روية جمال الاسود كاملة بقلم نورا عبد العزيز عبر مدونة دليل الروايات
روية جمال الاسود الفصل الثالث و العشرون 23
تمتمت “مريم” بنبرة خافتة مُرتجفة وعينيها تحدق بـ “حمزة” طريح الفراش:-
-أنت!!
فتح “حمزة” عينيه بتعب شديد وقد تمكن السرطان منه كليًا، رمقها بعيني مُنهكة وقلب حزين:-
-أنتِ!! أخر حد توقعت أن أشوفه هنا
تساقطت الدموع من عينها بحزن شديد وهو يسعل من الألم والدماء تخرج فمه داخل أنبوب الأكسجين، لا تعلم اتشفق عليه أم حزن قلبها عليه لرؤيته هكذا لطالما كان قويًا أمامها ويخرج قوته عليها، سألته بنبرة مُتلعثمة:-
-دا أنت بجد؟
تبسم رغم ألمه وقال بسخرية:-
-شوفتي ربنا انتقم لك مني أزاى، بس أنا مش زعلان أنا فرحان عشان هروح لها وأشوفها أخيرًا
تحدثت “مريم” بنبرة قوية ساخرة من فرحته الكبيرة رغم مرضه قائلة:-
-ولما تشوفها هتقولها أيه عن الأمانة اللى سابتها لك، هتقولها أنك صونتها ولا موتها بالحية وهى عايشة، هتقولها حمايتها ولا بسببك بقيت مريضة نفسية وبتتعالج ومفيش فى جسمها حتة سليمة، هتقولها أيه عرفني … أنا لا يمكن أسامحك
نظر إليها بهدوء شديد ثم قال:-
-ولا أنا، أزاى أسامحك وأنا عشت 25 سنة من غيرها بسببك
جلست “مريم” على المقعد الموجود بجوارها من الحزن والوجع الذي أصابها رغم كرهها إليه لكن رؤيته هكذا يصارع الموت والمرض فى أنفاسه بصعوبة أنهكتها، جهشت باكية بحزن شديد ووضعت يدها على فمها تمنع صوت بكاءها أن يخرج منها ليقول “حمزة” بصعوبة:-
-أنتِ بتعيطي؟ ليه، عشاني… متقوليش أن رغم قسوتي وكل اللي عشتي على أيدي لسه شايفاني أب لك
مسح دموعها بحزن شديد ثم قالت:-
-تخيل رغم كل دا، دلوقت أنا الوحيدة اللى تقدر تنقذك
نظر إليها بتعب شديد وغضب ظهر فى نظراته ثم قال:-
-وأنا مش عايز منك حاجة، أياك تعمليها يا مريم أنا ما صدقت أنها جت من ربنا وموعدي قرب
أندهشت من أستماتة هذا الرجل للموت وقالت:-
-لدرجة دى
-وحشتني ومبقتش قادر على بُعدك أكتر
قالها بتعب شديد وهو يحمل فى يده صورة لزوجته المتوفية، دخل “جمال” مع الطبيب ليذهل من بكاء “مريم” وحالتها لا يصدق أن قلب هذه الفتاة التى تمتاز ببراءتها ودفئها، لطيفًا حتى على أقسي شخص ظلمها فى الحياة، قال “حمزة” بغضب شديد :-
-أنا مش عايزها تتبرع بحاجة، أنت عارف يا جمال أن أنا مستاهلش دا منها متخلهاش تديني حاجة وأهو يبقي خلصت مني نهائيًا ومتبقاش ليها فضل فى نجاتي وأنا أروح للحبيبة الغالية
أنحني “جمال” إلى تكفه ليهمس فى أذنه قائلًا:-
-يخلق من ظهر الفاسد عالم، متسألنيش أزاى دا بنتك أنتِ بس أوعدك لو على موتي مريم عمرها ما هتساعدك
تبسم “حمزة” إلى كره هذا الرجل ثم غادر بصحبتها ليعود للمنزل….
