رواية روفان كاملة بقلم نورهان اسلام عبر مدونة دليل الروايات
رواية روفان الفصل الاول 1
أستاذة روفان .. أستاذة روفان
فاقت من شرودها على صوت السكرتيرة الخاصة بها .. رفعت رأسها ونظرت لها لتُكمل الأُخرى حديثها: فيه واحد عايز حضرتك برا .. وبيقول إنها قضية مهمه جداً ليكِ.
_ فيه اى مقابلات ثانية النهاردة غيره!؟
هزت الأُخرى رأسها بالنفى وهى تقول: لا يا فندم.
_ خلاص خليه يدخل.
سندت على الكُرسي بتعب وهى تنتظره .. رن هاتفها بإسم ” إبتسام” ، أجابت وهى تسند ظهرها على الكُرسى
_ ايوا يا داداة إبتسام.
جاءها صوت ” إبتسام ” وهى تتحدث بذُعر: شهد وقعت ودماغها اتفتحت جامد يا أستاذة.. انا رايحة بيها على المستشفى دلوقتى..
إعتدلت فى جلستها : مستشفى إيه!!؟
= مستشفى……..
قامت بخوف وهى تُمسك حقيبتها وتجرى بإتجاه الباب.. فُتح أمامها قبل أن تفتحه هي .. نظر لها بإستغراب فتحدثت بسرعه: تقدر تاخد كارت من ندى وتتصل بيا بليل وهتواصل معاك .. اسفة جداً بس لازم امشي..
_ فيه حاجه حصلت يا أستاذة روفان!؟ ألغى مواعيد بكرا !!
= شهد فى المستشفى .. اتصلى بيا بليل ..سلام
خرجت بسرعة وهى تركب سيارتها لتذهب إلى المستشفى.
كان الطريق مُزدحم، وقفت قليلاً وهى تضرب كلاكس ليُفسح لها احداً الطريق مع علمها ان الشخص الذى أمامها ليس له ذنب فى ذلك الازدحام. نظرت أمامها لبرهة وهى تفكر فى ” شهد” جاء على عقلها سيناريو الفقدان الذى سارع عقلها بتلاشيه .. غرقت مجدداً فى ذكرى أخرى وهى تتذكر بعض من ماضيها الأليم…….
_مجبتيش طماطم وانتِ جاية ليه!
نظرت لها ببرود ثم دخلت وهى تُغلق الباب
جلست على اقرب مقعد أمامها ثم تحدثت بلامبالاة: نسيت .. ابعتى جنى تجيب.
نظرت لها نظرات حادة وهى تصك على فكيها: انتى كل شويه تنسي .. ايه القرف ده .. وبعدين انزل بنتى تجيب دلوقتى …
امسكت بحقيبتها وهى تغمض عينيها بتعب ثم قامت لتدخل غرفتها أمام نظرات الغضب من الأُخرى…وقفت على باب غرفتها وأدارت وجهها وهى تقول:شكلك عايزه تتخانقى .. وانا جايه تعبانه ومش قادره اتخانق .
جحظت عينيها وهى تنظر لها بغضب وتوعد.. هزت رأسها وهى تبتسم على فكرتها الشيطانية ثم ارتفع صوتها ببعض التهديدات عن إخبار ابيها بِما يحدث دون علمه ..
فتحت باب غرفتها وهى تقول بلامبالاة: ادخلى صحيه علشان يجى يزعقلى ، واه متنسيش تحطى القطرة علشان الموضوع يكون واقعى اكثر.
اغلقت الباب بوجهها وهى تلعن ذلك اليوم الذى تزوج فيه ابيها بهذه المرأة.
_________________________
جلست على السرير وهى تغمض عينيها بتعب ، فتحت احد الأدراج وهى تُخرج صورة لها ولوالدتها سوياً .. احتضنت الصورة وهى تربط على قلبها بالتمسك .. ثم جعلتها على ناظريها ، تنهدت بألم وهى تقول: وحشتينى.
