رواية الخذلان كاملة بقلم اسماء السيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية الخذلان الفصل الثامن 8
مكنشي قصدي ادعي عليها..اختك تعبانه وكل ما اشوفها احس اني ظلمتها..بس والله مكنش بإيدي..يابني..
يارب ريحني..انا مشوفتش يوم في حياتي عدل..انا طول عمري مظلو-مه..ريحني وخد-ني عندك بقي..
يمكن ألاقي الراحة شويه..
ـ متبك-يش يا امي..الي حصل دا كان مقدر ومكتوب هي اللي جا-حده..وقلبها قا-سي، قلتلك بلاش!
مسحت دمو-عها بطرحتها..
ـ متكر-هاش يا عادل…دي تعبانه واللي ما تتسمي هاريه بدنها با-لسحر و-الكتابه..
منها لله..ربنا ينتق-م منها..ضيعتني وضيعت حياتي..وولادي
ـ روحي ياسما يا بنتي..قلبي مسامحك..
سمعته بيضحك ويهون عليها..
ـ الله يا امه انتي المفروض تشكريها انها خلتك تطلقي وتتجوزي ابويا وتخلفيني انا..
عادل باشا..ابن طارق الحليوه ابو غمازات اللي بيموت فيكي…ولا انتي بقي مش بتحبيه والنعمه اروح اقوله..
ضر-بته بكوعها بخفه..وقالت له..والله ابوك دا الحاجه الحلوه اللي طلعت بيها في حياتي كلها…
_ الله ياامه طب وانا..
_ انت وأخواتك كل حياتي..يارب اجمع شملكم..
خدها اخويا في حضنه ومشي..
كل شويه يبوس راسها..ورجعت انا بصدمه لورا..
انا مش عارفه عملت ليه كدا..؟! ولا ليه هنتها كدا.. ؟!
انا قبل ما هينها هنت نفسي وبليت نفسي بايدي.. بدعوه.. يمكن مكنتش من قلبها.. بس انقبلت.. في ساعتها..
ولقيت نفسي جسمي بيهدي ويرجع لطبيعته..
وبدأت انب نفسي كالعاده..
دعوه الام وخصوصا لما تكون محرو-قه..اكيد ربنا بيقبلها في ساعتها..
دخلت شقتي وقعدت دافنه وشي بين رجليا..
كالعاده.. ند-مانه على كل كلمه خرجت مني
انا ايه اللي عملته ده..؟
انا فعلا مر-يضه..وانا عارفه ان فيا حاجه مش طبيعيه..
وكر-هي لامي كمان مش طبيعي..
انا قلبي طيب بشهادة الناس كلها..الا معاها هي..
حتي مع ولادي ضعيفه الشخصيه ومليش كلمه عليهم….وعمري ماقلت كلمه الا وعار-ضوني وكذبو-ني..
حتي معاملتهم لاخويا الصغير بقت فيها قله حياء
واخويا بدا يتضا-يق منهم..
بكيت بحر-قة..مبقتش عارفة انا فيا ايه؟
ولا عاوزه ايه؟
ـ دخل رامز اخويا عليا….
ـ بتعي-طي ليه دلوقت؟
كل مره تعكي الدنيا وتعيطي كدا..؟!
فيها ايه لو كلمتيها حلو يا ستي حتى من ورا قلبك..
بصتله بحد-ه بعد ما افتكرت انه بيروحلها وخايف من مني..
-انت بتروحلها من ورايا؟
اخويا خاف، وانكمش في نفسه:
ـ انا بس،روحت اعيد عليها والله ياسما..انا..
صرخت فيه وقولتله:
تعيد عليها !!! مش دي اللي رمتك وانت حتت لحمه حمرا..مش دي اللي فضلت تعيش تربي ابنها على انها ترجع وتاخدنا في حضنها..
انت نسيت دا كله..؟!
هتفضل غبي لامتي؟
اتنهد بحزن..وقالي..:
ـ انتي ليه كل شويه تفكريني ياسما..انا علي فكره سمعت منها..وصدقتها، وعذرتها.
حرام عليكي..امك انظلمت..و ياستي انا مش عايز اغضب ربنا فيها..
حتي لو كانت السبب..محدش ضامن عمره يا سما..
متزعليش مني..سيبيني اروحلها برضاكي..
كلام اخويا صدمني..وحسيت فعلا انه كبر
مبقاش رامز الصغير اللي بيسمع كلامي..وكلامه فعلا لبشني وخو-فني..
وحسيت انى فوقت..ما هي الفوقة والندم مبيجوش الا لما اصب غيظي فيها..واتكلمت بصدق في نفسي ولنفسي:
انا والله مش عارفه ايه بيجرالي اول ما بشوفها..بحس اني لا جسمي ولا لساني اللي بيتحرك ولا عقلي بيفكر اصلا
انا عارفه اني واكله وشاربه سحر من ناحيتها لحد ماعميت وأثر على جسمي واعصابي بس انا رافضه العلاج..وزهدته..
بصيت لاخويا اللي بيلبس..عشان يخرج.. وسألته:
ـ رايح فين يا رامز..؟
ابتسملي ابتسامته الهاديه اللي بتشرح قلبي دايما
ماهو من جماله تحسه انه ملاك ماشي عالارض..كل ما اشوفه اسمي واصلي..عليه..واخد جمالها في كل حاجه..كانه حته منها..وقالي: رايح الشغل..
