رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار عبر مدونة دليل الروايت
رواية عروس رغما عنها الجزء (2) الفصل السابع عشر 17
(يحتضر )
اتسعت عيني مروان وخفق قلبه بقوة …للحظات ظن انه سمع خطأ…ولكن كان هذا صحيح …صحيح مائة بالمائة…لقد وافق عليه ادم…وافق ان يعطيه فرصة … اغمض عينيه وهو يشعر ان الحياة تقبلته أخيرا …فهذا الفتي المنبوذ من قبلها الآن له فرصة يعيش …فرصة ان يكون سعيدا ….احتشدت الدموع بعينيه واغمضهما وهو لا يصدق الأمر …بسرعة وخجل مسح الدموع التي انسابت علي وجنته ونظر الي ادم وهو يقول بصوت جاهد بقوة لإخراجه ثابت ؛
-معلش قول تاني …قولها تاني ..
لم يبتسم ادم وقال:
-قولت أنك نجحت في الاختبار…أنا موافق تتجوز …
لم يتركه مروان يكمل حديثه بل صرخ بسعادة لدرجة أنه افزع ادم وليلي …ثم شد ادم وضمه بقوة …
-انت يا بني ادم …ابعد ابعد …
قالها ادم بضيق وهو يحاول ابعاد مروان عنه ولكن دون جدوي …كان مروان يحتضنه ودموع السعادة تملأ عينيه …بينما ادم يحاول ابعاده فلا يستطيع وليلي تشيح بوجهها المحمر من الناحية الاخري بينما تضحك بكل رقة ….
أخيرا ابعده ادم عنه وهو ينظر إليه بضيق بينما تأوه مروان وهو يضع كفه علي بطنه المصابة وقد تألم قليلا …
نظر إليه ادم بضيق وقال:
-سيطر علي فرحتك شوية عشان انت لسه خارج من المستشفي …
هز مروان رأسه بسعادة ثم قال:
-امتي كتب الكتاب والفرح …أنا بقول الخميس اللي جاي نكتب الكتاب وبعدها بأسبوع….
-بس ..بس ايه يا بابا فيه ايه …ايه الاستعجال ده ..انت فاكر الموضوع بسيط للدرجادي …اجوزك اختي بسهولة كده !!!
نظر مروان بتوتر الي ليلي وقال:
-انت مش قولت أنك موافق و…
-ايوة وافقت بس طبعا لازم تكون فيه فترة خطوبة عشان اقيمك واشوف تنفع ولا لا ليها…أنا هسلمك اختي وبنتي …
-فترة الخطوبة دي هتبقي قد ايه ؟!
-بعد ما تخلص كليتها .
اتسعت عيني ليلي بفزع …رباه هي ما زالت في السنة الثالثة من كلية الطب …ستنتظر ثلاث سنوات اخري …
-بتقول ايه ؟!
قالها مروان بصدمة ثم اكمل :
-كتير يا ادم والله …خلينا اتجوزها ومستعد اديك كلمتي اني اخليها تكمل دراستها …
-والله خايف يا مروان أعمل كده …
قاطع ادم كلامه ونظر الي ليلي وكأنه يدرك فيما تفكر هي واكمل:
-تروح هي تأثر عليك ومتروحش الكلية …
هز مروان رأسه بالنفي وقال :
-ده مستحيل …مستعد اديك.وعد اني هجبرها كل يوم تروح الكلية وتذاكر وانا متكفل بكل مصاريف دراستها !
-يا دي النحس …
تمتمت ليلي بضيق ..
اكمل مروان وهو يترجاه قائلا:
-ادم ارجوك …صدقني مش هشغلها عن دراستها لكن تلات سنين كتير …
تنهدت ادم بضيق وقال:
-طيب نستني ست شهور فترة خطوبة مناسبة اهي ندرس فيها تصرفاتك ونشوف تنفع ليها ولا لا …
ابتسم مروان بسعادة وقال:
-موافق جدا …شكرا اووي يا ادم ..
ثم كاد ان يعانقه مرة اخري الا ان ادم نظر إليه ببرود ليتراجع وهو يحك رأسه بخجل بينما لا يستطيع منع تلك الابتسامة التي تكونت علي وجهه …هو سعيد …سعيد للغاية …يكاد يطير من السعادة ..حبيبته ستكون له …لا يصدق هذا !!!
شد علي باقة الازهار وقال بلهفة:
-امتي الخطوبة..ها قولي …
ابتسم ادم وقال:
-نخليها بعد اسبوعين يا مروان …بس خلي بالك فيه ضوابط لازم تراعيها مع اختي …أنا عايزك تتقي ربنا علي قد ما تقدر…ما تندمنيش في يوم اني جوزتهالك ..
هز مروان راسه وقال:
-مستحيل يا ادم ..هعمل المستحيل عشان اليق بيها …أنا همشي دلوقتي …
ثم كاد ان يذهب ولكن ادم قال :
-استني يا مروان ..
توقف مروان وهو ينظر إليه فقال ادم:
-انت جايب الورد ده لمين؟!
توتر مروان وهو ينظر الي الورد وقال:
-ليكم ..قولت مدخلش وايدي فاضية..
-جميل اووي …طيب ليه مروح بيه هيسليك في الطريق مثلا ؟!
وضعت ليلي كفها علي فمها وبدأت بالضحك عندما رأت وجه مروان المضطرب …يبدو لطيفا اكثر وهو متوتر هكذا .
…….
