رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية اولاد الجبالي الجزء (2) الفصل الواحد و العشرون 21
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
وتسألني .. أتعشقني
تخيل .. إنها تسألْ
بربك كيف أسمعها
ألا من نفسها تخجلْ
ألم تقرأ بأشعاري
بأني قتيلها الأولْ
وأني دون عينيها
ضياع ضائع أعزلْ
ألم تلمح بكف الشمس
مكتوباً لها مرسلْ
ألم تلمح بعرض البحر
ديواناً بها منزلْ!
…………
مسالم مطالعا قمر والدموع فى عينيه …أفتحى عينيكى يا قمرى وشوفى مسالم اللى مستعد يبيع الدنيا كلاتها عشان نظرة حب من عينيكى ..
لتفتح قمر عينيها وتراه أمامها لتهمس متألمة من جرحها …..مساااااالم .
فجحظت عين مسالم من فرحته أنها عادت لوعيها بل وتردد اسمه أيضا فحدثها بفرحة …عيون وجلب مسالم يا قمرى .
قمر بخفوت …انت إهنه جصادى صوح ولا انا بتوهم ؟
وانا يعنى لسه عايشة بعد اللى حوصل ولا انا موت وفى دنيا تانية ؟
ابتسم مسالم ..بعد الشر عليكى يا ست الستات ، أنتِ عايشة وانا جدامك أهو ، ويلا شدى حيلك عشان تجومى بالسلامة .
قمر بغصة مريرة ..هتتمجلس عليه يا مسالم ، انا ست الستات بردك ، ده انا عرة الستات جول .
ولا كمان عتدعيلى أجوم بالسلامة يكش يعنى هروح بيتنا مش هرجع السچن تانى .
مسالم بعشق ….كيف تجولى على نفسك إكده يا قمر !!
أنتِ فى عيونى انا ست الستات وده مش هيتغير ابدا وانا خابر انك لما ربنا يأذن وتخرچى من إهنه عتكونى واحدة تانية خالص ، الكل هيشهد بأخلاقها وروحها الحلوة .
فتنهدت قمر …ياريت بس هما يدونى فرصة ، ثم بكت مرددة ..انا مش وحشة إكده زى ما هما شايفنى ، انا لسه جوايا خير بس النفس الأمارة بالسوء واللى ضحك عليا منه لله .
مسالم ..خابر يا بنت الناس ، المهم متفكريش فى حاچة إلا صحتك وبس وبعد إكده كله مقدور عليه .
وهو اه أتحكم عليكى بسنتين بس الايام بتعدى بسرعة جوى ومش بعيد تخرجى جبليهم بحسن سير وسلوك .
قمر بيأس …ولا مطلعش بدرى يعنى ، هيحصل ايه ، أدينى جاعدة.
مسالم ..لا أطلعى عشان الناس اللى عتحبك ومستنياكى ..
فضحكت قمر ..بردك عتجول إكده ، هما فين دول ؟
ده حتى أبوى مشفتهوش ولا سئل عليه وأكيد أتبرى منى ومن عمايلى وعنديه حق .
مسالم ..معلش أعذريه كلام الناس واعر ، وبصى جدامك عتلاجى اللى عيحبك من زمان جوى كمان ومستنى إشارة منيكى بس ..
اخفضت قمر عينيها خجلا مرددة …عتكلم جد يا مسالم عتحبنى صوح ولا عشان صعبانة عليك بس عشان حالى .
مسالم …وكتاب الله المجيد أحبك يا قمرى .
قمر ..عتحبنى وانت خابر كل اللى انا عملته كيف ده ؟
مسالم ..متسئلنيش كيف يا قمر ، العشق سهم بيصيب القلب من غير سبب وملوش دوا غير رؤية المحبوب اللى مهما عمل بيسامح عشان جلبه بيحبه .
فبكت قمر مردفة بنحيب ….ياريتنى كنت جابلتك من زمان يا مسالم ، يمكن مكنش حصلى كل ده .
مسالم …كل شىء بمعاد يا قمر وعايزك تنسى كل اللى فات واحنا ولاد النهاردة .
ثم صمت ثوانى وتحدث بحرج …تچوزينى يا قمرى .
قمر بدموع الفرحة …ده انا أعيش خدمتك العمر كله يا مسالم .
مسالم …خلاص يا بنت الناس اعتبرى نفسك من اليوم مخطوبالى وعستنى اليوم اللى تخرجى فيه بفارغ الصبر عشان نچوز .
