Ads by Google X

رواية قانون ايتن الفصل العاشر 10 - بقلم داليا احمد

الصفحة الرئيسية

    رواية قانون ايتن كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات 


 رواية قانون ايتن الفصل العاشر 10

  
-أنا بشوفه في صورة كل راجل بنتقم منه.. وبشوفها في كل ست سلبية ضيعت حقها..
الغريب أنّ أبويا ده كان راجل محترم جداً وعمره ما قبل علينا حاجة لدرجة أنّه قدم استقالته من شغله الأولاني عشان مقدرش يتأقلم مع الأوضاع الزبالة والرشاوي والكل كان بيشهدله بـكده .. لحد الست اللي جت تشتري منه شقتنا اللي جمبنا وبنتها معاها كانت مطلقة ..عرفنا بعد كده إنهم ناس شمال وللأسف كانوا لفوا على أبويا لدرجة أنه كان عاوز يتجوز بنتها اللي هي أصلاً اتطلقت بفضيحة من بيت جوزها
تسللت دمعة من عينيها، مسحتها بسرعة لتقول بغضب حارق:
-تخيلي أمي من كتر طيبتها وسلبيتها عشان متهدش بيتها بعد ما يأست أنها تبعده عن الست دي ..قالتله طب لو عايز تتجوز بلاش دي بالذات عشان متجبش أخ أو اخت لعيالك تبقي دي امهم.. كان بيعذبنا حرفيا ضرب لا يمكن حد يتخيله وأنا كبنت كنت بتضرب أكتر من أخويا اللي مكنش بيجي جنبه اصلا، وكانت بتسخنه ويجيبها تتفرج على شكلي بعد ما اتضرب لدرجة في مرة عيني كانت هتتصفي وقعدت أسبوع بشوف بعين واحدة وهي كانت بترد بكل برود تقولي وايه يعني أبوكي بيربيكي! ما أبويا كان بيضربني
احتضنتها خديجة ورتبت على ظهرها، لتكمل آيتن بألم:
-كان بيضرب طفلة مكملتش غير سبع سنين يربيها عشان اتأخرت خمس دقايق بس عينيها تتقفل أسبوع ؟ يربي طفلة ماكنتش عارفة حاجة كل ذنبها أنها اتحطت في اختيار غلط بين أب وأم مش عارفين يستمروا مع بعض والأب بيطلع كل عقده في عياله..
بالرغم من مرور تلك السنوات إلا أنّ هذه الذكريات مازالت محفوظة؛ فـما فائدة النسيان ما دامت تـلك التفاصيـل محـفورة بعُمق داخـل عقـلها، حتى لو استطاعت أن تفقد ذاكرتها ستظل بوجـهها القبيح تـطاردها في مراحـل عمـرها، لا الحديث عنها يريـحك ولا النسيان يشفيك؛ فـأتركها وتخطاها
خديجة بشفقة غير مصدقة كل ما كأنت تعانيه آيتن من صغرها :
-معقولة! كل ده كان بيحصل معاكي يا آيتن
آيتن بحزن مؤلم ينهش قلبها :
-وأكتر من كده مليون مرة ..أنا حكيتلك أقل حاجة حصلت منه.. كفاية كدا يا خديجة عشان تعبانة وهروح
خديجة بتبرير:
-عشان كده بتحسي بمتعة فظيعة وانتصار لما تعلمي على كل راجل فيهم
-أيوة .. ده غير إن أنا حاسة اني بجيب حق أمي اللي هي معرفتش تجيبه زمان
فـأمها تعبت كثيراً في حياتها، حتى بعد انفصالها عن أبيها كأنت لا تملك شيئاً، لم يترك لهم أبيها أي شيء ذو قيمة، بل بالعكس طردها من الشقة وأعطاها مهلة لتبحث عن شقة أخرى إيجار، تركوا المحافظة القديمة التي كانا يسكنان بها وانتقلت هي وآيتن إلى محافظة الفيوم وبعد سنوات انتقلت إلى محافظة الإسكندرية، كانت أمها تعمل بمصنع للخياطة نظراً إلى عدم استكمال تعليمها، ورفضت تماماً أن تعمل آيتن ابنتها في فترة المدرسة، فعملت آيتن أثناء التحاقها بالجامعة وبعد تخرجها استكملت عملها حتى تعرفت على خديجة خلال آخر سنة لها بالجامعة وتوسطت لها عند هاني لتعمل بفندقه وبذكائها واجتهادها وصلت إلى منصب جيد
