Ads by Google X

رواية غرام العنقاء الفصل الثلاثون 30 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

  رواية غرام العنقاء كامله بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية غرام العنقاء الفصل الثلاثون 30

  
“لا تَظلِمَنَّ إِذا ما كُنتَ مُقتَدِراً
فَالظُلمُ مَرتَعُهُ يُفضي إِلى النَدَمِ
تَنامُ عَينُكَ وَالمَظلومُ مُنتَبِهٌ
يَدعو عَلَيكَ وَعَينُ اللَهِ لَم تَنَمِ”
_ علي بن أبي طالب
– بنتنا !!
قهقهت ضاحكة باستنكار وهي تبتعد، لتردف بنبرة شيطانية تلعب على الوتر الخطير :
– آسفة مقدرش اخلي بنتك ترجعلك… مش هقدر ارجع بنتي مع عمتها ست خاينة
إذا كان الكلام يقتل، لكان قد مات في الوقت الحالي!
لتضيف باحتقار:
– كان نفسي اقول كلمة تانية حد قالهالي قبل كده بس انا مؤدبة ومتربية… مش هعرف اتعامل بنفس مستواه
نظر سامح الى ام كاميليا بحرج .. لتدلف امها إلى المطبخ وهي تتركهم … حتى تخرج كاميليا كل ما في جوفها .. شعرت أن تلك المواجهة بينهم قد أتت وبالتأكيد هي الأخيرة
نكس رأسه قائلا بألم:
– كاميليا
قاطعته بقسوة :
– ايه ؟؟؟ كنت فاكرني مش هعرف… واحدة اتصلت عليا تقولي… اصل الموضوع شكله انتشر في عيلة جوزها !
هدر بهذيان:
– كاميليا ممكن منخلطش الأمور ببعض !!
صرخت باشمئزاز:
– منخلطش ايه ؟؟؟؟
هي دي مش اختك ولا انا ناسية ولا حاجة !
دي عمة بنتي … والله مكسوفة اقول عمتها … مش عارفة بنتي لما تكبر وتعرف ان عمتها عملت العملة السودا دي هتعمل ايه…وانت عايزني اديهالك تربيها معاها…مش لما تعيد تربيتك انت واهلك الاول
لتضيف بتذكر:
– ده انا سمعت صحيح أن جوزها مدهاش اي حقوق خالص ولا قايمة ولا مؤخر ولا دهب ! وحتى ولادها خدهم منها.. عشان مش مأمن عليهم معاها !
سبحان الله زي ما انت عملت بس الفرق أنه جوزها راجل .. اخد منها عيالها، وعلى الأقل انا خدت قايمتي.. اه انت ظلمتني ومأخدتش دهبي ولا مؤخري .. لكن اختك طلعت بالعباية اللي لابساها
همس بنبرة متحشرجة كسيرة:
– كاميليا… انا عرفت اني ظلمتك…انا عرفت الحقيقة… وعرفت اني مش قادر استحمل نفسي كده .. وعرفت اللي اهلي عملوه فيكي
قاطعته باستهزاء:
– ها وبعدين .. استنى هكملك انا .. اه مش قادر تعيش من غيرى وحياتك بقت صعبة
رد بشك:
– انتي بتتريقي؟؟
قهقت ضاحكة :
– انت متجوز وجاي تقول لواحدة غريبة عنك ومتجوزة بحبك … ازاي يعني ؟
تحشرج صوته بنبرة باكية والدموع تسقط من عينيه :
– عشان دي الحقيقة… انا فعلا لسه بحبك يا كاميليا.. كنت بكابر عشان كنت زعلان من اللي عملتيه فيا … بس لما عرفت الحقيقة وعرفت انك معملتيش اي حاجة.. حتى لما اتجوزت … معرفتش احبها زي ما حبيتك
نطقت بصوت بارد لا حياة فيه :
– انت اصلا متعرفش تحب حد !
انت محبتش غير امك وأخواتك
هز رأسه بعنف باكيا :
– كاميليا انا اتخانقت مع اهلي عشانك… عشان عرفت انهم السبب في طلاقنا… انا مش قادر من ساعة ما عرفت … مقدرتش استحمل اني ظلمتك كل ده… اكتشفت اني كنت غبي وضيعتك من ايدي… ضيعت من ايدي ملاك… كاميليا انتي اكيد لسه بتحبيني عشان قعدتي اربع سنين من غير جواز
اومأت بإيجاب:
– عندك حق … too much بصراحة اني قعدت 4 سنين من غير جواز
لتضيف بيقين:
– بس تقدر تقول عشان اخد حاجة نضيفة وتستاهلني في الاخر… عشان اخد واحد يعاملني كأني ملكة … مش عبدة عنده وعند اهله !!