______________________________
“قصـــــــــــــــــر جمـــــــــــــال المصــــــــــــري”
ظلت “ولاء” جالسة على الأريكة وبجوارها “جميلة” يحدقان الأثنين فى “سارة” التي تجلس أمامها بملابس فاضحة فستانًا يكشف من جسدها اكثر ما يخفي، أغلقت “جميلة” يدها على طاقية زيها الرسمي للطيران الذي ترتيده مُستعدة لللذهاب إلى رحلة جديدة فى عملها، تمتمت بنبرة خافتة:-
-مُتأكدة انك مش عايزة ترجعي لندن
أومأت “ولاء” بضيق شديد ثم قالت:-
-أرجع وأخواتك، واحد جايبلي رقاصة فى البيت والتاني مُصر يتجوز مرات أخوه
نظرت “جميلة” إلي والدتها بقلق شديد ثم قالت بتوتر:-
-هتعيشي معها أزاى، دى مفيش من بجاحتها أثنين، كنت مش طايقة مريم لازم تشكرها على أدبها وأخلاقها
تأففت “ولاء” بضيق شديد من هذا الحديث وعينيها تكاد تقتل “سارة” التى تضع قدم على الاخري وتهزها بأستفزاز وبفضل فستانها القصير تظهر أقدامها وأفخادها كاملة لتستشيط “ولاء” غضبًا أكثر من طريقتها وقالت:-
-عندك حق، أزاى مختار يجمع الأتنين فى عصمته، رقاصة ومتعلمة ، حسبي الله ونعم الوكيل
جاءها صوت “مختار” يقول بسخرية ونبرة باردة:-
-بتحسبني على مين ولاء؟
رفعت حاجبها إليه بأغتياظ شديد وقالت:-
-ولاء!! أيه كبرت على أنك تقولي يا ماما، بحسبن عليك يا ابن بطني، يا ريتني قعدت فوقك وخنقت وخلصت منك، مكنتش شوفت القرف دا فبيتي
رفعت “سارة” نظرها عن المجلة بأغتياظ من كلماتها ثم قالت بنبرة هادئة تكز على أسنانها:-
-أنا عاملة أقول طولي بالك يا بت وست كبيرة لكن لا الصبر له حدود
جلس “مختار” بجوارها وهو يقول:-
-أهدئي يا سارة دى أمي
وضعت يديها الأثنين على كتفه بدلال ورفعت قدم تضعها فوق ركبته بجراءة تغيظ “ولاء” أكثر وعينيها تحدق بها ثم قالت:-
-عشان خاطرك بس يا حياتي
تنهدت “جميلة” بغضب سافر من هذه المرأة التى تفقدهم جميعهم صوابهم لتقول:-
-كان الله فى عونك يا ماما
وقفت من مكانها لكي تغادر ليحدق “مختار” بها بعيني ثاقبة وبنبرة غليظة قال:-
-أيه يا بت قلة الأدب وعدم التربية دى، هو أنا مش قاعد
حدقت “جميلة” به بأختناق سافر وقالت بسخرية:-
-أنا متربية غصب عنك وواحد زيك مش هو اللى هيعملنى الأدب… روح علموا لنفسك أنت والبجحة اللى قاعدة على رجلك
مرت من أمامه ليقف “مختار” غاضبًا وهو يقول:-
-نهار أبوكي أسود خدي هنا
ألتف خلفها ليرى “جمال” يدخل من القصر بصحبة “مريم” و”جميلة” تقف بجواره، ألتزم الصما لتنظر “جميلة” إليه بصمت شديد ثم قالت:-
-أيه سكت ليه، مش كنت عايز تربينى وخوفت لما لاقيته فى وشك
تحدث “جمال” بغيظ شديد يكبحه بداخله وعينيه كالصقر تفترس “مُختار”:-