-تعبت النهاردة …
قالها ادم وهو يتسطح علي فراشه المريح ثم يغمض عينيه براحة …كانت المرة الأولي منذ ايام التي استطاع فيها ان يغلق عينيه بتلك الراحة الكبيرة …منذ عرف بمشاعر ليلي لمروان كاد يجن فعليا …اخذ ايام يفكر ماذا يفعل ؟!وكيف يتصرف!!
كان حزن شقيقته يؤثر عليه يجعله ضعيف …ومع محاولة اقناع مهرا له …مهرا رغم انها تعرضت للاذي من قبله الا انها اوضحت انها غفرت له كل ما فعله…وكأنها تريد أن تمحي الماضي كليا …وليكن صريحا رفضه لمروان لم يكن بسبب ما حدث بينهما الفترة الأخيرة …صحيح ان هذا من ضمن الاسباب ولكنه كان يريد لشقيقته شخص تقي يستطيع أن يمنحه شقيقته وهو مرتاح …ولكن مروان ..مروان مختلف كليا عنهم ولكن الفترة الأخيرة بدأ مختلف بشكل كبير …لقد كاد يموت من اجل مرام …ومهما حاول انكار هذا فهو حقا ممتن إليه …وامام اصرار مهرا وحزن ليلي الذي يتملك من قلبها يوما بعد يوم وافق أخيرا
نظرت مهرا وهي مبتسمة بحب إليه …كانت ملامحه منهكة فما عاشه الايام السابقة كان كالجحيم ولكن الحمدلله استطاعت أخيرا ان تقنعه ينسي الماضي ولا يقف في وجه سعادة شقيقته …
اقتربت منه وهي تمد كفها الناعم الي جبهته ثم بدأت بتلمس شعره برقة …أمسك هو كفها وقبل باطنه بعاطفة قائلا:
-اتمني تكوني ارتاحتي دلوقتي …
-جدا يا حبيبي…كفاية أننا شوفنا الفرحة في عيون ليلي …
ابتسم ادم وقال:
-هو ده اللي مريحني يا مهرا…مريحني انها مبسوطة بس ..
اختفت ابتسامته و اكمل :
– بس خايف اندم علي القرار ده يا مهرا…خايف ميكونش يستاهل ليلي …خايف اظلمها بواحد ليه ماضي زي مروان …خايف اووي يا مهرا …
ضمته مهرا بقوة وقالت:
-مظنش يا حبيبي …أنا شايفة ان مروان فعلا اتغير اووي …وبعدين ده لسه فيه خطوبة يعني تقدر تختبره زي ما انت عايز …
لمعت عيني ادم بخبث وقال:
-اختبره وبس …اصبري عليا بس يا حبيبتي ده أنا هطلع عينيه …دي فرصة وجاتلي لحد عندي …
ضحكت مهرا برقة وقالت:
-بحبك لما تكون شرير…
دفن يده في شعرها وقال وهو يحاصر عينيها العسلية ويذوب بجمالهما :
-وانا بحبك في كل الاوقات يا مهرا وبحب ابننا او بنتنا اللي هتيجي …
اعتدلت قليلا ووضعت وجهها علي يدها قائلا:
-قولي يا آدم ..
-عيون آدم وروحه
ابتسمت له وهي تعبث في شعره واكملت :
-لو جه ولد هتسميه ايه ؟!
-الاسم اللي تحبيه يا روحي …انتِ الأم ..
قالها وهو ينحني قليلا ويقبل بطنها لتدفن يدها في شعره وتقول:
-انا عايزاك انت تختار أول اسم قولي هتحب تسميه ايه ؟!
-يعني معندكيش مانع اني اختار …
قالها وهو يضع رأسه علي بطنها..
لتهز رأسها قائلة:
-لا معنديش أي مانع …اختار …
تنهد وقال:
– لو جه ولد نفسي اسميه علي على اسم ابويا الله يرحمه …دي كانت من احلامي ..
-طيب لو بنت ..
تساءلت وهي ما تزال تمرر اصابعها في خصلات شعره ليرد هو :
-لو بنت هنسميها نجمة…أنا بحب الاسم ده اووي يا مهرا …بحسه اسم رقيق ..هيليق ببنتنا اللي هتكون في رقة امها واللي لما تيجي هتنور حياتي كلها …ايه رايك في الاسماء …
-جميلة اووي يا حبيبي …اتفقنا ..
اقترب ادم بوجهه منها وقال :
-بحبك يا مهرا…بحبك اكتر من أي حاجة في العالم
-وانا كمان يا حبيبي …بحبك اكتر من حياتي حتي …
ابتسم واقترب منها اكثر لتضع كفها علي فمه وتقول:
-حبيبي أنا جعانة روح جيبلي علبة الايس كريم من التلاجة. .
-وليه فصيلة !!
قالها ادم بضيق وهو ينهض لتضحك هي عليه .
………..
بعد ست أشهر واسبوع …
– انتِ ايه اللي جابك هنا ؟!!
قالتها ليل ببرود وهي تنظر الي والدتها في صالة الزيارة الخاصة بالمساجين ..
-مش هتسلمي علي امك يا ليل ؟!
قالتها نيرمين بحزن وهي تقترب من ليل لكي تعانقها ولكن الاخري ابتعدت بقسوة عنها وجلست علي المقعد ……كانت تنظر إليها بإحتقار كبير …كم الكراهية الذي بعيني ليل كان رهيب للغاية …كتمت نيرمين دموعها وقالت:
-ليل انا حاولت اطلعك والله كلمت المحامي وهو اترافع عنك وحاولنا بس التهمة كانت لابساكي وانتِ اللي اعترفتي بنفسك…
-انتِ السبب في وجودي هنا …السبب اني اتحبس خمس سنين هنا !!
