رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية اولاد الجبالي الجزء (2) الفصل الثاني 2
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
عشت الخيال في بحور العشق، أبحرت في عالمي بلا أسباب، ضاعت مجاديف غرامي وأصابني الحزن، وأقبل من على البعد مركب إحساسك يزفني لعالم الحب، ويسقي ورود الشوق في داخلي، وينبت زهور الوله في عالمي.
………..
شرد حمدان فى حياته المقبلة بعد أن تأكد أن منصور فى طريقه للموت وأصبح هو مكانه فى كل شىء
ثم ابتسم مردفا …والله أتفتحتلك طاقة القدر يا حمدان .
وانت عتكون الكل فى الكل ،وكل العز ده عيكون ليا .
ليخرج من شروده على صوت يعلمه جيدا .
فطالعه حمدان بإندهاش متسائلا….چابر !!
ايه چابك ؟ يكونش منصور خلاص مات ؟
فضيق جابر عينيه متسائلا بشك …ومالك يا بوى فرحان أكده وانت بتجولها وكأنك مستنيها ؟
ليه طيب كده يا بوى ، ده مش واد عمك وصاحبك سنين .
ولا خلاص عشان وقع ويمكن ميجومش منيها.
والمفروض ده يخليك تخاف مش تفرح ، عشان تعتبر وتعرف أن لكل شىء نهاية ولكل ظالم يوم وان مفيش حاچة بتدوم الا لصاحب الحق والملكوت.
توتر حمدان بقوله …ايه الحديت الماسخ ده !
انت عملت ليه فيلم إكده ، وجال فرحان جال .
انا بس بسئل عشان چيتك وانت عريس وسايب مرتك وخصوصا كمان فى الظروف دى .
مفروض تكون چمبيها وتواسيها ومتسبهاش .
وكمان تحاول تكون راچل مع براء وباسم عشان يعتبروك أخو تالت ليهم وتكون كلمتك مسموعة بناتهم .
فضحك جابر ساخرا بغصة مريرة …مش لما تبجا ليه الأول مكانة عند مرتى ،تبجا ليا مكانة عند أخوتها.
فطالعه حمدان بإندهاش مردفا…كيف ده ؟
أوعاك تكون جصرت رجبتى وجلعتها جلع ماسخ فشافت نفسها عليك .
منا خابرك طيب بزيادة وهى مجلعة وكانت عايزة واحد يشكمها وينزل مناخيرها الأرض .
فنكس جابر رأسه وشرد فى كلماتها اللاذعة له محدثا نفسه …ياه يا بانة هو ده چزاة حبى ليكى ومعاملتى الطيبة .
ولو كنت صوح عملتك كيف ما بيجول ابوى كنتى ساعتها عتمليلى مجام ومتعليش صوتك عليا وتحرجينى إكده .
بس كيف أعمل إكده يا ضى عيونى ، وانا اللى مستحملش تصيبك حتى ريح تتطير شعرك الحرير.
ثم تنهد بحرارة مردفا…بس جرحك المرة دى واعر على نفسى جوى ، وعشان إكده لازم أبعد لغاية ميطول بيه الشوق او أموت عشان جلبى بينبض ليكى وحدك ..
ليخرجه حمدان من شروده …ها عملت إيه معاها يا عملى الردى ؟
شكلها ركبتك ودللت رچليها كمان وانت بجم معتحسش وبدال ما تديها جلم يصحصحها ، چى غضبان كيف النسوان .
فطالعه جابر بإنكسار ولم يجيبه واكتفى بالصمت ثم التفت وغادر ، فيكفيه ما فى صدره من ألم ولن يتحتمل عتاب والده .
فحدث حمدان نفسه بغضب …يا خوفى يا ولدى لتتضيع اللى برسمه من سنين بسبب طيبة جلبك دى .
بس متخافش زى ما اخدت بطار أمك من ممدوح الفجرى ده ، هاخد طارك برده من بنت الجبالى المجعلة دى .
……………..
بعد رحيل نهلة مع قوات الأمن .
أهدرت بانة بغصب بقولها …فى داهية يا حزينة ، جبر يلمك.
