رواية اولاد الجبالي كاملة بقلم شيماء سعيد عبر مدونة دليل الروايات
رواية اولاد الجبالي الجزء (2) الفصل السادس 6
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
أيها المظلوم: ما أجمل أن تكون مظلوماً لا ظالماً…لا تضيع أيامك ولا تقتل مشاعرك…ولا تبكي عيونك فالله حسيب كل ظالم… وهم والله ممن يتحسر عليهم إن لم يتوبوا إلى الله.
……………
اثناء ممارسة همام مع صديقه منسى هواية الصيد التى يعشقها رغم سوء حظه فى عدم اصطياد سمك .
شعر بثقل فى السنارة تلك المرة فظن أنه اخيرا وصل إلى ضالته فتهلل وجه وأردف بسعادة ….بركاتك يا منسى .
بس مش عارف ليه عمال أشد مش راضية تطلع الفقرية كيف مرتى دى عاد .
هات يدك معاى يا واد عمى ، فساعده منسى وقام بجذب السنارة معه ، وبالفعل بعد جهد طويل استطاعوا إخراجها ليتفاجي الاثنان أن السنارة تحمل شوال .
فى البداية ضحك همام بقوله ..يادى الشوم ، اصطدت شوال .
منسى …اسكت يا واد عمى وشده شوف ايه فيه ، يمكن تكون اتفتحتلنا طاقة القدر ونلاجى فيه كنز .
فصاح همام …ياريت .
ثم قام الإثنان بجذبه ببطىء حتى أصبح بين أيديهم ، فقاموا بفتحه سريعا ليصرخوا فى قول واحد ،كتيل يا بوى .
كتيل يا بوى .
انا كان مالى ومال الصيد ، يارتنى كنت سمعت كلام مرتى .
هنعمل ايه بجا فى المصيبة دى .
ليهرع الناس على صوتهم ويلتفوا حول الجثة .
يتسائلون من تلك السيدة ولما قتلت ؟
حتى صاح أحدهم ….دى فهيمة مرت حمدان بيه الچبالى .
لا حول ولا قوة الا بالله ، مين بس ابن الحرام اللى عمل فيها أكده بس ؟
ده حمدان بيه لما يعرف هيجلب البلد حريقة .
أستر يارب من اللى چى .
ليتصل بعد ذلك أحدهم بالشرطة ، لتأتى بعد قليل من الوقت
لتعاين الجثة وتأخذ بأقوال الشاهدين عليها ( همام ومنسى ) .
ليصل بعد ذلك الخبر بواسطة أحد الرجال الذين حضروا الواقعة إلى جاسر الذى ظهرت الصدمة على وجهه مردفا بصرااااخ ….امى ، لا لااااااااا .
يا حبيبتى يا ياما .
انا مش مصدق ، لا ، أمى مماتش .
ليستيقظ حمدان على صوت صراخ …ليجد جاد الصغير بجانبه يبكى مردفا …جوم يا ابوى ، جوم .
وشوف اللى حوصل لأمى ، وشوف چاسر برا من جادر يجوم من الأرض وعيصرخ .
فانقبض قلب حمدان وتلون وجهه فزعا مردفا….ليه حوصل إيه يا ولدى ؟.
جاد ..عيجولوا لجيوا امى مكتولة عند المصرف يا بوى .
جوم يا بوى ،وجولهم أنهم كدابين وان أمى مماتش وعتعاود البيت تانى ومش هتهملنا لحالنا .
زاغت عين حمدان وشعر بإنكسار لذلك الحزن الذى رآه فى عين ابنه الصغير جاد وحدث نفسه …أنتِ اللى عملتى فى نفسك كده يا فهيمة ، بس صعبان عليه الولد من غيرك ، بس عيتربوا عادى زى ما تربى چابر .
ثم ابتلع لعابه بخوف مرددا …بس ربنا يستر وتعدى الليلة ، عشان لو انكشف المستور ، عجول على نفسى يا رحمن يا رحيم .
ثم قام من فراشه واكتسى وجهه بالحزن على حاله قبل أن يكون على ما حدث وخرج لإبنه جاسر الذى وجده يضع التراب على رأسه ويصرخ بأسم أمه .
فانحنى إليه وامسكه من تلابيب ملابسه مردفا ….أنت عتعمل كيف الحريم يا چاسر ، ده بدل ما تجوم وتشوف مين اللى كتل أمك وتاخد بتارك منيه .