صرخت بها ليل والدموع تتصاعد بعينيها …كانت تتنفس بعنف ثم اكملت :
-انتِ اللي زرعتي في قلبي الكراهية …انتِ اللي خلتيني اقتنع ان انس هيكون ليا…كل ده بسببك …
-يا بنتي أنا …أنا …
-اخرسي…اخرسي ولا كلمة …خلاص امشي من هنا …امشي مش عايزة اشوف وشك ولا المحك خالص …أنا مش بنتك …عمرك ما حبتيني …حتي أنك عمرك ما حبيتي نوارة …نوارة …
اختنق صوت ليل وانفجرت الدموع من عينيها وقالت:
-نوارة اللي خليتي جوزك يتحرش بيها ..انتِ ام انتِ…ازاي تبقي ام وانتِ بايدك سلمتي بنتك لجوزك الندل ده ازاي !!انت احق.ر ست شوفتها في حياتي …أنا ندمانة لاني سمعت كلامك بعد ما عرفت عملتي ايه في اختي …كان مفروض اقت.لك واخلص من شرك…
كانت نيرمين تستمع الي كلماتها وهي تبكي بعنف …لا تصدق ان ابنتها تكرهها لتلك الدرجة ولكنها تستحق …هي تستحق الكره …تستحق كل كلمة قالتها ابنتها وهي لن تلومها ابدا…
-ليل خلينا ننسي الماضي …أنا عارفة اني استحق كل كلمة بتقوليها في حقي…عارفة قد ايه انا ست مش كويسة …بس يا بنتي أنا بحبك…وحبيت اختك…كنت انانية صح وبحب نفسي اكتر بس حبيتكم…أنا …
نهضت ليل وقالت ببرود؛
-متجيش هنا تاني …انتِ لا امي ولا اعرفك !!
………
في المساء …
الليلة هي اجمل ليلة في حياته …هي الليلة التي سوف ينال فيها حبيبته ليلي بعد انتظار طويل وضغط كبير من شقيقها…ادم الذي اقتنع أخيرا بعد ست أشهر انه يليق بها ويستحقها ..
كان مروان يضع كفه في كف ادم وهو يردد خلف الشيخ بينما عينيه علي ليلي التي ترتدي فستان كريم غاية في الروعة عليه خمار من نفس اللون …بدت وكأنها ملاك…هي ملاكه !
-بارك الله لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير
قالها المأذون أخيرا وهو يعلنهما زوجين….
لتنطلق الزغاريد في المكان ويخفق قلب مروان بالسعادة …لقد حصل علي فتاته …حصل عليها أخيرا !!!
نهض هو ليقترب من ليلي الواقفة بجوار شقيقتها ووالدتها تطرق برأسها من الخجل بينما ابتسامة رائعة تزين شفتيها …كان يقترب منها وهي تشعر بهذا وقلبها يخفق بقوة كبيرة …تنتظر ان يعانقها …يحقق ما تقرأ عنه في الروايات ولكنه توقف بعيدا عنها قليلا وقال بنبرة سعيدة مرتبكة:
-مبروك يا ليلي …
نظرت إليه وقد احتلت خيبة الامل وجهها وقالت :
-الله يبارك فيك يا اخويا …
……
بعد عدة دقائق اختلي بها في غرفتها وجلس بجوارها …كان صامت نهائيا…لم يتقرب منها …لم يحاول أن يمسك يدها او يقبلها حتي …كان جالس وهو ينظر للسجادة البنية في غرفتها ..
-عاجباك السجادة؟!تحب تأخدها معاك البيت ؟!
سألته ليلي لينظر هو إليها بحيرة فتبتسم قائلة:
-اصلي ملاحظة أنك بتبص علي الأرض كتير ومبصتش في وشي …هو وشي مش عاجبك لا سمح الله ولا السجادة احلي مني ؟!
ابتسم بتوتر وقال :
-لا طبعا انتِ جميلة والسجادة جميلة …أنتوا الاتنين زي بعض ..
-زي بعض؟!
قالتها ليلي وهي تنظر إليه بضيق ثم اكملت:
-ربنا يخليك والله بقيت سجادة خلاص …
توتر مروان اكثر وقال وهو ينهض ؛
-طيب يا ليلي عايزة حاجة أنا ماشي .
نظرت إليه ليلي بضيق وقالت في نفسها :
-ايه الراجل ده ؟!اتكتب كتابنا النهاردة.وممسكش ايدي حتي هو أنا جربانة ولا هو عبيط ولا ضحكوا عليا في الروايات …
-ليلي عايزة حاجة قبل ما امشي ..
اعادها مروان وهو ينظر الي شرودها بحيرة لتقول وهي تبتسم ابتسامة صفراء :
-لا يا اخويا روح ربنا يسترها عليك بس أشرب اللبن قبل ما تنام واغسل سنانك وغطي رجلك عشان العفاريت …
نظر إليها مروان بحيرة وقال:
-ليلي انتِ زعلانة مني في حاجة؟! …
-لا مفيش
قالتها بغضب …فابتسم بحنان وقال:
-لا شكلك زعلانة ..قولي زعلتك في ايه انا ميهونش عليا زعلك …
نفخت بضيق وقالت:
-بصراحة يسطا انت دمرت كل خيالاتي في يوم مهم زي كده احنا كتبنا الكتاب النهاردة…يعني دي اجمل فترة في حياتنا … محاولتش فيها تمسك ايدي او تحضني …او
احمر وجهها قليلا ثم اكملت بإنفعال وهي تنظر إليه:
-بس حضرتك حتي ايدي ممسكتهاش ..سلمت عليا من بعيد كأني مبستحماش وقولت عليا اني زي السجادة !يعني يا مروان متقنعنيش أنك مؤدب …
هز رأسه بالنفي بسرعة وقال:
-لا لا انا مش مؤدب بس خايف منك …
شهقت وهي تضع كفها علي صدرها وقالت:
-اخص عليك يا ببلاوي هو أنا عفريت …لا…لا خالص براحتك يا عم ..ده انت جوزي..
