رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار عبر مدونة دليل الروايت
رواية عروس رغما عنها الجزء (2) الفصل التاسع 9
(لا اتخلى عنكِ)
في ورشة ادم ….
كان يعمل وهو يشعر بالغضب والعصبية …لقد رفضت أن تأتي معه …تريد الانفصال …الانفصال عنه !!لا هو لن يسمح لها …لن يجعل حبه الحقيقي يضيع منه تلك المرة …هو احم.ق وغ.بي …نعم يعرف هذا ويتقبله أيضا ولكنه يحبها …يحبها بقوة …يتمني لو يستطيع السيطرة علي نفسه ولا يجر.حها ولكن للاسف لسانه وقت الغضب يقطر س.ما …لقد حاول كثيرا أن يسيطر علي غضبه ولكن للاسف يف.شل بقوة ….ماذا يفعل ..ماذا يفعل كي يعيدها؟!
اغمض عينيه وهو يسمع قلبه يخفق بقوة بينما ملامحها تتشكل أمامه …ابتسامة ارتسمت علي شفتيه وهو يتنهد …مهرا حبه الحقيقي …مالكة قلبه وقطعة من روحه هو يعشقها بجنون ولكن يجر.حها …يجر.حها لانه خائف …خائف ويت.سلح بغضبه كما تتسلح مرام ببرودها …مرام ..مرام …
تجهم وجهه وهو يتذكر كلام مرام الذي كان كالخن.جر الذي طُعن بقلبه !!!مرام صدمته بكلامه ..لتلك الدرجة لا تعرفه …يعلم الله أنه ابدا لم يفكر في مهرا بتلك الطريقة و….
-مساء الخير …
صوت مألوف أخرجه من شروده …فتح عينيه ونظر ناحية باب الورشة ليجده …مروان …سبب البلاء في عائلته…حدقتيه تشققت من شدة الغضب ليقول مروان بسرعة:
-انا جيب بس عشان اقولك حاجة وهمشي …
-وليك عين تيجي هنا يا حيو.ان !!!
صرخ ادم به وهو يقترب ثم يلكمه بع.نف علي وجهه …تراجع مروان وهو يضع كفه علي عينيه وقال بإنفعال ؛
-اسمعني الاول وبعدين اضر.ب …فكر بعقلك شوية !!!
اشتعلت نيرا.ن الغضب أكثر بقلب ادم ليبدأ بلك.مه مرة اخري الا أن مروان امسك ذراعه وقال بهدوء:
-اسمع الاول اللي جاي عشان أقوله …أنا عارف انك مش بتطيقني وعندك حق …أنا عملت حاجات و.حشة في حياتي كتير واذ.يتك انت ومهرا وليلي …وصدقني ندمت وبتعا.قب …والعقا.ب كان قاسي عليا وعشان اريح ضميري علي الاقل حابب اقولك أن مهرا ….
صرخ ادم وهو يجذبه من قميصه ويقول بغضب:
-اخرس…اخرس متجبش سيرة مهرا علي لسانك والا هقطعه …
امسك مروان كفيه وقال بإنفعال:
-ممكن تهدي وتسمع…ممكن تبطل تصدر احكام علي الناس وتسيطر علي غضبك شوية …اسمعني للآخر وبعدين اعمل فيا اللي أنت عايزه !!!
ابتعد ادم بغضب …كانت عينه تبرق بقوة حب ما أريده الآن ان يقتل هذا الشخص الكر.يه…ولكن شيئا ما جعله يتوقف ليسمعه …
ربع ادم ذراعيه وقال:
-يالا اتفضل اتكلم عشان بعدها اقت.لك واخلص منك …
تنهد مروان وبدأ يتكلم بشجاعة :
-مهرا لما جاتلي وانت في السج.ن جات تترجاني عشان اخرجك…ذ.لت نفسها لان كانت عايزاك تخرج …لانها بتحبك …وانا وقتها كنت حق.ير وند.ل واستاهل القت.ل بعترف بكدة…وليلي لما جات برضه هز.قتني وخلتني احس قد ايه اني انسان مليش عازة …اختك ومراتك لما جم جم عشانك انت لانهم بيحبوك كانوا عايزين يتفاوضوا مع انسان ح.قير زيي …مخافوش علي نفسهم قد ما خافوا عليك بالذات مهرا …مهرا اللي عاشت وقت طويل فاكرة اني اذ.يتها مفكرتش مرتين قبل ما تيجي واترجتني …حب زي كده يا ادم مش بنطر.ده برا حياتنا …بالعكس بنتمسك بيه ..
تنهد مروان بأ.لم وقال بشرود:
-الحياة أقصر من أننا نبعد الناس اللي بنحبها عنا لاننا متعرفش امتي هيروحوا من بين ايدينا فجأة ووقتها احنا بس اللي هنندم …
ابتسم مروان بحزن وقال:
-ده اللي حبيت اقوله وعايزة اطلب منك أنك تسامحني علي اللي عملته …حاول أنا عارف انه صعب وخلي مهرا تسامحني لو تقدر وانا مش هظهر قدامك تاني ده وعدي ليك.
ثم خرج من الورشة تاركا ادم مبهوتا ..
لطمت ليلي وهي تجد مروان يخرج من ورشة اخاها وقالت:
-يخربيتك بتعمل ايه هنا ؟!
اقتربت منه اكثر وزعقت به :
-اكيد نيلت الدنيا اكتر ما هي متنيلة ..
هز رأسه وقال :
-متخافيش المرة دي عملت الصح ..
نظر الي وجهها الجميل وهو يفكر بحس.رة انها كالنجوم لا آمل من امتلاكها …
-سواء عملت الصح او الغلط لو سمحت ابعد ومش عايزين نشوف وشك تاني …ومتحاولش تصلح حاجة مفهوم ؟!واعرف ان الموضوع اللي في بالك ده تنساه مستحيل يكون فيه حاجة بيننا
هز رأسه بالإيجاب وقال؛
انا بحبك يا ليلي …بحبك وعارف ان لا انتِ ولا عيلتك هتقبلوا بيا…وانا متفهم الموضوع …مينفعش شيطان زيي يبقي وسطكم …أنا ملعون!مفيش داعي تقولي أنك عمرك ما هتبصيلي لاني عارف …ومتقلقيش عمري ما هضايقك … عمري..
