رواية اوصيك بقلبي عشقا كاملة بقلم مريم محمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية اوصيك بقلبي عشقا الفصل السادس و العشرون 26
“أما قبل ؛ كنتُ الأول لكِ ، أما بعد.. أنتِ الأخيرة لي !”
_ مراد
ربما تحسّنت حالتها الصحيّة، و لكن حالتها النفسية لا زالت من سيئ إلى أسوأ، مع ذلك لم يمتنع “أدهم” أكثر عن طرح أسئلته العاجلة عليها، كان بحاجة أن يعرف ما صار معها مهما كانت العواقب.. كان سيخاطر بأيّ شيء
حتى حصل على ما أراد في الأخير، اعترفت “إيمان” بكل شيء، فقط حين أخبرها “أدهم” بأن “مراد” موقفًا بالمخفر، و أن هو المتهم باختطافها و الإعتداء عليها، عندما سمعت كل هذا خرجت عن صمتها و خجلها و كل خزيها ؛
قالت له الحقيقة، و أن “مالك” زوجها هو الذي فعل كل الجرائر التي ذكرها، لم يرف لها جفن و هي تخبره بكل شيء جرى وقد إنشغل قلبها فقط بما قصّه عليها.. “مراد” !
لقد عرف مكانها.. لقد أتى لينقذها و زوجها الآن هارب
لا أحد يعرف بمكانه
“مراد” …
إنه.. بطلها !!!
لاحقًا تطلب الأمر لتسكين روعها و آلامها حقنة مهدئة، خاصةً و إنها لا زالت عدائية تجاه ابنتها، لا تتقبّلها أبدًا مهما تحدّثوا إليها، لو أخبرها أحد بأن هذا اليوم آتٍ و إنها سوف تكرهها إلى هذا الحد لم تكن لتصدق، لكنه حدث …
لا تعرف كم مرّ عليها من الوقت نائمة، و لكن في تقديرها فقد مرّ الكثير، ربما يوم أو يومين، أو حتى شهر، كان الزمن بطيئًا بالنسبة لها و هي خاضعة هكذا للنوم الإجباري، بعد أن ترك الطبيب المنتدب لطب النفس ملاحظة بألا يزورها أحد من عائلتها لفترة مُحددة، أرادت أن تشكره على هذا، رغم شعورها بالوحدة و الوحشة، لم تشعر إنها بحاجة لأمها أو أخيها أو حتى إبنتها.. بل الحقيقة كانت تحتاجه هو !
مرضها و شفائها في آنٍ، روحها المنقسمة منها لا تكتمل إلا بوجوده، حبّها الوحيد، الشيء الذي ربما تموت لأجله، عشقها الأناني، لا يمكنها أن تبرأ منه حتى و إن أرادت، إن جذوره ممتدة بأعماقها، إن اقتلعتها خرجت روحها …
ظنّت أنه ربما كابوسًا يراودها مثل كل مرة، في السابق كان زوجها الراحل بطل كل تلك الكوابيس، و مؤخرًا أخيه، لا تدري أيّهما سيزورها الليلة !
لكن للعجب …
تشعر بأنها ليست نائمة، تعرف ذلك، و رغم احساسها بالخطر إلا إنها ظلّت متجمّدة، لا ترى و لا تتحرك، فقط تستمع لتلك الخطوات تقترب منها… و فجأة !
انتشرت صعقةٍ كهربائية من معدتها إلى كافة أعضاؤها و شرايينها، ذلك لإدراكها بأن ما من أحدٍ غيره، هو.. “مراد” …
هذا ليس حلمًا.. و لا يوجد رجل معها الآن سواه
لأنها تشعر به كشعورها بالحياة، و لأن لا أحد آخر يستطيع أن يجعل جسمها يتفاعل مثل الآن غيره هو، و حتى دون أن يلمسها …
تغمض عينيها بشدة و تترقّب بينما دقات قلبها تتسارع و عضلاتها تتصلّب أكثر… إنها مرتعبة، حائرة، بائسة !!!
