رواية فارس من الماضي كاملة بقلم ايمان البساطي عبر مدونة دليل الروايات
رواية فارس من الماضي الفصل العشرون 20
قررت أية أن تهاتف رنيم، لتخبرها بقدوم زياد اليوم إليها، أمسكت هاتفها وقامت بالإتصال، أجابتها رنيم على الفور، قالت أية بحماس:
-مش هتصدقى طلع مين العريس
تحمست رنيم هى الأخرى،وقالت:
-مين هو قولى بسرعه!
قالت أية بسعاده:
– زياد يا رنيم.
خمنت رنيم من صوت أية الذى يبدو عليه السعادة، أن زياد هو العريس المتقدم لخطبتها، وأكدت أية لها ذالك بسعادة، فرحت رنيم للغاية من أجل أية فقالت رنيم بسعاده:
– مبروك يا حبيبتى، انا هجهز من دلوقتى البس اى فى خطوبتك
تحدثت أية بتساؤل:
– انتى عملتى اى مع معتز، كنت اتمنى اكون جمبك انهاردة فى خطوبتك.
لم ترد رنيم أن تفسد فرحة صديقتها، فقالت بمرح:
-رفضت اعمل خطوبتى بدونك، و أجلتها
تحدثت أية بإندهاش:
-معتز وافق بسهوله كده.
تحدثت رنيم بحزن قليلاً:
– وافق لانه حصل حاجات منعتنا نتمم الخطوبه، لكن هنحدد يوم تانى قريب.
شعرت أية ان رنيم تخفى شئ، فقالت:
– انتى فاضيه دلوقتى يا رنيم، هاجيلك، حابه اتكلم معاكى شويه.
عرفت رنيم انه لا يوجد مفر، وستعرف أية فقالت رنيم بإحباط:
-تمام يا أية، بس أنا مش فى البيت دلوقتى.
تحدثت أية بإستغراب:
– طب انتى فين دلوقتى!
قالت رنيم :
-فى شقة معتز، كلنا هناك.
قلقت أية وتحدثت:
-انتى بخير يا رنيم، حد حصله حاجه!
قالت رنيم بهدوء:
-احنا بخير، هبعتلك العنوان اما تيجى نتكلم.
بعد ساعه قد وصلت أية إلى مكان رنيم، وأخبرتهم بموعد خطبتها خلال يومين، باركت لها داليا وحليمه بسعادة، ثم دخلت أية مع رنيم غرفتها لكى تفهم مع حدث.
شهقت أية بخضه، بعدما حكت لها رنيم ما سمعته من عمها لم تستطع ان تمنع دموعها من الهطول، فقالت:
-أنا مش برتاح لعمك دا ابداً، بس متوقعتش انه يكون، بالقسوة والحقد دا كله، يقتل أخواته! أنا عمرى ما سمعته بيقولك يا بنتى دايماً يناديكى يابنت أخويا، وكنت بستغرب أوقات.
بكت رنيم قائلة:
-انا اللى وجع قلبى اللى عمله فى بابا، مش مهم اللى عمله فيا واتفاقه مع يوهان.
تحدثت أية بحزن:
-ليه يارنيم مبلغتوش الشرطه وتعيدو فتح القضيه.
قالت رنيم بحزن:
-الحادثه مر عليها تسع سنوات، وماما رافضه نتكلم خايفه من عمى يحاول يأذينى، بعد تهديدة ليها.
ربتت أية على ظهرها لكى تهدأ قائله:
– متزعليش يا رنيم ، ولو هرب من عقوبة الدنيا، ومش هيهرب من عقاب الأخرة.
ثم اكملت أية محاوله إخراجها من حزنها قائله:
– افرحى بقا معتز بقا جمبك ورجعلك، احساسك كان صح لما قولتى انه شبه معتز فى كل حاجه وروحهم واحده.
كففت رنيم دموعها وقالت:
-مش هنكر إنى مبسوطه، لكن أنا بعدت عنه، عشان خايفه يسبنى تانى، وابقى واحيدة، محدش فاهمنى، انا عشت حياتى كلها مع شخص احترمته، وطلع فى الأخر السبب فى موت أبويا، ودمر حياتى، عارفه أن معتز عمرة ما يأذينى، بس شعور الخوف مسيطر عليا مش قادرة اتخلص منه.