ـ فين؟
ـ برا المحافظة،هسافر صد رد واجي..
ـ خلي بالك من نفسك يارامز..عشان خاطري..
ـ ياستي العمر واحد والرب واحد..
ـ بصيت له بخو-ف بقلبي وحسيت بقبضة بس مهتمتش..
واترددت بس سألته:
ـ هو انا عكيت الدنيا اوي معاها..؟
ـ ابتسم بحزن وحسيته هيعيط، وقالي:
ـ انا لو مش عارف انك تعبانه وانه مش بإيدك..كنت كلت-ك بسناني..انتي هن-تيها اوي ياسما..دي امك..والنبي قال
امك.ثم امك ثم امك..ثم ابيك..
ـ بكيت وحمدت ربنا ان ولادي مش موجودين..ولا شافوني..
للاسف كل حاجه بعملها بيغلطو-ني
بس افتكرت جوزي، اللي بقي علي اخره مني،
حاول معايا كتير بس انا برفض العلاج..دايما..
اخر مره روحت لشيخ قال..
اني اللي معمولها..معمول بالكبر عالعلاج نفسه، ورفض الدوا والاطباء..
وان الع-مل يتجدد لها كل اول شهر هجري من نفسه..
مبقتش فارقه بقي..
كل حاجة في جسمي بدات تضعف
الا كر-هي لأمي دايما في زيادة..ولا بينقص
فوقت من شرودي..على ايد رامز..الحنينه..
اللي بتمسح دموعي..
ـ خلي بالك من نفسك يا سما..ومتتعصبيش عشان خاطري..
الدنيا دي فانيه ملهاش لازمه..وانتي اقوي من كدا..
صالحي امك ونضفي قلبك..كلنا مظلومين في الدنيا..كلنا حكايتنا واحده..
حسيت بقبضه اكبر في قلبي..
ـ، انا مش هقدر يارامز..والله غصب عني..انتو مش حاسين بيا..
ـ كلنا حاسين بيكي وعارفين انك اكتر واحده اتظلمتي..
حتي جوزك حسن، عارف.وبيحبك..بس انتي عليكي حركات بتجننه..وتخرجيه عن شعوره ..
واحد تاني كان عمل زي ابوكي وجري اتجوز تاني..
بس دا مستحملك ومستحمل تعبك..
فاحنا ايه..نخف شويه..ونقوي كدا..
ضعف-ك وخو-فك دا..هو اللي مخليه يقوي عليكي ومخلي العيال ميخافوش منك..ويبجحوا فيكي..
دا لو عيل من ولادك شخط فيكي بتخافي
ـ غصب عني يارامز..انت عارف اني بخاف من اقل حاجه..
انا خايفه يا رامز..من دعوه امك..
مد ايده ومسح دموعي وقالي:
ـ ياهبله خافي من دعوة حماتك..ومتخافيش من دعوه امك..
دا بيقولك دعوه الأم في الكم..ودعوه الحما في السما..!
ـ ضحكت وقولتله..اه وحماتي هر-ياني دعاوي..
ـ قرب وباس راسي..
وقالي:
-خلي بالك ياسما..خلي بالك اوي..اوعي تيجي علي حد..ولا تظلمي.. داين تدان..والدنيا دواره وبتلف..واللي بتعمله يابن ادم..لازم يتردلك مهما كان.
ـ خوفت وقلتله..يعني ايه؟
ـ يعني الديان لا ينام.. يا سما..
فوقي قبل فوات الاوان..
سابني ومشي..وحسيت بقبضه اقوي بقلبي..ونغزه
وكلام امي واخويا بيرن في وداني..
انكمشت علي روحي واتغطيت ومديت ايدي خدت علاجي رغم اني ما بخدوش بالنهار
بس كنت محتاجه انفصل عن الواقع..
يمكن لما افوق..تخف حدة الندم والالم اللي حاسه بيه..
من اللي عملته في امي..
دايما اعمل العمله واهرب للنوم..جسمي مبيستحملش..ولا فيا طاقه افضل أؤنب نفسي..روحت في النوم وانا بفكر..
ومدرتش بنفسي..غير علي صوت صرخه قويه..بترن في وداني..
قومت اتسند اشوف في ايه وانا جسمي كله بيتنفض
وحاسه اني هقع من طولي في اي لحظه..
حسيت اعصابي انهارت..
وسمعتهم بيقولوا، حاجه مكنتش اتوقعها ابدا في احلامي..
حطيت ايدي علي ودني..اكتم صوتهم..
وانا مش مصدقه نفسي..
اكيد بيكدبو..كدابين..مش معقول..
مدرتش بنفسي..
ولا انا بعمل ايه؟
حسيت اني مش انا ديا، ولا دي حياتي
ولقيت نفسي بصر-خ..صر-خه قو-يه..
حسيت من قوتها هز-ت الكون كله..
ولفت راسي..
وحسيت بدوامه كبيره بتسحبني وايدين من بعيد بتشاورلي..
ايدين انا عرفاها وحفظاها كويس..
وبتقولي..
مع السلامه..هنتقابل تاني..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية الخذلان ) اسم الرواية