رواية للخلود كاملة بقلم نورهان جمال عبر مدونة دليل الروايات
رواية للخلود الفصل الثاني عشر 12
*رشدي*:رائد دلوقتي أمك أنا هطلقها وانت قدامك إختيارين تقعد معايا أو معاها ،هتختار مين
أندهشت صابرين مما قاله رشدي وعجز لسانها عن التحدث من صدمة ما سمعته وخافت كثيرا من أن يختار والده ويتركها فليس لها سواه ابناً وأخاً وصديقاً وسنداً
أما رائد صمت قليلاً ثم قال : أخترت أمي
فأحمر وچه رشدي غضباً وظهرت عروقه من شدة الغيظ ثم قال بكل غضب وبأعلى صوت :نص ساعة تلموا حاجتكم وملمحش حد فيكم ثم تركهم وضرب الباب بقوة مما أفزع كلٌ من صابرين ورائد
بعد مرور وقتٌ قليل
*رشدي*:أنتي طالق بالتلاتة ،واستني عندك هاتي دفتر التوفير اللي معاكي ودهبك وحاجتك تسبيها أخرك الهدوم اللي عليكي
نظرت له صابرين نظرة إشمئزاز ثم قالت :امتى هتبطل الحقا*رة دي
*رشدي بغضب*:أخرسي وكان سيصفعها قلماً على وچهها
لولا رائد الذي منعه
*رائد بعقلانية*:بما إنها مش على ذمتك يبقى مش من حقك إنك تضربها بالإضافة إلا إنك بتقولها دهبك وحاجتك يعني مش من حقك إنك تاخدها منها ،دفتر التوفير هتاخده غير كدة لأ وبعد إذنك خلينا ناخد حاجتنا ونمشي بكل هدوء
______
في التاكسي المتجه للمطار
*صابرين*:مفيش حجوزات النهاردة اول حجز بكرة الصبح
*رائد*:خلاص نروح اي فندق نِبات فيه النهاردة
______
في الفندق
*صابرين*:جبت منين الفلوس اللي دفعتها للتاكسي والفندق
*رائد*: اتعلمت منك مصرفش فلوسي ع الفاضي واسيبها للضروري بس عشان كدة عرفت أحوش فلوس
*صابرين*:الحمد لله كنت خائفة اوي لما سكت لما باباك خيرك بيني وبينه
*رائد*:مش قولتيلي قبل لما تتخير بين حاجتين قارن و ده اللي عملته ،لاقيت محدش بيهتم بيا غيرك لما احتاج لحد مش يلاقي غيرك لما اتعب انتي اللي بتداويني وف المدرسة انتي اللي متابعاني وبتذاكريلي حتى في اللعب لما كنت صغير انتي اللي كنتي بتلاعبيني محدش وجهني وعرفني الصح م الغلط غيرك انتي اللي بتساعديني ابني شخصيتي وبعدين مش رجولة يعني اسيبك لوحدك وانتي قمر كدة
فأبتسمت صابرين فقال رائد:اديكي احلويتي اكتر
_____
*أمنية*:ليه مامتك رجعت مصر بعد ما حياتكم استقرت هناك ،كان ممكن تأجر اي مكان تاني وتسكنوا فيه
*رائد*:تقدري تقولي إنها حبت تبدأ حياة بعيدة عن بابا خالص
*أمنية*:طب هي ليه مخدتش الخطوة دي من زمان ،ليه أستنت لحد ما والدك طلقها وطردها
*رائد*:يمكن عشان مكنش ليها حد من عيلتها كلهم توفوا نتيجة حريقة كبيرة في بيتهم بعد جوازها علطول ،ده غير أنها كانت خائفة من كلام الناس وخائفة من نظرتهم ليها كمطلقة ،وحبت تدي لوالدي فرصة يمكن يتغير ،ومكنتش حابة إنهم ينفصلوا عشان تحافظ عليا وعشان ابقى شخص سوي
متأكد إن كل دي أفكار وغيرها كتير خليتها تصبر كل ده
