رواية عروس رغما عنها كاملة بقلم سوليية نصار عبر مدونة دليل الروايت
رواية عروس رغما عنها الجزء (2) الفصل التاسع عشر 19
الخاتمة (خلصت حكايتنا)
في أحد قاعات الزفاف ..
يقال إن لكل شخص فرصة اخري…وان لكل شخص الحق بالسعادة …
ولكن هو ابدا لم يتخيل أن يكافئه الله بتلك الطريقة ويعطيه من أحبها أكثر من حياته كلها …لقد أصبحت ليلي له فعليا …كان يجلس علي المقعد الخاص بالعروسين ينظر إليها بحب …لا يتكلم أو يقترب فقط ينظر إليها وداخله ضجيج لا يهدأ …قلبه يهدر داخل صدره بينما تتشبع روحه من رؤيتها وهي تبدو بكل هذا الجمال ففي فستانها الكريمي الجميل وخمارها الذي ترتديه بدت وكأنها عروس من الخيال …بدت كأجمل شىء هو رآه في حياته !
كانت ليلي تنظر إليه وهي تفرك كفها بتوتر بينما تبتسم له بخجل …ولكن رغم ذلك لم يبعد عينيه عنها …لم يستطيع …فليلي بدت في تلك اللحظة اجمل من اي امرأة رأها في حياته …هي حب حياته …وكل حياته أيضا ….
…….
بعد انتهاء الزفاف وتوديع ليلي بالدموع من قبل أسرتها وخاصة ادم الذي بقا يضمها أكثر من نصف ساعة وهو يحبس دموعه بشق الأنفس فليلي ليست شقيقته فحسب بل هي ابنته التي رباها…قطعة من قلبه والأن هي سوف تبتعد عنه !!
………
-خلاص يا مروان نزلني هعرف اطلع لوحدي .
قالتها ليلي ووجنتها تلتهب من الخجل بينما يحملها مروان بين ذراعيه ويتجه بها لغرفتهما في القصر الكبير …ازدردت ريقها وهي تري عينيه وقد أصبح بهما جراءة اخافتها وكأنه سوف يلتهمها …
ابتسم مروان لها بعاطفة وقال:
-من ضمن أمنياتك في الدفتر أن عريسك يشيلك…دي الأمنية التالتة …واهو بحقق أمنيتك ..
ابتسمت بخجل وهي تطرق برأسها….منذ قرأ دفتر أحلامها وهو يصر علي تحقيق جميع أحلامها …دوما يفاجئها…يفعل المستحيل ليسعدها ويرسم البسمة علي شفتيها ….
تنهدت ليلي وهي تركن برأسها الي صدره وتستمتع بتلك اللحظات الرائعة….اخيرا وصل لغرفتهما دفع الباب بقدميه ثم دخل واقفله…والان اصبحت هي وهو فقط …بإبتسامة بها الكثير من الوعود اتجه بها للفراش …لتصرخ فجأة هي:
-انا جعانة …جعانة …عايزة آكل…
أنزلها مروان ونظر إليها بصدمة لتكمل هي:
-حرام عليك بقولك جعانة …وبعدين لازم نصلي و…..
وضع كفه علي شفتيها وقال وهو يكتم ضحكته:
-هاكلك يا مفجوعة …نصلي الاول وبعدين هقول للي تحت يجهزولك الآكل ….
……
وبالفعل أقاموا الصلاة ثم طلب مروان من الخادمة بإحضار الطعام …..
انتهيا من الاكل ودخلت ليلي الحمام لتغسل يديها وأغلقت الباب علي نفسها ..بينما اخذ مروان بقايا الطعام وأنزله للأسفل ثم صعد لغرفته وجلس علي فراشه بصبر وهو ينتظرها …
مرت نصف ساعة وهي لم تخرج من الحمام …لم يرغب مروان ان يخيفها فقرر أن ينتظر عشر دقائق ثم يطرق عليها الباب ولكن فجأة فتحت الباب وخرجت ثم جلست علي الفراش بجواره وهي ما زالت ترتدي إسدال الصلاة …رفع مروان حاجبيه وقال :
-متقوليش انك مكسوفة مني؟!
نظرت إليها وقد احمر وجهها من الانفعال وقالت:
-وليه متكسفش يعني؟!هو انا مش بنت ؟!
ابتسم لها وقال:
-اكيد طبعا يا حبيبتي وست البنات كمان …
ابتسمت بخجل اذابه ..مد كفه الي شعرها وهو يداعبها بينما قلبها يرتعش من الداخل …شعرت بتوترها يزداد وفجأة نهضت
-أنا …أنا جوعت تاني ورايحة آكل !
قالتها ليلي بتوتر بالغ وهي تنهض لتركض خارج الغرفة ولكنها شهقت عندما شعرت بذراعين قويتين. تجذبانها نحو صدر رحب دافئ . ..حاولت التحرر وهي ترتجف ليضحك مروان بلطف وهو يهمس في اذنها :
-متخافيش مش هعمل حاجة …عايز بس افضل حاضنك كده…عايزة اصدق انك بقيتي ملكي يا ليلي ….أنتِ كنتي بالنسبالي حلم …حلم جميل واتحقق…مش عايزة اعمل اي حاجة غير أننا نفضل كده يا ليلي…عايز اصدق بس انك في حياتي ..اصدق انك مش هتسبيني زي اللي سابوني وراحوا …عايزة اطمن …
ابتسم ليلي وهي تستدير …علي الرغم من خجلها إلا أنه قاومته وهي تعانق وجهه و ترتفع علي طرفي قدميها بينما ابتسامة جميلة تشكلت علي شفتيها …
-انا معاك يا مروان ..معاك للأبد ومش همشي…
وكان هذا الوعد هو أكثر شئ يريده في حياته لذلك حاوط خصرها وضمها بقوة …كان أول عناق بينهما لم يكن كأي عناق بل بدا وكأن الحياة لهما…..لم يستطع مروان أن يفلتها بل ظل يضمها وتمني أن يتوقف الوقت في تلك اللحظة …اخيرا أبعدها عنه وهو يعانق وجهها ثم يقترب منها ليأخذ منها قبلتها الاولي …أغمضت ليلي عينيها بقوة بينما تشعر به يتراجع بها حتي توقف فجأة وابتعد عنها ثم جعلها تجلس علي الفراش وركع بجوارها …. ثم امسك كفيها وبدأ يقبلهما برقة متناهية بينما يتمتم بكلمات عشقه لها…لحبيبته …ليلته…
ثم نهض مجددا وهو يرجعها للفراش وينضم إليها ليجعلها له قولا وفعلا !!
