رواية صماء لا تعرف الغزل كاملة بقلم وسام الأشقر عبر مدونة دليل الروايات
رواية صماء لا تعرف الغزل الفصل الثامن عشر 18
دخلت بأرجل متعبة وأعصاب مهتزة تتمنى أن تقبض روحها في تلك اللحظة على أن تتواجد معه بنفس المكان، لا ترى أمامها سوى خيبتها وغبائها عند وصولها لمنتصف المدخل وجدته يجذبها بغضب يمسك ذراعيها يهزها بقوة كأنه يهز دمية بلا روح ويصرخ بوجهها:
– كنتِ فين كل ده؟ إزاي تتأخر بالشكل ده بره.
تنظر له بجمود وعلى وجهها أثار الدموع الملطخة بالأسود:
– انتِ ساكتة ليه؟ وإيه اللي مبهدلك كدة! ما تردي.. إيه اللي خلاكي تسيبي البيت من غير ما أخدك، وتليفونك مقفول.
تمسك كفيه تخضمها ببطء تقول بإصرار:
– طلقني!
يفيق من صدمته على تحركها صعودها بصمت.. فيندفع يجذبها من ذراعها:
– إيه اللي انت قولتيه ده! تصرخ بوجهه وتدفعه من صدره بعنف:
– طلقني يايوسف.. طلقني، طلقني عشان أنا عمري ما هكون ليك، طلقني عشان انت خاين.. خاين للأمانة.. أنا مكدبتش يوم ما قولت عليك شيطان.
ليمسكها بقوة رافض افلاتها بصوت مهتز:
– طيب ممكن تهدي عشان أفهم في إيه.. احنا كنا كويسين الصبح اللي حصل خلاكي متغيرة كده؟
– أنا عرفت كل حاجة عملتها فيا.. كل ده ليه عشان حبة فلوس.. تولع الفلوس.. أنا مطلبتش حاجة.. أنت اللي جيت غصبتني اني أعيش معاكم.. ضيعت حياتي وخربتها يا يوسف.. عملت فيك ايه عشان تعمل فيا كدة؟ مش معقول تكون ممثل بارع كدة!
يوسف بأنفاس متسارعة.. لا يستطع التركيز ولا التفكير لقد علمت بمخططاته السابقة.
ليتفاجأ بجريها إلى غرفتها تحتمي بها وتغلق الباب خلفها من الداخل.. ليعلو صوت نحيبها الذي جرح صوتها.
يصل إلى غرفتها يطرق الباب:
– غزل! ارجوكي تفتحي.. ماتعمليش في نفسك كدة.. كل اللي اتقالك كذب في كذب اكيد تقى اللي قالتلك.. وربي لا أعلمها الأدب.. افتحي ارجوكي.. نتفاهم.
لينصرف فجأة عائدًا إلى غرفته، أما عنها فقد كانت تسمع صوته كطعنات بقلبها لتنظر إلى شرفتها وتسير ببطء إليها وتقوم بإحكام غلقها عليها حتى لا يتسن له الدخول منها.
أما عنه عند وصله الشرفة وجدها مغلقة كما توقع.. فيشاهدها من خلف زجاجها الشفاف تجلس خلفها باب الحجرة ضامة أرجلها لصدرها وتدفن رأسها بهما.
يطرق زجاج الشرفة متوسلًا إليها أن تسمعه.. يقول بصوت متألم:
– صدقيني ياغزل بحبك ومحابتش غيرك في الكون ده كله.. أنا اسف لو كنت جرحتك.. ارجوكي تسامحي غبائي.
بعد فشله قام بالجلوس أرضًا بشرفتها ليراقب بكائها ونحيبها.. عندما خطط من قبل للإطاحة بها لم يكن يعلم انها ستسرق قلبه وحاله ليندم بعدها على مخططاته إليها.
…………..
ظلت حبيسة غرفتها عدة أيام رافضة أي تواصل مع المحيطين بها.. فقدت الثقة في الجميع حتى أخيه لم تنجح محاولاته في إخراجها من اكتئابها الذي حل عليها.
