روية جمال الاسود كاملة بقلم نورا عبد العزيز عبر مدونة دليل الروايات
روية جمال الاسود الفصل السابع 7
جلست “مريم” على الفراش باكية بعد أن بدلت ملابسها وأرتدت فستان قطني فضفاض قصير وجلست “نانسي” الخادمة أمامها تطهر لها الجرح بلطف ومريم لا تعري أهتمام كبير بما يحدث، رفعت “نانسي” نظرها إلي وجه “مريم” ثم قالت:-
-متعيطيش، أنا معرفش اللي حصل غير اللى كل الخدم بيقولوا أن مربيتك طلعت درتك لكن قوليلي العياط هيصلح حاجة
نظرت “مريم” لها بصمت لتتابع بخفوت شديد:-
-أعذرني فى كلامي لو تخطيت الحدود لكن عياطك هيخلي الكل يقسى عليكي، أجمدي وأقفي وقولي لا واللى معجبكيش متقبليش بيه، اه بتوجع الثقة لما بتتكسر لكن صدقني لما تشوفي مربيتك الغالية فى شكلها الجديدة هتعرفي أن محدش أدس عليه غيرك…
تساءلت كثيرًا ماذا بها “سارة” ليخبرها الجميع أنه يجب أن تراها حتى تكفي عن البكاء وتستجمع شجاعتها لتُصدم عندما فتح باب الغرفة على سهو ودلفت “سارة”، أتسعت عيني “مريم” على مصراعيها وهى لا تصدق ما تراه وكيف لامرأة محجبة أن تتعري هكذا وتصبح تشبه عارضات الأزياء بمساحيق التجميل وملابسها الغالية لتقول:-
-فهمت!!
كادت “سارة” أن تتحدث لتاقطعها “مريم” بنبرة غليظة قوية:-
-أطلعي برا، أنا مش عايزة أشوفك ولا أسمعك؟ لأن مهما كان اللى هتقوليه فهو كدبة كبيرة زيك بالظبط
-مريم انا
قالتها بلطف لتقفها “مريم” بالوسادة الموجودة على الفراش بانفعال شديد وغاضب سافر ثم قالت:-
-أوعي تنطقي أسمي على لسانك، أطلعي برا
خرجت “سارة” من الغرفة غاضبة من تصرف “مريم” ثم أتصلت بنفس الرقم المجهول وأول كلمة قالتها:-
-لازم تيجي والنهار دا؟ وإلا كل اللى خططنا له هيبوظ
_________________________
“شــــركـــــة الجمـــال جي أند أم للألكترونيات”
دلفت “أصالة” بفنجان القهوة ووضعتها على المكتب أمامه بينما هو مُنغمسًا فى عمله على الشاشات الألكترونية باللمس، قالت بلطف ونبرة رسمية:-
-أى أوامر تانية يا مستر جمال
-لا يا أصالة
قالها بلا مبالاة وعينيه تنظر إلى الشاشة فسارت بخطواتها نحو الباب، توقف “جمال” لبرهة من الوقت وقال بجدية:-
-أصالة!
ألتفت غليه بجدية قبل أن تخرج وقالت:-
-تحت أمرك يا مستر جمال
تنحنح بحرج ثم قال بتوتر على غير المعتاد:-
-ممكن أطلب منك طلب شخصي شوية يحق لك الرفض طبعًا لأنه خارج وظيفتك
عادت بخطواتها إلى المكتب أمامه وقالت بترحيب شديد لطلبه قبل أن تعلم ما هو:-
-تحت أمرك يا مستر جمال، من غير ما أعرف موافقة أكيد لأن عملية مامتي مكنتش من نطاق وظيفة حضرتك كرئيسي فى الشغل.. أتفضلي
تنحنح بأمتنان على مساعدتها وقال بجدية:-
-عاوزة تعرفي المطلوب لو فى حد خرج من ثانوية عامة فى ثانية سنة وحابب يكمل، وحاجة كمان لو ممكن تروحي القصر وتأخدي مريم بنت صغيرة عاوزاك تساعديها تشتري هدوم ومستلزمات البنات اللى ممكن تحتاجها اى بنت
أومأت إليه بنعم بترحيب شديد ثم قالت:-
-دى حاجات بسيطة جدًا يا مستر جمال فى وقت تحبي أنا فاضية بخلاف مواعيد شغلي هنا
-ممكن تأخدي إجازة فى أي يوم اتفاقي مع شريف أكيد مش هأخد منك إجازتك الأسبوعية وأبوظ خططك
تبسمت بعفوية ثم رحلت من أمامه، ألتقط هاتفه من فوق المكتب وأتصل بـ “حنان” كي يطمن على هذه الفتاة التى أستسلمت للموت البطيء لكن قبل أن تجيب “حنان” أنهي الأتصال وترك الهاتف ليعود إلى عمله…
_______________________________
ترجلت “ولاء” من الأعلي وهي تنادي على “حنان” وتقول:-
-حنان هاتيلي كوباية شاى أخضر
وقع نظرها على “سارة” تجلس على السفرة وتتناول الغداء لتسير نحوها ثم قالت:-
-أنتِ سارة؟
تبسمت “سارة” بسخرية ثم قالت:-
-مكنتش أعرف أني مشهورة أوي كدة فى القصر دا
لم تتمالك “ولاء” غضبها من برود هذه المرأة وأستفزازها فى الرد وقالت:-
-كان لازم أتوقع وقاحتك بما انك من طرف مُختار
رفعت “سارة” نظرها بهذه المرأة وقالت بنبرة أكثر أستفزازًا وغضبًا:-
-لو على الوقاحة فأنتِ لسه مشوفتيش حاجة وواحدة زيك لازم تخلي بالها لأن أن مكر الحريم مخيف فخافي أكثر من مكر العوالم…
هنا فاض بـ “ولاء” الغضب اكثر لتبتسم ببرود شديد وأخذت طبق الحساء وسكبته فوق رأس “سارة” مما جعلها تنتفض من مكانها ذعرًا وفزعًا وقالت:-
-أنتِ أتجننتي
صفعتها “ولاء” على وجهها بقوة وقالت بتهديد واضح ولهجة قوية:-
-تاني مرة لما تتكلم معايا تتكلمي بأدب….
أقتربت “سارة” بوجه غاضب أكثر وكادت أن ترد الصفعة إلى “ولاء” ليوقفها صوت “جمال” الذي وصل للتو وقال صارخًا:-
-ساااارة
توقفت محلها حتى وصل أمامها وأنزل يدها بالقوة حادقًا بعينيها ليقول بنبرة تهديد:-
-جربي تعمليها مرة تانية وتسببي الإهانة لأمي وأنا هدفنك حية مكانك
كزت على أسنانها بضيق شديد مما يحدث ولا تنكر نهائيًا الخوف الذي أحتلها من نظرة عينيه التي تشبه الصقر الذي على وشك ألتهم فريسته فمرت من أمامه غاضبة كي تبدل ملابسها التى اتسخت بسبب هذه المرأة، ربتت “ولاء” على ظهره بلطف وقالت:-
-متقلقش يا جمال عليا، ومتتدخلش بينا إحنا أتنين ستات زى بعض وأنا هعرف أزاى أنتف لها ريشها دا ريشة ريشة…
أومأ إليها بنعم لتقول بعفوية:-
-عن أذنك بقي عشان أتاخرت على بيشوي الكوافير
مرت من أمامه وذهبت للخارج بينما صعد “جمال” للأعلي وبدل ملابسه الرسمية إلى تي شيرت أبيض وبنطلون اسود ثم وضع سترة قطنية سوداء وأغلق سحابها للنصف وأتجه للأسفل فرأي “حنان” تستقبله بفنجان قهوته السادة ليأخذه منها وقال:-
-شكرًا
أنتبه لكوب من العصير الطازج على نفس الصينية فقال:-
-مش عايز عصير
تبسمت “حنان” بلطف وقالت بحنية:-
-دا عشان مريم، أخيرًا خرجت من الأوضة بصعوبة من أمبارح وقدرت نانسي تقنعها تنزل تقعد فى الجنينة
نظر نحو باب الحديقة الزجاجية ثم وضع قهوته على الصينية وقال:-
-هاتهم على الجنينة يا حنان
خرج إلى الحديقة ليراها تجلس على الأريكة الأرجوحة فأتجهت “حنان” إلى الطاولة ووضعت عليها الصينية ثم رحلت ليجلس “جمال” على المقعد المجاور لها، أعتدلت “مريم” فى جلستها برفق فأنتبه إلى جرح قدمها بسبب ملابسها وفستانها القصير ليتحاشي النظر إليها وطلب غطاء من الخادمة التى تقف بعيدًا لتجلبه فى الحال، وضع الغطاء على قدميها وقال:-
-أنتِ كنتِ واثقة فى مختار لدرجة اللى تخليكي تثقي في واحدة هو جابها من طرفه
نظرت “مريم” له بصمت فأنحني قليلًا وأخذ فنجان قهوته وقال بهدوء:-
-أعتقد انك عارفة مين مختار حتى لو معرفة سطحية، لكن عمومًا دى مش مشكلتي وأنك تتجاوزى الصدمات والوجع اللى جواكي دي حاجة تخصك، لكن اللى يخصني وصيته حتى لو أنا مجبر عليها أول ما تقدري تقفي على رجلك عرفيني وقتها هرجعك لمدرستك وزي ما طلب هتكملي تعليمك وبعدها تقدري تمشي من هنا بمجرد ما تحسي أنك تقدري تقفي على رجلك بشهادتك وتتجاوزي حمزة وأى حاجة بتأذيك
وقف من محله وأخذ فنجان قهوته معه لكن أستوقفه صوتها بعد أن بعد عنها قليلًا عندما قالت:-
-موثقتش فيه، أنا وثقت فى الحب اللى اتقدم ليا منها، وثقت فى انه قادر يحمينى من قسوة حمزة وأنى طول ما كنت على ذمته مقدرش حمزة يلمسني بالأذي، لكن تخيل كل دا يطلع تمثيل، الرجل اللى كان حمايتك ووثقتك أنه على الأقل مش هيأذيك يقرر فجاء يتحول لوحش، أتخطي الأذي أنهي أذي المفروض أتخطاه ….
وقفت من محلها وسقط الغطاء عن قدميها لتستدير له ففعل المثل وألتف إليها كي تتقابل أعينيهما، دمعت عينيها بحسرة وهي ترى امامها شريط حياتها الأليم وقالت بنبرة خافتة مليئة بالألم والحزن:-
-أتخطي صدمتي فى إنسانة اعتبرتها أمي وصدقت خوفها وقلقها عليها وقت تعبي، ولا أتخطي لحظة ما أخوك قرر يغتصبني بقسوة هى وأصحابه عشان يعاقينى على حاجة معملتهاش…..
أتسعت عينيه على مصراعيها من كلماتها، لم يتخلي نهائيًا أن تصل قذارة أخاه إلى هذه المرحلة، فتحت سحاب فستانها القصير بألم أكبر ولتظهر ملابسها الداخلية وقالت بألم أكبر وصوت يكاد يخرج من فمها:-
-ولا أتخطي قسوة حمزة ليا..
أبتلعت لعابه بصدمة ألجمته ليس من جرائتها فى التعري أمامه وإظهار ملابسها الداخلية لكن من صدمة ما رأه بجسدها وكل هذه الندوب الموجودة به وكأن طعن “حمزة” لفخذها بالسكين ليس أول مرة بل عانت الأمر أكثر من مرة بعدد ندوبها، سقطت فنجان قهوته من يده أرضًا مع سقوط دموعها الحارة على وجنتيها، أقترب “جمال” منها بصدمة ألجمته وأغلق لها سحاب فستانها من جديد دون أن يتفوه بكلمة وألتف كي يغادر فأستوقفته عندما مسكت معصمه بلطف وقالت:-
-أستني لسه ما قولتلك عن وجع قلبي..
لم يتفوه بكلمة أمامها لكنه تحدث عندما أعطاها ظهره وقال:-
-تفتكري واحدة بتتعري قدام غريب متستاهلش اللى بيحصل فيها..
ضحكت بسخرية على رده وقالت بجدية:-
-إذن فى نظرك أستاهل دا… شكرًا لأنك أول واحد متتعاطفش معايا وتقول أنى أستاهل
ترك يده بهزيمة اصابتها ومرت من جواره كي ترحل وبدأت تسير طبيعيًا رغم ألم قدمها من الضغط عليه وهو يتابعها بنظره حتى سقطت أرضًا من شدة الألم وبدأت تجهش فى البكاء لتضع يديها الأثنين على وجهها تخفي دموعها بحسرة تملكتها حتى شعرت بدفء جسده عندما حملها على ذراعيه فأنزلت يدها عن وجهها وقالت:-
-نزلني، متلوثش نفسك بواحدة زي
لم يجيبها وأتجه إلى حيث غرفتها ومع دخوله للقصر رأى “سارة” تقف مع “حازم” ابنها طفل مراهق ربما بنفس عمره “مريم”، حدق الأثنين بهما فقالت “سارة” بسخرية:-
-حازم ابن أخوك… عمك جمال ودى .. دى مريم
تبسم “حازم” بعيني إعجاب عندما أقترب لكي يصافحها متجاهلًا “جمال” وقال:-
-سمعت عنك كتير لكن تعرفي أنك أجمل بكثير من اللى قالوا عنك
أدارت “مريم” رأسها للجهة الأخري لتقابل وجه “جمال” وكزت على أسنانها ليعلم أنها غاضبة مثله تمامًا، أخذها إلي غرفتها وهو لا يتحمل ما يحدث فى قصره، ألقي بها فى فراشها بغضب شديد حتى دون أن ينحني لترتطم بالفراش بألم وقال:-
-لو عاجبك دور الضحية كملي فيه لاقية عليكي
غادر الغرفة غاضبًا ومن هذه اللحظة لم يراها هو أو “سارة” ولا حتى والدته، لم يلمحها فى القصر أحد غير “نانسي” التى تدخل لغرفتها تعتني بها وبجرحها حتى مر أسبوعين تقريبًا و”نانسي” تنقل أخبارها وأحوالها إلى “حنان” ومن “حنان” إليه، كان “شريف” يعلم ان هذه طبيعته فلم يهتم لرؤيتها أو لما تفعله، عندما أخبرته “حنان” أنها أصبحت بصحة جيدة طلب من “أصالة” الحضور إلي قصره من أجل ما طلبه….
فتحت “نانسي” باب الغرفة ودلفت مع “أصالة” لتراها جالسة فى الشرفة صامتة فتبسمت “أصالة” بلطف ثم قالت:-
-صباح الخير
نظرت “مريم” إلى هذا الصوت الأنثوي الجديد على مسمعها لترى “أصالة” تقف جوارها مُبتسمة بعفوية فنظرت إلى “نانسي” الذي قالت برحب وسعادة:-
-أصالة سكرتيرة مكتب جمال بيه فى الشركة وجاية عشان تأخدك فى جولة هتعجبك وتشتري كل اللة هتحتاجي عشان دراستك وحياتك
-أنا مش عايزة حاجة منه
قالتها “مريم” بضيق شديد فجلست “أصالة” على ركبتها بسعادة وأخرجت لها البطاقة البنكية السوداء الخاصة بـ “جمال” التي تركها لـ “أصالة من أجل جولتهما وقالت بسعادة:-
-تحبي أعرفك متعة الفيزا دا!! صدقني فيها مُتعة غريبة ولازم تجربيها
أخذتها فى بداية الأمر بالقوة بسيارتها ورافقهما “حسام” حارسها الشخصي الذي جلس فى الخلف، بدأوا جولتهم بتناول الطعام فى احد مطاعم الدجاج المقرمش وهناك بتدأ “مريم” ببرائتها التخلي عن حزنها قليلًا ثم أتجهوا إلى احد المراكز التحارية وتقريبًا لم يتركوا محل دون أن يشتروا منه أحذية كثير بماركات عالمية وملابس كلاسيك وكاجوال ورسمية وأيضًا ملابس للسهرة وفساتين أكثر جميعها من علامات تجارية والقليل من المجوهرات الثمين كعقد يليق بعنقها وخاتم لسبابتها الأيسر وأكثر من حلق أذن، حقائب تليق بسنها الصغير والذهاب من أجل الجامعة لاحقًا، كانت “مريم” فى بداية الأمر مصدومة من الأسعار التى تسمعها ورفضت شراء البعض لكن تبسمت “أصالة” لها وقالت:-
-دا سحر فيزا مستر جمال ولسه
أتجه إلى محل ألكترونيات وهناك أختارت “أصالة” بمهارة جميع منتجات شركته كم هاتف وتابلت ولاب توب وأيضا سماعات الرأس وسماعة البلوتوث والساعة التي تتصل بالهاتف وعندما سمعت “مريم” المبلغ رفضت لكن بسمة “أصالة” كانت مٌختلفة عن قبل وأخبرتها أن هذا المحل ملك لشركتهما، طلبت من “حسام” أن يأخذ الأغراض إلى القصر بيما هم سيدخلون إلى صالون التجميل وسيبقون هناك لساعات، بدأت بجولة الشعر ليقترح عليها المصفف أن تقصر شعرها قليلًا حتى يظهر جمالها فقالت “مريم” بحزن شديد بسبب حبها لشعرها:-
-لا متقصوش
أومأت “أصالة” له بنعم فأكتفي بقص الأطراف فقط وثم بدأت جولة تنظيف البشرة وهنا رن هاتف “أصالة” من والدتها فخرجت للخارج واتصلت بـ “جمال” ثم قالت:-
-أنا أسفة والله يا مستر جمال لكن حضرتك عارف بحالة مامتي، أنا خلصت كل حاجة لو ممكن بحد تبعت حد يأخدها لأن حسام روح
طلب منها أن تذهب ثم أمر “صادق” الذي يقود السيارة بقرب منهم أن يذهب إلى هناك، أنهت “مريم” من جولتها لتقدم لها العامل الملابس التى تركتها “أصالة” من أجل “مريم” لتبدلها فى الحال وكانت عبارة عن فستان أسود يليق ببشرتها البيضاء يصل لركبتيها وبأكمام من الدانتيل مغلق الصدر تمامًا لا يظهر حتى عنقها وعقدها الجميلة الذي يشبه الزهرة وضعته العامل على عنقها فوق فستانها ليظهر بوضوح أكثر وجعلتها ترتدي كعب عالي فضي اللون ثم خرجت من الغرفة لتُدهش عندما رأته جالسًا على الأريكة فى أنتظارها، سمع صوت مديرة المكان تقول:-
-أكون مُمتنة لو قولتنا رأيك يا مستر جمال
رفع نظره للأمام مع صوت مديرة المكان ليُدهش مما رأه لقد تحولت الفتاة القروية إلى فتاة معاصرة وجميلة بل أصبحت أجمل من عارضات الأزياء وملكات الجمال اللاتي يراهن، أبتلع لعابه بتوتر من جمالها بينما تحاشت “مريم” النظر إليه بخجل شديد وبدأت عينيها تتجول فى المكان، تبسمت مديرة المكان عندما رأت الإعجاب فى عينيه، وقف من مكانه وقال:-
-أنتِ موهبة يا مدام
-لا مش بس موهبتي لكن خطيبة حضرتك هى اللى جميلة بالفعل
قالتها بأمتنان، تنحنح “جمال” بحرج شديد من تلقيبها بخطيبة له لكنه لم يعقب على جملتها وقال:-
-أسمحلنا نمشي
أومأت إليه بنعم فتقدمت “مريم” خطوتين وفى الثالثة كادت أن تسقط من الكعب الذي ترتديه لأول مرة وتفشل فى الحركة به لتتشبث بذراعه رغمًا عنها، نظر “جمال” لها نظرة غضب لتترك يده سريعًا وهى تستقيم فى وقفتها وتقدمت للأمام بخوف منه لكن كادت أن تلتوي قدمها مرة أخرى فتأفف بضيق ثم مد ذراعه غليه فنظرت مُطولًا إليه وقالت:-
-متتعبش نفسك أنا هقلعه
كادت ان تنحني كي تنزع الحذاء لكنه منعها بضيق وقال:-
-وهتمشي حافية
أخذها من ذراعها للخارج بلطف وصعدت بسيارته لأول مرة، أنطلق “صادق” بهما وعينيه لا تترك التابلت الخاص به يباشر عمله حتى فى سيارته، فتحت الهاتف الجديد وبدأت تتجول به ربما تتعلم أكثر به، ظل الصمت سيد المكان حتى وصلوا للقصر فترجل أولًا تاركها خلفه، نزعت حذاءها ذو الكعب العالي وترجلت من السيارة ثم دخلت إلى القصر وفور أن راتها “حنان” قالت:-
-أيه الجمال دا
تبسمت “مريم” بلطف على جملتها بينما أسرعت “نانسي” من الداخل نحوها وقالت:-
-بقيتي أحلي
ضحكت إليهم ثم أتجهت للأعلي بسعادة تغمرها من كلماتهما البسيطة التى أسعدتها، وصلت للردهة وهناك رأت “حازم” يخرج من غرفته وفور رأتها فتح فمه من الإعجاب بها وأقترب نحوها يطلق صافرته مُعجبًا بها لتتجاهله وأتجهت إلى غرفتها لكنه قاطع طريقها عندما وقف أمامها وقال:-
-يخربيت جمالك، أزاى واحدة فى حلاوتك تتجوز رجل عجوز وتتدفن الجمال دا كله
قال كلمته الأخيرة ويده بدأت تتحس ذراعها فدفعته “مريم” بغضب شديد بعيدًا عنها وهى تقول:-
-أياك تلمسني مرة تانية
أرتطم ظهره بالطاولة الموجودة وسقط الجهاز الألكتروني من فوق الطاولة بينما أشتعل غضب “حازم” من فعلتها وأنقض عليها…
_____________________________
كان “جمال” جالسًا فى غرفته السرية داخل غرفة المكتب ينظر بالأوراق التى تخص “سارة” حتى قاطعه صوت “جين” المتحدث الالي يقول:-
-لقد حدث عطل الجهاز الغربي
تعجب “جمال” جملته وفتحت الكاميرات الموجودة بالقصر على الشاشة المُعلقة فى الغرفة أمامه وصُدم عندما رأى “حازم” يحاول تقيبلها لكنها دفعته مرة أخرى وصفعته على وجهه مما أغضبه مرة أخرى، أغمض “جمال” عينيه بضيق شديد وأنطلق من مكانه إلى هذا الوغد وما يفعله داخل قصره….
_________________________________
قيد يديها الأثنين فى الحائط بيديه وأقترب من عنقها برأسه كي يقبلها لتصرخ “مريم” بأستغاثة وخرجت “ولاء” من غرفتها على صوتها بنفس اللحظة التى وصل بها “جمال” للأعلي، صُدمت “ولاء” مما تراه فى حين أن “جمال” أخذه من ملابسه بقوة بعيدًا عنها ولكمه بقوة لتركض “مريم” بعيدًا خوفًا مما تراه لتصدمها “حنان” بلطف بين ذراعيها ووقف الجميع يشاهدون “جمال” وهو يلكمه مرات متتالية حتى نزف وجهه دماء…
وصلت “سارة” للمنزل فجرًا عائدة من عملها فى إدارة الملهي الليلي ورات “جمال” جالسًا بانتظارها فى الصالون وأمامه “حازم” مُقيد بالحبال و”عاشور” يقف خلف “جمال” مع رجلين من الأمن فى أنتظار أمره…
تعجبت “سارة” مما يحدث فى أبنها وقالت بذعر:-
-ايه دا، أنت أتجننت مين سمح لك ….
قاطعها “جمال” يقول بجدية:-
-جين
فتحت شاشة التلفاز على مقطع من كاميرا المراقبة ويظهر أعتداء “حازم” على “مريم” لتُصدم “سارة” مما تراه ونظرت غلى ابنها بغضب سافر ثم قال:-
-أنا بعت الفيديو دا لراغب وأكد لي أنها قضية أعتداء وممكن يأخد فيها ثلاث سنين ودا لو قررت أن أعاقبه بالقانون مش بقانوني أنا اللى ممكن يوصلوا للدفن حي بعد ما أقطع أيده أو أخلي يعيش بس كواحدة ست زيك بالضبط لا مؤاخذة
-وما دام مبلغتش الشرطة يبقي عايز تساومني صح
قالتها بغيظ شديد فتبسم “جمال” بمكر ثم قال:-
-مريم تحت حمايتي وبغبائك أنتِ وابنك عقلكم صورلكم أن ممكن تأذوها
نظرت إلى ابنها المصاب ووجهه المليئة بالجروح وقالت بتوتر:-
-عايز ايه
رفع قدمه ليضعها على الأخري بغرور ثم أشعل سيجارته وكأنه يلتزم الصمت حتى يفقدها أعصابها أكثر وقال بجدية:-
-تتنازلي عن نصيبك فى القصر لأني بصراحة معنديش خلق أتحمل زبالة زيكم فى بيتي أنا كنت هعرض عليكي المبلغ اللى تعوزيه لكن أبنك سبق وحط نفسه تحت جزمتي اهرسه زى ما أحب
نظرت “سارة” إلى ابنها بضيق شديد مما وضعها به ووافقت على التخلي عن نصيبها ووقعت العقد ليتركها “جمال” ترحل مع ابنها الذي أخذ من نصيبه ما يكفي من لكمة “جمال”…
صعد “جمال” إلى غرفته وأتجه إلى المرحاض ليأخذ حمامه والمياه الباردة تسقط فوق رأسه ربما تهدأ من نيران جسده الذي يشتعل من الداخل بسبب جمالها الذي رأه وصورتها لا تفارق عينيه وذاكرته، هذه القبلة التى نالها منها دون قصد تحتل عقله ولا تخرج من داخله، ضرب الحائط بقبضته بقوة وهو يتذكر كيف تقرب هذا الشاب منها وحاول تقبيلها بالقوة، لا يعلم سبب غضبه وكلما رأها أشتعل الغضب بداخله، خرج من المرحاض مُرتدي بنطلونه وفي يده المُنشفة يجفف شعره لتتسع عينيه على مصراعيها عندما وجد “مريم” تقف بجوار باب غرفته فى انتظاره مُرتدية بيجامتها الفضفاضة عبارة عن بنطلون أزرق وبدي أبيض بحمالة فوقه سترة زرقاء مفتوحة وحافية القدمين، أبتلعت لعابها بتوتر شديد من رؤيته فأستدارت بخجل من صدره العاري وقالت بتلعثم:-
-والله مش شوفت حاجة… صدقنى والله ولا عضلات بطنك ولا الحسنة اللى على صدرك … اااه قصدى…
أغمضت عينيها بحرج من هذا الموقف فتنحنح بحرج وأتجه إلى فراشه وألتقط تي شيرته ولبسه بضيق من دخولها إلى غرفته دون أذن لتتابع حديثها بأرتباك وضربات قلبها تتسارع هاتفة:-
-أنا كنت .. .أصلًا … بصراحة يعنى… هو