………
في اليوم التالي ….
سطعت الشمس بقوة في غرفة نومهما لتفتح ليلي عينيها بتعب وهي تنظر إلي السقف …كانت ما تزال تحت سيطرة النوم ولا تتذكر شئ…فجأة تدافعت الذكريات لعقلها واحمرت بشدة …جذبت الغطاء حتي تغطي وجهها لكي لا تواجه مروان ولكن صوت مروان جمدها بينما يقول:
-صباح الخير يا حبيبتي …
افلتت.شهقة من شفتيها وهي تراه واقف علي الباب يرتدي بنطال اسود وتيشرت رمادي وشعره لامع بفعل الاستحمام .. وبيده صينية مستطيلة يبدو أن.عليها الأفطار…
وضع الطعام علي الطاولة الصغيرة بغرفته اقترب منها حتي جلس علي الفراش وقال مبتسما وهو يقبل جبينها :
-اغسلي وشك عشان تفطري عشان ناوي افسحك النهاردة …هنخرج من دلوقتي وهنرجع الفجر متأخر زي ما الأمنية الرابعة في دفتر أمنياتك …
ابتسمت له متأثرة وقد أحبت اهتمامه بتفاصيلها…فهي في الآخر امرأة يأثر قلبها الاهتمام
…………..
في المنتزة.
كان أنس يحاوط كتف مرام وهو يضمها اليه بينما ملك تركض أمامهما….اخيرا اجلسها علي مقعد خشبي وقال:
-هنروح أنا وملك نجيب غزل بنات اجبلك معانا…
هزت مرام رأسها وقالت:
-عايزة اكل حاجة مالحة …جيبلي شيبسي يا أنس بالله عليك …
هز أنس رأسه وقال:
-لا يا حبيبي مستحيل أنا أكلتك امبارح وكتره غلط عليكي ..
-اووف بقا …
قالتها بغضب طفولي وهي تربع ذراعيها ليضحك أنس وهو يسحب ملك معه ويقول:
-خليكي مؤدبة يا حبيبتي متتحركيش لحد ما اجي…
ضحكت ملك وهي تسير بجوار والدها ليقول أنس:
-دي دخلت في السادس تقريبا ولسه بتتوحم …أنا استويت والله …
ضحكت ملك بشكل اقوي وقالت:
-معلش يا أنوس استحمل دي ام بناتك.برضه …
ضحك أنس وجذب ملك إليه وقال:
-لمضة ومش هخلص من لسانك ..
……
كانت مرام جالسة علي المقعد وهي تنظر إلي الاطفال حولها بينما تربت علي بطنها بإبتسامة…ثلاث اشهر تقريبا وسوف تأتي ابنتها …كم هي متحمسة لكي تمضي الايام سريعا….فجأة سكنت عينيها علي ذلك الولد الصغير الذي يحمل كيس رقائق البطاطس بطعم الملح…شعرت فجأة بالرغبة في التهامه لهذا نهضت واقتربت من الطفل وقالت:
-حبيبي ممكن تديني واحدة؟!
نظر الطفل الي تلك المرأة الجميلة التي تمد كفها كالمتسولين
-انتِ شحاتة يا طنط ..
قالها الصغير وهو ينظر إليها بفضول لتسيطر علي غضبها وتقول:
-اعتبرني كده يا حبيبي واديني واحدة يالا …
مد الصغير بالكيس لكي تأخذ منه واحدة ولكنه شهق برعب وهي تخطف الكيس منه وقالت:
-هاكل وحدتين واديهولك ..
-الشيبسي بتاعي …سيبي الشيبسي بتاعي!!!
قالها ذلك الصغير وهو يصرخ في منتصف الحديقة العامة بينما مرام تلتهم رقائق البطاطس الخاصة به دون اي خجل…
-بطل طفاسة ياض قولت هاكل وحدتين بس وهديهولك تاني …أنا حامل يا اخي وبتوحم خلي عندك دم !!
لم يتوقف الطفل عن البكاء ليأتي انس وهو يمسك كف ملك وينظر الي مرام بصدمة بينما يقول :
-انتِ اخدتي كيس الشيبسي من العيل الصغير وسايباه يبكي …بجد يا مرام !!!
لم تهتم مرام ليقترب أنس من الطفل ويقول:
-حبيبي اهدي…أنا هجيبلك كيس تاني …
ولكن الطفل لم يتوقف عن الصياح ليخرج انس من جيبه ورقة من فئة مائتان جنيه وقال:
-خد دي وجيب اللي انت عايزه بس بطل عياط …
-مازن فيه ايه ؟!
كان هذا صوت والدته ليتوتر انس وهو ينظر الي والدة الطفل ويقول بإعتذار:
-انا آسف والله يا مدام بس مراتي بتتوحم ونفسها جات علي كيس الشيبسي اللي في ايدين ابنك ..
نظرت السيدة بذهول الي مرام التي ابتسمت واشارت الي بطنها بفخر وقالت :
-مش أنا ده البيبي…
ابتسمت السيدة ليقول انس:
-اتفضلي يا مدام ده حق ال…
-خلاص يا استاذ محصلش حاجة يعني كلنا كده في الفترة دي ربنا يقومها بالسلامة…
ثم سحبت ابنها من كفه وقالت :
-خلاص يا حبيبي بطل عياط هجيبلك واحد تاني ..
ثم ذهبت بإبنها…ليشهق أنس فجأة ومرام تخطف منه المال وتقول بسعادة :
– لوكا خدي الفلوس وروحي السوبر ماركت اللي هناك ده وجيبي عشر اكياس شيبسي بالخل….
-تمام يا فندم
قالتها ملك بسعادة ثم خطفت المال وركضت وسط صياح انس وتوعده لها!….
اقترب أنس من مرام وقال :
-عاجباكي الفضا.يح دي !؟!