وعجبال لما أشوفك متعلجة على حبل المشنقة .
ثم أشارت إلى إخوتها …انا داخلة ارتاح شوى ولو المستشفى كلمتكم على ابوى فى اى حاچة خبرونى ، انا أصلا مش هيجيلى نوم وابوى مش خابره حاله .
أومىء لها باسم برأسه ثم أردف بحنو…ادخلى يا حبيبتى ، بس صوح راضى چوزك عشان صراحة أنتِ كان كلامك واعر جوى عليه وكان فى نص هدومه منيكى .
وصراحة انا لو منيه كنت اتصرفت تصرف تانى معاكى ، بس هو فعلا واد محترم وخد بعضيه ومشى .
ومش خابر صراحة دخل چوه ولا ساب الجصر مخدتش بالى .
فشهقت بانة مردفة بقلق …معجول يكون مشى ، هيروح فين ؟
لا مش معجول تلاجيه چوه مستنيى .
هو عيحبنى جوى وانا خابرة ميجدرش مهما حوصل يبعد عنى .
براء …لا يا بانة المحبة مش كفيلة بالبقاء ، لزملها شوية احترم عشان تدوم .
المحب صوح لو ملجاش احترام من اللى عيحبه ، هيدوس على جلبه ويمشى مهما كان الحب فى جلبه .
فوضع باسم يده على كتف براء ثم ابتسم بقوله …عليك نور يا سيادة المقدم ، ياريت تطبق ده على حالك .
وتراعى الغلبانة زاد اللى عتحبك وانت برده هتسم بدنها بحديت ماسخ ، كيف ما عملت بانة مع جابر واكتر كمان .
فاتسعت عين براء مردفا …وه .
مش لو كانت عتحبنى صوح .
فضرب باسم يده على يده الأخرى قائلا بنفاذ صبر …مفيش فايدة منيك .
أجولك انا كمان داخل چوا للمصيبة اللى ابتلانى بيها ربنا دى .
عليه العوض ومنه العوض .
ليغادر بالفعل كل واحد منهم إلى غرفته .
وكانت بانة فى مقدمتهم ، حيث أسرعت بخطوات سريعة لتفتح باب غرفتها ومع كل خطوة كانت تزداد نبضات قلبها خشية أن يكون بالفعل غادرها جابر بعد أن تعلقت به بالفعل وأحبته كثيرا كما أحبها ولا تتخيل حياتها دونه حتى لو كانت مخطئة .
فالحب يغفر الهفوات .
ولجت بالفعل بانة فانقبض قلبها عندما لم تجده على الفراش ، فأسرعت للشرفة فلم تجده فولجت مرة أخرى للغرفة تهتف بأسمه ….چابر ،چابر .
انت فين ؟
ثم تسائلت ..طيب ممكن فى الحمام ، بس مش سامعة صوت مية .
ولكنها أسرعت إلى المرحاض ربنا يخيب ظنها وتجده ، ولكن سقط قلبها أرضا من الفزع عندما لم تجده .
لتتذكر قول باسم أنه غادرها ،فاحتقنت الدماء فى عروقها ألما وتراجعت بظهرها للوراء فى حزن حتى جلست على طرف الفراش ، فتجمعت الدموع فى عينيها ، وتنهدت بحزن مردفة ..ليه يا جابر ، ليه تهملنى بعد ما خدت جلبى .
ليه تهملنى فى اكتر وجت محتچاك فيه .
كل ده عشان كلمتين جولتهم فى لحظة غضب .
طيب منا ياما جولت كتير وانت كنت عتستحمل عشان عتحبنى .
ايه حوصل دلوك ؟
طيب أعمل ايه ؟ اتصل بيه ؟
بس ممكن إكده يفهم انى مدلوكه عليه وممكن يتمرع فيها وكل شوية يعملها عشان أصلحه .
وهو كمان غلطان عشان هملنى وانا فى الظروف دى كمان وخابر انى كنت محتچاه چنبى .
ده انا اللى مفروض أزعل .
لا مش هتصل بيه .