انهار سامح وهو يبكي بحرقة :
– كاميليا… انا اسف … انا عارف اني كنت غلطان… بس انا محتاجلك… محتاج ترجعيلي
اتسعت عيناها بدهشة قائلة باستنكار:
-أرجعلك عشان أهلي يقروا خبري في اخبار الحوادث؟!
– ايه اللي بتقوليه ده … هو انا مجرم!
أغمضت عيناها بألم لا تريد أن تتذكر ذلك الموقف الذي سمعت عنه :
– بعد ما انفصلنا … واحدة جارة عمتي من المحافظة اللي هي عايشة فيها…جوزها ضربها واهلها قالولها معلش يا بنتي ارجعي وسامحي .. اول ما رجعتله تاني يوم ضربها بالخشب بتاع السرير وماتت في ايده!
هز كتفيه بتبرير:
– ده واحد بلطجي بقى… ومعندوش رحمة..لكن انا معملتش فيكي كده…ده انا حتى حافظت على بنتك اللي كانت في بطنك
– نعم؟؟؟؟ انت ايه البجاحة اللي انت فيها دي ؟؟ المفروض اشكرك انك مموتنيش انا واللي في بطني؟
تصرفاتك متفرقش كتير عن تصرفات اللي قتل مراته !
– بس انا مش هقدر اعيش من غيرك…
-وانا مالي بده !! انت متخصنيش في حاجة … مش قادر تعيش من بعدي والكلام ده .. دي نتيجة اختياراتك
ليمسح دموعه هاتفاً بعدم تصديق :
– انتى بجد نسيتيني… انا ابو بنتك..
زفرت بضيق :
– انا نفسي بس في ربع ثقتك دي… جايب الثقة دي كلها منين؟ انت عاوز ايه يا سامح؟
بعد اذنك كفاية كده انا واحدة متجوزة
هتف بعينين حمراوتين :
– تعالي نرجع زي زمان وصدقينى مش هزعلك ولا هخلي اهلي يضايقوكي تاني .. انا مش هقدر اعيش في عذاب تأنيب الضمير ده … خصوصا بعد ما عرفت الحقيقة.. انا بقيت كل لحظة شايفك انتي حتى مراتي بقيت عايزها زيك انتي مش عايزها هي
هتفت بنبرة ساخرة:
– ارجع لمين ؟ ارجع لواحد كان طول الوقت بيزعق وعصبي ومش واثق فيّ ولا في نفسه !
-اديني فرصة واحدة يا كاميليا
رمقته باستهانة واشمئزاز:
– انت خلصت كل فرصك معايا… حتى كلامك وعياطك ده ولا يفرق معايا ولا مأثر فيا… وهقولهالك تاني يا سامح … ياريت تطلع بره عشان لو جوزي عرف ممكن يبهدلك
همس بحرقة :
– كاميليا انا اسف … عارف انك زعلانة … بس ممكن تسامحيني… مكنتش اقصد بجد .. وعارف انك استحملتى كتير واستحملتي اهلي
ردت باستنكار :
– انا ردمت على الماضي خالص… وانت كمان لازم تعمل كده .. احنا خلاص اتطلقنا والحمدلله أنه ده حصل … كان احسن حاجة عملتها في حياتك انك طلقتني, مقدرش انسى مجهودك برضو .. لكن انا دلوقتي ليا جوزي و بنتي وانت عندك مراتك هتعوز ايه تاني ؟؟
لتضيف بنبرة ساخطة:
– اه نسيت معندكش اولاد..بس مش مشكلة.. اللي زيك اصلا ميستحقش يكون اب… اللي زيك يبقى اب ليه اصلا؟؟؟؟
هدر بوعد :
– انا مش هزعل من كلامك ده .. بصي انا مستعد اسيب كل حاجه لكن نرجع لبعض انا مستعد اطلق ميادة واسيبها… مستعد اسيب اهلي وناخد شقة بره… وانتي تتطلقي وتسيبي جوزك وناخد بنتنا معانا
صرخت به بغضب :
– ايه الانانية اللي انت فيها دي… زي ما انت اناني وحقير… عايز تسيب اختك اللي اتطلقت… وتسيب مراتك اللي استحملتك واستحملت انك مش بتخلف !!!.
