Ads by Google X

رواية اولاد الجبالي الجزء (2) الفصل الثالث و العشرون 23 - بقلم شيماء سعيد

الصفحة الرئيسية

  رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات 


رواية اولاد الجبالي الجزء (2) الفصل الثالث و العشرون 23

 
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
إن ضاقت بك النفس عما بك، ومزق الشك قلبك واستبد بك، فكن موقناً بأن هنالك باب يفيض رحمة ونوراً وهدى ورحاب.. باب إليه قلوب الخلق تنطلق فعند ربك باب ليس ينغلق .
…………..
اتخذ باسم قرار زواجه من عزة على عجلة من أمره دون أدنى تفكير فى تأثير ذلك على علاقته بزوجته ملك وايضا عزة التى أصبحت بالفعل الآن زوجته على سنة الله ورسوله ولها أيضا حقوق عليه يجب أن يوفيها . بل والأدهى من ذلك رجوعها للقصر مرة أخرى.
ولكنه قبل العودة للقصر قرر أن يصارحها بما يدور فى خاطره .
” عزة عايز أجولك حاچة واتمنى إنك تتقبليها بصدر رحب ، انا بحب مرتى ملك لكن انا أتچوزتك عشان …..
فأصابت كلمته تلك قلب عزة فقتلته حزنا ولكن حبها له كان شفيعا له عندها .
لذا أسرعت عزة بوضع يدها على فمه مردفة بإنكسار …..خابرة من غير ما تجول يا دكتور ، وده عشان انت شهم وابن ناس وعشان إكده ….
ثم صمتت للحظة وتابعت بحرج ….حبيتك يا باسم ، وانت مش متصور كيف انا فرحانة جوى عشان رجعتنى يعنى إكده هجدر أشوفك تانى على طول وأملى عينى منك وأحس إني مطمنة طول ما انت چمبى .
وعشان كمان تكون مطمن عاد وتريحك مرتك اللى أكيد هتصدم لما تعرف .
انا متنازلة عن حقوقى كزوجة ومسمحاك ويكفينى بس أطلعلك بس ، ده فى حد ذاته راحة لجلبى .
فطالعها باسم بإندهاش محدثا نفسه … إيه جلبك ده يا عزة ، معقول كده !
ترضى تعيشى حياتك مع واحد من غير ما تاخدى حقوقك منه لمجرد انك عتحبيه بس !
تعبتينى أوى يا عزة وإظاهر إنى جلبى إكده عمره ماهيرتاح .
بس بلى اللى عتمليه مكانتك عتزيد عنى يوم بعد يوم .
ثم تنهد بحرارة مردفا …طيب يلا نتوكل على الله عشان ترتاحى شوى .
فابتسمت عزة ببراءة كالأطفال ، ورقص قلبها الحزين حين إستمتعت بأنفاسه وهو بجوراها ويكفيها من الدنيا لحظات إهتمامه بها .
وبالفعل عادت إلى البيت معه ، ليقوم باسم بالنداء على ام جليلة بقوله …يا خالة ام جليلة .
فأسرعت إليه بقولها …أؤمرنى يا دكتور ؟
باسم …الأمر لله يا خالة .
ثم طالعت جليلة عزة بإندهاش وحدثت نفسها …غريبة ايه رچعها تانى إهنه ، طيب وست ملك ، ربنا يستر دى عتكون شكلها مطحنة بنتهم ، بس وانا مالى خلينى لحالى .
بس ملها شكلها مخرشم إكده !.
جليلة …حمد لله على السلامه يا ست عزة ، وألف سلامة عليكى مالك عاد ؟
عزة بحرج ..الله يسلمك يا خالة .
باسم ..تعبانة بس شوى وعايزك تعمللها شوربة خضار وتسلجى فرخة وتطلعيهم فى الجناح الفاضى اللى فوق جمب جناح بانة .
جليلة … حاضر عيونى يا دكتور .
وعند لحظة نداء باسم لجليلة فى بادىء الأمر ، خرجت ملك وعلى وجهها ابتسامة مشرقة لسماع صوته لكى تستقبله وايضا زهير خرجت من غرفتها ووقفت بجانب ملك .