ثم تركها وغادر
…………..
غادر مبتعدا بقلب مثقل …من البداية كان يعرف ان ليس هناك امل…هو لا يستحقها …استقل سيارته ثم انطلق بها وهو يقودها بسرعة وعاد عقله الي والده …الآن والده يجب أن يكون ضمن اولوياته ..يجب أن …
فجأة قطع حبل افكاره صوت قوي يخرج من المسجد الذي يسير بجواره …توقف فجأة وهو يسمع اذان العصر …تراجع علي كرسيه واغمض عينيه وهو يتذكر اهم امرأة في حياته والدته…والدته التي زرعت فيه حب الأسنان منذ صغره ولكنه خذ.لها !!.
فلاش باك …
-بس يا مروان كفاية قراءة دلوقتي .. اسمع الأذان وردد وراه يالا عشان نصلي انا وانت بعد كده…
قالتها رحاب وهي مبتسمة لانها بينما تسحب منه كتاب العربي حيث انها كانت تستذكر له دروسه ..
-ماما معلش هو احنا ليه بنردد الأذان ؟!
ابتسمت رحاب وقالت:
-دي سنة رسولنا الكريم يا مروان …قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (عليه افضل الصلاة والسلام )
﴿إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليّ، فإنه من صلّى علي صلاة، صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل الله لي الوسيلة حلت له شفاعتي﴾
ابتسم مروان وصار يردد الأذان وقد اتخذها عادة دائمة له في صغره..
باك …
كانت دموعه تنساب وهو يردد الأذان خلف الشيخ مغمضا عينيه يحاول تخيلها …خرج من السيارة وهو يمسح دموعه وولج الي المسجد …
…..
كان يقف امام صنبور المياة وهو يتوضأ…لم يصلي منذ زمن طويل …منذ وفاة والدته…حتي والده اصبح مهملا في صلاته وكأن مو.ت والدته تسبب في انهيا ر العائلة تماما!!!
……..
بعد قليل…
خرج مروان من المسجد وهو يشعر بسكون لم يشعر به من قبل …لقد بكي في السجود…بكي ودعي الا يمو.ت والده …لا يريد ان يبقي وحيدا مرة اخري …
اتجه مروان الي سيارته واستقلها وهو يغادر مسرعا ..
……
في قصر وائل
-ايه اللي عمل في وشك كده يا بني ؟!!
قالها وائل بفزع وهو يري وجه ابنه المكدوم بينما ترك الكتاب الذي يقرأه…
ابتلع مروان ريقه وقال:
-وقعت.
افلتت.ضحكة من شفتي وائل وقال:
-وقعاتك كترت يا مروان بيه.
ابتسم مروان بإحراج وقال:
-اه والله ..
لم يجادله وائل اكثر من هذا بل امسك كتابه وشرع في قراءته …
تجمعت الدموع في عيني مروان واقترب من والده ثم ركع بجواره وقال:
-انا موافق امسك الشركة …أنا هدير الشركة واخليك تفتخر بيا …بس بشرط ..
عقد وائل حاجبيه فرد مروان:
-تتعالج يا بابا …
هز وائل رأسه نفيا وقال:
-كده كده.همو…
ولكن مروان قاطعه بينما دموعه تنساب وشهقة تخرج من بين شفتيه :
-لا لا مش هتسيبني …انت هتتعالج …
قبل كف والده وقال
-اتعالج عشان خاطري …متسبنيش …أنا مليش غيرك ..
ابتسم والده بحزن وقال:
-حاضر يا حبيبي هتعالج …
ثم جذبه إليه وعانقه لينف.جر مروان بالبكاء وهو يضم والده بقوة كأنه يحميه من المو.ت !!!
………..
-انا خايفة …خايفة اووي …خايفة ارجع اثق فيه وقلبي يتك.سر يا دكتور …هو كان واضح أنه مش هيستسلم وأنا خايفة أضعف قدامه وابقي أنا اللي خسرانة في الاخر …
قالتها حياة بصوت مرتجف وهي تتكلم مع الطبيب بينما تفرك كفيها بتوتر ….عينيها البنية كانت مشبعة بالدموع …
نظر إليها الطبيب بتفحص وقال:
-مشاعرك لسه قوية من ناحيته يا حياة ؟!
انسابت دموعها وقالت :
-بحبه اووي يا دكتور كأنه عمري ما جر.حني ولا د.مر حياتي …أنا بسأل نفسي ليه مبعدش عني ليه …ليه اقتحم حياتي ورجعلي بيتي ….ليه لسه بيحاول معايا …
-يمكن عشان لسه بيحبك ؟!
تساءل الطبيب لتنظر هي إليه وتتنهد وهي تمسح دموعها:
-بس أنا مش قادرة اثق فيه يا دكتور…مش قادرة اسامحه…مش قادرة …أنا خايفة اووي …خايفة
ثم وضعت كفيها علي وجهها وانفج.رت بالبكاء…كم الحب قا.سي
……
خرجت حياة من جلستها مع طبيبها النفسية وهي تشعر بالسكون نوعا ما …فطبيبها كالعادة استطاع تهدئتها…هي ممتنة جدا له لا تعرف من دونه ماذا كانت ستفعل … نظرت امامها ووقفت متجمدة مكانها فجأة وهي تجد احمد يستند علي سيارته بينما ينظر إليها …زفرت بضيق وعقلها يسترجع ما حدث بينهما رغما عنها !!
فلاش باك…
ده تنازل عن البيت اللي انا سرقته منك…حتي الفلوس اللي اخدتها منك وفتحت بيها مكتب واشتريت عربية هرجعهالك لاخر مليم …
-والمقابل ؟!