قاطعها بتبرير صادق :
– انتي مش فاهمة حاجة…هي مش بتستحمل عشاني ببلاش !
هي بتستحمل عشان انا بصرف عليها كويس وعلى أهلها عشان مستواهم قليل … علاقة متبادلة يعني…صحيح انا فاهمها بس بقول مش مشكلة اهي عشان محرومة من الأمومة بسببي
هزت كتفيها بلامبالاة:
– والله بقى دي اختياراتك … ومتخصنيش
وبعدين مين قالك اني هوافق اصلا ارجعلك …
– عشان انا هتغير ومش هبقى زي زمان
-عمرك ما هتتغير صدقني…هتفضل زي ما انت .. وحتى لو اتغيرت ولا يفرق معايا عشان انا لقيت اللي احسن منك مليون مرة…لقيت راجل بجد بيحترمني وبيحترم عقلي…اتأكدت ان عوض ربنا احلى مليون مرة من اللي فات
لتردف ببرود :
– وحتى لو مكنش حد فينا اتجوز… احنا مبقاش ينفع نرجع خلاص..
في حاجات عمرها بترجع زي ما كانت…وارجوك كفاية كده وسيبنى اعيش حياتى ..
هتف بنبرة حارقة :
– ليه يا كاميليا كل ده عشان ايه ؟؟؟ ليه قلبك قاسي كده مش عايزة تسامحي
اتسعت عيناها بصدمة :
– انت عارف ان محدش وجعني بعد موت ابويا
غيرك…. انت كسرتني…
لتضيف بحرقة :
-انت موجعتنيش انا بس
انت وجعت عيلة بحالها !
وجعت اهلي عليا
تعرف ان امي جالها السكر بسبب طلاقي… وحزنها عليا وقدامها حتة عيلة وحامل ومعاها طفلة لوحدها !
ولا جريي على البنت على المستشفيات والدكاترة والقرف ده كله لوحدي
طب تعرف ان اختي كانت خايفة تخلف واجلت الحمل عشان ميحصلهاش زيي… قالت عشان ميطلعش زي سامح ونتطلق واتمرمط بعيل
لم يبق في وجه سامح نقطة دم وهو يحدق في ملامح وجهها الشامخة فجعلتها تبدو أكثر جمالاً بينما هو يبدو ضعيفاً .. شاحباً…
همس برجاء :
– حقك عليا يا كاميليا… سامحيني وانا هعوضك عن كل ده
صاحت بشرود :
-هو انا طلبت منك ايه يا سامح اكتر من انك تكون راجل ؟
راجل يخاف عليا يحميني
راجل ميغدرش بيا !
هزت رأسها ببساطة:
-انا مطلبتش المستحيل …!!
انا كان كل طلبي راجل يراعي العشرة ويصوني… اهله ناس قلبها ابيض … مش كله حقد وسواد ومرضى نفسيين… ناس اعيش معاهم في سلام..لكن للأسف دخلت في عيلة كلها قرف، مرضى نفسيين
لترمقه بغيظ مضيفة :
-أنا نفسي اعرف انا قصرت معاكم في ايه ؟؟؟ لا قصرت معاك ولا مع اهلك .. امنتك على قلبي ومشاعري وخذلتني
لتردف وهي تغمض عيناها بألم:
– يا سامح ده انا من كتر كرهي ليك… بقول انا في غنا عن الوقفة اللي هنقفها يوم القيامة … بدعي ربنا ياخد حقي منك وتدفع التمن كله في الدنيا قبل الآخرة !
ذنبي منك ربنا مش هيسيبه
سألها سامح بتوجس:
– طيب وبنتي يا كاميليا؟ مش هتخليني اشوفها؟
رمقته ببرود قائلة:
-زي ما انت نسيت بنتك 4 سنين
لتردف بجمود :
-انساها بقى كل السنين اللي جاية
هز رأسه بنفي :
– مش هقدر يا كاميليا … مش هقدر انا بحبك… مش هقدر بعد ما عرفت الحقيقة…هعيش ازاي بعذاب وتأنيب ضمير لوحدي… انا مش فاهم انتي بتحبي جوزك ده أوي كده!!!
ردت بنبرة ساخطة:
– بعيدا عن اني لسه مكتشفة انك عندك ضمير !
بس هو اثبتلي ان كل اللي فات ده مكنش حب !!