شهقت “إيمان” دون أن تفتح عينيها في اللحظة التي لمست كفّه جبينها و شعرها، جاشت مشاعرها من مجرد لمسته، أرادت أن تنفجر، أن تصرخ و تعلم أن صرختها ستكون أطنانًا من الحسرة و الحزن …
-إيماني !
لا يُصدق ما يمكن أن يفعله بقلبها سماع صوتٍ تمنت كثيرًا أن تسمعه… نطق بكلمةٍ واحدة، إلا أنه بتلك الكلمة أذاب قلبها و أعاد قولبته من جديد
يهمس “مراد” مرةً أخرى مقابل شفتيها مباشرةً :
-أنا عارف إنك صاحية و سمعاني. أنا خدت لك حقك. و أدهم مش هايعرف حاجة. خلاص. ماعادش حد يقدر يئذيكي من إنهاردة.. عدّي من هنا لتلات شهور. هاتجوزك. هاعمل لك أحلى فرح. كل حاجة هانعملها من أول و جديد سوا كأنها أول مرة. مش هاتشوفي في إللي باقي من عمرك غير السعادة. السعادة و بس.. يا إيماني !
_____
قبل إثنى عشر ساعة …
نجح “رامز الأمير” بعلاقاته و بعض نفوذه بالحصول على أمر افراجٍ عن صديقه مقابل كفالةٍ مالية، ليخرج “مراد” معه متجهين رأسًا إلى مزرعة “الأمير”.. حيث يتحفّظ “رامز” على “مالك” كما أوصاه صديقه
خلف الواجهة الخضراء، هناك عند اصطبل الخيل، المبنى المخصص لتجهيز الجياد، كان “مالك” يجلس مجلل بالأغلال و قد وقف فوق رأسه فردان من الحراسة
بدا أنه لم يلمسه أحد.. حتى الآن !!
-رامز ! .. صاح “مالك” ما إن رأى الرجل الوحيد الذي يعرفه هنا
لم يخفَ هلعه و التوتر الشديد الذي ألمّ به، ما كاد يستطرد شيئًا آخر إلا و صُدم برؤية “مراد” و هو يظهر فجأة من وراء صديقه، مظهره القاتم المفزع يوحي كما لو أنه قبّاض الأرواح حرفيًا …
في المقابل، سخّن الغضب كل عضلةٍ بجسم “مراد” و هو يرى غريمه، ذاك الفتى الذي قيمته بالكاد تساوي صفرًا، أخذ منه حبيبته و لم يكتفِ بهذا، دمّرها
هذا الولد المريض على شاكلة أخيه
تسبّب بتعاسة “إيمان” و أذاقها أمرّ كؤوس الذل و المهانة و قد تخطّى الأمر حدود الكتمان !!!
رفع “مراد” عينيه الغضب يسري بكثافة بشرايينه، لم تنفصل نظراتيهما عن بعض بينما ينطلق نحوه الآن، كان على استعدادٍ تام لضربه، المرة السابقة أنقذه “أدهم” من بين يديه، لكنه اليوم لن يجد من يخلّصه …
-فكّوه ! .. قالها “مراد” محتدًا و هو يحدق مباشرةً بعينيه
أراد أن يكون العراك بينهما متكافئًا، و بالفعل امتثل الرجلين لأمره و فكّا القيود عن “مالك” …
-أقف ياض ! .. هتف “مراد” و هو يخلع ساعة يده الثمينة و الخاتم ذو حجر العقيق الأسود الضخم ببنصره
سلّمهما لصديقه و بقى في انتظار الأخير …
ازدرد “مالك” ريقه بصعوبةٍ و هو يرنو إلى “مراد” مضيّقًا عينيه، فرك معصميه مدركًا أن لا مهرب من هنا قبل أن يتغلّب أحدهما على الآخر، رغم ثقته بأنه كفّته لن تكون هي الراجحة، لكنه كان مجبورًا !
