصيح باندفاع محاولة أخذ المفاتيح من يديها :

– حرام عليكِ اللي بتعمليه ده

قالت لها سميحة بازدراء :

– ابقي وريني بقى هتنجحي ازاي وتكملي امتحاناتك إزاي وأنتِ عند أمك ..

تطلعت إليهم بصدمة و عيناها مليئة بالدموع:

– طب حتى سيبيني آخد كتبي .. و هدومي

سحبتها خارج الشقة بهمجية قائلةً لها:

– اطلعي بره ومترجعيش هنا تاني… بره

أغلقت خلفها باب الشقة ثم جلست كاميليا على الدرج لاتدري ماذا تفعل؟ فيما وضعت أصابعها لتلامس شفتيها وهي تحاول كتم بكائها لتبدأ في البكاء:

– حرام عليكم … ليه كده .. ليه

هذاكر إزاي أنا دلوقتي ياربي

*********

ذهبت إلى منزل والدها بعد أن أنهت الامتحان بصعوبة .. محاولة التماسك أمام زملائها حتى لا يسألها أحد عن حالتها .. حمدت ربها أن شقيقتها الأصغر هي التي فتحت الباب لترتمي في أحضانها مستنجدة إياها تحاول البحث عن سند آمن :

– فاتن

أخذتها فاتن إلى غرفتها محاولةً تهدئتها:

– كاميليا.. مالك يا حبيبتي في إيه؟

قالت بشفاه مرتجفة:

– كنت ماسكة نفسي بالعافية وأنا في الكلية .. مش قادرة يا فاتن هموت ..

– في ايه اهدي

– أم سامح!

– مالها الست الحرباية دي

أخفضت رأسها مستحية خائفة, لتقول بفتور :

– طردتني يا فاتن … عشان قولتلها إني رايحة امتحان

قالتها بصراخ منزعج:

– هي حصلت !!!

أنتِ إزاي سكتي لها إزاي!؟

ردت باندفاع:

– عشان الشقة في بيت عيلة أنتِ عارفة .. دي خدت مني مفاتيح الشقة والعمارة علشان مرجعش .. أنتِ متخيلة!؟

صرخت بذهول:

– طب وهتذاكري إزاي وهدومك وحاجتك .. وعلاجك

وقالت وهي تحاول أن تتمالك نفسها :

– مش عارفة يا فاتن مش عارفة ..

– حسبي الله ونعم الوكيل فيها .. ولما أقول حرباية تزعلي وتقولي حرام سامح يزعل

– كفاية يا فاتن بقى خلاص

مسكت ذقنها قائلةً لشقيقتها في حزم:

– كفاية اللي أنتِ فيه يا كاميليا .. فوقي لنفسك بقى حرام عليكِ .. بتدمري نفسك وصحتك .. ده ربنا ميرضاش بكده .. أنتِ حامل وكل كام يوم تعلقي محاليل وتروحي المستشفى وترجعي تخدمي وفي الآخر مش عاجب وتطردك !!! ازاي مستحملة العيشة المقرفة دي

ده الموت أرحم من عيشة زي دي

هزت رأسها بيأس:

– أعمل إيه .. قولي لي .. أتطلق مثلا ؟؟

وبعدين عشان بابا انا خايفة عليه..

– أنتِ بتضحكي عليّ ولا بتضحكي على نفسك !؟ سامح مين ده اللي كويس معاك … ده بني آدم واطي وكذاب .. هو الحاجة الوحيدة العدلة فيه إنه مش بيضربك زي الرجالة اللي بنسمع عنها لكن غير كده لا.. ده كفاية إنه ابن أمه !

زفرت كاميليا بضيق:

– ممكن كفاية بقى حرام عليكِ .. كفاية اللي فيّ مكفيني .. سيبيني أنام شوية

تركتها فاتن بيأس .. تعلم أنها كانت قاسية على شقيقتها ولكن هي التي فعلت بنفسها كل هذا ..

*********””

استيقظت كاميليا من نومها مفزوعة لتفتح هاتفها، وجدت زوجها قد أرسل إليها رسالة صوتية عبر تطبيق الواتساب عندما أرسلت هي رسالة له تعاتبه بها .. فرد قائلًا فيها بنبرة حازمة و بعصبية شديدة لدرجة أرعبتها:

” بصراحة بقى أنتِ غلطانة.. اختي وأمي كلموني وحكولي كل حاجة.. وأنا لما ارجع هوريكِ على اللي عملتيه مع أمي ده … بقى تسيبي أمي وتروحي امتحانك و زعلانة عشان طردتك .. أمي مش غلطانة يا كاميليا .. وحياتك لما أرجع هعرفك إزاي تعملي في أمي كده وتسيبيها وتروحي امتحانك.. أنا خلاص راجعلك يا كاميليا”

أطلقت تنهيدة مسموعة وأسقطت يدها الهاتف على الفراش قبل أن تدفن وجهها في الوسائد الموضوعة أمامها .. بمجرد أن ضحكت بسخرية شديدة وظلم رهيب على حالها التي وصلت إليها .. كيف تغيرت حياتها التي كانت مثالية للغاية منذ عامين فقط قبل رجوعها من خارج مصر واستكمال دراستها هنا وخطوبتها من سامح.. إلى الحياة التي تعيشها الآن

سرعان ما أفسحت الضحكة الساخرة المجال للدموع التي ظلت مكبوتة بداخلها لفترة طويلة .. ببطء وثبات هربوا من عينيها قبل أن تترك صرخة مسموعة تهرب .. بدت مكتومة على الوسائد لكنها كانت كافية لتفريغ ذلك الألم المدفون في أعماق جسدها.

*******

google-playkhamsatmostaqltradent