لتعلو الصدمة على وجوههم عندما سمعوا حواره وعزة بجانبه .
لتصيب فى الحال ملك رجفة فى جسدها وتهمس ….عزة تانى .
ثم لم تشعر بنفسها الا وقد سقطت بجانب زهيرة مغشى عليها ..
فصرخت زهيرة…ملك .
فانقبض قلب باسم ورفع نظره لأعلى ، ليطالع والدته التى رمقته بنظرة لوم وعتاب .
فقام مرة أخرى باسم سريعا بالنداء على ام جليلة .
باسم …معلش ساعدى عزة تطلع لأوضتها ، ثم تركها وأسرع هو إلى ملك .
لتنهمر دمعة ساخنة على وجه عزة مرددة …الجلب وما يريد .
بس أجول إيه ، ربى يهونها عليه .
لتساعدها ام جليلة على الصعود .
أما باسم حين وصوله إلى ملك إنحنى ليحملها بين يديه وضمها لصدره ولسان حاله يقول … آسف ، آسف يا جلب باسم بس غصب عنى صدقينى .
ثم ذهب إلى غرفتهم ، ليضعها على الفراش برفق وتبعته والدته ولكنها وقفت بجانب الباب ، تنتظر أن تتطمئن عليها .
ليسرع باسم لإحضار العطر فنثره على أنفها ، فاستعادت وعيها ، فراته أمامه ، فرمقته أيضا بنظرة لوم مرددة …انت أتچوزت عزة يا باسم تانى ، ولا چيبها ضيفة بس عشان تمرضها إهنه .
حاول باسم ابتلاع الغصة التى فى حلقه ثم قال بتلعثم …ايوه يا ملك انا كتبت عليها بس .
فقاطعته ملك …بس ايه يا دكتور! .
وهنا انسحبت زهيرة وحدثت نفسها “,جبت لنفسك الهم يا ولدى ، اشرب بجا .
ثم عادت إلى غرفتها .
ملك بصوت خافت بسبب شهقاتها …يعنى كنت عتخدعنى وحبتها ومجدرتش على بعدها فاتجوزتها .
امال أتجوزتنى انا ليه ؟
شفقة أو عشان بس كنت وعدنى بالجواز .
بس انا مهستحملش ده يا باسم ، وعشان إكده بجولك يا ابن الجبالى طلقنى ، طلقنى ، انا مهستحملش أعيش معاك وانت فى جلبك وحدة تانية غيرى .
أتمت ملك كلماتها القاسية على قلب باسم وانتظرت منه رد .
ولكنها صُدمت عندما وجدت عزة قد ولجت إليها مستندة على جليلة حتى وقفت أمامها ثم انحنت إليها والدموع فى عينيها مرددة…
متظلميش باسم يا ملك .
ثم تنهدت بحرارة كادت تحرق روح باسم ، فهو الوحيد الذى يشعر بها .
” باسم عمره ما حب غيرك يا ملك ، وعمره ما حبنى رغم إنى أحبه أكتر من نفسى .
ومچوزنيش عشان اللى فى بالك ، لا أتجوزنى انا شفقة كيف ما كنتى بتجولى على نفسك .
بس أنتِ اللى غلطانة فى جولك ده عشان هو عيحبك جوى .
لكن أنا أتجوزنى عشان زى ما أنتِ شايفة جسمى مكسر ووشى أزرق من ضرب ابويا ليه عشان عايز يجوزنى غصب واحد أكبر منيه عشان يوفر لجمتى عنديه.
ويعالم لو كنت رجعت عنديه تانى كان ممكن أموت فى يده لو أصريت على الرفض ..
فعشان إكده أتجوزنى عشان يحمينى من أبوى الظالم المفترى..
بس متقلقيش جوزانا عيكون على الورق وبس .
وأنتِ بس اللى حبيبته ومرته .
ثم بكت عزة بمرارة وإشارات إلى جليلة : يلا رچعينى لاوضتى يا خالة .