قمر …ياااه ، انا مش مصدقة حالى ، انت نعمة من ربنا عليه يا مسالم .
………
تحدث براء إلى والدته فى أمر سفره إلى القاهرة ، فبكت .
زهيرة …كيف ده يا ولدى ، ده انت عمرك ما غبت عن عينى لحظة ، كيف إكده تاخد جلبى وتمشى.
فقبل براء يدها مردفا بحب …غصب عنى والله يا ست الكل ، ده أمر من الباشا الكبير وشغل مقدرش أرفضه للأسف ، بس وعد كل يوم لازم أكلمك وأطمن عليكى وكل ما اقدر أنزل عشان أطل عليكى مش هتأخر طبعا ياما أنتِ خابرة غلوتك عندى .
زهيرة …ربى يحفظك يا ابن بطنى ويعليك كمان وكمان .
وأجول ايه يا ولدى ، توكل على الله وروح وانا ليا رب كريم يصبرنى على بعادك .
وهتاخد مرتك معاك ؟
براء …مكنتش رايد عشان الشغل كتير وههملها لوحدها فى مكان متعرفش فيه حد ، بس هى مصممة ودماغها ناشفة .
فابتسمت زهيرة …عتحبك يا ولدى ، خدها وخلى بالك منيها زين ، لان مش هتلاقى كيف زاد واصل وربنا يفرحنى يعوضكم عن قريب بإذن الله.
براء …يارب يا أمى .
ودلوك استأذنك أروح أحضر حالى ، عشان نتوكل على الله بالليل .
زهيرة …لا باليل عاد لا يا ولدى النهار له عنيه ، خليك بعد الفجرية يكون الچو حلو والنور بدء يشقشق .
فابتسم براء لتلك الحنونة أمه وقبل يدها التى مازلت للآن تخشى عليه كأنه طفل صغير .
براء …حاضر ياما هروح أبلغ محمود عشان هينزل معانا .
زهيرة…كويس جوى ، محمود ابن حلال وربنا يجمعه بنهلة بنت حلال بردك وتصونه .
………..
وقفت نهلة فى ذهول وهى تودع محمود الذى أكد لها إنه يحبها ولن يتخلى عنها مهما حدث بل سيجعل منها سيدة مجتمع ليس من أجل نفسه فهو يحبها على ما هى عليه بطبيعتها وروحها الجميلة ولكن من أجلها هى حتى لا تشعر بالنقص أمام أحد .
فكانت فى قمة الفرح والسعادة وحمدت الله أنه عوضها عن كل ما تعرضت له .
فودعها محمود بعين محبة لا تريد الفراق ولكن على وعد باللقاء مرة أخرى .
نهلة …لا اله الا الله .
محمود …محمد رسول الله .
ثم أخرج هاتفه الشخصى وأخرج منه الذاكرة الخاصة به مردفا…بصى ده تليفونى خليه معاكى وانا معايا واحد تانى خاص بشغلى وهشترى واحد تانى خاص بيا .
هتصل بيكى بيه كل يوم عشان أسمع صوتك وأطمن عليكى .
ولو فى يوم متصلتش تعرفى إنى مشغول فى مأمورية فمتقلقيش .
نهلة …ربى يسلمك من كل سوء يا بيه .
تغيرت تعبيرات محمود للغضب مردفا ..ايه بيه دى نهلة ، مش عايز أسمعها منك تانى.
انا أسمى محمود بس فاهمة وكلها أربع شهور وتكونى مراتى .
فى واحدة تقول لجوزها يا بيه .
انا أسمى محمود أسمى ايه .
اخفضت نهلة رأسها بخجل مردفة ….شوية شوية عليه عقبال ما اتعود بس ، متأخذنيش يا بيه .
فضرب محمود كفا بكف مرددا …بردو بتقولى يا بيه .
يا بنتى أسمى محمود ، محمود .
نهلة ….الله اسمك حلو اوى يا بيه .
محمود بإنفعال …لا أنتِ شكلك هتجنينى .
انا ماشى قبل ما يحصل فى دماغى حاجة ، ثم غمزها ضاحكا …وخصوصا إنى راجل داخل على چواز ومحتاج أكون بكل قدراتى العقلية والجسدية .
فابتسمت نهلة بخجل مرددة…إلهى تنستر يا بيه .
