روية جمال الاسود كاملة بقلم نورا عبد العزيز عبر مدونة دليل الروايات
روية جمال الاسود الفصل الثامن 8
أستعدت “مريم” لأستكمال دراستها فى السنة الأخيرة فى الثانوية العامة وبسبب علاقات “جمال” أستطاعت البدء هذا العام دون أن تنتظر العام القادم رغم أن الدراسة بدأت مُنذ شهرين تقريبًا هذا العام، جلب لها نخبة من المعلمين ليشرحوا لها دروسها وقدم ملفها فى مدرسة خاصة، جاءت “نانسي” إليها نحو السفرة وهي جالسة تذاكر وتجتهد مع الكتب والأوراق المنثورة على السفرة أمامها، وضعت لها صينية تحمل سندوتشات وكوب من النسكافيه الساخن ليساعدها على التركيز أكثر، وقفت “نانسي” جوارها تراقبها ثم قالت:-
-ربنا معاكي مع أنى كنت قلقانة شوية لأنك بدأتي متأخر
تبسمت “مريم” وهى تحل الأسئلة بتركيز ثم قالت:-
-متقلقيش يا نانسي، يمكن فضل من ربنا عليا أني شاطرة فى مذاكرتي وتعليمي لأن دايمًا عمتي كانت بتقولي أنها سلاحي وهتكون سبب قوتي ونجاحي وخلاصي من حمزة… أقعدي هتفضلي واقفة
أجابتها “نانسي” بنبرة خافتة وحرج شديد:-
-ميصحش أقعد قصادك، متنسيش أن حضرتك الهانم الصغيرة
رفعت “مريم” رأسها للأعلي نحو “نانسي” ثم قالت بضيق معارضة هذا الكلف الذي بينهما وقالت:-
-أقعدي يا نانسي وأنا مش الهانم الصغيرة قولتلك، أنا مجرد ضيفة ويا ستي لو مُصرة أوى خليني هانم صغيرة بس أقعدي معايا، أنا محدش معنديش صحاب ومن يوم ما جيت هنا وأنا معتبراكي صاحبة ليا
تنحنحت “نانسي” بلطف ثم جلست على المقعد المجاور لها وقالت بنبرة خافتة:-
-دا شرف ليا..
عادت لتركيزها الشديد فى الدراسة حتى مر ساعتين و”نانسي” ملت من مراقبتها فى صمت لكن هذا عملها فقالت بعفوية:-
-ناوية على كلية معينة؟
حركت “مريم” رأسها للجانبين بقوة تطقطق رقبتها من شدة تركيزها ومرور الوقت ثم تركت القلم من يدها وقالت:-
-كنت ناوية على أداب أو تربية وأشتغل مدرسة أسهل حاجة لعيشتي فى الفيوم لكن بفكر الأيام دى على أعلام ، تفتكري هوصلها
أومأت “نانسي” بسعادة لها وتدعمها بكلمات تشجيعية قائلة:-
-أكيد طبعًا المدرسين بيشكروا فيكي لمدام حنان
تبسمت “مريم” ثم قالت:-
-كويس يعنى فى أمل… خلينى أروح أشوف إيلا قبل ما أبدأ فى مادة تانية
أنطلق الأثنين إلى الأسطبل فسألت “مريم” بأرتباك وحرج من “نانسي”:-
-متعرفيش ليه ممنوع ركوب الخيل بليل؟
تبسمت “نانسي” بلطف ثم قالت:-
-لا، معرفش أنا جيت هنا وبدأت أمشي على القواعد زى ما بتتقال، جمال بيه بيصحي الساعة 6 ومن هنا بيبدأ يومنا فى تحضير الفطار والقهوة والحمام، الساعة 7 بيخلص جولته الرياضية سوء كانت فى الجري أو الجيم بتاعه، سبعة وربع بيكون لبس، سبعة وتلت الفطار لازم يكون على السفرة والقهوة والجرنال رغم أن محدش لسه بيقرأ الجرنال وكله بيعتمد على النت لكن أمر أن الجرنال يكون موجود على السفرة وبيخرج الساعة 8 بالظبط ومن هنا بنبدأ نتفس لأن طول ما هو موجود إحنا بنكون فى حالة ذعر، الغلطة ممكن تكلفنا خسارة وظيفتنا زى بالظبط لما أتخطفتي طرد الحراس كلهم من غير نقاش…
تبسمت “مريم” بعفوية لما سمعته فأنتبهت “نانسي” إلى بسمتها لتتابع الحديث قائلة:-