فعادت عزة مع جليلة ، فوجدت جليلة تربت على ظهرها بحنو مرددة …ياه يا بتى ده أنتِ طلعتى جلبك أبيض وشايلة فيه كتير ، بس يسلم خشمك إنك راعيتى الست ملك وهى بردك طيبة جوى .
بس صراحة أنا هدعيلك ربنا يحبب فيكى الدكتور عشان ربنا يراضى قلبك الطيب ده .
عجولك على دعاء حلو جوى تجوليه عشان يحبك .
( وألقيت عليك محبة منى )
ابتسمت عزة ابتسامة حزينة …تسلميلى يا خالة .
طالع باسم تأثير حديث عزة على ملك التى كانت فى حالة صدمة ولكنها تأثرت بكلماتها وظهر ذلك على وجهها ولمعة عينيها ولم تستطع الرد عليها واكتفت بالصمت وعندما خرجت حدوثها باسم بقوله “”
..صدجتى بجا إنى عحبك أنتِ وبس يا ملك .
أخفضت ملك رأسها بحرج مرددة ..ايوه .
بس انت لازم تعذرنى لإنى عغير عليك جوى عشان عحبك جوى يا باسم .
ورغم إنى اتأثرت بكلامها
بس بردك وجودها معايا فى نفس المكان مش هيريحنى يا باسم .
باسم …معلش يا ملك ، أصبرى بس لغاية ما تشد حلها شوى وبعدين أجيب لها شقة .
لتأخذها الغيرة مرة أخرى ….لا تاخدلها شقة تانية عشان معرفش هتعملوا ايه من ورايا.
لا خليها إهنه عشان تكون تحت عينيا. .
فضحك باسم … أمرك يا ست ملك .
ثم شردت ملك فى قول عزة إنها تحب باسم .
فأشفقت عليها لأنها تعلم معنى الحب جيدا .
” كيف بس يا عزة عتشجيه وعتستحملى يكون ليا لحالى ، ايه جلبك وصبرك ده ”
ده انا مجدرش أعملها .
ثم عضت على شفتيها ..” وكمان خايفة أخذ ذنب إنى السبب فى أنه يمنع نفسه عنيها .
بس وانا مالى صوح ، لا مش هاخد ذنب طول ماهى اللى جالت أكده واختارت .
ايوه باسم زوجى لحالى وهى هعتبرها ضيفة وبس .
………
مرت بعض الأيام على براء وزاد وكل يوم يمر يشعر زاد أنها تبتعد عنه وأصبحت مزاجية متغيرة ولا يعلم السبب وراء ذلك واتعبه الحديث معها حتى يعلم سر تغيرها ولا يجد منها اى حديث مقنع لذا تجنبها هو الآخر .
بل وسبب تهربها منه فى الفراش إلى إنفعاله عليها بعصبية فى أى موقف بسيط يمر بينهم .
حيث ولج براء إلى شقتهم بعد يوم شاق من العمل .
فاستقبلته زاد بابتسامة باهتة ولم تسرع إليه .
فتحدث براء بضيق …لو سمحتى حضرى الوكل عشان جعان جوى .
زاد …حاضر عقبال ما تاخد حمامك أكون حضرته.
فانفعل براء …أنتِ لسه هتحضرى يا هانم ، بقولك جعان .
محضرتيش من بدرى ليه ، وراكى ايه .
لمعت عين زاد بالدموع لأنها لا تعرف فيما أخطئت ، فأسرعت من أمامه سريعا غاضبة .
فزفر براء …وبعدين بجا فى النكدية دى ، اللى كل ما كلمها تبكى ، هو انا ناجص فقر مش كفاية الشغل وأرفه .
وسيادة اللواء اللى فكرنى سوبر مان وعايز فى أقل من أسبوع أكون كشفت عن العقل المدبر لأخطر عمليات تهريب المخدرات للخارج .
ده انا يدوبك وصلت للعيال بتوع الحوارى المعروفين أصلا .
لكن ده عجيبه منين وإزاى ؟
ولسه مش جدامى حتى خيط واحد يوصلنى ليه .
انا دماغى هتنفجر .