ابتسم مروان وقال:
-بجد يعني براحتي براحتي …
اسبلت اهدابها وقالت :
-براحتك يا عم ..أنا مراتك مش بنت خالتك …
-ماشي ..
ابتسم مروان بحماس وجذبها الي صدره …شعرت ليلي بفراشات تتحرك في معدتها واغمضت عينيها بشدة …تعايش المشاعر التي قرأت عنها دوما في الروايات …
اقترب مروان بوجهه بنية تقبيلها ولكن صرخة عالية دمرت اللحظة الشاعرية بينهما …
-يالهووي دي مهرا ..شكلها بتولد ابعد كده ..
قالتها ليلي وهي تدفعه بقوة ليسقط علي الفراش ويقول:
-ايه العيلة المجنونة دي !!
………..
-ادم ادم أنا بمو.ت..بمو ت!!!
قالتها مهرا والدموع تغرق وجنتيها بينما سيارة الاجرة تنقلهم للمشفي بسرعة …عندما صرخت لم ينتظر ادم مروان او انس ليوصلوهم بل أخذ زوجته …واوقف سيارة أجرة ….كانت تستند علي صدره بينما بكفها تتمسك بقميصه الرمادي…الألم الذي تشعر به خطير …لم تشعر بهذا الألم من قبل …كانت تلهث من شدة الألم بينما تبكي وتنظر لآدم الذي يتمتم بشئ ما وهو يضع كفه عليه …كان يقرأ القرآن بينما الدموع تحتشد بعينيه …الخوف والرعب كانا يسيطران عليه …روحه كانت تتألم وهو يراها تتألم بتلك الطريقة ..حبيبته…..
-حبيبتي …حبيبتي ..اصبري قربنا نوصل…
-مش قادرة …مش قادرة ..حاسة روحي بتطلع يا آدم …خايفة اموت …
هز راسه وقال ؛
-متقوليش الكلمة دي تاني ..هتبقي كويس وتجيبي نجمة اللي هتنور حياتي كلها …وهنربيها سوا ونجيب عشر اطفال زي ما انتِ عايزة بالضبط …
-عشرة…عشرة ايه ؟!!ابقي خلفهم انت يا ادم …أنا خلاص كده كفاية عليا نجمة !
صرخت به بصوت منهك ليقول هو مغيظا لها ؛
-خلاص هتجوز عليكي واحدة تجيبلي عشر عيال …
نظرت إليه …عينيها العسلية كانت مشبعة بالغضب …كانت قد نست كل الألم فعليا بسبب شدة غضبها …
اختفت الابتسامة من وجه ادم ونظر إليه بتوجس قائلا:
-حبيبتي مال…آه…
صرخ بألم وهي تغرس اسنانها في صدره …كانت تعضه بقسوة …بغل بسبب ما قاله…كانت حقا غاضبة منه وقد بدا انها نسيت المها تماما …
-يا مهرا ..يا مهرا والله بهزر !!
قالها ادم وهو يتأوه بألم بينما سائق السيارة ينظر إليهما من المرأة وهو يتمتم لنفسه:
-مجانين دوول ولا ايه ؟!
…….
وصلوا أخيرا للمشفي وحمل ادم زوجته ليدخلها بعد ان اعطي المال للسائق
…..
بعد قليل …
كان ادم يقف امام حجرة الولادة وهو يدور حول نفسه بينما رأي عائلته بأكملها قادمين نحوه …مرام وزوجها وليلي وزوجها ووالدته …
-اخبار مهرا ايه يا …
كانت مرام تتكلم ولكن قاطعها صريخ مهرا القوي لتشهق هي وتقول :
-يا حبيبتي ربنا يهونها عليكي …أنا كمان مش مصدقة ان بعد سبع شهور هجرب الشعور ده ..
قالتها مرام بخوف وهي تضع كفها علي بطنها وقد توترت …
اقترب أنس من ادم وشد علي كتفه قائلا:
-اهدي يا ادم هتكون بخير ..
هز ادم رأسه وقال :
-اتمني يا أنس…اتمني بجد …
اقتربت مرام منه ثم ضمته إليه برفق …فقد بدا في تلك اللحظة ضعيفا وهو يستمع لصراخ مهرا …كان صراخها يؤلمه …
أخيرا كفت مهرا عن الصراخ وارتفع صراخ اخر..صراخ لطفل رضيع …
ضحك ادم.بسعادة لتعانقه ليلي أيضا بقوة وتقول:
-مبروك يا ابيه …مبروك بقيت اب خلاص …
……..
بعد قليل كانت دموع السعادة تحتشد بعيني ادم وهو يحمل صغيرته …نجمة آدم عزام ..تمتلك عيني والدها ورقة والدتها هي مزيج رائع بين الجمال والكبرياء….
-اذن يا ادم في ودن البنت ..