___________________
دخلت إلى الغرفة الذى ينام فيها زوجها
“احمد” تحدثت بصوت عالٍ وهى تهز كتفيه:إصحى ، هو انت جايبنى هنا علشان بنتك تهزق فيا كل شوية ، انا مبقتش مستحملة العيشة ديه.
فتح عينيه بإرهاق وهو يجيب بتمعض: فيه ايه ثانى يا نرمين!! إحنا مش هنخلص.
هزت رأسها بنفى وهى تجيب: يا انا يا بنتك فى البيت ده .. يا إلا والله هاخد عيالى وهمشي … هو انت متجوزنى علشان بنتك كل شويه تيجى تسمعنى كلمتين.
أنهت حديثها وهى تُمسك بحقيبة السفر وتضع بها ملابسها وهى تقول: لما تعرف تتصرف مع بنتك انت عارف مكانى كويس .. لكن انا مش هقعد معاها فى بيت واحد
اتنهد بتعب :_ انا هربيها .. اهدى واستهدى بالله وسبيك من فكرة انك تسيبى البيت ديه.
ثم صمت قليلاً يُفكر ماذا سيفعل مع روفان .. نظرت لاسفل وهى تتكلم بهدوء مُصطنع : شيفاها بعنيا نازله من عربية شاب وانا بنشر
الهدوم على الحبل مش كفايه انها جايه متأخر ، لا وجاية مع واحد غريب كمان .
_____________________________
كانت تحضن تلك الصورة وهى مغمضة كلتا عينيها .. سمعت صوت دقات الباب المرتفعة والتى تدل على غضب صاحبها .. وضعت الصورة فى الدرج وهى تقول: حاضر .. هفتح . ثوانى.
فتحت الباب لتجد والدها وزوجته تقف خلفه وتنظر لها بتحدى .. نظرت لهم وهى تقول بأمتعاض: فيه ايه !
اصطدمت بضربة على وجهها أمام زوجة والدها والتى ظهر على وجهها إبتسامة النصر.
نظر لها بحدة وأكمل: نازله من عربية شاب النهارده .. وجايه البيت متأخر وكمان بتقلى أدبك معانا .. انتى مش قولتى انك عندك محاضره واحده بس ايه اللى أخرك!؟
روفان بحزن: حرام عليك .. ده ولد زميلى فى الجامعة وكان بيوصلنى علشان ملقتش مواصلات .. هى بتراقبنى ليه اصلا.
جحظت عينيه وهو يقول: اخرسي … انتِ عايزه تتربي من اول وجديد.
نرمين بتريقه وهى تلعب فى خُصلات شعرها: تلاقى امها ملحقتش تربيها .. اتكلت بدرى.
روفان بعصبيه: اخرسي .. ملكيش حق تتكلمى عليها بنص كلمه حتى … انتى فاهمه!
صفعها مُجدداً وهو يقول: مش بقولك ناقصه تربيه …
رفعت رأسها تدريجياً وهى تنظر لهم بأعين باكية ، هزت رأسها بقلة حيلة وهى تقول : منك لله .. انتِ السبب فى المشاكل ديه كلها من يوم ما عرفك وايامنا كلها سوده.
أنزلت يديها من جانبها وهى تنظر لها بغضب وتقترب منها .. ضربت على رأسها بخفه وهى تقول: نعم نعم ياختى .. هى مين ديه اللى ايامها سوده .. هو انتى كنتى تطولى تعيشي العيشه اللى انتى عيشاها ديه .. ده انتِ بترجعى تلاقى اكل والبيت نظيف و ..
قبل ما تكمل كلامها روفان ردت : وخناق .. وبرجع الاقيكى عايزه تتخنقى معايا عالطول.
نظرت لأبيها نظرة تحمل الكثير من المعاني ومنهم “اللوم” ظلت صامته بينما جلس احمد على كُرسي بجانب الغرفة ليستريح قليلاً.
قطع ذلك الصمت صوت نرمين وهى تضرب على كتفه وتقول بصوت عالٍ : انا مش عايزه اقعد فى البيت والبت ديه موجوده .. انا زهقت منها .. وديها لحد من اهل امها يتبلى بيها .. ده ايه الهم ده !!