مطت مرام شفتيها وقالت؛
-نفسي في شيبسي وانت مش راضي تجيبلي ..عشان كده اخدت من الولد الصغير…عارفة اني غلطانة بس مقدرتش تسيطر علي نفسي …اسفة
تنهد أنس …فهي عندما تتحدث بتلك الطريقة لا يمكنه أن يغضب منها ابدا…هي لديها تأثير كبير عليه ..
…………….
في المساء
في عيادة الطبيب الخاص بالنساء …
كانت تجلس كارما وهي تهز ساقها بتوتر …تشعر أنها ستنفجر بالبكاء في اي لحظة …قلبها يهدر داخل صدرها والقلق يعصف بها بقوة …نظرت إلي سامر تناشده أن يطمئنها ولكن سامر أيضا كان متوتر ولكن ما أن وقع نظره عليها حتي جاهد لصنع ابتسامة مطمئنة علي شفتيه رغم أنه بعيد كل البعد عن الهدوء فقد مرت شهور يحاول هو وكارما أن يحصلا علي طفل دون أي جدوي رغم أن تحاليل كلا منهما سليمة جدا ولا يعرفان اين المشكلة وقام الطبيب بإجراء تحليل دم لكارما والنتيجة بيده الآن …
-ها يا دكتور طمني …كارما مالها …التحاليل بتقول ايه ؟!
قالها سامر وهو يعجز عن اخفاء الخوف بصوته
ابتسم الطبيب وقال:
-بصراحة التحاليل أظهرت مفاجأة ليا …
نظرت كارما بخوف الي الطبيب ليقول باسما…
-مدام كارما أنتِ حامل !
-حامل !
شهقت كارما بقوة وهي تضع كفها علي فمها بينما دموعها تنحدر من عينيها ..كانت لا تصدق بعد كل تلك الشهور العصيبة التي عاشتها وهي تحاول أن تنجب فتفشل اخيرا أعطاها الله مرادها …استجاب لدعائها…ارتفع نشيجها وانفجرت بالبكاء وهي تغطي وجهها ..ابتسم سامر من بين الدموع التي تملأ عينيه ونظر للطبيب وقال:
-دكتور …انت بتتكلم بجد … مراتي حامل …
ابتسم الطبيب وهز رأسه .ليجذب سامر كف كارما من وجهها ثم يقبل كفها قائلا:
-مش قولتلك ربنا كريم يا حبيبتي …ربنا اهو استجاب لينا وهنخلف …
ضحكت كارما من بين دموعها وهي تهز رأسها وقد طغت السعادة علي وجهها رغم الدموع التي تلطخ وجنتيها ..
-الحمدلله …الحمدلله …
قالتها وهي تبكي بقوة …وكانت تلك اجمل دموع ذرفتها
………
دخلت الي القصر ممسكة بكفه بينما تضحك بسعادة ….لقد حقق وعده لها ….
اليوم أخرجها منذ الصباح واتيا قبيل الفجر …دللها اليوم بطريقته المميزة ..نزهها وعاش معها طفولتها وفي أوقات الصلاة كان يصلي هو في مسجد الرجال وهي في مسجد النساء ثم يخرجان لتكملة نزهتهما …اليوم هي أسعد إنسانة علي وجه الارض …كم هي سعيدة لدرجة أن قلبها يقفز من فرط السعادة …
-انبسطت اووي النهاردة ..
قالتها ليلي وهي تبتسم له بسعادة وحب …ضحك هو وحملها بين ذراعيه لتحمر خجلا وتقول :
-مروان نزلني الست مريم واقفة …
-لا ..
قالها وهو يضحك غامزا لمريم بينما يصعد بها الي غرفتهما وسط ابتسامة الخادمة …
…
ادخلها الي الغرفة وانزلها قائلا:
-ايه رايك ؟!
تجمدت ليلي مكانها وهي تري تلك الارجوحة الصغيرة التي تحتل منتصف الغرفة في الحقيقة كانت تشبه المقعد بينما لها حامل من الحديد …
-المرجيحة اللي كان نفسي فيها…
صرخت ليلي بحماس وهي تجلس عليها بينما تضحك …لمعت عينيها بحب وهي تبتسم لمروان وقالت:
-شكرا …شكرا اووي يا حبيبي …
ابتسم لها مروان واقترب ثم ركع بجوارها وقبل كلها قائلا:
-احلامك اوامر يا ست البنات …
…………..
بعد مرور سنة وثلاثة أشهر …
-آه …
صرخت ليلي بعنف وهي تنهض بعد ما سكب مروان المياه علي وجهها …
-ايه الغباء ده يا مروان ؟!!
صرخت به ليبتسم ببرود ويقول:
-يالا يا حبيبتي هتتأخري علي الامتحان …
-مش عايزة اروح الامتحان …مش عايزة اروح !!
صرخت به وهي تنام مرة آخري ليقول هو بخبث:
-طيب انتِ اللي اختارتي …
ثم بسرعة اتجه إليها وحملها لكي يدخلها الحمام:
-لا ..لا يا مروان متبقاش رخم يا اخي …مش عايزة اروح الامتحان …هو أنا اخلص من ادم تيجي انت …
رغم كل مقاومتها لم يتركها بل ضمها إليه اكثر وهو يلج للحمام…
-طلقني يا مروان…طلقني أنا بكرهك !
صرخت بها ليلي عندما وضعها أسفل صنبور المياه بكامل ملابسها وفتحه لتندفع المياة علي رأسها…
نظرت إليه وهي تغلي من الغضب بينما احمر وجهها بقوة ليبتسم في وجهها ويقول:
-خدي شاور عقبال ما اقولهم يحضرولك الفطار يا عمري
ثم تركها وغادر مغلقا الباب…نفخت ليلي بضيق ثم بدأت بخلع منامتها لكي تستحم
….
بعد قليل نزلت للأسفل وهي ترتدي فستان كريمي عليه خمار وردي شاحب….ترتدي حقيبتها الكبيرة …
-تعالي يا ست البنات عشان تفطري ..