مش بنت الچبالى اللى تكسر عينها وتتصل وتحايل .
هو اللى عيجى لغاية عندى .
وانا متوكدة من إكده .
……..
أما باسم فولج إلى غرفته فوجد عزة تفترش الأرض وتضع رأسها بين قدميها وتضمهم بيديها وكأنها تحتضن نفسها .
وصوت بكائها يدمى القلب وتتعالى شهقاتها مع همس …ياريتنى كنت موت قبل ما أعمل إكده ، سامحنى يارب .
فرق قلب باسم لها ولكن مازال فى قلبه غصة نحوها فهى خانت الأمانة وألقت بنفسها فى بحر الهوى ولم تجنى غير الأثم والخديعة ..
ولن يستطيع أن يحسن التعامل معها ، فاكتفى بقوله ..بزيادة بكى يا عزة , وجومى من الأرض عاد .
وانا هطلب من أم جليلة تچيب وكل عشان صحتك ولى فى بطنك .
طالعته عزة بإنكسار ، ثم قامت وخطت إليه بخطوات بطيئة ثم إنحنت لتقبل قدمه ، مردفة بغصة مريرة …أبوس رچلك سامحنى وانا مش هنطق تانى بعد إكده ولا أدخل فى حاچة ، أوعدك بس سامحنى وبلاش تنضرنى بنظرة عينيك دى اللى عتموتنى فى الرايحة والجاية .
انا خابرة إنى استاهل الموت صوح ، بس صدجنى الموت أرحم وانا شايفة نظرة عينيك ليا اللى فيها لوم وعتاب وكره ، وجرحك ليا بالكلام الواعر مع إنى خابرة إن عنديك حق وانا تستاهل بس انا فى الأول والأخر إنسانة .
فابتسم باسم متهكما بقوله …إنسانة وعتحسى !
امال كيف عملتى أكده ؟
اللى عيعمل اللى عملتيه ده حيوان معيحسش واصل .
لأن الحيوان هو اللى عيمشى ورا غرزيته لكن الإنسان عيحكم عقله .
فأطلقت عزة تنهيدة مؤلمة مردفة بغصة مريرة …عنديك حق بس الحب ساعات بيعمى العقل وبيضعف الإنسان ومبيحسش بكده غير لما يتصدم فى اللى عيحبه ، وساعتها عيندم ندم العمر كله .
فشرد باسم فى ملك وطهارتها وعزة نفسها وثباتها وعدم ضعفها رغم حبها له وتأكد أن الضعف يأتى من هشاشة الروح وضعف الإيمان والقوة من قوة الإيمان .
فتنهد باسم مردفا …معلش يا عزة ،انا مش جادر أشوفك جدامى وانسى اللى حوصل .
ومش جادر أوعدك إنى عغير من حالى للأسف .
ودلوك هريح شوية على السرير ومش عايز بكى الله يخليكى.
فطالعته عزة بإنكسار ولم تجبه وخطت نحو الأريكة تستند عليها بجسدها البالى من الحزن .
………
أما براء فولج إلى غرفته فوجد زاد نائمة على الفراش ، بمنامتها الوردية القصيرة التى تظهر بعضا من مفاتنها وشعرها المسدل على الوسادة بجانب رائحة عطرها العطرة التى تسللت إلى انفه رغم بعده عنها .
فاتسعت عيناه إعجابا من ذلك الملاك النائم ، وتعالت نبضات قلبه وسكنت جوارحه .
ثم تنهد بلوعة مردفا بلوعة …اه منك يا زاد ، حرام عليكى والله ، انا جلبى ميتحملش إكده .
مش خابر كيف عتحلوى فى عينى يوم عن يوم ، وفى نفس الوقت معاهد قمر مهلمسكيش .
وكنت فاكر صوح هجدر ، عشان أنتِ كيف بانة باللنسبالى وكان شكلك بالحجاب واللبس الواسع عادى ومش چميلة .
لكن دلوك بجيتى حتة عسل او بجلاوة ، أجولك مربى .
وانا جعان جوى ، بس للأسف الدكتور منعنى من الحلو .