احمد وهو يحاول تدارك الموقف : خلاص يا نرمين .. ديه زى بنتك .. سمحيها المرادى.
ارتفع صوتها لمرة أخرى وهى تقول: بنتى!! انا اخلف الشح_طه ديه .. والله يا احمد لو مخرجتش من بيتى النهاردة لأخد العيال واسيبهولك وامشي.
إبتسمت روفان بحزن: زهقانه منى للدرجادى .. يالا الباب يفوت جمل.
نظر لها بِحدة ثم ارتفع صوته : بت .. انا استحملتك كتير انتِ وامك روحى اقعدى فى اى حته ولما نصفالك هنبقى نرجعك .. لمى هدومك يالا
إعتلت الصدمة ملامح وجهها : انت بتطردنى يا بابا
نرمين: اه .. يالا لمى هدومك
_ يا بابا انا معنديش مكان اقعد فيه غير هنا .. بتطردنى علشانها.
دفعتها “نرمين” وهى تأخذ حقيبة السفر وتضع فيها ملابسها والكتب الخاصة بها.. ظلت روفان شاردة فى الصورة المعلقة على الحائط والتى تخُص والدتها.. فاقت من شرودها على يد زوجة ابيها وهى تاخذ الصورة وتضعها فى الحقيبه .. أقفلت الشنطة أمامها وهى تقول بإشمئزاز: يالا فى داهيه.
نظرت لوالدها وهى تتحدث معه برجاء أن يتركها تجلس فى المنزل .. نظر لها ثم قال بهدوء: روحى اقعدى عند خالك شوية ولما الأمور تهدى ابقى ارجعى.
قبل أن تتحدث مرة اُخرى كان والدها قد دخل غرفته وأقفل الباب عليه.
خرجت زوجة ابيها من الغرفة وهى ترمى بالشنطة على الأرض : الباب يفوت جمل..
نظرت لها بإنتصار وهى تقول: واعملى حسابك لو رجعتى ثانى… ترجعى بأدبك .. انتِ فاهمه!!؟
____ فى حى من احياء الشرقية_____
وقفت روفان عند منزل خالها والذى يسكن فى الدور الأرضي،سمعت صوت تشاجره مع زوجته فى أمور المعيشة. ظلت للحظات مترددة فى الدخول .. أغمضت عينيها بتعب وهى تُمسك حقيبتها وتخرج من المبنى لتفكر من جديد فى أمر المبيت.
_____________________
فتحت حقيبة يدها لتجد مأئتى جنيه باقى اخر راتب لها فى العمل الذى تركته.
تنهدت بحزن وهى تُمسك سلسلة من الذهب على رقبتها محفور عليها إسمها “Rovan”
كانت هذه آخر هدية من والدتها قبل وفاتها .. تنهدت وهى تدمع من تلك الذكرى.
كانت تقف على باب إحدى محلات الذهب .. دخلت المحل وهى تجول بعينيها على البائعين.. ذهبت لأحدهم وقالت: لو سمحت عايزه ابيع السلسله ديه .. عيار ٢١.
امسك السلسلة وبدأ بتفحصها جيداً .. وضعها على الميزان وقال: السلسلة ٣ جرام .. الجرام ب ٢٥٠٠هيكون ٧٥٠٠جنيه وفيه مصنعية ٥٠٠ جنيه يعنى ٧٠٠٠ يا آنسة.
نظرت على السلسلة فى يده نظرة أخيرة ثم تنهدت بحزن وقالت: خلاص تمام.
________
فاقت من شرودها على صوت كلاكس العربيات وشخص يدق على زجاج السيارة لتفسح لهم الطريق ..
____________________
وقف الشاب مع السكرتيرة الخاصة ب روفان ليأخذ الكارت الشخصى لها .. أمسك الكارت وهو يقرأه ثم سأل: هى مين شهد ديه!!
ندى وهى ترتب المكتب لتذهب: بنتها .. وبتحبها جداً.
رفع رأسه وهو ينظر لها بإستغراب : بنتها!!!
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية روفان ) اسم الرواية