ثم جاءه اتصال من محمود …”عامل ايه يا براء
براء …بخير يا ابنى ، بس فيه حاچة ولا ايه ، عشان احنا لسه سايبين بعض !
محمود …صراحة مخنوق ، وكنت عايز أتكلم معاك فى موضوع كده .
براء …ومين سمعك يا محمود .
ماشى تعال نتقابل فى الكفيتريا اللى تحت دى ، ونشكى لبعض همومنا .
محمود بسخرية …انت كمان ، جبتك يا عبد المعين تعنى .
أغلق براء معه الخط ، ثم رفع صوته لتسمعه زاد ” انا نازل متعمليش حاجة ويمكن أغيب شوية وهاكل أى حاجة بره ، فنامى أنتِ ومتشغليش بالك .
تخشبت زاد فى مكانها وشعرت بأن روحها تحترق عندما غادر وأغلق الباب من ورائه بقوة .
صكت زاد على أسنانها بغيظ .. ” معقول يكون رايح يقابلها وكمان يتعشى معاها .
معقول يا براء كل اللى بينا طلع هوا ، سراب ملهوش وجود .
ثم لمست بطنها بيدها ” اه يا ولدى ، شوفت أبوك هيعمل ايه فينا .
بس انا مش هسكت وهنزل وراه أقفشه متلبس أبو عيون زايغة ده وهخليه يطلقنى .
فارتدت الأسدال سريعا ، ثم أسرعت من ورائه ..
فرأته يتجه نحو الكفيتريا فأطبقت على شفتيها بغيظ :كمان هتقابلها فى الكفيتريا اللى چمبنا على طول ، ومش خايف حد ينضرك معاها ، يا بجحتك يا شيخ .
ماشى يا براء ، دى فضحيتك عتكون بجلاجل الليلة .
ثم أخذت تراقبه عن بعد حتى وجدت محمود يدخل بعده .
فشهقت …كمان محمود عيشوفك وعتتفضح فى الداخلية يا براء .
ثم حاولت الأقتراب أكثر لتراه بوضوح ، لتجد براء بمفرده ثم وقف لمصافحة محمود وجلسوا سويا .
زاد “معناه ايه ده ؟
تلاجى كل واحد مستنى الجطة بتاعته .
لتنتظر بفارغ الصبر وصول تلك الفتاة التى يخونها معها براء ولكنها لم تحضر حتى شعرت بالنعاس ووقفت تتثائب فقررت العودة للنوم مردفة ..خلاص هعدى المرة دى يا براء ، والمرة الجاية أكيد هقفشك يا خاين يا بتاع الستات .
بس يا ترى شكلها ايه بتاعة الحلق دى ، أكيد حلوة .
ماشى يا براء ، بس أشوفك معاها .
ثم عادت إلى المنزل ، وبسبب هرمونات الحمل غطت فى نوم عميق .
جلس محمود مهموما ، فطالعه براء بحنو مردفا ….مالك يا سيادة المقدم .
محمود بحزن …. مش عارف يا براء أتصرف إزاى مع أمى .
براء …مالها الست الوالدة ؟
محمود …رافضة تماما موضوع نهلة ومش مدركة أن أساس اى علاقة هو الحب وإن أى حاجة تانية هتيجى بعدين .
ومش بس كده دى كمان مصممة تخطبلى بنت صاحبتها ، انا خلاص هتجنن ومش عارف أعمل إيه ؟
وخصوصا أن نهلة كانت رفضانى فى الأول عشان كده ، بس أكدت لها إنى راجل ويستحيل حد يأثر عليه .
ومش عارف أوجهها إزاى برفض أمى ، عشان عارف إنى ممكن أخسرها ، عشان كده كلمتك تشوفلى حل .
وأنهى محمود حديثه وانتظر رد براء
ولكنه وجده . شاردا وكأنه لم يستمع لما يقوله فأخرجه من شروده بقوله ….ها روحت فين يا براء .
بكلمك وانت ولا هنا .