تفهمت أية ما تمر به صديقتها، فهى قد فقدت الثقه بمن حولها، يوجد صراع بداخلها تحاول إخمادة، ولكنها لا تستطيع السيطرة عليه فقالت أية:
-انا عارفه اللى بتمرى بيه، ولكن حاولى تسيطرى على أفكارك، وفكرى بس فى حياتك انتى ومعتز.
تحدثت رنيم بطاعه:
– هحاول اعمل كده
اضطرت أية للمغادرة على وعد من رنيم، بحضور خطبتها التى ستتم خلال يومين، خرجت أية ورنيم من الغرفه سوياً، دارت رنيم بعينيها فى المكان تبحث عن شئ، لاحظت والدتها ذالك فقالت داليا بمراوغه:
-مش موجود، مشى ومش هيجى تانى
تفجأت رنيم بغادرته فقالت حتى لا تظهر إهتمامها:
-أنا مسألتش عنه
ثم أشفقت على قلبها الذى اشتاق إليه وقال:
-هو مشى، هسيبنا تانى
ضحكت والدتها، وأية فاخيرا تخلت رنيم عن عنادها مرة، وأطاعت قلبها، أجابتها والدتها بعدما شعرت بخوف رنيم فقالت:
-هو فى بيت زياد، قال هيروح يقعد معاه عشان ناخد راحتنا هنا، حاولت اقنعه ان اشوف شقه لينا، بس هو رفض اننا نمشى.
أوماءت رنيم، وودعتهم أية، ودخلت رنيم إلى غرفتها، تعاتب نفسها وتقول:
– اكيد مشى لأنى مش بتكلم معاه، هو مالوش ذنب فى اللى حصل، بالعكس عمل كل حاجه عشانى،… اوف يا رنيم هتعملى اى دلوقتى، اكيد مش هعرف اقوله ان حاسة باى واحكيله عن مخاوفى.
ارتمت بظهرها على الفراش، وقال بصوت شبه عالى:
– امتى كل دا هيخلص بقا، واعيش فى هدوء.
______________
صاح زياد بغيظ فقال:
-انت مش بتتعلم أبداً، رنيم مش عارفه هى عايزة، تقوم تسيبها وتمشى.
تحدث معتز بغضب:
-هى مش بتدينى فرصه اتكلم معاها، ولا طايقه تبص غى وشى لانى مقولتش ليها انا مين، سبتها عشان تهدى وتفكر كويس، طول مانا قدامها مش هتفكر غير فى حاجه واحده بس انى خبيت عنها.
تحدث زياد بتوضيح:
-يا زكى لازم تحس انك متمسك بيها، حاول معها وهى اكيد هتفهمك، وتتخلى عن غضبها
قال معتز بتوضيح هو الأخر:
-مش هى بس اللى محتاجه وقت تفكر مع نفسها، انا كمان محتاج افكر اعمل فى اللى جاى اللى عرفته من عمى دا شئ انا مكنتش متوقعه، عشان كده بعدت محتاج بجد ابعد.
شعر زياد بالألم الذى يعانيه معتز، فلم يرد ان يضغط عليه أكثر وغير مجرى الحديث معه، واخذ يتحدثون عن خطبته، وما يريد فعله، ضرب زياد جبهته بتذكر وقال :
– انا نسيت اكلم زين
امسك هاتفه بسرعه وقام بمحادثه أخيه، بعد ترحيبات من ثلاثتهم، قال زياد بحماس:
-زين عامل اى؟! كنت عايز اقولك حاجه مهمه جداً
قال زين هو الأخر:
– الحمدلله يا زياد، انا كمان عايز كنت هكلمك عشان موضوع مهم.
فقال زياد بمرح:
-انت عد ونقول مره واحده
ضحك معتز عليهم، قام زين و زياد بالعد فعلا:
-واحد….أثنين….ثلاثه
زين، وزياد فى آنً واحد:
-أنا قررت اتجوز
ابتسم الأخوان بسعاده، وجلسو يتحدثون سوياً عن تفاصيل خطبتهم، كان معتز ينظر إلى زياد بغيظ واضعاً يده على ذقنه، وصورته الظاهره فى شاشة هاتف زياد، ضحك كل من زياد وزين على وضعية جلوسه المهمومه، تركهم معتز وصعد إلى حد غرف منزل زياد، حتى يجلس وحده مع افكاره.
تحدث زين:
-معتز ماله
اخبره زياد بما علمه مسبقاً، فقال زين :
-خليك معاه يازياد، وبطل تضيقه بكلامك.
ابتسم زياد قائلاً:
-خلاص بقا انا مبقتش فاضى أضيقه، دلوقتى عندى خطبتى.