جوم عيب عليك ، انت راچل .
جاسر بضعف …راچل اه ، لكن ضهرى انكسر بموت أمى يا بوى .
حمدان …لا يا ولدى ولا عاش اللى يكسر ضهرك طول ما انت موچود وچنبك ، جوم ، جوم .
فقام مع جاسر وتوجها نحو المصرف ، فرأى تجمع غفير من الناس مع أفراد الشرطة .
فدب فى قلبه الخوف ولكنه حاول التماسك حتى لا يشك أحدا فى أمره ،ولم يلتفت إلى عزاء الناس له .
ثم توقف أمام جثة فهيمة ، ليطلق صوتا أرعب الجميع …..مش عسيب حقك يا أم العيال واصل ، وعچيبه وعاخد بتارى منيه ولو كان تحت سابع أرض .
ليحدثه أحد أفراد الشرطة …أهدى يا حمدان بيه ، ودلوقتى اتفضل معانا للقسم عشان نفتح التحقيق .
والجثة الإسعاف على وصول عتاخدها المشرحة عشان يعرفوا بالظبط سبب الموت
…………..
بانة مع جابر فى المصنع .
ابتسمت له بعين عاشقة مردفة …خلاص بدال سمحتنى يا چابر ، يلا بجا نعاود عشنا اللى بنيته انت بالحب وصبرك عليا ، مش خابرة من غيرك انا كنت هعمل ايه .
انت چيت عوض ليا رغم انى مكنتش موافجة على چوازة سريعة أكده ، وعوضتنى عن حنان الأب اللى اتحرمت منيه رغم أن ابوى عايش ، لكن كان عايش لحاله بس ، واحنا عنديه اخر اهتماماته .
ابتسم جابر وضمها مرة أخرى بحب وهمس فى أذنها …انتِ روحى يا بانة ودنيتى كلاتها وفعلا ععوضك عن كل لحظة حزن شوفتيها وعتكون حياتنا سعيدة طول ما أنتِ فيها .
ثم أبتعد عنها مردفا بدعابة…..ومدام دلوك انا أبوكِ عاد ، امشى يلا جدامى على الجصر ثم غمزها بعينيه مردفا …عشان أعلمك الأدب على طريجتى .
فنكزته بانة مردفة بخجل …بس يا جليل الرباية.
فضحك جابر …فيه وحدة تجول لأبوها إكده ، ماشى .
عتشوفى منى العين الحمرا .
فأخرجت بانة لسانها له مردفة بتحدى …ورينى .
ثم فتحت الباب لتركض من أمامه قبل أن يبطش بها ، فتلون وجهه غيظا مردفا …إكده ، ماشى يا بانة عچيبك بردك .
ثم خرج راكضا ورائه ولكنه توقف متخشبا عندما وجد أخيه الصغير جاد جاء مسرعا إليه باكيا بقوله …شوفت اللى حوصل يا خوى .
چابر بفزع…حوصل إيه يا چاد ؟
ابوى كويس ؟
جاد بصوت منبوح من البكاء …ابوى كويس .
لكن أمى ماتت ، اتكتلت يا چابر .
وبچيت من غير ام ، كيفك إكده .
وجاسر اخوى عيموت من الحزن عليها وابوى متعصب وبيجول لزمن ناخد بتارنا ..
فاسترجع جابر بعد أن تبدلت ملامحه للحزن من الصدمة بقوله …انا لله وانا اليه راجعون .
ربنا يرحمها يا جاد ، ومتخافش يا حبيبى انا معاك ومش عسيبك واصل .
وتعال نروح نشوف جاسر وابوى ونطمن عليهم ..
ثم اتصل ببانة التى سبقته للقصر وقص لها ما حدث ، فتفهمت مردفة …ربنا يرحمها ، ماشى روح عاد بس متغيبش عليا .
ليسرع بعدها جابر إلى بيت أبيه .
فوجد جاسر متكورا على نفسه يبكى بمرارة ، فربت على كتفه بحنو مردفا ..ربنا يصبرك يا اخوى ويرحمها .
فنزع جاسر يده عنه مردفا بإنفعال …بعد يدك عنى .
انت لا اخوى ولا أعرفك ، انت اكيد چى شمتان فيها لانك كنت عتكرهها جوى .
ثم وقف أمام هادرا بغضب …لا ومش بعيد كمان تكون انت اللى كتلتها عشان تحزن جلبى عليها ، زى ما حزنت على أمك المچنونة زمان ..