اكتشفت انه هو ده اللي كان لازم استنى كل السنين دي عشانه… عشان اللي يستحقني…
..عشان قلبي كان يستاهل يتحب بجد
احنا بنختار شخص نكمل معاه يهون علينا الحياة مش يتعبنا بزيادة
لتضيف وهي تفتح له الباب :
– امشي يا سامح.. امشي عشان لو نديم عرف انك هنا مش هيحصل كويس واعتقك انك شوفت جزء من تهديده ليك!!
ليهمس بنبرة ضعيفة متذكرا :
– على فكرة أنا اتفقت مع المحامي بتاعي أنه هيدفعلك كل الفلوس بتاعة القضايا اللي مرفوعة عليا منك…ولو أن يعني مكنش له لزوم كل ده يتعمل منك…بس ماشي.. عشان شكلك كنتي ناوية تسجنيني ولا حاجة
لم ترد عليه، استدارت تاركة إياه لتدخل إلى المطبخ وتعانق امها.. بينما هو ينظر في إثرها بقلب ممزق وندم ، ندم يقطع روحه إرباً إرباً
حتى خرج من الشقة بندم شديد
ليتردد مقطع من اغنية بأمارة مين لـ فريد على شاشة التلفاز
“كملها وحيد
قلبك من قلبي رميته بعيد
مش بقسى عليك
سميها ان انا الحقني وافوق
ومش زي زمان
هامشي وهارجع لك مره كمان
سكت انا قلبي وعقلي خلاص بقى كلمته فوق
لو جاي في رجوع انساني
شوف لك موضوع ثاني
ارجع ليه للاذاني
وعلي بايه
ما تقلبليش في مواجع
وقتك ده خلاص بقى ضائع
مش لاقي قلبي انا في الشارع علشان ارميه”
_______
بعد دقائق .. رن جرس الشقة .. لتذهب تجاه الباب ترى من… فوجدته نديم لتفتح الباب ليهتف بحدة وهو يغلق الباب خلفه :
– الزفت اللي اسمه سامح ده كان بيعمل ايه هنا ؟
نبرته الغاضبة اجفلتها فرفعت عيناها تنظر إلى عينيه لتراهما تقدحان شررا ويزفر بعنف ويداه على هيئة قبضات على كلا جانبيه … يبدو ممسكاً نفسه بالقوة حتى لا يفقد هدوء أعصابه.
تمتمت بتبرير:
– كان عايز يشوف بنته
سحبها فجأة نحوه لتشهق بإجفال وهي ترتطم بصدره .. صائحا بغيرة:
– بنته !! وانتي اتكلمتي معاه عادي؟؟؟ ازاي تتكلمي معاه وانا مش موجود
تمتمت متعجبة:
– انت عرفت منين؟
هتف بغضب :
-انا لمحت عربيته ماشية وانا جايلك بس ملحقتوش..
– نديم ممكن تهدى… هو جه يقول إنه ندمان وكلام الغريب بتاعه ده وانه عرف الحقيقة بس انا مسكتش و اديتله كلمتين كانوا محشورين جوايا
تقوس حاجبيه بضيق:
– وانتي تردي عليه ليه اصلا ؟؟؟ تتكلمي معاه ليه ؟ انا مش منبه عليكي قبل كده أن لو حاول يتعرضلك تاني انا هتصرف معاه
زفرت بضيق:
– نديم … ماما كانت موجودة!
– اسكت انا يعني !!!
– لا انا مقولتش كده
– عنوانه ايه
– عنوان مين ؟
صاح بغضب :
– الزفت اللي اسمه سامح… اللي جاي يلطف و يجر ناعم مع واحدة متجوزة
– نديم…
– عنوانه ايه يا كاميليا؟
تمتمت بملامح منكمشة:
– هو سمع كلام يخليه يتعلم الادب ويندم… مش لازم تعمله حاجة خلاص
– لا انا كنت واعده لو حاول يقرب منك تاني انا هتصرف معاه
– خلاص يا نديم مالوش لازمة كل ده…هو سمع كلام اصعب من اللي هتعمله فيه
ترك يديها .. ليسألها بذهول :
– هو انتي خايفة عليه مثلا ؟؟
– لا لا طبعا ولا يفرق معايا… بس
هو لا يفهمها … هي لا تريد اي مشاكل او شجار.. تريد ان تعيش معه بسلام .. يكفي ما أخذه سامح منها من كلام
زفر نديم بضيق:
– خلاص يا كاميليا … يلا نروح بيتنا احسن
لتخرج والدتها في ذلك الوقت وبالطبع أظهر أمامها وكأن لم يكن بينهم أي شعور بالضيق حتى لا تقلق عليهم … سلم عليها باحترام وأخذ كاميليا واستأذن ليرجعوا إلى منزلهم
___________
في سيارة نديم…
قالت كاميليا وهي تنظر له :
– ليه مش بتتكلم طول الطريق
لا يزال غاضبا … ولا يفهم وجهة نظرها !