قالها مروان مبتسما لتقترب ليلي من الطاولة وتبدا بالأكل…
ثم بعد ذلك خرج مروان ليوصلها كالعادة الي كليتها
……
-يارب استر يا رب …يارب استر يارب…
قالتها مهرا وهي تدور حول نفسها في غرفة النوم الخاصة بها هي وادم …زفر ادم وقال:
-يا حبيبتي اهدي شوية خيلتيني …
تنفست بعنف وقالت:
-اسكت يا آدم بالله عليك اسكت أنا مرعوبة اوووي …
ابتسم آدم ثم نهض وقال وهو يضمها:
-حبيبي فيها ايه لما يكون عندنا بيبي تاني …ليه مكبرة الموضوع بالشكل ده …أحنا …
ولكن مهرا قاطعته وهي تبتعد وتذهب الي اختبار الحمل لتري النتيجة …
-حامل ….حامل !!!
صرخت مهرا وهي تنظر لإختبار الحمل بفزع …عقد آدم حاجبيه بحيرة وقال :
-ايوة حامل يا حبيبتي ..مصدومة ليه ؟!ما أنتِ متجوزاني وبعدين مأفورة ليه… ….
أغمضت عينيها بغضب ونظرت إليه صارخة:
-ادم نجمة لسه عندها سنة ونص وانا حامل انت عارف المصيبة اللي أنا فيها ….ياربي اعمل ايه …اعمل ايه ؟!!
شدها ادم إليه وهو يعانقها قائلا:
-بس بس يا حبيبتي مكبرة الموضوع ليه ده رزق من ربنا وبعدين فيها ايه يعني ستات كتيرة بتخلف ورا بعض ….
دفعته صارخة:
-طبعا يا حبيبي انا هنشغل بالعيال وانت هتروح تتجوز عليا عشان اهملتك صح …أنا عارفة الاسطوانة الحمضانة دي ليلي قالتلي عليها…
-ليلي دي محتاجة علقة مني عشان تتهد شوية …
قالها ادم بضيق ثم نظر إلي مهرا وقال وهو يربت علي شعرها :
-يا حبيبتي …يا روحي أنا مش عايز غيرك أنتِ…مفيش ست هتقدر تملي قلبي زيك ..
-طيب احلف انك مش هتتجوز عليا ..
قالتها وهي تزم شفتيها ليلزم الصمت قليلا فتصرخ هي :
-شوفت اهو بتفكر …يبقي ناوي تعملها كلكم مصطفي ابو حجر …
ثم انصرفت من أمامه ليضحك قائلا:
-بنت يا مهرا استني …جيبتي من فين مصطفي ابو حجر دي …كلامك الكتير مع ليلي بوظك
خرجت مهرا من غرفتها لتجلس بجوار حسناء التي تحمل نجمة ابنتها…فحسناء اصبحت تعيش معهم تقريبا بعد زواج ليلي …
-طمنيني يا مهرا النتيجة ايه ؟!!
زفرت مهرا بتعب وقالت:
-طلعت حامل يا حماتي …
اتسعت ابتسامة حسناء وهي تضم مهرا بيدها الحرة وتقول:
-بجد ألف مبروك يا حبيبتي …ألف مبروك …ومالك.زعلانة كده ده رزق يا هبلة…
-قوليلها يا ماما …
قالها ادم وهو يجلس بجوار مهرا ويجذبها اليه ويقول:
-في حد يكره النعمة يا مهرا …ده ربنا مديكي رزق كبير يا حبيبتي …
-يا حبيبي أنا مش هقدر كده أوفق بين نجمة والبيبي الجديد…
ابتسمت حسناء وقالت:
-يا سلام وانا فين يا ست مهرا طيب …متقلقيش يا حبيبتي انا معاكي وادم كمان ومامتك وفيه ليلي ومرام محدش هيسيبك …
تنهدت مهرا وقالت:
-مرام كتر خيرها مع بنتها ملاك وليلي مطحونة في المذاكرة هانت فاضل ليها سنة وتخلص …
ضحك ادم وقال:
-دي اكيد هتزغرط من الفرحة لما تخلص كلية الطب …
ضحكت مهرا أيضا …فليلي بعد زواجها حاولت التكاسل عن الذهاب للجامعة ولكن مروان لم يسمح لها ابدا …فهو في هذا الموضوع كان أكثر صرامة من ادم شخصيا !!!
…………………
-يارب استرها علي البنت اللي حيلتنا..
قالها مروان وهو يقف امام الكلية ينتظر ان تنتهي ليلي من اختبارها بينما قلبه يرتعش من التوتر …لقد انهي عمله سريعا وجاء لكي يطمئن عليها…
رن هاتفه فجأة لينتفض من مكانه ويخرج هاتفه ويري ان من يتصل به هو ادم …
رد عليه وقال:
-ايوة يا آدم…لا أنا قدام الكلية بتاعتها…هي لسه مطلعتش…حاضر بس تطلع وتطمني هخليها تتصل بيك وتطمنك متقلقش…ماشي يا ابو نسب سلام …
اغلق مروان هاتفه مبتسما …في الآونة الأخيرة اصبحت علاقته مع ادم جيدة للغاية ..لقد تقبله ادم بعد كل شئ فعله…ورغم كل شىء
انتفض قلبه داخل صدره وهو يري ليلي تخرج من الكلية وبجوارها صديقتها ميار …اقترب مروان بسرعة منها وقال:
-طمنيني عملتي ايه ؟!
ابتسمت ليلي بسعادة وقالت؛
-حليت كويس اوووي …
-برافو يا ست البنات وعشان كده أنا النهاردة هعزمك علي الايس كريم اللي بتحبيه …
-شكرا يا مارو ..
قالتها بإبتسامة رائعة ثم استدارت لصديقتها المرهقة وقالت:
-يالا معانا يا ميار …
نظرت إليها ميار بتعب وقالت:
-معلش يا لولا روحوا انتوا أنا عايزة اروح البيت عشان انام …تعبانة اوووي …
– طيب هتقدري تروحي لوحدك…
قالتها ليلي بقلق لتهز ميار رأسها قائلة:
-متقلقيش عليا كده كده البيت بتاعي قريب من هنا متخافيش أنتِ ..
هزت ليلي رأسها وقالت:
-تمام يا حبيبتي نتقابل الامتحان اللي جاي .
ثم أمسكت بكف زوجها وغادرت بسعادة…تنهدت ميار وقالت:
-الفقير بيتجوز والغني بيتجوز وانا لا …امتي اتجوز .
…………
في المساء ….
في عيادة طبيبة النساء
كانت مهرا مستلقية علي السرير الصغير بينما الطبيبة تفحصها …
-مبروك حامل في شهرين يا مهرا ..
قالتها الطبيبة مبتسمة ثم صمتت فجأة وقالت:
-لحظة ده أنتِ كمان حامل في توأم!
-توأم!!!!
صرخت مهرا بفزع ثم أكملت :
-يا دي المرار!
ضحك ادم عليها بينما ينظر إليها بحب ..
………………
بعد سنة ….
كانت امام الطبيب النفسي هي وزوجها وقد بدت اسعد انسانة في العالم كلها …كان قلبها يدق بسعادة وكأنها لم تشعر بالالم ابدا…سعادتها طغت علي الألم الذي عايشته لسنوات …ابتسم الطبيب براحة وهو يري السعادة التي في عينيها…يمكنه القول الآن ان حياة بخير تماما …
-مبسوطة يا حياة ؟!
قالها الطبيب لتتسع ابتسامة حياة اكثر حتي شملت كل وجهها وقالت وهي تضغط علي كف احمد وتبتسم له بهيام…
-مظنش كنت سعيدة في حياتي قد دلوقتي يا دكتور …أنا فرحانة ..فرحانة اووي ..
ابتسم لها احمد ابتسامة محبة بينما عينيه السوداء تلمع لها هي …فقط هي ….
….
خرجا من عيادة الطبيب النفسي ممسكان بيد بعضهما….
-يالا بسرعة زمان عمر خلي ماما تشد في شعرها …
قالتها حياة وهي تضحك وتتذكر صغيرها الذي اتمم عام وخمس أشهر منذ وقت قريب …لابد انه انهك جدته رغم انه متعلق بها للغاية ولكنه صعب المراس مثل والده …
فتح احمد باب سيارته وقال:
-اتفضلي يا أميرة …
ابتسمت وهي تلج للسيارة وتقول:
-ميرسي يا أميري …
ذهب من الجهة الاخري وركب سيارته وقادها ليذهبا الي المنزل …
اسندت حياة راسها علي كتف أحمد وهو يقول وقالت:
-هتفضل تحبني كده.دايما يا احمد . .
-هحبك.دايما يا روحي ..حتي تحترق النجوم زي ما استاذنا أحمد خالد توفيق قال…
……..
في المقبرة ..
-وحشتني اووي يا جدو…وحشتني اوووي ..
قالتها مهرا والدموع تنفجر من عينيها بينما الم هائل يقبع.داخل قلبها …
تنهدت وهي تمسح دموعها وتقول:
-بس أنا واثقة أنك في مكان احسن دلوقتي …واثقة أنك مرتاح يا جدو …وواثقة أنك مبسوط بالطريقة اللي استغلينا بيها الفلوس …احنا في وقت قصير قدرنا نساعد.ناس كتير …وده بفضل ادم بعد ربنا طبعا …أنا واثقة أنك لو كنت عايش كنت هتنبسط اووي بحفيدك …
قالتها مبتسمة ودموعها تتساقط من عينيها …
-حبيبتي …
اقترب ادم من مهرا ثم ضمها إليه وهو يقول:
-هو في مكان احسن دلوقتي…
هزت مهرا رأسها وقالت:
-اكيد يا ادم …
بدأ بمسح دموعها برفق وقال:
-يالا بقا نمشي عشان نلحق علي وكريم زمانهم جننوا امك وامي…
ضحكت مهرا من بين دموعها وقالت:
-ماشي يا حبيبي يالا وعايزين نشتري.هدية عشان حفلة تخرج ليلي بكرة…
-ياااه مش مصدق ان ليلي اتخرجت خلاص …
ضحكت مهرا وقالت :
-دي أكيد هتطير من الفرح يا حبيبي
-اكيد طبعا
……….
في المساء ….
ارتدت فستانها الأسود الواسع ثم التقطت نقابها لترتديه…
ولج علي الي الغرفة لينظر إليها وهو يبتسم وقال:
-حسين نام يا حبيبتي وماما هي اللي صممت تبقي معاه …
ابتسمت له ميار وقالت:
-كويس يا حبيبي فرصة نروح نبارك ونيجي علطول …بس اتمني منضايقش ورد …أنا والله مكنتش حابة اروح لولا والدتها اللي جات وعزمتنا بنفسها…
-لو مش عايزانا نروح الفرح مفيش أي مشكلة يا حبيبتي مش هزعل …
قالها علي لميار التي تعدل من وضع نقابها…ابتسمت ميار من تحت النقاب وقالت:
-لا يا حبيبي هنروح …الناس ذات نفسهم جم وعزمونا عيب نتجاهل الدعوة دي ..مش من اخلاقك يا علي…كل القصة اني خايفة من التوتر اللي هيحصل بسبب أنك كنت خاطب ورد قبل كده …خايفة انها تتضايق او …
قاطعها علي وهو يقترب منها ويضمها إليه قائلا:
-حبيبتي متقلقيش خالص …اصلا ورد بطلت افكر فيا …هي دلوقتي شكلها تجاوزتني نهائيا وهتبقي مبسوطة بإذن الله مع جوزها الجديد….
وضعت ذراعيها حول عنقه وقالت وعينيها تبرق:
-يستحسن فعلا انها تكون نسيتك يا علي لاني بغير عليك اووي ومش هستحمل ان واحدة تبصلك …
ابتسم وقال :
-وانا هستغل الغيرة دي …
رفعت نقابها بإنفعال وامسكت كفه ثم عضته ليصرخ ويقول:
-بس …بس خلاص يا عضاضة…
امسكته من قميصه وقالت بشراسة:
-انت ملكي ولو فكرت تبص لغيري او تستغل غيرتي هقت.لك فاهم …
-فاهم يا باشا …
قالها وهو يبدأ في تقبيلها بلطف…
………
في الحديقة الخاصة بقصر مروان …قرر أن يقيم حفلة كبيرة بمناسبة تخرج ليلي ….كانت الحفلة تضم العائلة فقط …ادم وزوجته ووالدة ادم ووالدة مهرا ثم أنس ومرام وابنتيهما ملاك وملك …وميار صديقة ليلي …كانت الاغاني المبهجة تسيطر علي المكان بينما ليلي تضحك بسعادة اخيرا بعد ست سنوات دراسة بكلية الطب …لقد افنت عمرها في تلك الكلية ولكن الحمدلله أخيرا انتهت من الدراسة والان يمكنها أن تؤسس حياتها …قررت ان تنجب طفل … الآن هذا هو الوقت المناسب …الحقيقة تم الاتفاق بينها وبين مروان ان ينجبوا طفل بعد تخرجها وهذا كان قرار سليم نوعا ما …
-اتخرجنا يا ليلي اتخرجنا …
صرخت بها ميار بحماس وهي تضم ليلي بقوة وعندها تم تشغيل أغنية لعبد الحليم حافظ واصبحوا يرددوها سويا
و حياة قلبى و افراحه .. و هناه فى مساه وصباحه
و حياة قلبى و افراحه .. و هناه فى مساه وصباحه
ما لقيت فرحان فى الدنيا زى الفرحان بنجاحه و حياة قلبى و افراحه .. و هناه فى مساه و صباحه
و حياة قلبى و افراحه .. و هناه فى مساه و صباحه
ما لقيت فرحان فى الدنيا زى الفرحان بنجاحه
دا حلم جميل فى خيالنا .. و لا غابش فى يوم عن بالنا
دا حلم جميل فى خيالنا .. و لا غابش فى يوم عن بالنا
و بنا لنا قصور .. و فرشها زهور
لحياتنا و مستقبلنا
و لقيتنى فى عز هنايا .. و الدنيا فرح ويايا
و لقيتنى فى عز هنايا .. و الدنيا فرح ويايا
بتهنى حبايبى معايا .. و تقول للكل ارتاحووووو
دا مفيش فرحان فى الدنيا زى الفرحان بنجاحه
و حياة قلبى و افراحه .. و هناه فى مساه وصباحه
و حياة قلبى وافراحه .. و هناه فى مساه وصباحه
ما لقيت فرحان فى الدنيا زى الفرحان بنجاحه
الناجح يرفع ايده هيه
في ذلك المقطع رفعت ليلي وميار يديهما وسط ضحكات الجميع وهو يكرران :
-الناجح يرفع أيده.هيييييه
و يغنى فى عيدنا و عيده هيه
الناجح يرفع ايده هيه
و يغنى فى عيدنا و عيده هيه
و يقول و نقول دايما
ناجحين علطول دايما
و نجاحنا يطول دايما
دايما علطول دايما
دايما علطول دايما علطول
دايما .. دايما .. دايما دايما دايما
هييييييييييييييييييييييييه
بعد ان انتهت الأغنية صفق الجميع ثم بدؤا بالاقتراب من ليلي ليعطوها الهدايا هي وميار. ….
……
-مش معقول يا أبيه جيبتلي الكوميكس بتاعة بات مان اللي بحبها …شكرا اووي يا أبيه ..
قالتها ليلي بحماس وهي تضمه بقوة ليبعدها قليلا ثم يقبل راسها ويقول:
-مبروك يا أحلي دكتورة في العالم كله …
ابتسمت وهي تضم كفه وتقول :
-الله يبارك فيك يا آدم ويخليك ليا يارب..
ابتسم وابتعد ليفسح المجال لمهرا التي تمسك كف نجمة الصغيرة التي تسير بجوارها :
-عمتو ..
قالتها الصغيرة بنبرة طفولية بمهارة تعارض تماما سنها الصغير
-حبيبة عمتو..
قالتها ليلي وهي تحملها وتقبلها …
ابتسمت مهرا وهي تقدم لها علبة مخملية راقية وقالت:
-مبروك يا لولا …
ابتسمت ليلي وعانقتها قائلة:
-الله يبارك فيكي يا حبيبتي ..
ابتعدت واكملت :
-اومال فين علي وكريم حبايب عمتو الحرباية..
ضحك الجميع علي خفة دمها المعتادة لتأتي حسناء وهي تحمل علي ومروة وهي تحمل كريم ..عانقتهم بالتتابع …ليبدا بعدها أنس ومرام في تقديم الهدايا لها …ثم ملك التي اعطتها هدية عبارة عن لوحة جميلة بداخلها ورقة مرسوم فيها ليلي ومروان بطريقة محترفة تنبأ عن موهبة خارقة تمتلكها تلك الصغيرة التي بدأت اولي خطواتها في سن المراهقة …..
بالقرب من ليلي كان مروان يقف وهو في قمة.سعادته…كان يفتخر بها حبيبته.الطبيبة….لقد عاش معها اجمل ايام حياته ولن ينسي ابدا انها دفعته الي النور واخرجت الظلام القابع بقلبه …شفت الألم القابع في قلبه واعطته السعادة التي ناشدها طوال حياته …لن ينسي هذا ابدا ..لن ينسي انها دخلت حياته واحضرت الربيع لحياته المظلمة !!!
……….
-علي فكرة مجبتليش هدية التخرج …
قالتها ليلي بضيق بعد انتهاء.حفل بعد ما دخلت غرفة النوم ووجدت مروان قد بدل.ثيابه وجلس علي الفراش .
ابتسم مروان وقال:
-تعالي يا ست البنات اقعدي جمبي…
كانت عينيه تنظر إليه براحة تامة…كان سعيد اكثر من أي وقت سابق …ببطئ اتجهت ليلي إليه وجلست بجواره…امسك كفيها ثم بدأ يقبلهما بالتتابع …
ترك كفيها بلطف ثم عانق وجهها وقال بصوت عاطفي بينما يحاصر عينيها وكم بدت عينيه جميلة في تلك اللحظة
-شكرا يا ليلي …شكرا لأنك في حياتي …
ابتسمت له ليكمل:
-انا.بشكر ربنا كل يوم عشان بقيتي من نصيبي …السعادة اللي حسيت بيها معاكي محستهاش من وقت موت امي ….انت قدرتي تصلحي قلبي المكسور يا ليلي ولو جيبتلك هدايا العالم كله مش كفاية ….
تنهد وقال :
-بس اقدر احققلك آخر حلم في دفتر احلامك .
لمعت عينيها وهي تفغر فاها بصدمة ليخرج من تحت وسادته تذاكر للسفر…
-ايه ده ؟!