و مدفوعًا بالحقد المختزن بدواخله تجاهه، وثب “مالك” واقفًا و هو يجمع قبضته و يرجعها للخلف ليصوّبها بكل قوته إلى وجه “مراد” …
صدّ “مراد” الضربة بكفّه و أطبق على قبضة “مالك” بقبضته الفولاذية، أمسك “مالك” تأوّهًا و حاول تسديد لكمة أخرى بقبضته الثانية، صدّها “مراد” من جديد و صار يعتقل الإثنتين
جاءت ردة فعله التالية مباغتة و هو يتجذبه لينطحه برأسه في جبهته مباشرةً، كانتضربة كفيلة لتفقده وعيه، لولا أنه استمر في تكييل المزيد إليه، سقط “مالك” فوق القشّ من شدة الضربات التي يتلقّاها، لم يجعله “مراد” يلتقط أنفاسه، أمسكه من ثيابه و رماه في الأرجاء
كان الدم يطفر من وجه “مالك” بالكامل، ما دفع “رامز” للتدخل و هو بالكاد يلمس كتف صديقه :
-مراد. إهدا يا راجل مش كده …
-ماتلمسنيش يا راامـز !!! .. صاح “مراد” مهتاجًا
تراجع “رامز” مذعنًا و لكنه بقى متأهبًا لأيّ تهور يُقدم عليه الثور الهائج الذي أمامه …
ما زال “مراد” متشبثًا بـ”مالك” و لم يُحرره، ضرب رأسه على لوحٍ معدني بالقرب
يلهث “مراد” و قد غطى العرق صدره و ظهره و رئتيه تتوسلان للهواء، لكنه لم يحرم نفسه من الإجهازعليه بالقاضية، فسددها إليه بركبته أسفل حزام خصره تمامًا …
تلك الضربة التي امتصّت أنفاسه و أفغرت فاهه دون أن يسحب و أو يزفر نفسًا واحدًا، تلوّن وجهه بالأزرق و الأصفر و هو يضع يديه فوق ذكورته، تركه “مراد” أخيرًا ليسقط فوق التراب و الحصى، استدار عنه شادًا عضلاته المنقبضة و ساحبًا إلى رئتيه بعض الهواء عبر فمه
شد “مراد” المقعد الخشبي الوحيد ليجلس أمام “مالك” الذي لا يزال على وضعيته فوق الأرض، شمر عن ساعديه و فك زر آخر من أزرار قميصه، ثم مد يديه ليمسكه من تلابيبه و يرفعه نحوه قليلًا …
-لااااا فوق لي كده ده إحنا لسا بنسخّن ! .. غمغم “مراد” بغلظةٍ من بين لهاثه
-مش عامل فيها دكر ياض. هه. بُـص لـــي. أنا مافيش اغراء ليا الساعة دي أد إني أدفنك حي الليلة ..
تطلع “مالك” إليه و هو يبصق دمًا من فمه، ارتسمت ابتسامةٍ مزدرية على ثغر “مراد” و هو يستطرد :
-انت ماختش في إيدي غلوة يالا. رايح تعمل راجل على واحدة ست !؟؟
أخذ الأخير يسعل قليلًا، ثم إلتقط أنفاسه ليقول بصعوبةٍ :
-أنا عارف كل حاجة. عارف إللي بينك و بين إيمان.. عارف إنها كانت مقرطسة أخوها و أخويا و بتنام معاك !
لم تؤثر فيه أقوال غريمه، فقد كان يتوقّع مسبقًا علمه بالأمر، مضى يقول بسخريةٍ منه :
-مقرطسة أخوها دي مالكش فيها. أما بالنسبة لأخوك. مش يمكن كان يعرف إنها نامت معايا و شادد بلاستر على بؤه. عمرك ما فكرت فيها ؟
حملق “مالك” فيه غير مصدقًا، فأردف “مراد” بتبجّح :
-أيوة إيمان نامت معايا. و أخوك عرف من قبل ما يتجوزها و قبلها على نفسه. انت بقى عشان ماستحملتش يا دكر مفكر إنك ممكن تنتقم لرجولتك المعدومة انت و أخوك ؟
كانت الصدمة أشدّ الآن على “مالك”.. معرفته بأن أخيه كان يعلم ذلك السر و تقبّله !!!