اتسعت عين جابر مردفا بصدمة …ايه اللى عتجوله ده يا جاسر .
لا حول ولا قوة الا بالله ، مفيش شماتة فى الموت ، وربنا يرحمها .
وكتلتها ايه بس عيب اللى عتجولوه ده يا خوى ، دى مهما كان الست اللى ربتنى بغض النظر عن عملت فيا ايه زمان .
ولكن جاسر أمسك به مردفا …لا انت اكيد اللى كتلتها .
انا هوديك فى داهية ، وهبلغ عنيك
فتجمع الناس حولهم ، محاولين التفرقة بينهم بقدر المستطاع.
وقال أحدهم …ايه اللى عتجوله ده يا جاسر ، مش ممكن ابدا الشيخ چابر اللى عيحفظ كتاب ربنا يعمل إكده .
جاسر …منا خابر عيخيل عليكم اللى عيعمله لكن هو من چواه خسيس وعيكرهنا ويكره الست اللى ربته وانا متوكد أنه كتلها وهبلغ عنيه .
ومش هستنى كمان دجيجة وهروح دلوك وابوى هناك كمان .
فتعلق جاد بچاسر قائلا ببكاء …لا يا خوى ، بلاش .
ده جابر هو الحاچة الحلوة اللى بجيلنا دلوك ، وعيكون رحيم بينا بعد أمنا .
فأبعده جاسر بغلظة مردفا ..بعد عنى ، هو عرف كمان يميل دماغك ونسيت أمك ، خليه ينفعك .
ليخطوا خطواته جاسر بالفعل نحو قسم الشرطة ، فولج للداخل وطلب مقابلة وكيل النيابة الذى يحقق فى مقتل والدته .
فأذن له وكيل النيابة الذى كان بصحبه حمدان .
وعندما ولج إليهم جاسر طالعه حمدان بترقب مردفا …ايه چابك يا ولدى حوصل حاچة ؟
فلم يعير جاسر انتباه إلى والده بل نظر إلى وكيل النيابة مردفا بنبرة شيطانية …انا چى عشان أجدم بلاغ ضد اخوى چابر من ابوى بس ، أن هو اللى كتل أمى .
فوقف حمدان مصدوما بقوله …انت اتچننت يا جاسر .
كيف تجول إكده ؟
وكيل النيابة مردفا بتروى …هدى نفسك بس يا حمدان بيه ، واتفضل أقعد .
وانت يا جاسر ، أقعد وفهمنى ايه اللى خلاك تشك أن جابر هو اللى قتلها ، انت شوفته بالفعل ولا مجرد شك ؟
جاسر بعين الشر …انا مشفتهوش بس متوكد لانه طول عمرها عيكرهها ثم كذب بقوله .
وكمان كذا مرة يهددها جدامنا أنه هيكتلها عشان حزنان على أمه من ساعة مماتت وابوى أچوز امى بعد مماتت .
ليبكى بعدها جاسر بقوله …طيب ذنب أمى ايه يا سيادة الباشا .
أمه ماتت زمان ، يموت أمى انا كمان ليه .
فتجهم وجه حمدان وحدث نفسه …طالع كيف أمك يا چاسر ، هى ظلمت ابوك وكتلت فريال وانت چى دلوك تظلم أخوك وتلف حولين رجبته حبل المشنجة .
يا ويلك يا حمدان ، كل ما تحس انها جربت تفرج وخلاص هتكون ليك ليلة منصور كلاتها ، عتلاجى نفسك عتغطس تانى .
ثم انفعل حمدان بقوله …الله يهديك يا جاسر ، بجا اخوك اللى حافظ كتاب ربنا هيهدد ويكتل .
چاسر …ايون من غله وحقده علينا .
فأشار حمدان إلى وكيل النيابة بقوله …محصلش يا باشا الكلام ، چابر ولدى مهددهاش خالص .
فانفعل جاسر …عتحابى على ولد المچنونة يا بوى ، وعتنسى تار أمى .
وكيل النيابة…على العموم ،التحريات هتثبت صدق او كذب الكلام اللى عتقوله ده .
ثم أمر وكيل النيابة بإستدعاء جابر حمدان الجبالى ، لمواجهته بالتهم المنسوبة إليه .
وقد كان جابر فى ذلك الوقت قد عاد إلى القصر مهموما ، لما نعته به جاسر ظلما .