وملك التي كانت تخرج من غرفتها بعيون دامعة على حال اخيها الأكبر الذي لم يترك باب غرفتها.. كان مقيم أمامه جالسا اكبر وقت لديه يحدثها من خلف الباب لعلها تسامحه على غدره.. وتنسحب بعدها مغلقة بابها خلفها تاركة إياه يحاول أثنائها عما تفعله.
امتنعت عن الطعام.. فعندما فقد السيطرة على أعصابه هدد بكسر الباب لتراه يحاول دفع الباب بجسده ليمنعه يامن من تهوره.
كانت تسمع صوت بكائها ونحيبها علي فترات متقطعة مرددة كلمة واحدة وهي الطلاق.. حتى هدأت نوعًا ما وبدأت فترات بكائها يقلق ويقلق حتى امتنعت عن الحديث نهائيًا أو البكاء كأن طاقتها قد نفذت.. ما كان يطمئنهم انها بخير.. مراقبته لها من زجاج شرفتها فيجدها تتحرك فاقدة الروح داخلها.
ولكن ما قلقه انه بدأ يلاحظ طول فترات نومها لتتقوقع على حالها اكثر وأكثر.
……………
أما عنه فامتنع فترة للحضور بالشركة حتى توقفت بعض الأعمال والصفقات ليقرر أن يذهب للشركة بضعة ساعات ليعود إليها مرة أخرى.
……….
أما عنها تتردد كلماته وكلمات يامن بعقلها على مدار الأيام السابقة.
أنها ليست بضعيفة يجب عليها تقويه حالها اكثر من ذلك.. يجب عليها مواجهة الموقف لا الهروب منه بضعف لتقرر الذهاب له مهما كانت نتائج تلك المواجهة.
ارتدت ملابسها من سروالها الجينز لقميصها الفضفاض وجمعت شعرها أعلى رأسها بعشوائية وغطت عينيها بنظارتها الشمسية لتخفي الهالات السوداء وانتفاخ اعينها.
انزل مهرولة قاصدة الشركة تتجاهل نداء ملك التي اندهشت من ظهورها.
………..
ظلت خلال الطريق تحاول الإتصال به ولكنه لم يجب على اتصالاتها.. فتدخل من باب الشركة قاصدة المصعد لتجد ورقة مكتوب عليها (مغلق للصيانة) فتكمل طريقها صعودًا على الدرج مع محاولاتها للاتصال به مرة أخرى لتتوقف فجأة اثناء صعودها عندما فتح الاتصال لتتسمر قدماها عن الحركة وتتسارع انفاسها.
قبل وصولها بعشر دقائق..
كان يجلس خلف مكتبه مغمض العينين بإرهاق أزرار قميصه مفتوحة بإهمال تطرق الباب تقول:
– القهوة يا باشا! دي خامس كوباية قهوة تشربها كدة غلط علي صحتك.
– ملكيش فيه أنتِ، تنفذي الأوامر وبس.. واقفلي صوت التليفون ده.
لتقترب منه بغنج مقصود تنظر لشاشة الهاتف وتبتسم بخبث وتضغط علي الهاتف.. تقول بدلع مصطنع:
– سيبني اعملك مساج أنا أيدي سحر لو جربتها هتدمنها.. فتقترب منه بحذائها العالي وتنورتها الضيقة القصيرة.. تقف خلفه تقوم بتدليك أكتافه بنعومة تكمل:
– اسمع كلامي يا باشا مش هتندم.
ليشعر يوسف بأصابعها تدلك اكتافه.
ليتأوه ألما بطريقة رجولية ولكنه بعد لحظات بدأ يشعر بتماديها لتمتد أصابعها أسفل قميصه المفتوح تتلمس صدره بطريقة مثيرة علم من خلالها مقصدها.. ليقبض على كف يدها بقوة مؤلمة لها ويجذبها لتكون في مواجهته قاصدًا تعنيفها.. لتسقط بأحضانه في حركة مقصودة منها تقترب شفاها المصبوغة من خاصته.. ليتفاجأ بفتح الباب بعنف ويجد معذبته تقف وسط الحجرة بوجه بارد متسارعة الأنفاس تحارب بكائها لما رأته.. كيف سيبرر لها الان؟ كيف ستصدق انه ليس له يد في ذلك؟ فينتفض دافعًا تلك اللعوب عنه صارخا بوجهها:
– تطلعي بره واستقالتك تكون عندي حالًا.