عقله لم يستوعبها …
-ده انا هافضحها و هافضحك ! .. غمغم “مالك” و دماء الغضب محتقنة بوجهه
وكزه “مراد” بقبضته في كتفه، فكتم أنينٍ متألم بينما يستمع إلى صوته الصلب :
-أنا عايزك تفكر تقرب ناحيتها تاني بس. ساعتها هامحيك. هاشيلك من على وش الدنيا كلها. و أنا أقدر أعمل كده بسهولة و أنا بشرب فنجان قهوتي. و بردو مش هاتعرف تضرها طول ما أنا عايش و بتنفس ..
رمقه “مالك” بنظراتٍ حاقدة مغلولة و هو يقول مزمجرًا :
-انت عايز مني إيه. جايبني هنا ليه !؟؟
تماوجت على شفتيه ابتسامة شيطانية و هو يهتف دون أن يحيد ناظريه عنه :
-رامــز !
جاء “رامز” من خلفه حاملًا في يده ظرفٌ ورقي، راقب “مالك” بتوجسٍ ما يفعله “مراد”.. بينما يستلّ “مراد” أول ورقة مستطيلة الشكل و هو يتمتم بأريحية :
-طبعًا الشيك ده مألوف ليك. كنت ماضي على بياض لرامز عشان يموّل ورشة السيارات بتاعتك. بس إللي ماكنتش تعرفه جنابك إن رامز الأمير ده صاحبي. شقيق عمري. يعني مايعزش عليا حاجة.. الشيك ده يا أبو الرجال قيمته 50 مليون. لو تعرف تسدده هاتجيب سيرة إيمان لأي حد تعرفه أو ماتعرفوش …
أخذ “مالك” يجفل مصدومًا، ليظهر له “مراد” المادة الثانية، ذلك القرص المدمج، لوّح به أمام عينيه قائلًا :
-و الفلاشة دي. مش عايز أقولك عليها إيه. رامز قالي كلمة سر.. شقة المعادي !
غارت ملامح “مالك” من شدة الغضب، نظر نحو “رامز” شزرًا فاستقبل الأخير نظراته بمنتهى البرود مظهرًا ولائه الكامل لصديقه …
أطلق “مراد” ضحكة مجلجلة و هو يقول مسلمًّا الظرف لـ”رامز” ثانيةً :
-آه يا نمس. صاحب مزاج ياض و مريض زي أخوك.. إيه المتعة لما تعلّق كاميرا و توثق الماتشات مش فاهم !؟
تنهد مكملًا : ما علينا. أنا مش هانصب لك محكمة. دي حريتك الشخصية. إلا …
و صمت و قد تلاشى أيّ مظهر من مظاهر المرح عن وجهه، مد جسمه للأمام و أمسك بياقة الأخير، قربه نحوه أكثر ليسمع صوته الأقرب للهمس :
-لحظة ما هاخرج من هنا. لو شوفتك صدفة قصادي في أي مكان. هادمر لك مستقبلك. هاقضي على حياتك كلها و هاكون حريص شخصيًا إن مايبقاش ليك لقمة عيش في البلد دي أو في أي مكان براها. قيس على كده إيمان. ورقة طلقها توصلها قبل ما ينقضي الأسبوع ده. و لو نطقت بس اسمها بينك و بين نفسك. ماتلومش حد غيرك.. فهمت كويس !!؟
_____
إنفتح جفناها الآن …
لم تصدق ما أخبرها به، و أنه فعل من أجلها كل ذلك، لم تتوقع حتى في أحلامها أن تحصل على دعم كهذا و حماية لا يمكن أن يمنحها إيّاها سواه هو !
منذ عودته لم تخطط ابدًا لاسترداده، لم تتخيّل أنه سيعترف بحبها مرةً ثانية و يريدها زوجة، كيف جرى كل هذا ليفضي لتلك النتيجة ؟
إنه مصمم، يريدها حقًا، و لن يتراجع عن هذا.. و إن من دواعي سرورها حتى في أحلك حقبات عمرها حزنٌ و كآبة… هي أيضًا تريده
لا يمكنها المضي قدمًا بدونه، إنه الوحيد الذي يفهم عليها، الوحيد الذي يملك مقاليدها و كأنه الذي ربّاها و علّمها
لا يمكنها التظاهر بالرفض مجددًا
و تبًا للجميع إنها تريده.. تريده.. تريده هو لا غيره !!!
-إيمان ! .. همس “مراد” باسمها و هو يحتضن كفّيها و يرفعهما لفمه
رفرفت بأجفانها و الدموع عالقةً بهما، راقبته و هو يزداد انفعالًا في قبلاته على يديها و كلماته التي ينطق بها بصدقٍ لم تعهده من قبل :
-أنا بحبك. مايهمنيش حد. عايزك.. مافيش حاجة محتاج لها في حياتي أد ما أنا محتاج لك. حاسس إن عقلي هايطير منغيرك. بحبك. إيمان !
لم يستطع إضافة كلمة أخرى
إذ إنفتح باب الغرفة و ظهر “أدهم” …
تطلعت “إيمان” نحوه دون أن تفزع هذه المرة، دون حتى أن تحاول سحب يديها من بين يديّ “مراد”.. لقد وصلت لنهاية الطريق و سئمت آلامها و عذابها كله
هذه المرة كان “مراد” هو من تركها
قام متجهًا نحو أخيها و هو يقول بتأثرٍ العالم :
-أدهم. لو سمحت آ …
قاطعه “أدهم” بإشارة من يده، و دعاه ليخرج أمامه، فعل “مراد” ما طلب منه، وقف بالخارج قبالة “أدهم” و خلف باب غرفة “إيمان” المغلق
نظر إليه بمزيجٍ من الخجل و الرجاء و قال :
-ليه ماقولتش الحقيقة !؟ .. سأله “أدهم” مباشرةً
لم يكن غاضبًا كالمرة السابقة، و فورًا فهم “مراد” قصده.. صمت بينما يتابع “أدهم” :
-ليه ماقولتش إن جوزها إللي عمل كده. محتاج أفهم وجهة نظرك !
لم ينطق “مراد” سوى :
-أنا بحبها. بحب إيمان. و أخاف أقولك إن رأيك أو رأي أي حد مابقاش يفرق معايا. أنا مش هاسيب حد يزعلها تاني. مش هاتعيش كده تاني.. و مش هاسمح بده و اعمل إللي تعمله مش هارجع عن كلمة واحدة قلتها !!
علت ابتسامة “أدهم” تدريجيًا، ثم قال بصوته الهادئ الرخيم :
-انت ماكنتش محتاج تقول أكتر من كده. عشان أسلّمك أختي و قلبي مرتاح. بعد ما هي بنفسها حكت لي و عرفت إللي مالك عمله. هو كمان راح القسم و المحضر إللي ضدك سقط.. الظروف كلها كانت ضدك إمبارح. إنهاردة كلها في صفك و إيمان اتطلقت !
سحب “مراد” نفسًا عميقًا، لا يستوعب مباركة “أدهم” و كلماته المتضامنة بهذه السهولة، بعد وجهه الآخر الذي رآه قبل يومًا واحدًا …
-حتى لو عاوز مش هقدر أبعدكوا عن بعض ! .. قالها “أدهم” و لا يزال محتفظًا بابتسامته
و لم يستطع إخفاء نبرة الحزن في صوته و هو يستطرد :
-أختي لما فكرت إنها في آخر لحظاتها. اختارت تكلمك انت مش أنا.. و المفاجأة إنك طلعت أد الثقة إللي حطتها فيك. جوزها غدر بيها. و انت حاميتها !
عبس “مراد” و لوهلة لم يطيق كل حسن الظن هذا، فهو لم يكن ملاكًا كما يصفه “أدهم”.. أراده يكفّ عن قول ذلك
ليباغته “أدهم” و هو يجتذبه من كتفيه و يحتضنه متمتمًا بامتنانٍ :
-أنا موافق. طبعًا موافق.. اتجوزها. خدها. فرحها.. إيمان ماتستاهلش غير كده. أختي تستاهل تفرح يا مراد. أنا موافق. موافق !
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اوصيك بقلبي عشقا ) اسم الرواية