__________________________________
في مطعم يطل على البحر
كانت آيتن تتجنب النظر إليه مرتدية فستان باللون الاسود قصير، بينما منة ترتدي فستان واسع طويل شاردة…تدور بعينيها بحثاً عن ذلك المجهول الذي رآته سابقا، لا زالت صورته مرسومة على نافذة ذاكرتها .. إلا أنّ صياح حمزة بصوت عال أفاقها من شرودها
هتف حمزة بابتسامة :
-باشا مصر
سلم عليه الشاب صديقه:
-يا ميزو .. حبيبي إزيك
-إيه يا سيف مختفي كده ليه يا بني؟
-الشغل والله أنت عارف
التفت حمزة مشيراً إلى سيف، قائلا :
-طب اتفضل اقعد..أعرفكم يا جماعة..ده الرائد سيف عز الدين صاحبي.. و دي آيتن زميلتي في الشغل يعتبر و شاطرة جداً
اتسعت حدقتي منة البنية بصدمة، شعرت أنها في حلم..فـهو يقف امامها .. البطل المجهول يعرف حمزة، لكن متى وكيف؟! لتقطع حبل أفكارها وتعرفه بنفسها فهذه كانت فرصتها
-وأنا منة بنت خالة حمزة
سيف بابتسامة :
-أهلاً تشرفت بمعرفتكم
علقت نظرها عليه وهي تتفحص كل تفاصيله وطريقة حديثه مع حمزة
“سيف”: شاب في الثلاثون من عمره، يحمل ملامح جذابة وحادة، بشرته قمحي مع لون عينيه العسلي، شعره بنى فاتح،طويل، يمتلك جسداً قوياً رياضياً
قاطعتهم منة وهي تستأذن:
-طيب عن إذنكم يا جماعة
هتفت آيتن باستغراب:
-ايه رايحة فين يا منة؟
همست منة بخفوت بجانب أذنها:
-تعالي معايا يا آيتن
استأذنا معاً ودخلا إلى الحمام لتقص عليها منة كل شيء
شهقت آيتن باستغراب:
-يعني هو ده الشاب اللي أنتِ شوفتيه قبل كده و وصلك لكارفور وقعدتي فترة اتجننتي به؟
صاحت منة بسعادة :
-أيوة هو أنا مش مصدقة يا آيتن بجد.. معقولة الصدفة دي!
ازدادت دهشة آيتن لتهتف مبتسمة:
-ده بجد ؟ أنتي متأكدة أن هو؟
أومأت منة بإيجاب:
-أيوه والله هو، أنا مانستش شكله خالص من يومها..ملامحه فضلت محفورة في خيالي
آيتن بجدية:
-طب بصي أنا عايزاكي تكوني طبيعية كده وتقيلة عشان ممكن يأخد باله أنك مركزة معاه؛ لأن شكلك كان مُلفت
همست منة برجاء:
-حاضر بس المهم أنا عايزة منك طلب ضروري
رجعوا إلى الطاولة..ثم وجهت آيتن كلامها لحمزة قائلة بابتسامة رغما عنها:
-حمزة .. تعالى عايزاك في موضوع ضروري كده
رفع حاجبه باستغراب..فهي أتت معهم إلى المطعم بصعوبة بعد مكالمة منة لها..ولم تتحدث معه طوال الطريق وتتجاهله تماماً، ليسألها:
-في ايه؟
آيتن بسرعة:
-قوم..عايزاك خمس دقايق كده
حمزة بحرج :
-طب عن إذنك يا سيف مش هتأخر
-لا خد راحتك
ابتسمت منة بشرود قبل أن تلتفت إلى سيف قائلة برقة:
-ايه الصدفة الجميلة دي!