……….
يقف أمامها متعرقًا يشعر كأن الحظ يعانده لتدخل عليه بعد طول غيابها في مثل هذا التوقيت.. لا يعرف ماذا يقول ليجد أول كلمة تخرج منه بغباء:
– غزل! أنتِ جيتي؟ غزل أنتِ ساكتة ليه؟! أوعي تكوني فهمتي غلط أأنا …هي.
يقترب منها يحاول وضع يده فوق أكتافها ليجدها تتراجع خطوة مبتعدة مع اهتزاز رأسها ببطء يمينًا ويسارًا.. كأن حان وقت إفاقتها من صدماتها به.
فيجدها تجري من أمامه فجأة خارج الحجرة ليلحق بها مناديًا باسمها لعلها تسمعه ولكنها كانت اسرع منه كأنها تهرب من شياطينها لتتوجه إلى المصعد تضغط علي أزراره بعصبية والدموع تسيل على وجهها وعند هذه النقطة جحظت عينيه ويصرخ باسمها عاليًا يمنعها من استقلال المصعد ليتلف كل من حوله له بسبب صراخه.
يجري لعله يلحق بها قبل دخولها المصعد ليمنعها ..فيجدها تدخله لحظة وصوله ليدخله معها بأنفاس متلاحقة خائفة ويغلق عليهما.
يقول بأنفاسه المتقطعة:
– غزل احنا لازم نخرج من الاسانسير ف…
لم يكمل جملته ليجدا هبوط المصعد بشكل سريع مفاجئ يسقطهما أرضا ويتوقف بعدها فجأة.. فتخرج منها صرخة مرعبة ويتملكها الخوف تشعر باقتراب موتها.. عند توقف المصعد زحف علي ركبتيه يهدئ انهيارها ورعبها ضاما إياها لصدره بقوة.. لقد تملكه الرعب هو الآخر لكن يجب عليه التماسك أمامها فيعلو صوت نحيبها الذي اخترق صدره يقول بصوته الأجش:
– شششش اهدي…مافيش حاجة هتحصل.. أنا معاكي ومش هسيبك.. مش هسيبك أبدا.
ليزداد بكائها:
– خرجني من هنا.. أنا مش عايزة اموت.
يربت على ظهرها بحنان:
– مافيش حد هيموت.. صدقيني.. أنا عايزك بس تتحركي معايا براحة نشوف الاسانسير وقف فين؟
تهز رأسها رعبًا متشبثة بقميصه رافضة التحرك ..فيمسك وجهها بكفيه هامسا:
– أنا مش هسمح بحاجة تأذيكي فاهمة؟
ليرى نظرة سخرية بعينيها من وعده لها ويفهم مقصدها ليقول بصوته الأجش وهو مستمر في تقريبها له:
– صدقيني أنا بحبك.. مقدرش أعيش من غيرك.. لا أنا مش بحبك أنا بعشقك.. بعشقك ياغزل.. كل اللي أنتِ عرفتيه مش حقيقي.
ليرى دموعها تنهمر على كفه تقول بألم:
– تنكر انك كنت متفق مع تقى عليا.. تنكر انك كنت عايز تشيلني من طريقك واني زي ما أنت قولت لشادي أني مش من النوع اللي بيعجبك.. تنكر انك سخرت من إعاقتي اللي ماليش ذنب فيها.. عارف أنا عمري ما كنت عايزه أعيش معاكم كنت راضية بنصيبي.. نصيبي اللي انت ادخلت فيه وبفضلك فسخت خطوبتي.. عارف يا يوسف ايه السبب الأساسي اللي خلتني عملت العملية؟ انت! عشان ما شوفش نظرة استحقار منك.
ليهز رأسه بالرفض:
– مش صحيح أنا…
ليقطع حديثه حركة المصعد فجأة للأسفل مهدد للسقوط.. ليقول وهو يرى رعبها:
– إحنا لازم نخرج من هنا.. الاسانسير هيقع بينا.. في تليفونك زمانهم مش عارفين اننا محبوسين.
ليتركها تبحث في حقيبتها وتخرج منه هاتفها وعند محاولته الاتصال وجد عدم وجود شبكة ليغضب قائلًا:
– مافيش زفت شبكة.
– طيب نحاول ننده على حد يسمعنا.
يوسف بفقدان أمل:
– محدش هياخد باله وصوتنا مش هيتسمع.
…………
يامن يدخل الشركة يظهر عليه التوتر يقابل شادي الذي يحدث احد الموظفين بعصبية يقول:
– في إيه ياشادي؟ جايبني ومكهرب الدنيا ليه؟
– اخوك مش لقينه.. رحت امضي منه أوراق لقيت نهى بتقولي خرج يجري ورا غزل.. اعتقدت انه مشي بس لقيت حاجته وموبايله ومفتاح العربيه.. سألت الأمن قالوا ماخرجش.
يامن بضيق:
– يكون راح فين تلاقيه هنا ولا هنا.
شادي بتوتر:
– المشكلة إن غزل معاه وأنت عارف ان علاقتهم متوترة الفترة الأخيرة ونهى بتقول كان بيجري وراها.
يامن بغضب:
– اسأل حد من الموظفين.. يمكن شافوهم.
يقطع حديثه رؤيته لمحمد بوجهه القلق:
– إيه اللي سمعته ده.. يوسف وغزل مش لقينهم؟
يامن مهدئًا إياه:
– إن شاء الله نلاقيهم اكيد اخدها في أي حته.
– احنا لسه ههنتوقع الشركة مش فيها كاميرات زفت.. خلينا نشوف الكاميرات.
قالها محمد بعصبية بالغة.
………
بعد دقائق قلبت الشركة رأسًا على عقبًا
بعد كشف الكاميرات لدخولهم المصعد رغم انه تحت إشراف الصيانة ليجن كلًا منهما ويقف يامن ينادي بعلو صوته أمام المصعد لعلهما يسمعا ويطمئن عليهما.
أما عن شادي فقد قام بإبلاغ النجدة والاتصال بعربة اسعاف مجهزة تحسبًا لحدوث أي شيء لهما.
……..
يجلس ساندًا ظهره بجانب من جوانب المصعد باسط قدميه للأمام لتسند رأسها فوق ساقية يحاول بثها الأمان يلاعب خصلات شعرها العسلية بأصابعه.. فيخترق الصمت سماعها لصوت يامن من بعيد ينادي بأسمائهم.. فتنتفض جالسة على ركبتيها تشعر بالبالأمل يوسف انت سامع.. ده يامن.. يامن عرف اننا محبوسين وبينده علينا.
فتتحرك بتهور غير مسبوق تقف أمام باب المصعد تضرب عليه بقبضتها وتصرخ:
– ياااااامن …احنا هنا.
– غززززل! ابعدي عن االبا.. ماتحركيش الاسانسير ..غزل..
لم يكمل تحذيره ليجد هبوط مفاجئ للمصعد عدة ادوار بسرعة غير محسوبة وتنقطع الأضواء.. فتقع هي أرضًا وسط صرخاتها القوية.
ليتساقط ألواح معدنية فوقها ويسرع في جذبها أسفله يحميها بجسده فيسقط ألواح المرايات والألواح المعدنية التي تزين المصعد فوق ظهره.
……..
عند ثبات المصعد مرة أخرى وجدت نفسها مسطحة علي ظهرها فوق ارضية المصعد وفوقها جسده المتعرق يحيطها بقوة بذراعيه مع تسارع انفاسه.
وثقل جسده يحاول حمايتها وعند تحريكها له في محاولة منها للجلوس خرجت منه تأوه مكتوم شل اطرافها لتقول بخوف:
– يوسف! يوسف رد عليا.
يجيبها بألم:
– أنا موجود ياغزل.. متخافيش.
– مالك ؟ جرالك حاجة؟
يوسف محاولًا السيطرة علي الألم الذي تملك من ظهره فجأة لايعلم ما اصابه.. أما عنها فكانت تشعر ان خطبًا ما اصابه ولا يريد التصريح بذلك فحاولت حثه علي التحرك قائلة بحذر:
– ممكن تجيب التليفون عشان أنا يخاف من الضلمة.
لتجده لم يجبها ولم تسمع الا صوت انفاسه ليقول بعدها بأنفاس مضطربة:
– مش بذمتك الجو شاعري عايزة تولعي النور ليه.. دي احسن حاجة حصلتلنا انك في حضني والنور مقطوع.
شعر عند خروج كلماته بحدوث أمر ما لينقبض قلبها من نبرة صوته فتحيطه بذراعيها بقوة لتضمه لها اكثر وتظل متعلقة به رغم شعورها بثقل جسده الذي يزداد فتسمعه يهمس بأذنها:
– ماتسيبنيش ياغزل.. خليكي معايا.
– أنا معاك يايوسف وهفضل طول عمري معاك.
لتشعر بدموعها التي حرقت اعينها.
ليقول بصوت هامس:
– وأنا كمان هفضل على طول معاكي.. استحالة اقدر اسيبك أو اطلقك..أنا مخونتكيش يا غزل مصدقاني ؟
غزل ببكاء:
– مصدقاك يا يوسف.. مصدقاك ياحبيبي.
…………
يامن بصراخ :
– احنا هنفضل واقفين نتفرج واحنا مش عارفين جرالهم ايه؟
شادي يفرك جبينه بتوتر:
– محمد راح يجيب حداد يفتح الباب.. النجدة هتتأخر.
ليرى محمد يجري باتجاهما مع رجل في العقد الرابع يلهث ورائه:
– أنا جبت الحداد وفهمته الوضع.
يامن بخوف:
– طيب هنقدر تفتح الباب بماكينة اللحام دي؟
الرجل:
– بإذن الله يا باشا.
يامن بضيق:
– طيب مستني ايه يلا أبدأ.
……….
يحيطها الظلام من كل جانب تشعر بثقل جسده وارتخاء جسده فوقها.. لقد فقد الوعي منذ قليل.. علمت ذلك عندما توقف فجأة عن الحديث.
لقد اكتشفت إصابته بجانبه عندما شعرت باللزوجة ساخنة تحت كفها ولكنها تجهل مدى عمق الإصابة.
ماتشعر به حاليا هو ازدياد الدوار مع عدم قدراتها للتنفس تخاف ان تصاب هي الأخرى بالاغماء.
تسمع صوت ضربات فوق المعدن.. لا تعلم مصدرها ولكنها متأكدة انهم بدأوا في البحث عنهم.. تحاول تقاوم ضيق تنفسها وتحركه قائلة:
– يوسف! فوق يايوسف، عرفوا اننا محبوسين هنا
أغمضت اعينها للحظات لم تعرف كم مر عليها من الوقت لتفتح اعينها وتجد وجها قريبا من وجهها يناديها بذعر.. نعم تعرفه.. انه وجه يامن؟ ولكن أين.. أين هو لقد كان فوق جسدها لما تشعر بالبرودة؟ تغمض اعينها مرة اخري لتجد ايادي تحركها وتحملها بالهواء وتسمع أصوات متداخله كثيرة وضوضاء.
تسمع شادي يقول بخوف:
– في جرح في ضهره.. فين الإسعاف؟
وتسمع صوت تحفظه عن ظهر قلب يهمس عن قرب:
– غزل.. كلميني.. احنا معاكي.
ليكمل محدثًا شخصًا اخر بصراخ:
– الدم اللي مغرقها ده منين؟ مش لاقي اصابه!
ارادت إجابته وطمئنته انه ليس دمائها بل دماؤه هو ولكنها تشعر انها فوق موجة عالية تسحبها بعيدًا.
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية صماء لا تعرف الغزل ) اسم الرواية