براء بحرج …ها قولت ايه ؟
فضحك محمود …يا عينى يا خويا ، ده انت شكلك مزنوق أكتر منى ، طيب قولى مالك يمكن اقدر أفيدك ؟
بس قولى الأول اعمل ايه مع أمى فى موضوع نهلة ؟
براء ..انت فعلا بتحب نهلة يا محمود وشايف أنها زوجة مناسبة لواحد فى مكانتك ؟
محمود …انت لسه بتسئل يا براء !
ايوه بحبها جدا وشايف أن مفيش حد هيقدر يسعدنى غيرها ، وحكاية مناسبة دى ، انا ممكن أغير طريقة لبسها وكلامها وهى عندها استعداد لده وده مش عشان انا محرج منها ، لا انا بحبها على فطرتها بس عشان متتعرضش للإحراج من أى حد .
فابتسم براء …يبقى فعلا تتمسك بيها يا محمود ، لأن الحب ميتعوضش وعلى حسب اللى سمعته من نهلة وحب أمى ليها خلانى فعلا أحترمها وأشوف إنها إنسانة كويسة وتستاهل كل خير .
محمود …فعلا يا براء ، بس ماشاء الله لسانك بقا زينا هو مش صعيدى اوى .
فضحك براء …اه بحاول اتأقلم معاكم على لغتكم العامية يا سيدى عشان التنمر .
لكن ساعات برجع لطبيعتى غصب عنى اللى اتربيت عليه .
محمود …عندك حق وعلى فكرة انا بموت فى الصعيدى .
براء …جصدك بتموت فى نهلة .
فضحك محمود …ايوه بعترف ، لكن امى مشكلة .
براء …هقولك ، انا
انت متستعجلش على الجواز ، وخد وقتك وهات نهلة هنا وشوف بنوتة تعلمها الإتيكيت فعلا واللبس قبل ما تعرفها على والدتك .
ولما تبدء فعلا تتعلم وتحس إنها اتغيرت شوية قدمها لوالدتك على انها بنت أعجبت بيها مش نهلة .
وساعتها والدتك مش هتعارض ، ولما تقرب منها وتحبها ساعتها ممكن تقولها على الحقيقة وساعتها مش هترفضها .
فصاح محمود …الله على أفكارك المهلبية يا سيادة المقدم .
كانت غايبة غنى فين دى .
براء …عد الجمايل يا ريسنا ، وعقبال لما أوصل للرأس المدبر للعملية اللى كلفنا بيها سيادة اللواء .
محمود …متقلقش ، الموضوع محتاج شوية تحريات وإستجواب للعيال اللى أقبضنا عليهم ، وممكن كمان نسرح الريس بتاع العيال دى ، انت عرفه ، المعلم حديدة .
ونديله الأمان عشان يتصرف بحرية ونراقب خطواته ونشوف بيتعامل مع مين وبكده شوية شوية هنقدر نوصل للرأس المدبر .
فقام براء بالتصفير مرددا…لا كده انا اللى هرفعلك القبعة يا سيدى المقدم .
فضحك محمود …وهو كذلك ، عد بقا الجمايل انت.
بس انت برده دماغك تتلف فى حرير ، بس مش عارف مالك اليومين دول مش مركز كده ، وعصبى حبتين .
أحكيلى يمكن اقدر تخفف عنك .
فتنهد براء ثم خرج اسم زاد من شفتيه بحنق ….زاااااد يا محمود .
محمود بإندهاش …ملها زاد ، ده انت كنت مبسوط اوى ، وبتقول مفيش فى الدنيا غيرها وحنيتها وحبها واهتمامها بيك وكنت طالع بيها السما ، ايه اللى وقعك كده على جدوى رقبتك .
ايه العسل خلص بدرى ولا ايه ؟
براء …هتتريق حضرتك .
محمود ..لا مش قصدى ، بس مالها زاد ؟
فزفر براء بغيظ …مش عارف ، بقلها فترة بعيدة عنى وبتحاول تتجنبنى وفى عينيها كلام وحزن مش عارف سببه .
محمود …طيب مسئلتهاش ليه عشان تعرف فين المشكلة ؟
براء…سئلتها كتير ومصممة أن مفيش حاجة ، وانا بس تعبانة وزهقانة وكده لكن مفيش سبب واضح .