التفت سيف إليها قائلاً باستغراب:
-صدفة إيه؟
يبدو أنّه لا يحمل أي فكرة عنها أو كأنه لا يعرفها
همست بخيبة أمل :
-أنت مش فاكرني ولا إيه؟! أنا منة
كلامها بالنسبة له كأنه بلا معنى فهو لم يتذكرها بالفعل..ليجيبها بتوجس:
-لا مش واخد بالي معلش !
زفرت منة بضيق غير مصدقة :
-معقولة! اتقابلنا قبل كده الشهر اللى فات..مش فاكر كارفور؟ والتاكسي!
قاطعها محاولاً إعفاءها من الاستمرار:
-أنا آسف..بس شكلك متغير مفتكرتش بسرعة بس
منة بمرح:
-احلويت ؟ أنا عارفة..
سيف بتوجس:
-تقريباً كنتى لابسة نضارة نظر صح؟
– لا دي قُرب نظر، بلبسها احيانا كل فترة.. اصل مبشوفش بوضوح من بعيد
-عموما فرصة سعيدة يا آنسة منة
وضعت كفها أسفل ذقنها قائلة بهيام:
-أنا أسعد وحقيقي مبسوطة أني شوفتك تاني
قاطعهم صوت رنين هاتفه ليجيب سريعاً:
-أيوة يا عمتو .. حاضر يا حبيبتي ..
ثم التفت إلى منة قائلاً بجمود:
-طيب عن إذنك
تركها واستأذن من حمزة وخرج من المطعم، بينما آيتن وحمزة عادوا إليها مرة أخري لتقول منة بحيرة:
-هو سيف راح فين؟

-سلم عليا ومشي عشان عنده مشوار واتأخر
أردفت بحزن:
-يا خسارة
حمزة بقلق:
-في ايه يا منة مالك؟
منة بارتباك:
-أصل .. أصل ده سيف اللي كنت بحكيلك عنه
-سيف مين مش فاهم
-ده الولد اللي وصلني لكارفور بتاكسي و..
قاطعها متذكرا:
-اللي قعدتي فترة مكتئبة بسببه؟
قالت منة بسرعة:
-أيوه.. يلا بقي قولي يا حمزة ..متجوز؟ خاطب ؟عرفته إزاي ومنين وامتى؟ وبيحب ايه..
قاطعها بسخرية:
-ما تسألي على مقاس شراباته بالمرة؟
منة بتمني:
-لا ده لما أتجوزه
قهقه حمزة بضحكة عالية:
-تتجوزيه؟ لا أنسي.. سيف مالوش في الارتباط والكراش والحاجات دي..ده يوم ما يفكر يرتبط هيخطب على طول أو يتجوز
زفرت منة بضيق :
– Good Boy يعني ?
طب مين قالك إنّه مش مرتبط ما يمكن مرتبط ومش معرفكم
هز رأسه بتأكيد:
-لا أنا عارف دماغ سيف طبعا وهو مبيقتنعش بالارتباط غير الرسمي وبس
صاحت منة بمرح:
-ياربي بجد أنا من الفرحة أول ما شوفته أول حاجة جت في بالي أسعار غرف نوم خشب زان أصلي
حمزة بنبرة ساخرة:

-يخربيت سنينك يا منة .. هو ده اللي اتغيرت يا حمزة وعقلت!
قاطعته بجدية متصنعة:
-اتجننت تاني لما شوفته..