*أمنية*:مامتك مجرد الكلام عليها خلاني أكِن ليها كل الإحترام ،وبقى جوايا ليها مشاعر مختلطة فخورة جدا بقوتها ومعجبة بتربيتها ليك حزنت جدآ عليها وخاصة لما مسؤلياتها زادت لأن في طفل تاني جاي ،واتعصبت جدا منها عشان فضلت مستحملة كل ده بس عذرتها لما عرفت سبب صبرها ،ليك الحق إنك تختار تكمل معاها ،وأيه اللي حصل لما رجعتوا مصر
*رائد*: جدي عرف أننا رجعنا مصر وضميره أنبه وحس إنه السبب في اللي بيحصلنا بسبب تربيته عشان كدة رفض إننا نقعد لوحدنا وأصر إنه ياخدنا ونعيش معاه ومامتي وافقت
إعتقادا منه إنه بيكفر كدة عن ذنبه
بصراحة عشنا فترة هادئة بلا خناقات ولا أي إزعاج بس بالرغم من كدة كانت مامتي تعبانة جداً وقولت إنه اكيد م الحمل وكدة بس كانت دائما بتقولي متشغلش بالك وبدعي ربنا اللي بحس بيه دلوقتي وبفكر فيه ميحصلش فعلاً
فصمت رائد ف رتبت أمنية على يده برفقك ثم قالت بهدوء
*أمنية*:كمل يا حبيبي
أكمل رائد حديثه بصوت خافت ووجه باهت
*رائد*:جيه اليوم اللي مبقاش فيه لا شمس ولا قمر يوم كله غيوم سماه بليل أفتقرت للنجوم ،اليوم اللي أمي ولدت فيه هو نفس اليوم اللي ماتت فيه ،ماتت وهي بتولد عشان حالتها النفسية اثرت عليها جامد ده غير أن ضغطها عِلي وحصل نزيف ف توفت
فأخذ رائد نفس عميق وأغمض عيناه محاولاً تمالك أعصابه
*أمنية*: حبيبي ممكن توقف كلام ومتضغطش ع نفسك أكتر من كدة
*رائد*:متخافيش أنا كويس وهكملك الحكاية للأخر،
ثم أبتسم عن كل حزن أصابني ودمعة سالت وضيق غمرني ربي عوضني ،عوضني عن كل ده بأحلى أخت في العالم ،كانت حاجة كدة صغننة اوي شايلها ،عيشت أنا وهي مع جدي وتربيتها
فملئت الإبتسامة وجهه ولمعت عيناه وأكمل حديثه قائلاً
لسة فاكر كل تفصيلة خاصة بيها فاكر إني اول حد شيلتها ،فاكر اول مرة فتحت فيها عينيها كانت عشان تشوفني وتعرفني ،أول مرة كانت فيها بتلاغي،أول ضحكت فيها ضحكة جلجلت المكان كله ههه ،أول مرة أكلت فيها كانت من إيدي ،أول مرة كانت بتحبي فيها ع الأرض ،أول خطوة خطيتها،أول كلمة قالتها كانت بابا قالتها وهي بتبصلي
وبتضحك،لسة فاكر أول يوم راحت فيه الحضانة واول مرة مسكت فيها القلم واول مرة كتبت واول مرة قرأت، كنت طائر م الفرحة وانا يشوفها كل مادا تكبر قدامي ،إحساس حلو اوي وانت شايف حد وحاسه حتة منك بيتحرك وبيلعب قدامك وبيلطف حياتك كلها ،لسة فاكر لما بعدت عنها كام وقلبت البيت كله عياط ومسكتتش غير لما جيت،ذكرياتها محفورة جوايا حسيت إن حياتي بدأت لما هي جت الزقردة اللعبة دي قدرت تخلي لحياتي طعم ومعنى وجودها كان روح قادرة تخليني أعيش وأكمل حياتي
وفجأةً شعر رائد بإرتعاش فظيع سيطر عليه وأحمرت عيونه وكأنها بركان ثم مسح وجهه بيداه وقال لحد ما حصلت الحاجة اللي أمي كانت خائفة إنها تحصل وبتدعي دائماً إنها متحصلش
*أمنية*:طب وأيه اللي خايفة منه يحصل
*رائد*:هتعرفي وانا بكملك اللي حصل معايا
__
#للخلود
#نورهان_جمال
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية للخلود ) اسم الرواية