– ممكن بلاش التجاهل ده !!
رد ببرود شديد :
– فين التجاهل ده !
-كل ده عشان قولتلك مش هينفع اديلك العنوان !
هز كتفيه بهدوء :
– مفيش حاجة تمام
صاحت به :
– نديم
رد بتحذير:
– خلي بالك بس بعد كده من تصرفاتك !
– نديم انا مكنش ينفع اديلك العنوان…
رد من بين أسنانه :
– خلاص يا كاميليا قفلت الموضوع..
قالت بينما تمسك مرفقه برقة:
-انا مكنش قصدي … انا بس
قاطعها بضيق :
– بقفل في الموضوع وبقولك خلاص وانتي عايزة تطوليه وهو مالوش لازمة
ليقف اخيرا بالسيارة أمام الفيلا خاصتهم
لتخرج هي من السيارة ولكنه مازال جالسا بها فوقفت أمام نافذة السيارة لتسأله:
– انت رايح فين؟؟
– هروح اجيب دانا و راجع
فهو لا يريدها أن تشعر ببعد ابيها عنها, فياخذها من الحضانة كم مرة بالاسبوع حسب وقته المتوفر
_________
اتصلت على اختها تأخذ رأيها فيما حدث بينهم .. فقالت فاتن بحكمة:
– كاميليا بجد انتي اللي غلطانة
– والله صدقيني مكنش قصدي
قاطعتها فاتن :
– على فكرة هو كان ساكت عشان انتي متتضايقيش…وغير كده نديم طيب وعمل عشانك حاجات كتير حلوة ..
لتردف بقهر:
-وبصراحة كده انا مش فارسني وغايظني غير رفضك انك تديله العنوان بتاع سي سامج… يا شيخة بقى كنا نخلص منه
– لا يا فاتن… مكنش له لزوم … انا مش حابة مشاكل … خلاص .. كفاية اوي لحد كده ومضمنش نديم ممكن يعمل فيه ايه وكمان انا خايفة على نديم ومش مستعدة اخسره بسبب الزفت سامح
– طيب براحتك اهو بسبب زفت اتخانقتوا
– خلاص بقى انتي مشوفتيش عينيه كانت عاملة ازاي وقتها
غمزت فاتن بتبرير:
– كان غيران … راجل وغيران على مراته فيها ايه دي
عضت على شفتيها بحرقة :
– طب اعمل ايه… اصلح اللي هببته ده ازاي
شردت فاتن قائلة بمكر :
– بصي انتي تبعتيلي البت دندونة حبيبة خالتها ونشوف الموضوع ده
_____________________
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}
من أبكاكَ سيجد من يُبكيه؛
ومن ضرك سيضره شخص ذات يوم ؛
فالأرض دائرية
والصفعة التي يُهديها اليوم
ستعود له بنفس الحِدّة غداً
فلا تشوه طهر قلبك بردّ السوء
بعد عودته هو ودانا بدلت لها ملابسها بمساعدة المربية خاصتها واطعمتها السيدة التي تساعدها بالطعام…ومن ثم ارسلت فاتن زوجها لأخذ دانا معه.. بينما نديم جلس في غرفتهم
فدلفت إلى غرفتهم وابدلت ملابسها التي قد جهزتها سريعا..
كانت ترتدي منامة قصيرة بيضاء بشورت قطني قصير
وتيشرت فوق بطنها بقليل يظهر جزء من بطنها الصغيرة، جوارب بيضاء خاصة بالمنامة، بينما شعرها تركته منسدلا وتضع لمسات جميلة من مستحضرات التجميل، لتقترب منه ما أن أتى إلى المنزل، فرمقها باستغراب .. هي لا ترتدي تلك الملابس عادة.. وخاصة مبكراً هكذا .. ترتدي ذلك وقت النوم مثلا او وحدهم
إتخذت خطوة ناحيته تقترب منه اكثر بينما يحدق في وجهها ثم ما أن أصبحت قريبة جدا منه بما يكفي ارتفعت على أطراف أصابع قدميها تطبع قبلة فوق شفتيه..
تمتمت بعاطفة:
– نديم.. انا آسفة
لم تجد منه أي استجابة على كلامها ولا حتى اعجاب بها .. فسألته بضيق :
– هو انا للدرجة دي شكلي مش حلو مش عايز تبصلي حتى ؟
ابتعد عنها قائلا ببرود:
-مش حوار شكلك اللي مش حلو.. انتي عارفة انك حلوة
ليضيف بضيق:
– رفضك انك تديني عنوان سامح ده اللي معجبنيش
همست برقة:
– انا اسفة يا نديم..مش عايزاك تزعل مني…
– هو انتي فاكرة انا مقدرش اجيب عنوانه؟؟
عنوانه اجيبه بسهولة جدا من فراس ما هو ماسك القضايا بتاعته…بالمناسبة سامح اتفق مع المحامي أنه هيدفع كل الفلوس اللي عليه من التعويضات… وفراس هيكلمني عشان ننهي الحوار ده وتاخدي حقك
– حبيبي انا عارفة انك تقدر تجيب عنوانه حتى لو مش من فراس..بس انا عايزة اعيش معاك في هدوء وعايزة ابعد عن المشاكل.. انا خايفة عليك..مش حابة يحصل مشكلة تاني معاهم…عايزة نقفل صفحة العيلة دي خالص… انا بحبك والله وعارفة أن حقك تزعل بس صدقني انا ولا يفرق معايا سامح ده ولا اي حد…انت بس اللي تفرق معايا
– تمام مفيش حاجة
ابتسمت كاميليا بحماس :
– طيب ممكن تيجي معايا تشوف بس حاجة انا عاملاهالك وبعدين نتناشق بعدين
– حاجة ايه ؟
جذبته من يده :
– تعالى بس ورايا
دلف نديم غرفة أخرى غير غرفة نومهم ليجدها وضعت حامل حديد طولي متصل بحامل اخر متقابلان.. وبداخلهم مرتبة صغيرة مفروش عليها ملاءة بيضاء و وسائد
سألها بإستغراب :
– ايه ده انتي كركبتي الاوضة ولا ايه ؟
هزت رأسها بنفي:
– انا لقيت الاوضة دي فيها مكان فاضي وطبعا فيها شاشة تليفزيون قولت نعمل مشروع سرير كريتيڤ.. ايه رأيك تساعدني نكمله؟
تناول معها الملاءات وفرشوها فوق الحوامل الحديد الطولية ليعلقوا عليها الملاءات الملونة ومن ثم وضعت كاميليا احبال من الاضاءات النور حولهم من فوق وبعدها ذهبت لتحضر صينية صغيرة عليها طعام خفيف ومشروبات وجلست بجانبه لتضيء شاشة التلفاز على فيلم رومانسي قد احضرته من قبل… جلست بجانبه وهي تطعمه بالبداية كان متفاجئ من الجو الشاعري الجديد .. وبعدها اندمج عندما لاحظ ما قد احضرته من أجل مصالحته
سألته كاميليا وهي تطعمه بيديها:
– عجبك الاكل انا اللي عملته على فكرته ؟
– تسلم ايدك جميل اوي
سألته بتوجس:
– نديم بجد انت مش زعلان خلاص ؟
رد نديم باندفاع:
– كاميليا انتي ليه قولتي انك كنتي حاسة انك خرجتي كل اللي جواكي… هو انتي كنتي مستنية اعتذاره ده ؟؟ اعترافه بغلطه؟ أنه حاول يصلح حاجة؟
وبعدين انتي ليه اصلا تسمحي للبني ادم ده يتكلم معاكِ
هزت رأسها بنفي :
– لا طبعا مستحيل اقبل أنه يصلح حاجة اصلا
سألها بحدة :
– اومال مستنية منه ايه ؟ مستنية ايه من الشخص اللي اذاكي؟ كنتي مستنية بقى النهاية الهايلة بتاع الافلام الحق ينتصر على الشر.. احنا مش مستنيين كده اصلا ولا يفرق معاكي
صمتت ولم ترد عليه ليضيف هو بحزن :
– بصي يا كاميليا انا يمكن كنت زيك زمان .. عشت سنين كتير اوي مستني اعتذار من امي … مستني انها تعترف بغلطها ناحيتي … لكن اللي اكتشفته أن الواحد بيضيع وقته ومش مركز أنه يخرج من الالم اللي مر بيه .. اللي بيأذينا مش شرط هو اللي يصلح حاجة .. هما أذونا وعاشوا حياتهم واستمتعوا بيها وكملوا ومشيوا.. انتي بقى دورك انك ولا يفرقوا معاكي.. اصل هتستني ايه ؟ الاعتذار لو مجاش في وقتها يبقى ولا يفرق بعد كده
همست بقهرة ونبرة متحشرجة:
– عندك حق بس انا اتظلمت اوي يا نديم… احساس الظلم ده صعب اوي .. انا ولا كان يفرق معايا أساساً أن سامح ده يعرف الحقيقة ولا لا على قد ما كان يفرق معايا اني اقوله كل الكلام اللي كان محشور جوايا
– متضايقيش نفسك يا كراميلا… اوعي تزعلي ابدا
حاول نديم تغيير الكلام عندما لاحظ حزنها … فهو لا يريد إفساد ما فعلته من أجله :
– مش هنشوف الفيلم ده بقى ؟
– هنشوفه .. بس الاول انت خلاص كده مش زعلان
اومأ بتبرير:
-كاميليا.. انا مش زعلان على قد ما كنت مستغرب وجهة نظرك.. و رفضك بس خلاص فهمت قصدك لما وضحتيلي
تمتمت بندم:
– انا مكنش قصدي والله يا حبيبي
هز رأسه:
– مفيش اي حاجة سوء تفاهم وعدى يا حبيبتي
ابتسمت له برقة :
– بحبك
هتف نديم برجاء :
– بس انا مش طالب منك غير حاجة واحدة بس.. انا بصدقك وبثق فيكي انك عمرك ما تزعلينى بقصد او تعملى حاجة من ورايا ومش هتكسرى ثقتى فيكى… لو حسيتي أن في حاجة هتحصل أو أي حاجة عموما اوعي تخبي عليا
اقتربت منه وهي تستند على ذراعيه برقة :
– انا مقدرش ازعلك تاني.. ولا اخبي عنك حاجة
قبلها على وجنتيها قائلا:
– انا عارف يا حبيبتي والله … بس بقولك عشان علاقتنا تبقى كويسة على طول
– ربنا يخليك ليا…
لتنهض بعدها وهي تضيء الشمعة المعطرة بالغرفة كي تغير من الجو قليلا … فنهض خلفها وهو يلف ذراعيه من حولها سريعاً يضمها إليه بينما يرفعها على يديها ويحملها ويدور بها قليلا ليسقطا على المرتبة … فـوضع شفتيه على شفتيها، والتهمها بقبلات رقيقة .. بدت بعدها متملكة للغاية .. وسحقها بقبلاته بشغف مقربا إياها من جسده ، شعرت بذراعيه يضغطان على جسدها الرقيق أكثر … لكنها كانت تبادله قبلاته كما يفعل .. بقبلات مثيرة يقودها هو … حتى ينتهي بهم الأمر بعدم مشاهدة الفيلم بأكمله .. فكل ما شاهدته معه مشاهد بسيطة فقط …
بعد مرور وقت أكملا الفيلم معا وهي بحضنه.. لتسأله فجأة بفضول:
– صحيح انت مفكرتش تعرف حاجة عن مامتك تاني ؟
– لا خلاص.. وبعدين هي ظلمت ابويا وقالي انها يعتبر خانته عشان اتجوزت الشخص اللي كان زميلها في الشركة بعدها .. اتطلقت عشان تتجوز غيره انتي متخيلة ! وغير كده انا يعتبر نسيت شكلها مش فاكر ليها غير شوية صور قديمة…
نحاول أن نحصد الخير بأفعالنا، وتعاملنا مع الآخرين، فلا ندري أي عمل ينقذنا من مآسي الحياة
__________
أمسكت هاتفها، بعد أن انهت جميع الأعمال المنزلية
خرجت من غرفتها ليقابلها أخيها سميح في طريقها :
– بتعملي ايه كده ؟ كويتيلي هدومي؟
قالت له باعتراض :
– يووووه انا زهقت من هدومك اللي بكويها كتير دي
رد بتهديد:
– روحي اكويهم بدل ما اتصل يسامح ينزلك ويشوف هو تصرف معاكِ
– طيب هروح اكويلك
ما أن سمعت اسم سامح وملامحها تغيرت برعب..فهو أصبح يرعبها.. حتى والدتها لم تحادثها.. بل تجلس اغلب الوقت تبكي على حالها بحسرة بل وأصبحت مريضة .. واحيانا تبكي على ابنها الذي لم يأتي بحضنها مثل قبل … أصبح زياراته لهم مجرد تعنيف وشجار مع سميحة فقط !