استقبلته بانة ببشاشة وجه واحتضنته بحب ولكنها لاحظت أنه شارد .
بانة …مالك يا جلبى ، فيك ايه ؟
كل ده زعل على مرت ابوك ؟
فزفر جابر بقوله …الله يرحمها ، عذبتنى وهى حية وعتعذبنى بعد ما ماتت كمان ..
فصيقت بانة عينيها متسائلة بإندهاش ..كيف ده ؟
فقص لها جابر حكايته معها منذ الطفولة حتى تلك اللحظة الذى اتهمه به جاسر بقتلها .
فضربت بانة على صدرها مردفة …يا مرك يا بانة .
كيف ده ، وانت عملتها صوح يا جابر ؟.
اتسعت عين جابر مصدوما بقوله .. تفتكرى انا أجدر اعمل أكده يا بانة ؟
طالعته بانة بندم مردفة …لا بس كنت عتوكد .
بس هتعمل ايه دلوك ، لو لا جدر الله چم ياخدوك .
جابر بخوف …ربك يستر وهو عالم انى مظلوم واكيد هيظهر الحق ..
…….
مازال محمود يفكر فى تلك الساحرة الصغيرة التى أصبح هو أسيرا عندها وشغلت عقله وقلبه ولكنه عاتب نفسه بقوله ….وبعدهالك يا محمود ، ما قولت مينفعش من كل چهة ، دى متچوزة وكمان عشان صاحبك براء .
_بس مش قادر فعلا امنع نفسى فى التفكير فيها .
غير احساسى بيقول فعلا ان فيه حاجة هى مخبياها وان الوش البرىء ده يستحيل يعمل كده .
_لا انا لازم أروح لها بس المرة دى ،مش هسبها غير لما أعرف منها كل حاجة .
وبإذن الله لو طلع احساسى صح ، مش هسبها وهقف جنبها عشان تطلع من القضية .
وهخليها تطلق منه ، وهتجوزها انا
_ لا انت اكيد أتجننت تجوز واحدة كانت مجوزة وكانت مرات اب صاحبك .
وتفتكر صافيناز هانم امك هتوافق على جواز بالشكل ده .
لا انت اكيد بتحلم يا سيادة المقدم .
_ياريت تقفل على الموضوع ده وتحاول تنساها بس ازاى وانا تفكيرى كله فيها ، ثم أخذ ينشد ”
كنت انوي ان أحفر اسمك على قلبي
ولكنني خشيت ان تزعجك دقات قلبي………
لماذا لماذا طريقنا طويل مليء بالاشواك
لماذا بين يدي ويديك سرب من الاسلاك
لماذا حين اكون انا هنا تكون انت هناك
انا احبك حاول ان تساعدني
فإن من بدأ المأسا ينهيها
وإن من فتح الابواب يغلقها
وإن من اشعل النيران يطفيها
فهل سيستطيع نسيانها ام لسلطان الحب رأى اخر ؟
…………….
كما عاد باسم وبراء إلى القصر بعد زيارة أبيهم فى المستشفى الذى كان يرقد لا حول له ولا قوة ولا يشعر بمن حوله ، ومن حين لأخر يردد اسم نهلة فقط .
ولج باسم إلى غرفته ، فوجد عزة على الأريكة كعادتها متكورة على حول نفسها تبكى بمرارة ، والأكل كما هو على المنضدة لم تقترب منه .
فأغمض باسم عينيه بألم محدثا نفسه ..وبعدين بجا ؟
انا جلبى مبجاش مستحمل وهتصعب عليا ، رغم اللى عملته ميتغفرش ولا يتنسى .
ثم شرد فى ملك وتنهد بمرارة مردفا …حتى الوحيدة اللى كنت شايفها فى برج عالى وملهاش فى حاچة ، طلعت كيفهم وزيادة ، وجال ايه مرض نفسى ، ليه ميكونش كانت عترسم نفسها عفيفة وظهرت على حقيقتها ولا كمان شكلها ضاربة برشام مطير عقلها .
ياااه خسارة فيكى حبى يا ملك .
وبلى عملتيه معبش على عزة بجا ،عشان هى اتخدعت فى انسان كانت فكراه راچل ، كيف ما انا انخدعت فيكى وافتكرتك عفيفة .
انا دلوك حسيت بألم عزة وانكسارها ، وعشان أكده مش هاچى عليها تانى ويكفى اللى هى فيه .