فشخصت عين محمود وفتح فمه واستدار ليرحل محدثا نفسه ….لا كده كتير ، بس اعمل ايه بحبها بحبها المجنونة دى ، قال بيه قال .
فابتسمت نهلة ثم ركضت كالإطفال تضم هاتفه إلى صدرها تحضنه بحب ، ثم ولجت للداخل وجلست على فراشها تنظر إلى الهاتف فى دهشة وكأنها غير مصدقة إنه كان معها وأنه بالفعل يعشقها وسيتزوجها حقا قريبا .
………
مرت عدة أيام
أستقر فيها براء فى القاهرة لمتابعة عمله فى جهاز مكافحة المخدرات.
كما أظهر براعته فى تلك الأيام مع محمود فى التخطيط للكشف عن عدة عمليات متفرقة لصغار التجار ممن يمارسون ذلك العمل فى الحوارى المشهورة بذلك .
ليعود فى آخر اليوم إلى منزله ، فتستقبله زاد بوجه بشوش وتحتضنه بحب .
زاد …حمدلله على السلامة يا براء .
فيقبلها براء ثم يردد …الله يسلمك يا جلب براء .
كيف يومك النهاردة ، انا خابر أكيد بتزهقى من الجعدة لحالك .
زاد بعد أن أطالت النظر الى عينيه بعشق …انا أبدا مزهقش طول ما انت جاعد فى جلبى ومتربع إكده ونفسك معايا ، أحس بيه حتى لو لحالى فى الشقة .
ابتسم براء ورفع يدها إلى فمه ليقبلها …سيدى سيدى ، ايه الكلام الحلو ده كله ، انا شكلى إكده هتعود وعيبجا إدمان وعتعود على الدلع وأنتِ حرة بجا .
فضحكت زاد …اتعود يا جلبى وانا ليا غيرك عشان أدلعه وأهتم بيه .
ويلا أدخل غير هدومك عاد ، اكون سخنت الوكل .
وعندما التفتت للتتجه إلى المطبخ وجدت من يحاوطها من خلفها ويحضتنها بقوة ثم قبلها بنعومة فى وجنتيها وهمس …تعالى بس جوا مش وقته وكل دلوك ، الوكل مش هيطير ، لكن الشوق هو اللى ميصبرش عليه يا زادى .
فضحكت زاد بصوت عالى .
فصاح براء …لا أكده متلوميش غير نفسك ، عشان هتجنينى بيكى يا جلبى .
ليحملها بعد ذلك بين يديه ، فتشهق زاد ثم تحاول المقاومة وتضرب بقدميها فى الهواء مرددة …نزلنى نزلنى .
براء بضحك …والله لو عملتى ايه مش هنزلك غير على السرير .
زاد …اه يا جليل الرباية .
براء ..اعمل ايه مهو اللى يشوفك بينسى نفسه .
لياخذها بعد ذلك إلى عالمهم الخاص ، وسعادتهم التى دائما تدعو الله فى سجودها ألا تنتهى وان يحفظه الله لها .
طالعها بعد ذلك براء بحب وقبل رأسها ثم وجدته يغمض عينيه ويذهب فى نوم عميق بعد يوما شاق من العمل .
فتعجبت زاد ولمسته بحنو مرددة …….براء ، براء ، انت نمت إكده على طول ، طيب استنى تتعشى ، عتنام أكده على لحم بطنك !
براء بنعاس …معلش هملينى إكده ساعة بس عشان مش جادر .
ثم عاد إلى النوم مرة أخرى .
لتمرر يدها على وجه بلطف مرددة …اه يا جلبى لو تعرف جد ايه انا بحبك وقضيت سنين طويلة فى حبك واستنيت اليوم ده جد ايه .
بس الحمد لله ربنا رضانى بيك فى الأخر ، وربنا يديمك نعمة فى حياتى .
ثم انسحبت من جانبه ببطىء إلى المرحاض حتى تتهيىء لصلاة القيام ، لتتركه ينعم ببعض الراحة قبل أن توقظه للطعام .
…….
جلست ملك مع زهيرة ، فربتت على ظهرها بحنو …حبيبة جلبى مرت الغالى باسم .
عاملة ايه يا بتى معاه ، يارب تكونى زينة إكده ؟
ابتسمت ملك بسعادة …الحمد لله ياما ، باسم ده حياتى كلها وسبب سعادتى ، ربنا لا يحرمنى منيه ولا منك يا ست الكل .
زهيرة …الله يسعدكم يا بتى ويرزقكم الذرية الصالحة.