قالتها مرام وهي تنظر اليهما بسعادة ليقترب ادم من اذن صغيرته ويؤذن …بينما دموع السعادة تنهمر من عينيه….
……
دموعها انفجرت من عينيها وهم يعطوها صغيرتها …هي الان ليست نادمة عن أي الم تحملته في سبيل اخراج تلك الملاك للحياة فما ان نظرت إليها حتي شعرت وكأن جميع آلامها اختفت تماما …
قربتها منها ثم قبلتها بسعادة و تهيأت لإطعامها..وما هي الا ثواني وكان الجميع انسحب وبقي فقط ادم …ادم الذي كان ينظر لعائلته بحب …تلك العائلة التي يمتلكها…لقد ظن دوما انه لن يتزوج او يبني عائلة…ظن ان ليس لديه حق في هذا …ولكن مهرا اتت وادخلت السعادة لحياته …لقد سحبته الي الجنة !!
اقترب منها وهي تطعم طفلتها ثم قبلها علي رأسها وقال:
-شكرا علي السعادة دي يا مهرا ..شكرا
…………
كانت تسير في منزلها كأنها تحتضر…تشرب سيجارتها وعينيها مشبعة بدموع الندم …كانت تتعذب …المواجهة بينها وبين ليل كانت عذاب خالص ….لقد رأت الكر.ه في عينيها …واجهتها ليل بشخصيتها البشعة وجرائمها التي لا تحصي بحق ابنتيها …اخذت ترتجف نيرمين وهي تبكي بينما تجلس علي الأرض وهي تتذكر بخجل خضوعها لرجل حقير لانها احبته….
……
-انت كنت بتعمل ايه مع نوارة يا عمر ؟!
قالتها نيرمين وعينيها تبرق بغضب …
ابتسم عمر واقترب منها وهو يجذبها إليه حتي اختلطت انفاسهما وقال:
-حبيبتي انتِ بتصدقي طفلة ..معقول!!
ابتلعت نيرمين ريقها …كانت تذوب تحت لمساته الجريئة وقالت بتلعثم:
-انا ..أنا شوفتك بتلمسها …
ولكنه قاطعها وهو يقبل رقبتها …اغمضت عينيها وهي تتمسك بكتفه بينما أكمل هو :
-حبيبتي متزعلنيش منك. ..والا هسيبك وامشي …نوارة زي بنتي وانا بحبها ..متحطيش حاجة في دماغك ابدا …دي لمسات بريئة من اب لبنته…متتدخليش بينا والا هيبقي التمن طلاقك ..مفهوم !
…
خرجت نيرمين من شرودها وهي تضع كفها علي وجهها وتبكي بعن ف. ..تلك لم تكن أبدا لمسات بريئة…لقد كان ينتهك ابنتها ..وهي تركته يفعل هذا …تركته يؤ.ذي ابنتها…..كانت خاضعة صحيح …خاضعة للحب….
نهضت متجهة الي المطبخ وامسكت سكين المطبخ الكبير ثم مررته علي رسغها لتنفجر منه الدماء … سقطت وتسطحت علي الأرض وعينيها تنز.ف الدموع بينما تري الدماء تلطخ الارضية …انها تمو.ت …تدفع ثمن اخطائها…اخطائها بحق نوارة …بحق ليل وأنس…مو.تها سوف يريح الجميع!!!
………..
خرج مروان من الحمام وهو يجفف شعره …وقف امام المرآه وبدأ بتسريح شعره…توقف فجأة وهو ينظر الي انعكاسه في المرآة…كان مختلف ..حقا مختلف …لحيته نمت قليلا واعطته وقار…علامة داكنه قليلا تحتل جبينه من اثر السجود .وجهه منير وبعينيه فرحة عظيمة …لم يفرح هكذا من قبل …وفرحته ليس لارتباطه بليلي فقط …ولكن فرحته من انه نجح في هزيمة شيطانه واقترب من الله….الست شهور الماضية لازم ادم كليا…وتعلم منه الكثير …عرف معني ان تكون قريب من الله …أدرك متعة طاعته والبعد عن المعصية …وقتها عرف انه كان غبي…غبي كثيرا بالانصياع لرغباته وعصيان الذي خلقه …بكي كثيرا …اخذ ليالي يبكي وهو يصلي …يطلب من الله ان يغفر له ويرحمه …يطلب منه ان يتجاوز عن سيئاته…ولكن رغم انه يشعر بالسكينة الآن الا ان احيانا الخوف يتمكن منه …ماذا لو لم يسامحه الله علي ما فعله…. ماذا لو كان سيكون عقابه في الاخرة النار…فهو قد ارتكب الكثير من الأشياء البشعة ….استعاذ من الشيطان الرجيم….فتلك.الافكار منه هو …دوما يحاول الشيطان ان يقنع الانسان ان ليس لتوبته فائدة وان الله سوف يعاقبه مهما فعل ولكن مروان ادرك ان الله أكبر من أي شئ…اكرم من أي احد ..لا تُغلق ابواب مغفرته قط …والله كان رحيم به اذ ايقظه من سباته في اخر لحظة وجعله يتقرب منه ..
ابتعد مروان عن المرآة وقرر ان يشرب سيجارته.قبل ان ينام …عادة سيئة جدا وعرف انها حرام أيضا وهو بتمني ان يقلع عنها …ويدعو الله ليلاً ونهارا ان تكون له القدرة لكي يقلع عنها…
جلس علي الفراش وبينما هو يشعل سيجارته ..رأي علي الطاولة التي بجوار الفراش مفكرة صغيرة ..وتذكر ان تلك المفكرة كانت في غرفة ليلي ..وقد اخذها اليوم بعد ان دفعته وخرجت من غرفتها …كان مكتوب علي المفكرة احلامي…لذلك لم يقاوم مروان ان يأخذها …عادة سيئة اخري…يعترف بهذا …ولكن حقا لديه فضول ليعرف ما هي احلام حبيبته…
اخذ المفكرة وبدأ بفتحها ..