لتردف بتذكر:
-المهم بجد عايزة رأيكم في حاجة؟
آيتن باهتمام:
-خير؟
منة بتساؤل:
-اختار قاعة فرحي في قاعة شهرزاد ولا قاعة فرحتي
ضحك حمزة حتي ظهرت غمازتيه الجذابة:
-سبحان من صبرني عليكي والله
شعرت “منة” أنّ الحياة ابتسمت لها وصادفت الشخص الذي حلمت به ووجدته في خيالها طيلة عمرها لتشعر بأنها وجدت خاتم سليمان الذي سيحقق لها أمنيتها لتحقق ما تتمناه في صدفة جمعتها به للمرة الثانية فهي كانت يأست من رؤيته مرة أخرى، لكن أحبطها حديث حمزة عنه وإنّ ذلك الطريق مسدود صعب الوصول إليه
لتفيق من شرودها قائلة بتوسل:
-والنبي يا حمزة اديني الاكونت بتاعه بس أجيب قراره
هتف بغضب:
-أنتي هبلة تجيبي ايه؟ منة أهدي كده واتلمي
قالت منة بتوسل:
-اخص عليك يا ميزو.. ربنا ما يحطك في ضيقة يارب ويجعل حياتك كلها مضيئة
-منة فوكك مني عشان مش ناقصك ولا فاضي للتفاهات بتاعتك دي
__________________________________
في اليوم التالي
نظرت آيتن باستغراب لـرهف لأنها وجدت أن مكتبها قد تحول لكوافير خاصةً في وجود حمزة و رآتها تطالعه من بعيد..فمرة تضع أحمر الشفاه ومرة ثانية تكحل عينيها وتعدل من مظهرها ومرة أخرى تهندم شعرها،
فتقدمت نحوها واقتربت منها
قائلة بنبرة ساخطة:
-لا ده إحنا نفتحلك كوافير بقى
انتفض جسد رهف قليلا..
زفرت آيتن بضيق عندما لم تجد إجابة منها لتعيد كلامها بنرفزة :
-هو أنتي مش المفروض عندك تقرير بتكتبيه ؟
رهف ببرود:
-أيوه بكمله أهو
آيتن بتصيح :
-قصدك لسة هتعمليه!
رهف بغيظ وهي تهندم شعرها:
-المفروض أنا واجهة فبظبط شعري والميكب بتاعي
آيتن بسخرية:
-اه ما إحنا فتحناها كوافير محمد الصغير هنا .. فيه حاجة اسمها تويلت برضو تعملي فيه اللي أنتي عايزاه؟
تحولت ملامح رهف إلى الاحراج لتهمس بهدوء:
-خلاص يا آيتن بلاش فضايح ممكن عشان شكلي قدام زمايلي
همست آيتن بتحذير:
-شيلي الكوافير اللي أنتي فاتحاه ده وياريت تكملي شغلك
أومأت بايجاب:
-حاضر
__________________________________
في المساء
كانت تجلس على طاولة في الفندق مع أحد رجال الاعمال لشرح صفقة عمل بينهم، بينما لاحظت أن عيني الرجل مركزة عليها بإعجاب واضح ولم ينتبه إلى أي كلمة تقولها آيتن بخصوص العمل
زفرت آيتن بضيق:
-سعد بيه ممكن حضرتك تركز في الشغل أفضل ؟
رد الرجل بجرأة:
-مفيهاش حاجة لما أركز معاكي وبعدين نشوف الشغل
زفرت آيتن بنفاذ صبر.. قائلة بحدة:
-لا ده حضرتك زودتها أوي.. اسفة مضطرة الغي الميتنج
كان حمزة أيضا في الفندق مع إحدى النزلاء من الشركة التي يعمل بها، ويتابعها من قريب لكنها لم تراه، عندما لاحظ ملامحها تبدلت للضيق وانفعالها قرر أن يتدخل في تلك اللحظة وسمع آخر الحوار بينهم
حمزة بتحذير للرجل:
– لما حضرتك تقرر تتكلم في شغل.. يبقى تتكلم باحترامك و عينيك متروحش بعيد على حاجة متخصكش، وياريت تتعامل مع ايتن بكل احترام.. دي من أنضف واحسن البنات اللي ممكن تتعامل معاها
زفر الرجل بتهديد :
– أنت مين عشان تكلمني كده؟
هتف حمزة بحدة :
– حمزة العقاد ايه سيادتك مش فاكرني؟؟
كنت عملتلنا مشكلة كده في الشركة عندنا لو تفتكر بس احنا عديناها
تنحنح الرجل بحرج وهو يزفر بضيق ويشيح وجهه بعيدا، هتف حمزة بحدة لآيتن:
-تعالي عايزك دقيقة
نظرت إليه ايتن هامسة :
– ميرسي جدا على كلامك بس
لتردف بعناد:
-مفيش داعي زي ما أنت شايف أنا مش فاضية
لم يعطيها فرصة للرفض، جز على أسنانه بغضب وجذبها من يدها غير مهتم بهذا الرجل، أخذها بعيداً؛ لتفلت يدها بعنف من قبضته التي ألمتها قليلا
همست بغضب :
-إيه ده! أنت مجنون.. إزاي تشدني كدا .. وبعدين أنت مالك اصلا بشغلي أنا مش طفلة صغيرة، انا بعرف كويس اوي امتى انهي الشغل وامتى اكمل فيه.. واعتقد أن بعد كلامك ده خلاص هو اتكسف وهيبص في الارض
سألها بنبرة صارمة:
-أنتي إيه مقعدك مع الراجل ده؟
آيتن ببرود:
-نعم؟ ده بيزنس
ثم تابعت بحدة:
-أنت بتدخل في شغلي ليه؟ وبعدين مش أنا بمشي شغلي بطرق تانية زي ما بتقول
قاطعها بغيظ وهو متجاهل تلميحاتها:
– متغيريش الموضوع عشان سبق واعتذرت وأنتِ عارفة !
ليردف قائلاً بحذر :
-الراجل ده بلاش يا آيتن ..فضايحه مالية البلد
لوت شفتيها الصغيرة، قائلة بسخرية:
-ميخصنيش التاريخ بتاعه.. أنا يخصني اني أقفل الديل معاه وخلاص هي خلصت
زفر معيداً شعره للخلف بفوضوية:
-أنتي مش شايفة بيبصلك إزاي! وتلميحاته
ردت بسخرية:
-لا مش شايفة ..أنا مركزة في شغلي أكتر
صمت حمزة قليلا بحيرة، فقال بآمر:
-الميتنج ده ينتهي.. وماتقعديش معاه.. واضح؟
ردت بغيظ :
– أنا قاعدة معاه في مكان عام في الاوتيل
حمزة بصرامة:
-الاشكال دي أنا عارفها كويس.. وعموما أنا حذرتك وخلاص براحتك، عايزة تقعدي معاه اتفضلي
ردت من بين اسنانها:
-طيب
أوقفها مرة أخرى قبل ان يتجهوا ناحية الطاولة ليقول معتذراً:
-آسف على سوء ظني بيكي قبل كده..
أجابته ببرود:
– متشكرة جداً
زفر بضيق من إجابتها :
– فكرتك هتفرحي لما اقولك كده ؟
ردت بثقة:
-ميفرقش معايا أصلا.. اسفك ده لنفسك لأن قولتلك قبل كده أنا واثقة في نفسي وعارفة أنا ايه
كانت واقفة معه أمام حمام السباحة الخاص بالفندق في ذلك الوقت فكان خالي من بعض الناس في ذلك الوقت أو بالتحديد في المكان الذي تقف معه فيه
فتعثرت بكعبها وهى ترجع خطوتان للخلف، فكانت على حافة المسبح، لتشهق مفزوعة عند سقوطها في المسبح
قلق من صوت شهقتها وهو يلمحها تسقط لتتسع عيناه؛ ونزع سترته وهو يركض سريعا ويقفز خلفها وفي خلال لحظة واحدة كانت يداه تحيطها بجسده؛ لتمسك بعناقه، ركز في عيناها وهي تلتمس صدره بدون قصد، لتقول بصوتها الناعم الحاد:
-أنا بعرف أعوم على فكرة
همس بجانب اذنها بهدوء أربكها قليلا، ولكن سرعان ما أخفته:
-يعني كنت أسيبك تغرقي و أقف اتفرج !