ثم استأذنت بانة للدخول ،فأذنت لها زهيرة .
فاتحدثت بمرح …سيدى يا سيدى ، ملك إهنه ، وهتتسامرى معاها ياما ، عشان إكده نسيتى بتك الحيلة وخدتك منى أم لسان حلو دى كيف زاد .
زهيرة…بجا إكده يا أم جعمز ، تعالى يا بت فى حضن امك وجوليلى عاملة ايه فى الحمل ؟
فضحكت بانة ….جعمز ايه ياما ، جولى يا أم غيث .
زهيرة بتعجب …غيث إيه ده بتى ، أجولك سميه هريدى .
فضحكت ملك …ياما معدتش حد عيسمى الأسماء دى خلاص .
بانة …جوللها يا جمر أنتِ ، وتعالى إجعدى إكده جصادى عشان أطلعلك والمواد يطلع شبهك .
أبتسمت ملك بنعومة …الله يجومك بالسلامة يا بانة ، انتِ أحلى والله .
بانة …الله يحلى أيامك يا جمرى.
والله يا ملك جعدتك حلوة جوى وميتشبعش منيها.
سبحان الله فرق كبير بينك وبين عزة ، أنتِ حلوة إكده وهتودينا وتكلمى معانا ، لكن عزة كانت ديما منعزلة فى أوضتها ولو حد لمحها عتحط وشها فى الأرض ولا تعبرنا .
فتغير لون ملك لذكر عزة بعد أن شعرت بالغيرة ، فلاحظت زهيرة ذلك فقالت …يا بانة ، كل واحد وطبعه .
ثم حاولت تغيير مجرى الحديث ..وجوليلى بجا يعنى خلاص الدكتور جال صبى عشان إكده قررتى تسميه غيث .
بانة بفرح …اه ياما ،لسه كاشفة عشية وجال ولد الحمد لله .
بس تصورى جابر طلع غريب جوى وبدل ما يفرح أنه طلع ولد ، يجولى يا سلام لو كانت بنت وتطلع حلوة زيك أكده .
وخيركم من بكر بالأنثى .
فابتسمت زهيرة …الله يعزه جابر ، عيفكرنى بأبوكى الله يرحمه ، كان حنين كيفه إكده وكان فرحان بيكى جوى وعيدلعك.
فلمعت عين بانة بالدموع …الله يرحمه ياما .
………
أما عزة فقد ولج بسطويسى ومعه رجل طاعن فى السن .
ثم قام بالنداء على والدة عزة ….يا أم عزة ، معايا ضيف .
خلى عزة تعمل الشاى وتچيبه عاد للضيف .
ولكن والدتها آثرت أن تقوم هى بعمله وتترك أبنتها فى حزنها الذى لا ينتهى .
وعندما وجد بسطويسى أن زوجته هى من دلفت بالشاى ،فقام غاضبا بقوله …مش جولت عزة اللى تدخل بيه .
فدخل الشك قلب زوجته …هو فيه ايه يا راجل ، مش المهم الشاى يچى وخلاص .
بسطويسى بإنفعال …يا ام مخ زنخ …عشان اللى معاى ده عريس رايد يشوفها ولو عچبته هياخدها إكده بشنطة هدومها أول ما تجفل العدة .
فضربت على صدرها مرددة…..أنت أتچنتت يا راجل عايز تچوز بتك الدكتورة لواحد أكبر منيك كمان ورجله والقبر.
بسطويسى بإنفعال …أخرسى خالص ، وهو فيه حد حدانا عيقبل يچوز واحدة مطلقة حتى لو كانت دكتورة .
لا أحمدى ربنا أن لجيت واحد زى ده وكمان مبسوط وهيعشها مرتاحة أحسن من ابن الجبالى كمان .
وروحى يلا خليها تاچى عشان يشوفها ونتفق على المهر .
والدة عزة ….جامت جيمتك يا راچل ، يستحيل أچوزها للراچل ده وأميل بختها تانى ، كفاية اللى حوصل .
فدفعها بسطويسى بقوة ثم خطى خطواته منفعلا نحو غرفة عزة مرددا …..اكده ، طيب انا عچبها غصبا عنيها ، وابجى توجفى جصادى إكده يا چاموسة أنتِ وشوفى هعمل فيكى ايه .