فتقدم من عزة ولأول مرة يربت على كتفها بحنو مردفا …بزيادكى يا بت الناس ، خلاص اللى حوصل حوصل ،مش عنجدر نرجع الأيام تانى .
وحاولى تنسى اللى فات مع انى خابر أنه معيتنسيش العمر كله .
طالعته عزة بإندهاش متعجبة لنبرته الحنونة تلك ، فهى تعودت منه على الإهانة وانكسار النفس ..
جلس باسم بجانبها مردفا …أنتِ عتبصيلى عشان مستغربة صوح انى عتكلم أكده .
فاومئت عزة برأسها .
تنهد باسم بغصة مريرة مردفا…عشان حسيت أنه مننوش فايدة اللوم والعتاب وحسيت فعلا منيكى انك ندمانة .
فبكت عزة مردفة …ايوه -ندم العمر كلاته .
لكن الندم عينفع خلاص معينفعش وحسرتى هتفضل جدام عينى العمر كله ،خصوصا عشان اللى بطنى لما يطلع للدنيا ويسئلنى من أبوه وهو فين ؟
عرد عليه أجوله ايه ؟
فتفكر باسم قليلا مردفا …بصى هو طبعا مينفعش اكتبه بأسمى وعتكتبيه بأسم أبوه عادى ولو نكره مهيمكيش ساعتها هنجوله ابوك مات ،وانا هربيه كيف ابنى .
تهلل وجه عزة فرحا مردفة …صوح الحديت ده ، ثم إنحنت على يده لتقبلها ولكنه أبعدها بقوله …ياريت متعمليش أكده تانى .
ودلوك اول ما بطنك تبدء تظهر لزمن نبعد عن أنه ونروح اى مكان لغاية متولدى .
وبعد أكده هاخد الولد وأحطه على باب چامع .
فضربت عزة على صدرها مردفة بفزع …ولدى .
باسم …متخافيش ، مهو الناس عتچمع حوله وانا عجول ساعتها ، انا اللى عاخده اربيه وعاخد فيه ثواب .
وساعتها هيرچعلك تانى .
فوضعت عزة يدها على قلبها باطمئنان مردفة …اللهم لك الحمد .
ثم طالعت باسم بحنو وامتنان مردفة …مش خابرة اشكرك ازاى ؟
انا عمرى ما عنسى جميلك ده ابدا ، ربنا يسترك دنيا وأخرة .
وصدجنى انا هعيش خدامة ليك وعمرى ما هزعلك واصل يا ابن الأصول .
…….
أما براء فولج إلى غرفته بقلب نابض يريد رؤيتها لينعم بوجهها الناعم البرىء الغير متكلف حتى لو كان غير جميلا ولكن جمال روحها يكفيه .
ولكنه عندما ولج للداخل ولم يجدها ، شعر بغصة فى قلبه وتجهم وجهه وسئل نفسه ..ايه مالك كنت متلهف عليه ليه أكده ، ولما ملجتهاش زعلت ، هى تفرق معاك فى ايه يعنى ؟.
انت مش كنت مع قمر ومبسوط ، عايز منيها ايه عاد ؟
هملها فى حالها ،مش بيكفى أنك سمعت بودنك أنها عتحبك وانت كاسر روحها بقمر .
_ايوه بس انا لازم أهتم بيها واقرب منيها ده حقها عليه .
_طيب يعنى هتقرب منيها شفقة بحالها ، ولا عشان هو حق وخلاص ؟
وهى عترضى بكده ، وخابرة أن جلبك مع غيرها ؟
_مش خابر بس هو مش شفقة ، انا فعلا عايز أقرب منيها .
_هى فيها حاچة عتجذبنى ليها .
_ايه يا ابن الچبالى ، اوعى تجول عتحبها ؟
امال قمر ايه ؟
ولا بجيت زى ما بيجولوا جلبك كيف الرمان عيساع كتير .
_مش خابر ، بس انا عايزها چمبى ومش عهملها ..
ليخرج بعدها يبحثا عنها فى كل غرفة من غرف القصر الفارغة ، حتى وجدها فى أحدهم ، تصلى وتتضرع إلى الله بالدعاء ويكاد يسمع ما تدعوا به ..يارب انا مش عايزاه جسد من غير روح ، انا عايزة قلبه الأول يارب ..
فابتسم براء وجلس على طرف الفراش ينتظرها حتى تنتهى ..
لتتفاجىء به يجلس ورائها عندما التفتت لتنزع عنها رداء الصلاة .