ابتسم زين على أخية، فهو سعيداً جداً من أجله، تحدث زياد:
-انت عارف يازين، كان نفسى تكون معايا بكرة، مكنتش عايز اروح لوحدى بدون ماتكون جمبى وواقف معايا، ليه متحاولش تيجى، كفاية سفر لغايت كده، واستقر هنا.
تحدث زين بتأثر فهو اشتاق لأخية ايضاً:
– قريب جداً، يا زياد، مش لوحدك اللى محتاجنى، انا كمان محتاجك جمبى، كمان ساعه هروح بيت نغم اطلب ايديها.
قال زياد :
– أنا هنتظر الوقت اللى هتيجى فيه مصر، كنت كل سنه بتيجى تقضى وقت هنا، لكن المرة دى انت اتأخرت جدا مر سنتين على أخر مرة نزلت فيها مصر.
ابتسم زين وقال:
-اكيد هاجى مش هعمل فرحى بدونك، انا قفل دلوقتى ولما ارجع هكلمك مره تانية.
اغلقوا الإتصال، وارتدى زين بدلته، ووضع العلبة التى تحتوى على خاتمان الخطبه فى جيب بدلته، خرج من منزله بسعاده، و توجهه إلى بيت نغم، وهو فى طريقه اشترى باقه من الورود الحمراء، وصل إلى منزل نغم، استقبله والد نغم بترحيب، وجلس زين ينتظر نزولها، فلم يعد يطيق الإنتظار، صعد والد نغم إلى ابنته، كانت نغم فى ذالك الوقت، انهت من ارتداء ثيابها، فارتدت فستان من الستان باللون الأحمر، وحجاب بنفس اللون، فبدت جميله، بملامحها البسيطه التى تليق بشخصيتها الرقيقه التى تتمتع بها وتميزها، نظرت إلى إنعاكسها بالمرءاه وقالت بحزن:
-ياريت ياماما كنتى معايا انهاردة، اكيد مكنتش هكون خايفه كده، بابا بيحاول يعوض غيابم، وبيحاول يخفى حزنه عنى، كان البيت هيكون مليان بهجه بيكى وأخواتى.
كففت دموعها بسرعه،عندما شعرت بإقتراب خطوات والدها إلى غرفتها، ورسمت البسمه على وجهها ببراعه، من أجل والدها الحنون، دخل والدها ونظر لها بسعاده وقال:
-جميله ورقيقه دايما يانغم، أميرتى الصغيرة كبرت، وزين هيخدك من حضنى قريب.
عانقت نغم والدها الحنون وقالت:
-لا يابابا محدش يقدر ياخدنى منك، هتفضل احن اجمل اب، عشت حياتى كلها بحنيتك عليا، عمرى ماهحب حد اكتر منك.
ادمع عين والدها من حديثها، الذى ربت على قلبه، وبادلها العناق بشده، ثم فصل العناق وقال بمرح:
-ننزل دلوقتى، لان زين قاعد على نار تحت
ضحكت نغم بخجل، وهبطت للأسفل برفقة والدها، دخلت نغم والدها، نظر لها زين بحب فكانت تبدو جميله بفستانها كعادتها، ولكن اليوم شعورة، وهو ينظر إليها مختلف تماماً، جلست نغم بجانب والدها، علم زين انه من المفترض، ان يقوم بالمتعارف علية، وهو طلب يدها الآن من والدها، ولكن لجم فمه، وشعر بالحرج لا يعرف من اين يبدأ حديثه، وهو مفرده هكذا، شعر والد نغم بم يدور بداخل زين ورفه عنه الحرج قائلاً بمرح:
– وانا موافق على طلبك
ضحك زين، فكشف الآن حرجه، و بدالتهم نغم الضحك بخفوت، لفعله والدها، فقال والد نغم بمرح:
-نقرأ الفاتحه بدل ما انت ساكت كده.
ابتسم زين وقاموا جميعاً، بقراءة الفاتحه، ثم حمل زين العلبه التى به الخاتم وفتحها ووضع خاتم الخطبه الذى كان يمتاز بالرقى داخل أصبعها، ونظر فى عينيها بحب، بادلته نغم نظره مليئه بالحب ظهرت فى لمعة عينيها، امسكت نغم دبلة الخاصة به، ووضعته فى أصبعه.
بارك لهم والد نغم، بسعاده حقيقيه لكل منهما، وقال :
-انا عايز اعرفك حاجه يازين، خلال يومين انا مضطر أنزل مصر، وهاخد نغم معايا انت عارف انها عايزة تزور قبر مامتها وأخواتها، وانا وعدتها قبل كده اننا هننزل مصر.
تحدث زين بهدوء:
-هتقعدوا قد اى فى مصر.
أجابه والدها:
-مش عارف، لكن مش هتكون مده طويله متقلقش
تحدث زين وهو ينظر إلى نغم:
– تمام، بلغنى هتسافرو يوم اى وهكون معاكم اوصلكم المطار.
ابتسمت له نغم بهدوء، وتحدث والدها:
-دا يعنى انك مش مدايق من سفر نغم
ابتسم زين لوالدها:
-لا معنديش مشكله، اهم حاجه تكون مبسوطه.
عند حديث زين، اطمأن قلب والد نغم، أن ابنته الأن مع رجل حنون، سيكمل مسيرة الحب والعطاء، التى اعطاها لإبنته طوال هذة السنوات، خرج والدها لكى يتركهم على راحتهم قليلاً، يتحدثون.
تحدث زين بحب:
-دى المرة التانية، اللى هتسبينى فيها، وتخلى قلبى يشتاق ليكى.
خجلت نغم وقالت بخفوت:
-امتى كانت المرة الأولى
تحدث زين بإبتسامه:
-لما سبتى المستشفى
ابتسم نغم له وتخلت قليلاً عن خجلها:
-انا كمان حسيت ببعض الفراغ، كنت اتعودت على وجودك معيا كل يوم، و كلامنا مع بعض.
خفق قلب زين بسعاده من حديثها، فيبدو أن حبيبتها، كنت تشعر به هى أيضاً، قضوا الليله فى الحديث معاً، ومشاركهم الحديث والدها، اندمجت نغم معه كثيراً فلم يخلو حديثهم من المرح، ونظرات زين لها، التى كانت تخجلها.
بعد مرور يومين
نظر زياد فى ساعته بملل وقال:
– انت فين يامعتز، مشيت من 3 ساعات، مجتش لغايت دلوقتى، اى هو المشوار المهم اللى طلعلك دا، زفر بغضب، فهو سيتأخر على موعد الخطبه هكذا، ثم جرس منزله، نهض مسرعاً، وفتح الباب، وجد معتز امامه هتف بغضب قائلاً:
-اى كل التأخير دا
تحدث معتز بإبتسامه :
– ما نت عارف انا اتأخرت ليه، هتكلمنى بطريقه احسن من كده
رفع زياد إحدى حاجبيه بتعجب، تحرك معتز جانباً قليلاً، ظهر ماكان يخفيه خلفه، اختفت علامات التعجب من وجه زياد وحل محل محلها علامات السعاده والاندهاش على وجهه، اقترب وزياد وقام بإحتضانه قائلاً:
– جيت عشانك، مقدرتش افضل هناك وانا عارف إن أخوايا محتاجنى.
فصل العناق وقال زين له:
– أنا مجتش لوحدى، بقيت عيلتنا معانا.
قال زياد بتعجب:
-عائلتنا!
دخل والد نغم رحب به زياد وعانقه، تحدث والد نغم بطيبته المعهودة:
– ايوه عيلتك، انت اخو زين تبقا زى ابنى بالظبط، مش هسيب ابنى يروح يطلب ايد البنت لوحده كده، بدون ما نكون جمبه.
تأثر زياد ومعتز وزين من حديث والد نغم، المليئ بالطيبه، نظر زين لنغم بحب وإمتتان لما فعله والدها، والذى اقنعه بالعودة معه عندما عرف بخطبه أخية، نظر زياد إلى أخيه قائلاً بمرح:
-مش هترحب بمرات اخوك
وجه زياد نظره لها، ورحب بها مد يده لكى يصافحها، فصافحه زين بغيظ وهى يضغط على يدة ويقول:
– نغم مش بتسلم
تحدث زياد بإحراج بسبب تصرفه الذى يحرجه كل مرة، مع أية، وهذة المرة مع زوجة أخية.
تحدث والد نغم بإستعجال:
– هنتأخر كده عن معادك
اطاعوه جميعاً، وخرجوا جميعا، ركب زياد وزين ونغم برفقة زياد، ووالد نغم برفقة معتز،انطلقوا فى طريقهم و كل واحد منهم يحمل مشاعر السعادة…..الحب…..الإشتياق…..الإمتنان….الراحه.
✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية فارس من الماضي ) اسم الرواية