-روحي يا جميلة عشان متتاخريش
نظر “مُختار” إلى “مريم” الواقفة بجوار “جمال” وتتشبث فى يده بخوف من “مختار” وتتحاشي النظر إليه فقال:-
-أحلويتي يا مريم
أبتلعت لعابها من الخوف وأختبأت خلف “جمال” أكثر، نظر “جمال” بغضب سافر إليه وهو يتغزل بهذه الفتاة لكن جملته ليست كالغزل فقط بل يريد أن يرعبها ونجح فى ذلك عندما أختبأت “مريم” وراء “جمال” ليبتعد من أمامها وقال بجدية وتهديد صريح:-
-أسبقينى يا مريم على فوق
أفسح لها الطريق بينما حدقت بالدرج و”مختار” واقفًا أمامه فلن تتمكن من الصعود أو أخذ خطوة واحدة لأمام دون “جمال” درعها الواقي وسلاحها فى مواجهة هذا الوحش، تبسم “مُختار” على خوفها وقال بسخرية وتهكم شديد زاد من خوفها:-
-تعالي أطلعي يا مريم
أومأ “جمال” لها بنعم فهزت رأسها بلا بوضوح أمام الجميع ليرتب على أكتافها بلطف بمعنى انه هنا لا تقلق، لتتقدم خطوة فتبسم “مختار” بسعادة على أقترابها حتى أصبحت أمامه تمامًا فرفع يده كي يلمس خصلات شعرها ويفقدها ما تبقي من قوتها لكن كلمات “جمال” كانت أسرع من حركة يده عندما قال:-
-جرب تلمسها
نظر “مختار” إلى أخاه الأصغر بأندهاش ليتابع “جمال” بعد أن وضع يديه فى جيوبه بغرور شديد واثقًا من قوته وجبروته:-
-جرب تلمسها وأنا أوعدك نعملك عزاء يليق بيك
أزدرد “مختار” لعابه بخوف من نظرات “جمال” وأبعد يده التى لم تلمسها فصعدت “مريم” للأعلي ليقترب “جمال” من أخاه ويقف امامه مباشرة وقال:-
-متختبرش صبري كتير لأن الحاجة الوحيدة اللى بدور جوايا أني أطخك عيارين وبأشارة واحدة منى هيتخلصوا من الجثة عادي جدًا ومحدش هيحس بحاجة… لكن تأكد أن قتلي أنا غير حمزة خالص يعنى مش هيكون فى أحتمال أنك تتنفس بعدها
مر من امامه ليدخل إلى مكتبه غاضبًا ويباشر عمله الذي تركه مؤخرًا حتى مرت الساعات وخرج من الغرفة فوجد الجميع صعدوا لغرفهم فيما عد “سارة” التى تجلس على الأريكة المقابلة للمكتب تنظر إليه فور خروجه وتبسمت بسعادة، تأفف بضيق شديد ثم سار نحو الدرج لتركض خلفه وقالت:-
-أحضرلك العشاء
نظر “جمال” إليها من الرأس لأخمص القدم بأشمئزاز شديد وقال:-
-أنا جمال بيه أكل من أيدك أنتِ، أيد عالمة هههه
أكمل صعود الدرج ليشعر بيدها تتسلل إلي ظهره تلمسه بأناملها فتأفف بضيق من هذه المرأة ليستدير إليها:-
-مش هتجيبها لبرا، تحفر قبرك وتنكش على موتك بسرعة البرق… أنا لسه مردتش ليكي اللى عملته وبرضو بتزودي فى الحساب
أبعدت يدها عنه بخوف من نظرته وتهديده وحدقت به بوجه عابس تصطنع البراءة وبنبرة هامسة واهنة قالت:-
-أنت بتعمل كدة ليه عشان بحبك يعنى….