ثم دفع بسطويسى الباب على إبنته وكانت نائمة فاستيقظت مفزوعة ….ابوى ، حوصل إيه ؟
بسطويسى بغلظة …مفيش يا ست الدكتورة هانم يا اللى نايمة للعصر ، اه ما أنتِ وكله شارية نايمة ،موركيش حاچة ، وعمالة تكلى فى لحم الحى ومعندكيش ذرة دم .
وانا خلاص فاض بيه وعشان إكده چبت ليكى عريس جاعد برا اهو ، جومى فزى يلا طسى وشك بشوية مية عاد وتعالى عشان يشوفك .
ففزعت عزة وتسارعت نبضات قلبها…..عريس ،لاااا يا بوى ابوس يدك ، هو انا لحقت ده انا لسه حتى مكملتش عدتى .
وحتى حرام كمان حد يكلم على وانا فى العدة يا بوى .
بسطويسى …حرام ولا حلال مليش فيه .
المهم تطلعى الراچل يشوفك عشان يطمن .
عزة بنفى …لا مش طالعة وخليه يمشى عاد وإذ كان على أكلى وشربى انا عجدم أشتغل فى اى مستوصف إهنه وهصرف على نفسى ، متشلش همى عاد يا بوى ، الله يخليك .
بسطويسى …ابقى أشتغلى ماشى بس بردك لزمن تطلعى للعريس عشان أديته كلمة .
عزة بتأكيد ..لا لا مش طالعة يا بوى .
فانفعل بسطويسى وتلون وجه بحمرة الغضب وأقترب منها ليضربها بكل قوته فى أنحاء جسدها .
وعزة تصرخ بين يديه مرددة …حرام عليك يا بوى .
بسطويسى …حرمت عليكى عشتك يا بت ، هى حصلت أجولك حاجة ومتسمعيش كلامى ، ده انا هموتك .
وعندما جاءت والدتها لتخلصها من تحت يديه مرددة …حرام عليك يا راجل منك ، هتموتها فى يدك .
ولكن بسطويسى تملك الغضب منه ، فدفع زوجته واستكمل ضرب فى عزة حتى سالت الدماء من شفتيها وازرق وجها .
ثم فجأة سقطت مغشى عليها .
فصرخت والدتها بصوت عالى بتى ، وعندما سمع العريس الصراخ فر هاربا .
ثم اجتمع على صراخها الجيران ، فارتبك بسطويسى من تجمعهم وفر هاربا هو أيضا .
لتسئلها الجارة ام محمد .عندما رأتها على هذا النحو …..يا مصيبتى مالها الدكتورة يا أم عزة ؟
فارتبكت مرددة…وهى جايمة اتخبطت فى دماغها وجعت يا حبة جلبى.
ام محمد …يا كبدى يا بتى ، ثم أشارت لجارة أخرى بقولها …أمسكيها معايا يا بتى نوديها المستوصف ونطمن عليها .
فحملوها الجارتين حتى صعدوا بها لسيارة زوج الأولى وذهبوا بها إلى المستشفى ووالدتها لم تكف عن البكاء على حالها وتحدث نفسها …عينى عليكى يا حبة عينى ، يعنى ولا أب حنين ولا چوز راعكى ، حسبى الله ونعم الوكيل .
ثم دخلوا بها سريعا الى حجرة الكشف ، وصادف هذا وجود باسم .
وكان يقف بظهره وعندما التفت ليرى من ولج مردفا ..خير ان شاء ، وقف لسانه إثر رؤية عزة على سرير الكشف ولا يكاد يرى ملامحها من كثرة ما أصابها من كدمات نتيجة الضرب المبرح من أبيها ..
ثم تحرر من قيود عنقه فقال ….عزة ، معقول ده !
لينظر إلى والدتها مردفا بحزن …مالها يا خالة ، حوصل إيه ؟
طالعته والدتها بنظرة عتاب مطولة كأنها تقول …اللى حوصل ده من تحت راسك يا دكتور .
ذنبها فى رجبتك ، عشان تطلقها وترميها إكده .
ولكنها ابتلعت كلماتها تلك مردفة …اتخبطت ووجعت على نفوخها يا دكتور .
شوفها بالله عليك وطمنى عليها دى مهما كان كانت مرتك .
باسم بإندهاش…..وجعت كيف ؟
دى مش وجعة أبدا بالمنظر ده .
ثم التفت لها والحزن يملىء قلبه من أجلها ، ليحاول إفاقتها ثم محاولة تتطيب تلك الكدمات ولكنها عندما أفاقت أخذت تتألم بصوت عالى وتمسك بذراعها وتهمس …حرام عليك يا بوى ، حرام عليك ، انا مش هچوز حد ، مش هچوز .