-طبعًا بيرجع الساعة 6 المغرب ولازم يكون الغداء جاهز والحمام والساعة 7 بيدخل مكتبه مبيخرجش منه غير على الساعة تسعة وبعد 10 دقائق ممكن يكون نائم والخيل مبيركبهوش غير يوم الجمعة يوم إجازته وغالبًا بيكون الساعة 8 الصبح أو 6 المغرب لكن ليه ممنوع الركوب بليل معرفش
أومأت “مريم” إليها بتفهم لما قالته ثم فتحت الباب إلى “إيلا” وخرجت معها لتسأل “نانسي” بلطف:-
-لدرجة دي بتحبي إيلا
-اه جدًا لدرجة أن عمري كله أدي لإيلا
قالتها “مريم” بلطف وهما يخرجنا معًا، بدأت تطعم “إيلا” بنفسها و”نانسي” تراقب سعادتها التى تظهر مع “إيلا” ثم صعدت على ظهرها وأنطلقت فى العنان بحرية…
________________________________
“شـــركة الجمال جي أند أم للألكترونيات”
-حاول تضيف جديد يا باشمهندس لأن الساعة كدة مفهاش حاجة جديدة تخلي حد يقرر يشتراها
قالها “جمال” بجدية ثم ترك الساعة على الطاولة وخرج من غرفة البحوث الملحقة بشركته، سار مع “شريف” الذي قال:-
-شركة الذهب للأنشاءات أتصلوا عايزين نستلم معها مشروع المدينة الجديدة فى التجمع لأنهم قرروا تكون المدينة متصلة بالقمر الصناعي وتعمل بالصوت
أومأ “جمال” له بنعم ثم قال بجدية:-
-أقبل بيها وخلي المهندسين يستعدوا
وصلوا أمام مكتبه لتفتح “أصالة” الباب ودلفوا ثلاثتهم وقال “شريف”:-
-مامتك عاملة أيه يا أصالة دلوقت؟
تبسمت “أصالة” بلطف وهى تقف خلف “جمال” وتأخذ عن عاتقه سترته السوداء وقالت:-
-بخير الحمد لله، فى رقم أتصل أكثر من مرة بحضرتك بيقول أنه مدرسة الأنسة الصغيرة
نظر “جمال” لها فنادرًا ما يسمع عنها أو يراها مؤخرًا بعد أن قدمت فى دراستها، نظر إلى “شريف” وقال:-
-أتصل بالمدرسة يا شريف وشوف عايزين أيه؟
أومأ إليه بنعم ثم خرج من المكتب مع “أصالة” وبدأ يشعر بالقلق لما تتصل المدرسة به فهل أصابها شيء، قليلًا وجاءه الجواب يقطع شروده عندما دلف “شريف” إلي المكتب وقال بجدية:-
-المدرسة بتبلغ حضرتك أن مريم مبتروحش بقالها أكثر من 10 أيام والغياب دا هتسبب فى فصلها من المدرسة
-مبتروحش!! ليه قررت متتعلمش
قالها بسخرية من أستهتارها من الذهاب إلى المدرسة وأستكمل تعليمها، أنهي يومه الطويل فى العمل ثم عاد للمنزل، دخل للقصر وكالعادة أستقبلته “حنان” ليرى والدته جالسة فى الصالون وتتناول غداءها فأتجه نحوها وقال:-
-مساء الخير
-مساء النور يا حبيبي
قالتها وهى تتناول طعامها ثم تابعت الحديث موجهه إلى “حنان”:-
-هاتي العشاء هنا لجمال
-هغير هدومي الأول تكونوا جهزتوا العشاء على السفرة
قالها بلطف ثم وقف ليسأل عن هذه الفتاة التى لم يراها كالعادة فى عودته:-
-صحيح فين مريم؟
أشارت “حنان” على غرفة السفرة فأتجه إلى هناك ليراها تجلس وسط كتبها المنثورة على الطاولة الكبيرة وتذاكر بجد فجلس على المقعد المقابل ثم أخذ الكتاب فى يده وقال بسخرية:-
-بتذاكري وتجتهدي أمال مبتروحش المدرسة ليه؟
تركت القلم بعد أن أنتبهت لصوته فلم تشعر بدخوله، رفعت نظرها إليه ورأته جالسًا أمامها فتسارعت نبضات قلبها لا تعلم أهو توتر أم شوق بسبب عدم رؤيته لها كأنه يتعمد عن قصد ألا يراها، تبسمت بعفوية لأجله وقالت:-
-معقول شرفتني بشوفتك
تجاهل كلماتها ببرود ثم قال:-
-سألتك مبتروحيش المدرسة ليه؟ ولا ناوية تتفصلي منها قبل ما تنجحي؟ لو مش حابة التعليم قوليلي وأنا أوعدك أقعدك منه للأبد
تنحنحت بحرج شديد وهي تتذكر التنمر الذي تحصل عليه فى المدرسة، يعتقد بأنه أختار أفضل مدرسة لأجلها لكنها فى الواقع لا تتأقلم على أولاد الكبار والعائلات الغنية، لا تستطيع التعامل مع الشباب المُنفتحين هناك وكل شيء مباح لديهم فقالت بقلق وخوف منه:-
-مش عارفة أتعامل معها هناك، أنا كنت فاكرة أن هيبقي عندي صحاب زى أى حد لكن لا الولاد هناك طول الوقت بيضايقوني والبنات زيهم كل واحدة فاكرة أني هخطف منها الأكس بتاعها… مش عارفة أتعامل معاهم
أستشاط غضبًا مما يسمعه وأغلق قبضته محاولًا كبح غضبه وهو يحاول أن يستوعب فكرة أن هناك من يحاول مصادقتها فقط لأنها جميلة، لم يكن يعلم أنها تعاني فى هذا المكان ربما لأنها لا تتحدث أو لأنه تناسي أمرها بمجرد أن دخلت المدرسة كأنه أنهي واجبه نحوها، تحدث بضيق شديد ونبرة حادة قائلًا:-
-بكرة هتروحي المدرسة وأنا هبقي أعدي عليكي هناك لأن المدرسة اتصلت وبيقرروا فصلك بسبب الغياب
-أنا مش عايزة أروح أنت قولت أن ليك علاقاتك كثير وراجل جامد قولهم ميفصلونيش وأنا هدرس من البيت
قالتها بتذمر شديد ليقف من مكانه بضيق وقال:-
-أظن أنك سمعتي اللى قولتله ومفيش نقاش..
خرج من الغرفة غاضبًا وصعد إلى غرفته ليتصل بـ “شريف” ويخبره أن يأجل مواعيده غد حتى يذهب إلى المدرسة…
أستعدت “مريم” للذهاب إلى المدرسة بالأمر والأكراه منه، أرتدت زي مدرستها عبارة عن قميص أبيض وتنورة تصل لركبتها ثم نزلت للأسفل وشعرها مُنسدل على الجانبين وهناك فرقًا بمنتصف رأسها، رأته واقفًا يرتدي بدلة رمادية وقميص أسود فى أنتظارها ليقول:-
-أتاخرتي 5 دقائق يا نانسي
أجابته “نانسي” التى تحمل حقيبتها المدرسية بحرج من تحذيره:-
-على ما لبست والله يا جمال بيه
تفصحها بنظره ثم قال:-
-دا لبس مدرستك
أومأت إليه بنعم فخرج من القصر مُتمتمًا بضيق:-
-لابس مدرسة دا ولا كباريه
خرجت وراءه لا تعلم أهو غاضب من ملابسها فهل هى من صنعتها حتي يغضب بوجهها، تتذمر وتتأفف بضيق بعد أن أخذت حقيبتها من “نانسي”، فتح “صادق” لها الباب الخلفي حتى تجلس جواره، وجهها لا يخلو من العبوس والضيق، وصلت للمدرسة ثم ترجلت منها بعد أن قالت له بغضب سافر:-
-متلومنيش لو جالك مشاكل مني لأني مش هسيب حد يلمسني وأتفرج عليه
رحلت غاضبة مما فعله بينما فهم “جمال” ما تتعرض له داخل هذه المدرسة، فتح “صادق” الباب له ثم ترجل من السيارة بوقار وهيبة وأغلق زر سترته ليجد “شريف” قد وصل إلى المدرسة كما أتفق معه ثم أتجه الأثنين إلى مكتب المديرة فقالت:-
-لو مريم كانت قالت أن فى حد بيضايقها كنت خدت أجراء ضده لكنها مقدمتش شكوي ولا مرة
تبسم “جمال” بسخرية من هذه المديرة المنافقة فإذا جاء إليها رجل أعمال غيره ستقول نفس الجملة ليقول:-
-أنا بقي خدت الأجراء اللي يعجبنى
قدم “شريف” لها سند ملكية “جمال” للمدرسة وقال بجدية:-
-مستر جمال أشتري المدرسة وحقيقي أول قرار أخده هو فصل حضرتك لكن المرة دي ولأول مرة يتراجع عن قرار أخده وقرر يخليكي فى حين أن مريم لو تعرضت لأى أذي من أى طالب سيكون الثمن فصل حضرتك والتعرض للمسألة القانوني لأن كمنظمة تعليمية لا يسمح لأى طالب جواها بلمس طالبة لأن دا فى القانون أسمه تحرش..
أبتلعت المديرة لعابها بقلق ثم قالت:-
-إحنا تحت أمرك يا فندم وأوعدك أن مريم مش هتواجه أى صعوبة فى المدرسة هنا ولا أى أذية
وقف من مكانه بضيق ليغادر المدرسة بعد أن أمرها بفصل جميع الطلاب الذين تسببوا فى أذيتها من قبل حتى مهما كانت مكانة أباءهم ففي نهاية الأمر هو ليس بحاجة لمصاريفهم الدراسية …
_____________________________
“قصــــر جمــــال المصــري”
جلست “ولاء” مع الكوافير والفتاة تعتني بأطافرها جيدًا لتقول بدهشة مما سمعته:-
-جمال أشتري مدرسة!! ليه عشان مريم؟ وطرد سارة من القصر عشان مريم؟ مش ملاحظة أن حتى لو كان بيتجنبها يا حنان لكنه مهتم أوي بأمورها
تحدثت “حنان” بلطف عن هذه الفتاة قائلة:-
-مريم بنت رقيقة وجميلة، حضرتك لو جربتي تتعاملي معها هتعرفي أنها نقية جدًا من جواها وبريئة، ولو على الأهتمام فحضرتك أكتر واحدة عارفة الأمانة عند مستر جمال عاملة أزاى وهى أمانة أخوه مهما كانت وحشيته فهو هيصونها وهينفذ وصيته فيها ويمكن دا اللى خلي مختار بيه يثق فيه ويخليها تحت وصيته هو..
تأففت “ولاء” بضيق شديد ثم قالت:-
-لكن دا ميمنعش أن جمال مهتم بيها أكثر من اللازم
تبسمت “حنان” وهي تمد يدها إلى “ولاء” بكوب من الماء الساخن وقالت بلطف:-
-بالعكس طول الفترة اللى فاتت مسألنيش عليها نهائيًا لدرجة أنى حتى مقولتش لجنابه أنها مبتروحش المدرسة وبالتالي عرف من المدرسة نفسها لو كان مهتم كان سأل على الأقل على مدرستها وحتى مبيتابعش مع مدرسينها وسايب ليا الأمر كله
أخذت “ولاء” كوب الماء منها بتذمر ثم قالت بتمتمة:-
-أتمني فعلًا ميكونش مهتم بيها…
_______________________________
خرجت “مريم” من باب مدرستها سعيدة والفرحة تجعلها تتراقص من مكانها لتري “حسام” ينتظرها أمام المدرسة بسيارته فأخذها وأنطلق إلي القصر وهى تنظر إلى زي مدرستها الجديدة الموجود بجوارها على الأريكة عبارة عن بنطلون وتي شيرت بكم الذي أستلمته اليوم من مدرستها بسبب رغبة مالك المدرسة الجديدة لتعلم بأنها فعلته ربما شعر بالغضب من زيها صباحًا فقالت بتمتمة خافت:-
-بيغير!!
نظر “حسام” لها فى المرآة بقلق وقال:-
-بتقولي حاجة يا أنسة مريم
تبسمت “مريم” ثم أقتربت منه وقالت:-
-لما واحد يشوف واحدة بتلبس قصير ويقرر يجلبها بنطلون وتي شيرت واسع بدل اللبس القصير والضيق دا معناه أيه
أجابها “حسام” بجدية وعينيه لا تفارق الطريق:-
-بيغير عليها أو خايف عليها من عيون الناس
عادت للأسترخاء على مقعدها مُبتسمة بحماس ثم قالت:-
-فى الحالتين أنا مبسوطة
وصلت السيارة إلى القصر وكانت “مريم” فى عزة فرحتها التى تغمرها وطوال الطريق تفكر كيف تحسم الأمر لتعلم سبب غضبه الكامن فقررت أن تتصل بصديقاتها فى المدرسة ووافقت على الذهاب إلى الحفل معهم، أرتدت تنورة قصير تصل لأعلي ركبتيها وبدي حمالة للسهرة لامعًا وأرتدت فوقه البلطو الطويل الخاص بها، صففت شعرها بطريقة جميلة ووضعت مساحيق التجميل وأرتدت الكعب العالي الذي أصبحت مُتقنة فى أرتداه الآن، تسللت للخارج قبل أن تراها “حنان” التي تشبه العكسري الذي يوبخها دومًا ووجدت أصدقاءها فى سيارة أمام القصر بأنتظارها أنطلقت معهم لينطلق “حسام” بسيارته خلفها وبعد أن رأها تدخل إلى نادي ليلي معهم أتصل بـ “جمال” كي يخبره وأرسل له صورة لها مما جعله يشتعل غضبًا بعد رؤيته لملابسها وهى ترقص مع أصدقائها بعفوية، أخذ سترته وأنطلق من الشركة غاضبًا إلى حيث هي مما جعل “شريف” يُدهش من طريق رحيله عن الأجتماع كأن حل كارثة …
-إحنا أسفين جدًا…
أعتذر “شريف” من عملائهم على مغادرة “جمال” بهذه الطريق….
________________________________
وقفت ترقص مع أصدقاءها فجاء النادل إليهم بالمشروبات لتقول صديقتها:-
-جربي يا مريم هتعجبك أوي
نظرت “مريم” إلى الكوب بقلق من أن تفعل ويقتلها هذا الوحش الذي ينتظرها فى المنزل وقالت:-
-لا مش عايزه
لم تنتبه إلى “سارة” التى تقف فى الأعلي تراقبها وهى لا تصدق بأن “مريم” الفتاة البريئة دخلت مكان كهذا فأشارت إلى النادل على “مريم” ليقترب منها ويمد لها كأس من العصير فأخذته “مريم” بتلقائية وأرتشفت منه القليل لتبتسم “سارة” بمكر شديد ودلفت إلى غرفة مجاورة لمكتبها ووجدت “حازم” جالسًا هناك مع فتاة لتقول:-
-قومي يا بت من هنا
خرجت الفتاة لتنظر “سارة” إلى ابنها وقالت:-
-أستعد أنا جبلتك فاكهة طازجة هتستمع بيها كثير
نظر إليها مُطولًا لتشير له على الزجاج الموجود خلفه فنظر إلى الأسفل من خلف الزجاج ووقع نظره على “مريم” فتبسم بخبث وهندم ملابسه بسعادة تغمره مٌستعدًا لتذوق هذه الفتاة اليوم…
بالأسفل بدأت “مريم” تشعر بالدوران وأنها ستفقد وعيها قريبًا، توقفت عن الرقص بمنتصف المنصة ومسكت رأسها بيديها الأثنين لتشعر بأصابع تداعب ظهرها وخصرها فأبتعدت بغضب رغم حالتها ودفعت هذا الشاب بعيدًا الذي أنتهز الفرصة حتى يقترب منها، كادت أن تسقط لكنها حاولت الصمود ليقترب الشاب منها مرة أخرى وأخذها إلى الدرج الحديدي وهناك كان “حازم” ينتظر وصولها للأعلي حتى يأخذها لكن سرعان ما توقف الشاب فى المنتصف عندما مسك “جمال” ذراعه ولكمه بقوة تحمل الغضب الكامن بداخله، سقط الشاب وكادت “مريم” أن تسقط معه ليتشبث “جمال” بها بقوة لتسقط بين ذراعيه، نظر الجميع وتوقفوا عندما لكمه وفور رؤية “حازم” لـ “جمال” من الأعلي أختفي بخوف من لقائه، أنحني “جمال” قليلًا ليحملها على ذراعيه وخرج بها، تمتمت “مريم” بدون وعي قائلة:-
-بتغير!!