وصل للطابق الثاني مع كلماتها فضحك بسخرية من كلماتها وألتف إليها ليشير بيده على باب غرفة “مختار” وقال:-
-وراء الباب دا فى مغفل هيصدق التمثيل دا لكن نصيحة مني حاولي تغير المهنة عشان فاشلة فيها جدًا
بصق لعابه على الأرض قرب قدمها من الأشمئزاز الذي يشعر به والقذارة التى تفوح رأئحتها من هذه المراة وغادر لتضرب يدها فى داربزين السلم بينما توجه “جمال” إلي غرفته، فتح باب الجناح لكنه لم يجدها فى غرفة المعيشة فأتجه إلى غرفة النوم ودُهش عندما رأها تقف هناك بزاوية الغرفة وتختبي وراء الستارة من أحد، أقترب من الستارة بهدوء وأبعدها لتصرخ بذعر وبدأ تضرب صدره بقبضتها وعينيها مُغمضتين، مسك يديها بلطف وقال بنبرة دافئة:-
-مريم
فتحت عينيها بصدمة ألجمتها من وجوده وحدقت فىالغرفة جيدًا وهى تقول:-
-هو راح فين؟
نظر إلى عينيه بحزن شديد مما تشعر به وسأل بقلق:-
-هو مين؟
-حمزة كان هنا، كان عايز يموتني
قالتها بأرتجاف ليضمها غليه بحزن شديد وبدأ يربت على ظهرها ويده الأخري تمسح على شعرها بحنان وقال:-
-أهدئي يا مريم، اهدئي، حمزة فى المستشفي… أيه اللى هيجيبه هنا؟
تساقطت دموعها بحزن شديد وضعف أكبر بينما تحدثه بثقة من حديثها:-
-أنا شوفته هنا، كان هنا يا جمال، أنا شوفته كان عايز يخنقني ويموتني، دا رماني فى البانيو وكان هيغرقني
أنتبه إلى ملابسها وهى تقف بين ذراعيه شبه عاري ترتدي ملابسها الداخلية فقط وجسدها مبلل بالكامل فنزع سترته سريعًا مُتحاشيًا النظر إليها ووضعها على جسدها وأخبرته بأنها دخلت لتستحم لكن “حمزة” وحاول أن يغرقها فى حوض الأستحمام فهربت منه، أخذها إلي غرفة الملابس لترتدي ملابس تستر جسدها فسترته لن تفي بالغرض، ظلت خائفة وترتجف لا تقوي على ترك يده فقال بنبرة دافئة:-
-أنا هنا يا مريم متخافيش
أومأت إليه بنعم ودموعها تتساقطت على وجنتها، أرتدت بنطلون قطني وتي شيرت من ملابسه ثم خرجت إليه حزينة وضعيفة، نظر إليها بلطف وقال:-
-تعالي يا مريم خدي العلاج
جلست على الأريكة جواره وأخذت علاجها حتى يساعدها فى التخلص من الهلاوس والنوم بأمان فقالت بنبرة حزينة:-
-أنا هتجنن صح!!
هز رأسه بلا وعينيه تحدق بها ويمسح على رأسها بحنان ثم قال:-
-لا، متخافيش العلاج هيشفيكي وأنا هنا معاكي
ألتزمت الصمت بينما “جمال” تألم لرؤيتها تضعف كل يوم عن السابق وأوشكت على الجنون بفضل هؤلاء الحثالة، أخذ يدها فى يديه بأمان وجعلها تنظر إليه ثم قال:-
-بصيلي يا مريم أنا هنا أهو
أومأت إليه بنعم ليقول بجدية:-
-هتعدي والله فترة هتعدي بس خليكي قوية
وضعت رأسها على كتفه تسترخي تمامًا وقالت بهدوء:-
-خلينى أنام هنا أنا حتى بقيت أخاف أنام يا جمال، أنا عملت أيه عشان تكون حياتي مُخيفة كدة
طوقها بذراعيه رغم أعتراضه على بقائها جوراه هكذا فهو ترك لها غرفة النوم كاملة ويبقي هو على الأريكة بغرفة المعيشة لكن هذه الفتاة تذبل يومًا بعد يوم وعقلها يفقد صوابه كلما تركها وحدها، لا يعلم ماذا يفعل حتى لا تأذي نفسها، قليلًا وشعر بثقل رأسها ليعلم ان تأثير الدواء تمكن منها وقد أخذها لجولة نوم طويلة، وقف من مكانه وحملها على ذراعيه ليضعها بالفراش ثم خرج وأغلق الباب ….
_____________________________
وقف “مختار” فى الحديقة بعيدًا يتحدث فى الهاتف مع أحد ليقول:-
-لا متقتلش حازم دلوقت، أنا هحرق قلبها عليه بالبطيء… سارة لازم تدفع تمن كل اللى عملته فيا وتجرأها على التفكير فى قتلي، بس الأول نخلص من حمزة وكدة كدة هو مريض يعنى موته أسهل علينا ومحدش هيشك فى الموضوع… مريض سرطان فى حالة حرجة ومات بتحصل… خلي سارة دلوقت ونحصل من الفريسة السهلة الأول.. اه وحاجة تانية
نظر حوله بتردد كبير خوفًا من أن يسمعه أحد ثم قال بجدية:-
-اه وبلغ نادر الهواري أني عايز اقابله ضروري، الضربة الجاية لازم تكون لجمال عشان يعرف يهددنى كويس
رأي “نانسي” تخرج من القصر وتسير نحوه فأغلق الأتصال ناظرًا إليها حتى وقفت امامه وقالت:-
-الورقة دى وصلت لحضرتك مع محضر
أخذها ونظر بها وكان أنذار بقضية الطلاق التى رفعتها “مريم” فأستشاط غيظًا من هذا الأمر ليقول:-
-مريم فين؟
أجابته “نانسي” ببرود شديد من هذا الحديث وسؤاله عن “مريم” لتقول:-
-خرجت ومعرفش راحت فين؟
-طب غورى من وشي
قالها بضيق شديد لتذهب “نانسي”، تابع حديثه بتمتم شديد قائلًا:-
-ماشي يا مريم أن ما وريتك
_____________________________
“شـــــــــــــــــــركــــة الجمــــــــــــــــــــال جسي أند أم للألكترونيات”
كان “جمال” يستمع لكل مخطط “مُختار” عبر هاتفه بفضل “جين” الذي ساعده فى أختراق الهاتف وتبسم بعد أن تحدث عن “نادر” ثم قال:-
-نفس الغباء يا شريف، مراته لما حبت تضربنى راحت لنادر وهو نفس الشيء، أتنين أغبي من بعض.. معندهمش الجراءة فى مواجهتي لكن يحبوا ييأذوني …
-أنا مندهش، سارة فاكرة أنه دايب فيها دوب وهو أصلًا بيخطط يقتل أبنها وينتقم منها، دا عارف أن هي اللى خططت لقتله
قالها “شريف”بجدية من هذا الحديث الذي يستمع إليه فتبسم “جمال” بسعادة وهو يهز مقعده بأسترخاء:-
-أقعد أتفرج عليهم وهم بيقتلوا فى بعض ولا أخد حقي منهم وبرضو الموت هو سبيلهم .. صحيح مريم فين؟
تبسم “شريف” بسعادة لصمود هذا الفتاة وقال بجدية:-
-حست أنها بترتاح على العلاج وقررت تروح تسجل أول حلقة للبرنامج بتاعها ، حسام وأتنين تانية من الأمن أختارهم عاشور بنفسه راحوا معها… أطمن
أومأ “جمال” إليه بنعم بأرتياح شديد ثم قال:-
-ماشي خليها تروح تنشغل فى حاجة بتحبها بدل قاعدة البيت معهم اللى هتجننها
كاد “شريف” أن يتحدث لكن قاطعه صوت رنين الهاتف، نظر “جمال” لى هاتفه وكان أتصال من “عاشور” بـ “جمال” ليخبره بأن يأتي ويستمع لهذا العامل بنفسه بعد أن حكي له كل شيء عن هذه الليلة فخرج “جمال” من الشركة بفضول قاطع وذهب إلى حيث رجاله وهناك جلس العامل أمامه بخوف شديد من لقاء هذا الرجل عديم القلب وبلا رحمة على أحد فقال بجدية:-
-والله يا جناب البيه أنا ما ليا ذنب فى حاجة، أنا كنت قاعد زى عادتي فى الجنينة ولاقيت حمزة ومع ياسين شايلين حاجة كبيرة ومشيوا بيها وراء البيت، روحت وراءهم ولاقيتهم بيدفونه وشوفت أيد بنى أدم، أول ما مشيوا خوفت من الجثة ومختار بيه لو عرف هيقتلني ويدفني مكانها روحت طلعتها ولاقيته مختار به، ساعدته وقتها وقالي أدفن تاني وأسكت ومفتحش بوقي وسكت، كان عايش فى البيت اللى على البحيرة وأنا بخدمه لكن والله ما أعرف حاجة تانية
نظر “جمال” إليه بصمت شديد لا يعرف أيقتل هذا الرجل على أنقاذ حياة “مختار” وهو يستحق الموت أم يتركه، تأفف بضيق شديد ثم قال:-
-أديله قرشين يا عاشور وغوره من هنا
غادر الغرفة وأنطلق إلى القصر بضيق شديد، سأل عن “مريم” لتخبره “حنان” أنها لم تأتي بعد فصعد إلى غرفته يفكر فى القادم وكيف سيتخلص من هذه المشاكل ومتى سيحل الهدوء والسلام على حياته ويستطيع العيش مع فتاته بسعادة بلا هموم ومشاكل، نزع سترته وألقي بها على الفراش ثم أتجه إلى غرفة الملابس، نزع قميصه وألقي به على الأريكة الموجودة فى غرفة الملابس خاصته، وأخذ تي شيرت وردي فى يدى وقبل أن يرتديه شعر بيدها تلمس ظهره العاري بحنان، ألتف “جمال” بوجه عابس وهادئًا ليُصدم عندما وجد “سارة” هى التى تقف أمامه وترتدي قميصه نوم أسود قصير وفوقه روب من الدانتيل القصير، دفعها بقوة مُتعجبًا دخولها إلى غرفته:-
-أنتِ دخلتى هنا أزاى؟
أقتربت منه من جديد ووضعت يديها على صدره بدلال وتهمس إليه بنبرتها الناعمة:-
-هكون دخلت أزاى يعنى، من الباب… جمال أنا بحبك.. بحبك ومش عايزه فى الدنيا دى غيرك
مسك ذراعيها بقوة يدفعها بعيدًا ويمنعها عن لمسه بغضب سافر تملكه؛ قال بنبرة مخيفة:-
-أنتِ مجنونة وبجحة، وفعلًا الطيور على أشكالها تقع جوزك يبص لمراتي وأنتِ تبصي لراجل….
قاطعته بدلالها ويدها تلمس وجنته تداعب لحيته قائلة:-
-راجل أعزب… أنت عازب وأنا كمان عازبة مش على ذمة حد… أنا جيت مع مختار بس عشانك ومستحيل ارجع له
حدق “جمال” بها بصدمة ألجمته من جرائتها فى الحديث وهذا الجنون الذي تتفوه به، تبسم “سارة” على صدمته التى جمدته وأقتربت منه أكثر وهى تحاول تقبيل وجنته فعاد برأسه للخلف سريعًا قبل أن تلمسه شفتيها القذرة وقال بحدة:-
-أنا ملك مريم بس أطلعي برا يا أرجوز أنتِ قبل ما أجرك من شعرك وأرميكي برا القصر زى كلاب الشوارع
ظلت “سارة” تحدق به بأغتياظ وغضب شديد من كلماته وتمسكه بحبه إلى هذه الفتاة حتى قاطع غضبها صوت “مريم” تقول:-
-أظن أنك سمعتيه بيقولك برا
نظر الأثنين إلى الباب و”جمال” يحدق بها بصدمة وخوف مما قد تفعله أو تسي فهمه، لم يتحرك لـ “سارة” ساكنًا فدلفت “مريم” بانفعال شديد لتبعدها عن “جمال” بقوة وصرخت:-
-مكفكيش أذي فيا، كمان جاي تلفي على راجلي، بس دا بُعدك يا سارة أنت وسي مختار بتاعك أعملوا كل اللى فى أيديكم ويجوا فى دماغكم ومش هتقدروا تفرقونا عن بعض، أجلنا الفرح شوية اه أجلنا لحد ما نخلص منكم لكن متحلموش تفرقونا عن بعض، أنا وجمال مع بعض ومش هيفرقنا غير الموت، وعشان كدة إياك تفكري تقربي منه تاني ولا حتى تلمحيه بعينيك بدل ما أدب صوابعي فيهم افقعهم لك…
ظلت “سارة” صامتة أمام حديثها حتى أنهتوا وخرجت من الغرفة، نظر “جمال” إلى “مريم” بسعادة تغمره ويرتدي تي شيرته ويهتف بحماس قائلًا:-
-برافو عليكي….
قاطعته بنظرة غضب كأنها تخبره بغضبها منه وأنها لن تغفر له ما حدث ثم ذهبت من أمامه ليبتلع لعابه بقلق من القادم ورغم أنه لا يخشي شيء لكنه كأى رجل طبيعي يخف من امرأته حين تغضب، خرجت إلى الخارج فتنحنح “جمال” بلطف وقال:-
-مريم
رفع نظرها إليه بغضب سافر ليشعر بتوتر من نظرتها الغاضبة ثم جلس جوارها فى غرفة الميعشة وتفتح التلفاز، تحدث “جمال” بقلق:-
-مش أنا اللى جبتها هنا بتعاقبيني على ايه
ضربه بعنف شديد على قدمه وهى تقول:-
-لو كنت قفلت باب أوضتك كويس مكنتش دخلت الحية دى هنا، والله عال دا اللى ناقص تلف عليك
قالتها بسخرية وهى تستشيط غيظًا فضمها “جمال” إليه بلطف مُبتسمًا على غيرتها الجميلة التى تزيدها جذابية:-
-تلف براحتها أنا عندي مريم
صمتت بهدوء كأنه نجح فى أقل من ثانية أن يمتص كل غضبها ويطفيء نيران غيرتها، قالت بدفء:-
-بتكفيك مريم
نظر إليها بحب شديد وعينيه لا تقوى على البُعد عنها، ضربات قلبه تهزمه دائمًا لأجلها فقال بتذمر شديد:-
-منه لله اللى كان السبب كان زمانك مراتي دلوقتي
ضحكت على تذمره ولأول مرة يتذمر هكذا، بدأ البرنامج الخاص بها ليشاهدها بحماس فكانت جميلة على شاشة التلفاز وواثقة أمام الكاميرا وقوية، وضع ذراعه حول أكتافها ثم قال بجدية:-
-أحسنتي يا مريم
تبسمت إليه بعفوية وسعادة تغمرها من تحقيق حلمها ثم قالت بجدية:-
-صحيح!! أنا قررت أتبرع لحمزة بالنخاع مش هستحمل فكرة أنى ممكن أكون سبب فى موت حد
نظر “جمال” لها بصدمة ألجمته ووقف من مكانه غاضبًا ثم قال:-
-بس أنا مش موافق يا مريم
نظر إلي بعضهم بأستياء شديد ثم غادر “جمال” غاضبًا منها…….
____________________________
دخل رجل يرتدي زى الطبيب ويضع قناع طبي على وجهه إلى غرفة “حمزة”، نظر إليه وكان مُنهكًا فى المرض ووصل إلى مرحلته النهائية لا يعلم أيجب أن قيتل ميت أم لا؟ وضع حقنة فى الملحول الطبي وصنع شقًا فى أنبوب الأكسجين للتنفس الصناعي ثم غادر الغرفةنهائيًا بعد ان انهي مهتمة وقبل أن يغادر الطابق سمع صوت الأنذار وركض الأطباء إلى الغرفة الخاصة بـ “حمزة” فتبسم وهو يترجل درج الطؤاري واتصل بـ “مختار” وقال بحماس:-
-حصل
أعلن الطبيب خبر وفأة “حمزة” وسقطت من يده صورة زوجته فحملتها الممرضة عن الأرض ونظرت بها بحزن شديد وكان هناك صورة أخرى إلى “مريم” وهى طفلة رضيعة وورقة مطوية….
للحكــــــايــة بقيــــة…….
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( روية جمال الاسود ) اسم الرواية