محمود …يمكن فعلت ملت من قعدتها لوحدها ، حاول تخرجها فى يوم الأجازة أو تنزلها البلد شوية وبعدين ترجع تخدها .
وحاول معلش تحتويها اكتر لأن زى ما بيقولوا الستات دول عندهم هرمونات بتجنن ، يعنى تقولك أبعد عنى قصدها قرب منى .
تقولك بكرهك يعنى بحبك ، تقولك مش عايزة حاجة بس هى عايزة حاجة معينة لمحت بيها ليك من فترة وانت مخدتش بالك منها .
ولما تيجى تسئلها مالك تقولك ، ما انت لو مهتم كنت عرفت لوحدك ، والأهتمام مبيطليش .
فجحظت عين براء مرددا …ايه ده كله ، وانا أعرف إزاى؟
وايه اللخبطة دى ، انا كان مالى ومال الهم ده .
دى كده انا عايز كتالوج عشان أفهمها .
اقولك حاجة يا محمود ، انت كده كويس متجوزش ، السنجلة جنتلة متجبش لنفسك النكد يا خويا ، انا قلبى عليك .
فضحك محمود مرددا ….لا انا لازم أجرب بنفسى .
براء ساخرا …بس متجيش تشتكى بقا عشان أنا حظرتك اهو .
لينهوا بعد ذلك المقابلة ويعود براء إلى منزله ، ويبحث عن زاد فيجدها نائمة ، فأخذ يتطلع إليها بحب وحدث نفسه ….شوف كيف الملايكة وهى نايمة إزاى ، لكن لما تقوم وتقلب على الوش التانى أعوذ بالله ، ربنا يهديك عليه يا زاد .
ثم استبدل ملابسه ، وافترش بجسده بجانبها .
وتذكر أن غدا الثلاثاء موعد فتاة المول فابتسم …كويس أهو نشوف اشكال عدلة بدل الخلقة اللى چنبى اللى تسد النفس دى .
…….
وقفت بانة فى وجه جابر مردفة بغضب …جاسر ايه اللى عتجيبه يشتغل معاك يا جابر !
انت نسيت هو عمل معاك إيه ، ده كان السبب فى سجنك ولولا ربنا ستر كنت زمانك أتعدمت وانا اترملت وابنك أتيتم قبل ما يطلع للدنيا .
ابتسم جابر قائلا ” تعرفى إنك شكلك حلو حتى وأنتِ متزربنة أكده .
بس انا خايف عليكى عشان الواد اللى فى بطنك زمانه عيتعصب كيفك أكده وعيتشجلب وتيچى تشتكى أنه تعبك .
فهدئت بانة من روعها قليلا :
تصور عنديك حق ، فعلا جنابى وجعتنى من خبيطه .
بس أعمل ايه انت عتنرفزنى .
فأمسك جابر بيدها ورفعها إليه وقبلها بنعومة مردفا …لا عاش اللى ينرفزك يا جلبى هدى حالك ، مفيش حاجة تستاهل زعلك .
وان كان على جاسر متخافيش هو أتغير خالص من ساعة ما ابوى اتسجن وعرف أنه اللى عملها .
وحس أنه أكده مبجاش عنده ولا أب ولا أم وبجا لحاله ضعيف بعد ما عيتسند على ابوى ويعمل نفسه كبير .
فچه عندى واتأسف وجال إنه ندمان على اللى عمله من زعله على امه الله يرحمها .
وأنه مفيش حد ليه دلوك غير انا وجاد الصغير .
وأنه نفسه نكون أخوات صوح وايد واحدة .
وساعتها صعب عليه وحسيت إنى لازم أكون صوح اخوه الكبير وارعايه واخد بيده هو وجاد .
وعرضت عليه يشتغل معايا عشان يكون تحت عينى ، وهو وافق .
أجوم دلوك أروح اجوله لأ ، ترضيها عليه دى يا بانة انى أرجع فى كلمتى .