بس ده كده هيغمن عليه منيها العسل دى .
و بصراحة مش جادر أتحمل اكتر من إكده .
طيب حتى لو أجرب لقمة واحدة بس ، تصبر جتتى اللى جايدة نار دى .
ليخطو نحوها خطواته ببطىء شديد ، يقدم خطوة ويتأخر خطوة مترددا وحدث نفسه “.
اعقل يا براء مش إكده .
أنت عتحب قمر وبس .
– اه بس مش جادر أبعد عن زاد بردك وجلبى هيحن ليها رغم دماغها اللى عايز تنكسر دى .
بس ليها ابتسامة عتنور وشها لما تكون رايقة .
وجلبى عيبتسم حتى لو بدارى .
أنتِ لغبطينى خالص يا زاد .
بس اعمل ايه دلوك ، اقرب ولا أبعد ؟
طيب على الأقل هروح بس انام جمبيها من سكات وأنعم حتى بأنفاسها .
وعتستحمل يا براء .
اه هستحمل .
طيب ورينى .
اه هوريك اهو .
لينام بالفعل إلى جوارها ، وأخذ يتأمل وجهها عن قرب ، وتلك الأهداب الطويلة التى تغلق عينيها بها مرورا بأنفها الدقيق ، ثم شفتيها الوردية التى يزينها تلك الحسنة التى نبتت على أطرافها .
مرورا بطابق حسن يزين ذقنها ، ليصيب جسده حرارة ، كلما تطلع إلى شفتيها التى كانت كالمغناطيس وفجأة وجد نفسه يلثمها بقبلة طويلة .
لتستيقظ على اثرها زاد ، ففتحت عينيها ، فابتعد براء سريعا عنها واغلق عينيه كأنه نائم مع أن ضربات قلبه العالية تكشف كذبه .
ابتسمت زاد بنعومة ودق قلبها بشدة ولمست شفتيها غير مصدقة أن قلبه الحديدى قد لان أخيرا وبدء يفكر بها ويريدها ولكن للحظة تسائلت :هل هذا بداية انجذاب وحب ام مجرد رغبة رجل فى امرأة لا أكثر .
فألمتها تلك الأخيرة كثيرا ، واحتقرت نفسها ، فانفعلت واهدرت بصوت عالى وهى تنكزه فى كتفه …انت بتعمل ايه جمبى إهنه ؟.
وعملت ايه فيه ؟
ليفتح براء عينيه ،ملتفتا يمينا ويسارا متصنعا الإندهاش …انا فين ؟
ثم طالعها براء بنفور ….أنتِ ايه چابك چمبى إهنه ولا هى تلازيق وخلاص .
اه _جولى بجا انك عتحبينى ومش جادرة تمنعى نفسك عنى .
بس لا انا فيجلك جوى ، ويلا جومى فزى نامى على الكنبة .
وبطلى تلاكيك مفقوسة .
كادت مقلتى زاد أن تخرج من عينيها وللحظة ظنت أنها تحلم ، ولكن مازالت سخونة شفتيها واحساسها به لم يذهب .
فهدرت …انت اتچننت عتجول ايه ؟
هو انا اللى چيت چمبك ، ولا انت اللى چيت نمت جارى ، ثم صمتت بخجل حتى يعنى ثم أشارات إلى شفتيها بحرج .
فكتم براء ضحكته مردفا ….لا أنتِ شكلك عتحلمى بيا بجا .
ثم غمزها مردفا …أنتِ شكلك واجعة جوى .
بس انا معنديش مانع يكون الحلم حقيقة وأنفذلك رغبتك .
فغلت الدماء فى عروق زاد وأمسكت بالوسادة وضربته على رأسه مردفة بغضب ….حبك برص وعشرة خرص .
جوم انت يلا فز من چمبى ونام على الچمب اللى يريحك .
فغمزها براء مرة أخرى ، مردفا…أديكى جولتيها بلسانك اهو …نام على الچمب اللى يريحك .
وصوح چمبى الشمال ده مكنش مريحنى ، ثم أعطاها ظهره مردفا لكن چنبى اليمين عيريحنى اكتر وخصوصا انى كمان مش شايفك وانتِ عتزربنى شبه متولى .
ثم كتم ضحكته وهو يتخيل تعبيرات وجهها بعد تلك الكلمات .
ولكن زاد لم تغضب بل ابتسمت لوجوده بجانبها حتى إن أدار وجهه عنها .
فيكفى أنها قريبة منه ثم تمتمت بالدعاء …ويارب يجى اليوم اللى اكون فيه قريبة من جلبك ، لا چوه جلبك ومفيش حد غيرى يشاركنى فيك .
…………..
طلب حمدان مقابلة حمدى ، لمناقشة عملياتهم الخارجة عن القانون ، من نهب الآثار وبيع المواد المخدرة .
حمدان بهمس …التمثال إياه فى القبو بجاله كتير جوى ، والچماعة كل شوية يسئلوا ميتى التسليم .
فعايزين نخلص بجا من الموضوع ده ، عشان بعديها نشوف هنصرف كيف فى الحچات اللى فى المعمل ، عشان نبدء نعمل جديد .
توتر حمدى قليلا ثم أجابه …ياريت والله ، عشان الحالة ضنك اليومين دول يا سيدنا .
بس قلقان جوى ، عشان الحكومة مفتحة عينيها التنين اليومين دول .
وشايف دوريات تفتيش فى كل مكان .
ابتلع حمدان لعابه بخوف …وبعدين هتفضل إكده كتير ، الشغل واجف .
حمدى ….لزمن نشوف صرفة ، وناس چديدة سالكة ، تكون أول وش وملهمش سوابق والحكومة متعرفش عنيهم حاچة .
عشان يتحركوا بسهولة ومحدش يقطرهم .
ده غير مكان التسليم عاد لزمن يتغير فى آخر لحظة ، عشان لو الحكومة شمت خبر ، نكون احنا سبجناهم .
ابتسم حمدان بمكر مردفا …عفارم عليك يا حمدى ، تعجبنى دماغك النضيفة .
واخبار قمر ايه عاد ؟
خليها تفتح ودنها مع براء وتعرف منيه اى خبر عن العمليات الچاية فى الحكومة من غير ما ياخد باله ، عشان نحرص زيادة .
حمدى …ده اكيد يا سيدنا ، وهى خلاص عرفت اللعبة وعتنفذ من غير ما اطلب كمان .
فقهقه حمدان …لا راچل يا حمدى ، وعرفت كيف تأثر عليها .
وهى حتة جشطة صراحة ، الواحد نفسه يغير شوية بدل بوظ الإخص فهيمة دى ، جبر يلمها الحزينة .
نفسى صراحة فى بت بنوت ، تدلعنى عاد بس تكون جمر زى قمر إكده .
فشرد حمدى فى ملك ثم ابتسم بمكر مردفا …غالى والطلب رخيص ، مع انى كنت ناوى الطلعة دى ، بس عشان غلاوتك عندى إبتدى ، وانا أكمل وراك عاد .
ابتسم حمدان مردفا ….بچد يا ولا ، ده إكده عيكون ليك حلاوة عندى كبيرة جوى .
تتطرق لأذن فهيمة ما دار بين زوجها وحمدى ، حيث كانت تتعمد التصنت عليهم كعادتها لتعلم كل خطوات حمدان .
ولكنها استاشطت غضبا عندما ذكرها بالسوء ويود خيانتها .
فاتسعت عيناها وغلت الدماء فى عروقها وتوعدته بقولها …لا يا حمدان ، انا مش كيف زهيرة عتسكت على منصور واللى كان عيعمله ، انا فهيمة وعخلى عيشتك مرار .
ومش عخليك تتهنى واصل ولا تمس البت دى ، ده انا أخنقها الاول واكتلك بعديها وبعدين أموت نفسى .
…………….
استمعت قمر لأصوات ملك الصاخبة من كثرة حركاتها فى الغرفة ، حيث كانت تدور حول نفسها تارة وتارة أخرى تعبث فى أثاث الغرفة وتطرق خزينة الملابس بقوة ، وتتعالى ضحكاتها .