هتفت بنبرة ساخطة:
-لا حنين أوي
أومأ مؤكداً:
-جداً يعني
و دون وعي منها شردت في عينيه الزيتونية لحظات، بينما هو يتأمل لون عيناها الخضراء الممزوجة بلون العسل الفاتح المختبئ بحدقتيها الواسعتين،
سحب نفسه من بين يديها ليجلس على حافة المسبح..
وهي ما زالت تحت تأثير تأمله، لم تستطع إنكار جاذبيته الواضحة.. ولكن !
قاطع شرودها قائلاً بسخرية :
-أنتِ هتفضلى متنحة مكانك؟ هتبردى كده !
تطلب الأمر بضعة ثوان لتستعيد فيها تجميع كلماتها، هامسة باستفزاز:
-أنا كنت دافية من شوية بس بردت دلوقتي
غمز لها قبل أن يردف بوقاحة :
-أرجعلك تاني؟
اتسعت حدقتاها باندهاش من وقاحاته، لتبرر باندفاع:
– قليل الأدب .. أنا قصدي كنت دافية قبل ما أنزل البيسين .. مقصدش لما كنت قريب مني
ابتسم لها قائلا بمكر وهي تنظر له بغيظ:
– على فكرة أنتِ كده ضاع منك الميتنج بتاع الشغل
لا نليق نحن بالحب يا سيدي، فأنت مكابر وأنا لا أنحني.
– نزار قباني
_________________________________
تفحصت الحساب الشخصي على الفيسبوك لحمزة إلى أن وجدت صفحة سيف في قائمة الأصدقاء وظلت طوال الليل تتفحص صفحته الشخصية جيداً حتى جمعت أكبر قدر من المعلومات
في اليوم التالي
كانت تتحدث مع آيتن في مكتبها قبل بدء الكورس
منة بجنان:
-أنا كنت بايتة في الاكونت بتاعه يا بنتي
آيتن بضحكة:
-ها وعرفتي حاجة عنه بقى؟!
منة بابتسامة وهي ممسكة الهاتف ومفتوح على صور سيف :
-عنده 30 سنة عنده طفل صغير مش عارفة اخوه ولا قريبه اسمه لؤي بيحبه أوي..شكله مش مرتبط زي ما حمزة قال.. بصي هو عموما لبسه شيك من صوره، شعره حلو..عنده ساعة لونها معجبنيش هبقي أخليه يغيرها لما نتجوز، بس مش مشكلة باقي الساعات بتاعته شيك و ألوانها حلوة ..أعتقد نوع الموبايل Iphone بس معرفش نوع كام ..بس أعتقد نوعه حلو وكمان نضاراته الشمس اللي بيلبسها ماركاتها حلوة.. لا باين إنّهم مرتاحين مادياً .. بس ثواني كده أركز في الاسانسير
ثم دققت نظرها مرة أخرى في الهاتف وأكملت حديثها:
-والاسانسير باين معقول برضو..والعمارة شكلها طويلة ..احسبي معايا كده كام شقة
ضحكت آيتن لتصححلها:
-لا كام دور مش كام شقة ..لو اعتبار أنّ هنحسب الدور الارضي والجراچ هنشيل اتنين، تلاتة، اربعة، 11
يعني معناه أنّ العمارة 11 دور
منة بمرح:
-بحب أوي العمارات اللي فيها اسانسير تحسيها شيك كده
ردت آيتن بذهول:
-يخرب عقلك يا منوش عرفتي كل ده
-طب أعمل إيه بقى .. أنا هموت واشوفه تاني بجد
دققت آيتن النظر فى صورته لتقول بشك:
-بس تعرفي عندي إحساس إنّ أنا شوفته قبل كده بس فين مش عارفة..لكن شكله عدى عليا أنا متأكدة
منة بسرعة:
-فين بقى ها؟
آيتن بشرود:
-معرفش فين بس حاسة إنّ أنا شوفته

google-playkhamsatmostaqltradent