-دي.تذاكر سفر للسعودية هنروح.نعمل عمرة…ودي هي هدية نجاحك …
وضعت ليلي كفها علي فاها وهي تضحك بسعادة بينما الدموع تنساب من عينيها …
ابتسم لها مروان بحب وأخرج من تحت الوسادة دفتر باللون الزهري ثم مد الدفتر إليها وقال:
-ده دفتر جديد تكتبي فيه احلامك وربنا يقدرني واحققلك كل احلامك يا حبيبتي ….
مسحت دموعها بسرعة وامسكت الدفتر وهي تنظر إليه عاجزة عن الكلام …هذا كثير عليها…كثير جدا ..وضعت تذاكر السفر مع الدفتر علي الطاولة بجوار الفراش ثم قالت :
-انا بحبك يا مروان …
ضمته إليها وهي تقبله علي وجنته مرارا وتكرارا وعلي عكس الجميع لم يبعدها بل استمتع وهي تعطيه هذا القدر من الحب …الحب الذي بحث عنه دوما ووجده.بها …انتقلت شفتيها من وجنته الي فمه وهي تقبله بلطف أكثر…بينما يستلقي ويسحبها الي صدره دون أن يقاطع قبلتهما بينما كفه تزيل خمارها لينطلق شعرها محيطا بكليهما …الان حصل مروان عن السلام …لا بد أن والديه سعيدان الان …سعيدان وهما يروا السعادة الرائعة التي حصل عليها ابنهما …
………..
في منزل أنس …
تجلس مرام بجوار ملك وهو يضحكان بينما أنس يمارس تمارين رياضي صعب (بلانك) لمدة دقيقتين …وهذا ما حكمت به مرام بعد ما خسر في لعبة الورق(الشايب ) للمرة الثالثة …
كان أنس يتصبب عرقا ويتنفس بسرعة بينما يشعر بألم في معظم عضلات جسده …ولكنه سينتقم منهما …
اخيرا بعد جهد جبار انتهي من اخر حكم له لينهض ويقول :
-يالا نلعب تاني. ..ده انا هوريكم …
كان متوعدا لهما …ابتسمت ملك وهي تنظر إلي مرام وتغمز لها …هزت ملك رأسها وقالت:
-طيب يالا يا بابي عشان نوزع الورق
وبالفعل بدأت توزع الورق ….
نظر أنس إلي ورقه وأغمض عينيه بقوة ثم فتحهما
-انا حاسس انكم بتخدعوني !
قالها أنس وهو يرفع حاجبه الأيمن بينما ينظر إلي مرام وملك …
نظر أنس إلي أوراقه بدون رضا وأكمل :
-دي رابع مرة أنا ألبس فيها الشايب …يعني مش.معقول حظي يكون وحش للدرجادي …
أخفت ملك ابتسامتها بجهد بينما قالت مرام وهي تهز كتفها:
-ده حسب ضميرك يا حبيبي …انت لو سالك مكنتش هتلبس الشايب أربع مرات ….
رفع حاجبه الأيمن مجددا وقال:
-لا والله ؟!
-ايوة ..
قالتها وهي تعض شفتيها كي لا تضحك بصوت عالي يفضح خداعهما له …
القي أنس أوراقه وقال:
-انا متأكد انكم انتوا الاتنين بتخدعوني …يالا اعترفوا عملتوا ايه ؟!!
ارتدي أنس قناع رجل الأعمال الذكي وهو ينظر إليهما وهما بدا.كمذنبين …ارتبكت ملك وقالت بتلعثم:
-م…معملناش حاجة …يا بابا …أنت بتشك.فينا ..
-وانا امتي وثقت فيكم …أنا شعري شاب بسبب عمايلكم أنتوا الاتنين …انطقوا عملتوا ايه ….
اخذ يعبث في ورقته حتي اخذ ورقة الشايب ونظر إليها من الخلف لتتسع عينيه وهو يجد بها علامة صغيرة باللون الأسود ….
-بتخدعوني!!!
قالها أنس وهو ما يزال.ينظر الي الورقة بصدمة …ابتلعت ملك ريقها وخلسة نهضت دون ان ينتبه لها احد وركضت من امامهما…
نظر انس الي ملك التي علي الفور اصبحت اعلي الدرج وما زالت تركض حتي وصلت لغرفتها …
-باعتني في ثانية !!!
قالتها مرام ثم نظرت الي أنس بتوتر ونهضت ثم.كادت ان تركض الا انها صرخت بقوة عندما جذبها أنس اليه ثم حملها علي ظهره …
-أنس…انس ..
قالتها بتوتر ليرد هو :
-انا هوريكي ازاي تخدعيني …
ثم صعد بها الدرج ماشيا جهة غرفة ملك …فتح الباب ليجد ملك نائمة بجوار شقيقتها الصغيرة ملاك …بالتأكيد كانت تدعي النوم ولكن انس لم يكن يريد ايقاظ صغيرته ملاك لذلك قرر ان يؤجل عقابها للغد…الآن يجب أن يتفرغ لتلك التي يحملها علي كتفه …
-أنس…انس ملاك نايمة خليني نمشي…
همست مرام وهي فوق كتفه ليغلق أنس الباب ويقول:
-عندك.حق خليني اعاقبك انتِ الأول…
ثم اتجه بها الي الغرفة وسط ابتسامتها المرحة…
أخيرا وحدهما في الغرفة …انزلها ثم ربع ذراعيه وقال:
-اعمل فيكي ايه ؟!
ابتسمت بإغراء ثم وضعت ذراعيها حول رقبته وقالت:
-متقدرش تعاقبني انتِ بتحبني …
-لا والله ؟!
قالها وهو يضيق عينيه لتهز رأسها بثقة…ابعد ذراعيها وقال:
-يالا يا مرام بلانك لمدة تلات دقايق…
رمشت هي بصدمة ليردد هو :
-يالا ده هيكون عقابك …
-متهزرش يا أنس…تلات دقايق ايه ؟!أنا آخر مرة عملته وكان دقيقة فضلت اليوم كله متلقحة علي السرير …اتقي الله …
تنهد وقال:
-طيب خلاص عشان أنا راجل طيب اعملي بلانك لمدة دقيقة …ومش هتنازل….
-طيب خليها تلات ثواني وحيات عيالك .
-مستحيل يا قلبي ..