فألم قمر هذا كثيرا وأخذت تردد …سامحينى يا بت ابوى ، أمر الجوى علينا .
ثم فجأة سكنت ملك وأغشى عليها من كثرة الدوار فى الغرفة ، وعندما لم تسمع قمر لها صوت ، أسرعت إليها ، فوجدتها قد افترشت الأرض .
فانحنت إليها لنتأكد من نبضها بذعر خوفا من أن تكون قد ماتت ولكن وجدت بها نبضا ، فحمدت الله .
قمر …الحمد لله لساكى عايشة .
والمدعوك اللى شربتيه خلاكى جعدتى تخبطى وتلفى لغاية موجعتى من طولك يا ملك .
ودلوك عتنامى وترتاحى بس للأسف عتصحى على صداع هيفرتك دماغك وساعتها عتطلبى العصير تانى يا بت ابوى وتبتدئى كيف ما بدئت .
ثم تنهدت بألم مردفة …كاس واعرة ودارت علينا .
لتحاول بعدها بكل جهدها أن تحملها وترفعها على الفراش لتنام بإرياحية .
ثم اتصل بها حمدى .
الوووووو كيفك يا قمر وكيف المحروسة أختك ؟
كله تمام عاد وحوصل المطلوب .
زفرت قمر بضيق مردفة …ايوه ، وجعدت تلف تلف لغاية ما وجعت من طولها ونامت على نفسيها.
ابتسم حمدى بمكر …زى الفل .
ثم تابع بقوله ؛
طيب يعنى دلوك البيت فاضى عنديكى وابوكى فى الشغل عاد ، وانا أتوحشتك جوى يا قمر ومش عندى صبر أجعد اكتر من أكده .
وهجبلك شريط بحاله ليكى هدية يا جلبى .
لكن أختك عاد ،استغليها عشان تستنفعى واطلبى منها فلوس كل ما تريد .
فزمجرت قمر بقولها …انت واطى جوى يا حمدى .
حمدى بضحك …وإيه الجديد منا خابر ده من زمان .
المهم دلوك أچى ، ولا أبيع الشريط واستنفع عاد ؟
تنهدت قمر بغصة مريرة وحدثته بلوم وعتاب ….المثل عيجول ايه ، لو كان ليك حاجة عند الكلب جوله يا سيدى .
فضحك حمدى متهكما ….مجبولة منيكى يا جمرى .
وعلى العموم خمس دقايق وعكون عنديكى ، وياريت تسخنى ليه لقمة عشان جعان جوى ..
فلعنته قمر …مش واطى بس لكن مفچوع وقبيح .
ليثير غيظها حمدى بقوله ….ياه للدرچاتى وحشك !
ده انا هركب الريح وأجيلك ..
ليغلق بعدها الخط ..
فتلقى قمر بالهاتف على الأريكة متمتمة بالدعاء …إلهى يدوس عليك جطر وانت چى يا بعيد ..
ليعيد الاتصال حمدى بـ حمدان مردفا بمكر …ازيك يا سيد الناس.
بجولك فاضى دلوك ، تيچى تدلع نفسك عاد وتفصل دماغك دى شوية مع بنية زى الجمر ، وايه مش حاسه بالدنيا يعنى عتجلب فيها كيف ما تحب .
فين المهلبية دى ؟
فوصف له حمدى منزل قمر .
حمدان …والله عفارم عليك يا حمدى .
چى هوا .
حمدى …تمام ، وانا هسيبلك الباب مفتوح .
ثم أدخل يده فى صدره مردفا …عشان لا مؤاخذة هكون مشغول شوية .
فقهقه حمدان ….چن أزرق انت يا ولا .
حمدى …تربية يدك يا سيد الناس .
وعندما أغلق معه الهاتف حمدان ، سرت فى جسده رعشة السعادة وابتسم مرددا …أخيرا هعيش حياتى واتمتع بعيد عن بوز الأخص فهيمة .
فما سيحدث فى هذا اللقاء ؟
هل سيكون كما يحلم ام للقدر رأيا أخر ؟
…..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية