رواية قانون ايتن كاملة بقلم داليا احمد عبر مدونة دليل الروايات
رواية قانون ايتن الفصل الثاني 2
في ڨيلا صغيرة مكونة من دور واحد بحديقة رائعة تسكن فيه “خديجة” صديقة آيتن
كانت تخبرها بمشكلة اليوم مع “لمياء” فهي الوحيدة التي تعرف معظم أسرار آيتن الخاصة وشغلها السري هذا، تأخذ رأيها في معظم مشاكل عملائها وأفكارها لمساعدتها
“خديجة” في منتصف العشرينات من عمرها لديها أتيليه فساتين تأجر به فساتينها، وليست مصممة أزياء.. هي فقط تعمل بتأجير الفساتين الجديدة.. خمرية البشرة بملامح هادئة جميلة.. ذات شعر بني ناعم لمنتصف ظهرها، عيون بنية جميلة، متوسطة الطول، تمتلك جسد رشيق
أخرجت آيتن من حقيبتها دفترها، قائلة بتساؤل لخديجة:
-اومال بسام فين ؟
تناولت خديجة الهاتف لتتصل على مدير أعمالها وبنفس الوقت يعمل مع آيتن، وفي خلال دقائق كان أمامهم
-أيوة يا آنسة آيتن
آيتن وهى تصور الورقة على هاتفها :
-بسام هبعتلك دلوقتي بيانات و صورة حد كده على الواتساب تشوفلي حد يراقبه كويس جداً ولو وصلت لحاجة مهمة تبلغني
أومأ بإيجاب:
-تمام
__________________________________
في صباح اليوم التالي
في إحدى الشقق الراقية بالتحديد شقة والد منة..
ابتسم والد منة وهو يعطي “عمر” ابنه مصروفه.. عمر هو الأخ الأصغر والوحيد لمنة ذو الست سنوات، في الصف الاولى الابتدائي
والده بنفاذ صبر :
-متعملش مشاكل بالله عليك يا عمر .. انا زهقت من كتر ما بروحلك المدرسة كل يوم .. اعقل كده ها
ابتسم عمر بمكر وهو يستمع إلى تحذيرات والده ليهمس بهدوء مزيّف:
-حاضر يا بابا
قبّلته والدته من وجنته وهى تهندم شعره البني الناعم الذى يصل إلى أسفل كتفيه، قائلةً بنبرةٍ حانيةٍ:
-يلا يا “مارو” أنزل مع بابا عشان الباص بتاعك زمانه جاي
-حاضر يا ماما
ودعتهم ودخلت غرفة ابنتها ” منة” لتيقظها وقامت بالمسح على خدها ببطء.. قائلةً بصوت عالٍ:
-منوش ..فوقي من غيبوبتك دي.. عشان تيجي معايا مشوار
فركت “منة” عينيها بيديها في محاولة الاستيقاظ لتسأل والدتها بفضول:
-مشوار ايه؟ في عريس!
هتفت أمها بحدة وسخرية :
-دايماً همك علي الجواز كده
زفرت منة بتذمّر:
-اومال أفضل قاعدة معاكي أقرف فيكي ؟
زفرت بضيق:
-لا بصراحة تتجوزي ارحم
قهقهت منة ضاحكة بمزاح :
-شوفتي بقى أنا عندي حق أهو
تجاهلت أمها ردها قائلة بهدوء:
-طب يلا يا خفة.. فوقي كده وخدي شاور وغيري هدومك وافطري عشان هنروح لطنط علا لأنّها عاملة عملية
منة بمرح:
-عندها مُزز طيب ؟
قطبت أمها حاجبيها بانزعاج، وهي تغادر الغرفة قائلة:
-مش هرد عليكي
________________________________
في شقة آيتن
كعادتها ارتدت بنطال أسود وفوقه كنزة أنيقة سوداء .. ملابسها دائما أنيقة ولكن باللون الأسود فهي تعشق هذا اللون مثل لون شعرها الذي لم تفكر لحظة أنْ تغيره، هي منذ فترة لم تستطع إلا حب عملها وشعرها الأسود الطويل و والدتها .. رغم خلافات أمها التي لا تكف عن محاولة إخضاعها لعدم ارتداء الألوان السوداء حتى الفساتين ومعظم الأحذية والحقائب باللون الأسود
صاحت أمها قائلة بضيق:
-نفسي في مرة ألاقيكي لابسة حاجة ألوان كده بدل العزا اللي في دولابك ده ..أو حتى تدخلي عليا كده مرة مغيرة لون شعرك للون فاتح كده زي البنات
آيتن بزهق :
-ماما أنا بحب اللون ده جدا ومعتقدش إن أنا ممكن أغيّره.. وبعدين أنا بشتري أشيك حاجة يعني مش مجرد ألوان غامقة وخلاص ..أما لون شعري ده برضو أنا بحبه جداً ومستحيل أرجعه عسلي تاني
أمها بعتاب:
-ده حتي لما بتحضري فرح ولا حفلة برضو لازم تلبسي فستان أسود وجزمة سودة .. دايماً كده يا آيتن كلامي مبيتسمعش خالص ولا هيتسمع طبعاً
اقتربت آيتن منها وهى تقبلها من وجنتيها بحب لتنقذ ذلك الموقف قبل بدء شجارهم المعتاد:
-لا طبعاً يا ست الكل .. أنتي بس تؤمريني وأنا تحت أمرك
تبدّلت ملامحها للفرح قائلةً بابتسامة:
-بجد يا “ايتونة” يعني خلاص هتسمعي كلامي وتغيري الأسود ده
آيتن بتردد:
-ها .. ااه يا ماما هفكر إن شاء الله وأغيره بس أنتِ ادعيلي
زفرت والدتها بضيق:
-والله؟ ماشي يا ايتن اضحكي عليا بكلمتين
آيتن بابتسامة:
-لا يا ماما أنا أقدر برضو .. يلا باي بقى يدوب ألحق أنزل عشان كده هتأخر
__________________________________
في شقة صديقة والدة منة
هتفت علا صديقة والدتها موجهة حديثها لمنة :
-ازيك يا منة.. كبرتي ما شاء الله ربنا يباركلك فيها وعقبال ما تفرحي بيها كده
اومأت “ناريمان” والدة منى بابتسامة:
-ربنا يخليكي يا حبيبتي وتفرحى بولادك
أشارت “علا” على ابنها الجالس بجانبها :
-ده إيهاب ابني مشوفتيهوش أنتي يا ناريمان
إيهاب بابتسامة:
-ازيك يا طنط ؟
-الحمد لله تمام .. ازيك أنت؟
همست منة بخفوت في أذن والدتها:
-ماما
أمها بتذمّر:
-نعم
منة بهيام:
-مش ملاحظة إنّ إيهاب ابن طنط علا أحلو عن الأول بقى حاجة كده قمر
زفرت ناريمان بضيق :
-يخربيت سنينك اتهدي بقى
قطبت منة حاجبيها بتعجب:
-الله مش بقولك ملحوظة !
هتفت والدتها بتحذير:
-اخرسي مش عايزة اسمع زفت..
إيهاب بصوت عالٍ موجهاً حديثه للجميع:
-هستأذن أنا.. نهاركم سعيد
تمتمت منة لوالدتها بسخرية:
-هو طالع من فيلم قديم ولا ايه !
__________________________________
كانت آيتن تتحدث مع بسّام عبر الهاتف لتستفسر منه عن أحدث الأخبار لزوج لمياء
همست آيتن بدهشة :
-يعني ايه يا بسام بقالك كام يوم بتراقبه معقولة مفيش جديد خالص !
بسّام بتأكيد:
-أنتِ عارفة باخد بالي كويس اوي وبعدين هو بيقابلها في أماكن عامة وطبعا مكنش ينفع أصور حاجة
زفرت بضيق :
-طيب يا بسّام عموماً خلاص هحاول أشوف حل تاني .. باي
ثم أغلقت معه الهاتف وشردت قليلاً لمحاولة الوصول إلى حل لمشكلة لمياء
__________________________________
بعد انتهاء فترة عملها، ذهبت إلى خديجة لتتناقش معها بخصوص مشكلة لمياء
اقتربت خديجة و بـيدها فنجان قهوة لآيتن قدمته لها ثم تناولته الأخرى منها
زفرت ايتن بضيق عندما لم تجد حل لهذه المشكلة:
-انا مش عارفة الاقى حل .. وجوزها مش عارفة أمسك عليه غلطة، وفي نفس الوقت مش عارفة أرد على لمياء بإيه
اقتربت منها خديجة مرتبة على شعرها، وهمست بوقار :
-بس أنا واثقة إنّك هتعرفي تلاقي حل دي مش أول مرة يا حبي .. يلا أنا هسيبك تقعدي شوية مع نفسك علي ما أشوف هاكل ايه عشان جعانة أوي .. اعمل حسابك معايا ؟
زفرت بهدوء عندما لم تجد إجابة منها ويبدو أن ايتن شردت لتفكر في حل مشكلة لمياء فقررت أن تتركها ودخلت المطبخ لتعد طعام سريع
مرت ربع ساعة.. دلفت ايتن المطبخ خلفها، هاتفة بصراخ وسعادة:
-أنا لقيت الحل يا ديچا خلاص
تحوّل هدوء خديجة إلى غضبٍ لتهتف بحدة :
– خضتيني والله
همست آيتن بابتسامة:
– سوري يا روحي بس أنا أول ما جت في بالى الفكرة .. قولت
قاطعتها خديجة بسخرية:
-قولتي ادخل اخض خديجة مرة واحدة مش كده؟
ضحكت آيتن بسعادة لتجيبها بهدوء:
-ابدا يا ديچا .. المهم مش عايزة تعرفى ايه بقى الخطة؟
-ياريت
قصت عليها الخطة التي تساعدها للانتقام من زوج لمياء وانبهرت خديجة وشجعتها على تنفيذها فوراً
آيتن بتردد:
-بس فيه حاجة لازم أتأكد منها الأول بعد كده اكلم لمياء وهقولها على الخطة دي
__________________________________
في شقة والد منة
كانت واقفة في البلكونة تشاهد خطوبة في العمارة المقابلة لها..اندمجت معهم وخاصةً مع أغانيها المفضلة التي تسمى بالمهرجانات الشعبية كانت تود أن تخرج وتشاركهم ولكن والدها رفض لأنّها لا تعرفهم جيداً وخصيصاً أنّ والدتها لم تحضر
توجهت منة إلى الصالة، وقفت أمام والدها و والدتها، قائلة بشقاوة وعناد طفولي :
-ينفع أنزل أرقص معاهم؟
هتف والدها بانزعاج:
-منة وبعدين .. عيب كده
صاحت منة بتذمر:
-بيرقصوا علي أغاني “حمو بيكا” اللي أنا بحبه
أجابها بسخرية :
-وهى اللي زي دي تتسمي أغاني اصلاً ! بوظتو الفن والله
ردت والدتها بإيجاب:
-مش عارفة بيحبوا الأغاني دي على ايه
هزت رأسها بيأس فهي تعلم جيداً أن الكلام معهم بخصوص اختلافهم عنها لا طائل له، فحدثت نفسها بغيظ:
-حقيقي لولا غضب ربنا كنت قومت فجرتهم
_________________________________
في شقة ايتن
كانت تتحدث مع لمياء في الهاتف لتخبرها ما تنوي فعله
-بصي يا لمياء .. أنا فكرت كده ولقيته حل مناسب جداً وإن شاء الله يطلع اللي في دماغي صح وده اللي أنا هشتغل على أساسه
لمياء بفضول :
-تمام ايه هو ؟
-المفروض تخرجي أنتِ وجوزك والولاد مع بعض وتروحوا مكان عام .. وحاولي تخلي حد من الولاد يزن علي باباه يخرجوا .. وبعد كده وانتوا قاعدين جوزك مثلا هيسيب موبايله أو حد من ولادك يلعب بيه او حتى ياخده معاه .. أو يسيبوا معاكي والكلام ده يحصل سواء في الشارع أو جوه المكان اللي انتوا هتروحوه المهم إنّك تقفلي الفون بسرعة وتخبيه في هدومك و ميبانش خالص إن أنتي اللي أخدتيه.. فاهمة
لمياء بتفكير:
-اه فاهمة .. هو عموماً فيه عيد ميلاد بنت أخت جوزي وعاملينه في كافيه
لمعت عيناها بسعادة:
-حلو أوي وأنا عموما هبعتلك حد لو عرفتي تديله الفون من غير ما جوزك ياخد باله يعني في الزحمة كده
لمياء بتردد فهي حتى الآن لا تعلم ما تنويه ايتن بالضبط:
-وبعد كده حضرتك هتعملي ايه؟ هو كده كده اصلا عامل باسورد لفونه ومن فترة كده كان سايبه مفتوح بالغلط وجيت اشوف عليه ايه معرفتش للأسف لأنّه عامل باسورد لكل التطبيقات عنده من جوه
قاطعتها آيتن قائلة بحذر :
-هقولك بعدين ..بس أهم حاجة يا لمياء إن جوزك مياخدش باله أبداً إنّك أنتي اللى ضيعتي الفون أو خدتيه .. مينفعش خالص يشك فيكي، وأنا برضو هخلي بسّام عينه عليكم
أومأت بإيجاب:
-حاضر متقلقيش
تابعت آيتن بغموض :
-بصى قبل أي حاجة هتنفذيها..هتأكد بس فيه حاجة مش عارفة هتنفع ولا لا
-تمام..هستنى حضرتك تقوليلي أعمل اللي قولتي عليه
-استني مني مكالمة بكرة أقولك إنّه تمام ونفذي .. هو العيد ميلاد امتى؟
-بعد بكرة
آيتن بتساؤل:
-طيب .. آه صحيح هو نوع موبايل جوزك ايه؟
-معاه Oppo Reno 3
__________________________________
في صباح اليوم التالي
دلفت آيتن إلى الفندق..
لاحظت نظرات الإعجاب بعيون زملائها والنزلاء ولكن كالعادة تتجاهل تلك النظرات فهي لم تسلم قلبها إلى رجل ولن تفعل..
كانت تنظر إلى أي رجل في الفندق بشكل متساوي ولم تجد الشخص الذي تسمر نظرها عليه أكثر من ثانيتين لتفكر به بنية الإعجاب !
لتدخل إلى مكتب “امين” مهندس البرمجيات الذي يعمل بالفندق وهي السبب بعمله هنا، في الأساس كان زميلها بالجامعة وساعدها من قبل كثيرا…ويعرف بجزء من عملها السري
نظرت له آيتن قائلة بابتسامة :
-ازيك يا باشمهندس.. ممكن اخد من وقتك خمس دقايق لو فاضي؟
اومأ رأسه بإيجاب.. فتقدمت وجلست مقابله، قائلا بابتسامة:
– ايتن .. اه طبعا اتفضلي ولو مش فاضي يعني افضالك..
آيتن بامتنان:
-شكراً يا امين ..أنا كنت عايزة أسألك علي حاجة كده، هو ينفع أفتح باسورد موبايل من غير ما أعمله سوفت وير
امين بإيجاب:
-اه ينفع بس قوليلي نوع الموبايل وأنا هقولك الباسورد يتفتح ازاي لأن كل موبايل وليه طريقة ده لو أنتي ناسية يعني
-Oppo Reno 3 نوعه
-ممكن تفتحيه بچيميل وممكن بطريقة تانية بس هو ايه الغرض ملفات يعني ولا عايزة ايه من الفون.. يعني ايه الغرض من الفتح ؟
تنهدت قائلة بتبرير:
– عميلة جديدة عايزين نشوف حاجة مهمة على تليفون جوزها..وهو عنده باسورد لموبايله وهي مش عارفة تفتحه وناسية والموبايل محتاجة توصل لحاجات عليه وخصوصاً على الواتساب وصور وملفات محتاجاها
رفع حاجبه بتعجب :
– اها فكرت تليفونها كنت هقولك ما ترجعهم باكونت Gmail والصور من Google Drive
ايتن بضيق:
– لا للأسف
امين بتفكير:
-الموبايل لو هو مقفول وهيتفتح الباسورد من غير ما يتعلمه سوفت وير ويتمسح كل اللي عليه ده بتروحي لحد متخصص سوفت بتوديله الفون وبجهاز اسمه Box بيبدأ يعمل فتح للباسورد..
فكرت قليلاً قبل أن تسأله:
-طيب لو الفون عليه تطبيق قافل كل التطبيقات بـ باسورد!
هزَّ رأسه متفهماً:
-لو فيه تطبيق اللي هو بيقفل كل التطبيقات والواتس مقفول التطبيق ده ممكن نمسحه في حالة واحدة .. إن التطبيق ده ميبقاش قافل الاعدادت يعني يبقى قافل الواتساب اه .. وقافل الصور وقافل الرسايل بس مش قافل الاعدادات..بدخل عليها من مدير التطبيقات وأمسح الابليكشن وممكن من جهاز Box برضو نمسح التطبيق بكل سهولة
سألته بمكر:
-هو الجهاز ده بيفتح اي حاجة في الفون؟
اومأ بإيجاب:
-البوكس ده عبارة عن جهاز صغير كدا بنوصل فيه التليفون وهو بيتحكم في كل حاجة فيه .. معمول لكده يعني ..بيتحكم في الملفات في التطبيقات في كل حاجة يعني بيكون لحالات الطوارئ بس ..اللي هو حد نسي باسورد حد فيه ملفات على تليفونه مهمة .. حد تليفونه باظ ومش بيفتح
سألته بفضول:
-طيب الحوار ده بينفع مع أي نوع موبايل ؟
-اه أي نوع موبايل أندرويد ينفع عادي..لكن iPhone لا
آيتن بتساؤل :
-طيب.. أنت معاك الجهاز ده ؟
هزَّ رأسه بنفي:
-لا مش معايا بس أعرف واحد صاحبي هو متخصص سوفت أصلاً هتصلك بيه وقت ما تحبي و يفتحهولك.. لأن طبعا مش أي حد المتخصص بيفتحله الجهاز وخصوصا أنه هيسألك عن تفاصيل كده.. بس ممكن اضبطها وأخليه يفتحهولك عادي طالما الحوار تبع شغلك
اتسعت ابتسامتها قائلة:
-تمام ياريت
__________________________________
بعد مرور يومين
كانت لمياء تجلس على طاولة في إحدى المطاعم مع زوجها وأولادها لحضور حفلة عيد ميلاد ابنة أخت زوجها، بينما هي مركزة نظرها أمامها بانتباه تحاول ألا تضيع منها فرصة أخذ الهاتف منه، كانت تحاول ترتيب أفكارها وحديث آيتن يتردد في أذنيها، والخوف يتردد داخلها ..
ماذا لو انكشفت وعلم أنّها أخذت الهاتف ! ماذا ستقول له؟
ستضيع آخر امل لديها لأخذ حقها منه .. وأخيرا قررت ألا تضيع تلك الفرصة منها وألقت نظرة على ابنها الصغير الذى قاطع شرودها بسؤاله:
-ماما .. عايز موبايلك اتصور
قبل أن تخطئ وتعطيه هاتفها .. تذكرت جملة آيتن لها بحجة إنّ هاتفها فصل شحنه وتعمدت أن تفصل البطارية لكي لا يفتح هاتفها .. ثم ناولته الهاتف وهي تحاول تشغيله
قائلة بضيق مزيّف:
-يا قلب ماما .. موبايلي فصل شحن
ابنها بتذمّر طفولي:
-أنا عايز أتصور يا ماما بقى
لمياء بخبث :
-طب قول لبابا يا حبيبي
-مش هيوافق
-لا قوله مش هاخد وقت بسرعة و زن عليه جامد هيديهولك
ذهب الطفل إلى والده وبعد محاولات عديدة وخصيصاً أنه لم يتركه حتي أعطاه الهاتف بشرط أن يسترجعه له بعد مرور عشر دقائق..اقتربت منه والدته بعد دقائق لإطفاء الشمع ووقفت بجانب ابنها الذي حاولت أن تشغله بالتورتة والشموع وسحبت الهاتف بهدوء من أمامه دون أن يشعر به فهو تركه على الطاولة وانشغل مع الأطفال .. كان المطعم مظلم الأنوار من الناحية التي يوجد بها عيد الميلاد، لحين انتهاء الطفلة من إطفاء الشمع فهذه كانت رغبتها .. تحركت سريعا بهدوء من جانب الطاولة وأغلقت الهاتف وذهبت عند الطاولة التي وصفتها آيتن و رأت الشاب الذي يرتدي قميص أخضر كما وصفته لها ووضعت الهاتف أمامه ليهز رأسه بتأكيد وذهبت إلى الجانب الثاني سريعاً.. كانوا على وشك إشعال الأضواء .. رفعت يدها تضعها على قلبها وهي تغمض عينيها تحاول تهدئة ثورة قلبها.. فحاولت التماسك كي لا يظهر عليها شيء
بعد دقيقتين اقترب زوجها من ابنه ليأخذ الهاتف منه
أجابه ببراءة:
-كنت حاطه على الترابيزة
حملق به بصدمة، قائلا بغضب :
-نعم ؟ أنت هتستعبط ولا ايه.. فين الزفت !
الطفل بخوف:
-حطيته علي الترابيزة يا بابا وملقيتهوش لما النور جه
أردف بنبرة ساخطة:
-وراح فين يعني اتسرق؟
-معرفش
جذبه من يديه بعنف..كان على وشك ضربه فاقتربت منهم لمياء لتنقذ طفلها المظلوم قائلة بضيق:
-في ايه صوتك عالي؟
جاد بعصبية:
-ابنك المتخلف ده ضيع تليفوني
-ضاع ازاي؟ ده كان لسة ماسكه
هتف بعتاب:
-ما انتي السبب يا هانم لو كنتي شحنتي تليفونك كويس مكنش ده حصل
سحبت طفلها بقوة من يده وسارع ابنها بالارتماء في أحضانها بخوف.. بينما لاحظت أخته و زوجها صوته العالي فاقتربت منهم لتعرف ما حدث
أخته بتساؤل:
-موبايل جاد ضاع ومش عارفين راح فين
أخته بتفكير:
-طب ثواني هرن عليه
طلبت رقمه وحاولت الاتصال فسمعت الرسالة المسجلة “الهاتف المطلوب مغلق أو غير متاح”
-مقفول
جاد بسخرية:
-طبعا لازم يتقفل اومال عايزين الحرامي يسيبهولكم .. حد يشوفلي مدير الزفت الكافيه، ويفتحولي الكاميرات اشوف الحرامى او يفتشولي كل الناس اللي هنا عشان أعرف مين اللي سرق التليفون!
شعرت لمياء بتسارع ضربات قلبها و زاد ارتجاف جسدها، فحدث ما لم تكن تحسبه فهو يريد إعادة مشاهدة الكاميرات ليرى ما فعلته به وينكشف كل شيء
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية قانون ايتن ) اسم الرواية