لتتراجع للوراء فى اندهاش مرددة …انت چيت امتى وعايز ايه ؟
اتفضل يلا هملنى لحالى وروح أوضتك ، انا سبتهالك عشان تستريح براحتك .
فابتسم براء بمكر ثم اقترب منها ، للتتفاجىء به يحملها بين يديه كالاطفال مردفا ..عايز مرتى ،ومحدش يجدر يجولى لأ ..
صكت زاد أسنانها بغيظ مردفة بغضب …انا اللى عجولك لأ يا ابن الچبالى ، عشان أن مش چارية عنديك ، عتاخدها وقت ما تحب .
انا حرة ،وعنديك مرتك الأولنية اللى عتحبها روحلها وقت ما تريد .
لكن أنا لأ ونزلنى عاد يلا .
ومش هسمحلك ابدا تقرب منى ، انت فاهم ؟
براء …لا مش فاهم .
ثم لم يهملها براء حتى تستكمل كلماتها ولكنه أطبق على شفتيه بقبلة طويلة خطفت أنفاسها ، قاومته فى البداية لكن لم تستطع حتى استسلمت له ، ثم أبتعد عنها لتلتقط أنفاسها .
مطالعا لها بحب رغم عدم اعترافه به ، فشعرت زاد بالخجل مما فعله ومن نظراته تلك ، فدفنت رأسها فى عنقه خجلا .
لتلفح أنفاسها عنقه ، فتسرى الحرارة فى جسده .
ليضعها برفق على الفراش ، وتخللت يده رابطة شعرها فازالها لينسدل شعرها الحريرى على الوسادة .
اخذت زاد تطالعه بعين زائغة كأنها مغيبة عن الوعى ، لا تصدق أنه معها ويقترب منها على هذا النحو ، فتسارعت نبضات قلبها معلنة الحرب ، حاولت دفعه بيديها لكنه كان أقوى منها .
منهمك فى إزالة ملابسها ، مع قبلاته التى إصابتها بالتنشج .
حتى خارت مقاومتها له وظن أنها استسلمت له بحب ، ولكن وجدها جسدها يرتجف ودموعها بدأت تنهمر من عينيها وتطالعه بإنكسار كأنه ترجوه ألا يفعل .
فقام عنها غاضبا ، فدثرت نفسها بالغطاء سريعا تستر جسدها المرتجف .
فطالعها بحنق مردفا …انا چوزك على فكرة ومش خابر ليه عترفضينى إكده مع انى خابر انى فى جلبك يا زاد .
عشان كده حولت أقرب منيكى ، عشان مظلمكيش معايا..
فزادت زاد فى بكاؤها مردفة بنحيب ….ما انا مش عايزة تقرب منى شفقة أو عشان متحسش بالظلم يا براء .
انا مش عايزة جسد من غير روح ، او نص إنسان ، أو أكون مجرد رغبة مش اكتر .
صدجنى مش جادرة حتى لو چوايا عايزك يا براء .
توتر براء بعد أن حدثته بما دار فى خلده منذ قليل ، وود لو صرخ وحدثها بما لا يستطيع لسانه قوله ، ولكنه لم يمتلك الشجاعة لقول ذلك .
فتعجب للأمر وتسائل لما ؟
فأخذ يستكمل ارتداء ملابسه على وجه السرعة ، ثم طالع زاد بحب مردفا …انا خارج ومش ععاود أهنه عندك تانى غير لما تيچى أنتِ بنفسك .
فتحت زاد فمها للرد عليه ولكنها توقفت عندما سمعت صراخ بانة مردفة ……؟؟؟؟؟؟؟
……
يا ترى حصل ايه عايزة توقعاتكم .
وتفتكروا حب محمود لنهلة ممكن يكمل ولا مش هينفع عشان الفروق اللى بينهم ؟
وامتى هيحس براء أنه فعلا بيحب زاد حقيقى ؟
نختم بدعاء جميل
“حسبي أنك ربي، ولا يخفى عليك ما في قلبي، فاللهم طمأنينة منك وغنى بك، يا رب إني أعوذ بك من ضيقة القلب، وإبتلاع الكلام، وشعور لا يُشكى ولا يفهم، وأرح قلبي بما أنت به أعلم، ولا تجعلني اشكي لمن لا يخشى علي من حزني، وأفوض دنياي كلها إليك.”
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اولاد الجبالي ) اسم الرواية