كانت تخط احلامها في كل ورقة ..
كتبت في الورقة الاولي انها تريد أن تتزوج.رجل وسيم لا يدخن !
توقف مروان عن القراءة ونظر الي السيجارة التي في يده ثم اطفئها في المنفضة بجانبه واكمل قراءة احلامها …
الي ان غلبه النوم وهو يضم المفكرة لقلبه
…….
بعد منتصف الليل
نظرت مرام لأنس لتجده غارق بالنوم …ابتسمت بخبث ثم نهضت من الفراش وهي ترتدي روبها الأزرق وتخرج من الغرفة …نزلت للأسفل واتجهت للمطبخ الأنيق ..ثم امسكت عبوة الملح وهي تسحب ملعقة كبيرة …فتحت العبوة وادخلت الملعقة ثم اخرجتها مملوءة علي أخرها ثم كادت ان تدخلها لفمها ولكنها شهقت بقوة عندما امسك انس.كفها …
-أ…أنس…
قالتها مرام بتوتر وهي تبتلع ريقها …بينما كل ما كان يسيطر علي وجهه الوسيم هو الغضب :
-ملح …هتاكلي ملح !!!
-انا …أنا …
اخذ هو العبوة من يدها واغلقها لتحتج بقوة وتقول:
-حرام عليك أنا بتوحم ..ايه القسوة دي ….دي طريقة تتصرف بيها مع واحدة حامل …
اسند عبوة الملح ثم حملها بين ذراعيه فجأة متجها الي الاعلي لغرفتهما وقال:
-الطريقة المناسبة اللي مفروض اتعامل.بيكي معاها دلوقتي اني اك.سر دماغك يا حبيبتي ..بتتوحمي علي ملح ….
مطت شفتيها بضيق وقالت:
-نفسي اكل حاجة مملحة يا انس …حاسة اني هموت لو ماكلتش …
وضعها أنس علي الفراش برفق وقال:
-لا يا حبيبي الحاجات دي ممنوعة ..غلط عليكي ان تأكلي ملح بالشكل ده…غلط علي صحتك وصحة البيبي…
قالها مبتسما وهو يضع كفه علي بطنها…ثم انحني وقبل بطنها برفق لتتذمر قائلة:
-أنس أنا نفسي اكل حاجة مالحة بجد …أتصرف معلش …
تنهد وقال:
-هجيبلك مخلل من تحت …بس حاجة بسيطة كده عشان نفسك فيها بس …لكن يا حبيبتي انسي حوار أنك تستخدمي سحرك عليا دايما عشان احققلك اللي عايزاه ….
-بس انت فعلا بتقع فريسة لسحري وبتحقق اللي انا عايزاه …
قالتها بدلال ..ليقرصها من وجنتها ويقول:
-وانتِ بتستغلي ده يا نصابة …
ابتسمت دون خجل وهي تهز.رأسها ليقبلها علي وجنتها ويقول:
-بس مش المرة دي أنا مش هتهاون في حاجة تأذ.يكي او تأذي البيبي…هروح اجيبلك زتونة صغيرة تأكليها …
نفخت بضيق بينما هو يبتعد عنها وينزل الي الاسفل ..ولكن سرعان ما ابتسمت بسعادة وهي تعترف أن بعد كل ما عاشته …كل المعاناة التي عاصرتها …اتي أنس واعطاها السعادة…هي معه تشعر انها تطير…ماذا فعلت لتنال رجل رائع مثله …هي حقا لا تعرف …
-اهو المخلل…
قالها أنس مبتسما وهو يقترب منها ممسكا قطعة صغيرة من الخيار المملح …
نظرت إليها مرام وعينيها تبرق بينما تشعر انها جائعة لهذا الخيار المملح …تريد تناول الكثير منه حتي تشبع…
خطفته من أنس ثم تناولته سريعا.
تراجع انس قليلا بخوف وهو ينظر إليها لتبتسم هي وتقول:
-ابنك.يا أنس فاضحني بجد شكله هيطلع مفجوع زيك !
-انا مفجوع !
قالها أنس وهو يرفع حاجبيه بينما يشير الي نفسه لتهز مرام رأسها وتضحك …
اقترب هو منها وجلس بجوارها قائلا:
-تنتهي فترة حملك.علي خير بس يا مرام وهديكي حتة علقة علي اللي بتعمليه فيا ..
ضمته وقالت بحب:
-مش ههون عليك يا انوس ..
ابتسم وقال:
-صحيح مش هتهوني عليا يا حبيبة انوس …نامي بقا وارتاحي مش كل يوم اجيبك من المطبخ بتحاولي تعملي كارثة جديدة …بعدين هربطك في السرير عشان اضمن أنك متحاوليش تأكلي ملح تاني …
اغمضت عينيها وهي تضحك ولكن فجأة رن هاتف أنس…عقدت مرام حاجبيها وقالت :
-مين بيرن عليك دلوقتي يا أنس…معقول تكون متجوز عليا !