بانة ..بس يا جابر انت طيب جوى وانا خايفة عليك ، يكون عيضحك عليك بكلمتين عشان ياكل عقلك وبعدين يعملك مصايب فى شغلك وانت مصدجت توقف على رجليك وبجا ليك صيت فى البلد .
طالعها جابر بحب مردفا …خايفة عليه يا بانة ؟
ابتسمت بانة ” ايوه يا حبة عينى ، مكنتش عخاف عليك عخاف على مين ، ده انت يا جابر كل دنيتى وأبو ولدى .
فاحتضنها جابر ثم قبل رأسها وهمس ..ربى يخليكى ليا يا أحلى نعمة من ربنا عطاها ليه .
ومتخفيش عاد انا عحطه جدام عينى ديما لغاية متاكد فعلا أنه كويس .
……….
استيقظ براء من نومه فلم يجد زاد بجانبه ، فبحث بعينه فراها تصلى صلاة الضحى .
فهى صلاة الأوابين وليها أجر عظيم حيث ورد فى حديث
عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى.
فقام براء وتوضىء ليصلى ، فتقابلت أعينهم فى نظرة عتاب .
زاد …حضرتك هتصلى الفجر قضاء ، وياريت تحافظ على صلاة الفجر بعد كده .
وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها ” ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها…. لهما أحب إلي من الدنيا
فردد براء …صلى الله عليه وسلم ، معلش راحت عليه نومة ، وكنت بفتكرك أنتِ كمان أكده عشان لقيتك عتصلى .
زاد …لا انا صليت وكنت عصلى الضحى .
براء … ماشاءالله عليكى يا حجة زاد ، طيب ومصحتنيش ليه للفجر ؟
زاد ..صحيتك ، بس انت نومك تقيل وإظاهر عقلك مش فيك .
صك براء على أسنانه بغيظ ….الناس تجوم تقول يا صبح .
أصطبحى يا زاد .
وهملينى عشان أروح شغلى انا مش فايق .
وأعملى حسابك اخر الأسبوع هننزل البلد وعسيبك أكده شوى تروقى حالك .
فضيقت زاد عينيها وحدثت نفسها : اه عايز ياخد راحته معاها ، بس لا يا براء مش عسيبك تتهنى معاها وعجعد على أربيزك .
لما أشوف أخرتها معاك .
ثم ذهب بالفعل لعمله وفى نفس المعاد التى تذهب فيه مرام المول كان متواجد ينتظرها .
حتى رآها بالفعل أمامه بلوك مختلف حتى شك أنها ليست هى ، فكانت بعيون زرقاء وشعر باللون النارى ، فوقف يتطلع إليها كثيرا ليتأكد منها حتى وقفت هى أمامه مردفة …براء ، ايه الصدف السعيدة دى ، انت متعود تيجى المول هنا كتير .
براء …هو حضرتك مرام ، إصلى يعنى شكلك متغير شوية .
فضحكت مرام بدلال ..قصدك يعنى عشان الشعر واللينزز ، انا كده بحب التغيير على طول .
فحدث نفسه براء …امال اللى عندى نفس السحنة على طول ليه ، أدى الحريم ولا بلاش .
مرام …اغوف الجو حر اوى ، ايه رئيك اعزمك على أيس كريم يخفف علينا الحر .
ابتسم براء …موافق تعزمينى ثم غمزها ، بس الحساب عليه .
أنتِ نسيتى إنى راجل صعيدى ولا ايه !
مرام …لا طبعا ودى اكتر حاجة عجبانى فيك .
يلا بينا .
وماذا بعد يا براء …؟
وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم في ثامن أيام ذي الحجة نجني من جار السوء وصديق السوء، اللهم وألهمني رشدي. يا رب قد ضاقت بي الدنيا ولا منجي من الهم سواك، اللهم في اليوم الثامن من ذي الحجة اشرح صدري وازل المشاكل من حياتي. اللهم في هذا اليوم الطيب العامر بالإيمان اجعل لي النصيب الجميل من الرزق، واسترني فوق الأرض وتحت الأرض.
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة
google-playkhamsatmostaqltradent