قالتها وهي ترفع حاجبها الايمن ليبتسم هو بحزن ويقول:
-المقابل أنك ترجعي قلبي ..رجعي قلبي ومش عايز حاجة تاني …ولو مش هتقدري ترجعيه خديني أنا واديني فرصة اكون معاكي…اديني فرصة اصلح غلطي…
هزت رأسها بالنفي ولكنه اقترب منها وهو يعانق وجهها ويقول:
-حياة بحبك …والله بحبك اديني فرصة بس …فرصة اثبتلك اني اتغيرت …مش بقول ارجعيلي بقول بس اديني فرصة ارجعك ليا …متطر.دنيش برا حياتك ..
وضع جبينه علي جبينها وقال :
-انا اتعاقبت وعقابي اني حبيتك بالشكل ده وأنتِ رفضاني …الس.حر انقلب علي الساحر وبقيت أنا اللي بجري وراكي وهفضل اجري وراكي ونفسي مش هينقطع …أنا مش هتخلي عنك يا حياة …هحاول ارجعك بس اديني فرصة …
كانت تذوب …تضعف وقلبها يخفق بإضطراب…ها هو يمد كفه ويعرض عليها السعادة فهل تقبل …تقبل وتتعرض لإمكانية الخيانة…لتكن صريحة ..هي لن تستطيع التخلص من حبه ولكن لن تستطيع ان تثق به مرة اخري …لن تسلمه ثقتها …لن تفعل
..يكفي ان لديه قلبها التي فش.لت في استرداده حتي الآن …
-مقدرش يا احمد صد…
ولكنه قاطعها وهو يضغط شفتيه علي شفتيها لم يدم تلامسهم لحظة الا وابعدته عنها وقالت بأسف ؛
-اللي بيننا انتهي يا احمد وانتهي للأبد…ولو فاكر ان تنازلك عن البيت ده هيخليني اغير رأيي فده مستحيل …احتفظ بالبيت ومتحطش امل أننا نرجع ..
ثم خرجت وتركته يائس حزين …والا.لم يعصف به …
باك…
-مش هتبطل تمشي ورايا ؟!
قالتها بإنفعال ليهز رأسه ويقول بإصرار :
-مش هستسلم.يا حياة …مش هستسلم ابدا !!
والاصرار في عينيه جعلها تختنق ولكن الجزء المج.نون داخلها احب تمسكه بها…قلبها الم.جنون الخاضع له يبهره كل ما يفعله في سيبل اعادتها !
…………
كانت ميار تفرك كفيها بتوتر …لقذ ذهب علي ليحضر بعض الاشياء وتركها هنا مع والدته ..
التي لا تطيقها وهي لا تلومها علي الاطلاق….كانت ميار تحجز نفسها في غرفتها وترفض الخروج تماما ومواجهة والدة علي ولكن الي متي ؟!الي متي ستخاف من المواجهة…هي حماتها …والدة زوجها قبلت هذا أو أبت …ابتلعت ميار ريقها وقررت أن تنهض وتخرج لتتكلم معها بينما ضجيج قلبها يزداد …
وأمام الباب وقفت ميار لثانيتين وهو تتنفس بعمق وتحاول تهدئة نفسها ثم فتحت الباب وخرجت..
….
كانت والدة علي تجلس علي الأريكة…في حجرها طبق فشار كبير بينما علي التلفاز كانت أحدي المسرحيات المصرية الشهيرة معروضة ….كانت هي تضحك وهي منسمجة مع المسرحية خفيفة الدم والتي كانت من المسرحيات القديم …ما ان رأتها السيدة المسنة حتي تجهم وجهها بقوة واشاحت بوجهها…كانت تكر.هها وتمقتها بقوة …لا تطيقها ابدا!!…فكرت ميار بيأس وقلبها يكاد ينفجر من الأ.لم …نعم هي من اخطأت بحقها وحق علي حبيبها ويجب أن تدفع الثمن لكي يكون لها فرصة اخري للسعادة..هكذا فكرت .. …يجب أن تبرهن انها الآن اصبحت زوجة تليق بعلي وانها ابدا لن تجر.حه..يحب ان تثبت ان علي سوف يكون كل حياتها …سوف تحبه اكثر من أي شئ وتعطيه سعادة العالم …
سوف تحاول ان تعوضه عما عاشه معها …هي ستفعل المستحيل كي تجعله سعيدا ..وستفعل المستحيل لكي تنال رضا والدته !!
اقتربت هي ببطء منها وجلست بجوارها وهي ترسم ابتسامة لطيفة علي وجهها …ولكن رغم ذلك رمقتها نوال بقر.ف …كانت لا تطيق تلك الفتاة حقا …لم تحبها ابدا ولولا ان ابنها ارادها لم تكن لتزوجه اياها والان بعد كل ما فعلته بعلي لا تتوقع ابدا انها سوف تسامحها وتتقلبها…ابنها المسكين انك.سر قلبه بسببها وان كان هو سامح لانه بغبا ؤه ما زال يحبها فهي ابدا لن تسامح المرأة التي ك.سرت قلب ابنها بل ستظل تحتقرها دوما !!! …
-ماما ..
قالتها ميار بلطف ..لتصرخ نوال وتقول:
-انا مش امك يا اختي متقوليش كده ابدا ..وابعدي عني مش كفاية خليتي ابني زي الخاتم في اصباعك…ايه عايزاني أنا كمان ابقي زي الخاتم في اصباعك …والله لما تشوفي حلمة ودنك …انسي يا ميار انسي…أنا مش هبلة زي علي …
تجمعت الدموع في عيني ميار وقالت :
-انا عارفة اني غلطت وجر.حت علي وانا والله ندمانة اووي علي اللي عملته…بس أنا رجعت … رجعت وقررت اني اسعده واعوضه عم كل حزن أنا اتسببت بيه …انا بس عايزة فرصة يا ماما اثبت بيها حسن نيتي …
فكرت نوال قليلا ثم نظرت إليها وقالت:
-عايزة تثبتي حسن نيتك يا ميار اسعدي علي ومتجر.حوش ابدا …هثق فيكي لما الاقي ابني سعيد غير كده لا !!!
اغمضت ميار عينيها وزفرت براحة وقالت:
-اوعدك اني هشيله جوا عينيا
……
في المساء.
كانت تجلس علي فراشها …دموعها تطرف من عينيها …تشتاق إليه بقوة ولا تستطيع أن تمحيه من عقلها …وضعت كفها علي قلبها وهي تفكر أن حبها له قا.سي للغاية…حبها له يعذ.بها …هي غير مرتاحة …لا تستطيع العودة والتنعم بحبه ولا تستطيع أن تنساه ….قلبها يعت.صر من الا.لم …ليتها تستطيع أن تنسي حبه …ليتها ….لم تكن لتتعذ.ب بتلك الطريقة
انتفضت عندما رن هاتفها…رفعت هاتفها واتسعت عينيها بأ.لم وهي تنظر الي المتصل والذي لم يكن الا ادم !!!
للحظات ظلت متجمدة ولكنها فجأة ردت علي الاتصال وقلبها يصرخ داخل صدرها ..لقد اشتاقت إليه …واشتاقت لتسمع صوته وقد قررت انها سوف تسمع صوته وتغلق الهاتف فورا !!!!
-مهرا حبيبتي ..
صوته العذب انساب الي روحها والدموع التي نزفتها تجمعت مرة أخري في عينيها وهو يقول اسمها بتلك الطريقة …
أغمضت عينيها وهي تحاول أن تسيطر علي دقات قلبها ولكن كان كل هذا عبث …لم تستطع السيطرة ابدا علي قلبها الذي أصبح يهدر بقوة !…اغمض ادم عينيه وهو يستمع الي انفاسها من الناحية الاخري وقلبه يعتص.ر من الألم …لقد جر.حها كثيرا تلك المرة …طعن.ها في قلبها يعرف ومعترف جدا بخطؤه …لن يتملص منه بل سيواجهه ويعتذر ألف مرة كي تعود إليه…
فتح عينيه التي لمعت بحنين لها وهتف مرة اخري:
-مهرا …
شهقت هي فجأة ثم بدأت تبكي بصوت عالي عذ.به
-انا آسف …آسف …
هزت رأسها وقالت وهي تشهق بقوة:
-مش كفاية …اسفك مش كفاية ..مش كل جر.ح يداويه الاسف …جر.حك المرة دي كبير
تنهد وقال بجدية:
-ايه اللي اعمله عشان تسامحيني قوليلي يا مهرا …أعمل ايه عشان تسامحيني علي اللي عملته ؟!
هزت رأسها وقالت:
-مش عايزة حاجة …مش حاجة منك حاجة …طلقني بس …طلقني وسيبني في حالي ابوس ايديك…أنا مبقتش اتحمل …
انتفض قلبه بعن.ف وهي تأتي بسيرة الطلاق …الكلمة وحدها كانت كفيلة بإشعال حر.ائق داخله…اغمض عينيه وهو يسيطر علي نفسه وقال بإنفعال:
-انتِ عايزاني امضي علي ورقة اعدا.مي بإيدي ؟!!!انتِ عارفة كويس اني بحبك…وهموت من غيرك !
هزت راسها وقالت وهي تشهق بعنف :
-مظنش ..مظنش أنك جيت في يوم وحبتني يا ادم …اللي بيحب حد مش بيأذ.يه بكلامه …اللي بيحب حد مش بيمشيه كل شوية من حياته…انت طلبتها وانا نفذت يا ادم واهو طلعت من حياتك فأنساني وخليني انساك …خليني احافظ علي الباقي من كرامتي ..
-حقك عليا …أنا آسف …أنا فعلا غلطان ومعترف …أنا بخسر الناس بسبب غضبي وده غلط أنا عارف وندمان علي كل حرف قولته اديني فرصة أخيرا اثبتلك اني مش هزعلك تاني ..
مسحت دموعها وقالت بنبرة جامدة :
-للاسف يا ادم احنا انتهينا ….كل حاجة بيننا انتهت ..
ثم اغلقت الهاتف بسرعة ودفنت وجهها في وسادتها وهي تنف.جر بالبكاء !!!!
…..
نظر ادم الي الهاتف بصدمة …كان لا يصدق ما يحدث …انها تتسرب من حياته …تتسرب من حياته وهذا يقت.له …يق.تله بقوة ….
طرقه علي باب جعلته يرفع عينيه اللامعة لأعلي..
انفتح الباب ودخلت ليلي وقالت:
-ممكن ادخل يا ابيه ؟!
لم يرد عليها ونظر الي الناحية الاخري لتتكون طبقة رقيقة من الدموع بعينيها وتقول:
-هو انت لسه يا ابيه زعلان مني ؟!
لم يرد عليها أيضا لتقترب منه وتجلس علي الفراش بجواره وتقول بتوسل :
-يا ابيه ابوس ايديك سامحني …أنا والله روحت عشانك …أنا …
نظر إليها ادم بغضب وقال:
-وانا كنت نبهت انكم متروحوش للحيو.ان ده صح ولا غلط !!
هزت رأسها وقالت:
-بس افتكرت …
قاطعها. هو يقول بإنفعال :
-افتكرتي !!افتكرتي ايه بالضبط يا ليلي …افرض كان عمل فيكي حاجة …افرض اذا.كي …قوليلي كنت هتصرف ازاي وانا في الس.جن …مفيش تفكير خالص …
ضمته بقوة وهي تبكي بعنف وتقول:
-اسفة يا ابيه والله اسفة بس ابوس ايديك ارجع وكلمني …أنا زعلانة خالص ومش عارفة اذاكر حتي …
ربت علي كتفها وقال:
-خلاص حصل خير بس أي تصرف متهو.ر تاني يا ليلي وديني لأنفخك فاهمة ولا لا …
ابتعدت وهي تهز رأسها وتمسح دموعها وتقول:
-خلاص والله توبة يا ابيه ..
صمتت قليلا وقالت وهي تمسك كف ادم وتقول:
-ومهرا يا ابيه ..
ابتسم ادم وقال:
-هرجعها يا ليلي .
………….
امام التلفاز …
كانا يجلسان سويا …هو يضمها إليه بينما هي تضع كفها المزين بخاتم الخطبة علي قلبه …ضحكت داخلها عليهما سويا
….أنهما يتصرفان بجن.ون مطلق… يعيشان معا كأنهما مخطوبان ….يدللها ويعوضها عن الايام القا.سية التي ذاقتها معه…نعم هذا جنون ولكنها تعشق هذا الجنون …فكارما كانت سعيدة كما لم تكن من قبل …رفعت رأسها قليلا ثم وضعت قبلة خفيفة علي فكه …ابتسم سامر وقال:
-احسنلك متلعبيش معايا يا كارما احنا حاليا مخطوبين عيب يا ماما ولا عايزاني الغي الحوار كله …
ضحكت كارما وهزت رأسها بالنفي بينما تجمعت الدموع في عينيها …نظر هو إليها بحيرة وقال بتوجس :
-هو أنا قولت حاجة غلط ؟!
هزت راسها وهي تمسح دموعها التي طرفت من عينيها وقالت:
-لا ابدا …الموضوع بس اني فرحانة بطريقة غريبة يا سامر …فرحانة جدا …بس خايفة أن السعادة دي متدومش…خايفة تحصل حاجة تاني وتفرقنا عن …
-ششش
قالها وهو يضع إصبعه علي فمها ويقول:
-مفيش حاجة هتفرقنا بإذن الله …أنا هعمل المستحيل عشان نبقي سوا …احنا هنبقي سوا وهنخلف ميمون كمان ..
-من كمون ده كمان ..
قالتها بعيني متسعة من الدهشة المصطنعة ليضحك ويقول :
-ابننا يا حبيبتي …
دفعته ونهضت قائلة:
-نعم يا اخويا عايز تسمي ابني كمون انت عبيط يا سامر …ايه كمون ده …أنا هسميه مراد اسم عدل …انت كده ناوي تعقد الواد
جذبها اليه مرة اخري لتجلس علي حجره وقال:
-طيب يا ستي هنسميه زي ما انتِ عايزة يا كارما …البرنسيسة بس تؤمر وانا انفذ …
خفق قلبها تأثرا واخذت تلامس شعره بشغف وتقول:
-كان فين الحب ده كله من زمان يا سامر …كان فين بس ..
امسك كفها وقبله وقال:
-كنت غب.ي يا كارما مش مقدر اللي في ايدي بس الحمدلله عقلت وعرفت أنك اهم حد في حياتي …ربنا يديمك في حياتي يا كارما واقدر اعوضك عن كل اللي حصل ..
ضمته إليها وقالت:
-يبقي دي فرصتي بقا عشان ادلع عليك صح …
قبل راسها وقال موافقا اياها :
-ايوة يا روحي دي فرصتك بقا تطلبي اللي عايزاه مني .
…….
انتهي الفيلم وكانت كارما تنام علي صدر سامر …نظر إليها سامر وهو يبتسم …وجهها الجميل كان يرتاح علي صدره …ملامحها هادئة ومسالمة …كان لا يصدق حظه …لقد حصل علي فرصة اخري …
امسك كفها الذي به خاتم الخطبة وقبله برفق …ثم نهض بهدوء وحملها لكي يدخلها لتنام علي فراشها…
فجأة انتفضت وشهقت وهي تفتح عينيها ولا تفهم لما هي محمولة ؛
-اهدي …اهدي يا حبيبتي ..
قالها سامر ثم اكمل:
-كنت موديكي اوضتك عشان تنامي …
ارادت كارما ان تقف فوضعها صامر علي الأرض …ابتسمت له وقالت:
-تصبح علي خير …
ثم اتجهت الي غرفتها ووقفت امام الباب ثم ابتسمت له … اقترب هو وقال وهو يعبث في شعرها :
-ايه رايك نلغي الخطوبة وندخل علي الجواز علطول ؟!
ضحكت كارما وقالت وهي تدفعه :
-لا انسي يا حبيبي …ويالا من هنا .
ثم دفعته واغلقت الباب وهي تضحك ووجهها المحمر…السعادة كانت تفيض من قلبها …سعادة ستدوم للأبد.
………………
في اليوم التالي ..
-مفيش اي حاجة حابة اغيرها.
قالتها مرام بهدوء وهي تقف في منتصف فيلا أنس …رغم أنها أخبرت شقيقها من قبل أنها لا تريد ابدا تغيير اي شئ ولكنه أجاب أن تلك هي رغبة أنس …
-متأكدة ؟!
سألها أنس لتهز هي رأسها وتقول:
-هي لطيفة كده وانا في في بالي اي تصليحات …
نظر ادم الي شقيقته المتباعدة عنه بحس.رة …كانت تشغل نفسها بأن تشيح وجهها عنه …ترفض بإصرار أن تكلمه …في طريقهما الي هنا لم يتبادلا ولو كلمة واحدة حتي …تنهد آدم بحزن وهو يفكر أنه خسر شقيقته بسبب غضبه وانفعاله ….أيقن أنه إن لم يستطع السيطرة علي غضبه فسوف يخسر كل شىء !
تنهد بعمق وكان الاسي يضع علاماته علي وجهه انتبه انس لحزن ادم وعقد حاجبيه بدهشة …ولكن سرعان ما بدأت الصورة توضح عندما نقل عينيه ادم ومرام وشعر بالتوتر بينهما …القناع الجليدي التي كانت تضعه مرام في تلك اللحظة قوي جدا غير قابل للنفاذ….بصعوبة كتم أنس السؤال الفضولي الذي كان سيخرج من فمه..وقرر الا يتطفل علي الشقيق وشقيقته …
لهذا اعطاهم ابتسامة لطيفة وقال:
-مبسوط اووي ان البيت عجبك وزي ما قولت حتي بعد الفرح لو حبيتي تغيري حاجة أنا تحت امرك …
شبح ابتسامة تكونت علي شفتيها وهزت راسها بتحفظ
ابتسم أنس وكاد ان يكمل الا ان فجأة ولجت ملك الي الفيلا فالسائق قد احضرها من مدرستها
-بابي ..
قالتها بسعادة وهي تركض نحوه وتعانقه …رفعها انس وهو يقبلها علي وجنتها بينما اتسعت ابتسامة مرام وهي تري تلك الملاك …
-يالا سلمي علي ضيوفنا .
قالها انس بينما ينزلها …هزت ملك راسها واعطت ابتسامة حلوة لادم وقالت:
-ازاي حضرتك ..
امسك ادم كفها مصافحا اياها وقال:
-اهلا بالقمر …
ابتسمت هي واتجهت الي مرام وقالت:
-ازيك يا انسة مرام ..
-كويسة اووي يا سكر انتِ …
-يالا يا لوكا روحي عشان تغيري هدومك.وتاكلي .
امرها انس لتطلب ببراءة:
-بابي عادي انسة مرام تطلع معايا عشان نشوف اوضتي ؟!
-استأذنيها الأول .
قالها أنس وهو يشير الي مرام التي هزت رأسها وقالت:
-اكيد يا حبيبتي نروح ..يالا بينا…
ثم امسكت مرام كفها وصعدت معها .
………
-ايه المشكلة اللي بينك وبين مرام يا ادم ؟؟
تساءل أنس بعد ان ذهبت مرام مع ملك ليتنهد ادم ويقول:
-شوية توتر بيننا وان شاء الله يتحل…
ربت أنس علي كتفه وقال:
-شكل الموضوع صعب .
.
هز ادم رأسه وقال بحزن:
-انا غلطت في حق مرام …وحاولت اعتذر بس للأسف مش راضية نتقبل اعتذاري …مشكلة مرام انها حتي لو مجر.وحة مني مش بتعاتيني…هي بتختار تبعد وبس …
-يمكن عشان هي مش معتبراك اخوها بس يا ادم !
نظر إليه ادم دون فهم ليبتسم أنس ويقول:
-انت حكيتلي علي قصتك قبل كده وحكيت أن اللي عانت معاك بجانب والدتك هي مرام….مرام مش معتبراك اخوها بس لا كمان صديقها …جزء منها …شايفة انكم واحد عشان كده اتصدمت لما جر.حتها لان مرام شايفة فيك الامان…شايفة أنك مستحيل تزعلها ..
كان ادم يقر بصدق كلام انس…علاقته مع شقيقته مرام علاقة قوية جدا…هو امانها وهي رفيقته حتي لو كانت متباعدة عنه قليلا ولكنه يعرف وهي تعرف أيضا انها أقرب إليه من أي احد .
.مرام عاشت معه المعاناة وتحملت …هي من اعطته الطاقة ليصبر …وهو أخطأ في حقها…كما أخطأ في حق مهرا …هو بالفعل يخسر الناس التي يحبها اكثر من أي شئ آخر…
-ادم ..
اخرجه أنس من شروده ثم اكمل:
-مرام طيبة علي فكرة وهتسامح …صدقني البرود اللي بتبينه ده قناع عشان متبينش مشاعرها …
ضحك ادم بذهول وقال:
-ده انت فهمتها اكتر مني .
ابتسم أنس وقال:
-انا بعرف اقرأ الناس كويس يا ادم …عموما يا سيدي أنا واثق فيك أنك هتلاقي طريقة معينة تصالحها بيها …المهم دلوقتي نتكلم عن الشغل …تحب امتي تبدأ ؟!
ابتسم ادم وقال؛
-انا حابب أبدأ في أي أقرب وقت ممكن
-طيب ايه رايك نبدأ من بعد بكرة …هكلم المدير النائب عليا هناك عشان يفهمك أمور الشغل ماشية ازاي …
-شكرا يا أنس…معرفش اشكرك ازاي بصراحة ..
ابتسم أنس وقال:
-وتشكرني ليه ؟!ده بيزنس زي ما انت محتاجني أنا محتاجك .
…………………..
-وحشتني يا نعمان..
قالتها نيرمين بدلال وهي تقف امامه بينما هو يزدرد ريقه وهو يراها في ذلك الفستان القصير… فستان يليق بها كثيرا رغم عمرها..كانت نيرمين رغم سنها الا ان السن لا يظهر عليها …كان جسدها مشدود …نادرا ما تجد به تجاعيد …كانت امرأة تحافظ علي جسدها جيدا لانها تعرف ان جسدها هو البوابة الاساسية لطريقها الي الثراء!!بتلك الطريقة يمكنها ايقاع أي ثري في هواها ليتزوجها وتستطيع ان تنهب ثروته…وهذا ما سوف يحدث مع نعمان …نعمان صاحب احدي أكبر الفنادق الراقية بالاسكندرية والذي تعرفت عليه صدفه عن طريق صديقتها … هو دعاها لكي تمكث بفندقه بضعة ايام …فاستغلت تلك الفرصة واتت هي وابنتها هنا …منها تعطي أنس الأمان ومنها تحاول الالتفاف علي هذا الثري.!
-زي القمر يا نانا…جميلة اووي
اخفضت اهدابها وابتسمت وقالت:
-ميرسي يا نعمان …عيونك هي الجميلة…اتفضل ..
افسحت له الطريق كي يدخل جناحها فولج هو …ثم جلس علي المقعد المريح …
-تحب تشرب..
قالتها مبتسمة وهي ترفع زجاجة النبيذ امام عينيه فرد هو :
-احب يا قمر محبش ليه…
ثم صبت له الكأس واقتربت منه …تناول الكأس منها شاكرا بينما هي جلست بجواره وهي ترفع فستانها قليلا …تلك الحركة البسيطة لفتت انتباهه كثيرا …انها تحاول ان تغر.يه…واللعنة هو يضعف…رغم ان لديه زوجة رائعة وابناء في مراحل التعليم الجامعي …كل هذا نسيه في لحظة بينما ثقلت انفاسه…اقترب منها بنية واضحة لافتراسها لتبتعد هي بإرتباك وتقول:
-ميصحش يا نعمان …احنا اصحاب وبس وكمان انت متجوز ..
نهض وهو لا يستطيع أن يسيطر علي نفسه وقال:
-وماله اتجوز تاني وتالت ورابع كمان
ثم سحبها بالقرب منه..لتبتعد هي وتقول بنبرة جر٫يحة مصطنعة :
-لا …احنا اصحاب …انت قولتلي كده وعلي أساس أنك صديق عزيز وعزمتني قولت اجي لكن تصرفاتك دي بتقول أنك شايفني من الستات اللي بتبيع نفسها عشان الفلوس…تصرفك ده جر.حني اووي …أنا هاخد بنتي وامشي من هنا ..ومش عايزة اسمع صوتك تاني ولا اشوف وشك كمان …
-والله ابدا …انتِ اغلي حتي من حياتي …
قالها مقتربا منها وهو يقبلها علي كفها بينما برقت عينيها الخضراء بقوة ….
-احنا هنتجوز ورسمي كمان …
ابتعدت قليلا وقالت بدلال :
-بس أنا مدخلش علي ضرة يا نعمان…لو عايز تتجوزني…طلق مراتك!!
………..
بعد اسبوع …
كان متسطح علي فراشه …اليوم عطلته من الشركة ..الأسبوع السابق عمل كالم.جنون ما بين الشركة وما بين المفاجأة التي يحضرها لمهرا …كان لا يأتي الي منزله حتي ….تقصد ان يعمل حتي يق.تله التعب ويعود لكي ينام فقط …لم يكن يريد التفكير بها …تلك التي حاول بإصرار جعلها تعود له ولكنها رفضت بإصرار ..حتي انها توقفت علي الرد علي رسائله وهذا جر.حه بقسوة …اغمض ادم عينيه وهو يشعر ان قلبه يعت.صر من الأ.لم …لقد اشتاق إليها…اشتاق إليها بقوة …كم يريد أن يذهب الآن ويخطفها من منزلها ثم يحجزها وحينها سيفعل المستحيل كي تسامحه …لن يجر.حها مرة اخري …
رنين الهاتف اخرجه من شروده …امسك هاتفه ووضعه علي اذنه وابتسم ما ان سمع ما يقوله الطرف الاخر.!
-جميل اووي …شكرا يا طارق يا حبيبي والله من غيرك معرفش كنت هعمل ايه …أه ..خلاص جاي اخدها منك دلوقتي …سلام يا حبيبي ..
ثم نهض ادم ووجهه مبتهج بينما عينيه تلمعان بخبث…اليوم سوف يعيدها إليه ..لقد كان يحضر هذا منذ اسبوع بينما يطلب منها السماح …اليوم سوف تكون بين ذراعيه وتبا لجدها وعائلتها كلها هو لن يتخلي عن زوجته …اتجه الي الخزانة واخرج ملابسه التي عبارة عن قميص اسود وبنطال جينز رمادي ثم اخذهما وخرج من غرفته متجها الي الحمام .. …
…….
توقف فجأة وهو يجد مرام في الصالة …شعرها مبتل من اثر الاستحمام تمسك فنجان قهوتها وتشربه بهدوء …
-صباح الخير يا ميرو .
قالها ادم بلطف ولكنها لم تنظر إليه حتي ….تنهد هو بتعب واتجه وجلس بجوارها وقال:
-مرام أنا عارف اني جر.حتك بكلامي الغ.بي وانا بجد آسف …آسف لاني انسان غب.ي زي ما قولتي بضيع الناس اللي بحبها من ايدي …بس يعلم ربنا اني عمري ما قصدت امد ايديا عليكي …أنا عندي ايدي تتق.طع ولا انها تتمد عليكي.
لم ترد …ولم تتأثر هكذا بدا له من الخارج…ولكن من الداخل كان قلبها يعتصر من الأ.لم …تعرف كم ان ادم يحبها …وما فعله معها جر.حها بقوة ولكن لن تسمح له ان يعرف انها مجرو.حة منه …ستتمسك بقناعها الجليدي هذا افضل لها …تناولت قهوتها مرة واحدة رغم الحرارة التي شلت لسانها لفترة وشعرت بأ.لم فظيع ولكنها لم تبين بل نهضت وذهبت الي المطبخ…
زفر ادم بتعب وهو يضع كفيه علي وجهه ويفكر..ماذا توقع …تلك هي مرام .. لن تنسي بسهولة !!!
انتفض قليلا عندما امسكت والدته بكتفه…نظر إليها وابتسمت هي وقالت:
-رايح ترجعها النهاردة صح ؟!
هز ادم رأسه مبتسما …ثم نهض ليتجه الي الحمام …سوف يعيد مهرا ويصالح شقيقته !!
…….
-امو.ت واعرف مخرجاني من الفيلا ليه في الوقت البدري ده ؟!
قالتها مهرا بضجر وهي تجلس علي المقعد المريح للسيارة فردت مروة :
-يا بنتي انتِ من أول ما جيتي مخرجتيش وحابسة نفسك في الاوضة …خوفت عليكي قولت اخرجك شوية …
ثم قالت للسائق:
-اطلع يا عم كريم ..
هز السائق رأسه وهو يقول السيارة الا انه فجأة توقف وهو يجد سيارة اخري تقف امامه والتي خرج منها ادم بخفة …وقع قلب مهرا في ساقها وهي تنظر إليه بفز.ع وشوق …ابتسمت مروة بخ.بث وهي تغمز لادم بينما ادم فتح باب السيارة وسحب مهرا معه حاملا اياها علي كتفه
-ايه ده انت بتعمل ايه؟!
صرخ السائق بينما تصرخ مهرا أيضا وتضرب ادم علي ظهره وامسكه السائق من كفه الحر بقوة
-سيبه يا عم محمد …
قالتها مروة
هز السائق رأسه وقال:
-لا يا هانم دي امانة جابر بيه سامحيني أنا هتصل بيه
ثم اخرج هاتفه واتصل بجابر وما ان رد حتي قال باندفاع:
-الحق يا جابر بيه حفيدك ادم بيخ.طف حفيدتك مهرا أنا أعمل ايه ؟!
ابتسم جابر واغمض عينيه براحة وقال:
-معاه عربية يا محمد
-ايوة يا باشا
رد محمد بحيرة ليقول جابر:
-طيب افتحله باب العربية ولو عايز أي مساعدة تاني ساعده !
اغلق محمد الهاتف وهو يقول:
-لا حول ولا قوة الا بالله…اخط.فها يا عم جدها اذن بكده …
ابتسم له ادم ابتسامة واسعة ثم ركض الرجل ليفتح له باب السيارة فيدخل مهرا التي كانت بقمة غضبها ويقود ادم السيارة بسرعة …
……
في منزل ادم الجديد …
فتح آدم الباب وسحب مهرا الغاضبة وقال:
-ايه رايك في مملكتك الجديدة يا ملكتي !
قالها وهو يشير الي البيت الصغير الذي استأجره ادم والذي تم توضيبه جيدا…
-ايه ده ؟!
-ده بيتنا يا حبيبتي
-قصدك سج.ني بما أنك خطفتني ..
قالتها بغضب ليبتسم وهو يقترب منها ويمسك كفها قائلا:
-لا بيتنا …سجنك هنا ..
وضع كفها علي قلبه ثم اكمل:
-انت محبوسة جوا قلبي وواخدة حكم مدي الحياة .
…………….
في المحكمة ……
-حكمت المحكمة حضوريا علي المتهم عثمان عبد العزيز والمت.همة علياء رشدي بالسجن لمدة سنتين وغرامة مائتان جنيه!!!!!
قالها الفاضي فجأة لتصرخ علياء وهي تلطم وتقول:
-يالهووي يالهوووي يالهوووي
صرخت بها علياء وهي تلطم علي وجهها وتبكي …كانت لا تصدق انها سوف تودع في السج.ن …نظرت الي ميار وهي خلف القفص الصغير بالمحكمة وصرخت:.
-منك لله …منك لله يا شيخة..الهي ما تفرحي ابدا …الهي تمو تي يارب …
اهتزت ميار بتوتر فأمسك علي كفها بقوة وهو يشد عليه ويقول :
-اهدي يا حبيبتي
-بتحب.سي ابوكي يا ميار …بتحب.سي ابوكي يا بنت الكل.ب يا خا.طية يا رخي.صة …بتح.بسيني بس وديني لما اطلع …هوريكي يا ميار …
انفجرت الدموع من عينيها وهي ترتعش بقوة بينما استمر صراخ ووعيد كل من عثمان وعلياء…ورغم كل شئ كان قلب ميار يتمز.ق علي والدها …مهما كان هو والدها…وهي تحبه…كم تمنت لو انها تستطيع مسامحته والتنازل عن القضية . ولكن الضر.ر الذي سببه لها بالغ…لقد عاملها والدها كأنها حيو.انة…أستمع لكلام زوجته وعذ.بها كثيرا …كل تلك الذكريات محفورة في عقلها وهي لن تنسي ابدا كيف ان والدها عاملها كأنه به.يمة او جماد لا يشعر …اغمضت عينيها والدموع تنساب بهدوء بينما رجال الشرطة يأخذوا والدها وزوجته الي السجن…ارادت للحظة ان تصرخ وتوقف كل هذا ولكن فشلت الكلمات في الخروج …الغفران كان شئ بعيد المنال….
…..
خرجت ميار من المحكمة وهي تمسك كف علي…لا تستطيع السيطرة علي دموعها التي تنساب بقوة علي وجهها …
وضعت كفها علي فمها وهي تشهق فجأة ليتوقف علي ويقول:
-حبيبتي …
نظرت إليه وقالت بنبرة مختنقة:
-هو أنا بنت و.حشة يا علي لاني حبست بابا …أنا كده واحدة مش كويسة صح ..
هز علي راسه وهو يضع كفه علي الحجاب الذي ترتديه وقال:
-انتِ اخدتي حقك بالقانون وبس يا ميار …وده.حقك لأنك.وقع عليكي ظ.لم ..
ثم غير علي الموضوع بمهارة وقال:
-تحبي تأكلي ايس كريم يا لوزة
ابتسمت وهي تهز رأسها وقد اعجبها انه بدل موضوع الحديث بسرعة لان هذا الأمر يجعلها تشعر بالإختناق…
………..
في احدي الس.جون…
تم تجهيز علياء لإيداعها في السجن …كانت علياء ترتدي الزي الابيض الكر.يه وعينيها مشبعة بالدموع ……ادخلتها السجا.نة بعن.ف لتقع علي الأرض …نظرت الي السجينات بتوتر …كان المعظم منهم اجساده ضخمة وينظرون إليها بسخرية …
اقتربت احداهما منها وشدتها قائلة:
-انتِ جاية في ايه يا حلوة يا مسكرة انتِ…
-ملكيش دعوة بيا ..
قالتها علياء وهي ترتجف … اغتاظت المرأة الضخمة ثم مدت كفها وامسكت شعرها وهي تصر.خ:
-بتقولي ايه يا روح امك …أنا مليش دعوة …جري ايه يا بت هتخيبي ولا ايه …ده أنا اقتل.ك.هنا !!!
-لا لا …ابعدي عني ..أنا بنت ناس مش زيكم !!!
صرخت علياء بعن.ف وهي تبكي بينما تلك السجينة الضخمة تشد شعرها بعن.ف وتقول بلهجة سوقية:
-جرا ايه يا روح امك ..أنتِ هتعملي نفسك شريفة عفيفة وبنت ناس ولا ايه…ده أنتِ في الس.جن حد قالك انك في الملاهي !!….وبعدين أنا اكلمك تقوليلي ملكيش دعوة ! …
أغمضت علياء عينيها بأ.لم بينما تدفعها المرأة ضخمة الحجم الي الحائط ليصطدم رأسها في الحائط بقوة وتطلق علياء صرخة فزع بينما تقول السيدة بلهجة قا.سية:
-اسمعي بقا يا روح امك …الكلام اللي هقولهولك يتسمع …اقولك يمين يمين …شمال شمال …أنتِ فاهمة …
بكت علياء بعن.ف وهي تشعر أنها سوف تمو.ت بسبب تلك المستبدة !
-ما تنطقي يا بنت الك.لب
صرخت بها المرأة لتهز علياء رأسها وتقول بينما تنشج بقوة:
-فاهمة…فاهمة !
…………
فتحت حسناء الباب وهي تظن ان ادم من اتي ولكنها شحبت قليلا وهي تري جابر عزام امام منزلها
-انا بمو.ت!وجاي عشان تسامحيني!
قالها فجأة ليصيبها بالصدمة!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عروس رغما عنها ) اسم الرواية