رواية عروس السيد فريد كاملة بقلم فاطمة الزهراء احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية عروس السيد فريد الفصل الاول 1
“محكمة”
تلك الكلمة التي ظللت أكرهها طوال حياتي البائسة فأنا من عائلة مهوسة بالقانون لها تاريخ كبير في المحاكم، أمي كانت محامية وابي وكيل نيابة وجدي وعمي قاضيان وجميعهم ماتوا لم يتبقي لي سوى أخي الذي إستطاع الفلات من تلك اللعنة والإلتحق بكلية الطب وهذا الخبر كان كالصاعقة للعائلة وقد حاولوا إقناعه بتركها والالتحاق بكلية الحقوق
خرجت من أفكاري علي نغزة مساعدي نظرت له وكدت أن أتحدث لاكني إستمعت إلي صوت القاضي يقول بصوت عالي:
“الدفاع يتفضل ”
انتبهت لما يقول القاضي لذا سارعت بالوقوف وقلت وأنا أقف أمام القاضي:
“المحامية عَدَالة عَدل العَادِل ”
إستمعت إلي أصوات ضحكات خافته نعم فإسمي كان مصدر كبير للسخرية فمثلما قلت إن عائلتي مهوسة بالقانون نفخت بضجر ثم قلت بهدوء:
“الحاضرة عن المتهم ”
قال القاضي بصوت واضح
“اتفضلي ابدأ مرافعتك ”
قلت وأنا أنظر إلي القاضي بثقة:
“سيدي القاضي حضرات المستشارين لن أبدأ بمقدمات لكي لا أُضيع وقت حضراتكم الثمين وسأقول أن موكلي لا يتعاطى أي نوع من الحشيش يستحيل يا سيدي بل من سابع المستحيلات أن يحدث ”
إستمعت إلي صوت ساخر وكان وكيل النيابة والذي دائما كان الشرير في جميع الافلام والمسلسلات عندما يكون البطل محاميًا ويحاول الدفاع عن الشخص المظلوم يأتي ذلك الشرير يحاول إيقاعه لاكن البطل وبكل ذكاء يفلت من شباكه وهذا ما سيحدث الآن انتبهت إلي صوت طرقات المطرقه الخاصة بالقاضي نظرت له وجدته يقول:
“سمعتي إللي النيابه قالته ”
قلت بتوتر وأنا أهز رأسي بنفي:
“سرحت شوية ”
قال القاضي بضجر:
“النيابه كانت بتسأل عن إثباتك إن موكلك برئ ”
وهنا إستعدة ثقتي وقلت بكل ثقة وأنا انظر لذلك الشرير وكيل النيابة:
“أنا موكلي برئ لان إسنانه بيضة ”
صمت بعدما أفحمتهم بمعلوماتي لاكني تعجبت عندما وجدت ملامح الجميع متشنجة من أول القاضي إلي الحاجب وحتي موكلي إستمعت بعدها إلي بعض الهمهمات ليقاطعها القاضى وهو يضرب بالمطرقة ويقول:
“وضحي كلامك ”
قلت بثقة:
“أقصد إن الحشيش بيسوس السنان وبيوقعها كمان وأنا موكلي مشاء الله سنانه لؤلؤ”
تعجبت مرة أخري عندما علت ملامح التشنج مرة أخري ولاكن هذه المرة تدخل وكيل النيابة قائلًا بسخرية:
“معلش بس إنت عوزانا نفرج عن موكلك علشان سنانه مش مسوسة ”
هززت رأسي بفرحة وأخيرًا هناك من فهمني لاستمع إلي أصوات ضحك وهمهمات وصوت موكلي يقول لقريبه وهو يضرب يديه علي وجنتيه:
“الله يخربيتك إسترخصة وجيبلي واحدة هبلة والله أنا لو مكان القاضي لهجبلي إعدام ”
نظرت إلي موكلي وقلت بغضب:
“إخرس ياض بدل ما أجبلك إعدام بجد ”
مجددا ضرب القاضي بتلك المطرقه لكم وددت ضرب رأسه بتلك المطرقة العينة التي سببت لي صداع بالرأس خرجت من أفكاري الشريرة علي صوت القاضي وهو يقول بضجر:
“يا أستاذة اللي بتقولي دا مش منطقي أبداً يعني إيه سنانه بيضة معني كدا أي واحد إسنانه صفرة ولا مسوسة نقبض عليه علشان بيشرب حشيش ”
قلت ببسمة وبدون إدراك إني بقاعة المحكمة:
“والله يبقي أحسن علي الاقل هنرتاح من اللي ريحة بقوهم معفنة ويسلام بقي لو قبضتم علي اللي ريحتهم وحشة وخصوصًا إننا داخلين علي الصيف بقي وأنت فاهم الريحة وكدا ”
ضحكت ضحكة قصيرة لاكني كتمتها عندما وجدت ملامح القاضي أصبحت مخيفة يقول بحنق:
“كملي مرفعتك يا أستاذة وخلصي علشان الوقت ”
إبتلعت ريقي وأنا أقول بخوف من شكل القاضي:
“أنا بطلب التأجيل لمراجعة أوراقي وحجاتي وأقلامي”
“حكمة المحكمة بتأجيل القضية ليوم الأربعاء الموافق….. ”
إبتسمت بإرياحية لاكن إختفت بسمتي لتعتل مكانها الصدمة وخاصة بعدما إستمعت إلي بقة كلامه:
“وحبس المحامية عَدَالة عَدل العَادِل لمدة 24 ساعة رفعة الجلسة”
قلت وانا أسير مع العسكري:
“الله يخربيتك هتلي محامي ”
وقبل أن يسحبني العسكرى لخارج قاعة المحكمة إستمعت إلي صوت موكلي قائلًا بصراخ:
“طب وهنعمل إيه القضية بتاعتي ”
قلت بحنق قبل أن أخرج:
“اتنيل كان القرد نفع نفسه”
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عروس السيد فريد ) اسم الرواية