أندهش من سؤالها فنظر إلى وجهها وملابسها وتساءل هل فعلت كل هذا حتى تختبر غيرته، رفعت يدها إلي وجهه ليشعر بأناملها تداعب لحيته بلطف ثم قال:-
-أنا عملت أيه عشان تخاصمني؟
-فوقي يا مريم
قالها بنبرة حادة غاضب من لمسها إليه، تابعت الحديث دون وعي:-
-أنا بحب أسمي منك، أنت دافئ أوى يا جمال
أندهش من حديثها فهل سقطت هذه الفتاة بحبه أم ماذا؟ عن أن دفء تتحدثه وهو يتجاهلها تمامًا ، وصل إلى باب الخروج ليقدم الموظف له البلطو الخاص بها، أخذها إلى سيارته بعد أن فتح “حسام” الباب الخلفي له، جلس بجوارها وأنطلق “صادق” به، تتطلع بملامحها وهي على وشك فقد وعيها تمامًا لينظر إلى النافذة بضيق بعد أن وضع البلطو فوق جسدها وقال بتمتمة:-
-مين اللى صورك أن مروحاك لمكان زى دا هيخلينى أغار
سقطت رأسها على كتفه لتخبره بأنها فقدت الوعي تمامًا، نظر بجوارها حيث تجلس ليشم رائحة شعرها الجميلة وكأنها سحرًا ألقي عليه، وصلوا للقصر ليحملها على ذراعيه حتى وصل إلى غرفتها ووضعها بالفراش غاضبًا منها مُعتقدًا بأنها شربت الخمر حتى فقدت وعيها ولم يتوقع نهائيًا بأن ما يسير بداخلها مخدر أخذته غدرًا من امرأة تترصد لها …..
________________________________
جهزت “حنان” الإفطار وجلست “ولاء” بصحبته على السفرة لتقول بجدية:-
-هي البرنسيسة لسه نايمة
تنحنحت “حنان” بهدوء ثم قالت:-
-اه
تابع “جمال” تناول إفطاره بضيق مكبوح بداخله لا يصدق أنها وصلت لهذه المرحلة التي تجعله يرغب بقتلها فى الحال، وقف من مكانه بضيق شديد ثم قال:-
-هاتيلي القهوة على الجنينة يا حنان
خرج للخارج يفكر بما حدث من الأمس ورؤية هذا الشاب يأخذها ويديه تحيط بخصرها لا تفارق عينيه وتثير غضبه أكثر، فرك عينيه بضيق شديد ووصل إلى الأسطبل فأخذ فرسه “مرجان” فى جولة كبيرة ينفث بها غضبه الموجود بداخله حتى رأي “حنان” تضع القهوة على الطاولة ليأخذ “مرجان” للمنزل الخشبي ويتركه هناك، ألتف كي يغادر فرأها تقف أمامه بوجه أحمر من الخجل وقالت بنبرة خافتة:-
-سورى
وضع يديه فى جيبه بضيق شديد من فعلتها وبمجرد رؤيتها أمامه تذكر كيف وجدها وملابسها العارية والفيديو الذي أرسله “حسام” وهى ترقص بليونة مع أصدقائها ليشتعل غضبًا بعد أن نجح “مرجان” فى إخماد هذا الغضب، تابعت “مريم” بنبرة دافئة بعد أن أخذت خطوة نحوه بأسف هاتفة:-
-أنا أسفة والله أنا روحت مع صحابي عشان عيد ميلاد صاحبتنا
مسك ذراعها بقوة يقاطع حديثها بغيظ شديد ثم جذبها إليه بقوة حتى ألتصقت بصدره وقال بنبرة مُخيفة مُرعبة:-
-عيد ميلادها!! أنتِ عارفة أنا جايبك منين ولا الزفت اللى شربتي خلاكي مش فاكرة، طب عارفة أنا لو كنت أتاخرت عشرة دقايق كمان كنت هلاقيكي فين وكنتي هتكوني خسرتي أيه، ولا عادي بالنسبة لك أني أجيبك من حضن واحد
أبتلعت لعابها بخوف منه ثم قالت:-
-أنا مشربتش حاجة والله وممكن تسأل صحابي أنا شربت عصير بس
ضحك بسخرية عليها وهى تكذب أمامه ثم قال:-
-مكنتش أعرف أن العصير بيعمل دماغ..