هربت منها كلماتها بعد رؤيته، شعرت ببرودة جسده خلفها فأستدارت إليه وقدميها تعود خطوة للخلف لتصطدم بالباب بظهرها وأحمرت وجنتيها من الخجل، تقابلت أعينهما معًا لتشتعل نيرانه الذي أخمدها بصعوبة للتو بالمياه الباردة، تطلع بعينيها فى صمت ثم أخفض نظره إلى شفتيها الصغيرتين، شعرت “مريم” بضربات قلبها تتسارع بجنون وأوشكت على الهزيمة أمام هذا الرجل القاسي لكنه دافئ كفاية حتى يربكها ويحتلها، نظرت إلى عينيه المُثبتة على شفتيها وهى تعلم بأنه الآن يريد تذوقهما وألا لما يلتهمهما بعينيه فى الحال، أزدردت لعابها بخجل شديد ثم قالت:-
-أنا أسفة، خبطت قبل ما أدخل
-ومحدش سمح لك تدخلي، بتدخلي ليه
قالها بحدة ونبرة غليظة لتقول:-
-كنت عايزة أقولك شكرًا على اللى عملته عشاني
أومأ إليها بنعم دون أن يتحدث لتذهب من أمامه بسرعة حتى وصلت إلى غرفتها وأغلقت الباب بحذر ثم وضعت يديها على قلبها الذي يخفق بجنون ولمست شفتيها بأناملها وهى تتذكر هذه اللحظة التى لمست شفتيه دون قصد وكأن قلبها فتح للتو أبواب قلبه لهذا الرجل…..
_______________________________
خرج “حمزة” من البار فى حالة سُكر بعد أن شرب ما يكفيه من الخمر وأستقل أول سيارة أجرة ليفقد وعيه تمامًا ولم يفتحهما إلا عندما سكب دلو من الماء على رأسه ورأي “سارة” أمامه لتقول:-
-شايفاك بطلت تجري وراء الفلوس
تنفس الصعد وأعتدل فى جلسته ثم قال ببرود:-
-شوفتك فى شكلك الجديد معناه أنكم فتحتوا الوصية وورثتي
تمتم “حمزة” بأسمها بنبرة غضب كامن ونيران يتمنى ان تلتهمها وتقتلها:-
-مريم!!
-اه زفتة مريم، أفتكر يا حمزة أن اتفاقنا أننا نقتل مختار وأنا أورث ومريم تورث وبعدها تقتلها وتورث أنتِ
قالتها “سارة” بأختناق شديد ثم تابعت بغضب سافر:-
-لكن أنت ما شاء الله عليكي موجود عشان تخرب كل حاجة أنا بخطط ليها، زى بالضبط ما قعدت أقنع مختار أنها بتخونه ولازم يعاقبها وكبرت فى دماغه فكرة أنه يأخذ حقه الشرعي منها بالعافية وأنها جميلة وصحابه ممكن يدفعوه فيها كثير ولما جه ينفذ حضرتك ظهرت وأن لولاك كان زمان جمال مصدق أنها زي واحدة رخيصة لكن بسبب غباءك مريم دلوقت فى عينه بنت بريئة ومتكشفتش على رجالة
ضحك “حمزة” بسخرية من حديثها وقال:-
-طب ما دي الحقيقة هى مريم كان لمسها حد، لما تحاولي تخططي خططي وقول كلام يتصدق، ومع ذلك أنا عند كلامي وهقتل مريم لكن لما أعرف الأول هى ورثت ايه
أنفجرت “سارة” ضاحكة على حديثه وقالت:-
-ولا حاجة!! مجرد 5% من الشركة وملك جمال، لكن أوعدك لو قتلتها اديك 10 مليون زى ما كنا مُتفقين على موت مختار ومريم.. قولت أيه؟
نظرت إلى عينيها الخبيثة ونظرات الشر التى تتطاير منها ثم قال:-
-موافق لكن أخد حقي الأول فى موت مختار ومريم خليه لما أنفذ ودا قريب أوي كمان……..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( روية جمال الاسود ) اسم الرواية