ليعتصر قلب باسم ويحاول الكشف عن ذراعها ليجده متورم ومتشح باللون الأزرق فصعق بقوله …ده دراعها مكسور كمان يا خالة .
جولى حوصل إيه بالظبط ،يأما هبلغ الشرطة .
والدة عزة …لا يا ابنى لا أرچوك ، ده كان يجتلنا لما يطلع .
باسم بصدمة ..مين ده ؟
والدة عزة …ابوها اللى منه لله يا ابنى ، عدمها العافية عشان مش عايزة تطلع للعريس ، عايز يچوزها غصب عنها عشان يخلص منيها ويوفر أكلها وشربها البخيل الرمة منه لله ..
فأغمض باسم عينيه متألما محدثا نفسه …الدنيا چت عليكى بزيادة يا عزة ، حتى انا مرحمتش دموعك .
ااااااه يا وجع الجلب.
………
بينما براء فى أحد المولات يطالع المحلات من أجل أن يشترى شىء مميز من أجل زاد ليدخل على قلبها الفرحة كما تفعل معه .
كانت هناك فتاة فى العشرينات جميلة الوجه وناصعة البياض ،وشعرها الأسود كاليل ينسدل على ظهرها ، تحمل فى يديها عدة أكياس لما ابتاعته من أحد المحلات ثم خرجت لا تنظر أمامها ولكن تنظر داخل أحد الاكياس لتتأكد من وجود شىء ما .
وبينما هى تخطو بقدميها للخارج ولا تنظر أمامها ، إصطدمت ببراء الذى كان يستعد لدخول المحل ، فسقط منها ذلك الكيس الذى كانت تنظر به وكان يحتوى على بعض الإكسسوارات.
فاستمعت إلى صوت رجولى…مش تحاسبى يا أنسة .
فرفعت عينيها مرام بحرج متأسفة بقولها … آسفة جدا مخدتش بالى .
فأطال براء النظر لعينيها التى كانت بلون البندق وحدث نفسه …ايه جمال العيون دى ، ثم أشاح نظره مستغفرا …استغفر الله .
ليحدثها بقوله ..خلاص مفيش حاجة .
ومعلش على الحچات اللى وجعت منيكى دى .
فابتسمت ..منيكى .
براء ..مش عچبك كلامى انا من الصعيد .
مرام …واو انا بحب الصعايدة اوى ، أجدع ناس ، اتشرفنا يا .
براء …إسمى براء .
مرام …وانا مرام .
ثم إنحنى براء …ليلتقط ما سقط منها ويضعه فى الكيس .
فشكرته مرام …ميرسى كلك ذوق وبعتذر للمرة التانية .
براء …لا جولت مفيش حاجة .
مرام …طيب استأذن انا ، بعد اذنك .
براء ..اتفضلى .
ولكنها عندما غادرت ، وجد براء فى الأرض حلق سقط منها فأخذه براء وعندما إستدار ليعطيها إياه ، لم يجدها .
فتسائل …..وبعدين ، أعمل ايه انا فى الحلق ده ، ده شكله غالى جوى .
خلاص هدخل واسئل الآنسة اللى جوه عليها يمكن تعرفها .
وبالفعل ولج داخل المحل وبالسؤال عليها .
الفتاة …ايوه يا فندم ، دى الآنسة مرام الدمنهورى ، زبونة المحل وبتيجى ديما هنا مرتين فى الأسبوع النهاردة السبت ويوم كمان التلات بتيجى .
براء …تمام شكرا ليكى .
ثم حدث نفسه …خلاص أجلها وأمرى لله التلات واديها الحلق بتاعها ، ثم قام بوضعه داخل سترته .
فما سيحدث بعد ذالك ؟
يا براء يا خلبوص لسه ليك عين تبص لحد تانى ، يا راجل ؟
وللحكاية بقية.
نختم بدعاء جميل ❤️
(اللَّهمَّ اهدِنا فيمن هديت، وعافِنا فيمن عافيتَ، وتولَّنا فيمن تولَّيتَ، وبارِك لنا فيما أعطيتَ، وقنا شرَّ ما قضيتَ، إنَّكَ تقضي ولا يقضى عليْكَ، وإنَّهُ لا يذلُّ من واليتَ، ولا يعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليتَ)
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية