رواية من قلب الواقع (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم نورا سعد
رواية من قلب الواقع الفصل الاول 1
- أتجوزتني ليه وأنت لسه بتحبها؟
ـ عشان أنساها!
قالها بضعف..وأنا... وأنا وقتها بس سمعت صوت تكسير قلبي!
كنت بقول لنفسي لسه مجاش وقت الأنهيار، لسه شوية! وبكل قوة العالم كنت بقرب منه خطوة كمان وبسأله:
ـ ونستها؟
ـ معرفتش! حاولت والله بس معرفتش!
تاني مرة... قلبي بيتفتت لحتت صغيرة وكله بفضل أنسان!
ضحكت بهَم، دموعي نزلت غصب عني ولكني سألته بثبات معرفش أيه مصدره:
ـ ومسبتنيش ليه ورجعتلها يا ترى؟
ـ عشان هي أتجوزت وعاشت حياتها..
قالها و... وعينه دمعت! كنت لسه هتكلم لكنه قاطعني صوت شهقاته العالية هو وبيكمل وبيقول:
ـ كملت حياتها وأنا حياتي وقفت! كان لازم أكمل، أتجوزتك وحاولت أنساها، والله العظيم حاولت ولكني معرفتش! أنتِ جميلة وأحسن وحدة في الكون كله بس... بس قلبي معرفش يحبك! لسه بيحب اللي سابته يا نور!
كان بيتكلم بعياط، صوت شهقاته كان بيهزلي قلبي من مكانه، ولكن كلماته كسرت ضلوع قلبي منغير رحمة!
كان في رغبة ملحة أني أحضنه وأطبطب عليه، ولكن للحظة وجع قلبي تضاعف من الآلم ولقيت نفسي بنفجر فيه بكل ضعف:
ـ ولما معرفتش مسبتنيش ليه؟؟؟ ليه وخدني وأنت متعلق بحد غيري؟ شايفني رخيصة للدرجادي عشان تكون جمبي على السرير وبتفكر فيها؟ شايفني بدون كرامة قدامك عشان كل يوم تقعد تفتكر أيامكم سوا وأنا جمبك بعملك كل شيء في الكون عشان تكون مبسوط؟ أنا بحرق نفسي عشانك وأنت عايشلي على ذكريات الماضي؟؟؟ ليه يا يوسف؟ ليه عملت فيا كده؟ عملتلك أيه لكل ده؟
ـ أنا آسف يا نور، حقك عليا.
قالها وراسه في الأرض! كان مداري دموعه مني، الحقيقة أني مكنتش مُدركة الكلمة! يعني إيه آسف دي؟ كسر قلبي ويقولي آسف؟ ومنغير كلام تاني ملوش لازمة كنت بسحب مفاتيحي وبزُقه من طريقي.
خدت العربية وبدأت ألف في الشارع، كل شيء بيمُر قدامي، كل شيء من سنتين لحد من كام ثانية!
كان شاب زي كل الشباب، عايز يخطب وخلى مامته تكلم مامتي وبعد التعارف أتخطبنا، كان شوية يكون لطيف وشوية يكون مش ضايق نفسه، كنت بقول لنفسي يمكن ده طبعه، لحد ما أقتنعت بكده! وأتجوزنا... أتجوزنا وبدأ كل شيء كنت بكدب أحساسي فيه يوضحلي بصورة مباشرة! مباشرة لدرجة أني أكتشفت أني كنت معميّة!
ـ أنت مكنتش بترد عليا ليه؟
كان لسه جاي من برا، معاد شغله خلص من ساعتين، كنت مستنياه على الغدا ومجاش، رنيت عليه كتير ومردش، قلقلت عليه زي ما أي وحدة بتقلق على جوزها! لكن هو كان لي رأي تاني! كان شايف أني مش من حقي أقلق!
ـ في أيه؟؟ عماله زن زن، كنسلت عليكِ خلاص.
كان بيتكلم بزعيق هو وبيخلع الكوتشي، كنت مخضوضة من صوته العالي، أنكمشت في نفسي لاإراديًا وسألته بصوت مهزوز بعد ما كان قوي:
ـ قلقت عليك يا يوسف في إية؟!
ـ لا متقلقيش، حضريلي الأكل عشان نازل.
قالها هو وبيزقني بشويش من قدام الباب، مقدرتش أمسك نفسي، أتحركت وراه عند الحمام وسألته بنفعال:
ـ تنزل تروح فين؟ ما أنت لسه جاي!
اتعصب! رفع وشه من على الحوض وبصلي في المرايا وزعق وقال:
ـ أنتِ هتحققي معايا؟ خلصي عايز اطفح!
كانت دي أول خناقة بنا، أول مرة أشوف طريقته القذره دي! ولكن ده خلاني أفتكر فترة الخطوبة! في مرة كنت برن عليه ولقيته مش بيرد، ففضلت أتصل بيه كتير عشان قلقت عليه، ولما فتح عليا زعقلي زي كده بالظبط! ولكن بعد كده أعتذر وقالي أنه كان مضغوط عشان حد من صحابهم اتصاب هما وفي النادي وأنا كنت برن في الوقت ده، وأنا.. وأنا صدقت! ده غير لما كنا بنتناقش عادي وألاقيه مرة وحدة اتعصب وبدأ يزعق، ولكن وقتها كان بيحاول يهدي نفسه في نفس اللحظة، أنا.. أنا قولت أكيد هو ده طبعه! مكنتش فاهمة أن كل دي علامات أني داخله على علاقة توكسيك! علاقة مش سوية نفسيًا بكل المقايس!
*******************
ـ يا مساء الخير... أي ده في أيه؟
أترميت في حضنها بدون ولا كلمة، مكنش عندي حد أروحله غيرها، دنيا صاحبتي وزي اختي والشخص الوحيد اللي كان بيحذرني من يوسف!
ـ يا بنتي حصل أيه فهميني!
ـ مصيبة يا دنيا، مصيبة.
ـ في أيه؟؟
مسحت دموعي بأيدي، خدت نَفَس وبدأت أهدى وبعدين قولتلتها:
ـ طلع... طلع مش بيحبني، طلع كان بيحب وحدة ولما معرفش يتجوزها أتجوزني عشان ينساها يا دنيا! وأنا.. وأنا معرفتش أروح لمين وجيتلك..
قولتلها الكلمتين دول ودخلت في نوبة بُكى جديدة، دخلتني في حضتها وبدأت تطبطب عليا بشويش، سابتني في حضنها لحد ما هديت تمامًا وبعدين سألتني وقالت:
ـ ممكن أعرف أيه اللي حصل؟ وأزاي عرفتي الموضوع ده؟
مسحت دموعي وخدت نفسي، أديتني كوباية مية أشرب منها وبعدين بدأت أتكلم:
ـ عرفت لما.... لما خرجنا مع صحابه، كانوا صحابه الشباب ومعاهم مراتتهم، كانت خروجه عادية وحلوة، لحد ما حصل....
******************
ـ لا لا يا شباب لو خلين...
ـ ما تسكتي شوية في إيه؟ مش شايفة في رجالة بتتكلم؟
كنا... كنا بنتكلم كلنا في حاجة ليها علاقة بالتجارة وبتاع، وبحكم أني فاهمة في التجارة كنت بندخل في كلامه هو وصاحبه عادي زي؛ زي باقي الشلة اللي كانت بيتدخلوا هما كمان في كلامهم، وفي وسط كلامهم قالوا حاجة غلط ليها علاقة بدراستي؛ فأنا كنت بحاول أوصلهم المعلومة الصح بدل الغلط اللي هما عارفينها، ولكن... ولكن فاجأة لقيته بيزعق فيا وسطهم وبيقولي أسكتي! وفي وسط كسفتي وقبل ما أرد كانوا صحابه هما اللي بيردوا عليه وبيقولوا:
ـ في أيه يسطا ما تهدى!
ـ أهدى يا عم مش كده.
ومن بين كلامهم لقيت مرات صاحبه بتضحك وبتقول:
ـ في أيه يا يوسف ما براحة.
وبعد ثواني كملت كلامها كملت وقال:
ـ ما هي لو كانت ملك مكنش ده اللي حصل.
وضحكت! ولكنها خرست تمامًا لما جوزها بصلها بعيون بتطلع شرار! وهي عشان تلطف الجو راحت قالت:
ـ بس دي نور ضفرها برقبتها طبعًا، هو في زي نور!
طبعًا الكل حاول يداري على الموضوع، ولكن أنا معرفتش أخرجه من دماغي، ولما لقيت البنت اللي اتكلمت دي دخلت الحمام استأذِنت وروحت وراها، وهناك سألتها وعرفت كل حاجة!
ـ مين ملك دي يا عزة؟
ـ هو أنتِ متعرفيش؟
قالتها هي وبتبصلي بستغراب، وأنا بكل وضوح قولتلها:
ـ لأ.
ـ دي يا ستي البنت اللي يوسف كان مرتبط بيها زمان، بس ده كان من زمان أوي، من 5 سنين كده، بس طبعًا أنتِ اللي في القلب دلوقت.
قالتها وضحكت بلطف، ابتسمتلها أنا كمان وقولتلها:
ـ آه آه ده كان قايلي، ده حتى قالي أنه كان بيحبها أوي وقعد فترة لحد ما نسيها.
قولتلها أي حاجة جت في بالي عشان تبدأ تجيب اللي عندها، وعشان أفهم، وفعلًا بدأت تتكلم وتفهمني الحقيقة اللي كنت معميّة عنها!
ـ دي حقيقة فعلًا، كان بيحبها أوي، وفضل 3 سنين بعد ما سابها بيحاوب ينساها، لحد ما ظهرتي أنتِ ونستيهاله.
غمزتلي هي وبتنهي جملتها، ابتسمتلها وبعدين سألتها:
ـ وليه كنتِ بتقولي برا أنها لو كانت هي اللي مكاني مكنش عمل كده؟ عشان سكتتله يعني؟ على فكرة أنا مرتضش أرد عليه عشان أنتوا قاعدين بس.
قولتها وضحكت وكأني بسأل بتريقة يعني وبتاع، وهي فعلًا قابلت سؤالي بضحك وقالت:
ـ ما هو ده الأحترام يا بنتي، أصل هي كانت بعيد عنك؛ عاملة نفسها أم العُريف، كانت بتنط في كل شيء بمعنى كل شيء.
ـ يعني هو كان بيسكتلها، ما أكيد كان بيتزعقلها.
قولتها بتريقة وبعدين ضحكت، ولكن هي كملت كلامها بجدية وقالت وهي بتتحرك بجسمها ناحيتي وبتقف قصادي بدل ما كانت وقفة جمبي بصالي:
ـ ده مكنش يقدر يزعقلها ولا يكسفها ولا يرفع صوته عليها قدام حد، كان بيحترمها جامد أوي أوي، أصله كان بيحبها ومش بيحبها تزعل منه، وهي بالذات لو كان حصل معاها موقف زي ده قدام حد كانت ممكن تسيبه فيها أساسًا.
أنا... أنا سمعت كلامها ولساني أتلكّم! وهي تقريبًا أدركت هي قالت أيه، عشان كده لقتها بتتحرك ناحية الحوض عشان تغسل أيديها وقالت:
ـ بس طبعًا يا بنتي كل ده كان زمان، دلوقت هو بيحبك أنتِ.
وقتها بس بدأت أربط كل شيء ببعضه، كان بيحبها، كان بيحترمها، كان بيخاف يعمل حاجة تزعلها.. لكن أنا! أنا بيعمل كل شيء ممكن يزعلني، كل شيء ممكن يهِني، كل شيء ممكن يوجعني ومنغير ما يبص وراه حتى! معنى كده أنه مش بيحبني! هو... هو بيحبها... هو كان ومازال لسه بيحبها! أومال ليه دايمًا بيكون سرحان وماسك التليفون 24ساعة بدل ما يقعد معايا فيهم؟ ليه؟؟ أكيد عشان لسه بيحبها!
*******************
ـ وبعدين عملتي أيه؟
ابتسمت بسخرية وقولتلها:
ـ ولا حاجة، واجهته.
ـ وقالك أيه؟
ـ قالي فعلًا بحبها، وأنه كان بيحاول ينساها!
قولتها أنا وبمسح دموعي، طبطبت عليا من جديد وقالتلي:
ـ مبدائيًا أحنا لازم نتصرف، تمام؟ العياط مش هيجب نتيجة.
رفعت وشّ ليها وسألت:
ـ وهنتصرف أزاي؟
ـ تقولي لأهلك وتطلقي!
ضحكت بحُزن وقولت:
ـ أهلي! أقولهم إيه بقى؟ جوزي مش بيحبني وبيحب غيري متجوزة وهي مش بتفكر فيه؟ محدش هيفهم الحوارات دي يا دنيا.
خلصت كلامي أنا وبنزل راسي للأرض، رفعتلي وشّي من تانس وقالت بثقة:
ـ يبقى نتصرف أحنا.
ـ أزاي؟
ـ هقولك.
•تابع الفصل التالي "رواية من قلب الواقع" اضغط على اسم الرواية