قالها وهو يهز رأسه بقوة ثم اكمل :
-يالا يا روحي اعم…
ولكنها قاطعته وهي تلتصق به وتقبله !
لقد خدعته مجددا …فكر أنس بيأس بينما يحاوط خصرها ويجذبها اليه اكثر متقبلا هجومها عليه …
ابتعد قليلا وهو يضع جبينه علي جبينها ويقول مبتسما :
-بتعرفي تخدعيني دايما…
-عندك مانع ؟!
قالتها وهي تتلمس وجهه برقة ليهز رأسه ويقول:
-لا يا مرامي معنديش أي مانع استغليني زي ما انتِ عايزة …
-بحبك ♥️
قالتها ليرد هو قبل ان يغرقها بقبلاته :
-وانا كمان♥️…
وسعادة أنس كانت دوما مرام …هي نقطة قوته وضعفه …
……….
كان ادم ومهرا يحملان التوأم يحاولان جعلهما يخلدان للنوم …حسناء قد اخذت نجمة لتنام معها بغرفتها حيث ان الصغيرة متعلقة بجدتها …كانت مهرا تهدهد الصغير كريم لتجعله ينام …حيث انها اطعمته جيدا ومن المفترض ان ينام لفترة طويلة….ادم أيضا كان يحمل توأمه علي ولكن علي الهادئ نام علي الفور…ادم لديه سحر مبهر عليه …
-نومت علي اهو…
همس آدم ثم اتجه الي السرير الصغير ووضع طفله عليه …
ثم اتجه لمهرا ليحمل كريم أيضا ويهدهده قليلا لكي ينام …استغلت مهرا تلك الفرصة وقررت ان تستحم …بسرعة اخذت قميصها الارجواني وروب من نفس اللون ثم خرجت من الغرفة متجهة الي الحمام …..
…..
بعد قليلا خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها الاشقر المبتل ثم ولجت للغرفة لتجد.ان صغيرها الاخر قد نام بينما ادم يجلس علي الفراش مغمضا عينيه….نظرت إليه بشفقة …حبيبها متعب للغاية …ظلت للحظات تتأمله وقلبها يخفق بقوة …تلك الخفقات.ملكه….حتي قلبها بأكملها له …هي كلها تنتمي إليه…اقتربت ببطء ثم وضعت كفيها الناعم علي كتفيه وقالت:
-تحت اعملك مساج يا حبيبي …
هز ادم رآسه وهو يستقيم علي الفراش بينما هي تتسلق الفراش من خلفه وتعجن كتفيه برفق …ليشعر بالاسترخاء علي الفور …وقد نسي.ضغط العمل تماما….فهو اصبح مشغول كثيرا الفترات الأخيرة بين الشركة التي اسندها انس له تقريبا والمؤسسة الخيرية….
انتهت مهرا أخيرا ثم استدارت وهي تجلس علي ساقيه وقالت:
-حاسس أنك مرتاح دلوقتي …
هز راسه مهمهما بينما يدفن رأسه في عنقها قائلا:
-وحشتيني …
-وانت كمان يا حبيبي
نهضت فجأة وهي تجذبه لينهض ثم ضمته وقالت:
-ايه رايك تأخد إجازة من الشغل وتبقي معانا وقت أطول …بقيت توحشني اووي…
-حاضر يا بسبوسة ..
قالها وهو يقبل رأسها….
ثم دفعها للفراش ونام بجوارها و ضمها إليه وقال:
-يالا ننام …
مطت شفتيها بضيق وقالت:
-طيب غنيلي يالا …
-حاضر يا بسبوسة هغنيلك…
ثم جذبها من يدها ونهض قائلا :
-يالا نتجنن شوية …
ثم امسك كفها مستعدا لكي يرقصا …
ضحكت مهرا قائلة:
-مجنون فعلا…
-مجنون بيكي…
ثم بدأ يتحرك وهو يغني
-ساموراي رحال وقالوا لي محال
دي الدنيا في حال وحبيبتي في حال
عندها جناحات هامسكها تطير
غاوية الترحال وأنا نفسي طويل
جمالها رهيب، ولما تغيب
تسونامي رعد وبرق وجو بيبقى غريب
بس أنا مش خايف، أنا ساموراي
بدل السيف أنا بعزف ناي
راكب أوبر، من طوكيو وجاي
ترفضني إزاي وأنا الساموراي
بدأ بجعلها تدور حول نفسها وهو يغني هذا المقطع
وهفضل ألف، ألف، ألف
وراكي هلف، هلف، هلف
والدنيا تاخذني تلف، تلف
لحد ما شيب أو عقلي يخف
وهفضل ألف، ألف، ألف
وراكي هلف، هلف، هلف
مهما الدنيا تاخذني هلف
أنا مجنون مش عايز أخف
هفضل رحال ما أعرفش محال
وراكي لو حتى في آخر الدنيا في وسط جبال
في الأصل محارب، بس بغني
ويمكن صوتي يوصل لك أسرع مني
والسكة تهون ويكون ما يكون
لو مئة فيضان أنا هعرف أعدي أجي لك عوم
بس أنا مش خايف، أنا ساموراي
بدل السيف أنا بعزف ناي
راكب أوبر، من طوكيو وجاي
ترفضني إزاي وأنا الساموراي
وهفضل ألف، ألف، ألف
وراكي هلف، هلف، هلف
وهفضل ألف، ألف، ألف
وراكي هلف، هلف، هلف
مهما الدنيا تاخذني هلف
أنا مجنون مش عايز أخف…
-انا مجنون.بيكي ومش عايز أخف♥️
قالها وهو يتوقف عن الرقص لترتفع هي علي قدميها وتقبله علي وجنته وتقول :
-وانا كمان مجنونة بيك ومش عايزة اخف ♥️ .
ابتسم آدم وهو يجذبها إليه ويقبلها …حبهما دوما مختلف …مختلف عن الجميع…فآدم بالنسبة لمهرا هو الحياة ومهرا بالنسبة له الآمل…الآمل ليكون سعيدا وهما …هما ينتميان لبعضهما بجسدهما وقلبهما وروحيهما وهكذا انتهت اجمل قصة لأفضل ثناىي…أو قد تكون البداية ♥️
تمت…
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية عروس رغما عنها ) اسم الرواية