دفعها بأشمئزاز بعيدًا وألتف كي يغادر فتشبثت بيده بضعف شديد وقالت:-
-أنا مشربتش حاجة من اللى فى دماغك ممكن تكون الريحة ومستعدة أحلفلك كمان
ألتف إليها بغضب شديد من هذا الحديث والكذب التى تتفوه به كأنفاسها، كاد أن يصرخ بها لتقول “مريم” بنبرة حزينة:-
-جمال
للحظة توقف العالم بهما عندما تفوهت بأسمه لأول مرة، تتطلع بعينيها بصدمة ألجمته وشعر بشيء بداخله يجذبها إليه ويدها تعانق يده بدفء، كادت أن تتحدث ليقاطعها هذه المرة بشفتيه سارقًا منها هذه القبلة التى رغب بها كثيرًا كلما رأها، أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة ألجمتها وأحتلت قلبها لتجعله ينبض بجنون بداخلها، شعرت بيديه تحيط وجهها كأنه يتحكم بحركتها حتى يستمتع بقبلته أكثر، بدأت تشعر بأنفاسها تنقطع وتكاد تفقدهما لتضربه على صدره بقوة محاولة أبعاده عنها ليفوق من شروده وهذا الشعور الذي تملكه ليُصدم من فعلته ويبتعد عنها بسرعة مُتحاشيًا النظر إليها وفر هاربًا منها لتضع يدها على فمها بدهشة أصابتها وسعادة تملكتها وجعلت قلبها يتراقص من الداخل ….
____________________________
“شـــركة الجمال جي أند ام للألكترونيات”
لاحظ “شريف” وهكذا الجميع غضبه المتزايد دون سبب، كلما عرض عليه أحد فكر رفضها بعناد وغضب، تساءلت “أصالة” بقلق شديد:-
-هو فى أيه؟
أجابها “شريف” بقلق حادقًا بوجه “جمال” الذي قال:-
-معرفش أكيد حصل حاجة لا حاجة أيه دى أكيد مصيبة
صرخ “جمال” بالساعي قائلًا:-
-أنا قولت قهوة زيادة
أجابها الساعي بنبرة خافتة خوفًا من غضب هذا الرجل:-
-حضرتك بتشربها سادة
تأفف بضيق شديد وهو يقول:-
-وعايز أشربها زيادة عند جنابك مانع ولا هتشربهالي على مزاج
تنحنح الساعي بحرج وأخذ فنجان القهوة وأنطلق للخارج، أقترب “شريف” من مكتبه بقلق وقال:-
-أنت كويس يا مستر جمال؟
رفع “جمال” نظره إلي “شريف” بنظرة غل وحقد وأشعل سيجارته ليبتلع “شريف” لعابه بقلق وسحب سؤاله، تنحنح “شريف” بلطف وألتف كي يغادر والفضول يقتله لمعرفة سبب غضبه، تأفف “جمال” بضيق وعقله لا يتوقف عن تذكر ما حدث وكيف خضع لجمالها وهزت كيانه طفلة صغيرة…
_____________________________________
“قصـــــــر جمـــال المصـــري”
ظلت “مريم” تنتظره فى الشرفة مساءًا وهو يتجاهل رؤيتها منذ ما حدث، دلفت للغرفة عندما دلفت “نانسي” تقول:-
-مش هتنامي
أستسلمت “مريم” للصعود إلى فراشها بحزن من فشلها فى رؤيته مرة أخرى كبقية الأيام، جلست “نانسي” جوارها حتى غفت فى نومها وأستعدت “نانسي” للمغادرة، وصل “جمال” للقصر مساءًا مُتاخرًا وأتجه إلى غرفته، أخذ حمامًا دافئ وصعد إلى فراشه بضيق وأغمض عينيه وقبل أن يخفو تمامًا فى نومه سمع صوت صراخ من الخارج أفزعه من محله وخرج ليُصدم ……..
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( روية جمال الاسود ) اسم الرواية