يسمعها ابشع كلام…ولا ينسى أن يسمع أمه كلمتين بسببها… فتبكي… حتى أنها ذهبت عدة مرات إلى المشفى … فأصبحت هزيلة ومريضة جدا..
واصبجت تكره ابنتها سميحة … هي السبب… هي السبب في كل شيء … وبُعد ابنها عنها
لولا غباءها لما وصلت إلى كل هذا
اللعنة عليها
وحتى بسببها ميادة عادت معه بعدما كانت رافضة، فابنها كتب لها تنازل بالمحلات خاصته باسمها !
يا إلهي…فهي لم تمرض وتنحسر من قليل!
فابنها سلم رقبته لزوجته واعطاها اهم ما يمتلكه
صحيح انها ساعدت ابنها بمبلغ مالي على الذي معه ليدفع لكاميليا تعويض عن القضايا المرفوعة عليه حتى لا ينسجن ولكنه فعل ذلك عندا بهم…فهي كانت تريده أن يطلقها
_________
أنهت سميحة طي الملابس …
حاولت الاتصال بزوجها للمرة المليون تقريبا ! ولا تستطيع أن تصل إليه … فهو قد حظرها من جميع المكالمات ومواقع التواصل الاجتماعي… وان رد عليها … فهي مرة واحدة فقط قال لها ” مش عايز اشوف ولا اسمع صوتك ابدا.. وعيالك دول تنسيهم … مش حابب أن واحدة فاجرة زيك تربي عيالي مش هأمن على عيالي معاكي ”
شهقت وهي تتذكر كلامه القاسي لها
يا إلهي هذا ظلم !
ظلم
لماذا كاميليا عندما تعرضت لمثل موقفها .. اهلها كانوا داعمين لها
تكرهها … تكره كاميليا
كانت تحقد عليها من حب اهلها لها
أفاقت على صوت فتح الباب لتجد أخيها و زوجته … اصبحت تأتي مخصوص معه لكي تراها هكذا …مكسورة ذليلة… بل ومن وقاحتها تطلب منها اشياء تفعلها لها وأن نطقت يعنفها سامح بالكلام القاسي !
لتسألها ميادة بخبث :
– عاملة ايه بعد الطلاق… وولادك عاملين ايه ؟
فقررت أن تنتقم منها اليوم … قررت أن تتمرد اليوم على تلك الوقحة التي تشمت بها
ردت سميحة ببشاعة:
– ولادي اكيد عايشين زي الفل… مش احسن ما عيالي كانوا طلعوا مشوهين زي عيال اخوكي اللي سامح اخويا جاب لاخوكي شغلانة عدلة عشان يعرف يصرف عليهم وعلى مراته !
شهقت ميادة بوجع… لترد عليها بنبرة ساخرة:
– مشوهين احسن من اللي جواها سواد
ردت سميحة بوقاحة :
– انا جوايا سواد !! ياللي مش متربية انتي
اردفت ميادة بغضب وهي تكز علي أسنانها :
– سامح … انا اتهزأت في بيت أهلك !!
ينفع كده ؟؟ بقى دي غلطتي اني قولتلك ننزل نقعد معاهم شوية
قالت بغضب وهي تقترب منها تحاول ضربها ولكن لم تستطع :
– انتي برضو يا كيادة عايزة تقعدي معانا ولا عايزة تشمتي فيا ؟؟
قالت ميادة بخبث وهي تدفعها بعيدا :
– شايف يا سامح اختك ؟ دي كمان عايزة تمد أيدها عليا… مش كفاية غلطت في اهلي وأطفال مالهمش ذنب
أمسك سامح يدها يدفعها ويمسكها من فكها وهو يقترب من وجهها يقول لها بعينين حمرواتين قاسيتين وهي تشهق بعدم تصديق :
– ايدك دي متتمدش على مراتي ابدا
شهقت بغضب:
– غور انت ومراتك السافلة دي
لتذهب إلى غرفتها تبكي وهي تفتح هاتفها تنظر إلى صورة زوجها وأطفالها … فسحبها هاتفها منها بعنف ورماه لينكسر تماما حتى انطفئ..
وجرها من شعرها للخارج…فخرجت أمه نحوهم وهي تنظر إلى ابنها وابنتها بحسرة…وتراه يحاول رفع يده عليها ولكن بتردد !!
*******
-تفتكره سامح هيضرب سميحة ولا هيتراجع عشان أمه ؟
– تفتكره ميادة هتغدر بسامح بعد ما اتنازلها عن المحلات ولا لا؟

google-playkhamsatmostaqltradent