ضحك انس وابعدها عنه وقال:
-يا ستي هو أنا قادر عليكي عشان اتجوز تاني. ..وبعدين أنا معايا القمر كله مالي بباقي البنات …
-والله الرجالة اللي كلامها حلوة زيك مفروض نخاف منهم …
-هبقي دبش يا حبيبتي عشان متخافيش ومش هقولك كلام حلو تاني ..وبعدين ده المحامي اللي بيتصل …خير بيتصل دلوقتي ليه…
تساءل أنس ورد عليه وفجأة شحب وجهه وقال:
-بتقول ايه ؟!!!نيرمين ما.تت منتحر.ة!!
…………..
في اليوم التالي …
ابتسمت بسعادة وقلبها يخفق بعنف وهي تري هاتفها يضيئ بإسمه وتلك الفراشات تتحرك في معدتها …كان شعورها بالفعل كشعور بطلات الرواية التي قرأتها….هي تطير الآن …سعيدة كما لم تكن من قبل ..امسكت هاتفه وبلهفة ردت عليه وهي تقول بصوت رقيق:
-السلام عليكم ..
-وعليكم السلام يا روحي …اجهزي يالا هنخرج سوا …
اتسعت عينيها السوداء وقالت:
-ادم مجاش لسه من المستشفي وممكن يرفض …
ضحك وقال:
-حبيبتي انتِ مراتي دلوقتي …يعني ميقدرش …يالا اجهزي عشان فيه مفاجأت حلوة مستنياكي يا مراتي …
-حاضر يا جوزي ..
قالتها مبتسمة بخجل ليغلق هو الخط ويسرع بسيارته نحو منزلها…
………..
عشر دقائق بالضبط وكانت قد ارتدت ملابسها…فستان باللون الزهري رقيق للغاية عليه خمار ازرق بلون السماء…زينت عينيها بالكحل ورطبت كفيها…نظرت برضا الي المرآة …لقد كانت جميلة …جميلة جدا …جميلة وسعيدة …
-رايحة فين يا بنت ؟!
قالتها والدتها متسائلة لتبتسم ليلي بخجل وتقول:
-جوزي جاي يفسحني …
ضحكت حسناء وهي تهز رأسها وتقول :
والله ما بقيتي تتكسفي يا ليلي طول عمري واخدة فكرة عنك اني معرفتش اربيكي …
تخلت ليلي عن خجلها وقالت:
-لازم ابين قدام الراجل اني مكسوفة انتِ عايزاه ياكل وشنا …
-اهو الحمدلله رجعتي لاصلك ياللي معرفتش اربيكي ..طيب ما تستني لحد ما ادم ومهرا يجوا من المستشفي …هو قال انه في الطريق…
-انا زعلانة من ادم اصلا …مرضيش يخليني افضل معاه وابات مع مهرا..
ابتسمت والدتها وقالت:
؛ولا خلي مرام كمان …هو ادم كده عنيد ومحدش يقدر يعارضه …
رن جرس الباب فجأة لتقول ليلي وهي تبتسم :
-جوزي جه اهو…
ثم ركضت بلهفة ناحية الباب وفتحته لتتسع ابتسامتها وهي تراه امامها….
اتسعت عينيه بإعجاب وهو يتأملها…كانت جميلة كعادتها
-اتفضل .
قالتها وهي تبتسم بخجل …فولج هو الي المنزل واتجه الي حسناء وقدم لها باقة الورد قائلا:
-ورود لاجمل وردة شوفتها في حياتي …
ضحكت حسناء وقالت:
-انت نصاب يا ولا …
-الصراحة جدا …بس المرة دي أنا صادق انتِ وردة فعلا …
لوت ليلي فمها وقالت هامسة:
-ايوة صح أمي تبقي وردة وانا ابقي سجادة …
-يالا يا ليلي نمشي …
قالها مروان وهو يقترب منها ويمسك كفها ثم ودع حسناء وذهب بها …
. ….
في الاسفل
فتح باب سيارته لها وقال:
-اتفضلي يا روحي ..
ابتسمت له وكادت ان تلج للسيارة الا ان صوت ادم الذي خرج من سيارة الاجرة جمدها …
-رايحة فين يا ليلي ؟!
سألها ادم وهو يربع ذراعيه ..توترت هي وكادت ان تجيب الا ان مروان قال:
-رايحة معايا يا ادم…هخرجها شوية وهجيبها تاني متقلقش…
-ومين سمحلك تاخدها…للأسف يا مروان مش هتروح.معاك ..اطلعي يا ليلي فوق…
-كان نفسي اسمع كلامك يا دومي بس ليلي مراتي حاليا …وطاعتي مقدمة علي طاعتك.يا ابو نسب ولا ايه ..ده انت اللي علمتني كده …
ثم غمز له وهو يدفع ليلي الي السيارة ويركب بجوارها ويذهب…
-ابن ال..أتمسكن لحد ما أتمكن ..
قالها ادم وشبه ابتسامة علي وجهه ..
……..
فغرت ليلي فمها وهي تنظر الي ارجاء القصر الكبير بينما مروان يمسك كفها ويسير بها …ثم صعد بها الادراج متجها بها الي الغرف …
-احنا رايحين فين!؛
قالتها ليلي بتوجس ليرد هو ؛
-اصبري يا روحي ..
فتح باب غرفة معينة ثم قال:
-ادخلي …
كانت متوترة للغاية ولكنها دخلت الغرفة وهو دخل خلفها وترك الباب مفتوحا…
شهقت ليلي واتسعت عينيها بسعادة وهي تقول بلهفة طفل:
-بيت الألعاب بتاع باربي…
ركضت نحو وهي تتلمس البيت الخشبي الكبير نسبيا والتي ارادت دوما ان تشتريه…
قاطع لهفتها صوت مروان وهو يقول:
-حلمي بيت ألعاب رأيته في الثانية عشر من عمري ولم أتمكن من شراؤه …ورأيته مجددا في العشرون من عمري وعجزت أيضا أن اشتريه…
تجمدت ليلي وهو يقول جملتها من مفكرة الاحلام الخاصة بها …نظرت إليه لتجد نظراته تشع حبا لها بينما قال:
-احلامك دايما هتكون اوامر.يا ليلي …وانا هفضل احققهالك لحد ما اموت ..ده وعد مني .
………….
بعد اسبوع …
-عشان خاطري آخر حته يا مهرا …كلي يا حبيبتي انتي مبتاكليش كويس …يالا ..
قالها ادم بتوسل وهو يطعمها رغما عنها ..
ابعدت المعلقة وهي تقول :
-حبيبي بجد مش قادرة انا اكلت كتير …انت من وقت ولادتي وانت بتأكلني زي ما اكون جاموسة …
ضحكت مروة وهي تحمل حفيدتها الجميلة وقالت:
-يا بنتي كلي الراجل ذات نفسه طبخلك …والله ما خلاني امد ايده واساعده…
ابتسمت بشرود واكملت؛
-تعرفي يا مهرا ..طول عمري بدعيلك بواحد صالح يعاملك زي ما كان باباكي الله يرحمه بيعاملني والحمدلله ربنا رزقك براجل غير كل الرجال…
حمل ادم الطعام ووضعه علي الطاولة المقابلة وقال:
-انا عيوني ليها يا حماتي…مهرا جزء مني ازاي مقفش معاها…أكيد أنا لو تعبت او حصلي حاجة هتعمل كده برضه…
-بعيد الشر عنك يا حبيبي ..ان شاء الله تفضل منور حياتنا يا حبيبي …
ابتسم وحمل الطعام ثم اتجه للمطبخ…
ما ان ذهب ادم حتي اقتربت مروة من مهرا…حاولت التكلم ولكنها كانت مترددة كثيرا
-فيه ايه يا ماما اتكلمي قلقتيني!
قالتها مهرا بتوتر وهي تري حالة والدتها هذة…كانت تشعر ان هناك شيئا ما قد حدث …قلبها أخبرها بهذا ..
ابتلعت مروة ريقها وقالت:
-جدك يا مهرا …جدك تعبان اووي ..حالته ساءت اكتر من آخر مرة شوفتيه فيها ..
خفق قلب مهرا برعب وهي تتذكر انها ذهبت لزيارته قبل ولادتها بأسبوع ولكن حالته بالفعل كانت سيئة لدرجة أنه كان يعجز عن النهوض من الفراش …وهذا جعل قلبها يعتصر من الأ.لم وهي تري جدها العزيز بتلك الحالة الصعبة …
نظرت مهرا الي والدتها وقالت:
-هو وضعه ساء اكتر من آخر مرة شوفته فيها. ..
هزت مروة رأسها بحزن وقالت:
-انا حاسة ان دي النهاية يا مهرا…جدك.بقا في حالة صعبة …أنا كل يوم بخاف عليه اكتر …ودايما بيجيب سيرة الموت ومراته واولاده الاتنين وبيقول انه عايز يروحلهم …
شهقت مهرا وابتلت عينيها بالدموع وهي تقول:
-متقوليش كده يا ماما ابوس ايديكي ..أنا قلبي اتقبض …ربنا يديلة العمر الطويل وميوجعش قلبي عليه …
تنهدت مروة وردت :
-اتمني يا مهرا بجد …بس حتي الدكتور مش متفائل بوضعه …رغم ان العملية نجحت بس السن برضه ليه عامل كبير …وجدك كبر وجسمه مش بيقاوم زي الأول وهو حتي مش عايز يقاوم ..مستسلم للمرض وحاسس ان دي نهايته …
شهقت مهرا والدموع تنساب من عينيها…
-لا لا يا حبيبتي متبكيش…مهرا متجهديش نفسك .. انت لسه والدة يا حبيبتي..ياريتني ما كنت قولتلك …
ارتجفت شفتي مهرا وقال :
تنهدت مروة وردت عليها قائلة:
-وهو كمان عايز يشوفك اووي …علطول بيطلب مني ده ..بعد ولادتك كان عايز يجي بس صحته مكانتش مساعداه …وانا وعدته بس تشدي حيلك هتروحي تزوريه انتِ ونجمة …هو كمان عايز …
ترددت مروة لتكمل مهرا عنها ؛
-عايز ادم ومرام وليلي يروحوله مش كده؟!
هزت مروة رأسها لتقول مهرا:
-مستحيل ادم مش هيقبل …
-جدك.بيحتضر يا مهرا…لازم ادم يشوفه قبل ما ربنا يأخد امانته …
-متقوليش كده يا ماما …
قالتها مهرا بصوت مختنق ودموعها تنساب من عينيها لترد مروة :
-دي الحقيقة يا بنتي للأسف…محدش يقدر ينكرها …جدك خلاص …وادم لازم يروح ويشوفه ..لانه لو مات جدك من غير ما ادم يديله فرصة ويسمعه هو اللي هيندم أكيد …
ومن بعيد كان ادم يسمع هذا الحديث وفكه ينقبض من التوتر والانفعال …والقلق أيضا ولأول مرة يعترف بشكل صريح انه قلق علي جابر عزام !
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عروس رغما عنها ) اسم الرواية